على مدى الأيام
القليلة التي توقف بها الفنان القطري
عبدالعزيز جاسم في مهرجان أبوظبي السينمائي
الدولي، كان هاتفه لا يتوقف بين الكويت والدوحة والبحرين، وأيضاً عقد كماً
من جلسات
العمل، التي انتهت الى توقيع عقد انتاج عمله الدرامي الجديد مع «عامر
الصباح»
الصباح بكتشرز، للدورة الرمضانية المقبلة 2011.
هذا بالاضافة الى ارتباطاته
الفنية المتعددة، من المشاركة اليومية في حضور الافلام المهمة، والمشي على
البساط
الأحمر واجراء اللقاءات الصحافية وقائمة اخرى من الانشطة، ومن اجل الخروج
من ضغط
العمل كان الاتصال بأسرته كي تلتحق به لقضاء يومين اجازة في أبوظبي.
ورغم
ذلك، نقتطف منه، شيئاً من الوقت، للحديث عن
كم من القضايا الفنية والاعلامية، علماً
بان (جلسة) الفنان عبدالعزيز جاسم، تمثل حالة من المتعة، وتستقطب يوميا
أكبر عدد من
النجوم والفنانين.
ومن خلال تلك الوقفات نلتقط هذه المحطات ضمن حواره مع «النهار»
ونسأله:
·
ماذا عن الجديد؟
الجديد يتحرك في اطارين، الأول مع
الفنانة القديرة حياة الفهد، والتي اتشرف بالعمل معها، وهي تحضر لعمل درامي
جديد،
سنشرع بتصويره في الفترة المقبلة، وهو غير مسلسل «الجليب» الذي لاتزال في
طور
كتابته... والعمل الجديد، هو لما يسمى حالياً بين (رمضانين).
ويستطرد: العمل
الآخر، وهو فرصة ثانية، كانت قد كتبت
الكاتبة القطرية وداد الكواري (وهي بالمناسبة
شقيقة زوجته)، وكان يفترض ان اقدم هذا العمل، خلال شهر رمضان الماضي، ولكن
تأخر
وداد عن الكتابة، وانشغال المخرج البحريني أحمد يعقوب المقلة، ساهما في
تأجيل
المشروع، وبعدها انشغلت بعملين، قدما خلال رمضان الماضي، وهما «تصانيف» مع
الفنان
غانم السليطي، وأيضاً مسلسل «خيوط ملونة» مع الكاتب الشاب عبدالعزيز الحشاش
والمخرج
منير الزعبي.
·
ماذا عن «فرصة ثانية»؟
باختصار شديد، رجل يعتقد بانه (مات)
ويعود مجدداً للحياة، ليعيش فرصة ثانية وجديدة للحياة من جديد.. وبشكل
جديد... ولا اريد ان ادخل بالتفاصيل... والعمل سيجمع وداد مع المخرج أحمد
المقلة
وانا بانتظار ان ينتهي من عمله الجديد، الذي يشرع بتصويره هذه الأيام.
·
تابعت
حرص المنتج والموزع (عامر الصباح) ومبادرته على الوجود في أبوظبي لتوقيع
العقود.
شهادتي في الاخ عامر الصباح مجروحة، فهو احد اهم المنتجين والموزعين (عربياً)
والعمل معه يمثل اضافة حقيقية لرصيد الفنان والعمل. لانه انسان متفهم
لحرفته كمنتج وكموزع، وخلال وجوده في ابوظبي أيام المهرجان استطيع ان اقول
بانه ضرب
اكثر من عصفور بحجر واحد... وكل ما اقوله برافو.
·
أشرت في حديث سابق الى بعض
المشاكل الانتاجية في الدوحة؟
لا مشاكل على الصعيد المادي، تلفزيون قطر ومن
قبله القيادة القطرية، تقدم كل الدعم للحركة الفنية والثقافية والاعلامية،
بل ان
تلك القطاعات تعتبر جزءاً اساسية من الاستراتيجية العامة للدولة، الاشكالية
في عدم
توافر الكوادر القادرة على استيعاب الحرفيات الفنية، وهذا ما يساهم في
ارتفاع كلفة
الانتاج في قطر، لاننا نضطر لاستقدام الكوادر المتخصصة، من أنحاء العالم
العربي،
وهذا ما يشكل عبئاً كبيرا على الانتاج، واعتقد ان الكويت هي المكان الانسب
للانتاج،
ولهذا كلما شرعت بالانتاج فكرت بالكويت، لوجود مواقع التصوير وايضاً
الكوادر
والكومبارس والفنيين في مختلف التخصصات الفنية والمهنية، ولعل المشوار
الطويل
للحركة الفنية، اسس قواعد صناعة الانتاج الدرامي بشكل متكامل في الكويت،
وهي لا تقل
عن القاهرة أو بيروت أو دمشق. ومن خلال الكويت بات النجم والدراما الخليجية
حاضرين
على الشاشات العربية دائماً.
·
كيف تقيم تجربتك مع الفنان غانم
السليطي في
مسلسل «تصانيف»؟
ايجابية، وكما عرفت فان الفنان غانم السليطي يستعد حالياً
بجزء ثان لهذا العمل.
·
هل ستشارك؟
الأمر متروك للوقت، وكما أشرت فانني
امام عمل مع الفنانة حياة الفهد، وبعدها مباشرة اشرع بتصوير «فرصة ثانية»
الذي
انتظره بفارغ الصبر، لانه يمثل تجربة ونقلة جديدة على صعيد الطروحات
والمضامين التي
تناقشها الدراما الخليجية والعربية بشكل عام.
·
تحرص على الوجود
في المهرجانات
السينمائية.. هل للسينما مكانها في جدولك في المرحلة المقبلة؟
أنا حريص كل
الحرص على الوجود في المهرجانات الفنية
المسرح والسينما والتلفزيون، واعتقد بان
حركة الانتاج السينمائي في المنطقة، ومن بينها الدوحة، تشهد نقلات كبيرة،
واشير هنا
الى ان الدوحة تستقبل هذه الأيام اعمال الدورة الثانية لمهرجان الدوحة «تروبكيا»
السينمائي الدولي، وهو يحقق حالة من الحراك، مع انشاء معهد الدوحة للسينما
وكم من
القطاعات الانتاجية، وعندها حتماً سيكون لي وبغيري من ابناء قطر دورهم
وحصتهم من الحضور الفني والسينمائي، وانا عاشق كبير للسينما، واحرص كما
لاحظت، على
مشاهدة ومتابعة اكبر عدد من الافلام العالمية الحديثة، هنا في ابوظبي أو
الدوحة أو
دبي بعد أيام أو غيرها من المهرجانات الدولية التي اتشرف بالمشاركة
بها.
·
كلمة لجمهورك؟
اترقب التواصل معكم... محبتي.. وتقديري للجمهور
الكريم في كل مكان.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
31/10/2010
الممثل السعودي عبد المحسن النمر في حلقة
جديدة من 'نلتقي مع بروين':
أكثر الممثلين السعوديين شهرة بين المسرح
والسينما
والتلفزيون
دبي ـ 'القدس العربي':
في حلقة جديدة من برنامج 'نلتقي مع
بروين' على قناة دبي إحدى قنوات مؤسسة دبي للإعلام، استضافت
الإعلامية الدكتورة
بروين حبيب، الممثل السعودي عبد المحسن النمر صاحب العديد من الأدوار
التمثيلية
الناجحة في المسرح والسينما والتلفزيون. والذي لم تأت شهرته مع المسرح،
وإنما مع
الدراما الخليجية في مطلع الثمانينات، عندما أطل على الجمهور فكان الشاطر
حسن وفي
يده مصباح الريادة المسرحية، بعد أن شارك في الكثير من الأعمال
الدرامية الخليجية
والعربية حتى بات أكثر الممثلين السعوديين شهرة.
ويتناول الحوار العديد من
المحاور والأسئلة التي تتمحور حول بدايات حياته الفنية مع
المسرح الصامت في
السبعينيات، مشاركاً في العشرات من المسرحيات مثل: 'بيت من ليف، خطأ ولكن،
المقاول،
زواج بالجملة، الكرة المضيئة، اللاعبون، تراجيع'، بالإضافة إلى الحديث عن
تجربته
السينمائية في فيلمي: 'الشمس، وظلال الصمت'.
كما تتوقف بروين مطولاً عند أعماله
الدرامية في التلفزيون كأعمال: 'سرور، وبابا فرحان، الطيور،
أوراق متساقطة، مجاديف
الأمل، دمعة عمر، فنجان الدم، الدروازة، الدنيا لحظة، ياخوي، حتى التجمد،
الدريشة،
شوية ملح، التنديل، عرس الدم، أوه يا مال، بابا فرحان، تسونامي، عيال بحر،
جواهر،
نيران'، ومشاركته الأخيرة في مسلسل أبواب الغيم عن فكرة وخيال
وأشعار الشيخ محمد بن
راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
هذا بالإضافة إلى
الحديث عن العديد من الجوانب الإنسانية والإبداعية في مسيرته الإبداعية
والمهنية،
بعد حصوله عن دوره (الأعمش) في مسلسل (فنجان الدم) على جائزة مهرجان
القاهرة
للإعلام العربي كأفضل ممثل دور ثانٍ.
تعاد هذه الحلقة يوم الجمعة (05 تشرين
الثاني/نوفمبر) الساعة 17:30 بتوقيت الإمارات على شاشة قناة
دبي، كما يمكن للجميع
متابعة هذه الحلقة في أي وقت عبر خدمة (شاهد عبر الإنترنت) على الموقع
الإلكتروني
الخاص ببرامج مؤسسة دبي للإعلام .(www.dubaimedia.ae)
القدس العربي في
31/10/2010
مالكم ومال القنوات الحكومية فتشوا عن هيفا
زهرة مرعي
في مهمتي الأسبوعية بالبحث عن مادة متلفزة تستفزني أو تستحثني
لأكتب عنها هذه الزاوية، وهي ـ على فكرة ـ مهمة صار عمرها حوالى العقد، لم
أتمكن من
إيجاد ود ولو بحده الأدنى مع القنوات الرسمية. أعرف أنه سلوك
ليس موضوعيا حيال مهمة
أنا مولجة بها. لكن وبكل بساطة ما أن يحط زر الريموت كونترول على قناة
رسمية، حتى
أجدني أهرب منها إلى أخرى، كمن يحاول النجاة بنفسه من كابوس مزعج. دائماً
أعيش مع
القنوات التلفزيونية الرسمية مشاعر مفادها بأن وجودها لا يفرق
عن عدمه كثيراً. هي
فقط تستهلك أموالاً طائلة من الضرائب التي يدفعها المواطن العربي.
فإن نحن
عرّجنا على التلفزيون اللبناني الرسمي وبمجرد أن نلمح اللوغو الخاص به
يلازمنا شعور
بأنه ذاك العجوز الذي تحاول وزارة الإعلام اللبنانية تسنيده من هنا وهناك
ليبقى
جالساً أو ليبقى واقفاً على قدميه. هو ليس بحب من وزارة
الإعلام لهذا التلفزيون
والخدمات الجلى التي يقدمها لها، بل هو وكما كافة الإدارات الرسمية
اللبنانية، باب
من أبواب الاسترزاق. هكذا يستعمل سياسيو لبنان الإدارات الرسمية مكاناً
للتوظيف،
ومنها تلفزيون لبنان. فهو التلفزيون الذي امتهن الإطلالة علينا
بوجوه غير بشوشة
وغير 'مفرودة'. امتهن الشكل الصنمي لحواراته من أي نوع كانت. وامتهن
الإتيان
بمسلسلات أكل الدهر عليها وشرب، وبمذيعات أخبار كأنهن في مارش عسكري.
هذه الحال
ليست وقفاً على تلفزيون لبنان وحده، ونجد ما يشبهها في التلفزيون السوري
وغيره من
القنوات الرسمية التي مهما حاولت أن 'تلحلح' ذاتها، وأن ترتدي ثوباً من
الرقة
والعصرنة وأن تكون
'cool'
إلا أنها تبقى تستمد روحها من صرامة الوزير. ويبقى
العاملون فيها محروسين صامدين في أماكنهم لا تحفزهم المنافسة لتطوير ذاتهم،
ولا شيء
يهدد لقمة عيشهم في الإدارة الرسمية.
وإن حملني الريموت كونترول نحو قناة فلسطين
الرسمية الواصلة إلينا من رام الله وبخاصة في مساءات السبت
يطالعني مذيع لبرنامج
حواري 'كاشش' وكأنه يشم رائحة 'مش ولا بد'. يطرح أسئلته على ضيوفه وكأنه
'مربح ربه
جميلة'.
هكذا يتصرف دائماً المذيعون المدعومون والذين يعرفون جيداً أن قوة لن
تزحزحهم من مكانهم طالما هناك شمس ساطعة. لكن الحق يقال ان الحكومات
العربية والتي
لها جميعها وزارات إعلام ـ وزارات غير موجودة في الدول
المتقدمة والديمقراطية ـ
مشكورة جداً لأنها أعطت الرخص لقنوات خاصة نهرب إليها من تلك الوجوه
'الكشرة' وتلك
البرمجة المقتصرة على مواكبة اخبار المسؤولين وبعض الاحداث من هنا وهنالك.
ربما هي
تدرك قتامة الشاشات التي تطالعنا بها، فأعطتنا البديل، لكنه
بالطبع بديل لن نجعل
منه تاجاً يزين رؤوسنا، ويؤكد حلاوة عيشنا، فنحن نتعاطى معه وفي البدء نطرح
السؤال
عن مراده وأهدافه. وهي بالطبع ليست جميعها أهدافا تجارية. وربما تريدنا
وزارات
الإعلام أن نلتحق بالقنوات غير الحكومية والتي فيها كم كبير من
التسلية و'طق الحنك'
عن سابق تصور وتصميم. فهذه الحكومات تحاول أن تضفي على ذاتها نكهة من
الحرية
والليبرالية والديمقراطية فتترك للناس خيار البحث عن برامج التسلية علّهم
بذلك
ينسون ارتفاع بدل 'لقمة العيش' بحسب أخواننا في مصر. وعلهم ينسون تلك
الأزمة
العالمية التي رفعت سعر البندورة لتصبح بعيدة المنال، حتى صار
أحدنا يطمح لأخذ صورة
مع طبق بندورة. وحدث ولا حرج عن اللحمة التي أصبحت مشتهى الفقراء، وإن هم
طالوها
فعلى 'الريحة ويا دوب'. لا شك أن برامج 'الهشك بشك' تلهي عن الهم الأساس،
وهو العيش
الكريم الذي يحلم به ملايين العرب. حتى أنها تلهي الناس عن
النظر بأموال الضرائب
التي يدفعونها وفي أية مزاريب تذهب ومنها الإعلام ومحسوبياته الكثيرة.
أصحاب
البلاد كمان وكمان
في الأسبوع الماضي كتبت عن وثائقي 'أصحاب البلاد' الذي يعرض
على قناة الجزيرة وهو كما قلنا يتألف من أربعة أجزاء. في الأسبوع الماضي
تمكنا من
مشاهدة نصف الجزء الثاني، لأن النصف الآخر ذهب في بث مباشر
لكلمة سيد المقاومة حسن
نصرالله بشأن المحكمة الدولية في لبنان، ولم تسعفنا الأيام التالية لمتابعة
الإعادة، لاستكمال ما فات. نكرر القول بالإعجاب الذي قطفه عنوان 'أصحاب
البلاد'.
وكم أشعرنا هذا التعبير البسيط والحقيقي والواقعي بعجزنا على مدى سنوات
اغتصاب
فلسطين عن إيجاد تعبير أو تعريف للفلسطينيين الذين صمدوا في أرضهم وذاقوا
ولا
يزالون المرارة من ممارسات الصهاينة. وعجزنا هذا تركنا نلصق
بهم تعريفات متعددة،
اخطرها ان يسميهم البعض 'عرب إسرائيل'. وهو تعبير يعني التسليم بحق هذا
الكيان
الغاصب بالأرض التي احتلها سنة 1948 واصحابها الاصليين ايضا.
ما لفتني في الجزء
الثاني من هذا الوثائقي وقوفه الطويل عند مجزرة كفرقاسم في ذكراها الـ54
التي نُفذت
أبان العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وبهدف واضح وصريح، هو تهجير من بقي
من سكان
في هذه المنطقة. تلك المجزرة التي ذهب ضحيتها 49 شهيداً زادت
من صمود السكان
والتمسك بأرضهم، ولم يسلك احدهم ذلك المعبر الوحيد الذي تركه الصهاينة
مفتوحاً نحو
الأردن والضفة الغربية، لا بل هم تظاهروا ضد الصهاينة، ورفعوا شكوى قضائية
حتى وإن
كانت نتيجتها ترقية الضباط الذين نفذوا المجزرة. كما أنهم
خلدوا شهداءهم في لوحة في
ساحة القرية، وفي مقابر تحمل أسماءهم وسبب موتهم.
حمل هذا الوثائقي على لسان
الباحثين والمواطنين والمؤرخين والمحللين الكثير من المعلومات
عن حياة 'أصحاب
البلاد' بعد النكبة وفي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. كانوا
مناضلين
حقيقيين لكن بعيداً عنا نحن الذين أخذنا عليهم قبولهم بالهوية الإسرائيلية
التي
فرضت عليهم فرضاً. هؤلاء نظموا الكثير من المظاهرات
والاحتجاجات. واجهوا الرصاص
بصدورهم، كما تعرضوا للاعتقال.
في الجزء الثاني من 'أصحاب البلاد' حكى المواطنون
الفلسطينيون عن صعود الناصرية والقومية العربية وما بثته في نفوسهم من أمل
بلم
الشمل وطرد الصهاينة. حكى المواطنون عن موعدهم اليومي مع إذاعة
صوت العرب في
الثانية والنصف من بعد ظهر كل يوم. وبعد مرور 43 سنة على نكسة 1967 أتخيل
كم كان
وقعها قاتلاً على 'أصحاب البلاد' هم الذين كانوا يعيشون على الأمل القومي
الذي كان
يمتد وينتشر من دون كوابح حتى الخامس من حزيران الذي لن ننساه
ما بقينا
أحياء.
مرة جديدة نؤكد اهمية الوثائقي 'أصحاب البلاد' هو المشغول بحرفية
وإحساس
وطني عالي.
يا حسرتاه رحل بول؟
'أوروبا تعيش فاجعة رحيل الأخطبوط بول'
جملة ظهرت على شاشة برنامج للنشر من تلفزيون الجديد. إنه بول الذي رافق
المونديال
في الصيف الماضي واختار أثناء 'بلعطته' في المياه أن ينزل أطرافه الكثيرة
في الوعاء
الإسباني. ومن بعدها اختار الفريق الإسباني بشطارته ومواهبه أن
تكون له الكرة
وكأسها. فصرخ الجميع 'ضبطت مع بول'. رحل بول عن عمر ثلاث سنوات ـ يا حسرتاه
لا يزال
طفلاً ـ وترك عالم التوقعات مفجوعاً برحيله. فعلى مدى عمر المونديال وكل
الإعلام
الذي رافقه كان بول بطلاً. وكان الإعلام يحاول أن يصنع منه معجزة في عالم
التوقعات.
كما
حاول في جانب آخر زيادة الإيمان ببول وأمثاله من الذين سبقوه،
أو الذين يستعدون
للظهور من بعده من بشر أو حيوانات بحرية أو غيرها. إعلام يعزز لدى البشر
المتذبذبين
ما يسمى بألعاب الحظ، أو ربما المقامرة، بدل أن يعزز روح المثابرة والجهد
والعمل.
لقد رحل بول وعلم جميع من في العالم بهذه 'الفاجعة'. يومياً يرحل
المئات
من سكان العراق، أفغانستان وباكستان وغيرها بفعل السياسات الامريكية
والغربية 'ولا
مين شاف ولا مين دري'. أنه موت الفقير الذي يمر بصمت تماماً كما الفاحشة
التي
يرتكبها الثري.
هيفا شكل مريح للعين
لا أظن أن أحداً سوى المتعصبين
دينياً يكرهون النظر إلى هيفا وهي في حوار على شاشة التلفزيون.
حتى هؤلاء المتعصبون
دينياً ربما ينظرون إليها من طرف عيونهم ويحتفظون لها بصورة في ذاكرتهم.
وربما هم
يخفون لها صورة تحت وسائدهم. ليس في ذلك من غلط. فالله جميل ويحب الجمال.
وعلى محبي
الله عز وجل أن يحبوا ما يحب. فهيفا من أجمل نساء العالم وفوق البيعة 'بتتكلم
عربي'
ولبناني تحديداً. وما أدراك ما وقع اللهجة اللبنانية على المتلقين العرب
والعياذ
بالله. ولا ننكر بأن هيفا تجيد لهجة أهل الكنانة الجميلة، أولاً لكونها
منتجا
لبنانيا مصريا مشتركا ـ والدتها مصرية ـ وثانياً لكون المواطن
المصري أحمد أبو
هشيمة صار زوجها وصهرنا نحن اللبنانيين.
في الحقيقة هيفا نجمة وهي تتحدث في
حواراتها عن 'قاعدتي الجماهيرية التي أخاف عليها'. صارت قواعد
الفنانين بديلاً من
قواعد الأحزاب اليسارية التي ذابت 'كما فص الملح' في الوطن العربي.
هيفا ضيفة
شرف على مهرجان دمشق السينمائي الدولي. هي تدرك أنها لا تملك الأعمال التي
لا تحصى.
في تاريخها فيلم 'دكان شحاته' فقط. وتقول
إذا كان حضوري يشكل سعادة ورضا للناس
لماذا لا أكون في مهرجان دمشق السينمائي؟
سمعنا وشاهدنا هيفا في برنامج 'يا هلا'
على قناة الخليجية. كانت رصينة وجدية ومنطقية وواقعية. يبدو أن الأيام
تكسبها خبرة
إضافية في كيفية الظهور على الناس. كذلك كان المذيع الخليجي الذي حاورها
واسمه علي
جدياً جداً وليس 'مهروقاً' بها كما بعض المذيعين اللبنانيين.
هيفا اسم وشكل جذاب
سواء كره الكارهون أو أحبوا. حضورها مريح للعين خاصة عندما صارت تقنن في
ضحكاتها.
إنها سطوة الجمال الذي يتلاقى مع معرفة
الهدف المرسوم من قبلها، حتى وإن كنا غير
معجبين بصوتها وأغنياتها.
صحافية من لبنان
zahramerhi@yahoo.com
القدس العربي في
31/10/2010 |