بعد قيام ثورة 25 يناير انقسم نجوم الفن ما بين مؤيدين للثورة
ومساندين لمطالبها في اسقاط النظام وتقديم الفاسدين من المسؤولين للمحاكمة
وبين مؤيدين للرئيس المصري السابق حسني مبارك واعتباره رمزا وطنيا لا يجوز
المساس به أو الاقتراب منه.. ووسط أحداث الثورة الساخنة وتطوراتها
المتلاحقة كان أغلب النجوم مع مطالب الثوار فيما وقف الى جوار النظام
السابق بعض الفنانين مثل عادل امام وعفاف شعيب وتامر حسني وغادة عبدالرازق
وطلعت زكريا وهو ما دفع عدد كبير من الشباب للمطالبة بالانتقام من هؤلاء
الفنانين لدرجة وضعهم في قوائم سوداء والمطالبة بمقاطعة أعمالهم الفنية.
ولان الفنان عادل امام يعرف جيدا ان الأيام كفيلة بان تجعل الجمهور
ينسى أي موقف سلبي له تجاه الثورة فانه قرر تأجيل مسلسل «فرقة ناجي عطالله»
الذي يعود به للدراما التلفزيونية للعام القادم بحجة عدم التمكن من
الانتهاء من تصويره قبل حلول شهر رمضان وهي حجة غير منطقية خاصة أنه بدأ
التصوير وهو يعلم أنه سيعرض المسلسل في رمضان ولكن يبدو ان رهان الزعيم
عادل امام على التأجيل لم يكن منطقيا وأنه كان من الممكن عرض «فرقة ناجي
عطالله» دون ان يتأثر سلبيا خاصة ان زملاءه في القائمة السوداء مثل غادة
عبدالرازق وتامر حسني لم يتأثروا سلبيا وتم توزيع أعمالهم بشكل جيد كما
حظيت بعدد كبير من الاعلانات .
والسؤال الذي نطرحه على عدد من صناع ونقاد الدراما التلفزيونية هو ما
تأثير نجوم القوائم السوداء على المسلسلات التي يقومون ببطولتها. المنتج
جمال العدل قلل من تأثير القائمة السوداء التي ظهرت قبل شهر رمضان، موضحا
ان ممثلة مثل غادة عبدالرازق لم تتأثر اطلاقا خاصة أنها كانت قد بدأت تصوير
مسلسل «سمارة» قبل الثورة كما اقتربت من انهاء تصوير فيلم جديد .
وأوضح العدل ان وضع ممثلة مثل عفاف شعيب لم يؤثر كذلك على الأعمال
التي تشارك فيها لأنها ليست بطلة يتم التسويق باسمها بل تلعب أدوارا مساعدة
وبالتالي فهي لن تؤثر في أي شيء يخص العملية الانتاجية، مؤكدا ان عملية
توزيع المسلسلات تخضع للعرض والطلب ولشروط كل قناة فضائية.
أما المنتج طارق صيام صاحب مسلسل «آدم» لتامر حسني فأكد ان معظم
مسلسلات رمضان كان قد بدأ تصويرها قبل الثورة ومنها مسلسله «آدم»، موضحا ان
دعوات المقاطعة لا علاقة لها بالفن لان قيام ثورة 23 يوليو مثلا لم يؤثر
سلبا على الفنانين الذين كانوا موجودين في عهد الملك فاروق فضلا عن ان نجوم
الفن هم ثروة مصر الحقيقية والتي يجب حمايتها في ظل المنافسة مع الدراما
التركية والسورية.
وأشار صيام الى ان ترشح ممثل تم وضعه في القوائم السوداء وآخر من
مؤيدي الثورة لدور معين يخضع لطبيعة الشخصية التي سيقدمها هذا الممثل لأنه
ليس من الممكن ترشح مطرب مثل تامر حسني لدور الأب مثلا، مشددا على ضرورة
عدم ذبح بعض النجوم على مواقف سابقة خاصة ان هناك من اعترف بخطئه في الحكم
على الثورة في بدايتها .
وطالب المنتج اسماعيل كتكت باعادة التفكير مرة أخرى في دعوات المقاطعة
وعدم اطلاقها على عنانها خاصة في ظل وجود خمسة آلاف فرد يعيشون من وراء
العمل في كل مسلسل يتم انتاجها موضحا ان ما أحدثته هذه القوائم جاء بشكل
مخالف لما تهدف له فقد منحت النجوم الذين تم وضعهم فيها نوعا من الدعاية
المجانية ما دفع القنوات الفضائية للتعاقد على عرض أعمالهم كما دفعت شركات
الاعلانات لوضع مواد اعلانية في مسلسلاتهم مقابل أرقام فلكية .
وقال المؤلف سيد فؤاد ان وضع بعض النجوم في قوائم سوداء لم يؤثر على
توزيع مسلسلاتهم أو جذبها للاعلانات لان المشاهدين أغلبهم من البسطاء الذين
لا يتوقفون طويلا أمام مثل هذه القوائم فضلا عن ان مطالب المقاطعة كانت
داخل مصر وهناك قنوات عربية كثيرة اشترت مسلسلات هؤلاء النجوم.
ورفض سيد فؤاد مبدأ التخوين والقوائم السوداء لأنه لا يتناسب مع
الثورة التي خلصت مصر من الفساد، مشددا على ان من حق أي انسان ان يراجع
مواقفه ويعترف بخطئه.
النهار الكويتية في
12/09/2011
ثبات الشخصية ليس لصالحه
عبدالناصر درويش.. متى يحقق النقلة النوعية!؟
عبدالستار ناجي
يمتلك الفنان عبدالناصر درويش لياقة فنية، ليس على الصعيد الكوميدي
فقط، بل ابعد من ذلك بكثير، ورغم ذلك لا يزال يتحرك في ذات الفضاء.. وذات
المستوى، لم يتجاوزه منذ زمن طويل.. وكلما شاهدت له عملاً جديداً، حاصرني
ذات السؤال.. متى يحقق هذا الفنان ذو الطاقة الفنية الهائلة النقلة
النوعية؟!
في هذا العام يقدم عملا كوميديا اجتماعيا بعنوان «سعيد الحظ» من تأليف
وانتاج عبدالعزيز الطوالة واخراج محمد الطوالة، ومعهم في المسلسل ايضاً
الفنان السعودي محمد العيسى ومنى شداد وسلمى سالم واحمد العونان وزريقة
طارش وشهاب حاجية وسعد بخيت وغيرهم.
ومن قبله، وعلى مدى ثلاثة مواسم تقريباً، قدم سلسلة من الاعمال
الكوميدية المنوعة، بالاشتراك مع الفنان حسن البلام والشاعر الغنائي ساهر.
ورغم تميز تلك الاعمال بضخامة في الانتاج، الا ان البعد الدرامي ظل
يعاني من كثير من الخلل.. فكان عليهما ونعني الثنائي درويش والبلام تحمل
تداعيات ذلك الخلل، والقيام بكم من الارتجالات التي يصيب بعضها.. ويخيب
بعضها الاخر.. وظلت الامور تسير على ذلك النهج، وان ظل «الورق» يعاني من
الخلل.
وحينما يكون الخلل في الاساس، فإن «الهامش» لن يستطيع باي حال من
الاحوال ان يتحمل ثقل الخلل.. للانطلاق باي عمل مهما كانت مكانته.
اعرف الفنان عبدالناصر درويش منذ مرحلة مبكرة من مشواره الفني، لربما
ابعد من دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، والمراحل التي تلتها،
وفي كل مرة، يذهب الى ذات الشخصية وذات المعطيات.. حيث الضحكة المكررة..
والشخصية الخالية من الملامح.. والذي راح يكررها.. ويجترها حتى تكاد تكون
نسخة طبقة الاصل الواحدة.. بعد الاخرى وفي كل مرة، هو الشخص الثاني، حتى في
العمل الذي يفترض ان يكون بطله في «سعيد الحظ» هو الشخصية الثانية.. رغم كل
تلك الطاقات التي يمتلكها.. والخبرة.. والخصوبة.. واللياقة.. الا انه يظل
يستسلم الى شيء ما اجهله، ولا اعرف اسبابه.. يجعله يوافق، على ان يكرر
نفسه.. ويكون الثاني.. ولربما الثالث او حتى الرابع، في عدد من الاعمال
المسرحية التي قدمها.. رغم انه كان الاساس والمحور.
شيء ما يعيق الفنان عبدالناصر درويش.. عن انطلاقته.. شيء ما يؤخره عن
المضي قدماً.. شيء ما يحيل بينه وبين النقلة النوعية.
لقد استرخى الفنان عبدالناصر درويش، عند حدود تلك الشخصية الباهتة..
ذات الضحكة الخاصة.. والاسنان المتفرقة، والتي قدمها في مرحلة ما في بداية
مشواره.. فاذا به يعود اليها دائماً.. بلا اضافات.. سوى بعض الجمل التي
يرمي بها، في ارتجال، قد يضحكنا في تلك اللحظة.. ولكنه لا يتجاوزها.
لانه اضحاك بعيد عن صلب الموضوع.. وصلب الشخصية والقيم التي تمثلها.
في مسلسل «سعيد الحظ» ذهاب الى موضوعات عدة، ومنها الغش التجاري،
وتذبذب الاسعار، والاغذية المنتهية الصلاحية.. والسعي المادي.. وغيرها..
ولكن تظل الشخصيات خاوية.. لانها تذهب الى حيث تريد.. وليس الى حيث يريد
النص.. والمضمون.
الفنان عبدالناصر درويش يمثل بذات الصيغة.. وبذات المضامين، حتى وهو
يقدم هنا في هذا المسلسل شخصية «صلاح» الاخ الاصغر، والمهمش والذي يسعى
دائماً الى ان يكون الى جوار شقيقه.. الا ان حقوقه تهدر.. ورغم تلك
التفاعلات.. الا انه يظل يتعامل مع الشخصية بذات الصيغ التي عرفناها
وشاهدناها.. ويكاد يكررها ويعيد تقديمها.
ويعود السؤال.. لماذا يذهب عبدالناصر الى ذات النهج.. والى ذات
المحاور.. وذات الشخصية.. وهو يمتلك بالذات في هذه المرحلة من مشواره الدعم
والاهتمام.. اللذين يخولانه الانطلاق الى فضاءات ابعد.. حتى لو كانت في ذات
المضامين، ولكن بصيغ وشخصيات تختلف عما يقدمه.. ويدور في فلكه.
والان، دعونا نسأل القارئ الكريم، ومن قبله نسأل الفنان عبدالناصر
درويش، هل يتذكر.. او تتذكرون شخصية تختلف عن الاخرى، قدمها وقدمتها على
مدى السنوات الخمس الماضية.. درامياً.
ذات الشخصية.. وذات الفكرة.. وذات المضمون وذات الضحكة.. وذات الاسنان..
وذات الحوارات غير المترابطة، والتي كلما انهى احدها.. اطلق ضحكته البلهاء
الشهيرة.
لاننا نحب هذا الفنان، ولاننا نعرف امكاناته جيداً، ولاننا «نثق» بانه
يمتلك قدرات فنية عالية المستوى، نظل نتساءل، متى يتجاوز هذه المحطة.. وهذه
الشخصية.. وتحقيق النقلة النوعية في الاختيارات والشخصيات والمضامين، حتى
لو كانت في اطارها الكوميدي ولكن ليس بذلك الاسلوب المكرر.. والباهت الذي
راح يوقف سنوات طويلة من عمره.. ومسيرته.. بينما يحلق الاخرون بعيداً..
وهي دعوة للتحرك.. قبل فوات الاوان.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
12/09/2011
سلاف فواخرجي... على «هوى» النظام
ربيع فران
في لبنان، تصوّر سلاف فواخرجي حالياً بعض مشاهدها في فيلم «هوى» الذي
يُفترض أن يشارك في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ضمن فعاليات «مهرجان دمشق
السينمائي». الشريط مقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة السورية هيفاء
بيطار، وهو من إخراج واحة الراهب، وسيناريو رياض نعسان آغا (وزير الثقافة
السابق)، وإنتاج «المؤسسة العامة للسينما».
في حديثها مع «الأخبار»، تتحدّث النجمة السورية عن دورها في العمل،
فتقول إنها تؤدي شخصية «امرأة مطلقة تعيش مع ابنها حالات وانكسارات بين
العاصمة السورية وبيروت، وتقودها الظروف إلى عوالم الفساد، والهروب من مكان
إلى آخر، فتتنقّل بين اللاذقية وبيروت ودمشق...».
لكن قبل الغوص في تفاصيل العمل الجديد، تبدأ سلاف حديثها بمسلسلها
«الولادة من الخاصرة» الذي عرض في رمضان الماضي، وتحديداً من الشخصية التي
أدّتها في العمل، وهي شخصية سماهر. تقول: «نقاط كثيرة أغرتني في دور سماهر.
عندما التقيت بكاتب العمل سامر رضوان للمرة الأولى، أقنعَني بالشخصية،
وأُعجبت بالنص». وتضيف: «وافقت على الدور بسرعة، ورغم أنني شخصية محورية
داخل العمل، إلا أنّ مساحة الدور كانت صغيرة مقارنة بالأدوار الأخرى التي
أديتُها... لكن ذلك لم يكن مشكلة بالنسبة إليّ». وماذا عن ظهورها مشوّهة
الوجه؟ تقول ببساطة: «لم أهتم بالشكل الخارجي، بل ركّزت على ضرورة الوصول
إلى المشاهدين». إذاً، تبدو صاحبة «أسمهان» راضية جداً عن تجاوب الجمهور مع
«الولادة من الخاصرة» الذي سيعرض أيضاً في رمضان المقبل في جزءٍ جديد.
وبالعودة إلى فيلم «هوى»، تقول النجمة السورية إنها متفائلة «بانطلاق
عصر صناعة السينما في سوريا، تماماً كما هي الحال في قطاع الدراما». وتؤكّد
أن الواقع الذي تصوّره الدراما أو حتى السينما السورية «ينبض بالحرية
وحالات إنسانية». وترفض فواخرجي الحديث عن «سقف منخفض للحرية في الفن
السوري»، قائلةً: «من شاهد «بقعة ضوء» لمس حتماً هامشاً من الحرية الواضحة.
وها هو «الولادة من الخاصرة» ينقل قصصاً عن الفساد داخل السلطة». وتسأل
منفعلةً: «ماذا تعني كلمة نظام؟ أعرف أن نقيضها هو كلمة فوضى... هل يعلم
أحد بذلك؟ لو كنت مكان الرقيب، لما وافقت على خروج «الولادة من الخاصرة»
إلى الشاشة». وتعيد هنا إخبارنا بقصة مسلسلها الرمضاني الذي «يصوّر حياة
ضابط فاسد في الاستخبارات السورية، يعذِّب الناس وزوجته سماهر، فتتعرّض هذه
الأخيرة لأبشع أساليب التعذيب، وتفقد والدها...». وتسأل: «هل يمكن من شاهد
هذا العمل أن يتساءل عن مساحة الحرية في سوريا؟». ثمّ تعبّر عن ثقتها بأن
«كل العسكريين في الاستخبارات السورية يخضعون للمحاسبة، تماماً كما حوسب
رؤوف في «الولادة من الخاصرة»».
ومن الكلام السياسي غير المباشر إلى الحديث المباشر والواضح: «نحن
نحبّ الرئيس بشار الأسد، نعم نحبّه جداً. هناك فساد في المديريات العامة،
وهناك رشى، ويلزمنا وقت لإجراء كل الإصلاحات اللازمة». وتستدرك بسرعة: «لكن
ذلك لا يجعلنا نقلل من قيمة الرئيس ولا أن نقول إن هناك ثورة». هنا تنتقل
من الحديث بصيغة الجمع إلى صيغة المفرد: «أنا لا أعترف بما يسمّى ثورة
أصلاً». وتردف مؤكدة مرة أخرى أنها «مع النظام ضد الفوضى». لكن ألا تخشى
سلاف فواخرجي حكم الجمهور عليها، وخسارتها قاعدة واسعة من محبّيها في سوريا
والعالم العربي؟ تجيب بانفعال واضح: «أنا مواطنة، وعلى باقي السوريين تفهّم
رأيي وتقبّله، مهما كان قاسياً. عندما أقول رأيي، فإن هذا لا يعني أنني
أصادر رأي الآخرين».
وتفادياً لاتهماها بتخوين المتظاهرين السوريين، تقول إنها اعترفت منذ
اللحظة الأولى لاندلاع الاحتجاجات الشعبية بأن مطالب المواطنين مشروعة «لكن
البعض استغل التظاهرات للقول بأن عدوى الثورات وصلت إلى سوريا. أنا لا أرضى
بالفساد، لكن لا أعترف بثورة. وإن كان هناك مليون معارض في سوريا، فهناك 20
مليون مؤيّد».
وماذا عن الثورة المصرية، هل تعترف بها؟ تقول إن الوضع في مصر مختلف
«ولا أريد الحديث عما جرى هناك، ولا أن أتدخّل في الشؤون المصرية
الداخلية». لكنها تضيف: «أنا مع شباب الثورة المصرية، رغم بعض الاختلاف في
وجهات النظر. لكنني سعيدة لأنهم تجمّعوا أخيراً أمام السفارة الإسرائيلية
في القاهرة وأسقطوا العلم الإسرائيلي». وتختم حديثها بهجوم على الولايات
المتحدة الأميركية، رافضةً أن يعلّم الأميركيون السوريين الديموقراطية،
وقائلة: «لماذا لا يلتفت أحد إلى الفساد الموجود في الولايات المتحدة، وإلى
القتل والجريمة والنهب والسرقات... هل هذه هي الديموقراطية التي يريدون
تطبيقها هنا؟».
فلسطين أولاً
تربط سلاف فواخرجي بين «الأزمة في سوريا» والقضية الفلسطينية. وتقول
إنّ هذه القضية تهمّ السوريين كثيراً، «نحن تربينا على ما يُسمّى عروبة
وقومية... العرب يدخلون إلى سوريا من دون تأشيرة دخول، وهذه الخطوة لم تأتِ
من فراغ»، في إشارة إلى أن النظام السوري يولي موضوع العلاقة الجيدة مع
العرب أهمية خاصة. من جهة أخرى تطلب فواخرجي من الجمهور «عدم احترامي إن
سمعوني أغيّر رأيي السياسي». وهو موقف كرره أكثر من نجم سوري، غامزين من
قناة الفنانين المصريين الذين التحقوا بالثورة بعد تنحي حسني مبارك مثل
تامر حسني وغيره.
الأخبار اللبنانية في
12/09/2011
«جلسات نسائية»... المعادلة السحرية
وسام كنعان / دمشق
في رمضان الأخير، اجتمعت الكاتبة السورية أمل حنا والمخرج المثنى صبح
للمرة الثانية، بعد نجاح تعاونهما الأول عام 2007 في مسلسل «على حافة
الهاوية». هذا العام، أعاد الثنائي التجربة في «جلسات نسائية» الذي حصد
نجاحاً جماهيرياً لافتاً.
اختارت حنا في عملها الأخير الابتعاد عن الموضة الرائجة في الدراما
السورية، أي العشوائيات والجريمة، فأدخلتنا إلى حياة أربع نساء، يجتمعن
دائماً للحديث عن حيواتهنّ: البطلة الأولى هي عايدة (يارا صبري) المتزوجة
برجل مطلّق لديه أولاد. وبعد فشل محاولاتها للإنجاب، تقرّر تبنّي طفل،
يوتّر العلاقة بينها وبين زوجها. أما الشخصية الثانية فهي هالة (نسرين طافش).
وتجسد شخصية امرأة مطلّقة تعيش مع ابنتها الوحيدة منى التي ترفض أن ترتبط
أمها بشخص تحبه. بينما تمثل سلمى (ناظلي الرواس) الحالة الثالثة. وهي نموذج
عن المرأة التي لم تتزوّج، وتبحث عن فرصة للارتباط. وتبقى الشخصية الرابعة
وهي رويدة (أمل بوشوشة) صديقة الأخوات الثلاث التي تطلّق زوجها بسبب خيانته
المتكرّرة.
هكذا، يسير النص من دون إثارة متعمدة أو تشويق، وبعيداً عن التصعيد
الدرامي الذي يبلغ الذروة مع اقتراب نهاية المسلسل. نتابع في «جلسات
نسائية» حالات إنسانية واقعية، وشخصيات نصادفها في حياتنا اليومية، فتسير
الأحداث ببطء الحياة الطبيعية، من دون الالتفات إلى المتعة التي يجب أن
يخلقها الحدث. كذلك اختارت كاتبة العمل نهاية سعيدة لشخصيات مسلسلها بدت
كالنهايات الهندية، وهو ما لا يتفق مع الأسلوب الواقعي الذي ينتمي إليه
العمل.
ولا شكّ في أن ما زاد من نجاح العمل كان لمسة المخرج المثنى صبح الذي
حقق في هذا العام نقلة نوعية من خلال صناعته صورة مبهرة وجديدة كلياً على
الدراما العربية. واستعاض عن غياب الحدث المشوّق، بلغة تصويرية أكثر جاذبية
وتشويقاً من حوارات أمل حنا، فينتقل من مشهد إلى آخر بتراتبية وانسيابية
تريح عين المشاهد. والأهم كانت الخيارات الموفّقة لبعض ممثلي العمل، مثل
يارا صبري. بينما يُعَدّ خيار اللبناني رفيق علي أحمد والجزائرية أمل
بوشوشة بمثابة مغامرة من المخرج الذي كسب الرهان عندما أتقن الممثلان غير
السوريين اللهجة الشامية. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن بعض النجوم
المعروفين، أطلوا بصورة مختلفة وإيجابية في هذا العمل مثل ميلاد يوسف الذي
تجاوز في أدائه هذا كل أدواره السابقة. كذلك ظهر سامر المصري بنفس جديد
مختلف عن شخصية «أبو شهاب» التي أداها في باب «الحارة». من جهة أخرى، برع
صبح في تصوير ما يشبه الكليبات ضمن المسلسل، ما مثّل عامل جذب جديداً
للمشاهد. باختصار، يمكن القول إن «جلسات نسائية» حقق نجاحاً إخراجياً
واضحاً تجاوز كل فجوات النص.
الأخبار اللبنانية في
12/09/2011 |