خاض الفنان شريف منير تجربة جديدة في شهر رمضان هذا العام بتقديم
برنامج إعلاني على الهواء مباشرة على إحدى الفضائيات، مؤكداً أن إنسانية
البرنامج ورسالته هي ما شجعه على خوض التجربة رغم رفضه لأكثر من عرض بتقديم
برامج حوارية في الفترة الماضية، حيث كان يستعد لبطولة مسلسل “الصفعة” الذي
تأجل إلى العام المقبل، حول برنامج “شكراً” وخطوة “الصفعة” كان معه هذا
اللقاء .
·
هل قبلت تقديم برنامج “شكراً”
لتعويض غيابك عن الدراما التلفزيونية في رمضان هذا العام؟
- أبداً لأن ظهوري على التلفزيون ليس في خطتي أن يكون كل عام وقد عرض عليّ
الكثير من البرامج في الفترة الأخيرة ومنها ما كان مغرياً في فكرته
والمقابل المادي أيضاً، لكنني كنت أرفض لأنه كان المفروض أن أقدم مسلسل
“الصفعة” في رمضان هذا العام وتأخر تصويره .
·
ماذا أغراك في برنامج “شكراً”؟
- أولاً، الشركة الراعية للبرنامج عرضته عليّ قبل أيام من شهر رمضان، وقد
تحمست له لأنه برنامج إنساني ويقدم مساعدات لحالات كثيرة تحتاج إلى
المساعدة، وقد حرصت على أن أكون صاحب هذه المبادرة ومشاركاً في هذا الخير .
·
كيف تم اختيارك؟
- مثل هذه الشركات تجري استطلاعات رأي وقد وجدوا أني قريب من الناس وصاحب
مصداقية عند الجمهور ولذلك اختاروني .
·
ألم تقلق لأن البرنامج على
الهواء مباشرة؟
- بكل تأكيد قلقت جداً خاصة أنني سبق أن قدمت العديد من البرامج وكانت
جميعها مسجلة ثم إنني لم أكن هنا ضيفاً وأيضاً لا يوجد معي ضيوف والحوار مع
المشاهدين عبر الهاتف .
·
بصراحة هل قبلت البرنامج من أجل
المال؟
- لا أحد يعمل بلا مقابل لكن كان لدي عروض أخرى فيها فلوس أكثر، لكن برنامج
“شكراً” يقدم مساعدات مالية معقولة لحالات إنسانية تحتاج إلى المال وهذا سر
حماستي له تحديداً .
·
هل حزنت لخروجك من قائمة نجوم
رمضان هذا العام؟
- على الإطلاق، لأن الظروف صعبة هذا العام بسبب ثورة 25 يناير والأحداث في
الوطن العربي وكان من الصعب أن ننجز العمل في هذه الظروف لأن مسلسل
“الصفعة” من الأعمال الصعبة ويحتاج إلى وقت وأماكن تصوير خاصة، وكذلك
المفروض أن نصوره بين دول أجنبية عدة مثل فرنسا وسويسرا وإنجلترا .
·
هل تحمست لمسلسل “الصفعة” لأنه
مع أحمد عبدالفتاح ومجدي أبوعميرة اللذين نجحت معهما في “قلب ميت” ثم “بره
الدنيا”؟
- ليس لهذا السبب ولكن الذي رشحني هو جهاز المخابرات المصرية حيث يقدم
المسلسل أحد ملفات المخابرات المصرية في صراعها مع جهاز الموساد
“الإسرائيلي” قبل حرب أكتوبر في عام 1973 .
·
هل ستقدم في المسلسل شخصية
الضابط أم الجاسوس؟
- كنت مرشحاً لدور الضابط المصري الذي يقود العملية لكني فضلت دور الجاسوس
“الإسرائيلي” لأنه جذبني أكثر .
·
هل ستكرر شخصيتك في فيلم “أولاد
العم”؟
- هناك فرق كبير بين الشخصيتين والمسلسل يدور في فترة طويلة نحو 20 عاماً،
وهناك مراحل وتطورات وإثارة وكل دور له شكله وتكوينه النفسي .
·
ما رأيك في أعمال رمضان هذا
العام؟
- لاحظت أن هناك صورة قوية جداً وتقنية عالية في التصوير ويعجبني خالد صالح
في “الريان” وقد وصل خلاله إلى درجة نضج عالية .
الخليج الإماراتية في
17/09/2011
المسرحية تشارك في مهرجانات
"أرامكو"
سعاد علي: الجمهور الكويتي أسهم في نجاح
"إحنا
عيالها"
الكويت - “الخليج”:
عبرت الفنانة البحرينية سعاد علي عن سعادتها وشكرها العميق للجمهور
الكويتي الذي حضر مسرحيتها “إحنا عيالها”، التي تعرض حالياً في نادي
الخريجين، بمملكة البحرين بإقبال جماهيري منقطع النظير .
قالت سعاد علي: إن شكرها ليس مجاملة أو مغازلة للجمهور الكويتي، بل هو
واجب، وذلك بعد الإقبال الشديد على عروض المسرحية، التي كتبها وأخرجها
الناقد المسرحي يوسف الحمدان، وجسد شخوصها عدد من النجوم الخليجيين مثل منى
شداد وفاطمة عبدالرحيم وماجدة سلطان وأحمد مجلي وأحمد مبارك وابتسام
عبدالله وأمين الصايغ وآخرين .
وأشارت إلى أن الفنانين المشاركين في المسرحية أبلوا بلاءً حسناً من
خلال توصيل شخصياتهم التي جسدوها على خشبة المسرح إلى الجمهور بأسلوب
كوميدي هادف من دون إسفاف، موضحة أنها لم تشعر بتعب معهم لكونها المنتجة،
بل أحست بسعادة غامرة، لأنهم فنانون يعرفون ماذا يريد المسرح منهم .
وبخصوص عروض المسرحية قالت: عروضنا متواصلة بإذن الله في الفترة
المقبلة، بعد أن أعطيت راحة قصيرة للفنانين المشاركين فيها على أثر الجهود
التي بذلوها في عروض أيام العيد التي كانت ناجحة بشهادة الجميع، إضافة إلى
أنني تلقيت دعوة من “أرامكو” لعرض المسرحية في السعودية خلال الفترة
المقبلة، وهذا أمر أسعدني وأسعد جميع المشاركين في مسرحية “إحنا عيالها”،
خصوصاً أن مهرجانات “أرامكو” من المهرجانات المشهورة في المملكة العربية
السعودية” . وذكرت سعاد علي أنها بصدد عقد مؤتمر صحفي للحديث عن النتائج
التي حققتها من وراء المسرحية التي ألفت قلوب أهل البحرين جميعاً، لأنها
تحمل بين طياتها كيفية المحافظة على اللحمة الوطنية لبناء الوطن .
الخليج الإماراتية في
17/09/2011
الإعلام.. فيه سم قاتل!
كتب
حسام عبد
الهادى
لا أحد فينا لم يسمع بل لم يحفظ المقولة الشهيرة التى جاءت على
لسان حكمدار العاصمة ــ اللى هى القاهرة طبعا ــ فى فيلم «حياة أو موت»
بطولة «عماد
حمدى» و«مديحة يسرى» والذى يحذر فيها المريض الذى اشترت له
ابنته دواء خطأ من إحدى
الصيدليات ليقول له عبر الإذاعة التى كانت تلعب دورا كبيرا فى توعية الناس
فى تلك
الفترة من أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى على المواطن «أحمد حمدى»
القاطن بدير
النحاس لا تشرب الدواء.. الدواء فيه سم قاتل!!
ونحن بدورنا نقوم بدور
حكمدار العاصمة لننبه جميع المواطنين وليس المواطن «أحمد حمدى» فقط وإن كان
«أحمد»
فى الفيلم هو رمز لكل المصريين الذين يجب
عليهم أن يتعاملوا مع ما يتعاطو بوعى حتى
لا يقتلهم ما يتعاطوه إذا كان سما سواء كان دواء أو إعلاما،
ومن هنا نحذرهم من
تعاطى معظم ما تبثه لهم القنوات الفضائية - وأنا لا أقصد قناة بعينها -
وإنما أعنى
كل القنوات التى تقوم بالتخديم على مصالحها الشخصية ومصالح من تلعب لصالحهم
فقط دون
الوضع فى الاعتبار مصلحة الوطن أو المواطنين الذين تلعب بعقولهم ومشاعرهم
وتؤججها
من أجل استنفارهم للخروج فى مظاهرات سواء لمن له الحق أو لم
يكن له الحق.. خاصة ممن
لم تكن لهم مطالب حقيقية فتكون الاستجابة بلا وعى من باب إحداث فوضى وإرباك
وتعطيل
المجتمع.
إعلام تلك القنوات أصبح كالدواء الذى حذر منه حكمدار العاصمة «به
سم قاتل»!
وللأسف إن هذه القنوات السامة سيطرت على عقول الناس البسيطة التى
يشتعل حماسها بمجرد الضغط على زر الحماس بداخلهم بلا وعى ودون أن يكلفوا
خاطرهم
بالتوقف أمام هذه المعلومات التى يستقبلونها ليدخلوها فرازة
العقل لتنقية الغث من
السمين.
اللعب على أوتار مشاعر الناس التى تبلغ نسبة الأمية التعليمية فيهم 50%
والأمية الثقافية 90% يعد جريمة أخلاقية قبل أن تكون جريمة مهنية فالناس فى
هذه
الحالة لا يملكون سوى أن يكونوا مجرد أجهزة فاكس يرددون ما
يُملى عليهم دون التفكير
فيه فمن أين يأتى التفكير وهم بلا خلفية ثقافية أو وعى مجتمعى؟ وهذه
القنوات تستغل
الفرصة لدس السم فى العسل «وياكشى تولع» هذا هو منطق هذه القنوات التى لم
تخل بعد
من فلول النظام القديم وأذنابهم فلا تصدقوا أن الإعلام سواء الخاص أو العام
قد تطهر
من هؤلاء الفلول؟ بل زادوا وإذا كانوا قبل الثورة متفرقين فى
قنوات شتى قد لا تظهر
فيها ملامحهم بوضوح نتيجة تواجدهم وسط منظومات معتدلة الآن ازدادوا تبجحا
بعد أن
تجمعوا فى قنوات تحمى أهدافهم ويتظللون برءوس أموال تنتمى إلى جيوب أعوان
النظام
البائد والغريب أن المسيرة لم تتوقف عند هذا الحد بل هوس
الشهرة عن طريق الإعلام
الذى أصبح يتعامل بنظرية المصطبة أكثر من شغل إعلام، فالإعلام الآن لم يعد
لديه
خريطة محددة لتطبيقها وهنا أقصد الإعلام الخاص قبل الإعلام العام ونظرية
الاستسهال
أصبحت هى المسيطرة على كل هذه القنوات اللهم باستثناء واحدة أو
اثنتين هى التى تتعب
بالفعل على شغلها والباقين مجرد تحصيل حاصل، فنجد الضيف الذى يظهر فى قناة
يتم
تداوله بنظام «كعب داير» على بقية القنوات وهو ما يمثل اتجاها سلبيا لثلاثة
أسباب
:
السبب الأول: إصابة الناس بالملل من هذه الشخصيات المتكررة التى يكره
النظر
إليها فى حال تكرار ظهورها فتدار المؤشرات عنهم.
السبب الثانى: أن هذه
الشخصيات من كثرة ما تتحدث لن تجد لديها الجديد الذى تقوله ويتكرر كلامها
ولكن فى
هذه الحالة التكرار لا يعلم الشطار بل يزهق الشطار ويجعلهم ينصرفون عن
أصحاب الكلام
المكرر.
السبب الأخير: أن معظم هؤلاء الضيوف يتلذذون بسكب البنزين على
النار من باب الترويج لأنفسهم وللقناة التى تستضيفهم وبناء على تعليمات
القائمين
عليها وجذب الانتباه إليهم وهم فى الحقيقة لا يؤمنون بما
يقولونه حيث إن التاريخ
سبق أن سجل لمعظمهم كلاما مغايرا تماما لما يقولونه ولكن للأسف حماس اللحظة
والركوب
على أكتاف الحدث مهما كان هذا الحدث هو الذى يدفعهم لهذا التلون ويساعدهم
على ذلك
المذيعون المتلونون الذين يصطحبونهم معهم حسب تيارات أهوائهم
وكأن المبادئ مجموعة
من البدل أو الفساتين التى نعلقها فى الدواليب نختار منها حسب متطلبات
اللحظة.
والغريب أن نفس وجوه المذيعين التى كانت تطاردنا على الشاشات الخاصة
والعامة قبل الثورة هى نفسها التى تطاردنا بعد الثورة فالمنظومة الإعلامية
سواء
الخاصة أو العامة مازالت تدار بنظام الشللية وحسب المصالح
المشتركة وحتى من يتم
اختيارهم من المذيعين الجدد يكونون على نفس الموجة.
التضليل هو التضليل
الذى مازال يسيطر على أجهزة الإعلام الخاصة والعامة وإذا كان الإعلام الخاص
مازال
يتعامل مع أجنداته الخاصة والتى سبق أن أعلنت عن نفسها فى فترات سابقة
فلماذا إذا
نلوم على الإعلام العام الذى تكمن أجنداته فى حماية البلد من الغليان
والفوران. من
السهل أن تخدع الناس وأنت تشعرهم أنك تدافع عنهم وأنهم همك
الأول وهو ما تفعله
القنوات الخاصة ومن الصعب أيضا أن تكون مهادنا مغيبا إلى أبعد الحدود وهو
ما تفعله
القنوات العامة والحل فوضى إعلامية وسم قاتل فى إعلامنا سواء الخاص أو
العام،
الإعلام أصبح الآن عبارة عن تصفية حسابات كل من يريد الانتقام
من الآخر فعليه
بالإعلام وتحديدا الخاص الذى أصبح ملعبا للانفلات المهنى ولا محاسب ولا
رقيب.
قد نتفق أو نختلف مع ما حدث مع قناة الجزيرة مباشر وفى التوقيت
والأسلوب
الذى تم التعامل به مع القناة ولكن الأمر كان يحتاج إلى وقفة حاسمة صحيح
أننا لسنا
ضد كبت الآراء وتقييد الحريات ولكننا لسنا أيضا مع الخروج عن الشرعية.. ومع
ذلك
فنحن نطالب بإعادتها مرة أخرى ولكن بعد استخراج التصاريح
اللازمة لها لتسير فى
إطارها الصحيح الهادف إلى إعلام موضوعى ومحايد رغم أن ماحدث يجعلنا نتساءل:
لماذا
لم يحدث ذلك مع الجزيرة الفضائية أو العربية أو الحرة أو غيرها من القنوات
الإخبارية لأنه ببساطة هذه القنوات أرادت أن تسير فى مضمارها
الإعلامى الصحيح وبشكل
شرعى من خلال استخراج التصاريح المطلوبة وهو ما يقره المنطق وتقره المهنية،
ثم إننا
لماذا لم نسمع عن مثل هذه التجاوزات فى أى دولة من دول الغرب لأنه لا يجرؤ
أحد أن
يتحايل على القانون أو «يخترق الشرعية» أنا لست ضد ممارسة
الحريات الإعلامية أيا
كانت أشكالها طالما أنها تصب فى النهاية فى صالح وخدمة المجتمع والارتقاء
بناسه من
خلال آراء حكيمة خالية من شوائب المصالح وتصفية الحسابات والتشفى والتجريح.
إعلام للبناء وليس للهدم إعلام صادق وليس منافقا إعلام محترم وليس
قائما
على التسول والتربح بطرق غير مشروعة وفاضحة ثم إنه لماذا لا تقوم الدنيا
ولم تقعد
فى المغرب عندما أغلق مكتب الجزيرة مباشر ولم يعترض أحد هل لأن مصر أصبحت
هى الحيطة
المايلة التى يقذفها الجميع بالحجارة، نحن لسنا ضد النقد ولكن ضد التشويه
لسنا ضد
كشف الحقائق ولكننا ضد الكذب وخداع الناس.
ثم إن صاحب الاختراع الفولاذى
الذى يسمى «الجزيرة مباشر» وهو للأسف مصرى يعمل بفلوس القطريين
فى مكتبهم بالجزيرة
اسمه «إبراهيم هلال» لماذا لم يفكر فى عمل الجزيرة مباشر فى قطر أو
السعودية أو
البحرين أو حتى الكويت.. صحيح أن مصر هى محور الأحداث الآن ليس فى المنطقة
العربية
فحسب بل فى العالم كله لكن هناك قضايا ومشاكل كثيرة فى كل
الدول العربية ومنها
الخليجية تحتاج إلى مكاشفة ومحاسبة.. لماذا لا تكون فى متناول يد الإعلام
أم أن
أصحاب هذه الاختراعات يخشون على لقمة عيشهم ولتذهب مصر إلى الجحيم؟
الإعلام
إن لم يكن محايدا فليذهب هو إلى الجحيم، وللأسف كثير من الإعلاميين لم
يعودوا
محايدين فيما يقولون لأن معظمهم «على رأسه بطحة» فمنهم من فتحت جسور الود
مع أمريكا
وفازت بلقاء رئيسها السابق «بوش» فى الوقت الذى أقام زوجها
قناة فضائية بالفلوس
التى نهبها من التليفزيون المصرى من خلال برامجه الرياضية التى كان ينتجها
له
بالملايين ومنهم من كانت مهندسة الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2005 ثم
فجأة
انقلبت لتدعى البطولة وكأنها الثائرة «جميلة أبو حريد» وأيضا
هى وزوجها الذى يصدر
سمومه للناس من خلال قناته الفضائية التى يعمل بها والتى سبق أن أغلقت بسبب
عثرات
مالية، نموذج للنفاق فمع النظام السابق تتساقط دموعهم دعما وتشجيعا له
ولعملية
التوريث وبعد سقوط النظام تتساقط أيضا دموعهم الأشبه بدموع
التماسيح فى محاولة
لتبييض وجوههم التى تلوثت بالتخديم على العهد البائد ومنهم من ترك مهمته
الوطنية
الإعلامية بسبب الاختلاف على الأجر رغم حصوله على الملايين.. ولم يكن فى
حاجة إلى
المزيد ولكنه الطمع، ومنهم من يلوثهم تاريخهم وتاريخ آبائهم
بأحكام قضائية مشينة
تمس الشرف.
المحاولات الكاذبة لكل هؤلاء لم تعد تستطيع أن تقنع الناس بما
يقدمون لأن الناس اكتشفت خداعهم بعد أن نفد رصيدهم وهم الآن يلعبون فى
الوقت الضائع
بعد أن سقطت أقنعتهم ولكن للأسف بعد أن صدروا لنا إعلاما فيه
سم قاتل.
مجلة روز اليوسف في
17/09/2011
قنوات إشعال الحرائق!
كتب
مي كـــرم
-
سمر فتحى
أصبح الإعلام فى الفترة الأخيرة أهم أداة تستخدم لإدارة المعارك
السياسية وتنفيذ سياسات خاصة بالجهات التى تمولها، وهو ما يفسر فقد الثقة
المتزايد
فى الإعلام وتأرجح المشاهد بين القنوات الرسمية التى دائما ما
تتهم «بتلميع» وتجميل
صورة الأنظمة الحاكمة والانصياع التام لرغباتها، وبين القنوات الإخبارية
التى إما
أن تكون تابعة لدولة أجنبية لها نفوذ سياسى فى المنطقة أو ممولة من قبل دول
خليجية
يراودها حلم الريادة أو من خلال أموال ملوثة تحتاج إلى غسيل.
الإعلام
كالنار إما أن يجلب الدفء أو يشعل الحرائق بالإثارة والتهييج وتنفيذ
الأجندات
المشبوهة.
وعن ذلك يقول أحمد أنيس رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية
ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقا إن الفيصل هو ضمير الإعلامى
واحترامه لنفسه
ولتاريخه فمراعاته لأخلاقيات المهنة هى الضمانة الوحيدة لتقديم إعلام هادف
دون
إشعال المعارك والفتن بين فصائل المجتمع.
أن الإعلامى وتمكنه من أدواته
يكسبه احترام الجميع، وكلما كان الإعلامى ضعيفا مهنيا كان من
السهل اصطياده لتطبيق
سياسات موجهة .
الكاتب لويس جريس يرى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى
المسئولين عن إدارة الشئون فى مصر فهم غير مبالين بقدر الإعلام الذى يجب أن
يستغل
لتوصيل رؤى الوطن إلى أكبر شريحة من الجمهور وهذا يفرض عليهم الاستعانة
بالكفاءات
القادرة على ذلك لأن من يتصدرون الصورة الآن هم المنتفعون
والراغبون فى المناصب أما
القيادات الحقيقية فى الإعلام فلا يتم الاستعانة بها.
ويضيف إن الإعلام
يكون سبباً فى إحداث حالة من البلبلة والدعوة إلى إثارة الفتن عندما لا
ينشر
الأخبار من مصادرها الحقيقية وإنما يأخذ الأخبار من أصحاب المصالح والذين
لهم نوايا
غير حسنة تجاه المجتمع.
فمعظم الإعلاميين لا يتقنون المهنة ويحتاجون إلى
تدريب وتطوير حتى يكونوا قادرين على أن يعكسوا ما يجرى فى المجتمع وليس ما
يريدون
نقله عن المجتمع.
أنا أرى أن الإعلام الحقيقى هو الذى ينوب عن الشعب فى طرح
الأسئلة التى تدور بداخله. ولكن مع الأسف الإعلام مازال يهتم بأصحاب النفوذ
والمناصب والمال وأهمل المواطن البسيط وهذه هى الطامة الكبرى..
كما أن تدخل رجال
المال - كما هو حاصل الآن - فى الإعلام الخاص هو استمرار لمسيرة الخراب
والتخريب
التى بدأت مع النظام البائد.
فبعد أحداث ميدان التحرير تولد لدى الجميع
اعتقاد بأن الناس لا تريد سوى معرفة ما يدور داخل الميدان
بالرغم من أن مصر
بها
قضايا أخطر فمثلا عندما أشيعت أخبار عديدة عن توقف عجلة الإنتاج بسبب
اعتصامات
ميدان التحرير وهى معلومة فى غاية الخطورة يمكن أن يتوقف عندها
مستقبل البلد بأكمله
أردت أن أكتشف وضع المصانع بنفسى وأتحقق من هذه المعلومة وما وجدته كان عكس
ذلك
تماما فعجلة الإنتاج لم تتوقف وإنما بسبب تعطل التصدير توقفت بعض خطوط
الإنتاج عن
العمل على أن تعود مرة أخرى بعد استقرار الأوضاع.
الإعلام فى بعض الأحيان
يكون وسيلة لخلق نقاشات بين مؤيد ومعارض ولا أرى عيباً فى ذلك
طالما أن المعارك
موضوعية فيمكن أن تعرض بحيادية شديدة، أما المعارك «الهايفة» فهى التى تعمل
على
تهييج الرأى العام وإحداث بلبلة.
ويقترح «جريس» أن يكون هناك مجلس وطنى
للإعلام يضم شيوخ وأساتذة الإعلام وأكبر عدد من شباب
الإعلاميين ويتولى إدارة
المجلس إعلامى شاب حتى يكون متفاعلاً مع المشاكل التى يمر بها الإعلام
ومتحمساً
لخلق وضع أفضل للإعلام المصرى.
إبراهيم الصياد رئيس قطاع الإخبار يؤكد أن
هناك خيطاً رفيعاً بين نقل الخبر بمهنية ونقل الخبر بقصد تهييج
الرأى العام وإذا
افترضنا حسن النية من قبل القائمين على القناة وأن هدفهم هو مجرد تغطية
الحدث فإن
الحماس الزائد أحيانا قد يؤدى إلى تضخيم الخبر وإعطائه أكثر مما يستحق
وبالتالى فإن
مردوده لدى المشاهد سيكون بقدر هذا التضخيم.
ويضيف إن كل قناة لها أجنداتها
التى تسمى مهنيا بالسياسة التحريرية والإعلام أداة لتحريك
المعارك السياسية ونتذكر
الخلاف المصرى - الجزائرى الذى حدث بسبب مباراة كرة قدم، فالسبب الحقيقى
وراء هذه
الأزمة التى نشبت وقتها كان الإعلام.
ويضيف الصياد: في البلاد العربية لا
يستغل الإعلام عادة إلا فى الإثارة والتهييج وإشعال الأجواء
بالتضخيم المبالغ لكن
فى الدول الأجنبية يتم الاستفادة من الإعلام إلى أقصى درجة حتى مع وجود
النية إلى
توجيه الرأى العام والتأثير عليه فعلى سبيل المثال نجد أن الحملة
الانتخابية التى
فاز بها حزب العمل البريطانى برئاسة تونى بلير عام 1998 قد اعتمدت على
الترويج
لبرنامجه الانتخابى بشكل محايد وموضوعى، أما فى الدول العربية
فاستفادة السياسيين
من الإعلام فى الدعاية الانتخابية أمر ثانوى لكنهم يجيدون استغلاله فى
القضاء على
أعدائهم وتلويث سمعتهم وهذا ما دفع بعض السياسيين ورجال الأعمال إلى السعى
لامتلاك
الصحف والقنوات الفضائية فى السنوات الأخيرة بعد أن فطنوا أن
الإعلام أصبح أداة
الهجوم والدفاع الأساسية فى الكثير من المعارك.
والإخوان المسلمون كانوا
واعين لدور الإعلام جيدا واستغلوه فى الترويج لهم وفى ظل تضييق
الحزب الوطنى المنحل
عليهم فقد استطاعوا عبر شبكة الإنترنت خلق حلقة من التواصل بينهم وبين
مؤيديهم من
خلال المواقع الإخبارية المتعددة التى أطلقوها وكان أشهرها «إخوان أون لاين»
ليفتحوا بذلك باباً جديداً للإعلام أمام النشطاء السياسيين بمختلف
انتماءاتهم وهو
الإعلام الإلكترونى الذى أصبح يستحوذ على ثقة الناس واهتمامهم أكثر من أى
وسيلة
أخرى وأصبح فى منافسة شرسة مع الإعلام المرئى والمقروء بل إنه
مصدر للمعلومات فى
بعض الأحيان وهو يؤثر أيضا على توجهات الإعلام لأنه دائما يحمل إنتماءات
سياسية
مختلفة، وإن كان يشوبه حاليا وجود بعض الأكاذيب والإدعاءات التى تشحن الناس
وتثير
البلبلة لمصلحة جهات معينة هدفها إحداث فوضى فى البلاد.
د. فاروق أبوزيد
أكد أن هيكل الإعلام سقط بسقوط النظام السابق مشيراً إلى أنه يقوم الآن
بوضع دراسة
جديدة لوزارة الإعلام ستشمل رصد جميع القنوات الفضائية الخاصة
والعامةوبرامج «التوك
شو» التى تعمل على إثارة المجتمع وبث أفكار مشوشة له وسوف يتقدم بها فور
الانتهاء
منها.
مشيراً إلى أن ما دفعه لذلك هو الانهيار الذى أصاب مؤسسة الإعلام
والإعلاميين بالشلل سواء من قلة الانفرادات وتكرار الضيوف وتناول أكثر من
قناة
لقضية واحدة ونفس المنظور دون التعديل عليها أو تناولها بشكل
مختلف.
د.
ليلى عبدالمجيد اعتبرت أن الفترة الانتقالية التى تمر بها البلاد فى الوقت
الراهن
هى أحد أسباب تخبط الإعلام المصرى فى تلك المرحلة مشيرة إلى أن
صورة الإعلام لن
تتضح إلا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية ووضع دستورللبلاد.
وأكدت أن هناك جانبا آخر تمارسه برامج «التوك شو» وهو تسليط الضوء على
شخصيات بعينها كانت قبل الثورة خادمة للنظام وتابعة له ولكن عقب أحداث 11
فبراير
بتنحى الرئيس السابق «حسنى مبارك» بدأت الأجندات تختلف
والتوجهات تتغير لترتدي هذه
الشخصيات ثوب البطولة ولتعلن أنها هى صاحبة الشعلة الأولى فى أحداث الثورة
المصرية.
د. محمود علم الدين يرى أن الموقف يحتاج الآن إلى مراجعة شاملة
لمنظومة
العمل الإعلامى فى مصر بشكل يتوافق مع التحولات الجارية فى النظام السياسى
المصرى
لتوفير مجال عام يتيح حرية التعبير على قدم المساواة لكل أطياف الإعلام
ووسائله
الحكومية والحزبية والخاصة، الدولية، والعربية، وكذلك الشفافية
الكاملة فيما يتعلق
بمسألة التمويل والشركاء وحماية حقوق الإعلاميين واحترام حقوق الجمهور فى
إعلام
منصف وعادل وموضوعى، وحرية تداول المعلومات وتحقيق المهنية الإعلامية بكل
ما تتضمنه
من تحقيق المصداقية، بالإضافة إلى الموضوعية والدقة واحترام خصوصية الجمهور
وقيم
المجتمع.
د. علم الدين اقترح فى هذا الصدد إنشاء هيئة مستقلة «لتنظيم
الإعلام» تتولى إصدار التراخيص عبر الشركات المساهمة للقنوات الفضائية
والمحطات
الإذاعية وشركات النشر الإلكترونى التى تقدم خدمات على شبكة
الإنترنت، مع وجود
مراقبة صارمة للتجاوزات التى قد ترتكبها وتتعارض مع تقاليد وقيم المجتمع
الشرقى بما
لا يمس الحريات المهنية.
كما يجب تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى لضمان تحقيق
المعايير المهنية المتفق عليها عالميا.
مجلة روز اليوسف في
17/09/2011 |