ان استقطاع أعمال إسماعيل عبد الحافظ الدرامية هو أشبه باستئصال جزء
كبير من وعي وثقافة الكثيرين من أبناء هذا الوطن، ليس لكونها مثلت مرآة
عاكسة لما يحدث في المجتمع وإنما لأنها ساعدتنا لمعرفة بعضنا البعض،
بحراوية واسكندرانية وصعايدة وشراقوة من خلال شخوص وأحداث شديدة الواقعية
والصدق ساعدت علي امتداد وانتشار الخصائص المصرية العريقة في كل النجوع
والقري والحارات والقصور، وأكدت بيقين ووعي اكتشاف أنفسنا مرة أخري
والتحامنا بمشاكل واوجاع واحدة متشابهة حتي وأن اختلفت الطبائع وبعدت
المسافات، فالنيل العظيم الذي يجري علي امتداد الوطن والحلم ينهل منه
الجميع. فقدم لنا مصر بكل ألوان طيفها في لوحات درامية شديدة التميز
والاتقان والابداع، توهجت علي الشاشة وتسللت داخل بيوتاتنا من غير خدش حياء
بناتنا وزوجاتنا.
ولد اسماعيل عبد الحافظ في كفر الشيخ (15 مارس 1941 – 13 سبتمبر2012 )
وتخرج في كلية الآداب رافضا العمل معيدا بالجامعة، وامتهن الفن الذي كان
يعشقه ليقدم أكثر من 30 عملا فنيا شكلوا ملامح رئيسية في الدراما العربية،
ويكفي أن نذكر اسماء تلك الأعمال لنعرف جيدا قيمته الفنية ( ليالي الحلمية
– المصراوية – الشهد والدموع- عفاريت السيالة – حدائق الشيطان- شارع
المواردي- عدي النهار- كناريا – الاصدقاء- امرأة من زمن الحب- خالتي صفية
والدير- الوسية- الموج والصخر, حتي آخر أعماله ابن ليل).
ارهاصات ثورة
مناضلات، ربات بيوت، فلاحات، عاملات، راقصات، غواني, هوانم, ارامل،
ثكالي، كلهن أعتني بهن، وقدم كشفا يوميا عن رحلات حياتهن، بما لهن وما
عليهن، فعشقنا من عشقن منهن وعذرنا من عذرن، لكننا أحسسنا بأنهن ودون
استثناء معجونات مطحونات بطين هذا البلد حتي وأن اختلفت السبل والمقاصد،
كما استطاع أن يرصد بكاميرته ارهاصات العمال والطلبة والمثقفين وألمح في
كادراته الخالدة أنها بداية لحدث كبير يعتمل في الصدور، ربما ثورة شعب لم
يستكن يوما ولم يخضع لأي مستعمر، لم يخف الرجل أي تفصيلة أو ظاهرة
اجتماعية، ولم يتلبس يوما بأنه بوق لنظام أو فترة أو عهد، كان يقدم أعماله
لمصر، مصر الأم والوطن الكبير من المحيط إلي الخليج.
ان اسماعيل عبد الحافظ الفرد البسيط الحالم نجح فيما لم يفعله
الكثيرون ممن ملكوا السطوة والنفوذ، واستطاع أن يجمع الملايين وهم يحلمون
ويحلقون مع أعماله التي ناضلت من أجل الفقراء والمهمشين ودافعت عن قضاياهم
وأحلامهم، وفي الوقت ذاته لم يعاد الاغنياء والصفوة، بل كان أمينا في رصد
مزايا واخطاء الجميع ودون افضلية فئة علي أخري، ربما مثلت أعماله الشعبية
الجزء الأكبر من جداريته الدرامية، وذلك لأن جدارية الوطن تزدحم بوجوههم
الشقيانة في كل ركن من اركانها، فكان عليه أن يرصد بضمير المؤرخ وحيادية
المستنير في اعطاء النسب الحقيقية دون زيادة أو نقصان.
قراءة مصر علي الشاشة
يمكننا بسهولة قراءة تاريخ مصر من خلال أعماله بسهولة شديدة وسلاسة
ممتعة وتتابع منظم ومحكم، مع الاحتفاظ بروح وشكل وخصائص وتفاصيل كل مرحلة
بمفرداتها اللغوية والشعبية وملابسها ورائحتها ونزقها وهدوئها، بألقها
وقبحها، بطيبتها وعنقوانها، دون الدخول في سراديب ودهاليز الرمزية التي
تشوه المعاني وتفقدها مضامينها، سواء كانت الاحداث في عشش أو قصور، في بيوت
البسطاء أو بنايات المنتفعين، وبحرص بالغ علي تكثيف الاكسسوارات الحسية
والمادية والسياسية والثقافية والاجتماعية التي تجعل المتابع ينسلخ من
واقعه ويدخل في الحدث مباشرة ودون عناء، والاهم من كل ذلك أن الرصد والطرح
يتسم بالشفافية والحيادية.
هو ابن الواقعية الجديدة التي فرضت سطوتها علي الدراما التليفزيونية
وطرحت رؤي ومفاهيم جديدة لم تكن متاحة، لكن كاميرته الوفية وحسه الشعبي
الخالص بطباع ابناء البلد استطاعت أن ترصد حتي الهمهمات وخصائص هذه الطبقة
العظيمة التي حملت علي اكتافها آلام وافراح المصراوية منذ عهود السخرة
والاقطاع حتي بشائر النصر، فما أحوجنا اليوم ليرصد لنا تلك المتغيرات
الخطيرة التي طرأت علي الشخصية المصرية وفقدت بعضا من سماتها الاصيلة في
تلك الايام المرتبكة.
قدم اسماعيل عبد الحافظ كشف حساب لكل فئات الشعب بأمانة وصدق وبحب
شديد ووطنية لا تقبل المزايدة أو التأويل، فجاءت شخوصه صادقة ومعبرة عن
الواقع سواء اختلفنا أو اتفقنا مع اهوائهم وتطلعاتهم, باشوات كانوا أم
بلطجية، مدعين أم وطنيين، حالمين أو تجار السوق السوداء، فكانت تلك الاعمال
ذاكرة خصبة للامة ودفترا لاحوالها علي الأصعدة كافة، وبتفاصيل حياتية دون
تشويه أو تجميل يفقدها مصداقيتها، كل الشخوص حقيقية من الناس وإلي الناس،
وكانت المبالغة خطوطا حمراء لا يقبل الاقتراب منها فلم يكن في حاجة إليها
وهو يعلم جيدا أسرار الشخصية المصرية بكل متناقضاتها.
اكتشاف معادن الناس
استطاع اسماعيل عبد الحافظ أن يعيد اكتشاف انماط بشرية وطوائف غابت
وسط عمليات التشويه التي مورست علي المجتمع المصري، فأزاح عنها الغبار
وأظهر أفضل ما فيها لتندمج مرة أخري مع المجتمع بعد فترة من الخصام
والغربة، ضاربا بقوة ناقوس الخطر حول الظواهر السلبية التي بدأت تتسرب إلي
مجتمعاتنا في محاولة لتغيير ملامحه الاصيلة، فجاءت أعماله لتحرضنا علي
الالتفاف والالتحام مع بعضنا البعض دون اقصاء أو انكار لفئة علي أخري،
مؤكدا بكادراته أن وحدتنا هي سر قوتنا التي تجعل من ارادتنا سدا منيعا يمنع
اختراقه بأي ظواهر مستحدثة من هنا أو هناك.
لم تكن الصورة ونقاؤها وتفاصيلها الفنية هي شغله الشاغل بل كان
التكوين الجمالي لروح الشخصية المصرية الذي ربما لا يظهر للعين المجردة هو
ما كان يهتم به ويحرص علي تكثيفه، لذلك فأن أعماله ليست فقط صالحة للمشاهدة
علي الدوام، ولكنها تملك عند كل مشاهدة القدرة علي شد الانتباه لأن المتلقي
يكتشف عبقريتها وتوهجها وحرفيتها العالية.
تعامل كل ممثلي مصر الكبار مع اسماعيل عبد الحافظ، وقدموا معه أجمل
ادوارهم علي الاطلاق، ولكن عند تدقيق النظر والامعان الجيد نكتشف بأنهم
جميعا ودون استثناء كانت لهم الحظوة والتميز والتألق في أعماله، حتي أن كشف
حسابهم الفني يقترن باسمه في العديد من الأعمال، أما عن تلك المواهب
المتمكنة التي اعاد اكتشافها لا يمكن بأي حصرها لأنها تشتمل علي كل نجوم
مصر، والغريب أن هناك بعض الاسماء اللامعة التي اقترنت به ضلت طريقها في
كثير من الاحيان عندما كانت تعمل مع الآخرين، فالرجل كان يعلم اسرار
وامكانات الكثيرين ممن توهجوا معه وفقدوا هذا التوهج مع الآخرين، كما انه
كان قادرا علي إخراج أفضل ما لديهم. وكثيرون اكتفوا بالعمل معه فقط، ولو
حاولنا تتبعهم فأننا بذلك نتتبع أعماله.
سيمفونيات درامية
اقترن اسم اسماعيل عبد الحافظ بالمبدع الكبير اسامة أنور عكاشة وقدموا
معا سيمفونيات درامية نظن انها لن تتكرر مرة أخري، وتلاقت رؤاهم وافكارهم
معا في العديد من الاعمال التي مثلت صروحا قوية وعلامات مضيئة في تاريخ
الدراما المصرية، وربما أدرك الاثنان في وقت مبكر عزوف الناس عن القراءة،
فجعلوا من شاشات التليفزيون كتبا مرئية ومسموعة لكل فئات المجتمع ممن حصلوا
علي قسط يسير من التعليم أو ممن فاتهم القطار بأكمله، فكانت عمليات التثقيف
والتنوير لتلك الفئة المظلومة من ابناء المجتمع مستمرة من خلال أعمال تهتم
بمشاكلهم.
كان يضع نصب عينيه الامي قبل المثقف، العامل قبل المهندس، الرعية قبل
الراعي، فالتفت حوله الجميع لأن كل واحد له نصيب من المشاهدة لا يقل عن
الآخر، وفي الوقت ذاته يضع يضع نصب عينيه فئات أخري من المجتمع اهتم بتسليط
الضوء عليها.
الأهالي المصرية في
18/09/2012
محمد مسعود يكتب :
إسماعيل عبدالحافظ اصطدم بـ«وسية» الإخوان وترك لهم
«جمهورية زفتى»!
.. ربما كان التاريخ الذي صنعه والأعمال التي حاكت وارخت لمجتمع عاني
فيه البسطاء، غير كافيه لاراحته وتكريمه في ايامه الاخيره، قبل ان يرحل
والحزن يمزقه.. قبل ان تموت ابتسامته المخلوطه بكاريزما الرجل ذي الجلباب
الذي شيب الدهر شعره. إسماعيل عبد الحافظ الذي قدم لمصر روائع تليفزيونيه
تخطت الثلاثين، مات حزينا، بعد ان خذلته حكومه البلد التي قدم لها الكثير،
ولم يقدم له نظامها الحالي سوي التجاهل، فهو في نظرهم مجرد مخرج، رجل يقوم
باخراج اعمال اعتبرها مرشد الاخوان مضيعه للوقت.. ويضعها المتشددون تحت
المسمي السحري الذي يطلقون عليه «الحرام». ولعل تورط الحكومه في تصريح يفيد
بعلاج عبد الحافظ في الخارج علي نفقه الدوله بناء علي تعليمات الرئيس مرسي،
ثم رجوعهم في القرار خير دليل علي ذلك.. فليمرض من يمرض وليتالم من يتالم،
فهو في النهايه ليس منهم ولا ينتمي الي تيارهم.. فاسماعيل عبد الحافظ لم
يكن وليا من اولياء الله الصالحين، حتي يعالج علي نفقه الدوله؟، ولم يكن من
اصحاب الالسنه التي تحتاج الي قطعها ممن يطلقون علي انفسهم مشايخ ويسبون
ويلعنون ويكفرون كل من يختلف معهم في نظام الحكم او حتي الراي، لذا «فخساره
فيه» ان تنفق اموال الدوله علي علاجه، لانه لا يستحق.. ولا يستحق اي شخص
ينتمي الي هذا الوسط ان يتم علاجه علي نفقه الدوله التي اصبحت - الان -
تحمل نفس الاسم لعمل شهير صاغته بحرفيه يسري السيوي واخرجه عبد الحافظ
وهو مسلسل «الوسيه»، وسيه لا نعرف ولن نعرف شيئا عن كيفيه ادارتها.. عن
مواردها وعن امور الصرف فيها.. ما عليك الا ان تعمل ولا تجادل ولا تناقش..
والا ستجد السياط تنهش في لحمك.. ان لم تكن سياط الحاكم، فهي سياط مريديه
التي تحولت الي السنه اشد فتكا.. رفض اسماعيل عبد الحافظ ايادي عربيه امتدت
اليه لتحمل نفقات علاجه وتخفيف الامه، لكنه رفض، ابي ان يتولي علاجه امير
لا يحمل جنسيته.. رفض ان يقدم لشخص في قامته احسان من احد، ظنا منه ان وطنه
سيتكفل بعلاجه، ولم لا، وهو الذي ساهم في تشكيل وجدان الملايين باعمال ذات
قيم اجتماعيه تنتصر دوما للبسطاء والفقراء.. لكن يبدو ان عم اسماعيل حسبها
غلط.. فهم خذلوه.. ولم يجد امامه سوي ان يبيع اثاث منزله، ومجوهرات زوجته
التي اشتراها لها من ماله الخاص.. ولم يفكر ان يمد يده للغريب، فالمجوهرات
ليست اغلي من الكرامه، واثاث منزله، لن يكون اهم من صحته التي انفقها في
سبيل اسعادنا باعمال لم تمر مرور الكرام.
في عام 1983 بزغ نجم المخرج الكبير اسماعيل عبدالحافظ باخراج الجزء
الاول من رائعه «الشهد والدموع» الذي حقق نجاحا كاسحا، حول صاحبه من مجرد
مخرج في بدايه الطريق، لاحد اهم مخرجي الدراما المصريه، لم يكن عبد الحافظ
يصدق ان الجزء الاول من العمل سيلاقي هذا النجاح الطاغي الذي تحقق بفضله
وشريكه، عميد الادب التليفزيوني الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة.
موقع "أخبارك" في
22/09/2012
الزعيم والعمدة والفخرانى والشريف ومنصور العيسوى ووزير
الإعلام فى مقدمة الحضور..
عزاء شعبى لإسماعيل عبد الحافظ يضم رموز الفن والسياسة
والأدب
كتب العباس السكرى ـ تصوير سامى وهيب
تلقى الفنانون محمد عبد الحافظ وصلاح السعدنى ومحمد وفيق وفتوح أحمد
والمخرج المسرحى حسن عبد السلام والمخرج محمد فاضل، عزاء المخرج الراحل
إسماعيل عبد الحافظ، مساء أمس الأحد، بمسجد الحامدية الشاذلية.
وظهر حجم عطاء المبدع الكبير داخل سرادق العزاء، حيث ضم المئات من
صناع الفن السابع، ورجال السياسة، وأفراد من الشعب المصرى، وحرص وزير
التنمية المحلية أحمد زكى عابدين ووزير الإعلام صلاح عبد المقصود وصابر عرب
وزير الثقافة، ومنصور العيسوى وزير الداخلية الأسبق، وحمدين صباحى مؤسس
التيار الشعبى، وعزازى على عزازى محافظ الشرقية السابق، وشاكر عبد الحميد
وزير الثقافة الأسبق، وسعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات
على تقديم واجب العزاء.
وشهد عزاء الراحل حضور لفيف من نجوم الفن المصرى، يأتى على رأسهم عادل
إمام، نور الشريف، يحيى الفخرانى، يوسف شعبان، محمود حميدة، خالد زكى، عزت
أبو عوف، محمود ياسين، ممدوح عبد العليم، فاروق الفيشاوى، أشرف زكى، محمد
رياض، كمال أبو رية، أشرف عبد الغفور، سامى مغاورى، أحمد بدير، إبراهيم
يسرى، محمد كامل، محمد متولى، هادى الجيار، محى الدين عبد المحسن، فاروق
فلوكس، فاروق الرشيدى، حسن كامى، محمد هنيدى، أحمد آدم، أحمد السعدنى، صبرى
فواز، ياسر جلال، لطفى لبيب، صلاح عبد الله، رشوان توفيق، عمرو عبد الجليل،
أحمد شاكر، خليل مرسى، رياض الخولى، نبيل الحلفاوى، يوسف فوزى، سناء شافع،
وعدد كبير من جميع الأجيال الفنية المختلفة.
كما حرص السينمائيون الذى ينتمى إليهم المخرج على التوافد لتقديم
الواجب، حيث حضر فور بدء العزاء ممدوح الليثى رئيس اتحاد النقابات الفنية
والمخرج على بدرخان ومسعد فودة نقيب السينمائيين، والمخرجون تيسير عبود،
مجدى أبو عميرة، أحمد البدرى، أمل أسعد، رامى إمام، خالد يوسف، عمرو
عابدين، عمر عبد العزيز، هانى إسماعيل، رباب حسين، حسنى صالح، وآخرون، وشهد
العزاء توافد كبار كتاب السينما والدراما على رأسهم وحيد حامد، محمد صفاء
عامر، يسرى الجندى، محمد جلال عبد القوى، كرم النجار، مدحت العدل وآخرين،
ومن المنتجين إسماعيل كتكت، صفوت غطاس، محمد فوزى، محمد العدل، وآخرين،
إضافة إلى عدد كبير من مديرى التصوير ومديرى الإنتاج، وأعداد غفيرة من
الكومبارسات التى ظهر حزنها على فراق الراحل، قائلين "كان بيتعامل معانا
أفضل من النجوم".
وبالدموع قدمت نجمات الفن عزاءهن فى وفاة الراحل، حيث حرص على حضور
العزاء كل من إلهام شاهين، ليلى علوى، صابرين، رانيا فريد شوقى، ماجدة زكى،
غادة إبراهيم، دلال عبد العزيز، وفاء عامر، نرمين الفقى، فردوس عبد الحميد،
لوسى، نورهان، ليلى جمال، رجاء الجداوى، سهير المرشدى، صفاء الطوخى، ميرنا،
دنيا عبد العزيز، منة فضالى، ريم البارودى، ميرنا المهندس، مادلين طبر،
زيزى البدراوى، فريال يوسف، لقاء سويدان، وآخرين.
وحضر المطرب على الحجار والموسيقار عمار الشريعى والشاعر سيد حجاب،
والكتّاب الصحفيون أكرم القصاص، عادل السنهورى، يوسف القعيد، فريدة
الشوباشى وغيرهم، لتقديم العزاء فى المخرج الكبير الراحل.
اليوم السابع المصرية في
17/09/2012
سميرة عبد العزيز:
جلست مع عبد الحافظ فى بروفات "أهل الهوى" ولكن لم يشأ
القدر أن نتعاون معا
الإسكندرية - عمرو صحصاح
صرحت الفنانة سميرة عبد العزيز لـ"اليوم السابع" أنها ستنتهى من تصوير
دورها فى مسلسل "أهل الهوى"، خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل، حيث
أوضحت أنها يتبقى لها عدد قليل من المشاهد سيتم تصويرها فى أحد بلاتوهات
مدينة الإنتاج الإعلامى.
وقالت عبد العزيز، إنها تجسد ضمن أحداث المسلسل دور والدة سيد درويش،
وهى من أكثر الشخصيات المؤثرة فى فنها فقد ربته على الفن والإبداع
والأناشيد منذ الصغر حتى أصبح رمزا من رموز الفن المصرى.
وأشارت الفنانة القديرة، إلى أن هذا المسلسل كان من المفترض أن يخرجه
المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، والذى بدأت معه جلسات بروفة على دورها
بالمسلسل، بعد أن تم ترشيحها للدور، ولكن القدر لم يقف معها حتى يجمعهما
أول تعاون بينهما، نظرا لتوقف جلسات العمل أثناء البروفات العام الماضى،
وبسبب عدم وجود سيولة مالية مع الجهة المنتجة وقتها.
"أهل
الهوى"، من بطولة فاروق الفيشاوى وإيمان البحر درويش ومادلين طبر والراقصة
دينا وعماد رشاد وسميرة عبد العزيز ومحمد لطفى وعفاف رشاد وألفت عمر، من
تأليف محفوظ عبد الرحمن، وإنتاج قطاع الإنتاج، وإخراج عمر عبد العزيز.
اليوم السابع المصرية في
17/09/2012
السعدنى:
سعادتى بالتكريم تبدلت حزناً على فراق إسماعيل عبد الحافظ
الإسكندرية - محمود التركى
أوضح النجم صلاح السعدنى أنه عاش أياما سعيدة فى الفترة الأخيرة
لتكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، لكن سعادته ذهبت وحل مكانها الحزن
بعد سماعه خبر وفاة صديقه المخرج إسماعيل عبدالحافظ، مشيرا إلى أن الحزن
يسيطر عليه ولا يستطيع تمالك نفسه.
وطلب السعدنى خلال ندوة فاعليات مهرجان الإسكندرية السينمائى من
الفنانين والنقاد الحاضرين التحدث عن مسيرة المخرج الراحل إسماعيل
عبدالحافظ، حيث قالت المخرجة إنعام محمد على إنها من جيل إسماعيل عبدالحافظ
الذى يشكل الرعيل الأول من جيل التليفزيون الذى تأسست الدراما التليفزيونية
على أكتافه، مشيرة إلى أن مشوار عبدالحافظ بدأ منذ الستينيات من القرن
الماضى، بروح إنسانية جميلة تميزت بالصداقة والصدق والطيبة، وأنه استطاع أن
يحفر لنفسه اسما مميزا فى الدراما التليفزيونية وقالت: «رحم الله إسماعيل
عبدالحافظ الذى ستبقى أعماله وإبداعاته حاضرة بيننا».
وقالت الفنانة سميرة عبدالعزيز إنه رغم علاقة الصداقة التى كانت
تجمعها بالمخرج الراحل فإنها لم تشاركه للأسف فى أى عمل درامى، وأن
مسلسلاته تركت بصمة فى الدراما التليفزيونية ومنها رائعته «ليالى الحلمية»
التى انفعلنا جميعا بشخوصها وشعرنا بأنها تعيش بيننا، وهو ما نفتقده فى
المسلسلات الحالية التى تبعد كثيرا عن الأسرة المصرية وبها مناظر عنف ودماء
وشتيمة لا تمت لمجتمعنا بصلة.
وقال محفوظ عبدالرحمن إن إسماعيل عبدالحافظ يحتاج إلى دراسة متأنية
لكى نفهم أعماله، وأنه يتمنى أن يقام احتفال كبير بعد فترة معينة، يليق
برائد من رواد الدراما فى مصر، مشيراً إلى أنه تربطه علاقة صداقة قوية
بالمخرج الراحل بدأت منذ أيام الدراسة، وهو مخرج واضح وبسيط ومحدد فى عمله.
وأشار صلاح السعدنى إلى أنه لا يستطيع أن يعبر عن حالة الحزن بداخله
لأن إسماعيل عبدالحافظ يعد نموذجا للإنسان المبدع الطيب، الذى لا يرد أى
أحد يريد العون منه، وأنه كان دائما مع الناس ويعمل ما ينفع الناس، وقال:
الناس تلقبنى بالعمدة لكن العمدة الحقيقى هو إسماعيل عبدالحافظ مخرج مسلسل
«ليالى الحلمية» الذى حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه ومازال الجمهور يشاهده حتى
الآن.
وأشار السعدنى إلى أنه بعد الجزء الأول من «ليالى الحلمية» حدثت مشكلة
بين عبدالحافظ والمؤلف أسامة أنور عكاشة، حيث تباطأ السيناريست فى كتابة
الجزء الثانى مما دفع المخرج إلى السفر لإحدى الدول العربية لكى يقوم
بتصوير مسلسل «شارع المواردى» وغضب عكاشة من ذلك الموقف وحدث خصام كبير بين
المبدعين، ولم يستطع أن يعيد أواصر الود بينهما مرة أخرى إلا رجلا يدعى
الحاج إبراهيم نافع.
وكشف السعدنى عن تعرضه لظلم كبير فى فترة السبعينيات من القرن الماضى
وقت حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما صدر أمر بإبعاده عن
التمثيل مع مجموعة أخرى من الصحفيين الذين منعوا من العمل بمهنة الصحافة،
وكان فى ذلك الوقت أبرز نجوم جيله، لكن ذلك الأمر جعل مسيرته الفنية تتوقف،
وقال إنه راض عن ذلك وراض عما قدمه فى مشواره الفنى، وقال: كنت سأقوم بدور
فى مدرسة المشاغبين لكننى اعترضت على مساحته لأنه تم تقليله جدا ليذهب بعد
ذلك الدور إلى أحمد زكى، كما أنه بعد إبعادى من قبل وزارة الثقافة عرضت على
مسرحية «العيال كبرت» لكن فى نفس الوقت صدر قرار بعودتى مرة أخرى لمسارح
الدولة، فسارعت على الفور بقبول عمل مسرحى بعنوان «العمر لحظة» وتركت
العيال كبرت وذهب دورى بها إلى أحمد زكى، مشيرا إلى أنه قبل العمل المسرحى
الآخر لكى يثبت أن الأمور عادت لمجاريها مع وزارة الثقافة.
وقال السعدنى إنه كثيرا ما دفع فاتورة أراء شقيقه محمود السعدنى
السياسية وتمت مضايقته فى العمل وإيقافه، أما عن عمل ابنه أحمد السعدنى فى
التمثيل فقد أكد الفنان الكبير أنه فوجئ بابنه يريد دخول عالم الفن، وأنه
لم يتوسط له فى أى شىء وأضاف السعدنى ساخرا: يبدو أن ظروف البلد كانت تجعل
كل ابن يعمل فى مهنة والده، ويبدو أكثر أن مبارك عمل سنة التوريث العظيمة «بتاعة
جمال» فى كل حاجة بالبلد.
وحول عمله مع المخرج يوسف شاهين قال إن شاهين واحد من أبرز المخرجين
فى تاريخ السينما وأنه ذهب للعمل معه فى فيلم «الأرض» وفوجئ بأنه مخرج
مختلف ومميز، حيث طلب من الفنان محمود المليجى أن يعيد مشهدا حوالى 26 مرة
حتى يستخرج منه أداءً طبيعيا بعيدا عن صنعة التمثيل وهو الدرس الذى ساعده
كثيرا فى مشواره الفنى.
وأضاف السعدنى أنه اعتذر عن المشاركة مع شاهين فى فيلم «إسكندرية ليه»
بسبب ظروف خاصة وأيضا لأن المخرج الراحل كان يريد الاستحواذ على الفنانين
المشاركين معه وكانت له رؤية خاصة لم يتفق معها.
وحول الوضع الراهن فى مصر طلب السعدنى من الجمهور عندما يذهبون إلى
صناديق الاقتراع فى انتخابات مجلس الشعب أن يحدثوا حالة توازن بين التيار
المدنى والدينى، لكى لا يستحوذ التيار الدينى على مقاليد الحكم فى مصر وقال
«المدنية ليست كفرا كما يصورها البعض».
وأبدى السعدنى إعجابه بأعمال الفنانين توفيق الدقن وعبدالمنعم إبراهيم
وصلاح منصور وأن هؤلاء الفنانين كانوا سببا فى عشقه للسينما والفن.
اليوم السابع المصرية في
17/09/2012
گشف حقيقة الخلاف بين المخرج الگبير وأسامة أنور عكاشة
صلاح السعدنى يستدعى إسماعيل عبدالحافظ ليشاركه ليلة تكريمه
بالإسكندرية
خالد محمود
لم تكتمل فرحة الفنان صلاح السعدنى لا بتكريمه فى مهرجان الاسكندرية
السينمائى، ولا بمرور خمسين عاما على احترافه التمثيل.. كان الفنان الكبير
يؤهل نفسه للوقوف عند تلك اللحظة الفارقة من عمره ورحلته.. كان يشعر ان يوم
تكريمه هذا هو تكريم لمشوار وعطاء واخلاص، كان سعيدا هكذا لمحت عينيه فى
صباح ذلك اليوم، لكن تلك العيون قد اختلفت ملامحها عصر اليوم نفسه، تبدلت
فرحتها حزنا وشجنا، فقد علم برحيل اعز رفقاء تلك الرحلة وهو المخرج الكبير
اسماعيل عبدالحافظ.
صمت السعدنى ورفض الكلام مع أى احد لحظات ولم يردد سوى «لا حول ولا
قوة الا بالله». توقع الجميع ان يرفض السعدنى حضور حفل تكريمه لكنه قرر
الذهاب وهناك نسى نفسه كثيرا ليحول ندوة تكريمه إلى ندوة تأبين لصديقه
عبدالحافظ مستغلا وجود الكاتب محفوظ عبدالرحمن والفنانة سميرة عبدالعزيز
والمخرجة انعام محمد على ليشركهم فى هذا التأبين متحدثين عن عبدالحافظ،
وهنا قال له محفوظ «يا صلاح انت بذلك تتجنى على نفسك المفروض نحتفى بك فى
اللحظة دى، وليكن عبدالحافظ فى توقيت لاحق وفى ندوة خاصة وتليق بقدره، ورفض
السعدنى واستكمل الكلام عن علاقته بالمخرج الراحل واصفا اياه ب«الفلاح وابن
القرية الذى تمسك بالعادات والتقاليد المصرية، وكشف عن الجانب الانسانى فى
حياته بأنه السعدنى يفرض عليه عددا من الفنانين غير المنتشرين فى الاعمال
الفنية كنوع من المساندة لهم وكان عبدالحافظ يرحب بهم ولا يرفض اشراكهم فى
اى عمل من اعماله.
وسرد السعدنى الواقعة الشهيرة التى حدثت بين أسامة أنور عكاشة
وإسماعيل عبدالحافظ بعد الجزء الثانى من ليالى الحلمية عندما تأخر عكاشة فى
كتابته، فارتبط عبدالحافظ بمسلسل اخر هو «شارع المواردى» لتليفزيون دبى،
مما تسبب فى شرخ بين الثنائى الفنى الشهير، وكان هذا الشرخ كفيلا بأن يسند
استكمال «ليالى الحلمية» لمخرج اخر، حتى تدخل الحاج ابراهيم نافع عمدة
الجيزة ليصلح بينهما وتعود الحياة إلى مجاريها وتستكمل أجزاء الحلمية.
هذه هى طبيعة السعدنى لإيثار كل أصدقائه على نفسه فقد كانت ندوة
تكريمه ندوة استرجاع لذكرياته عن كل من بدأ معهم.. عادل إمام وسعيد صالح
حيث بدأوا جميعا من تحت الصفر هكذا قال السعدنى الذى لم يخجل عنما أضاف
«كلنا بدأنا كمبارس».
بعد الندوة مباشرة حرض السعدنى العودة إلى القاهرة لإلقاء نظرة الوداع
على إسماعيل عبدالحافظ وحضور جنازته مسترجعا أياما من الشهد والدموع.
الشروق المصرية في
17/09/2012
أسامة الشاذلي يكتب :
إسماعيل عبدالحافظ....عندما تيتمت الدراما
في أحد أحياء مدينة دمنهور كان المذياع يعيد ذلك البيان الذي ألقاه
أنور السادات ظهيرة يوم الثالث والعشرين من يوليو عام 52، بينما كان الصبية
الذين طرقوا أبواب الشباب يحتفلون بحركة الجيش، ومعهم صاحبنا إسماعيل
عبدالحافظ ذو الـ11 عاماً ، ربما يكون هذا الإحتفال الصغير قد جمع شاباً
أخر بنفس العمر اسمه أسامة أنور عكاشة، ربما هتفا سوياً، وصافحا بعضهما
مهنئين دون سابق معرفة ثم انصرفا ليعود كلاً منهما إلى قريته دون أن يعلما
أنهما على موعد بلقاء لن ينتهي طيلة عمر بأكمله.
********
يجيد ما يفعل أياً كان، وحتى إن لم يحبه، هذا هو المبدأ الذي اعتنقه
إسماعيل عبدالحافظ منذ نعومة أظافره، لذلك تصدر ترتيب دفعته في كلية الأداب
قسم اللغات الشرقية، ولكنه رفض التعيين في الجامعة، والتحق بالتلفزيون
الوليد وقتئذ ليعمل مساعداً للإخراج.
أجبرته ذاكرته في خطواته الأولى داخل المبنى على العودة إلى شجرة توت
عتيقة على ضفاف ترعة مجاورة لبيته، حدثها لمدة 20 عاماً سبق عن أحلامه، كتب
على أعلى فروعها قصصاً ومواقف أراد أن يحفظها من النسيان، عشق تسلقها
ومتابعة جريان الماء في ممره من أماكن مختلفة، وها هو الأن على عتبات الحلم
الأكبر في عام 63، بينما أتم عامه الثاني والعشرين.
لم يرتبك نهائياً أمام نجومية إسماعيل يس بطل أول المسلسلات التي عمل
فيها تحت إدارة المخرج عمر بدر الدين، في مسلسل "إسماعيل يس دكتور"، ولكنه
داخل الأستديو أدرك أنه وجد نفسه، وأن الدراما لابد أن تتغير، لم يعرف
ساعتها كيف، لكن الحلم قد انطلق ولن يتوقف إلا بتحقيقه
*********
ألتقى إسماعيل عبدالحافظ وأسامة أنور عكاشة مرة أخرى عام 76، بالتأكيد
لم يتذكرا اللقاء الأول، لكنهما صنعا سوياً أول مسلسلاتهما وهو "أسوار
الحب"، صافحا بعضهما مهنئين ولكنهما لم ينصرفا تلك المرة بل عكفا على
المسلسل، ليعطيا فرصة للروحين أن تمتزجا، ولحلم التغيير أن يختمر، تعددت
لقائتهما في مقاهي القاهرة الشعبية، صار الشاي بالنعناع رفيقهما الثالث،
وصار ضجيج المقاهي شريط الصوت الذي يفضلان سماعه، غضبا سوياً بزيارة
السادات للقدس، وخرجا يهتفا ضده هذه المرة، ثم عادا ليقدمان أول ملاحمهما
سوياً في "الشهد والدموع"، فضحا ما يسمى بالإنفتاح الإقتصادي، واشارا إلى
شرف تكاد الظروف الإجتماعية أن تقتله، وحصدا نجاحاً كبيراً في الجزئين، قبل
أن يقررا تغيير وجه الدراما التليفزيونية للابد.
********
لم يكن مسلسل "ليالي الحلمية" مجرد "تمثيلية" لطيفة، بل ثورة
تلفزيونية غيرت مفهوم المشاهد عن الدراما، وأعطى لها قيمة فنية كانت
تفتقدها، وقدما من خلاله عشرات الوجوه التي أعادا تشكيلها،ولد صلاح السعدني
من جديد، وعرف يحيى الفخراني طريقه الجديد، وتألقت صفية العمري كما لم
تتألق من قبل، وعرف الجمهور نجوما مثل سيد عزمي وفتوح أحمد وسيد عبدالكريم،
وارتبط المشاهد بتلك الملحمة التي استمرت خمسة أجزاء وعرضت ما بين عامي 87
و95، وصارت شخصياتها جزء من ثقافة المجتمع لدرجة أن يربط الناس الشهامة و"الجدعنة"
بزينهم السماحي، والرقي الأرستقراطية بـ"سليم باشا"، ولا يزعجهم تغير
الممثل الذي يؤدي الدور كما تركت أثار الحكيم دورها لتؤديه إلهام شاهين،
فقط بقيت الشخصية بمهارة مخرج وعظمة كاتب، وخسر كل من ترك، وربح من أتى.
********
استمر إسماعيل عبدالحافظ في تحقيق حلمه بمسلسلات أخرى مثل "الوسية"،
و"خالتي صفية والدير"، و"كناريا وشركاه"، و"الأصدقاء"، وكأنه آلة لضخ
النجوم فبعدما قدم ممدوح عبدالعليم، قدم لنا أحمد عبدالعزيز ثم صابرين في
"أهالينا"، ثم فاروق الفيشاوي ثم سميرة أحمد، ومحمد وفيق، وكأن المشاهد
يلتقي بهم للمرة الأولى، يقدمون معه ما لايقدمونه مع غيره، وكأنه تلقى
السحر على جذوع شجرة التوت في قريته، حتى وصل أخر محطاته مع ملحمة "المصراوية"
بصحبة رفيق الطريق أسامة، عانيا كما لم يعانيا من قبل، هوجما وحوربا بكل ما
يملك الحاقدون من إمكانيات، ليحققا نجاحاً أقل، أصابها بالإحباط، مع التحول
الرهيب في الدراما والذي قادا خطواته الأولى ليجدا نفسهما خارجه، أعطيا
الدراما قيمتها، ليلتقطها أصحاب راس المال وتتحول إلى مسخ يسعى صانعوه خلف
الربح والمال، بغض النظر عن اي قيمة، قادا الثورة وخرجا خاسرين مثل كل من
ثاروا في يناير
*******
وفي الثامن والعشرون من مايو 2010 فقد إسماعيل عبدالحافظ رفيق الطريق
وشريك الروح، رحل اسامة أنور عكاشة، وبكاه صديقه في مأتمه، بكاه كما لم
يبكي من قبل، وعاد إلى قريته ليخبر شجرة التوت بسره الأخير، أن جزء من
الروح قد مات، وأن الجسد لن يحتمل كثيرا هو الأخر، كان أكثر حظاً من شريكه
فحضر الثورة الحقيقية في يناير والتي بشرا بها سوياً، لم يحتمل ما تبقى من
الروح فشل هذه الثورة أيضاً، فسقط الجسد منذ أيام، بعد رحلة معاناة مع
المرض والتجاهل التام من الدولة لقيمة الرجل الذي باع ابنائه جزء من أثاث
بيته ليسافر إلى الخارج للعلاج، وصباح الخميس 13 سبتمبر عادت الروح إلى
بارئها، ليلتقي بنصفه الأخر، من جديد، لينالا حقهما للمرة الأولى كما
يستحقاه، رحلا ولكنهما باقيين للابد ....وداعاً إسماعيل عبدالحافظ والسلام
أمانة لعم أسامة.
البديل المصرية في
17/09/2012
تشييع جنازة المخرج المصري إسماعيل عبد الحافظ
أحمد عدلي. تصوير: شريف عبد ربه
شيعت أمس جنازة المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ من داخل مسجد مصطفى
محمود حيث تمت مواراة جثمانه الثرى بعد عصر أمس بمسقط رأسه في مدينة كفر
الشيخ.
القاهرة: شيعت أمس جنازة المخرج الراحل إسماعيل الحافظ الذي وافته
المنية الأسبوع الماضي في باريس، حيث تم نقل جثمانه من مستشفي مصر للطيران
الى مسجد مصطفى محمود قبل صلاة الظهر، وأدت جموع المصلين الصلاة، وأعقبتها
صلاة الجنازة داخل المسجد الشهير وسط حضور مكثف لوسائل الإعلام.
وحضر من الفنانين جمال سليمان، صلاح السعدني الذي عاد خصيصاً من
الإسكندرية للمشاركة في الجنازة برفقة نجله أحمد السعدني، ومحمود الجندي،
ونقيب الممثلين أشرف عبدالغفور، ونقيب السينمائيين مسعد فوده، بالإضافة إلى
كل من سامح الصريطي، احمد رزق، رشوان توفيق، ابراهيم يسري، وأشرف زكي.
كما شارك في الجنازة كل من المنتج ممدوح الليثي، حجاج عبدالعظيم،
الفنان جلال الشرقاوي، الماكيير محمد عشوب، المخرج محمد فاضل، السيناريست
بشير الديك، المخرج أحمد صقر، المخرج محمد النجار، بينما وقف نجله الفنان
محمد عبد الحافظ يتلقى العزاء في والده باكياً طوال الوقت.
ومن المقرر أن يقام مساء اليوم عزاء المخرج الراحل بمسجد الحامدية
الشاذلية بالمهندسين حيث يتلقى نجله عزاء الرجال، بينما تتلقي زوجته ونجلته
عزاء السيدات.
وكان الفنان صلاح السعدني قد رثى المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ
خلال الندوة التي أقيمت ضمن فاعليات مهرجان الاسكندرية لدول حوض البحر
المتوسط، مؤكداً على أنه كان بمثابة رفيق عمره ولم يصدق خبر وفاته عندما
علم به من أحد الصحفيين الموجودين في المهرجان.
ودعا السعدني خلال الندوة التي أدارتها الصحفية فايزة هنداوي داخل
مركز الإبداع بالإسكندرية الى الوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد الراحل
وقراءة الفاتحة الأمر الذي دفع الحضور للتصفيق الحاد له على هذه اللفتة
الطيبة وبدأ بسرد العديد من الحكايات والأحداث الطريفة التي وقعت بينهما
سواء في الحياة الشخصية أو خلال العمل مؤكداً على أنه يعرف المخرج الراحل
منذ ستينات القرن الماضي.
وأكد الفنان القدير على أن عمدة الدراما المصرية كانت تتجسد فيه كافة
قيم ابن البلد الأصيل الذي رفض أن يخرج من عباءة نشأته ورفض أن يتمرد على
الجلابية الصعيدية وأن يخلعها الأمر الذي جعله يستحق لقب العمدة عن جدارة.
وبناءاً على طلب السعدني تحدثت المخرجة إنعام محمد علي التي أكدت على
أن المخرج اسماعيل عبد الحافظ كانت لديه ثقة بالنفس مكنته من تقديم أعمال
جيدة لافتة إلى أنها ترتبط بعلاقة صداقة معه منذ ستينات القرن الماضي وحتى
رحيله أمس الأول مؤكدة على أنه سيظل موجوداً بأعماله الدرامية التي تعد من
روائع الدراما التليفزيونية.
وأضافت الفنانة سميرة عبد العزيز أن عبد الحافظ نجح في تقديم دراما
جيدة وصلت الي كل بيت في مصر خاصة في رائعته "ليالي الحلمية" والتي لم
تتكرر حتى الان مؤكدة على أنه كان يرفع شعار الواقعية في أعماله.
وقال السيناريست محفوظ عبد الرحمن أنه كان زميل له خلال مرحلة الدراسة
وظلوا أصدقاء حتى وفاته مطالبا بتكريم الراحل ومناقشة أعماله الدرامية في
ندوة خاصة به.
إيلاف في
16/09/2012
عزاء إسماعيل عبدالحافظ يتخطى الربع مليون جنيه.. وغياب جيل
الكبار يثير استياء أسرة الراحل
ابنة عبدالحافظ تهشم الكاميرات في جنازة والدها
القاهرة - رحاب محسن
حالة من الاستياء الشديد أعرب عنها أبناء المخرج الراحل إسماعيل
عبدالحافظ أثناء تشييع جثمان أبيهم من مسجد مصطفى محمود بالقاهرة، فلقد
فوجئوا بالمصورين والقنوات الفضائية، مصرين على التسجيل معهم وملاحقتهم
لتصوير لحظات الحزن والإعياء التي كانوا يمرون بها، وهو ما جعل السيدة صفاء
الابنة الكبرى للمخرج إسماعيل عبدالحافظ تندفع نحو أحد المصورين، الذي أصر
على ملاحقتها هي وشقيقتها الصغرى "لمياء"، لتصويرهما لحظة خروج جثمان
أبيهما.
وكان المصور قد قام بتتبع الفنان محمد عبدالحافظ ابن المخرج الراحل،
وتصويره بعدما أغشي عليه أكثر من مرة، بعدها قامت السيدة صفاء بأخذ
الكاميرا من المصور وأصرت على تحطيمها أمام الحاضرين، وصرخت في المصورين
واتهمتهم بأنهم لم يحترموا هيبة الموقف ولا حرمة المتوفى ولا مشاعر أسرته.
حينها حاول جميع الفنانين التهدئة من روع ابنة المخرج الراحل، بعدما
انفعل الجميع على المصورين، وقام الفنان الشاب محمود الجابري ابن المنتج
محمد الجابري، الذي تربطه صلة نسب بالمخرج المصري الراحل، بالتنبيه على
المصورين بالتوقف عن التصوير داخل المسجد لحين الانتهاء من صلاة الجنازة.
غضب شديد
ومن جهتها رفضت زوجة المخرج إسماعيل عبدالحافظ السلام على بعض
الفنانين الحاضرين لتشييع جثمان زوجها، مؤكدة أنها لن تتقبل العزاء من أي
شخص تغيب عن الحضور لزوجها أثناء فترة مرضه، التي قضاها بالمستشفى
بالقاهرة.
وأعربت عن غضبها الشديد من فنانين كبار تغيبوا حتى عن حضور الجنازة،
ولم يحاولوا نهائياً الاطمئنان على الحالة الصحية لزوجها قبل أن يلقى ربه،
لافتة إلى أن زوجها كان صاحب فضل في شهرة الكثير منهم، بترشيحه لهم
للمشاركة في الأعمال التي قام بإخراجها، وكانت لها علامات فارقة في تاريخ
الدراما المصرية، وفي حياة هؤلاء الفنانين ووصفتهم بالجاحدين.
وقد وفرت أسرة المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ سيارات مكيفة لنقل
الفنانين والمعزين من القاهرة إلى محافظة كفر الشيخ، لحضور مراسم الدفن
بمسقط رأس عبدالحافظ.
أخذ الشهد وترك الدموع
وهناك من حرص على مرافقة الجثمان إلى مثواه الأخير، كما أعدت أسرة
المصري الراحل سرادق عزاء استمر حتى الساعات الأولى من الصباح، وقد تخطت
تكلفته التي بهرت المعزين أكثر من 250 ألف جنيه.
ومن المقرر أن يقام اليوم أيضا عزاء خاص بمسجد الحامية الشاذلية
بالقاهرة، للفنانين والأصدقاء المقربين من المخرج الراحل، والذين لم
يتمكنوا من السفر لمرافقته حتى مثواه الأخير.
هذا.. ولقد كانت جنازة المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ جنازة مهيبة
ضمت مئات المشيعين من عامة الشعب المحبين لأعماله، كما ضمت الكثير من
الفنانين منهم صلاح السعدني والمؤلف محمد صفاء عامر وجمال سليمان ورياض
الخولي وماجدة زكي وكمال أبو رية وروجينا وأشرف زكي وأحمد رزق وأحمد بدير
ووائل نور وغيرهم من الفنانين الذين كانت تظهر عليهم علامات الحزن والبكاء
على المخرج الذي وصفوه بأنه أخذ معه الشهد وترك لهم الدموع.
العربية نت في
16/09/2012
من المقرر أن يصل جثمانه غداً إلى القاهرة من باريس
وفاة مخرج "ليالي الحلمية" إسماعيل عبد الحافظ
العربية.نت
توفي المخرج المصري الكبير، إسماعيل عبدالحافظ، خلال تلقيه العلاج في
باريس، صباح اليوم الخميس، ومن المقرر أن يصل جثمانه إلى القاهرة غداً.
وكان إسماعيل عبدالحافظ تعرض لتدهور حاد في حالته الصحية، ونصحه
الأطباء بالسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج.
وسافر عبدالحافظ بصحبة زوجته ونجله على متن طائرة طبية مجهزة بوحدة
عناية مركزة للتعامل مع الحالات الطارئة.
المخرج في سطور
إسماعيل عبدالحافظ هو مخرج دراما تلفزيونية مصري من مواليد 15 مارس
1941، وقد كان مخرجاً لأهم أعمال أسامة أنور عكاشة، ويعتبر من الجيل الثاني
لمخرجي الدراما المصرية.
وقدم إسماعيل عبدالحافظ العديد من الأعمال الناجحة، وكان أشهرها مسلسل
"ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة و"المصراوية" الذي يتكون من جزأيين وغير
ذلك من الأعمال الناجحة.
العربية نت في
13/09/2012 |