على مدى الأشهر
الثلاثة الماضية، التقيت الفنان الكبير
محمد المنصور في عدد من المحطات المحلية
والخليجية والعربية، وفي كل مرة، هو ذلك الفنان الحقيقي، الذي يمتلك الحضور
الثري
بالابعاد الفنية والإعلامية، وايضاً العمق في القيم التي يؤكد عليها،
والقاعدة
الفنية والعلاقات العريضة التي يمتلكها في جملة محطات يحط الرحال بها.
وعلى
هامش مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي اختتم
أعماله، كان هذا الحوار، ليطير بعدها الى
مهرجان الأردن المسرحي وغيرها من المحطات ثم يتوقف بعدها في مملكة
البحرين.
وفي حديثه مع «النهار» يبادرنا مشيراً الى جديده الفني قائلاً:
لعلك لاحظت خلال وجودنا هذه الأيام في العاصمة الاماراتية، وضمن فعاليات
مهرجان،
أبوظبي السينمائي الدولي، تلك اللقاءات التي تواصلت مع الصديق المنتج
البحريني
عمران الموسوي، وايضاً المخرج الشاب علي العلي، حيث تم الاتفاق على القيام
ببطولة
عمل درامي تلفزيوني خليجي بعنوان «شوية أمل» من تأليف الكاتب البحريني حسين
المهدي،
واخراج الفنان علي العلي، وهو من الكوادر الفنية الواعدة بطموحات
ايجابية.
ويستطرد: وهذا يعني انني سألقي مرساتي في المرحلة المقبلة، في
مملكة البحرين، واشير الى انني وخلال مشواري الفني، لطالما توقفت في
البحرين التي
احبها واحب اهلها الكرام، ومن ابرز الاعمال التي انجزتها هناك مسلسل
«نيران» مع
المخرج المتميز أحمد يعقوب المقلة.
·
خلال وجودنا هنا في أبوظبي، تعود
ردات
الفعل حول شخصية «ثنيان» التي قدمتها في مسلسل «زوارة الخميس» مع الفنانة
الكبيرة
سعاد عبدالله، وكيف ترى ردود الأفعال تلك؟
قبل كل شيء، الفنان مطالب لتجسيد
جميع الشخصيات التي يقتنع بها، وحينما قرأت النص الجميل الذي كتبته الكاتبة
هبة
مشاري حمادة، وجدت في شخصية «ثنيان» ما يمثل نقلة في اختياراتي
الفنية.
فالشخصية، تظل في حالة سكون وتتطور مع الاحداث، فاذا بها تكشف عن
ابعاد غير متوقعة، وقد حرصت على التعامل مع تلك الشخصية بكثير من العمق...
والموضوعية.
·
ولكن هنالك ردود افعال متحفظة..
خصوصاً وانت قد عودت جمهورك،
على شخصيات ايجابية؟
احترم ردود افعال الجمهور، وانا سعيد بردود الافعال
تلك، وهي تعتبر مؤشراً حقيقياً على التفاعل مع الشخصية والعمل بشكل عام..
وبنهاية
الامر، نحن امام عمل درامي، يحاول ان يكشف الكثير من الممارسات السلبية او
الاجتماعية.
·
على مدى أيام قليلة، شاهدتك في
أكثر من لقاء.. وحوار.. على هامش
مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي؟
يشرفني الوجود في مثل هكذا مهرجانات فنية (سينمائية
أو مسرحية أو تلفزيونية)، وانا حريص أشد الحرص، على التواجد، لما لمثل
تلك المهرجانات من ابعاد، في فتح افاق وابواب التعاون، ولكنني اشير الى ان
تلك
المرجانات العربية مطالبة بتطوير الحوار مع العالمية، شخصياً حرصت على
متابعة اكبر
عدد من الافلام والمؤتمرات، وايضا التحاور مع المخرجين والمنتجين والنجوم،
وهو امر
يحقق حالة من الثراء المشترك، ويمنح الفنان الخليجي او العربي، فرصا حقيقية
للتواصل
مع الانتاج العالمي.
·
من ابوظبي الى المملكة الاردنية
الهاشمية؟
اجل،
تلقيت الدعوة من اللجنة المنظمة لمهرجان
الاردن المسرحي، وهو مهرجان مسرحي بات له
حضوره وايضا ملتقى لاهل المسرح في العالم العربي، وشخصياً احرص اشد الحرص،
على
التواجد بين الزملاء في العاصمة الاردنية عمان لمشاهدة جديد المسرح الاردني
والعربي
على حد سواء.
·
بعد تجربة، الحب الذي كان، هل من
جديد سيجمع اولاد
المنصور؟
عندنا نص تلفزيوني جديد بعنوان «ضي القلوب» سنقوم بانتاجه من خلال
شركة «سفن ستايل» التي تجمع اولاد المنصور، ونحن في مرحلة التحضير لعمليات
الانتاج
الاولية، من اختيار العناصر وفريق العمل. وأشير هنا الى ان مسلسل «الحب
الذي كان..
والذي انتجناه بالتعاون مع المنتج عبدالرزاق الموسوي، حصد الكثير من النجاح
والانتشار، حيث التأكد على المضامين والابعاد الانسانية.
·
بعيد عن
المسرح؟
انا لست بعيداً عن المسرح، دائم في الحضور في جميع المهرجانات
المسرحية المحلية والخليجية والعربية، وانا في حالة بحث دائم عن النص
الحقيقي، لان
المسرح بحاجة الى كثير من الوقت والتفرغ، وأنا من النوعية من الفنانين،
الذين
يتفرغون كلياً للتجربة التي يقدمونها ومن النادر ان اكون مرتبطا بعملين في
وقت
واحد.
ويستطرد:
وانا ابارك للزملاء في فرقة مسرح الخليج العربي عودة
الاستقرار، متمنياً على الجميع، طي صفحة الماضي، والانطلاق الى العمل وبشكل
مشترك،
من اجل مستقبل اجيال الفرقة، والتأكيد على النهج الابداعي الذي سارت عليه
جيلا بعد
جيل.
·
قريباً من التلفزيون.. بعيداً عن
المسرح.. ماذا عن السينما؟
لم
يصلني اي سيناريو سينمائي يدعوني الى العمل
في السينما، وكل ما وصلني افكار. وانا
جاهز للسينما.. ولن انسى تجاربي مع فيلم «بس يا بحر» مع المبدع خالد الصديق
وفيلم «القادسية»
مع الراحل صلاح ابوسيف وايضا، «ظلال الصمت» مع المخرج السعودي عبدالله
المحيسن وهو اول عمل سينمائي روائي سعودي.
·
في الختام كلمة..؟
تحياتي
للجمهور الحبيب في كل مكان.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكيويتية في
10/11/2010
جيهان فاضل بديلة رانيا يوسف في "الفاجومي"
أحمد عدلي من القاهرة
حلَّت الفنانة، جيهان فاضل، بديلةً عن الفنانة الشَّابَّة، رانيا
يوسف، في فيلم "الفاجومي" والذي يتناول قصَّة حياة الشَّاعر أحمد فؤاد نجم.
القاهرة: احتفلت أسرة فيلم "الفاجومي"، الذي يتناول قصَّة حياة
الشَّاعر أحمد فؤاد نجم، مساء أمس الثلاثاء ببدء تصويره وذلك في استوديو "عواجة"
بحضور أبطال العمل فيما غابت الفنانة كندة علوش.
وبدأ الاحتفال متأخرًا عن موعده بأكثر من ساعة وسط حضور العديد من
القنوات الفضائيَّة ومراسلي الصحف وذلك بسبب تأخر وصول الشَّاعر أحمد فؤاد
نجم ومنتج العمل.
وفي لفتة منها قامت الفنانة، جيهان فاضل، الَّتي وافقت على المشاركة
في الفيلم بعد اعتذار الفنانة رانيا يوسف، بإحضار باقات من الورد إلى كل من
خالد الصاوي، ومخرج العمل، ومنتجه.
"أنا فوجئت بالراجل المجنون ده(المخرج عصام الشماع) بيقولي أنا هعمل
مذكراتك في فيلم باسم "الفاجومي" وزي ما انتوا عارفين انه كان دكتور مجانين
ودكاترة المجنانين كلهم مجنانين" هكذا بدأ الشَّاعر أحمد فؤاد نجم حديثه
مؤكِّدًا أنَّه لم يكن يتصوَّر أنَّ يتم تقديم مذكَّراته في عمل.
وأشار إلى أنَّه جلس مع الفنان خالد الصاوي والمخرج لفترة طويلة
لإطلاعهم على كافة تفاصيل القصة، مؤكِّدًا أنه لن يتدخل في العمل لإيمانه
بالمخرج لأنَّه اختار الشَّخصيَّات المناسبة للفيلم.
وقال نجم أنَّ اختيار خالد الصاوي كان موفقًا نظرَّا لأنه يقدم الشعر
أيضًا ولديه قدرة هائلة على قراءته، مشيرًا إلى أنَّه يراهن على بقاء مصر
على الرغم من الأزمات الَّتي نمر بها.
من جهته قال الفنان خالد الصاوي أنَّ تجربته مع أحمد فؤاد نجم بدأت
منذ أنّْ كان في سن الحادية عشر، مؤكِّدًا أنَّ أشعار نجم والشَّيخ إمام
قلبت حياته وقتها وكان لها تأثيرًا كبيرًا على شخصيته.
ولفت إلى أنَّ الهدف من تقديم هذا الفيلم هو تقديم عبرة وعظة عن
شخصيَّة مصريَّة لديها مواقفها الثابتة ومتمسكة بمبادئها مهما كان الثمن،
وإعلانها من دون تردد، والإصرار على فكرة عدم تغير الإنسان.
إلى ذلك، قال الفنان صلاح عبد الله، الذي يجسِّد دور الشيخ إمام، أنَّ
تعرفه على نجم والشيخ إمام تمَّ خلال دراسته الجامعيَّة حيث كانوا يقدمون
الأناشيد الثَّوريَّة الَّتي تلهب حماس الطلاب، مشدِّدًا على أنَّ الجيل
الذي ينتمي إليه تأثر بالكامل بهذا الثنائي سواء كانوا متفقين مع ما
يقدمونه أو مختلفين معه.
وأوضح أنَّ شهرة هذا الثنائي اجتازت مصر ووصلت إلى الخليج العربي
والمغرب العربي، وأحبها الخليجيون والمغربيون خلال النصف الثاني من
الثمانينات.
من جهتها قالت الفنانة جيهان فاضل أنَّها تقوم بدور "أم أمال" وهي
شخصيَّة غير حقيقيَّة في حياة نجم لأنَّها مزيج من علاقاته النسائيَّة
السابقة، مؤكِّدةً أنَّ هذا الدور جديد عليها لأنَّها لأوَّل مرَّة تقدِّم
دور فتاة شعبيَّة، وهو الأمر الذي تطلب منها الكثير من التحضيرات.
وأوضحت أنَّ نجم صديق والدها لذا تعرفت عليه وعلى أغانيه في سن مبكرة
وحفظت أغانيه قبل أنّْ تدرك معناها، مشيرةً إلى أنَّ دورها يرصد العديد من
الأحداث الهامَّة في تاريخ مصر وكان لنجم تدخل فيها.
وأشارت الفنانة الشَّابَّة فرح يوسف الَّتي تقدِّم دور الفنانة "عزة
بلبع" أنَّ دورها في الفيلم أعطاها فرصة لمعرفة المزيد عن فترة السبعينيات
من القرن الماضي، مؤكِّدةً أنَّ العمل ككل جيِّد وسيكون نقطة مهمَّة في
مشوارها الفني، وأوضحت أنَّ "عزة بلبع" تركت أسرتها الثريَّة للإرتباط بنجم
والعيش معه، مشيرةً إلى أنَّها تحضرت جيِّدًا لهذه الشَّخصيَّة.
فيما أكَّد المخرج عصام الشماع أنَّ شخصيَّات العمل لن تظهر بأسمائها
الحقيقيَّة مشيرًا إلى أنَّ خالد الصاوي الذي يقوم بدور نجم سيكون اسمه في
العمل أدم نسر، وأضاف أنَّ الشيخ إمام سيكون اسمه همام موسى، وعزة بلبع
سيكون اسمها منه مراد، مرجعًا تغيير الأسماء إلى استحالة التطابق في
الشَّكل بين الفنانين المذكورين في العمل، مؤكِّدًا أنَّ هذا النموذج سبق
وأنّْ قدَّمه المخرج الكبير يوسف شاهين.
وردًّا على سؤال لـ"إيلاف" حول أغاني الشيخ إمام الموجودة بجودة رديئة
ولا يمكن الاستعانة بها خلال أحداث الفيلم، أكَّد الشماع أنَّ الفنان صلاح
عبد الله سيقدِّم جزءًا منها، وسيقوم شباب الجامعة المشاركين في العمل
بتقديم الجزء الثاني، أما الجزء الثالث فسيكون من غناء الفنان محمد منير
والذي يجري التفاوض معه في الوقت الراهن.
ونفي ردًّا على سؤال آخر لـ"إيلاف" أنّْ يكون التركيز في الفيلم على
أحداث 1977 والانتفاضة الطلابيَّة يحمل رسائل سياسيَّة، مؤكِّدًا أنَّ هذا
التاريخ هو الأنسب دراميًّا لأحداث الفيلم وليس له أي ارتباط سياسي.
من جهته قال منتج العمل علي ماهر أنَّه إشترى القصَّة منذ 10 سنوات
تقريبًا لتقديمها سينمائيًّا إلاَّ أنَّ الموضوع تأخَّر لعدَّة أسباب منها
إنتاجيَّة وفنيَّة، وأكَّد أنَّه لم يكن يعرف نجم إلاَّ من خلال شقيقه
الفنان ياسر ماهر، الذي كان يرسل شرائطهم إليه في هولندا الَّتي عاش بها 35
عامًا، مشيرًا إلى أنَّه تمنى تقديم قصَّة حياته قبل أنّْ يراه وقبل أنّْ
يؤسِّس شركة إنتاج.
وفي نهاية المؤتمر قطعت أسرة الفيلم قالب الحلوى احتفالاً ببداية
التصوير.
الفاجومي بطولة خالد الصاوي، كندة علوش، جيهان فاضل، صلاح عبد الله،
فرح يوسف، وقصَّة أحمد فؤاد نجم، وسيناريو وإخراج عصام الشماع.
إيلاف في
10/11/2010
حاتم علي يصلح بين السنة والشيعة وزاهي وهبي يتراجع
عن
استقالته و'مخمخة توريث' في مصر!
لينا أبو
بكر
أنت في زمن 'الخلطة بيطة الطائفية' فإن كنت في العراق عليك
التستر على سنيتك مادام المالكي صاحب هوى إيراني، وإن كنت في لبنان عليك
تجنب
التشيع لأن نصر الله موضع اشتباه ينخر في عظم الجسد اللبناني،
الذي لطالما أصابته
الطائفية بهشاشة وطنية..
'إن كان الأمين العام لحزب الله شبهة، فما أروع
الشبهات'! وفي هذا تأكيد على مبدأ الالتزام بالحياد الصحافي.
أما إن كنت لاجئا
فعليك الاعتزاز بكونك مسيحيا لك ظهر ليس من عرقك يسند نقطة ضعفك (أن تكون
أقلية) في
مجتمع يشهر في وجه صلاتك عملية انتحارية متذرعا بالجهاد! وهذه هي المفارقة
الأكثر
'هسترة'
في عملية الترتيب الجيني للانتماء الطائفي في وطننا العربي، علما بأن تلك
الأقلية تدين بديانة المسيح الفلسطيني المولود في بيت لحم - كنيسة المهد
أقدم كنائس
الأرض - قبل أكثر من ألفي عام، مع التأكيد أن هذا الرأي لا يسجل موقفا من
مسيحيي
الغرب والعياذ بالله، ولكنه تعرية لتناقض المواقف الغربية،
فأين كان هذا العالم من
مسيحيي فلسطين قبل أيام معدودات في حادثة حرق اليهود للكنائس الفلسطينية؟
وإن كانت
تصريحات وزير الهجرة الفرنسي للإعلام تؤكد على مبدأ الإغاثة الانسانية، من
دون
النظر للعرق والدين فأين المغيثون مما يفعل اليهود بأماكن
العبادة في فلسطين
ويعيثون بها فسادا؟
تناولت الجزيرة والبي بي سي العربية ووكالات أنباء عدة خبرا
مصورا لآثار تفجير كنيسة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد، مما أثار
حفيظة
واشنطن ولندن وبرلين التي دعت لحماية الأقليات من التطرف
العبثي، عداك عن الصور
التي تم بثها لوصول الجرحى إلى فرنسا لتلقي العلاج، مع فتح باب اللجوء
للمسيحيين
مما يعد كارثة تزعزع توازن التوزيع الديني في العراق وتخل بالحق التاريخي
لهم فيها
وفي العيش في بلاد هي مسقط رأس مسيحهم، ومسيحنا المنتظر، فكيف تكون تلك
التسهيلات
المقدمة إغاثة إذن؟
ما هي اللعبة؟ عملية تهجير جماعي وإخلاء 'قسري غير مباشر'
بحجة توفير الحماية والأمن؟
من الغبي؟ المهاجرون؟ أم الإرهاب؟ أم الدين؟
على
مسيحيي العراق الحذر من تلك الفتنة المقنعة بالرحمة، بل إن مجرد حزم
الأمتعة
لمغادرة أرض الرب ما هو إلا إذكاء لفتنة لن يهدأ سعيرها حتى مئة عام، أما
شلة
المفجرين فهؤلاء مسرح عرائس تحركها خيوط سرية، وليس المطلوب من
الجبهات الإعلامية
العراقية صب الزيت، لأن الإعلام الطائفي هو الشرارة الأولى للفتنة!
مخمخة
توريث
يعني بالله عليك أيها المصري، هل تصدق لعبة الكراسي الإعلامية بين
جمال ومبارك؟
إنك لو مررت بالإعلام المصري المعارض أو الموالي على السواء ستقف
بمواجهة حل واحد لا ثالث له 'يا أنا يا الواد' فأي خيار تبقى للشعب؟ لا
خيار سوى
التصفيق لمسرحية الخناقة المفتعلة، التي تقوم الأجهزة
الإعلامية على اختلافها
بالتعاطي معها على أنها حقيقة! لأ ويقلك في 'مصر النهارده': 'ده هي
الديمقراطية'! 'قال يعني الريس وابنه متخانقين' من قبيل
التنافس الانتخابي! ياصاحبي عندنا مثل
فلسطيني شعبي يقول: 'من طوبة لطرطوبة يا قلب لا تحزن' و'إسح
إدح... '.. الإعلام
المصري الذي يحتفي بهذه الخناقة ما هو إلا شريك أساسي بمهزلة الضحك على
الذقون
المحلوقة، لانه يفتعل حدثا وهميا يوهبه دور البطولة، حتى وإن خفت موازينه!
في
برنامج أجندة مفتوحة الذي تبثه البي بي سي العربية تعرض في أكثر من حلقة
لموضوع
الانتخابات المصرية، لكن أكثر ما يضحك هو السؤال الذي تم توجيهه لمجموعة من
أبناء
الشعب حول من هو رئيس الحزب الوطني أحدهم قال 'يوسف وهبي'!!
تصور مدى اللامبالاة
التي تثير سؤالين مهمين اولهما: إن كان الإعلام المصري مطبلا للانتخابات
النزيهة
التي يقودها الحزب الوطني الحاكم فهل كان ينفخ في قربة 'مخزوقة'؟
والثاني:هل نظام
مصر المترهل ـ الذي لا يعلم به أبناء شعبه - أقوى من النظام الشيوعي
الروسي، حتى
تصمت حتى الآن على هذه المهازل التوريثية؟ لماذا لم يتوجه
الشعب حتى لو زحفا على
الأقدام لإسقاط أبطال المسرحية عنوة ؟ انظر ماذا فعل أهل رومانيا وغيرها من
دول
أوروبا الشرقية بعد أزمة الطاقة والغذاء حتى يشاركوا بتفكيك نظام الباب
العالي
الروسي فيها؟ وكيف حوكم الزعيم الصربي ميلوسيفيتش على جرائمه
على مرأى الإعلام
العالمي ومنعه شعبه حتى من الهرب؟ الخيار ليس إلا للشعوب القوية واحنا
بيتلعب فينا
يا جدعان!
في الجهة المقابلة نموذج آخر للاختلاف بالرؤية بين الزعيم وابنه،
ولكنه ليس خلافا على طريقة السح إدح إياها، فسيف الإسلام القذافي يختلف مع
نهج أبيه -
كما أوضح أحد الضيوف الذي استضافته الجزيرة
في حصاداتها المغاربية، وكان في حديثه
متحضرا وراقيا حتى في اختلافه مع القذافي نفسه - مما يشي
بمصداقية الاختلاف بعيدا
عن مسرحته، فسيف الإسلام إلى الآن لا يحتل أي منصب رسمي في الدولة، إنما
يحمل
أفكارا تنويرية قائمة على ضرورة تحويل ليبيا إلى دولة القانون والمؤسسات،
وهو الذي
قام بترويض ذهنية الإسلاميين الذين لطالما دعوا إلى تغيير
النظام بقوة السلاح، وقد
أطلق سراح مئات السجناء بينهم 34 من أعضاء الجماعات الإسلامية المقاتلة
وثلاثة من
قادتها في ليبيا بإشراف مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها سيف الإسلام
نفسه، كما
أوضح أحد التقارير الذي بثته قناة الجزيرة.
السؤال كيف يلعب الإعلام دوره بنقل
الخبر من البلاطات السياسية إلى الشاشة، ومتى يمكن لذات
الإعلام أن يتستر على ما
يدور في الكواليس السياسية ويكتفي بكونه ناقلا أكثر منه محللا حقيقيا يسعى
إلى
التحقق والكشف لا الدغدغة التي لا تتعدى كونها مرورا عابرا على
المخمخة!
عفوا 'هناك خطأ'
..
'اغسل يديك قبل أن تصافح اسرائيليا'..
مثل لم يعد ساري المفعول على الأقل في عرف المخرج السوري حاتم علي، الذي
تراجع في
حلقة 'خليك بالبيت' عن موقفه في مهرجان تاورمينا السينمائي الإيطالي، بعد
عرض فيلمه
'الليلة
الطويلة' عام 2009، حيث غادر المهرجان لما اكتشف وجود المخرج الاسرائيلي
آري فولمان ضمن لجنة التحكيم، تجنبا لمصافحته والوقوع في شبهة التطبيع،
مصرحا
للأعلام وقتها بانه 'على الرغم من أن فولمان يجنح إلى التوجه
اليساري إلا أنه قضى
فترة تجنيده في الجيش الإسرائيلي'، ولهذا هو يرفض مصافحة من تلوثت يداه
بدماء
الأشقاء الفلسطينيين، وكله كلام يطير في الهواء، ليس لأن حاتم علي يندم على
موقفه،
بالعكس فلقد اعترض على اعتبار زاهي وهبي لهذا التراجع ندما،
إنما لأنه أعاد التفكير
بأسلوب التعاطي مع هذه المواقف بحكمة وتعقل أكثر من الانجراف أو الانحياز
الأعمى
للعواطف التي تشوه حضورنا وتؤذي صورتنا في تلك المحافل السلمية، أمام غرب
قد لا
يقتنع بطريقتنا ويستغربها، في حين أن الاسرائيلي يبدو أكثر
تحضرا ولباقة أمام ضحية
مستأسدة ومتأهبة للبطش غير المتكافئ في غير موضعه، لست بحاجة لاستحضار روح
جدك 'عنترة بن شداد' في مهرجان الإبداع وحده
يقول كلمته فيه، إنما عليك أن تتقن فنونا
أخرى لقتال مختلف يقوم على المبارزة بالأقنعة، الذ كاء
والمكر هما أداتا نضالك هنا
في وجه من يتقنعون باستيعاب الأعداء والسعي لأنسنتهم، ان كنت ترفض أن تكون
فريسة
لهذا العدو في ساحة الدم، فعليك أيضا أن ترفض تحولك لوحش في ساحة يوضع بها
السلاح
جانبا ويتأنق القاتل ليس تطهرا من آثام القتل إنما استفزازا للضحية! عليك
ان ترفع
كل ما ورثته من طرابيش وتستورده من قبعات لحاتم علي إذ تراجع
عن الخطأ من دون
الوقوع في شرك الندم عليه لانه غير موقفه لمصلحة الاحتفاظ بمبدئه!
الفن ثالث
اثنين
قد تكون مفاجأة برنامج خليك بالبيت هي عمل حاتم علي الجديد الذي يتكئ
على الفن كسبيل وحيد وأخير لفض النزاع الطائفي بين السنة والشيعة في الوطن
العربي،
حيث يجمع العمل ـ كما فهمنا- بين شخصيتين تاريخيتين هما عمر وعلي عليهما
السلام، في
قصص درامي يستند إلى أواصر التقارب بين المذهبين 'السني والشيعي'، حيث راهن
على
الفن في حين عجزت السياسة وأخفق الإعلام في إخماد حريق نيروني
بنسخة معاصرة.. هل
ننتظر إذن حتى يخرج هذا العمل الدرامي إلى النور، كي نلملم أشلاءنا من
شوارع بغداد،
ونتوقف عن سن رماحنا في بيروت؟ على الفن أن يقلب المائدة السياسية رأسا على
عقب
وعلى السنة والشيعة ربط الأحزمة استعدادا للفرجة على تاريخ
باستطاعته أن يوحدنا
تماما كما باستطاعته أن يمزق أشلاء وحدتنا إربا!
وهبي
استقال زاهي
وهبي أم لم يستقل؟ هاجم المستقبل حقيقة؟ ثم تراجع وقد تداول أحد المواقع
اتهامات
منه للمستقبل بإثارة الفتنة والتفرقة بين اللبنانيين ومناهضة المقاومة؟
زاهي وهبي
على موقعه يؤكد استمراريته في برنامجه؟ فما الذي حصل؟ وهل
هنالك دخان إعلامي بلا
نار؟ ستبدي لك الأيام!!
شاعرة عربية تقيم في لندن
القدس العربي في
10/11/2010 |