علّمنا التاريخ أن التطرف الديني يتفشي في عصور الضعف والفوضي، حيث يعتبره
البسطاء ملجأ مما يعانونه من فقر وبطالة وتخبط سياسي وتفسخ اجتماعي، وأقرب
مثال علي ذلك: ما شهدته مصر من صعود للتيار المتأسلم المتشدد في النصف
الأول من تسعينات القرن الماضي، في أعقاب حماقة غزو العراق للكويت، وفي ظل
ما تسببت فيه من تمزق عربي وانقسام مصري، وموجة الإرهاب الدموية التي صاحبت
صعود هذا التيار وروعت المواطنين وأفسدت عليهم حياتهم. في هذا الإطار
يمكننا فهم تفشي التطرف الديني في مصر هذه الأيام، حيث تمر الدولة بواحدة
من أشد حالات الضعف في تاريخها في ظل الفراغ السياسي والدستوري، والانفلات
الأمني والأخلاقي، وتشهد حالة غير مسبوقة من الفوضي تنعكس في اختلاط الحابل
بالنابل، والصح بالغلط، ووقوع أحداث وجرائم عبثية تسفك خلالها الدماء وتزهق
الأرواح من دون مبرر.. أجواء ضبابية كئيبة ومحبطة من السهل أن يلعب في ظلها
المتأسلمون علي وتر الدين لاستقطاب الناس وتحقيق أغراضهم السياسية
والاقتصادية الضيقة تحت شعارات مرسلة من نوع: "الإسلام هو الحل" و"نحمل
الخير لمصر". ومن الطبيعي أن يسفر التطرف الديني عن موقف متشدد ومتخلف من
الفن والإبداع، ومن حرية الرأي والتعبير بشكل عام، فهي الوحيدة القادرة علي
تنوير الناس، وتبصيرهم بالحقائق، وإفاقتهم من غيبوبة الدجل والشعوذة
والدروشة.. وهكذا شهدنا في الفترة الأخيرة العديد من العلامات والبوادر
التي تنذر بمحاكم تفتيش جديدة في مصر مماثلة للمحاكم التي أقامها مهاويس
الدين في أوروبا القرون الوسطي لمن اتهموهم زورا وبهتانا بالهرطقة.. وأنشئت
هذه المحاكم في أوائل القرن الثالث عشر بقرار من البابا جرينوار التاسع،
وكان هدفها محاربة الهرطقة في كل أنحاء العالم المسيحي، والمقصود بالهرطقة:
أي انحراف، ولو بسيط، عن العقائد المسيحية الرسمية. وكان الناس يساقون إلي
محكمة التفتيش عن طريق الشبهة فقط، أو عن طريق وشاية أحد الجيران. كانوا
يعرضون المشتبه فيه للاستجواب حتي يعترف بذنبه، فإذا لم يعترف انتقلوا إلي
مرحلة أعلي فهددوه بالتعذيب. وعندئذ كان الكثيرون ينهارون ويعترفون بذنوبهم
ويطلبون التوبة. وأحيانًا كانت تعطي لهم ويبرأون، لكن إذا شكّوا في أن
توبتهم ليست صادقة عرّضوهم للتعذيب الجسدي حتي ينهاروا كليا. وإذا أصرّ
المذنب علي أفكاره ورفض التراجع عنها فإنهم يشعلون الخشب والنار ويرمونه في
المحرقة. مزاعم الإساءة للإسلام ويقال إن عدد الضحايا الذين ماتوا بهذه
الطريقة يتجاوز عشرات الألوف، ومن أشهر الذين ماتوا حرقا المصلح التشيكي
جان هوس، وكان راهبًا مشهورًا بإخلاصه وتقواه واستقامته، كما كان يحتل أرفع
المناصب الأكاديمية بصفته عميدًا لجامعة براغ في بداية القرن الخامس عشر.
ولكنهم اتهموه بأنه كان يدّعي أن الكنيسة خرجت عن مبادئ الدين وأنه ادّعي
أن بعض القساوسة والمطارنة انحرفوا عن واجبهم الحقيقي واهتمامهم بمصالحهم
الشخصية واستغلالهم المادي للبسطاء.. ومن أهم الذين مثلوا أمام محاكم
التفتيش الفيلسوف الإيطالي جيوردانو برينو والعالم الشهير جاليليو، بل إن
كوبرنيكوس القائل بدوران الأرض حول الشمس لم ينج منها إلا بسبب حذره
الشديد، فقد أجل نشر كتابه الذي يحتوي علي نظريته الجديدة حتي يوم وفاته
بالضبط! ومن علامات محاكم التفتيش التي نخشي إقامتها في مصر، الحكم الذي
قضت به إحدي محاكم القاهرة في الثاني من فبراير الحالي بحبس الفنان عادل
إمام ثلاثة أشهر وتغريمه ألف جنيه بعد أن أدانته بـ "الإساءة إلي الإسلام"
في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي، ووقتها قال إمام - في تصريحات صحفية - إنه
استأنف الحكم وبالتالي فإنه لن ينفذ.. وأوضح: "البعض قام برفع دعاوي قضائية
علي أعمال قمت ببطولتها باعتبارها مسيئة للإسلام وهذا طبعا ليس صحيحا، فكل
الأعمال التي لعبت بطولتها كانت تعرض علي الرقابة ولو كان فيها ما يسيء
لكانت الرقابة أوقفتها".. ومن بين الأعمال التي يعتبرونها مسيئة للإسلام
فيلما "الإرهابي" و"مرجان أحمد مرجان" ومسرحية "الزعيم"، وهي أعمال تناولت
في إطار كوميدي صعود الجماعات الإسلامية المسلحة في تسعينات القرن الماضي.
وأشار إلي أن الكثير من ناشطي حقوق الإنسان والفنانين اتصلوا به للاطمئنان
عليه وإعلان التضامن معه في مواجهة الحكم.. ومن المقرر أن تنظر محكمة
استئناف القاهرة القضية في الثالث من أبريل المقبل. ويعني ذلك أن "غزوة
القضية" ناجحة حتي الآن.. وبعيدا عنها، في القليوبية، كنا قد شهدنا "غزوة
الكوافير" الفاشلة، حين فوجئ عدد من أصحاب المحال التجارية ببنها في بدايات
العام بدخول عدد من الشباب قاموا بتعريف أنفسهم علي أنهم أعضاء ما يسمي
"جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، والتأكيد علي أنهم متواجدون
لإقامة شرع الله في أرضه، وتحدثوا إليهم بلهجة تحذيرية، مؤكدين أنهم يعرضون
أنفسهم لعقاب عسير حال القيام بأي مخالفة للشريعة الإسلامية! علقة بالشباشب
الأكثر غرابة كان تعديهم علي أحد صالونات "الكوافير" الحريمي، حيث دخلوا
إلي المكان، وأمروا مَن فيه بإنهاء أعمالهم المخالفة للشرع والتي تغضب
الله، وتغيير نشاط العمل إلي مهنة شريفة والبحث عن الكسب الحلال، مؤكدين أن
الأموال التي تدرها تلك المهنة علي أصحابها حرام، كما أنها من أوجه الكفر،
ما أدي إلي قيام الفتيات الموجودات بالمحل بطردهم، لتنشب معركة حادة بين
الطرفين انتهت بتلقين شباب الجماعة علقة ساخنة بالشباشب.. وجاء ذلك
بالتزامن مع قيام عدد آخر من أعضاء الجماعة بتحطيم أشجار أعياد الميلاد
الموجودة بالشوارع وأمام بعض المحال والمولات التجارية، في إشارة منهم إلي
أن الاحتفال بمثل هذه المناسبة حرام شرعا! وامتد نشاط الجماعة إلي استخدام
تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، حيث أنشأ بعض أعضائها صفحة "هيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر" علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،
وكان الرد السريع دعوي أمام القضاء تطالب بإصدار حكم قضائي بإلزام كل من
وزير الداخلية والنائب العام، بملاحقة مؤسسي الصفحة أمنيا وقضائيا. وطالبت
الدعوي بتقديمهم للعدالة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، ومعرفة مصادر
تمويلهم ووقف نشاطهم الذي يخل بالأمن العام للبلاد، وأكدت أن تقاعس الجهات
المسئولة عن حماية البلاد من ملاحقة مثل هذه الصفحات يعد أمراً مخالفا
للقانون والمواثيق الدولية، وقالت إن الصفحة دعت إلي قيام أعضائها بتطبيق
شرع الله وفقا لمعتقداتها، وإنها ستبدأ بأماكن التجمعات العامة باستعمال "الخرزانات"
كخطوة أولي، حتي يتسني لهم استخدام العصي الكهربائية لردع المخالفين لشرع
الله وفقا لرؤيتهم. ويوم الأربعاء الماضي، شن المتأسلمون "غزوة المسلسل"،
حيث أقدمت إدارة كلية الهندسة بجامعة عين شمس علي طرد فريق عمل مسلسل "ذات"
من الجامعة بسبب اعتراض طلاب متشددين علي "الملابس القصيرة" للممثلات. وكان
التصوير بدأ مبكرا في ذلك اليوم، وهو أول أيام تصوير المسلسل، لكن بعد مرور
عدة ساعات اعترض مجموعة من الطلاب علي ارتداء الفتيات اللاتي يؤدين شخصيات
طالبات في الجامعة الملابس القصيرة، رغم أن أحداث المسلسل تدور في
السبعينات، وكانت تلك هي الملابس الشائعة في ذلك الوقت.. وشكا الفريق الذي
كان يضم نيللي كريم وهاني عادل والمخرجة كاملة أبوذكري، لعميد الكلية محمد
الحسيني ووكيلها شريف حماد، فقرر الأخير التراجع عن التعاون مع فريق العمل
وطالبهم بالمغادرة "حقنا للدماء" علي حد قوله. حلول رادعة أوضحت تصريحات
فريق العمل أن أسرة المسلسل وقعت في مأزق كبير بسبب ضرورة التصوير في نفس
المكان لمدة ستة أيام، وبالتالي فإن عليهم الحصول علي بديل، وأن إدارة
الكلية لم تتفهم علي الإطلاق أن دراما المسلسل تتطلب هذه الملابس، وأن فريق
العمل فضّل الانسحاب حتي لا يتعرض لأي اعتداءات، وطالبوا جبهة الإبداع
المصري والنقابات الفنية بالوصول إلي حلول رادعة لضمان عدم تكرار هذا
الموقف في المستقبل لأن الأمر يعني فرض رقابة من إدارات مواقع التصوير
الخارجية. وفي تصريحات تليفزيونية، تبادل حماد وجابي خوري، منتج المسلسل،
الاتهامات بمخالفة بنود عقد الاتفاق الموقع بين الطرفين، وقال خوري إن فريق
العمل تعرض للتهديد المباشر رغم أنه قام بكل الإجراءات المطلوبة للتصوير في
الجامعة، ووصف ما حدث بأنه بلطجة واعتداء خطير علي حرية الرأي والتعبير..
واتفق معه تماما، حتي لو لم تكن دراما المسلسل تتطلب هذه الملابس، فلا قيود
علي حرية الإبداع، وليس من المعقول أن نطالب بإلغاء الرقابة "الرسمية"
فنفاجأ بوجود رقابة أهلية أشد وأقسي. لابد من تكاتف جميع القوي المدنية
والوطنية الحرة للوقوف في وجه هذه الهجمة الرجعية الشرسة، حتي لا يتحول شبح
محاكم التفتيش المصرية إلي حقيقة مرة، لأن وطنا بلا حرية رأي وتعبير هو أمة
بلا ضمير ولا وجدان ولا ذاكرة.
جريدة القاهرة في
14/02/2012
صناع الدراما يرسمون ملامح
سيناريوهات المسلسلات القادمة
بقلم : سالي مبــروك
بداية يري الفنان هادي الجيار ان الاعمال الدرامية المقبلة التي نشهدها هذا
العام لا تحمل في طياتها تغيير جذري في طبيعة ونوعية الافكار التي
ستتناولها المسلسلات فالمرحلة المقبلة كما يعتقد البعض مشيرا الي انها لن
تتجه للمضمون السياسي فجأة بل ان الاحداث الجارية هي التي تقود المؤلفين
لاختيار اعمالهم لأن الفن يعالج قضايا مجتمعه مشبها ذلك بعملية الهضم
فعندما نتناول الطعام نحتاج لفترة حتي تتم عملية الهضم ويظهر تأثيره علي
الجسم وكذلك المجتمع خلال الفترة السابقة والحالية به بعض السلبيات التي
سوف تعالجها الاعمال الدرامية في الفترة المقبلة وبعدها تظهر تدريجيا
الاعمال الهادفة التي تسيطر علي المشهد الفني وتعود بالدراما المصرية الي
عصرها الذهبي. ويؤكد الجيار أن الوقت مبكرا عن الحديث عن الاعمال التي
تستطيع نقل نبض الثورة لافتا إلي ان هناك اعمال انتجت بالفعل وتناولت احداث
الثورة لكنه يري انها اعمال منقوصة وغير ناجخة لأن الصورة لم تكتمل والدليل
علي ذلك أنه بعد حرب اكتوبر أسرع بعض المنتجين لتناول هذا الحدث العظيم
ولكن جاءت بشكل سطحي عكس الاعمال التي تناولت الحدث بعد عدة سنوات. ويري
الفنان محمد رياض أن الأعمال الدرامية المقبلة ستتجه لقضايا المجتمع بعيدا
عن تناول الموضوعات السياسية البحته التي يمل منها الجمهور نظرا لكم
الاحداث المتعاقبة التي يشاهدها علي شاشات الفضائيات ويقرأها في الصحف كل
يوم مشيرا إلي أن المجتمع مليء بالقضايا التي يجب أن تعالجها الأعمال
الجديدة بعيدا عن الثورة وإن كانت المسلسلات التي تتناول الثورة وتنقل نبض
الاحداث التي أعقبتها امر حتمي لتاريخ هذا الحدث العظيم الذي جاء بتغيرات
عديدة في كل المجالات ولكن وقتها ليس مناسبا حاليا لأنه يجب أن ينتظر
المؤلفون تحقيق اهداف الثورة كاملة وتكتمل الصورة حتي ينجح العمل الفني
ويحمل قيمه فنية للجمهور. فيما يؤكد الكاتب اشرف عبدالشافي أن الاعمال
الدرامية القادمة ستشهد تغيير علي مستوي المضمون لفترة طويلة حيث تطرق
الاعمال الفنية لإحداث الثورة وملابساتها والصراع السياسي القائم مشيرا إلي
أن هذه هي متطلبات الفترة الحالية من الجمهور الذي لا يمل من هذه الاعمال
خاصة ان المصريين جميعهم تحولوا إلي محللين سياسين يناقشون شئون البلاد
ويتابعون برامج التوك شو التي تتناول احداث الساعة بشغف كبير كما يتوقع
عبدالشافي من بعض الاعمال أن تطرق لموضوعات وقضايا اخري اجتماعية بالاضافة
إلي ذكر السير الذاتية للصحابة الذين يمثلون قدوة للجمهور خاصة مع دخول
الاخوان لمجال الانتاج الفني وبالتالي سيكون هناك اعمال تتحدث عن موضوعات
وقضايا اخري في المجتمع لأن الفنان ليست مهمته أن يقدم خطابا سياسيا وانما
هي رسالة فنية وشتان بين المعنيين منافسة شرسة وفي السياق نفسه يؤكد المخرج
نادر جلال أن الاعمال الدرامية في الفترة المقبلة ستدور في فلك السياسة
بعيدا عن السير الذاتية أو السياق الرومانسي حيث تركز علي احداث الثورة وما
تابعها من تغيرات طرأت علي المجتمع ، لكنه يحذر من هذا الاتجاه لأن الثورة
لم تكتمل بعد ولم تتضح تبعاتها وتأثيراتها علي المجتمع بكل فئاته وبالتالي
أي عمل سيتناولها سيحكم عليه بالفشل الذريع ، وهو ماحدث مع الاعمال التي
اعقبت ثورة يوليو 52 حيث إنه لم ينجح منها سوي فيلم «رد قلبي» والذي انتج
بعد سبع سنوات من انتهاء الثورة وبالتالي كانت الصورة مكتملة الجوانب
واستطعنا متابعة الفيلم بشغف حتي يومنا هذا، لذلك يدعو جلال صناع الدراما
الدراما تناول اوجه الفساد قبل الثورة فقط في الاعمال المقبلة ويوضح الكاتب
محمد صفاء عامر أن مضمون الاعمال الدرامية في الفترة المقبلة يتجه نحو
الاحداث واحوال البلاد مشيرا إلي أن الاعمال الدرامية المقبلة ستكون كاشفة
للكثير من الامور المحيطة علي المسرح السياسي والاجتماعي في المجتمع بعيدا
عن الثورة واحداثها الدفينة التي لم تتضح صورها وتكتمل بعد ، كما أن
التناول الفني للجماعات الاسلامية لعام 2012 سيختلف عن التناول السابق لهم
ولكن اذا حاولوا السيطرة علي الفن بأي شكل من الاشكال سيؤدي لعواقب خطيرة
علي صناعة الدراما خاصة أن ذلك يخلق هجوما عنيفا وانتقادات حاد{ تدفع
الفنانين لهجرة البلاد لأن البيئة لم تعد حينها مناسبة للابداع الفني
واخرون يظلون في صراع مع الجماعات الاسلامية يدفع بهم للتحدي بأعمال تظهر
صورة الاخوان السلبية وما يمارسونه من تزوير ومتاجرة بالدين وهنا سيحدث
صدام لا نعرف مداه أو عواقبه. ومن جانبه يقول المؤلف ايمن سلامة: إن مضمون
الدراما المصرية في المرحلة المقبلة يطلب اعادة النظر من قبل المؤلفين في
أعمالهم التي كتبت كي تناسب المرحلة الجديدة متوقعا أن عدد المسلسلات
المصرية سيقل هذا العام وسيسحب البساط من الساحة المصرية وتعطي فرصة
للأعمال الإيرانية والسورية والتركية بل ستنعشها أكثر، وتحدث لها رواجا
أكثر من المسلسلات الدرامية المصرية. شهرزاد اما الناقد محمود قاسم فيتوقع
أن تسود المسلسلات التجارية التي تميل للتسلية خلال الفترة المقبلة خاصة
لأن المشاهد حاليا بحاجة الي شهرزاد تحكي له وتخفف عنه ما يراه ويسمعه من
احداث مؤسفة علي المسرح السياسي عبر وسائل الاعلام المختلفة ، كما يؤكد عدم
توقف عجلة الدراما واستسلامها للظروف السياسية السيئة التي تمر بالبلاد وفي
الوقت نفسه لا يتوقع تغيير علي حال الدراما لعام 2012 بسبب امتناع الكتّاب
الكبار عن الكتابة نتيجة للاحداث المؤسفة التي تقلق الجميع علي مستقبل
الوطن. وتؤكد الناقدة دلال عبدالفتاح علي ضرورة تقديم اعمال جيدة تتناول
الاحداث والواقع بشيء من التحليل مع عرض المقترحات والحلول لحل ازمات
المجتمع المصري خاصة أن يصرف علي الاعمال الفنية كل عام الملايين مشيرة إلي
أن صناع الدراما هم الذين يتحكمون في اذواق المشاهدين لذلك لابد من تقديم
فن هادف يرتقي بذوق الجمهور ،كما تنصح المنتجين في مصر أن يشاهدوا الغرب في
كيفية تناول الاعمال الفنية التي تقدم قصص مليئة بالعبر والمواعظ لاننا
باخلاقنا وثقافتنا أولي أن نقدم للجمهور قيمة فنية متكاملة الاركان مشيرة
إلي أن الدراما المصرية تتراجع كل يوم آلاف الاميال لكنها تأمل ان تتغير
ملامح الدراما في المرحلة المقبلة خاصة بعد أن اثبت الشعب المصري ادراكه
ووعيه وارادته علي التغيير في ثورة 25 يناير مما يجعل صناع الدراما يحترموا
عقول جمهورهم بتقديم فن هادف يعود للمبادئ المفقودة بعيدا عن الابتذال. كما
يعتقد الناقد طارق الشناوي أن الدراما في الفترة المقبلة ستكون بمثابة عنق
الزجاجة وبداية لتقديم مسلسلات ترقي إلي مستوي فكر المشاهد المصري، الذي
أثبت نضجه ووعيه السياسي والاجتماعي بعد ثورة 25 يناير ، لذلك يتوقع أن
تقدم تلك المسلسلات وجهات نظر جديدة تعبر عن نبض الشارع والمواطن المصري
الجديد، خاصة في ظل الظروف والأحداث المتلاحقة، والتي من المتوقع أن تشهد
تطورات جديدة علي الساحة في الأيام القادمة مشيرا إلي اهم ما تتميز به
التغيرات التي ستطرأ علي الدراما المصرية خلال الفترة المقبلة هو خروجها من
سيطرة واحتكار مجموعة من النجوم الكبار. وفي الوقت نفسه يؤكد المنتج محمد
فوزي أن المرحلة المقبلة يمكن أن تشهد عودة قوية للدراما الدينية التي
تتناول شخصيات أو أحداثاً إسلامية، والتي تمتلئ بها أدراج جهات الإنتاج
الحكومية في قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة،
بعدما اختفت بفعل توجيهات النظام السابق من المشهد الدرامي، وكانت تعامل
علي أنها مسلسلات من الدرجة الثالثة، بدعوي أنها تؤجج نار الفتنة، وتعد
وقوداً تستند إليه الجماعات المتشددة. بينما يري المنتج إسماعيل كتكت أنه
لا أحد يستطيع أن يتوقع ما هو مستقبل الفن لكن المؤكد أن الصناعة تنهار بعد
ازدهارها الأعوام الماضية مشيرا إلي أن المشهد الفني ستحمل طابعاً مختلفاً
عما شهدته في السنوات السابقة خاصة ان المرحلة المقبلة ستعيد صياغة بورصة
النجوم من جديد ،كما ستختفي بعض السلبيات التي كانت تحدث في الماضي ومنها
ظاهرة النجم الاوحد نتيجة للظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع الانتاج
وكذلك تختفي ظاهرة المط والتطويل الذي كان يضر بالمشاهد في تذوقه الفني حيث
يتم الاعتماد علي الكيف وليس الكم في الاعمال التي تقدم في الفترة المقبلة
وذلك من خلال تناول مضمون يناسب التغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري
جريدة القاهرة في
14/02/2012
تصور مسلسل "من غمضة عين" نهاية الشهر:
داليا البحيري: "أتوقع أن يعود الاستقرار لمصر
قريباً"
محمد حسن
يبدو أن شهر شباط
الجاري سيكون بمثابة تميمة الحظ لدى العديد من الفنانين المصريين، حيث يشهد
هذا
الشهر تعاقدات لعدد كبير منهم، بل ان بعضهم بدأ فعليا تصوير
عدد من المسلسلات التي
ستعرض خلال رمضان المقبل.
وآخر أخبار التعاقدات يعود للفنانة داليا البحيري التي
وقعت عقد بطولة مسلسل "من غمضة عين"، تأليف فداء الشندويلي، وإخراج سميح
النقاش،
وإنتاج عمرو مكين.
وتتحدث داليا البحيري لـ"السفير" عن عملها الجديد قائلة: "أنا
مترددة جدا ومن الصعب أن أقتنع بسهولة بأي عمل. لكن لهذا
المسلسل حكاية مختلفة.
فالبداية كانت مع اسمه الذي شدني جدا لأنه يمكن اعتباره اسم فيلم سينمائي.
وشعرت
بمتعة لدى قراءته، لدرجة أنني نسيت أنني أقرأه من أجل تقييمه للقبول به أو
رفضه.
وبعد ذلك وقعت عقده من دون أي تردد".
وعن الشخصية الدرامية التي تلعبها تقول: "أجسد
شخصية تدعى فاطمة تربطها علاقة صداقة قوية بزميلتها "نبيلة"، وهذه الصداقة
القوية سببها نشأتهما معا في دار للأيتام. الا أن الظروف تفرق بين
الصديقتين، فتعيش
إحداهما في الصعيد بينما تعيش الأخرى في القاهرة".
وتضيف: "تدور أحداث المسلسل
في 30 حلقة، تم الانتهاء من كتابة معظمها. ونعقد حاليا جلسات عمل مع المخرج
والمؤلف، وأحيانا يشاركنا الجلسات بعض أعضاء فريق التمثيل، ومنهم حمدي
أحمد، وفادية
عبد الغني، وشريف رمزي، ونجلاء بدر، وعدد من الفنيين من
مساعدي الإخراج وفنيي
الاكسسورارت والديكور. ونتشاور معا في كافة التفاصيل. ومن المتوقع بدء
التصوير
فعليا نهاية شباط الجاري".
وتعرب عن سعادتها لمشاركة ممثلين كبار في العمل، بحجم
حمدي أحمد وفادية عبد الغني وغيرهما، وتقول: "هؤلاء الفنانون العظام لا
يتكبرون على
الصغار، بل يساعدونهم ويقدمون لهم النصح والإرشاد. كما أنهم لا يرفضون أي
نصيحة
تكون لصالح العمل، ما يجعلني أجزم بأن هناك تغييرا حقيقيا حدث
داخل الأوساط الفنية
المصرية بعد الثورة".
وتشير البحيري الى أنها وفريق العمل يقومان اليوم بترشيح
بقية الممثلين لبقية الأدوار، ومعاينة أماكن التصوير الخارجي، بحيث يكون
العمل
جاهزا للتصوير نهاية الشهر الجاري كما حددت الشركة المنتجة.
وترفض البحيري
التعليق على مستجدات الثورة المصرية، واكتفت بالدعاء لمصر، ثم أضافت:
"كفانا
مزايدات، يجب أن يكف الجميع عن التشكيك في وطنية البعض، ويجب
أن نكف عن حملات
التشويه والتخوين، وأن نتحد لبناء البلد. كل يعمل في مجاله، هذا هو الطريق
الوحيد
لإعادة بناء مصر. الاختلاف سيهدم ويشتت، يجب أن نتصرف باعتبارنا أمة واحدة.
وأنا
أثق بأصالة هذا الشعب العظيم، وقدرته على الخروج من الأزمات، وأتوقع أن
تستقر
البلاد خلال فترة قريبة إن شاء الله".
السفير اللبنانية في
14/02/2012
نافياً أن يكون طلاقه من زوجته سبب التأجيل
تيم حسن يبدأ تصوير «الصقر شاهين» في 21
الجاري
محمد حسن
زار الفنان السوري
تيم حسن منذ أيام القاهرة، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على مسلسل «الصقر
شاهين»
الذي يقوم ببطولته الى جانب رانيا فريد شوقي، ليعرض في شهر رمضان المقبل.
وكان في
استقباله في مطار القاهرة المخرج عبد العزيز حشاد، والمؤلف إسلام محمود
يوسف.
«السفير»
تحدثت مع تيم حسن بعد وصوله القاهرة حول مشروعه التلفزيوني الجديد،
فقال :«أتمنى أن يكون هذا العمل عند حسن ظن الجمهور المصري والعربي، وأن
يحقق الصدى
نفسه الذي حققه مسلسلا «عابد كرمان» و«الملك فاروق».
أضاف: سنبدأ التصوير في 21
شباط الجاري في استديو «كينج توت» في منطقة شبرامنت. وأتوقع أن ننتهي من
التصوير
بعد أربعة أشهر، أي قبل بداية تموز المقبل. وسيمنحنا ذلك وقتا
كافيا لعرضه خلال
رمضان المقبل».
ونفى حسن أن يكون طلاقه من الفنانة ديمة بياعة، سبب تأجيل
التصوير لأكثر من مرة، لافتاً إلى أن الطلاق قد تم فعلاً، لكنه لم يكن
السبب في
تأجيل تصوير العمل، علما بأن طلاقهما الذي جاء بعد زواج دام عشر سنوات،
سبقه انفصال
طويل نسبياً.
وعن أسباب اختياره هذا النص تحديدا يقول حسن: «دائما أقول ان
الأصعب من تحقيق النجاح هو الحفاظ عليه. وأنا قدمت أعمالا
تلفزيونية حازت إعجاب
الجمهور المصري والعربي. لهذا أشعر دائما بأن الاختيار يزداد صعوبة لأنه
علي أن
أختار أعمالا لا تقل عن تلك التي قدمتها وحققت نجاحا. والحقيقة أن هذا النص
عُرض
علي منذ شهرين تقريبا، وكانت حلقاته غير مكتملة، لكنني فضلت
التأني لقراءة كل
الحلقات. وأعجبتني جدا دراما هذا المسلسل لأنها عصرية وواقعية وتمس الناس
وتنطوي
على هدف غير خطابي. فنحن لا نقدم مواعظ وإنما نقدم دراما مسلية تحمل في
طياتها
أهدافا اجتماعية مفيدة. وشعرت بأن هذه الميزات متوافرة في
«الصقر شاهين». لذا قمت
بتوقيع العقد مع المنتج محمد شعبان الذي أنتج لي مسلسلي الأخير «عابد
كرمان» وشعرت
معه براحه كبيرة، ورحبت بتكرار التجربة معه لأنه ينتج بسخاء ويعطي العمل
حقه في
الكلفة، ولا يربط ذلك بكساد السوق الدرامية كما يفعل منتجون
كثيرون حاليا».
وعن
أحداث المسلسل يشير الى أنها « تدور في قرية الصيادين في منطقة الماكس في
الإسكندرية، حول صياد يدعى شاهين يعمل في مركب يملكه شيخ
الصيادين، ويظل يعمل معه
لفترة طويلة حتى يدخل في صراع مع كبار الصيادين نظرا لانتمائه لجذور
صعيدية. ويحتد
الصراع بعد أن يكتشف الصيادون أن شاهين هارب من قضية ثأر في بلده. ثم
تتصاعد
الأحداث بعد أن تقع زوجة أحد كبار الصيادين في غرام شاهين».
ويوضح حسن أن «فريق
التمثيل هو أجمل ما في هذا العمل، وقد يعتقد البعض أنني أقوم ببطولة مطلقة
لأنني
أجسد شاهين الذي يحمل اسمه عنوان المسلسل، لكن الحقيقة أن
العمل قائم على بطولة
جماعية، وهذا أكثر ما جذبني لهذا العمل. ومن بين المشاركين في بطولته رانيا
فريد
شوقي، وأحمد خليل، وشيري عادل، وأحمد راتب، وأحمد زاهر. وجميعهم ممثلون من
الطراز
الأول».
ويرفض تيم حسن الحديث عن الثورات العربية التي تشهدها منذ فترة مصر
وسوريا، ويقول: «المشهد الحالي مشوش ومليء بالتفاصيل. هناك
أنظمة قمعية، وهناك حاجة
حقيقية للحرية لدى الشعوب العربية. وهناك أيضا مؤامرات تحاك ضد البلدان
العربية.
فهذا لا ينفي ذاك. الأمر يحتاج الى مراجعة
هادئة. الصخب والكلام الرنان لن يكونا
حلا للخروج من المأزق الراهن».
السفير اللبنانية في
13/02/2012
بعد طرد أبطاله من جامعة عين شمس
مسلسل »ذات« يتحول
إلي قضية فنية وأخلاقية
مازالت حكاية طرد فريق التمثيل والعاملين في مسلسل »ذات«
من أمام كلية هندسة عين شمس تثير حالة كبيرة من الجدل، انتقلت بعض ظواهر
الجدل لصفحات الإنترنت، التي شهدت نقاشا بين مخرجة المسلسل كاملة أبوذكري، وبعض المؤيدين لطرد فريق التمثيل،
اعتراضا علي ملابس بعض الممثلات،
كاملة كتبت علي صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي
لما نعمل مسلسل عن إخناتون سوف نجعله يرتدي جلابية،
وترتدي كليوباترا نقابا،
بينما رد بعض الطلاب نحن فخورون بالانتماء لجامعة
عين شمس التي طردت الممثلين من ساحتها.
مسلسل »ذات« مأخوذ عن قصة للروائي الكبير صنع الله إبراهيم ، الذي اشتهر في كتاباته بالتشابك بين سيرته
الذاتية وتاريخ مصر السياسي والاجتماعي،
في مسلسل »ذات« يتناول صراع المجتمع المصري في سبيل دعم التقدم والوعي
الثقافي والاجتماعي، من خلال مسيرة كفاح الطلاب وحركتهم النضالية داخل
الجامعات منذ عام 1952 وحتي ثورة 25 يناير ، تدور أحداث المسلسل في 15
حلقة
، ويشارك في بطولته نيللي كريم وانتصار وناصر سيف،
السيناريو والحوار لمريم ناعوم
وتأجل تصويره عاما كاملا
، بسبب قيام الثورة ، وقامت المخرجة ومؤلف السيناريو بتعديل نهاية الأحداث،
لتتوافق مع الثورة ، ويعتبر الفيلم أول تجربة تليفزيونية لمخرجته كاملة أبوذكري التي
قدمت أعمالا سينمائية ناجحة، منها فيلم واحد صحيح
، وكان من المقرر تصوير مشاهد لفترة السبعينيات داخل ساحة جامعة عين شمس ،
وهي الفترة التي شهدت ارتداء الفتيات لملابس قصيرة وعدم وجود محجبات بين
طالبات الجامعات، وفجرت هذه المشاهد الخلاف الذي انتهي بطرد فريق العمل،
المشكلة فيما يبدو سوف تكون بداية لجدل فني وأخلاقي كبير، بين رؤية الفن
للواقع، والرؤية الأخلاقية، أيهما يجب أن يلتزم به الفنان،
عندما يتصدي لتصوير فترة تاريخية،
هل يسعي إلي المصادر التاريخية وينقل ملابس
وسلوكيات والثقافة المعمارية التي ميزت هذا العصر
، أم يقوم بإعادة كتابة الماضي بثقافة الحاضر ؟
آخر ساعة المصرية في
13/02/2012
مسلسلات رمضان في خطر… فهل أطاح بها الربيع العربيّ؟
كتب: بيروت - غنوة دريان
ما هو واقع الدراما السورية والمصرية في ظل استمرار فصول الربيع العربي،
وهل ستلحق بالسباق الرمضاني؟ يبدو أن أزمات لا تحصى تواجه هذه الصناعة قد
تدفع مسلسلات كثيرة إلى عدم الخروج إلى النور، فالدراما السورية تنوء تحت
توقف الإنتاج والمقاطعة العربية، والمصرية تغرق في كم هائل من مسلسلات
موضوعة على لائحة شهر رمضان لا تجد لها سوقاً.
أعمال درامية سورية كثيرة توقف العمل فيها بسبب الأحداث التي تعصف بالبلاد،
من بينها مسلسل للمخرج سيف الدين السبيعي يتناول العلاقة التي ربطت بين
أصالة وطليقها أيمن الذهبي من دون تسميتهما، فيما يجري تصوير أعمال أخرى في
استوديوهات العاصمة دمشق لتلحق بالعرض الرمضاني. دفع هذا الواقع القيّمين
على الدراما السورية إلى تنفيذ مسلسلات لصالح جهات إنتاجية عربية غير شركات
الإنتاج السورية التي تواجه مأزقاً حقيقياً بعدما اقتحمت السياسة الفن
وارتفعت أصوات تدعو إلى مقاطعة كل ما يتعلق بسورية كردة فعل على ما يرتكبه
النظام في حق الشعب.
طفرة مصرية
تسجّل الدراما المصرية اليوم طفرة غير عادية بعد عودة أسماء كبيرة إليها،
وخوض نجوم كثر السباق الرمضاني على شكل تحالف ثنائي، مثل مشاركة نبيلة عبيد
فيفي عبده مسلسل «كيد النساء» في جزئه الثاني محلّ سمية الخشاب، وفي حال
تأكد هذا الخبر سيكون حدثاً بحد ذاته. فضلاً عن ظهور شيريهان، بعد طول غياب
عن الدراما، في حال أنهى محمد الحناوي، الذي اختارته لكتابة مسلسلها
الجديد، الحلقات بسرعة.
تصل أجور النجوم، ابتداء من عادل إمام مروراً بمحمود عبد العزيز ويحيى
الفخراني ويسرا وإلهام شاهين وصولاً إلى شيريهان، إلى أرقام «فلكية» تستنزف
موازنة المسلسلات التي يؤدون بطولتها، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية
التي يواجهها الإعلام المصري، خصوصاً الرسمي منه وإحجام الأخير عن شراء
مسلسلات باستثناء قلّة منها، ما عدا قناة «سي بي سي» لصاحبها رجل الأعمال
محمد أمين التي تنتج مسلسلات خاصة بها وتعرضها بشكل حصري، فيما تشتري
قنوات أخرى مسلسلات ترى أنها ستوفر لها كماً من الإعلانات.
بدورها، تواجه القنوات العربية مأزقاً في شراء هذا الكم الهائل من
المسلسلات في ظل الربيع العربي الذي تتوالى أحداثه وتتعقد يوماً تلو آخر،
وإلغاء دول كثيرة مهرجاناتها السنوية… ما ينعكس سلباً على تسويق المسلسلات
الرمضانية.
تعثر وتأجيل
يؤكد المنتج ممدوح شاهين أن عادل إمام قادر وحده على تسويق نفسه في مسلسل
«فرقة ناجي عطا الله» نظراً إلى رصيده الكبير وتاريخه الطويل لدى الشعوب
العربية، وهو لا ينتظر بيع مسلسله للمحطات المصرية بقدر ما يراهن على
القنوات الفضائية. فعلاً، اشترت قناة الـ «أم بي سي» المسلسل العام الماضي،
لكن تعثر التصوير أدى إلى تأجيله إلى هذا العام.
أما المنتج صفوت غطاس فيرى أن التسويق الدرامي يُواجه حاليًا أزمة في دول
الخليج التي باتت تعتمد على الإنتاج الخليجي وليس الأعمال المصرية، إلى
جانب إغراق الفضائيات بمسلسلات تركية.
يضيف غطاس: «دفعت المغالاة في أجور النجوم إلى رفع سعر الحلقة، ما ضاعف
صعوبة التسويق، إلى جانب انسحاب قطاعات الإنتاج الحكومي من المشاركة في
تنفيذ المسلسلات. كذلك ثمة محطات فضائية مصرية اتفقت في ما بينها على تخفيض
أسعار المسلسلات».
بدوره، يوضح المنتج عصام شعبان أن حركة التسويق ضعيفة مقارنة بالأعوام
الماضية، ما يُؤثّر بشكل ملحوظ على عملية الإنتاج. يضيف: «لم نعد ننتج سوى
عمل أو اثنين على الأكثر سنوياً بعدما كنّا ننتج ثلاثة أو أربعة، وقد أوقفت
صعوبة التسويق مسلسل «قضية معالي الوزيرة» في العام الماضي وأجلته إلى هذا
العام. اليوم، نحاول إجراء مفاوضات مع محطات عدة إلا أنها لم تحقق نتيجة
بعد». أما المنتج عمرو الجابري فيوضح أن أحداً لا يستطيع الحكم على مصير
هذه المسلسلات، وعلى رغم الأحداث التي تشهدها مصر إلا أنه يأمل في انفراج
مسألة تسويق الأعمال الدرامية وحركة الإنتاج بعد عيد الثورة الأول.
يضيف الجابري أنه سيعود إلى الإنتاج هذا العام في مسلسل «الخواجة عبد
القادر» مع الفنان يحيى الفخراني، ذلك بعد خروجه من السباق في موسم رمضان
الماضي، موضحاً أن تنازل النجوم عن نصف أجرهم لتسهيل الإنتاج والتسويق لا
يعني أن المشكلة قد حلت، لأن الأجور الفلكية التي يتقاضاها هؤلاء تشكل
عبئاً على الدراما، ولأن الغاية من التنازل أن يظهر النجم نفسه بأنه فنان
حقيقي يساهم في إنعاش التسويق.
الجريدة الكويتية في
13/02/2012
نادم على اعتذارين ويرى النجومية
موسمية
محمد العامري: الدراما الإماراتية مرهونة
بأربعة أسماء
عمان - ماهر عريف:
رأى الفنان محمد العامري أن استمرار الدراما الإماراتية حالياً مرهون
بأربعة أسماء يتولى أصحابها الإنتاج في مقدمته أحمد الجسمي إلى جانب جمال
سالم وسلطان النيادي وسميرة أحمد معتبراً ظهور مخرج محلي في هذا الإطار يمر
بمرحلة “ولادة قيصرية” فيما وجد النجومية أصبحت موسمية وكشف عن ندمه حيال
اعتذاره عن مسلسل عربي وفيلم عالمي مؤكدا تضحيته بفرص عديدة وفاء للمسرح .
قال العامري في لقاء خاص مع “الخليج” على هامش إخراجه عرض “حرب النعل” في
العاصمة الأردنية عمّان: النجومية أصبحت في وقتنا الحالي مرتبطة بمدى تميّز
الفنان خلال الموسم الواحد فقط وليست مستمرة، فهي تخفت حال غيابه أو عدم
ظهوره بصورة لافتة، ولقد لمست ذلك فعلياً قبل نحو أربع سنوات، حيث أطللت في
تجربة يتيمة لم يحالفها توفيق توقيت البث أما نجم العام الماضي فهو جابر
نغموش بلا منازع .
وأضاف: علاقتي مع المسرح وطيدة ومع تواصل المهرجانات وتداخل التحضيرات
للمشاركة فيها مع مراحل التصوير وكذلك التزامي بدوامي الوظيفي ضحيت بفرص
عديدة في الدراما التلفزيونية منها في الكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين
وأكثر ما ندمت عليه اعتذاري عن عدم تجسيد شخصية رئيسة في المسلسل العربي
“الطريق الوعر”، وكذلك في فيلم عالمي بطلته إحدى ملكات جمال روسيا لكنني
أردد دائما بأن المحطة الأهم لم تأت بعد .
واستطرد: عاهدت نفسي على عدم الانضمام إلى عملين ينجزان في الفترة ذاتها
وكنت واجهت مطبا سابقا في هذا النطاق قررت عدم تكراره وكذلك أفضّل تفادي
الالتحاق بتجربة خارجية مهما كانت رائعة طالما لن استطيع الالتزام
بمتطلباتها كما يجب لأن عدم إضافة مكسب أجدى من خسارة آخر خلاصته الانضباط
والمحافظة على السمعة الطيبة وفي “نجمة الخليج” مثلاً لم أكن جاهزاً تماماً
وعايشت ظروفا معينة فظهرت النتيجة متواضعة وأنا ألوم نفسي عليها .
وتابع: مشكلتنا الأساسية تتلخص في ندرة النصوص لاسيما الكوميدية منها
والحديث عن أزمة تحكم المنتجين في كل شيء ليس في محله فهم من حقهم تحديد
الأمور ومقتضيات تنفيذها إزاء صرفهم الأموال وحرصهم على أحسن النتائج
والمسألة “عرض وطلب” في النهاية ووسط عدم تولي الفضائيات إنجاز الأعمال
بتمويل كامل فإن أحمد الجسمي وجمال سالم وسلطان النيادي وسميرة أحمد حملوا
على عاتقهم المسؤولية وحال انسحابهم تتوقف الدراما الإماراتية حاضرا وربما
لا تواصل مستقبلاً .
واسترسل: بعض الفنانين الشباب يريدون نيل المردود قبل إثبات الوجود وعموماً
ليس ملائماً طلب أجور مرتفعة والتطلع إلى معاملة خاصة وطرح “مبالغات” وهمية
وإطلاق ألقاب ذاتية من دون ترسيخ منجز بارز، وأجد أن أبناء هذا الجيل
محظوظون في ظل أجواء وفعاليات مفعمة بالفرص التي يجب استثمارها وليس
الاكتفاء بالتذمر، وأنا شخصيا راض عن المقابل المادي “المتغيّر” الذي
أتقاضاه .
وحول جلب مخرجين عرب لم يحقق بعضهم الإضافة المأمولة علق العامري: ننتظر
“ولادة قيصرية” لقدرات محلية في هذا الإطار بعدما فرضت ذاتها في المسرح
والسينما و”الكرتون” وحتى ذلك الحين علينا الاستفادة من الخبرات العربية
التي طالما ساعدتنا وساندتنا في المجالات المتباينة وأسهمت في انطلاق
قطاعات عديدة عندنا وأثرتنا وأفادتنا لكن يجب إحضار العنصر الفني المؤهل
والمتلائم مع طبيعة العمل وعموما هناك مستويات بعضها جيدة وأخرى رديئة
ولايمكنني التقويم من دون رصد العطاء بدقة .
ووصف العامري المنافسة في المسرح ب”الشديدة والصعبة والمحتدمة” لاسيما
للظفر بتمثيل الدولة خارجيا مؤكدا انسجام الجهود لاحقا ناحية العمل الذي
يتم اختياره فيما وجد الحديث عن تشابه أدواته الإخراجية في قيادة الأمور
على الخشبة وارتكازها على أساليب تقليدية “اتهاما لا يحمل انتقاصا” وعقب:
تكريس الرؤية الفنية الخاصة يحتاج إلى تراكمات والسير في خط واحد لكن وفق
أنماط وأشكال ومضامين أعمق وأدق وأكثر رصانة وجهة أماكن أبعد وربما يعود
تعلقي ب”أبي الفنون” أكثر لأنني كمخرج أصبحت صاحب مشروع لكنني كممثل أبقى
جزءاً منه وأنا أتطلع إلى البحث عن مناطق متجددة ونقل المتعة المفيدة
للمتلقي .
وعن خوضه تقديم البرامج قال: وجدت في ذلك مساحة مباشرة في التواصل مع
الجمهور ولبّيت دعوة تلفزيون الشارقة في المواصلة ضمن الفقرات الرياضية
للعام الرابع، وكذلك تولي “الصوغة” بعدما اقترحت ضم زميلي عبدالله زيد وليس
عيبا سعي الفنان إلى مصدر آخر لدخله طالما جاء ذلك ضمن مقاييس سليمة لا
تضره ولا تقلل من قيمته .
وتمنى العامري في ختام حديثه تجاوز الوسط الفني الخلافات مهما كانت وترك
“المشاكسات” نحو العمل الجاد والعلاقات اللائقة آملا أن يظل عند حسن ظن
جمهوره ويوفق في اختياراته ويحافظ على رضا والديه فيما لفت إلى كتابته نحو
نصف حلقات “طماشة 4” وانضمامه إلى “ريح الشمال 3” المزمع تصويرهما قريباً
فضلاً عن دراسته عرضاً خليجياً لم تتحدد تفاصيله .
الخليج الإماراتية في
13/02/2012 |