كشف حسني صالح, مخرج مسلسل وادي الملوك عن أن موزع العمل رفض بيعه
لبعض
المحطات الفضائية, واصفا هذا الموقف بأنه غير مفهوم من جانب الشركة.
وأضاف صالح في حواره لـالأهرام المسائي أنه لايريد وصف ما حدث
بالمؤامرة ضد
المسلسل, إذ ليس من المعقول أن يتآمر المنتج علي نفسه, معتبرا ما حدث
نوعا من
سوء التخطيط أو سوء الحظ.
ورفض صاحب الأعمال الصعيدية المتميزة في الآونة
الأخيرة فكرة تغيير سيناريو بعض المسلسلات لتلائم الدراما,
قائلا ما نصه: دي
خيبة, كما تحدث عن عدد من الآراء الفنية في الحوار التالي:
·
لماذا لم يتم
توزيع العمل بشكل جيد.؟
** أذيع المسلسل علي قناة سي. بي. سي, ولكنها
تعاملت معه بطريقة لم أفهمها.. ولا أفهم هل التعاقد بين الشركة والمنتج
أن يتم
عرضها بهذا الشكل غير اللائق. ففي الوقت الذي كانت تعرض فيه
المسلسلات التي
تعاقدوا عليها بكل قنواتهم الثلاث وبمواعيد مختلفة كان وادي الملوك يعرض
علي سي بي
سي دراما فقط, وكم كبير من الجماهير لم يستطع الوصول لتردد القناة لا
أفهم:
لماذا هذا الموقف العدائي من المسلسل حتي عندما تأخرت الحلقة
الأخيرة بسبب العيد
المفاجئ ولأني كنت أرغب في دمج حلقتين في حلقة واحدة, أخذت القناة موقفا
غريبا
برغم أن هذه الظروف يتعرض لها العديد من الأعمال.
·
ولماذا لم يوزع العمل
بدول الخليج؟
** لا أعرف سبب عدم توزيعه في الخليج رغم أن بعض المحطات طلبت
مني شخصيا شراء المسلسل بشكل ملح وأسأل لماذا لم يعطهم المنتج الموزع..
هذا لا
أفهمه إلي الآن.
·
هل تشعر بوجود مؤامرة علي العمل؟
** لا أستطيع أن
أسميها مؤامرة.. لم أدخل عقول الآخرين ولا أعرف ماذا تخفي ضمائرهم..
ولو قلنا
مؤامرة من غير المعقول أن يتآمر أصحاب العمل عليه, وكذلك المحطة التي
اشترت العمل
من المنطقي أن تعرضه جيدا لجذب الإعلانات. ربما سوء الحظ,
والأرجح سوء تخطيط,
أو عدم المعرفة بقيمة ما بين أيديهم.
·
وماذا عن عرضه في الـART
**
الـART تعاملت مع العمل بشكل لائق وعرضوه بشكل جيد والحلقة الأخيرة عرضت
بشكل جيد
أيضا وأكثر من مرة.
·
* لماذا لم تقم بتأجيله للعام
القادم كما فعل
آخرون؟
**لم أكن أحتاج لتأجيله والقائمون علي عملية الإنتاج تحمسوا للعمل
ولم
يبخلوا عليه وكانت طالباتنا جميعا تلبي, ولم أر منهم أي تقاعس أو تأخر أو
عرقلة
ولهذا بذلت مجهودا كبيرا وغير عادي ومعي فريق العمل.
·
هل تدخل ضيق الوقت في
عملية التوزيع؟
** كانت هناك فرصة لتوزيعه بشكل كبير جدا, لكن أري من هضم حق
توزيعه هو المنتج الموزع. أعتقد هو لم يهتم بتوزيعه وهو قادر علي ذلك
جيدا, هذا
العمل لو كان من إنتاج أحمد الجابري لكان تم توزيعه بشكل كبير ولائق.
·
والعرض الثاني أين سيكون..؟
في قناة الحياة.. وكان من المفترض أن تبدأ عرضه
أول أيام العيد ولكن خريطتهم تغيرت..
·
ظهرت صابرين بدور جديد تماما
عليها.. كيف وظفتها في دور الشر؟
** صابرين تستطيع تقمص أي شخصية لأن
بداخلها ممثلة جيدة وهي فنانة قديرة.. ولكن التوجيه مهم..
كنت أوجهها وكانت
تستجيب.
·
كيف رأيت حوار عبد الرحمن
الأبنودي دراميا؟
** التعامل مع
جملته سهل وبسيط وبها عذوبة ومفرداته كثيرة وبها كلمات جديدة لم تتطرق
للأذن من قبل
ولكن قابلتني مشكلة تغلبت عليها وهي كونه شاعرا فجاء شعره يكسو الجمل
الحوارية..
حاولت التخلص منها بتنبيه الممثل للجمل وهذا أسلوب في الكتابة إذا لم ننتبه
لذلك
لكان من الصعب التعامل معه.
·
وماذا عن المعالجة الدرامية
للمؤلف محمد
الحفناوي..؟
** هذا السيناريست وضع المشاهد والتكوين الدرامي والحوار للعمل
بشكل أكثر من رائع وكان البنية الأساسية للعمل ثم أعده باللغة الصعيدية
الأستاذ
الأبنودي بعظمة جمله الحوارية الصعيدية.
·
العمل جمع عددا كبيرا من
الفنانين.. كيف تعاملت معهم رغم ضيق الوقت؟
** تحديد كل شخصية ووضعها بالدور
المناسب كان هو الأهم وهذا هو المجهود الحقيقي ثم يأتي بعد ذلك
الإدارة للعمل ككل
وقد رأينا سمية في دور جديد عليها تماما وكذلك مجدي كامل.
·
هل تسمح بتدخل
الفنان في رسم شخصيته ودوره الذي يؤديه؟
** لا أسمح بذلك وإذا لم يتم رسم
الشخصية من قبل المخرج بالاتفاق مع الممثل فسوف يضفي كل ممثل
شخصيته الحقيقية علي
الدور.
·
ما رأيك في تجسيد الفنان لأكثر
من عمل في العام الواحد؟
**
عرض أكثر من عمل للفنان في الوقت نفسه ليس لصالحه علي الإطلاق وهذا بالنسبة
للنجم
الذي يتحمل مسئولية العمل ولكن الممثل الذي يقوم بأدوار ثانية في العمل
يستطيع عمل
ذلك.
·
جاء ببعض المواقع أن الحوار جاءت
به بعض الألفاظ الخارجة؟
** لم
يكن بالحوار أي ألفاظ لا تليق وكل كلمة كتبت تم تمثيلها بالحرف, لم يكن
بالعمل
كلام خارج ولم أحذف من الحوار أي جمل وهذا افتراء.
·
بعض المسلسلات حاولت
استثمار ثورة25 يناير وأدخلت بعض التعديلات علي العمل, ما رأيك؟
** دي
خيبة.. لم أتطرق للثورة في وادي الملوك ولكن الجزء الذي تناول فترة كرومر
ظهر
وكأن التاريخ يعيد نفسه, لا أحتاج للانقضاض علي الثورة, التاريخ لم
يتوقف عند
ثورة25 يناير وهي تحتاج لعمل كبير خاص بذاته.
·
العمل الرابع هل سيكون
صعيديا أيضا؟
** لم أقرر بعد ولكن من المحتمل أن يكون بعيدا عن عالم الصعيد.
ولكن ليس لدي مانع من إخراج أعمال صعيدية لعاشر مرة لأن العمل الصعيدي يحمل
قيمة
ويعيش أكثر في أذهان الناس.
الأهرام المسائي في
10/09/2011
«السـراب»:
درامـا رتيبـة لا تستثمـر عناصـر
تميزهـا
ماهر منصور
ما من نص درامي يمكن
أن يضمن جمهوره، كما هي الحال مع النص الذي يكتبه الثنائي حسن سامي يوسف
ونجيب
نصير. فقد استطاع الاثنان أن يكرسا إسميهما كماركة مسجلة في الدراما
الاجتماعية عبر
أعمال تعرف كيف تلتقط من الواقع حكاياتها، وتعرف كيف تطوع مقولات أبطالها
بما يضمن
تقديم دراما مسلية، وواقعية، من دون أن تفتقد الى رسائل نوعية
لا تتضمن توجيها
فحسب، بل عمقا يدعو الى التفكير.
ولكن نص الثنائي للمسلسل الأخير «السراب» الذي
أخرجه مروان بركات، وعرض مؤخرا على الفضائية السورية، جاء بأقل
من المنتظر، ولا
سيما إذا ما قورن العمل بنصوص قديمة للكاتبين بلغت قمتها في «الانتظار»
أولاً، وفي «نساء صغيرات، و«زمن العار».
وبرغم أن الكاتبين قدما نماذج واقعية في هذا العمل
تنتمي إلى فسيفساء الحياة الدمشقية المعاصرة بامتياز، ولا سيما أولئك الذين
يعيشون
في العشوائيات، فضلاً عن نموذج لسكان بيوت دمشق القديمة، الذي غيبته
الدراما
السورية في ما اصطلح على تسميته بدراما البيئة الشامية. كما
قاربا حياة الدارسين في
الدول الاشتراكية والمتزوجين من أجنبيات من جوانب أكثر عقلانية وبعيدة عن
الصورة
النمطية، وناقشا مفهوم العذرية الذي يتمسك به المجتمع، حتى من أكثر الأوساط
ثقافة
وانفتاحاً على الغرب،. كما قدما نموذجا جديدا في مقاربة الفساد
هو الوسيط (جهاد
عبدو) الذي يعتاش على الفاسدين... إلا أن كل ذلك جاء في حكاية تمضي خيوطها
الدرامية
برتابة، وتتفاوت حرارة الأحداث فيها من حلقة إلى أخرى. فتضمي حلقات حكي
بحكي.. قبل
أن تعود لتشتد الأحداث في حلقات أخرى.
وبينما ينجح الكاتبان في تقديم أكثر من خط
درامي مثير بمقولاته، وبما يناقشه في المسلسل، يؤخذ على تلك
الخطوط انتظار بعضها
البعض، فهنا لا تمضي الحكايات بإيقاع واحد، بل تنشغل عدة حلقات بتقديم خط
بعينه
بزخم كبير. فيما تنتظر الخطوط الأخرى أو تكاد تغيب في الحلقات ذاتها. وهكذا
دواليك.. فيبالغ العمل على سبيل المثال بانشغاله في جزء كبير
من حلقاته الأولى
بعلاقة رنا (نسرين طافش) مع محمود (قيس الشيخ نجيب)، على حساب الخطوط
الأخرى، ولا
سيما خط «أبو الخير» (بسام كوسا) الذي لا يكاد يظهر في تلك الحلقات.. إلا
بعدد
مشاهد قليل. ثم سرعان ما يقول خط (رنا - محمود) مقولته ويغيب
بشكل تام تقريباً،
لتنهض حكاية خط درامي جديد على حساب خطوط أخرى.
ربما لا يعيب ذلك كثيراً النص
الدرامي. ولكن يصبح الأمر جديرا بالتوقف عنده، عندما يتعلق بنص
يكتبه الثنائي حسن
سامي يوسف ونجيب نصير. خصوصا أن المسألة لا تحتاج إلى أكثر من إعادة توليف
مونتاجي
على الورق، تمنح بدورها زخماً إضافياًَ للأحداث، وهو أمر نثق بقدرة
الكاتبين على
فعله بسهولة.
في «السراب» البطولة للأداء. بل إن أداء بعض الممثلين بدا أكبر
بكثير من حجم أدوارهما الفعلية. ولو أن مثل تلك الشخصيات التمثيلية أتيح
لها فرصة
ظهور أكبر في العمل لكانت أغنته بالتأكيد. هذا الكلام ينطبق
على شخصية «صبحة» التي
جسدتها بأسلوب رائع وطريف الفنانة سلافة معمار. أيضا «كاركتير» «أبو الخير»
والذي
أداه بشكل عفوي الفنان بسام كوسا، وهو يستحق مساحة أكبر وأكثر فاعلية في
الحكاية.
جســـد شخصيات العــمل إلى جانب النجمين كوسا ومعمار، كل من الفنانين
نسرين طـــافش، قيس الشيخ نجيب، أحمد الأحمد، عبد الحكيم قطيفان، أمال سعد
الدين،
يحيى بيازي، سوسن أرشيد، علي سكر، على كريم. وآخرون وهو من إنتاج شركة
الجابري.
السفير اللبنانية في
10/09/2011
«سـوق
الـورق»: تعبيـر درامـي يتجـاوز
مقولتـه
ماهر منصور
بعيداً عن الجدل الذي
دار بين أسرة مسلسل «سوق الورق» وجامعة دمشق، لا يمكن النظر إلى المسلسل
إلا بوصفه
توثيق لتفاصيل يومية يرويها طلاب عن جامعتهم، تحتمل المبالغة ربما ولكن
فيها كثير
من الصدق. ولعل في اقتراب كاتبة العمل آراء الجرماني مما يدور
في أروقة الجامعة،
كونها طالبة دراسات عليها فيها، ما يجعل تفاصيل مسلسلها خاضعاً للشرط ذاته،
أي:
مبالغة فيها كثير من الصدق.
المبالغة تأتي في الغالب من الإمعان في النظرة
السوداوية والأحادية الجانب التي قدمت عن الجهاز الإداري
والتدريسي للجامعة، مع
الإشارة أن الإتيان بنموذج إيجابي أو أكثر في المسلسل لا يعني التوازن هنا
بين
الأسود والأبيض. فقوة النموذج المضاد تأتي من فعله الدرامي، لا من ظهوره.
ذلك الفعل
المؤثر الذي ظهر بوضوح في حكاية الدكتور سليمان (نضال نجم)، بينما غاب في
سلوك
دكاترة آخرين أظهرهم العمل، كديكور إيجابي. ولكنه في المقابل
غاص في تفاصيل نماذجه
السلبية داخل الجامعة وخارجها.
ربما تريد الكاتبة أن تقول من الإغراق في تفاصيل
شخصيات العمل السلبية إن الفساد الإداري لهؤلاء ليس بمعزل عن فسادهم
الأخلاقي، ولكن
لماذا نصر على تصوير هؤلاء ومن حولهم بأنهم جهنم خالصة...
ولاسيما عائلة الشخصية
الرئيسية في العمل «أبو حسام» (سلوم حداد) ومن يحيط بهم؟! فالأب مدير
الجامعة
الفاسد معقد نفسيا لا رادع أخلاقي أو مهني لديه، أما زوجته فتدخل علاقة غير
شرعية
مع صديق زوجها، وسرعان ما تتركه لتقع في حب مهندس زراعي أصغر
منها وتستسلم له في
علاقة غير شرعية، يعود المسلسل إلى شرعنتها بزواج الإثنين في الحلقة
الأخيرة. الابن
حسام يدخل علاقة غير شرعية مع صديقة أمه، قبل أن يدخل الاثنان (الابن
والصديقة) في
حالة تطهير أخلاقي يتزوج الشاب في نهايتها من امرأة بعمر أمه، ويعلنان
التوبة
معاً... أما الإبنة فهي «صايعة ضايعة»... هكذا تبدو عائلة أبو
حسام والمحيطين بها
مجتمع من الفاسدين، والساقطين أخلاقياً يتكومون في «سوق الورق» على بعضهم
البعض.
وإن كانت الكاتبة تريد أن تقول إن الطيور
على أشكالها تقع، وتلك هي «خطايا الفعل
الحرام»، فلعل التعبير عن ذلك تجاوز المقولة برمتها، وبالغ في
ذلك.
كتجربة
درامية أولى، تقدم عليها الكاتبة آراء الجرماني، يستحق النظر إلى «سوق
الورق» بكثير
من الاهتمام وبتفاؤل حذر بولادة كاتبة إشكالية.إنه تفاؤل مشروع، ولكنه حذر
كونها
تكتب عن محيط عرفت تفاصيله عن ظهر قلب، ما يجعل من مهمة نقله
في عمل درامي أسهل.
فهي هنا توثق لحكايات أكثر مما تعمل فيها على الخيال. وبالتالي يبقى الحكم
النهائي
على الكاتبة رهن عمل جديد.
من جهته، يقدم المخرج أحمد إبراهيم أحمد تجربة
إشكالية ثانية له، بعد «لعنة الطين». وهي الثالثة له (قدم في
العام 2009 طريق
النحل) على المستوى التقني يعمل الرجل باجتهاد... وإن كان لم يحدث حتى
اليوم
اختراقاً عن السائد في الإخراج السوري. فيما بدا أداء الفنان سلوم حداد في
أفضل
أدواره (شارك في أربعة مسلسلات) هذا العام. وتبقى ميزة «سوق
الورق» كونه يشكل فاتحة
لعودة القطاع العام الدرامي الإنتاجي ليتقاسم الجمهور مع مسلسلات القطاع
الخاص.
شارك في تجسيد شخصيات العمل كل من
الفنانين: سلوم حداد، مرح جبر، باسل خياط، مكسيم
خليل، عبد الحكيم قطيفان، نضال نجم، شادي زيدان، عبد الهادي
صباغ... وآخرين. وهو من
إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي».
السفير اللبنانية في
10/09/2011
استفتاءات وتقارير بالجملة لاحتلال قائمة الأعلى في نسب
المشاهدة
كذب الممثلون.. ولو صدقوا!
شريف صالح
الحكمة المعروفة تقول «كذب المنجمون ولو صدقوا» أي ولو صادف أن
نبوءاتهم تحققت بالفعل، فهي محض صدفة لا عن علم وعبقرية المنجم.
ومع انتهاء شهر رمضان، يبدأ المنتجون والممثلون جرد الحساب، المكسب
والخسارة، الفشل والنجاح لمسلسلاتهم، فتنشر التقارير والتصريحات
والاستفتاءات التي تدعي الحيادية والمصداقية، وكلها تصب في خانة تضليل
الجمهور أولاً، والحفاظ على بريق نجومية الفنانين ومكاسبهم، وضمان التسويق
الجيد لأعمالهم في موسم ما بعد رمضان.
وفيما يلي عينة من تلك التصريحات والتقارير والاستفتاءات:
ـ إحدى الصحف المحلية نشرت تقريراً عن مركز
IPSOS بأن مسلسل «بوكريم في رقبته سبع حريم» بطولة
الفنانة القدير حقق أعلى نسبة مشاهدة بين المواطنين والمقيمين.
ـ مهرجان «المميزون في رمضان» أعطى ثلاثة أرباع جوائزه لمسلسل
«الملكة» بطولة النجمة هدى حسين ومن بينها طبعاً جائزة أفضل مسلسل.
ـ موقع
mbc
ذكر أن مسلسل «فرصة ثانية» للفنانة القديرة سعاد عبد الله حقق أعلى نسبة
مشاهدة متفوقاً على «طاش ما طاش» السعودي و«الريان» المصري. والمضحك أن
التقرير يستند إلى استفتاء شارك فيه (50 شخصا فقط لاغير!)
ـ كذلك نشر تلفزيون دبي تقريرا عن تحقيق مسلسل «بنات الثانوية» أعلى
نسبة مشاهدة وتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي إلى درجة التفكير في كتابة
جزء ثان منه.
ـ حسب تقرير لقناة «روتانا خليجية» و«قناة العربية» وجريدة «الرياض»
حقق مسلسل «هوامير الصحراء» أعلى نسبة مشاهدة.
وفقاً لمثل هذه التقارير والاستفتاءات فإن مسلسلات «بوكريم»، «فرصة
ثانية»، «الملكة»، «بنات الثانوية»، و«هوامير الصحراء» كلها بلا استثناء
حققت أعلى نسب مشاهدة!! فهل هذا معقول؟! ولو استمررنا في تتبع مثل تلك
التصريحات والتقارير فسنكتشف أن كل المسلسلات الكويتية والخليجية «حققت
أعلى نسب مشاهدة» ونالت لقب «أفضل» مسلسل! الكل ممتاز ولا يوجد للأسف مسلسل
واحد فاشل!
هذه الحالة لا تقتصر بالطبع على الدراما الخليجية، فصناع مسلسل «كيد
النسا» عبروا عن سعادتهم بالنجاح «الباهر» للمسلسل إلى درجة التفكير في جزء
ثان منه! وغادة عبد الرازق صرحت بأن مسلسلها «سمارة» حقق أعلى نسبة مشاهدة
على قناة
cbc (هل سمع أحد عن القناة كلها؟!) على الرغم أن
المتابعة المحايدة لما قيل عن هذين العملين أنهما أسوأ مسلسلين عرضا في
رمضان، بشهادة نقاد كبار مثل نادر عدلي، طارق الشناوي وماجدة خير الله!
هل من حق صناع كل مسلسل أن يسوقوا ويروجوا لبضاعتهم ـ حتى لو كانت
كاسدة ـ وأن يكذبوا على جمهورهم بتصريحات وهمية وبيانات كاذبة واستفتاءات
من عينة ال 50 شخصا!
كذلك من المفترض أن الإحصاءات واستفتاءات الخاصة بعمل ما، تصمم وفق
علم ودراسة وخبرة وليس بمنطق «كل يضحك على كله»، وتقوم بها جهات محايدة
ومستقلة، وليس القناة التي تعرض المسلسل وتسوقه، وينشر بوضوح الاستمارة
الخاصة بالاستفتاء والفئة أو الشريحة التي صوتت، محليا وعربيا، وتحليل
العينة، ومصداقية ذلك في ضوء بيانات الإعلانات وما حققته من أرباح وحصرية
المسلسل أو بثه على قنوات عربية مختلفة،
أما ما يحدث بالفعل فهو مجرد عبث بعقل الجمهور، وبيع «الهواء» له
بأعلى سعر! والفنانون الكبار الذين يرضون بهذه المسألة يسيئون لأنفسهم دون
أن يدروا، لأن وهم الاستفتاءات لن يضيف شيئاً إلى رصيدهم وتاريخهم، ولن
يهديهم إلى الثغرات في أعمالهم. حتى لو صدف أن مسلسلا عاديا وتجاريا حقق
نسبة مشاهدة عالية فإن هذا لا يعني أبداً أن المسلسل جيد فنياً وجمالياً
وفكرياً، وإلا فإن شعبان عبد الرحيم بحكم التوزيع والانتشار يصبح أهم من
فريد الأطرش!
والغريب أن معظم المسلسلات المشار إليها تعرضت لنقد لاذع من صحافيين
ونقاد وجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بدلاً من تفهم الملاحظات لتطوير
أعمالهم التالية، بدأت حملة مضادة من عينة تلك الاستفتاءات! فماذا يفيد
الممثلة أو الممثلة إذا استيقظ من نومه كل يوم وردد «أنا ممتاز ومسلسلي
أعلى نسبة مشاهدة» ثلاث مرات؟ أليس من الأفضل له أن يسير في هدي الحكمة
القائلة: «الاعتراف بالحق فضيلة»؟!
Sherifsaleh2000@gmail.com
النهار الكويتية في
10/09/2011 |