الفنان السوري يُعد لجزء ثاني من مسلسل 'يوميات مدير عام'، ويخوض
الانتخابات التمهيدية لنيل منصب نقيب الفنانين السوريين.
قال الفنان السوري إن ثمة التباس حول هوية المنتج الدرامي السوري "هل
هو سوري أم غير ذلك، لو قام مهندسون سوريون بإنشاء فندق جميل في بلد آخر هل
يعتبر هذا الفندق سورياً؟"، مشيرا إلى أن التمويل هو الذي يعطي الهوية
للمنتج الدرامي.
وأضاف لصحيفة "الوطن" السورية "نحن نتغزل بدراما لا نملكها أصلاً ولا
نملك قرار تسويقها، مكوناتها سورية وهويتها ليست كذلك. لا يتجاوز المنتج
السوري الدرامي الخالص الـ5 بالمئة من مجمل ما يُنتج كل عام من أعمال".
وقال إن ملكية أي شيء تعني التحكم بكل تفاصيله، مشيرا إلى أن أغلب
المسلسلات السورية هي إنتاج محطات عربية "يجب أن نفكر في مسألة التمويل لأن
وضعنا كارثي على هذا الصعيد، يجب أن نوفر ضمانات وأرضية للرساميل الوطنية
لكي تعمل وللأمانة فإن وزارة الإعلام تسعى للاهتمام والاحتفاء بالدراما
التلفزيونية وقد دعانا الوزير أكثر من مرة لاجتماعات لمناقشة كل القضايا
المتعلقة بها".
وأضاف "لقد بدأ المنتجون السوريون بالانحسار. نعم نشعر بأزمة ويجب أن
نقف مع ذاتنا بشكل جاد وجريء، كل عام نتوقف عند ثلاثة أو أربعة مسلسلات ولا
نلتفت إلى عشرات المسلسلات الأخرى ذات المستوى الكارثي، كما يفعل النقد
عندما يتوقف عند أداء ممثل ما في عمل ما ولا ينظر إلى أدائه في أعمال
أخرى".
ويستعد زيدان للدخول في تجربة جديدة يواصل من خلالها ما بدأه قبل 15
عاماً وهي جزء ثان من المسلسل الشهير "يوميات مدير عام" الذي دخل الذاكرة
الدرامية السورية.
ويقول زيدان عن التجربة الجديدة "أردت أن أنجز جزءاً جديداً من هذا
العمل لأنه لدي إحساس بأن الأوجاع التي تحدثنا عنها قبل 15 عاماً ما زالت
قائمة بل زادت وأخذت إشكالات جديدة، وما دام أمامنا مادة مشاهَدَة فإننا
نأمل أن نمرر من خلالها أوجاع الناس، وسنحاول أن نقدم الجزء الثاني بإيقاع
يحترم مضي 15 عاماً على الجزء الأول".
ويقول إنه يكن الاحترام لكل الذين تشارك معهم في تجارب كانت بداية
نهوض كبير للدراما السورية و"هم قدموا إنجازات للدراما السورية كنجدة أنزور
وباسل الخطيب وشوقي الماجري وهشام شربتجي وسواهم، ولكن لا يعني اللقاء بين
شريكين في وقت ما أنه صمام أمان دائم، هناك لحظة في الحياة تسمى اللحظة
المواتية وقد كانت لقاءاتنا مثمرة لأنه كان هناك حاضن ورأس مال وثقافة
وطموح ومنطق مختلف".
ويضيف "اليوم اختلفت معطيات الصناعة وعقلية رأس المال الذي أصبحت
أيادي تمتد إلى مسافات أبعد وصلت إلى حدود الإملاءات، في السابق أنجزنا
برساميل عربية مشروعات وطنية سورية كمسلسل 'إخوة التراب' وهو مصنَّع
برأسمال خليجي، ولكنه في ذاك الوقت لم تكن للجهات المنتجة وصاية على
الدراما، كانت تريد الاستثمار وخاصة أن المحطات في بداية تأسيسها لقد
ساعدنا التوقيت كثيراً، نحن بحاجة اليوم إلى حضن إنتاجي مهم نتقاطع معه
بالأفكار والرؤى ولن يكون إلا ضمن المؤسسة الرسمية لأن الرهان على الرساميل
الموجودة اليوم لن يشكل ضمانة".
ودخل زيدان الانتخابات التمهيدية في نقابة الفنانين وفي نيته الوصول
إلى منصب النقيب إثر الانتخابات النهائية.
ويقول زيدان "هناك علاقة جفاء بين الدراميين السوريين ونقابتهم لأسباب
عدة منها أنهم لم يقتنعوا بعد أنها تشكل إضافة بالنسبة لهم، ولكن من يراجع
قوانين النقابة وإمكانياتها يكتشف أنها تستطيع أن تكون حاضنة لطموحات
وأعمال الفنانين وأن توفر حالة أمان مستقبلية لهم لذا أرى أنه آن الأوان
لتجديد هذا الكيان الذي يتضمن إمكانيات كبيرة أنهكتها صراعات ثانوية لدرجة
أن هذه المؤسسة أصبحت خارج حسابات الفنانين ولم تعد تحقق الحضور الذي يجب
أن تحققه".
ويضيف "يجب أن نعيد كرامة الفنان ونعيد لهذه المؤسسة حضورها وقيمتها
وهي من الممكن أن تكون مؤسسة إنتاجية ترفد صناديقها وتبحث عن جسور لإعادة
العلاقة مع النجوم، لتكون حاضرة وفاعلة ومؤثرة في الحركة الثقافية أريد أن
أذكّر أن النقابة كانت هي صاحبة فكرة مهرجان دمشق المسرحي 1969، لقد كان
الرهان عليها كبيراً ولكن منذ أكثر من عشر سنوات لا تقوم بالمسؤوليات
المنوطة بها وهي منشغلة بتفاصيل لا ترقى إلى مستواها".
ويدعو إلى تنظيم العلاقة مع كل الجهات المعنية بصناعة الدراما "يجب أن
تكون هناك علاقة تكاملية لخدمتها ولكن يجب أن تكون النقابة الفعال الأساسي
فيها لأن العناصر الإبداعية لهذه الصناعة من منتسبي النقابة".
ويضيف "يجب ايقاف محاولات سحب البساط من تحت النقابة هناك خلل ما لابد
من تداركه، كلنا معنيون بنسج مشهد درامي راقي المستوى وهذا أمر لن يتأتى
إلا من خلال العلاقة التكاملية بين كل الجهات".
ويقول زيدان "مع انتشار ثقافة التلفزيون أصبح الجمهور مستهلكاً
بالمطلق وهو ليس كجمهور السينما الذي يتكبد العناء والثقافة التي تسود
تكوّن مع التقادم ذائقة تسهم في تخريب الذوق العام ويتحول المتفرج إلى ضحية
حقيقية، كما كثر في السنوات الأخيرة ضحايا الأغنية والذوق الموسيقي، ولكن
هذا الجمهور قادر في الوقت ذاته على استقبال منتج جيد".
ويتساءل "لكن هل من مصلحة الرساميل السائدة أن تقدم الفن الجيد؟ فنحن
أحياناً نشحن أنفسنا بشحنة افتراضية من التفاؤل من قبيل أن البضاعة الجيدة
ستزيح البضاعة الرديئة وأن أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد، هذه
الرهانات في ظل ما هو قائم طوباوية لأن التلفزيون فن مؤسساتي تتحكم فيه
رؤوس أموال وهي تطرح ثقافة من خلال التمويل وهذه الثقافة في كثير من
الأحيان لا تتقاطع مع طموحات المبدعين".
ويضيف "ليس هناك بحث عن القيمة، هناك محاولات لتحويل الدراما إلى ظلال
الصراع السياسي وتعميم ثقافة إلهاء الناس. في حرب تموز عام 2006 طُرحت أكبر
كمية من الكليبات، الدراما تستخدم الآن للتشويش على القضايا الكبرى وليس
لخدمتها".
ويرى أن الفنان في التلفزيون لا يستطيع أن يكون صاحب مشروع لأنه محكوم
بقوة اقتصادية، "المثقف لا يستطيع أن ينتج مسلسلاً بمفرده يُفترض أن تقوم
المؤسسات الرسمية العربية بهذا الدور وباعتقادي أن التلفزيون العربي السوري
يحاول أن يقدم ثقافة مختلفة عما هو سائد ولكن تخذله الشروط البيروقراطية
الموجودة ولكنه يعتبر من أكثر الأمكنة الإعلامية العربية أماناً لأنه خارج
حسابات السوق".
ويضيف "يجب أن تتولى الدولة مسؤولية التصدي لهذه الرساميل الموجودة
اليوم نحن الفنانين جزء من آلية معينة كلنا خاضعون لإملاءات القوة
الاقتصادية السائدة، هناك أدمغة مهمة جُيرت لمصلحة مشروعات غير مهمة".
ويؤكد أن الصناعة التلفزيونية تورّط الفنان بنمط حياة مادية معينة
فـ"يجد نفسه بعد فترة ضحية هذه الحياة، فيدمن عن العمل ضمن الآليات التي
تؤمن له الشرط الحياتي الذي تعود عليه سواء تقاطع مع رؤاه أو لم يتقاطع،
الحديث عن الفكر والتلفزيون غير حقيقي وفيه ادعاء نحن نحاول أن نجمل هذا
'المسخ".
ويضيف "أعتقد أن المبدع ليس أباً شرعياً لمنتَجه في التلفزيون لأنه
يخضع لشرط رأس المال وشرط المحطة وشرط المعلن المبدع هو صاحب النطفة الأولى
ولكنه غير مسؤول عن ولادتها وحضانتها وتربيتها لذلك يأتي الابن لا يشبهه
إطلاقاً لأن له أكثر من أب، ولكي لا نفقد الأمل لا بد من جهود مؤسسات وطنية
لديها مهمة الترويج للخطاب الإبداعي لأن صناعة الدراما معقدة".
ميدل إيست أنلاين في
02/11/2010
غادة عبد الرازق: شاركت في 'زهرة وأزواجها الخمسة' للاحتياج
المادي
القاهرة ـ من محمد عاطف
هوجم الفنان الكبير
حسن يوسف على مشاركته في بطولة المسلسل الرمضاني الأخير 'زهرة وأزواجها
الخمسة'
لأنه لا يليق به، بعد ان قدم مسلسل 'الإمام
الشعراوي' وباقي الأعمال الدينية.
يرد النجم الكبير على سبب مشاركته وعلى رأيه في الفنانة غادة عبد
الرازق وعن
موقف أسرته من المسلسل.. وأسباب توقف إنتاج مسلسل 'عائلة كرامة' وعدم
مشاركته عادل
إمام في أعماله.. وأسئلة أخرى.
·
لماذا اخترت مسلسل 'زهرة
وأزواجها الخمسة'؟
للاحتياج المادي، كنت لا أعمل منذ عامين.. والأعمال الدينية لا تسوق
وخسرت في
آخر مسلسل ديني مليونين و200 ألف جنيه لعدم تسويق العمل. وعندما دخلت
التصوير ارتحت
للعمل جدا ولأول مرة أشاهد غادة عبد الرازق، ووجدتها ممثلة مجتهدة جدا في
عملها
وأدت دورها بتميز.
·
لكن هناك رأيا عاما ضد الأدوار
الجريئة لغادة عبد الرازق
ألم تخش من هذا الهجوم الذي تحول ضدك؟
أنا ضد الرأي المطلق أو الحكم المطلق
لأن ذلك يعني أن أتوقف عند مرحلة المسلسل الديني، ونور الشريف
يتوقف عند التمثيل
بعد مسلسلي 'عمر بن عبد العزيز' و'عمرو بن العاص'.
·
هل اسرتك وافقت على
المسلسل؟
في البداية اعترضوا ورفضوا المسلسل. وبعد ذلك وجدوا العمل جيدا
وشاهدناه بعد شهر رمضان وأبدوا إعجابهم به.
·
مسلسل 'عائلة كرامة' لماذا توقف؟
بسبب المشاكل الإنتاجية.. ذهبت الى صوت القاهرة فقاموا بتحويلي الى
رئيس
اتحاد الإذاعة والتلفزيون الذي حولني الى راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج
ووجدت انني
أذهب يوميا لمدة عشرة أيام من الساعة 12 ظهرا حتى الخامسة، وبعد ذلك أكدت
لي صعوبة
تنفيذه لانتهاء ميزانية الانتاج.
·
ولماذا توقف مسلسل الشيخ أحمد
ياسين؟
لأنه يحتاج الى إنتاج دولة وليس منتجا فقط .. ولم ألجأ الى اي رحلة
أخرى لانتاجه
انها مجرد رغبة اعلنتها ولم يرد عليّ أحد.
·
اذا طلب منك عادل إمام مشاركته
بطولة فيلم جديد ما شرطك الأول؟
ان يسبق اسمي اسمه.
·
لكن عمر الشريف لم
يفعل ذلك وجاء اسمه بعد اسم عادل إمام في فيلم 'حسن ومرقص'؟
عمر الشريف اخطأ
في حقه.. لأن تاريخه كبير ويستحق صدارة الأفيش.
·
اذن ترفض الظهور بدور صغير في
فيلم عادل إمام؟
لابد ان أكون ندّاً لعادل إمام لأننا زميلان.. وظهور نجوم
كبار أمثال الراحلين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي فهي مشاركة من
الأساتذة
للتلميذ ولذا ممكن ان يظهرا في أدوار صغيرة.
·
ما المسلسل الذي ندمت عليه؟
مسلسل 'عواصف النساء'.. كنت مندهشا في دخولي لهذا العمل وقدمته وانا
قلق مما
اثر على ادائي.
·
من هو الممثل رقم واحد حاليا؟
لا يوجد ممثل رقم واحد
زمان او حاليا.. هناك ممثل ادى دوره جيدا او لم يوفق فيه.
·
اذا عرض على الحاجة
شمس البارودي العودة للتمثيل هل توافق انت على هذه العودة؟
هذا من ضرب
الخيال.. شمس متمسكة بموقفها وثابتة على الالتزام.. وكل رمضان يعرض عليها
تقديم
برنامج للنساء وبدأت الأرقام من مليون دولار حتى خمسة ملايين ورفضت.
القدس العربي في
02/11/2010
الجدل حول مسلسل 'ما ملكت ايمانكم'.. ما أساسه؟
ريما شري
/
لندن
كثيرةٌ هي انتقادات السينما والدراما،
التي تعكس الواقع المرير الذي يتفشى في مجتمعنا العربي. هذه
الأعمال
الرائعة،'كان'ذنبها'الوحيد أنها'حاولت تسليط الضوء على قضايا حقيقية'مخبأة
بأكياس
شفافة. فبدل من أن يكرم المخرج نجدت انزور والكاتبة'هالة دياب
على عملهما الرائع'في
مسلسل 'ما ملكت'ايمانكم'، فضل'الكثير من المشاهدين والنقاد أن'يعاقبوا هذا
الثنائي،
بمهاجمة الأفكار والمواضيع الذي يتناولها مسلسلهما، بحجة أنه يسيء للإسلام
ويبالغ
في عرضه للفساد الذي'يحصل في مجتمعنا العربي اليوم.''
لقد أثار هذا المسلسل،
الذي عرض في شهر رمضان المبارك، (ويعاد عرضه الآن مرة أخرى) جدلاً واسعاً
في الشارع
السوري خصوصاً، والشارع العربي عموماً.'إن عنوان هذا المسلسل''ما ملكت
ايمانكم'
والمأخوذ من آية قرآنية،'يدل على'مضمون العمل'وينبئ بالرسالة التي يهدف
إليها. هذا
العمل ليس كغيره من المسلسلات الساذجة'التي، وعلى الرغم من تناولها الكثير
من'المواضيع والقصص السطحية غير الهادفة، تلقى شهرة واسعة
وتصبح حديث الناس. للأسف
فإن'الأعمال التي تتناول قضايا حقيقية يعيشها المجتمع ويتأذى منها
الكثيرون،'تتهم
بالفبركة وتشويه الصورة الجميلة التي يحب البعض، لا بل الكثيرون، المحافظة
عليها
رغم معرفتهم بإنها ليست واقعاً عاماً.
'لقد'انتقد'الكثيرون هذا العمل لأنه، بحسب
اعتقادهم، يشوه صورة الدين ويسخر منه، كما أنه يصور النساء
المسلمات بطريقة خاطئة
حيث'يظهر معظمهن منحرفات'يختزن نوايا سيئة تدفعهم لفعل 'الحرام' وارتكاب
المعاصي.
ومن الاتهامات التي'وجهت لهذا العمل أنه
يلفت النظر إلى مجموعات دينية غايتها
محاربة الغرب، وقتل المدنيين الأبرياء الذين يذهبون ضحية
المفهوم الخاطئ للجهاد
الإسلامي. إن شيئاً واحداً يمكن أن يسهل إمكانية تقبل هذه'الآراء والعمل
على
إصلاحها، وهي أن نعي أن هؤلاء النقاد على قدر من السطحية'في'تحليل رموز
ومعاني'العمل الدرامي، بحيث تقرأ السيناريوهات والصور كما تظهر
وكما يسمعها
المشاهد، من دون محاولة توظيفها في المجتمع'وإدراك الهدف منها.
إذا كانت هذه هي
المشكلة، فنحن مازلنا في ألف خير! لأنه يمكن تقديم شرح مفصل لرسالة العمل
وبعده
الدرامي للجمهور، مع'العلم بأن العمل الناجح'يتسم بقدرته على عرض الحقيقة
بشيء من
الغموض والإبداع وتمكين المشاهد من فك الرموز والدلالات وتوظيفها
ضمن'الواقع
الذي'يعيشه. ولكن، إذا كان النقاد'والمهاجمون'يستطيعون معرفة
المقصود من العمل
ويدركون صحة'المواضيع'التي يعرضها، وبالتالي يحاولون محاربته، فإن هذا ينبئ
بخطورة
شديدة لأنه يدل على رغبة هؤلاء الأشخاص'في'تغييب'الكثير من القضايا التي
تهدد
السلام والحضارة والتربية وجميع أسس المجتمع السليم.'لذا
فقد'علل انزور عرض'المسلسل
لمواضيع حساسة ومثيرة للجدل بقوله'إن 'وظيفة الدراما تسليط الضوء على
النواحي
السلبية في المجتمع لكشفها وفتح حوار حولها'.
إن مسلسل 'ما ملكت ايمانكم' يعرض
نماذج من رجال الدين الذين اخطأوا في فهمهم للإسلام،'ويشير إلى
أن البعض من
هؤلاء'يستغل الهوية الدينية لأغراض ومنافع شخصية.'ألا يحصل هذا في
مجتمعاتنا اليوم؟
إذاً ما المشكلة في محاولة علاجها من خلال عرضها في عمل درامي وتسليط'الضوء
على
خطورتها؟ هل تعاقب الدراما ذات الرسالة الهادفة؟'كما أن هذا
العمل يظهر المفهوم
الخاطئ لفكرة الجهاد عند بعض المسلمين، بحيث يحلل قتل المدنيين الأبرياء
بهدف
القضاء على العدو مهما كلف الأمر، إضافة إلى هذا كله، فإن العمل يسلط الضوء
على
الضغوطات والاضطهاد اللذين'يطالان المرأة المسلمة في العالم
العربي والجهل في
التعامل مع قضايا الشرف.
كما أن هذا العمل يتسم بجرأته'في عرضه لحالات الشذوذ
الجنسي التي'مازالت غير مطروحة'في الدراما والسينما العربيتين بشكل كاف.'من
الجدير
بالذكر أن هذا'الجدل حول المسلسل، دفع أحد رجال الدين
البارزين، الدكتور محمد سعيد
رمضان البوطي، إلى توجيه رسالة تحذير إلى المحطات الفضائية التي تبثّ
المسلسل،
مناشداً إياها 'صرف هذه المصيبة المرعبة'، حسب قوله. وقال انزور في رده على
الأسباب
التي دعت محطات خليجية لعدم بث عمله التلفزيوني 'ما ملكت
أيمانكم'، إن المحطات
السعودية تريد المجتمع السوري أن يكون مجتمع 'شروال وحارة'، في إشارة إلى
المسلسلات
التاريخية التي يتم إنتاجها خليجيا.
وقالت'هالة دياب كاتبة قصة'وسيناريو
المسلسل'إن'الهدف من استخدامها لتعبير 'ما ملكت ايمانكم'
المأخوذة من 'سورة النساء'
ليس تحديا للمعنى الديني لهذه العبارة، بل بالأحرى'للإشارة لحال النساء في
الشرق
الأوسط والضغوط التي تمارس عليهن وتشكل بالتالي هويتهن وعلاقتهن مع أنفسهن
ومع من
حولهن.'
وأخيراً، إن مسلسل 'ما ملكت ايمانكم''استطاع'أن'يتصدى'لطيف واسع
من'المشاكل'والقضايا والظواهر'الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية
التي تهدد
مجتمعاتنا العربية في عمل'واحد. فيعرض المسلسل حالات الفقر والبطالة
والفساد
الإداري والشذوذ الجنسي والجهاد والإرهاب والزنى'والتطرف
الديني وانحلال القيم
الأخلاقية وسوء معاملة المرأة وغيرها.
ورغم تناوله لكل هذه القضايا، لم يفقد
العمل'تماسكه الدرامي الواضح والمبدع،'لا بل بقي محافظاً على
تسلسل
الأحداث'وتطورها. فلماذا لا'يشجع مثل هذا العمل بدل من أن يهاجم؟ إن تقدير
هذه
الأعمال'يعزز من دور الدراما العربية في العمل على'تغيير
الواقع ومعالجة قضايا
المجتمع ومحاربتها'يجعل'دور الدراما سطحيا'ومحدودا.
'''''''
القدس العربي في
02/11/2010 |