أثار إقدام المخرج عمر زهران رئيس قناة نايل سينما، على خوض تجربة
تقديم برنامج خاص على قناة «سى بى سى» أزمة كبيرة داخل التليفزيون، وتمت
إحالته الى التحقيق رغم إشادة الكثيرين بأدائه كمذيع.. «أكتوبر» تحاورت مع
زهران عن هذه الأزمة.. وهل يفكر فى الاستقالة من ماسبيرو؟
·
كيف جاءت فكرة تقديمك لبرنامج
خاص؟
- الحكاية أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة فكنت فى رحلة إلى الاردن
لتكريمى مع مجموعة من الاعلامين بمؤتمر عن القدس وكان هناك نور الشريف
فتولدت فكرة اجراء مقابلة تيلفزيونية معه، ولم اكن اخطط لان اكون المذيع
وكان هناك من سيجرى الحوار.
·
هل كان الحوار لقناة نايل سينما
ام لسى بى سى؟
- لقناة نايل سينما واعتذر نور الشريف فى اليوم المحدد وفى اليوم
التالى طلب اجراء المقابلة ولم يكن هناك احد لتقديم المقابلة ثم إن نور
الشريف طلب منى أن أدير المقابلة معه رغم اننى كنت خططت بعدم الظهور معه
على الشاشة ولكن بسبب طول مدة المقابلة وكثرة القضايا التى تطرقنا اليها
فكان صعبا اثناء المونتاج حذف صورتى وعندما سالت عن امكانية ظهور الحلقة
على نايل سينما خصوصا وأننى كنت متعجلاً ظهور الحلقة قبل اى قناة اخرى لان
نور الشريف كان مختفيا الفترة الماضية ولم يتحدث مع احد المهم انهم قالوا
لا يحق لى الظهور كمذيع طالما مادمت توليت منصباً ادارياً طبقا لقرار سابق
ينص على عدم جواز الجمع بين العمل الادارى وبين تقديم البرامج لذلك قامت
عزة مصطفى وشافكى المنيرى استقالتيهما من العمل الادارى فقلت خلاص يذاع فى
اى قناة.
·
إذاً وجودك على قناة سى بى سى
مصادفة؟
- لم يكن فى ذهنى اى قناة وبالفعل جاء ظهورى على سى بى سى مصادفة من
خلال الاعلامى محمد هانى ولم أكن أتصور ان هذه المقابلة ستحدث كل هذة
الردود التى حدثت ولم أكن أتصور أيضاً أن يطلب منى تقديم حوارات اخرى.
·
وهل كانت تجربة التقديم صعبة؟
- رغم كونها التجربة الاولى فإننى نسيت ان امامى كاميرات واشخاصاً
وتحدثت معهم بطريقتى العادية معهم بدون سكريبت او ورق واعتمدت على
المعلومات التى كونتها عنهم
·
أليس من المنطقى ان تكون هذة
الحوارات على قناة نايل سينما بدلا من قناة منافسة؟
- طبعا وكنت اتمنى ذلكا لكننى لم أستطع بسبب القرار السابق الموجود
بالتليفزيون الذى يمنع من يتولى منصباً ادارياً من العمل الاعلامى كمذيع
وهو السبب الذى ذكرت من قبل
·
إذاً ما قمت به يتعارض مع
القوانيين؟
- نعم وتم احالتى للتحقيق ولا يزال مستمر معى.
·
الم تكن تعلم انة سيجرى معك
تحقيق لو اقدمت على هذة الخطوة؟
?? لا ولم اكن متصوراً ذلك لاننى لم اذهب مثلا للتعاقد مع قناة اخرى
لكى اخرج لهم برامج او اتراس قناة اخرى كل الحكاية مجرد حوار وهى فى الاصل
ليست مهنتى تقديم البرامج.
·
إذاً ظهورك على هذه المحطة بدون
تعاقد ؟
- اطلاقا لاننى اعلم ان ذلك يتعارض مع اللوائح بالتليفزيون وانا اصلا
لم اخُض تجربة تقديم البرامج من قبل بشكل احترافى ولا ارى حتى الان اننى
دخلت فى هذا المجال بشكل احترافى انا اعتبر ما حدث مجرد «قعدة» مع بعض
الاصدقاءمن الفنانيين ولا اعتبر حتى ما رائه الجمهور برنامجا لان البرنامج
يعنى فورم وفكرة هى مجرد دردشة وحوار
·
أفهم من كلامك أنك لم تتقاضى
أجرا عن ذلك؟
- لا لم اتقاض اى اجر.
·
وهل ستكمل الطريق بعد ردود
الافعال الطيبة التى جاءتك؟
- لن أكمل التجربة لاننى مهتم بوجودى كرئيس لقناة نايل سينما.
·
هل حزنت لاحالتك للتحقيق؟
- لم احزن ولم أفاجا.
·
ألا تخشى من نتيجة التحقيق؟
- لا لاننى مؤمن جدا ان القانون لابد وأن ياخذ مجراه ومؤمن بسعة أفق
القيادات والمسئولين بالتليفزيون المصرى لاننى أولا «مش لوحدى الذى عمل
ذلك» هناك أشخاص كثيرون جدا فعلوا نفس الامر ثم أنا رجل قدرى لا اسبق
الأحداث ما يريده الله عزوجل فليكن.
·
بصراحة هل تفكر فى تقديم
استقالتك من نايل سينما وتستقر فى قناة سى بى سى؟
- لا افكر فى ذلك لاننى احب نايل سينما والمجموعة التى اعمل معها.
·
من خلال عملك فى محطات عربية
كثيرة الا ترى انك ظلمت نفسك بالعمل فى التليفزيون المصرى البعيد عن العمل
الاعلامى الاحترافى؟
- لا ارى اننى ظلمت نفسى وليس من المفروض ان نتخلى كلنا عن التليفزيون
المصرى مينفعش نهرب كلنا من المركب بعد أن عملنا فى السابق وكانت الظروف
المالية افضل وعنما ساءت الاوضاع المالية كلنا نجرى ونقول «يلا نفسى» الكل
يعلم تمام العلم وبفضل الله اننى قادر على العمل فى اى محطة واننى مطلوب فى
قناة لكن قيمتى الحقيقة فى كونى حريصا على وجودى بالتليفزيون المصرى فى هذة
الظروف السيئة التى يمر بها لان هذا هو الوقت الذى يجب ان نقف كلنا بجوار
التليفزيون المصرى وانا مندهش ممن يطالبنى بترك القناة
·
هناك زملاء لك قدموا استقالتهم و
حصلوا على اجازات للعمل فى محطات اخرى حيث المال والمناخ المناسب للابداع ؟
- نعم هذا حدث لكن السؤال «وبلدنا» اين حقها علينا مثلا هل من المعقول
ان نجد شبابا فتح صدورهم بميدان التحرير وتلقوا الرصاص من اجل نهضة البلد
وصنعوا لنا ثورة عظيمة ونحن نجد كل شخص فى موقعه يجرى بسرعة ويتركه ويتخلى
عنه من اجل البحث عن الفلوس الارزاق بيد ربنا انا لن اترك التليفزيون
المصرى الا اذا استغنى التليفزيون المصرى عن عمر زهران
أكتوبر المصرية في
04/12/2011
يستعد لتصوير الجزء الثاني من «الفلتة»
طارق العلي: مرحلة جديدة من تجربتي الفنية مع «أم. بي. سي»
عبدالستار ناجي
الفنان طارق العلي، عبارة عن خلية نشاط لا تهدأ، وهو يتحرك من خلال
فريق عمل عرفه وخبر تجربته، فكان ان راح هذا الفريق وهذا النجم يكملان
بعضهما بعضاً، عبر جدول زمني عامر بالاعمال والنتاجات الفنية، التي رسخت
حضور الفنان طارق العلي وايضا - فروغي - وهي قاعدة الانطاق الفني التي
يتحرك تحت مظلتها الفنية، وفي حديثه مع «النهار» يؤكد ان تجربته الفنية، في
هذه المرحلة من مشواره بالتعاون مع مركز تلفزيون الشرق الاوسط «ام. بي. سي»
تأخذ بعدا ايجابيا، يضاف الى تجربته وايضا انتشاره الفني الواسع، كما يتحدث
الفنان طارق العلي عن التحضيرات لاكثر من عمل فني جديد، مشددا على حضور
الشباب في جملة اعماله، لانه وكما يقول يعتبرهم «رهانه» الفني.
وفي بداية حديثه مع «النهار» يقول الفنان طارق العلي: استطيع القول
انني في كل يوم امام مرحلة جديدة، واليوم واقصد في هذه الفترة، انا امام
مرحلة جديدة، تتمثل في تجربتي للتعاون مع مركز تلفزيون الشرق الاوسط «ام.
بي. سي» حيث شكلت مرحلة التعاون الاولى في رمضان الماضي، نقلة حقيقية، على
صعيد التعاون، وايضا حصاد الانتشار، فعلى مستوى التعاون، انجزنا سويا
المسلسل الكوميدي الاجتماعي «الفلتة» بالتعاون مع «ام. بي. سي» وقد حصد
العمل اكبر مساحة من النجاح والانتشار، ولهذا فإنني اقول انني امام تجربة
جديدة في كل معطياتها، بالذات على مستوى الانتشار الفني، حيث اسهمت «ام. بي.
سي» في توسيع دائرة الانتشار الفني والجماهيري.
ويستطرد الفنان طارق العلي: وبخط متواز، جاءت ايضا وفي شهر رمضان
الماضي، تجربة برنامج المسابقات المنوع «طارق وهيونة» مع الزميلة الفنانة
هيا الشعيبي.
وهذا البرنامج ايضا نال حقه من الانتشار غير المسبوق، بدليل كمية
الاتصالات الضخمة التي كانت تصلنا يوميا عبر مجموعة شبكات الاتصال من انحاء
العالم وليس العالم العربي فقط.
ويؤكد العلي: وهذا ما اسميه بالمرحلة الجديدة، التي تتطلب مفردات
جديدة، وايضا مضامين جديدة، نتجاوز كل ما سلف، للانطلاق الى الفضاء العربي
الاوسع والارحب والاخصب، مشيرا الى ان ذات الفترة، شهدت ايضا عرض عدد من
اعمال المسرحية، وهذا ما رسخ مضامين وابعاد المرحلة الجديدة، التي اقترنت
مع الزملاء والاساتذة في «ام،. بي. سي».
وحول دعمه المتواصل للشباب، بالذات في اطار المرحلة الجديدة، يقول
الفنان طارق العلي:
اراهن دائما على الشباب في جميع تجاربي الفنية، ولعلك تعرف جيدا كنا
قد وكمتابع ان جميع اعمالي اقترنت بالشباب، ولو عدت الى الوراء، فستشاهد ان
الشباب حاضر في اعمالي، وهذا ما نهجت عليه، ولعلي في «الفلتة» قدمت عددا من
الاسماء الجديدة وذات الفريق تقريبا سيكون معي في الجزء الثاني من «الفلتة»
بإذن الله، وهكذا الامر في بقية التجارب.
ويستطرد: حتى في المجال السينمائي، ومن خلال جملة التجارب التي قدمها
سواء «معتوق في بانكوك» او «هالو كايرو» او مشروعنا المقبل «الشباب
وقضاياهم» وهو الموضوع الاكثر حضورا، وهذا ما يتم الاستعداد له، ففي
تجربتنا المقبلة، ستكون عامرة باسماء الشباب الموهوبين الذين سيشكلون احدى
المقامات الاساسية للعمل الذي نقدمه.
وحول تعاونه مع الفنان داود حسين يقول الفنان طارق العلي: قبل كل شيء
الفنان داود حسين يمتلك مستودعا ضخما من الكوميديا عبر ما يمتلك من موهبة
وحضور، وايضا ما يمتلك من خبرة، و«كاريزما» فنية، فور دخول المسرح ووقفته
على الخشبة، عندها تتفجر بداخله طاقات متجددة، وهذا ما يسعدني ويدهشني.
ففي تجربتنا الاخيرة في مسيرة «الطرطنجي» التي تواصلت لاكثر من ثلاثة
اشهر تقريبا، وعرضت في دول عدة، واخرها دولة الامارات العربية المتحدة، كما
قمنا بتصويرها اخيرا هنا في الكويت، وفي كل عرض كنا يوميا امام كم من
الاجتهادات التي تعمق المضامين والقضايا التي حرصنا على تقديمها التي تعبر
عن قضايا المواطن والشباب على وجه الخصوص.
وفي المحطة الاخيرة.. كلمة.
كل الشكر لـ «النهار» واصحابها الكرام، وايضا لك شخصيا وللزملاء في
الصفحات الفنية، وتحياتي للجمهور الحبيب في كل مكان.. واقول.. موعدنا في
رمضان في اكثر من مفاجأة جديدة، بإذن الله.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
04/12/2011
القنوات الفضائية في الانتخابات البرلمانية.. لم ينجح أحد!
كتب
حسام عبد
الهادى
ما كل هذه «الهرتلة» التي تحدث في الإعلام المصري بمختلف قنواته
الرسمية والخاصة؟! ما قدر الفوضي والمتاجرة والمزايدة التي تحدث باسم مصر،
ومصر
بريئة من كل ما يحدث؟! لم أعد أصدق أيَّا من الإعلاميين الآن،
باستثناء عادل حمودة 0
رغم حداثة عهده بالعمل التليفزيوني لتاريخه الصحفي الطويل والمشرف وبما
يملكه من
أدوات الصدق والفراسة والثقافة والسياسة بجانب خبرته المهنية التي ينهل
منها وقتما
يحتاج إليها والتي تعتبر هي خط دفاعه الأول في العمل الإعلامي،
كما أن عادل حمودة
لم يتلون ولم يغير مواقفه التي تشهد له بذلك بالإضافة إلي حسه الوطني
ونبرته
الحماسية في عرض مشاكلنا وقضايانا مهما كانت ومهما كان أطرافها دون أن يخشي
لومة
لائم.
كذلك «شريف عامر» الذي يتمتع بحضور وكفاءة مهنية عالية ومصداقية
وشفافية ، أما الباقون فعار عليهم ما يفعلونه من متاجرة ومزايدة واضحة من
أجل
الحفاظ علي مكاسبهم المادية ومهما كانت هوية القناة التي
يتعاملون معها سواء قناة
صاحبها من الفلول البارزين كالذي أوهم الناس بنيته الخالصة في الدخول إلي
دائرة
الإعلام من أجل صنع إعلام جيد محترم وما هو إلا أداة للنظام القديم جاء من
أجل
تهيئة الرأي العام، وبقناعة شديدة علي المدي الطويل للصفح عن
«مبارك» وأعوانه من
الكبار في حين يتم التضحية بالصغار والدليل علي هذا الكلام محاولة التوسع
في شراء
القنوات ليصنع لنفسه إمبراطورية إعلامية لا تختلف كثيرا في فسادها عن
إمبراطورية
«عز»
للحديد، كما استعان بكل إعلاميي الحزب الوطني والنظام الفاسد ممن حققوا
مكاسب
مادية وإعلامية كبيرة جدا في عهدهما!! يتضح ذلك من شكل التغطية الإخبارية
للأحداث
وخاصة ما طفح علي السطح مؤخرا سواء من أحداث شارع محمد محمود
أو أمام مجلس الوزراء،
بما يحرض ويؤجج الشارع المصري بما يؤكد أن هناك من لا يريد الاستقرار للبلد
حتي
تظل
قنواتهم مفتوحة وأمطار الإعلانات تهطل عليهم.مشكلة تعدد القنوات الفضائية
هي الصراع
وليس التنافس، وهو ما يجعل المهنية تغيب عنهم في كثير من
الأحيان من أجل الإثارة
وللفوز بالحصيلة الإعلانية.
فمثلا في قناة
C.B.C
وأثناء مواجهة خيري رمضان لضابط الشرطة الذي
كان يقود حملة السيارات المتوجهة إلي وسط البلد عن طريق شارع
قصر العيني مرورا من
أمام مبني مجلس الوزراء سأله عن الأسباب التي أدت إلي وفاة الشاب «سيد
سرور» فأخلي
الضابط مسئوليته عن عملية القتل العمد وأن مصرع «سرور» جاء تحت عجلات إحدي
السيارات
بطريق الخطأ بسبب قيام قائدي سيارات الحملة بالرجوع من نفس
الاتجاه الذي جاءوا منه
بعد تدافع المتظاهرين وتزاحمهم حول السيارات ورشقها بالحجارة، فحاول قائدو
السيارات
الهروب بالعودة من حيث جاءوا وأثناء عملية الرجوع سقط «سرور» تحت العجلات.
إلي هنا
انتهي كلام الضابط، وكان رد «خيري» عموما شكرا وإحنا في انتظار
تقرير الطب الشرعي
اللي هايقول - وخلوا بالكم من جملة اللي هايقول - إن «سرور» مات بالخرطوش
وليس تحت
عجلات السيارة. إذا هناك تحريض واضح وتأجيج للمتظاهرين وللشارع المصري تجاه
الشرطة،
وإصدار أحكام مسبقة تضر بالموقف وتلهب مشاعر الرأي العام وتؤثر
علي سير القضية.ظهرت
أيضا بعض السلبيات من مراسلي الـ«C.B.C»
بسبب نقص معلوماتهم التي كادت تورطهم - إن
لم تكن قد ورطتهم بالفعل - في تغطيتهم الإخبارية للعملية
الانتخابية، فهناك مراسلة
اسمها «آية» قالت: أنا في منطقة الساحل شفت منتقبة تدعو الناس لانتخاب
الإخوان
والسلفيين فطلبوا منها في الاستديو محاولة إجراء محادثة معها، فجرت وراءها
واستوقفتها وبدأت حوارها موجهة إليها اتهاما صريحا بالدعاية
للإخوان والسلفيين وهو
محظور قانونا يوم الانتخابات فأجابت المنتقبة هذا لم يحدث وإنت «بتتبلي علي
وسابتها
ومشيت» مما أظهر ضعف التغطية وعدم وجود أسانيد قوية فيما يدعونه، نموذج آخر
لمراسل
كفر الشيخ الذي ادعي أن هناك توزيع دعاية لحزب النور ولم يكن يملك ما يؤكد
كلامه
بدليل أنهم عندما سألوه في الاستديو معاك نماذج من الدعاية ديه
أجاب بالنفي وقال:
أنا سمعت لكن ما شفتش حد بيوزعها، وهي سقطة أخري أظهرت محاولة تشويه
الأحزاب أيا
كان توجهها وهو ما لفت نظر المشاهدين الذين استاءوا من كثرة الأخطاء مما
أجبر
المذيعين في الاستديو علي الاعتذار للناس بعد أن تلقوا منهم
مكالمات هاتفية تعلن
رفضهم لما يحدث، مما دفع إدارة القناة لاستبعاد مراسليها والاستعانة
بمراسلي جريدة
المصري اليوم في المحافظات.
نموذج آخر للإعلام الموجه ظهر في قناة الحياة
والتي كانت أحد أسباب فشل حزب صاحبها السيد البدوي الوفد
وسقوطه في جولته الأولي
سقوطا ذريعا هذه القناة التي استغلها صاحبها في الدعاية لحزبه في البداية
بأغنية «محمد نوح» صوتك مع مين «الوفد.. الوفد»
التي أذيعت دون إذن من «نوح» أو دون أن
يكون علي علم بذلك، وهو أمر رفضه نوح لأنه ضد طريقة إدارة
الحزب حاليا وسياسة رئيسه
الرأسمالي الذي أكد «نوح» أن الدور الوطني الذي يلعبه هو دور مزيف، خاصة
والكل يعلم
أنه كان مهندس صفقة الإطاحة بـ«إبراهيم عيسي» من جريدة الدستور التي
اشتراها
«البدوي»
واستبعد «عيسي» إرضاء للنظام القديم. «البدوي» الذي يقال أنه كون ثروته من
تجارة الأدوية خاصة «الفياجرا» والتارامادول» فرض وصايته علي القناة وبعد
أن خذلته
الحملة الدعائية الأولي بواسطة أغنية «نوح» راح الآن يبدل شكل الحملة
بواحدة أخري
وبلا أغان من خلال التمسح في تاريخ «سعد زغلول» الزعيم الوفدي
الخالد في محاولة
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إذا كان هناك إنقاذ أصلا!!
الحملات التحريضية ضد
استقرار وأمن مصر شهدتها أيضا قناة «روتانا مصرية» من خلال برنامج «هالة
سرحان» «ناس بوك» والتي دفعت بكاميرات البرنامج
للنزول إلي الشارع لاستقصاء آراء الناس في
الانتخابات. الاستقصاء شمل أكثر من 15 شخصا 14 منهم كانت
إجابتهم منطقية ومعقولة
واحد فقط هو الذي قال: أنا مش عارف انتخب مين والأسماء كثيرة! «هالة» تركت
كل
الآراء المحايدة المنطقية وأمسكت في الرأي الأخير وهاتك يا تقطيع في مصر
وفي
الانتخابات.
ثم من قال إن مصر يتم اختزالها في الـ 50 مذيعا وضيفا «15
مذيعا و35 ضيفا» الذين يسيطرون علي الإعلام الفضائي رغم أن كلامهم واحد
ومكرر وممل،
ثم من أعطاهم الحق للتلاعب بعقول الناس ومقدراتهم، حيث نصبوا
أنفسهم جميعا أوصياء
علي الناس يحددون لهم من يختارون وعمن يبتعدون، خاصة أنهم كانوا جميعا
يقودون حملة
لتأجيل الانتخابات، وهو ما يؤكد أن الإعلام الخاص الذي تحكمه الشللية
والمنافع
الشخصية المتبادلة لا يريد لمصر الاستقرار، كذلك تطاولهم علي
بعض الأحزاب وهو ما
يعيدنا إلي نفس سياسة النظام البائد الذي كان يحاول فرض سيطرته ولا يتقبل
الرأي
الآخر أو وجود الآخر وكأن الزمان يعود بنا مرة أخري إلي الوراء. الغريب أن
هذه
القنوات التي تتشدق بالديمقراطية وتنادي بها ليل نهار هي أبعد
ما تكون عنها وهي في
أمس الحاجة إليها.
الغريب أن مجموعة الـ50 ما بين مذيع وضيف الذين يحكمون
السيطرة علي الإعلام الخاص الآن تجد كلامهم واحدا وتوجههم واحدا وهدفهم
واحدا
ومصلحتهم واحدة مادام عملية الضخ المادي تسير علي خير ما
يرام،والجميل أن الشعب لم
يستجب لهم ونزل بوعيه الفطري إلي صناديق الاقتراع وقال كلمته، أياً كانت
هذه الكلمة
المهم أنها نابعة من إرادته الشخصية التي لم يسمح لأحد أن يمليها عليه،
الطريف أن
الشعب من كثرة المهاترات الكلامية علي هذه القنوات الفضائية
التي ملوا فيها من
الوجوه سواء من المذيعين أو الضيوف، بدأوا في الانصراف عنها إلي قنوات
الدراما سواء
المسلسلات أو الأفلام.
أما الإعلام المصري الرسمي فهو مازال في مرحلة
التخبط التي طالت لعدة أسباب منها عدم وجود المذيع النجم وهو
أحد أهم أسباب استمرار
عزوف الناس عن مشاهدته، خاصة عندما يصطدمون بوجوه لا تصلح لأن تكون إعلامية
بالمرة
مثل مذيع اسمه «كامل عبدالفتاح» هذا المذيع تصورت أنهم استدعوه من علي
المعاش، لأنه
لا يليق لا هيئة ولا أسلوبا في تقديم برنامج من المفروض أن نجذب الجمهور به
إلي
الشاشة بخلاف ثقل ظله، أيضاً هناك مذيع - لا أتذكر اسمه -
«ألدغ» شاهدته يقدم
برنامج «مباشر من مصر» علي الفضائية المصرية والنماذج كثيرة التي يجب تطهير
الإعلام
الرسمي منها ليستمد عافيته، كذلك ضعف مستوي الإعداد سواء في اختيار الضيوف
غير
المناسبين وهو ما يرجع إلي جهل بعض المعدين باختيار نوعية جيدة
من الضيوف، إلي جانب
ضعف مستوي الأسئلة المعدة لهم لأنهم ببساطة معدون موظفون وليسوا معدين
مبدعين كما
أنني ضد تعامل كل الإعلام سواء الخاص أو العام بنظرية الترهيب، عندما هددوا
الناس
بدفع 500 جنيه غرامة لمن لا يذهب إلي صناديق الاقتراع، كان من الأفضل ألا
نهددهم
وكان من الأجدر أن نقوم بتوعيتهم بأهمية الانتخابات للذهاب
إليها بمحض إرادتهم بصرف
النظر عما إذا كانت هناك غرامة من عدمه فالإعلام لم يصنع لترهيب الناس
وتخويفهم
بقدر ما صنع لتوعيتهم ودعم إرادتهم، علينا أن ننهض يإعلامنا وأن ننحي
مصالحنا
جانباً حتي لا نرجع إلي نقطة الصفر مرة أخري، فيكفي أن ما حدث
في انتخابات المرحلة
الأولي أياً كانت النتائج يعد معجزة جديدة للشعب المصري لم تحدث علي مستوي
الكرة
الأرضية ولا في أمريكا نفسها، بأن تصل نسبة الحضور 80% وهو ما يؤكد رغبة
الناس في
ممارسة ديمقراطيتها الحقيقية بإيمان حقيقي وإحساسهم بأن
انتخابات هذه المرة لن تشهد
تزويراً ولا بلطجة ولا فساداً ولا قفزاً علي إرادتهم.
مجلة روز اليوسف في
03/12/2011 |