المخرج خالد الحجر سعيد بردود الأفعال تجاه مسلسل "دوران شبرا" الذي
قدمه في رمضان الماضي ولعبت بطولته دلال عبدالعزيز وعفاف شعيب واحمد عزمي
وكوكبة من الشباب بينهم كثير من الوجوه الجديدة ومن بينهم الممثلة ماريهان
شقيقة روبي التي قدمتها في فيلم "الشوق".
يقول خالد الحجر ان مؤلف العمل عمرو الدالي من شبرا نشأ وتربي بها
والواقع في هذه المنطقة من زمان يؤكد علي ترابط الأسر المسلمة والمسيحية
معا وكان الكبار والصغار فيهم يلعبون سويا والأحداث التي وقعت مؤخرا جعلت
البعض يتصور ان هناك اختلافا حدث ولكننا في المسلسل قلنا ان كل الأمور كما
هي بين المصريين جميعا وكل الأسر هنا وهناك يعانون نفس المعاناة ومشاكلهم
واحدة في أماكن السكن الضيقة وفرص العمل والادمان وغيره وقد تلقيت مئات
الاتصالات تؤكد علي وصول هذه الرسالة وتطابقها مع الواقع.
يضيف الحجر ان الحلقات الخمس الأولي كانت الفرشة أو التمهيد للأحداث
كي تتضح بداية الأحداث ونتعرف علي المشاكل.
يبرر المخرج وجود ضبابية علي المشاهد بوجود فلتر وضعه علي كاميرات
الديجيتال التي كان يصور بها وهي من نوعية العالمية المسماة "Red" حيث تستخدم من خلالها عدسات وفلاتر معينة تعطي الاحساس بأن التصوير
يتم سينمائيا وربما يرجع هذا لأنني مخرج سينما أولا وأريد أن أقدم شيئا
مختلفا للمشاهد والتجربة في التصوير للفيديو أصعب لأنه مطلوب منك أن تصور
من 15 20 دقيقة يوميا عكس السينما التي تحتاج منك إلي ثماني مشاهد يوميا.
ويلاحظ ان هناك أكثر من عمل صور بهذا الاسلوب في رمضان الماضي وهما
"المواطن * " و"شارع عبدالعزيز" من إخراج مخرجين يعملان في السينما وهما
عثمان أبولبن واحمد عبدالحميد.
يؤكد الحجر تفضيله عمل السينما لأنه يخرج من ضغوط الصورة "الفلات" أو
التي تكون الألوان فيها حادة وطاغية عمال علي بطال عكس السينما التي تقدم
صورة واقعية.
ويقول ان قناة العرض نفسها مسئولة عن جانب من اظهار الصورة بشكل صحيح
وقد ظهر العمل علي قناة "القاهرة والناس" ليست الصورة فيه كما صورناها ولم
تكن الفورمات التي أعطيناها هي نفس الفورمات ونلاحظ ان قناتي
mbc ودبي هما الأفضل في عرض الصورة الديجيتال التي كنا نصور بها تماما
مثلما يسجل أحدهم أغنية "مونو" ونستمع اليها "ستريو" والقناتان يصدران عرض
هذه الأعمال مرة أخري وأشار إلي أن هذه الكاميرات هي التي تم بها تصوير
أفلام "اوشن" و"المليونير الفقير" الذي حصل علي الأوسكار وخالد الحجر يعتزم
عمل دويتو مع المؤلف وكاتب السيناريو عمرو الدالي حيث يعتزم إخراج فيلم
جديد معه بعنوان "بكرة لينا" وهو اسم مؤقت وفي الفيديو يقرأ نصوصا لأكثر من
عمل سوف يختار من بينها.
ويصف المخرج خالد الحجر أفلام الصيف الكوميدية بأنها حققت ايرادات
كبيرة ولكنها للأسف الشديد قدمت لنا كوميديا أسوأ من الكوميديا التي كانت
موجودة من قبل وربما يرجع هذا لفترة ما بعد الثورة والضغوط التي اجتاحت
حياة الجميع وراحت شريحة كبيرة فيه تبحث عن الضحك أي ضحك ومع ذلك فإن هذه
الأفلام أنقذت هذه الأعمال أنقذت السينما من حالة ركود كبيرة تعرضت لها.
ومن أجاز خالد الحجر الجديدة مشاركته في مهرجان الدوحة القادم بفيلم
"الشوق" الذي بطولته روبي وماريهان واحمد عزمي.
الجمهورية المصرية في
20/09/2011
سيناريست "كيد النسا" يهاجم النقاد!!
إلهام عبدالرحمن
تسافر أسرة مسلسل "كيد النسا" إلي الأردن هذا الأسبوع لحضور تكريمها
ضمن فعاليات
الملتقي الخامس لاتحاد المنتجين العرب الذي يقام علي مدي أسبوع.
د.حسين محرم
كاتب السيناريو أكد أنه سوف يبدأ في أكتوبر القادم كتابة الجزء الثاني من
المسلسل
وأن الجزء الثاني كان متفقا عليه منذ الجلسات الأولي للجزء الأول.
عن ردود الفعل
علي كيد النسا خاصة أنه يعرض حاليا للمرة الثانية قال السيناريست الشاب
د.حسين
محرم: إن المسلسل أعجب الجمهور وتحمس له لكن النقاد مكسوفون أن يقولوا إن
هناك
مسلسلا جميلا بطولة فيفي عبده وسمية الخشاب ويبدو أنهم لا
ينظرون للمسلسل كعمل
متكامل وإنما الذي يقوم ببطولته ولا يقبلون أن يكون هناك مسلسل كوميدي شعبي
ناجح
واصل للجمهور لكن النجاح في نظرهم قاصر علي المسلسلات الراقية وهي إما جافة
جدا أو
تراجيدية.
أضاف السيناريست الشاب: للأسف النقد عندنا يحتاج إلي تطوير والنقاد في
حاجة لمزيد من القراءة وما يكتبونه لا يزيد عن كونه متفرج شاطر شوية لكنه
ليس نقدا
وفي أمريكا يعتبرون هذه النوعية نقدا من الدرجة الثالثة لكن
التحليل النقدي حاجة
ثانية خالص فلابد ان أحلل الحدث الدرامي وهل هي منطقية أم لا لكن أن يقول
ناقد أن
سمية الخشاب سمينة شوية فما العيب في هذا وهل كل بنات الأحياء الشعبية
نموذج
للرشاقة علي العكس هو الصحيح وهي هنا مناسبة لدورها تماما.
يقول: هدف النقد أن
نجعل المشاهد يفهم أكثر مما فهمه من مشاهدته الخاصة وهناك مسلسلات أخري
شاهدنا بها
ألفاظا وإيحاءات جنسية استغربت ظهورها علي الشاشة في رمضان ولم يتكلم عنها
أحد منها
مشهد لممثل وممثلة علي السرير وهذا لا يقارن باللهجة التي
تستخدمها النجمة فيفي
عبده باعتبارها معلمة وتاجرة مخدرات!!
وأنا أقول هذا لأنني حاصل علي دكتوراه في
الدراما ودرست النقد لمدة 6
سنوات ولهذا أتكلم عن معرفة تامة به.
عن رأيه في
"كيد النسا" بعد عرضه ومدي رضائه عنه قال السيناريست د.حسين محرم: هناك
بعض الأحداث
التي أشاهدها كنت أتمني طبعا أن تكون أعلي دراميا مما ظهرت به علي الشاشة
مثل مشاهد
لبنان فهناك حوالي 20 مشهدا لم نصورها هناك بسبب ظروف الثورة وتوابعها
والبعص
صورناه داخلي في القاهرة والبعض الآخر اضطررنا لإلغائه أيضا
عملية إنقاذ "صافية"
سمية الخشاب لأخيها "حليمو" بهاء ثروت من القتل كانت بها تفاصيل تجعل
اللقطات أقوي
دراميا لكن عامل الوقت كان ضدنا فقد كنا نصور ويتم المونتاج حتي آخر رمضان.
وعن
الجزء الثاني قال السيناريست د.حسين محرم: الدليل أننا كنا متفقين علي
كتابته أن
نهايات الجزء الأول كلها مفتوحة فعندما تم القبض علي كيداهم وصافية في
المطار لم
نعلم ماذا سيكون مصيرهما وأيضا ما مصير فؤاد -أحمد صفوت- وماذا
عمل حليمو بعد أن
أخذ زوجته ابتسام آيتن عامر لتعيش معه بعيدا عن أسرتها .وعن ظهور بنات
كيداهم
الثلاثة بشكل سلبي قال: ماذا ننتظر من سيدة تتاجر بالمخدرات وكانت راقصة
وسرقت رجلا
من زوجته واستولت علي أمواله. الاعوجاج في سلوك بناتها هو
نتيجة طبيعية لسلوكها هي
الخاطئ.
وعن المسلسلات التي اعتمدت علي ثورة 25 يناير لتدور حولها الاحداث قال:
أنا ضد هذا لأنها ركوب للموجة والمفروض أن ننتظر من 4- 5 سنوات في قلب هذا
الحدث
الكبير بشكل موضوعي لأنه حدث مليء بالإيجابيات وهل ستظهر له
سلبيات ومثلا الانفلات
الأمني الذي نراه منذ فترة يتم لقمع هذه الثورة فالأفضل أن ننتظر قليلا حتي
نكتب
دراما حقيقية.
المساء المصرية في
20/09/2011
الريان يطلب الزواج من الفنانة درة
فيديو..أسرة الريان فى ضيافة ليونز مصر
كتب : محمد فهمى
أقام هانى عزيز رئيس نادى ليونز مصر الدولي حفل تكريم وندوة لأسرة
مسلسل "الريان" مساء أمس بفندق سميراميس واستمر الحفل حتى الساعات الأولى
من صباح اليوم التالي حيث شهد العديد من الأحداث والمفاجآت نظرا لغياب
التنظيم والتنسيق في الحفل.
حضر الحفل أبطال المسلسل من بينهم الفنان خالد صالح وصلاح عبد الله
وباسم سمرة وريهام عبد الغفور وأميرة نايف ودرة وصفاء جلال وأحمد صفوت
والمخرجة شيرين عادل؛ وبدأ الحفل بالسلام الجمهوري ثم الوقوف دقيقة حداد
على أرواح شهداء ثورة يناير .
وشهد الحفل نتيجة لسوء التنظيم انسحاب الفنانة التونسية درة أثناء
التكريم خاصة وأن القائمين على نادي ليونز أغفلوا وجودها في الحفل وقاموا
بتكريم العديد من النجمات الشابات بالمسلسل قبل تكريمها وهو الأمر الذي
دفعها للخروج مسرعة من الحفل دون انتظار التكريم أو التشاور مع أحد حول
انسحابها المفاجئ.
وقام العديد من الحضور بالتعليق فيما بينهم على ما حدث ما بين مؤيد
ومعارض لتصرف الفنانة درة خاصة وأنها خرجت من القاعة مهرولة دون أن تستمع
لنداء أحد سواء من الصحفيين الموجودين بالحفل أو من المنظمين والإعلاميين،
ورغم ذلك استكمل القائمون على النادي الحفل بالرغم من توتر الأجواء وقاموا
بنداء اسم الفنانة درة لتكريمها بالرغم من رحيلها غاضبة.
وقال الفنان خالد صالح ردا على ما تقوم به أسرة أحمد الريان من دعاوى
ضد المسلسل إنه ليس من النبل أن يقوم بالرد على هذه الأمور خاصة وأن الأمر
برمته مازال مثارا للجدل ولم يتم حسمه بعد؛ مؤكدا على أنه لن يكون هناك جزء
ثان من أحداث المسلسل.
وأضاف صالح أن هناك حبكة درامية يجب أن تُقدم في الإطار الدرامي
للمسلسل، مشيرا إلى أن تعاطف الجمهور مع شخصية الريان في المسلسل جاء لكونه
شخصية مخادعة ، موضحا أنه عندما قابل الريان عقب خروجه من السجن تغيرت
فكرته عن الشخصية خاصة أنه لم يجده كالشخصية التي رغب في تجسيدها بالمسلسل
خاصة أنه تغير كثيرا عقب خروجه من السجن – على حد قول خالد.
وأوضح صالح أنه عند عرض الأمر عليه في البداية توقع أن يكون السيناريو
"عك درامي" إلا أن فكرته تغيرت مع قراءة السيناريو والنقاش مع المخرجة
شيرين عادل وهو الأمر الذي تطور كثيرا مع نهاية المسلسل مما جعل عددا كبيرا
من الجمهور بمناداته بلقب الحج أحمد بدلا من اسمه الحقيقي؛ وأثني خالد صالح
على أبطال المسلسل وخص منهم بالإشادة ريهام عبد الغفور وباسم سمرة وصلاح
عبد الله وأميرة نايف وأحمد صفوت.
أما الفنان صلاح عبد الله قال الفنان صلاح عبد الله إنه تفرغ لتصوير
شخصية توفيق في الريان بشكل كامل بعد تأجيل فيلم "المصلحة" مشددا على أن
كواليس العمل ومشاكله تميزت بالمرح؛ وعبر عبد الله عن سعادته بالفنانة
أميرة نايف التي جسدت زوجته الثانية في المسلسل قائلا بمرح :"أميرة زعلت
ناس كثير مني وعملت قلق في البيوت ".
وأكدت المخرجة شيرين عادل أنها قامت خلال المسلسل بالتركيز على كيفية
وصول أحمد الريان لهذه المكانة وليس على سجنه فقط أو حتى توظيف الأموال؛
موضحة أن تعاطف الجمهور مع الشخصية كان دون قصد من صناع المسلسل لأنهم
قدموا شخصية يعلمها الكثير .
وأضاف الفنان باسم سمرة أنه يعتبر كل المشاركين في الريان أبطال دون
استثناء موضحا أن الشخصية التي قدمها استفزته كثيرا واستنزفت قواه تمثيليا
وبدنيا .
وقال باسم أنه لا يعلم أحد من أسرة الريان الحقيقية وأنه تعامل مع
الشخصية حسب السياق الدرامي ومعالجة الأحداث معربا عن سعادته بريهام عبد
الغفور التي قدمت شخصية جديدة بعيدة عن الأدوار الحالمة التي سبق وأن ظهرت
بها من قبل.
أما الفنانة أميرة نايف فأعربت عن سعادتها بالمسلسل وبشخصية منيرة
التي ظهرت بها خاصة أنها شخصية مستفزة ولعوب يكمن داخلها قدر كبير من الشر
وهو ما جعلها تجتهد في تقديمها بمعاونة المخرجة شيرين عادل التي ساندتها
طوال فترة التصوير؛ معتبرة نفسها محظوظة بالعمل مع أسرة الريان.
وأضافت الفنانة التونسية درة أنها سعيدة بما حققه المسلسل على المستوى
المصري والعربي مشيرة إلى أنها تقابلت صباح أمس مصادفة مع نهي أحمد الريان
التي أشادت بها وبالمسلسل وأجرت مكالمة تليفونية مع الريان الذي قال لها
عبر الهاتف مازحا "تتجوزيني".
وفي لفتة إنسانية قام نادي ليونز وأسرة المسلسل بالاحتفال بعيد ميلاد
الفنانة ريهام عبد الغفور الذي تزامن مع يوم الحفل في مفاجأة منهم لها وهو
الأمر الذي أدهشها وجعلها توجه الشكر لهم على اهتمامهم واحتفائهم بها .
وأوضحت ريهام أن شخصية بدرية التي جسدتها بالمسلسل شخصية مركبة لم
يسبق وأن قدمتها من قبل خاصة وأنها بطبيعتها ضد هذه النوعية من الشخصيات،
مشيرة إلى أن المسلسل ليس أول تعامل لها مع أسرته خاصة وأنها تعاونت مع
العديد منهم في أكثر من عمل.
الوفد المصرية في
20/09/2011
مشرفة.. رجل من
زمن الفتوة المصرية
بقلم: محمد
حبوشة
في قلب فوضي دراما
السير الذاتية لهذا العام استطاعت كاميرا المخرجة الرائعة إنعام محمد علي
أن تقدم
لنا خليطا من التفاعلات السياسية الحادة
والتحديات العلمية المذهلة جنبا إلي جنب مع الفكر والفن والاقتصاد في خطوط
متوازية تعكس بريق زمن الفتوة المصرية عبر السيرة الذاتية( مشرفة.. رجل من
هذا
الزمان), ذلك الرجل الذي وضع أسس الثقافة العلمية في مصر
الحديثة, وأدركت عن قرب
جوهر رجل عصامي كان يختزن كل شئ من أساتذته ليقدمها في أبسط صورة للعلماء
والعامة
علي حد سواء, وهو الذي آمن بضرورة وحتمية ارتباط الفن بالعلم ليصوغ في
النهاية قيما
روحية لمجتمع أكثر إشراقا ووطنية في قلب عشرينيات القرن الماضي
عبر السيناريو الذي
كتبه محمد السيد عيد الذي عكس لنا روح عصر اختلطت فيه المشاعر الوطنية
الفياضة مع
ارهاصات العلم التطبيقي والعملي الذي صاغه في مجموعة من الحلقات أوضحت كيف
يمكن أن
تبني أمة في خطر.
يتجلي أداء الفنان أحمد شاكر لشخصية مشرفة العلمية المبطنة بحس
إنساني فني بديع في أكثر من موقف يستحق التقدير والاحترام, وربما كان حسن
الأداء
نابعا من كون مشرفة شخصية ذات روافد متعددة( عبقرية العلم الذي
يخدم العلماء وإحساس
رهيف بفنون الموسيقي والباليه والسينما والمسرح والفكر) وكلها اجتمعت داخل
شخصية
عالم مصري من لحم ودم وواحد من أبناء أمة عظيمة, لكن يبقي صدق أداء الممثل
هو
الفيصل في تحديد ملامح الشخصية وهو مانجح شاكر في إيصاله
للمشاهد في حواراته الحادة
مع رئيسه د. سميث- يوسف فوزي والذي يجيد هذا اللون من الأداء الاستفزازي
بلكنة
إنجليزية سليمة ذلك العنصري المتعنت, والذي يري إنجلترا إمبراطورية عظيمة
تعمل علي
تحرر المصريين وحثهم علي الديمقراطية, مفارقات مذهلة جسدها فوزي ببراعة.
ولأن
الاهتمام بدقة التفاصيل و(الخوض في عمق الشخصية علي تعدد محورها حرفة
تجيدها إنعام
محمد علي صاحبة الخبرة العريضة في دراما السير الذاتية( أم كلثوم وقاسم
أمين ودولت
فهمي), فضلا عن تمتعها بحس وطني عبر فيلمي( حكايات الغريب,
الطريق إلي إيلات) وحس
درامي اجتماعي( هي والمستحيل, حصاد العمر, دعوة للحب, ضمير أبلة حكمت, قصة
الأمس),
بالإضافة إلي حزمة من الأفلام السينمائية
نذكر منها( آسفة أرفض الطلاق, يوميات
امرأة عصرية) وكلها علامات علي أنها مخرجة ذات قامة كبيرة, لذا
كان طبيعيا جدا أن
تبدو حركة الكاميرا ذكية في رصد تلك التفاصيل بلغة إنعام الخاصة, إنظر
إليها في
مشهد أحمد ماهر وزير المعارف في حكومة سعد الذي عرض علي مشرفة أن يترك
العلم ويعمل
في السياسة, لكنه يرفض مشيرا إلي أن عمله في التدريس للمصريين وإجراء
الأبحاث منتهي
السياسة, لكن طائر السياسة ظل يحلق فوق رأسه يلازمه في بيته
ومعهده( المعلمين) طوال
الوقت حتي تسربت شيئا فشيئا تلك المرارة السياسية لتنسحب علي مجمل حياته,
ومع ذلك
ظل ثابتا علي درب العلم الذي لم يفارق أفعال السياسة حتي زالت علله قليلا
مع افتتاح
الجامعة المصرية سنة1925 وإنشاء كلية العلوم التي ظلت حلما
يراوده في الغربة في
بلاد الانجليز وحتي داخل مصر.
الفكرة الجوهرية للعمل والتي رصدها بعمق الدكتور
الجوادي في كتابه( علي مصطفي مشرفة من الذرة إلي الذروة) التقط منها محمد
السيد عيد
بعضا من الخيوط الدرامية وصاغتها إنعام في مشاهد غاية في
الاتساق الذي عبر بصدق عن
الحياة المصرية آنذاك ص.
برع القدير أحمد خليل كعادته في أدائه لدور الضابط
الإنجليزي وليم هوسيل وتوازت معه نادية رشاد في ذات الأداء المشدود علي وتر
قوامه
البرود الذي يبدو علي الوجوه إلي الحد الذي يشعرك بصقيع لندن
في عز حر رمضان, فضلا
عن شعور بالامتعاض يعتريك طوال الوقت جراء تلك الصلافة المتعمدة من جانب
ذلك الضابط
العنصري وهذا هو الصدق المطلوب في الأداء, ناهيك عن قدرة إنعام محمد علي من
خلف
الكاميرا علي الحركة البطيئة مع الإضاءة التي سرعان ماتجرفك
إلي الماضي باستخدام
فلاتر تضفي مزيدا من العراقة المستمدة من أجواء ذلك الزمان المفعم بالحيوية
علي
الطرف الآخر الساخن في قلب القاهرة وشوارعها المفتونة بنبض التمرد والعصيان
علي
استعمار وملك وضعا أبناء المحروسة بين فكي رحي.
كان البيانو هو الصديق الحاني
علي صدر مشرفة من صلافة هوسيل وقسوة الأيام الصعبة وتنكر
الإنجليز لعلمه ورفض
زملائه المصريين لترقيته لدرجة الأستاذية وعمره لايتجاوز الـ28 ربيعا, لكنه
بدا
أمرا طبيعيا في ظل المخاض الثوري الذي كانت تعيشه مصر, واستطاع أن يتجاوز
الصعب
بفضل صديقه الصدوق محمود فهمي النقراشي( بهاء ثروت الذي جسده
بصدق ونعومة وعفوية
تشهد له بالإجادة) يحن إليه كلما جرفه الحنين لليز التي تعاني عذابات الأب
الجاحد
الذي يري الموت مقابلا لزواجها من مشرفة أحد أبناء المستعمرات- حتي لو كان
حاصلا
علي درجتي الدكتوراه من جامعة لندن بتفوق, وكذلك حنو مكرم عبيد
المبشر دائما
بالأخبار السارة والراعي الروحي الرسمي له في مصر ولندن, وقد أنصفه الدكتور
طه حسين إبراهيم يسري الذي قدم طه حسين بدقة
متناهية وامتزج مع الشخصية إلي حد أنه ربما
يكون الوحيد الذي اقترب من طه حسين في تاريخ الدراما المصرية قائلا هل
نعاقب مشرفة
علي نبوغه وعلمه؟.
تبدو سيرة مشرفة من بدايتها وحتي نهايتها عملا دراميا مهما-
رغم مايعتريه من بعض العيوب الإنتاجية
ويحوي جوانب أخري نفتقدها حقا في زماننا
لامستها كاميرا إنعام بطريقة تبعث علي الشجن المحبب مثل: قيمة
التماسك الأسري التي
كانت العمود الفقري في حياة العائلة المصرية في ذلك الزمان, والحقيقة أنه
لولا هذا
التماسك لذهبت أفراد إدراج رياح الأيام وعصف الليالي المرة جراء الفقر الذي
هبط علي
عائلة مشرفة فور انتقال الأب إلي الرفيق الأعلي تاركا إرثا من الديون
للبنوك ابتلع
كل شئ, حتي أرادت العناية الإلهية أن تكون الأخت الصغري نفيسة(
منال سلامة) مع
زوجها التاجر محمد الجندي (مفيد عاشور) أكثر حنانا ومسئولية في الحفاظ علي
كيان
عائلة أصبحت فكرا للعلم والفكر والفن في تلك الأزمنة الصعبة.
وأخيرا يمكننا
القول بأن( مشرفة.. رجل من هذا الزمان) ليس درسا دراميا في معني العلم
والعلماء
الذي يخلو من روح, بل نقل حي لجوهر الوطن كله بتفاصيله التي تعكس الروح
المصرية
الخالصة عبر مشاهد متتالية تقدم لك شكل وملامح وطن وأمة كانت
تتشكل في بدايات القرن
الماضي من قلب عصر الصالونات التي تتناغم مع الشارع الشعبي الذي كان عنوانه
الاحترام, ويبدو في قلبها معدن المصريين يلمع بالاصالة والروح النقية
التواقة لوطن
قوامه الحرية التي تنطلق قاعدة علمية كل المجالات, ورغم مشاكل العصر
وتقلباته فقد
عرفت مصر السينما والإذاعة والطيران وأول كلية للعلوم وأول
معهد للموسيقي وأول مسرح
شعري ودخول البنات الجامعة وإنشاء البنوك وعلي رأسها بنك مصر, وذلك بفضل
سعد زغلول
ومكرم عبيد وماهر والنحاس في السياسة, وطلعت حرب في الاقتصاد, لطفي السيد و
طه حسين
في الفكر, وعبد الوهاب وأم كلثوم في الغناء, ويوسف وهبي وزكي طليمات في
المسرح,
وهدي شعراوي في مجال العمل الاجتماعي, صور من عبقرية مصر التي أفاقت لنفسها
بعد نوم
طويل لتؤكد لنا في النهاية أنه كان زمن الفتوة المصرية.
الأهرام اليومي في
20/09/2011 |