رأت المخرجة العراقيَّة، فردوس مدحت، أنَّ عمل المرأة المخرجة أصعب من عمل
الرجل، لأنَّ الثقافة العربيَّة ذكوريَّة بإمتياز.
بغداد: بعد غياب طويل تعود المخرجة التلفزيونية العراقية، فردوس مدحت،
لممارسة هوايتها في الاخراج الدرامي، وهي الآن في طور التحضيرات والدراسة
لمسلسل من 30 حلقة.
وتقول فردوس: "بعدما اكملت دراسة الماجستير في القاهرة وحصولي على الشهادة،
سيكون لديّ عمل في قناة العراقية، ما زال في طور الدراسة، ولا استطيع
حاليًا ان اعطي اي معلومة عنه الا حين انتهي من فحصه، والحمدالله أن قناة
العراقية بدأت تركز على العنصر النسائي من المخرجات، وهذه خطة لديهم،
وحينما تكتمل الرؤية ابدأ بالعمل".
واضافت: "انا اول مخرجة عراقية، وبعد هذه المدة الزمنية وحصولي على شهادة
الماجستير ليس من الصحيح ان اجلس بلا عمل، سواء انا او المخرجة الزميلة
رجاء كاظم، المفروض من الدولة وبعد التغيير الذي حصل بان يكون هناك اعتناء
بالمرأة، ودعم لها، فأنا منذ عام 2003 والى حد الان لم اقدم اي عمل،
والرجال المخرجون وحدهم في الساحة. اما المخرجات فهن غائبات خلف الكواليس،
ولا اعرف السبب".
وأوضحت: "دخلت الاذاعة والتلفزيون عام 1974، وقدمت على الفور عملاً كمساعدة
مع المخرج ابراهيم عبد الجليل، واول عمل تلفزيوني دراما عام 1976، وجاءت
بعدي رجاء كاظم، ونحن تواصلنا في العمل".
وحول لماذا يتم اختيار المخرج الرجل، ولا يختارون المخرج المرأة؟ قالت:
"المجتمع الشرقي في طبيعته ذكوري، لذلك تجد المرأة مظلومة في هذه المجتمع
العربي ككل، ولكن حينما تجد ان المجتمع يتطور تجد ان المرأة تظهر وتبدع، في
مصر مثلاً تجد الثقافة اعمق لكون المجتمع المصري عريق، نحن وبعد عام 2003
حصل لدينا تهدم في المجتمع".
وتابعت: "عمل المرأة في مجال الاخراج التلفزيوني صعب، ان لم تحبه المرأة
وتضحي له لا يمكن ان تستمر بسهولة، فالمخرج يتدخل بأبسط الاشياء من النص
الى اعداد السيناريو الى ظهور النص على الشاشة، فالعملية صعبة على العناصر
النسائية، لذلك معظم النساء يردن البروز بسرعة، الممثلة مثلا تؤدي دورها،
ودورها جزء صغير من عمل المخرج، من اجل الشهرة، فيما المخرجة لاتفكر بهذا،
والعملية برمتها متعبة ذهنيا وعضليا لانها تتطلب جهدا عضليا وذهنيا، وفي
النهاية نحن غير معروفات، من يراني في الشارع لايعرفني الا حين اذكر اسمي،
بينما الممثلة اقرب الى الشهرة".
إيلاف في
21/06/2011
تفاوت في ماسبيرو
الأجور بلا سقف في التليفزيون.. وحكومية في الإذاعة
هويدا فتحي: اللائحة الموحدة تقتل الإبداع
خالد فتوح: الإذاعيون.. أولاد البطة السوداء
تحقيق: فكري كمون سمير سعيد
التفاوت في الأجور بين العاملين في ماسبيرو ظاهرة لا مثيل لها كانت قبل
ثورة 25 يناير بصورة غير مقبولة وجرت محاولات للتقريب بينهم أو بترها تماما
واستبعاد من يحصلون علي الأجور المبالغ فيها والتي كانت تتعدي العشرة
ملايين جنيه سنويا في الوقت الذي يتحصل فيه البعض وتحديدا في قطاع الإذاعة
علي ملاليم وبعضهم أسماء لمذيعين كبار ولامعين.
ثم هل يعقل أن يبدأ تعيين المذيع بالإذاعة بمبلغ 150 جنيها شهريا وهو نفس
الموظف الحكومي العادي تقريبا ثم بعد 15 عاما لا يتعدي أجره 300 جنيه
وبإضافة الحوافز يصل 673 جنيها.
أما أجر رئيس قطاع الاذاعة فإنه يختلف عن ذلك تماما حيث كان يتقاضي شهريا
ما يتراوح بين 150 و200 ألف جنيه نظير اشرافه علي البرامج والمسلسلات
والفترات المفتوحة إلي آخره ولهذا فإنه كان في وضع مختلف وإذا ما تحولنا
إلي قطاع التليفزيون فإن الوضع مختلف تماما في البداية يكاد يكون الأجر
الأساسي لمذيع التليفزيون أو حتي رئيس قطاع التليفزيون هو نفسه الأجر
التقليدي لموظف الحكومة في سنوات الخدمة ولكن الأمر يختلف مع التكليفات
والبرامج والاشراف فمثلا مذيعة مثل هالة فهمي كانت تتقاضي شهريا ما يعادل
36 ألف جنيه شهريا حوافز نظير إعدادها وتقديمها وإخراجها لأحد البرامج حيث
كانت تحصل عن التقديم علي ثلاثة آلاف جنيه ومثلها في الاخراج ونفس الحال في
الاعداد وهذه الأرقام تحصل عليها بعد مرور عام لها في الوظيفة ويختلف الوضع
تماما مع رئيس قطاع التليفزيون التي كانت تحصل علي ما يقترب من 400 ألف
جنيه شهريا نظير الاشراف علي البرامج والمناسبات وبرامج التوك شو وخلافه.
ونحن هنا نتحدث عن المتعاملين من الخارج سواء في الاعداد أو التقديم أو
الاخراج فهؤلاء أجورهم فلكية حيث تجاوز أجورهم في التقديم مثلا ما يعادل
تسعة ملايين جنيه سنويا ثم ان قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون حاليا ولكي
توفر أجورا متميزة للعاملين في ماسبيرو فإنها استطاعت أن تقلص الرقم
المطلوب كأجور من 166 مليون جنيه شهريا إلي 27 مليون جنيه فقط وهو ما يعطي
الفرصة لطلب هذا الرقم من وزارة المالية وعندما قامت الثورة تبدل الحال
وعرض اسماعيل الششتاوي رئيس الإذاعة لائحة أجور تعيد النظر في أجور رؤساء
القطاعات وقد أخذ بها رئيس اتحاد الإذاعة وأصدر قراراً بألا يتجاوز أجر
رئيس أي قطاع في ماسبيرو 25 ألف جنيه وهو سقف أعلي لأجورهم وقد انصاع
الجميع لهذا القرار وتبدل الحال مع باقي المذيعين والمخرجين بالإذاعة
والتليفزيون.
يقول المذيع خالد فتوح بإذاعة الشرق الأوسط ان مذيعي الإذاعة للأسف هم
أولاد البطة السوداء ويعتبرونهم كمبارس ومهمتهم الأساسية خدمة رئيس الإذاعة
رغم انهم الذي يشرفوننا في أي محفل إعلامي داخلي أو خارجي عندما يعملون في
إعلام عربي وقال أشهد ان انتصار شلبي رئيس الاذاعة السابقة حاولت رفع مستوي
مرتب مذيع الاذاعة وتبعها اسماعيل الششتاوي حاليا الذي يعمل من أجل تطبيق
لائحة الأجور الموحدة الجديدة وجعلها نافذة المفعول. وقال ان مذيع الاذاعة
يقوم بالإعداد والتقديم وربما المونتاج ولا يأخذ إلا أجره وإذا صرفت له
حوافز فإنها ملاليم وغير ثابتة وتؤكد المذيعة هويدا فتحي انها ترفض فكرة
اللائحة الموحدة في الأجور بالنسبة للمذيعين والمذيعات لأن هذا يقتل روح
الابداع والتجويد ومن المفروض ألا يستوي الذين يعملون مع الذين لا يعملون
لابد أن يراعي التميز فبرنامج عادي لا يتساوي مع برنامج توك شو ضخم يتطلب
امكانيات معينة برنامج يتم تصويره بكاميرا واحدة يختلف بالطبع والتليفزيون
السابق د. سامي الشريف عن برنامج يتم تصويره بكاميرات محمولة كما ستقتل
اللائحة الموحدة التنافس وتجعل المبدع يتحول لموظف عادي وبالتالي ضاعت
الشاشة وشكلها.
يقول المخرج أيمن صبري بالقناة الثانية انه تم إعداد لائحة خاصة بأبناء
القناة الثانية وافق عليها حوالي 90% من أبناء القناة. كما وافق عليها علي
عبدالرحمن رئيس القناة وممدوح يوسف نائب رئيس القناة وذلك لتحقيق العدل وتم
فيها مراعاة المذيعين والمذيعات المتميزين بصفة استثنائية وتتفاوت الأجور
في اللائحة الجديدة طبقا للدرجة المالية فدرجة الكبير يحصل علي 8 آلاف جنيه
ودرجة أولي سبعة آلاف جنيه والدرجة الثانية ستة آلاف والثالثة خمسة آلاف
والمتعاملون بالقطعة أربعة آلاف جنيه علي أن يتم تمييز المذيعيين والمذيعات
بمبلغ ألف جنيه زيادة علي أساس بدل زي وغيرها وأكد أيمن أن هذه اللائحة
ترضي كل الأطراف ومن المقرر أن يتم تطبيقها خلال الفترة القادمة.
تقول نشوي محمد مذيعة بإذاعة الأغاني ان هناك تفاوتاً كبيراً في الأجور بين
مذيعات الإذاعة والتليفزيون فمثلا مذيعة الاذاعة بعد عمل متواصل لعشر سنوات
متتالية أجرها وحوافزها وكل ما تتحصل عليه لا يتجاوز 1200 جنيه في حين
مذيعة التليفزيون تتحصل في الحلقة الواحدة فقط علي ألفي جنيه وهناك مذيعات
يتحصلن علي مبالغ تفوق الخيال.
ويقول جمال سعد صاحب برنامج استاد صحتي ان هناك مذيعاً يحصل علي الملايين
وأرقاما فلكية ومذيعاً يحصل علي ملاليم وهذا الاتجاه رغم الثورة ومحاولة
التصحيح موجود وقال دائما الجمهور يخلط بيني وبين المذيع محمود سعد ويعتقدو
انني شقيقه وأتحصل علي الملايين مثله وأنا أتقاضي في الحلقة الواحدة مائة
جنيه وبعد خصم الضرائب تصبح 80 جنيها في حين محمود سعد وأمثاله يتحصلو علي
الملايين وهو كله من قوت هذا الشعب الغلبان.
يقول المذيع محمد الطوبجي بالقنوات المتخصصة ان التفاوت في الأجور كان
موجوداً بشكل ملفت للنظر قبل الثورة لكن بعدها خاصة مع الأزمة الاقتصادية
التي يمر بها اتحاد الإذاعة والتليفزيون أصبح التفاوت بشكل أقل ففي
المتخصصة هناك مذيع يحصل في الحلقة علي 500 جنيه وآخر يحصل علي 300 جنيه
ونطالب بأن تكون هناك لائحة مالية تطبق علي الجميع مع مراعاة نوعية البرامج
المقدمة فمثلا برنامج خفيف لا يتم مساواته مع برنامج كبير وبرامج الساعة لا
تتساوي مع برامج النصف ساعة ونطالب المسئول عن ماسبيرو حاليا بسرعة عمل
اللائحة للعاملين بقطاع القنوات المتخصصة والتليفزيون المصري ليحصل كل ذي
حق علي حقه وإرساء مبدأ العدالة في توزيع الأجور.
الجمهورية المصرية في
21/06/2011
«الإخوان»
بين المسلسلات
والأفلام.. والشيخ الإمام!
بقلم : سمير الجمل
صحيح أن النظام السابق كان يقف بشكل أو بآخر وراء مسلسل وحيد وفي محاولة
للتمويه تم تكليف المنتج كامل أبوعلي بتنفيذه ثم نجد علي التترات أن المشرف
علي الإنتاج هو الكاتب وحيد، الأمر الذي يتم تفسيره فنيا بأن هو المنتج
المنفذ للمسلسل بشكل حقيقي. وبعيداً عن كل هذا يأتي الإعلان عن فيلم ومسلسل
«الإخوان» في هذا التوقيت للتأكيد علي عدم رفضهم للفنون والآداب بعد أن
أبدي العدد الكبير من أهل الفن تخوفهم من وصول «الإخوان» إلي مقاعد السلطة
وجاء هذا الرد الإخواني ليضرب أكثر من عصفور بحجر وحقيقة الأمر أنهم ضربوا
أنفسهم.. وأسبابي في هذا أن الفن يعني الانفتاح علي جميع الموضوعات..
واقتصار الأمر علي سرد حياة الشيخ الإمام.. يتحول من فن إلي رسالة إعلامية
سياسية دينية تأخذ القالب الدرامي متكأ لها.. خاصة أن حياة «البنا» مع
احترامي وتقديري له ليست بالأهم من رسالة الإخوان كمسلمين يحاولون دخول
ساحة السياسة من باب التسامح وقبول الآخر.. وعلي سبيل المثال ايهما أكثر
تأثيراً.. محمد «صلي الله عليه وسلم».. أم الشيخ البنا؟.. وايهما يفيد
الإخوان وهم يطرقون أبواب الفن.. الفيم الذي يتحدث عن أخلاق وتسامح الإسلام
بشكل معاصر وجذاب أم حشد كل الطاقات نحو هدف واحد هو تمجيد الشيخ البنا
بشكل مبالغ فيه قد يأتي بنتائج عكسية.. وفي تراث الإخوان الأدبي كتاب بديع
للشيخ سيد قطب عن التصوير الفني في القرآن كنت اتمني لو أن قيادات الإخوان
عادوا إليه وتمهلوا قليلا وقدموا أوراقهم في دنيا الفن برسالة كبري في
التسامح وما أكثر القصص والحكايات في تاريخنا الإسلامي وفتوحات جيوشنا لأن
التركيز علي قصة الشيخ الإمام حتي وإن اختلفوا مع ما قدمه وحيد حامد في
عمله البديع.. كان يجب الانتظار قليلا خاصة أن الجماهير استقبلت «الجماعة»
بترحاب وجاء العمل علي مستوي جيد مع حق الاختلاف حول ما جاء في المسلسل وهو
أمر طبيعي للإخواني أو غيره من الاتجاهات. وهنا اتوقف مع ما صرح به الفنان
السوري الكبير رشيد عساف المرشح لأداء دور الإمام في المسلسل والفيلم.. فقد
جري الاتصال به قبل أسبوع واحد من المؤتمر الصحفي عن طريق شركة كويتية..
وقد قال إنه قرأ خلال هذه الفترة القصيرة كل ما وصل إلي يده عن الإمام
البنا وشاهد فيلما تسجيليا عن اغتياله ولما ابدي موافقة أولية ارسلوا إليه
بدراسة عن الشيخ لكن لم يكن قد قرأ السيناريو كاملا وكل ما يهمه حسب تعبيره
الجانب الشخصي.. بعيدا عن رسالة الإخوان وهو قول غير منطقي لأن الإخوان لن
يقدموا الفيلم والمسلسل لمجرد استعراض قصة حياة الشيخ.. وهو ما قدمه وحيد
حامد في مسلسله وقد فعلها بأسلوب تجلت فيه خبرته ومهارته بشكل واضح.. وهذه
الحقائق عن الحياة والعائلة لا أظن أن المسلسل الإخواني سوف يختلف فيها..
إلا إذا كان هناك «شيخ آخر» غير الذي نعرفه ويعرفه الجميع.. وقد اجاد «إياد
نصار» بشكل لافت ظاهريا وداخليا في تقديم الشخصية ومع ذلك فإن الإخوان
وغيرهم لهم كل الحق في إعادة تقديم الشخصية كما يريدون لكن أليس غريبا أن
يكون موضوع الفيلم هو ذاته قصة المسلسل الأمر الذي يحول المسألة إلي تضارب
وتنافر.. وكان يكفي تقديم الفيلم عن الشيخ لأن زمنه يسمح بتناول قصة من
زاوية جديدة.. وأن يطل المسلسل علينا بموضوع مختلف.. وقد رأينا كيف وقع
التضارب مع شخصية جمال عبدالناصر عندما قدمها محمد فاضل ومحفوظ عبدالرحمن
في الفيلم المتميز «ناصر 56» ثم جاء السوري أنور القوادري وقدم فيلمه الآخر
عن جمال عبدالناصر.. ولم يحقق النجاح المنشود لكنه للأمانة كان جرئيا
وسباقا في اختيار بعيد النظر للفنان خالد الصاوي الموهوب لتقديم الدور ثم
بعد سنوات قدم لنا الكاتب يسري الجندي مسلسل «ناصر» ورغم الخوض في تفاصيل
جديدة لم يقدمها أي من الفيلمين.. لكن المسلسل لم يتستطع أن يحقق النجاح
الجماهيري المنتظر رغم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها جمال عبدالناصر في
الشارعين المصري والعربي حتي وقتنا هذا.. وظل فيلم «ناصر 56» هو العمل
الأفضل. وكلنا يذكر كيف واجه مسلسل «الجماعة» صعوبات في التسويق.. لكن
الهدف من العمل والجهات التي قامت بالتمويل كانت تنظر إليه كرسالة.. وهو
نفس الشيء هنا.. لأن منهج الإخوان وإن لاقي القبول عند البعض في عواصم
عربية.. يواجه أيضا بمن يختلف معهم إلي درجة الخوف منهم.. إلي حد المبالغة
وكل من حضر المؤتمر الصحفي سواء من جانب الشركة المنتجة أو من جماعة
الإخوان أو من الطاقم الفني للعمل.. رفضوا الكلام عن مسلسل «الجماعة»..
واتفقوا علي أن فيلهم ومسلسلهم لا يعنيان تقديس الشيخ البنا.. لكن تقديره
وتقديمه بما يليق برسالته الدعوية في تأسيس واحدة من كبريات الحركات
الإسلامية علي مستوي العالم وهو ما وصفته الشركة المنتجة بأن العملين هما
تشريف لها وللدراما.. وليس للشيخ نفسه.. وهذا القول يعطي المزيد من القدسية
لشخصية مهما كان أثرها وقيمتها.. قابلة للنقاش والجدل وفيها من العيوب
البشرية بقدر ما تتمتع به من مزايا خاصة وهي بالتأكيد موجودة عند «البنا»..
وقد قالوا إن الشركة رصدت 5 ملايين دولار للفيلم والمسلسل وهي ميزانية
قابلة للزيادة ولعل أغرب ما قيل عن جماعة الإخوان ليس لها علاقة مباشرة ولن
تتدخل في المشروع نهائيا.. فهل يعقل أن تصرف شركة كل هذا المبلغ وهي تعرف
مقدما أنها مغامرة إنتاجية وفنية بكل المقاييس.. بلا عائد وبلا هدف؟!
والأغرب أن يتم ترشيح الكاتب أيمن سلامة ثم قالت إحدي الصحفيات في المؤتمر
أنه لا يعرف شيئا عن هذا الترشيح وكان الرد أنه يعرف ويعمل في المسلسل مع
آخرين لكن كاتب الفيلم لم يتم اختياره بعد.. وللعلم سلامة لم يحضر المؤتمر
والتقط هنا طرف الخيط من لسان محسن راضي منسق المشروع من جانب الإخوان الذي
قال إن ثورة 25 يناير هي التي أعطت الأمل في إطلاقه.. والرد المنطقي عليه:
ألم يكن من الأفضل الحديث عن دور شباب الإخوان في الثورة أو الحديث عن
تحولهم إلي حزب سياسي.. وفي هذا قال أحمد سيف الإسلام نجل الشيخ البنا إن
الهدف من الفيلم والمسلسل تقديم رؤية تقدمية عصرية عن جماعة الإخوان وكيف
أن قائدها ربط الدنيا بالدين.. وهو كلام أيضا يتناقض مع الإصرار علي تقديم
عملين عن شخص واحد.. وهنا أسأل الجميع بكل احترام أيهما أقوي تأثيرا
وأثرا.. سيرة الشيخ أم فكر الجماعة المعاصر وتفاعلها مع القوي السياسية
المتواجدة حاليا وهو الفكر الذي انطلق من تعليمات ووصايا الشيخ؟! فهل كان
من الصعب الجمع بين سيرة الشيخ وما يحدث حاليا من مواجهات ومناقشات وجدال
حول فكر وسياسة الإخوان؟! لم يكن صعبا أو مستحيلا فقط.. لكن هذه أسئلة لا
يمكن الإجابة عنها من ناحيتي! وأخيرا أسأل هل الإخوان سوف يواصلون دخولهم
إلي المجال الفني.. أم أنهم بعد سيرة الإمام سيجمعون أوراقهم وأموالهم من
هذا الطريق إلي هذا الحد لأن سيرة الشيخ تكفي؟!
جريدة القاهرة في
21/06/2011
هل حرية الإعلام ستكون سلاحاً ضد
الشخصيات العامة؟
بقلم : دنيا مجدي
هل استفاد الإعلام من الحرية التي اتيحت له بعد الثورة أم تم استخدامها
كسلاح ضد الشخصيات العامة... ولماذا تحولت برامج التوك شو الي منبر لتصفية
الحسابات بدلا من عرض الرأي والرأي الأخر ..وهل يطبق الإعلاميون الآن
المعايير المهنية في معالجة قضايا الفساد ام أن الإعلام سلعة والجمهور
"زبون" والجميع يلهث وراء السبق الإعلامي سواء كانت المعلومة حقيقية ام
أنها لاتخرج علي نطاق المبالغات لجذب الجمهور.. وهل حقيقي ما يتردد حول أن
المكالمات التليفونية التي تذاع علي الهواء في بعض البرامج هي مفبركة
لإثارة الحلقة واستفزاز الضيف.. وعند الحديث عن مجلس اعلامي وطني يقيم اداء
الإعلام ويرسم له خريطة مستقبلية ..هل سينجح الإعلاميون في ذلك أم سندخل في
دائرة التشكيك والتجريح ويكون مصير هذا الحوار كغيره من الحوارات السياسية
السابقة والتي تتفق علي ألا نتفق.. وفي ظل الحديث عن بث قنوات جديدة هل
سيشارك فيها محترفو العمل الإعلامي أم من يتبع سياسة الفهلوة لزيادة
المساحات الإعلانية...وهل سيلجأ الإعلاميون الي تطوير أدواتهم القديمة
واستحداثها بأدوات مهنية حديثة تتناسب مع خطورة المرحلة أم أن الأمر سيتوقف
عند مرحلة تطوير شكل الاستوديو وظهور مقدمي البرامج أمام مكتب فخم وبجواره
اللاب توب ليقدم للجمهور رأيه الخاص وقناعاته الشخصية من خلال الاعتماد علي
مجموعة من المصادر المكررة وذلك لتحقيق مصالح شخصية بغض النظر عن تبعات ذلك
التوجه.هذه مجموعة من التساؤلات المشروعة نحاول طرحها علي المتخصصين في
العمل الإعلامي للإجابة عليها. وقبل الإجابة علي هذه التساؤلات هناك تحليل
للمضمون اجرته ادارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة حول ما نشر في وسائل
الإعلام خلال فترة ما بعد نجاح الثورة وجاءت النتائج كالتالي 25%نسبة
الموضوعات عن الفساد من المساحة الإعلامية سواء من قنوات تليفزيونية أو صحف
و 8%عن الاعتصامات الفئوية ومن 7-10% عن الانفلات الأمني و11% حول رؤية
المستقبل و15% فتنة طائفية و12% موضوعات اقتصادية و22% عن أحداث الثورة.
كان للثورة تأثير ايجابي علي وسائل الإعلام المختلفة فهناك بعض من الحرية
يتمتع بها الإعلام بعد الثورة ولكننا نريد سقف حرية أعلي من ذلك ولكن بعد
أن يستوعب الإعلاميون ميثاق الشرف الإعلامي وتزكية الضمير المهني لديهم
،هذا ما أكده الإعلامي فهمي عمر رئيس الإذاعة الأسبق،وأشار الي أن هناك
بعضاً من الإعلاميين يستخدمون الحرية لتمرير أهداف خاصة ويظهر ذلك واضحا في
الإعلام الرياضي ،فبعض الشاشات تتحدث في الشأن الرياضي من منطلق الأغراض
الشخصية وهم غير متخصصين في العمل الإعلامي،اما فيما يتعلق بالإعلام
السياسي فهناك شطحات غير مسئولة وهذا بمثابة سوء تقدير للمواقف ،وحذر من
خطورة أن يعتمد مقدمو البرامج علي مداخلات تليفونية مفبركة بهدف الإثارة
وإحراج الضيف،لأن القدوم علي فعل ذلك في برامج التوك الشو بمثابة"الكارثة"
. شطحات إعلامية يشير فهمي عمر الي أن هناك بعضاً من الملاحظات تؤخذ علي
الإعلام الآن وهي وجود بعض من الإعلاميين يمارسون العمل الإعلامي وهم غير
متخصصين ،فمن يقف خلف الشاشة يجب أن يكون علي علم بفنون وأدوات ومحاذير
العمل الإعلامي حتي يكون علي مستوي الحقيقة والواقع بلا تزييف ،فميثاق
الشرف الإعلامي الآن غير مفعل وهنا تأتي أهمية وضرورة وجود نقابة
للإعلاميين تعمل من أجل النهوض بالمهنة وخدمة الإعلاميين وأتوقع أن يكون
هذا في القريب العاجل. وذهب د/أيمن منصور أستاذ الرأي العام والاعلام
الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في حديثه عن المشهد الإعلامي الآن الي
حد وصفه بالمناخ المضطربلأن الحرية مرادفها المسئولية في تغطية الأحداث
بشكل موضوعي والالتزام بالقواعد المهنية الصارمة وما يجري حاليا هو حدوث
الكثير من التجاوزات نتيجة التحول السريع وعدم وجود نموذج اعلامي يحتذي به،فكل
ماحدث هو تحول الدفة والموضوعات والحديث عن أشخاص كان محرما الحديث عنهم
بعد سقوط القدسية من عليهم ليرتديها أشخاص آخرون ،فالحرية الإعلامية
بمفهومها المهني لم تبلغ بعد ولكننا في مرحلة "المراهقة المهنية" فنصف
الأخبار التي تنقل عن الثورة هي أخبار مجهلة فلا توجد حرية في الوصول
للمعلومة ،فالأداء الإعلامي في حالة تخبط فالحرية الثورية لم تأت بعد وأشار
منصور الي أن الحرية ليست سيفا مسلطاً علي رقاب الناس ولكنها مسئولية فما
يحدث علي الشاشات والصحف الآن هو نصف حرية فلدينا جزء وهوحرية النقد واتهام
البعض بالفساد ولكن نغفل حق الرد للطرف الآخر ،فعلي الصحفي توخي الحذر فيما
يلقي من تهم لأن الصحافة ليست انطباعية ولكن عليها البحث عن الحقيقة،فكثير
من الأفراد تم تحطيمهم باسم الحرية فالجميع يهتم بنشر البلاغات أكثر من نشر
الأحكام ،فكم من الجرائم ترتكب باسم حرية الإعلام،فالمسئولية لابد أن تكون
قبل الحرية لأن الإعلامين مسؤلون عن المجتمع،فكم من ممارسات "فجة" تمارس في
المشهد الإعلامي في الوقت الحالي فالأخبارالمجهلة هي إساءة للقارئ وكذلك
معالجة الموضوعات بطريقة إما معنا أو علينا وفرض فكر بعينه دون الآخر
والترويج لشخصيات بعينها وهذا يتناقض مع الحرية، ويلفت منصور الانتباه الي
أن هناك من يستغل المرحلة لصنع مكانة إعلامية علي حساب الحقيقة فهناك بعض
الكتابات في الصحف الأسبوعية لاتخرج عن نطاق الرأي الخالي من المعلومات
والموضوعية ولكنها تقدم للقارئ علي أنها حقائق لتحقيق مجد شخصي خطبة الجمعة
فلم يتدرب الكثير علي مفهوم المسئولية المصاحب للحرية ولكن هناك اعلاميين
اخرين يجيدون اداء ادوارهم ويحاولون المزج الحرية بالمسئولية، فمن أهم
اسباب نجاح الإعلامي يسري فودة هو انه يحاول تطبيق المهنية التي تعلمها في
الخارج من خلال عرض الرأي والرأي الآخر علي المتلقي. وينتقد الاتجاه الآخر
الذي يتعامل مع المتلقي من منطلق (خطبة الجمعة)أي يرفع من يشاء وينتقد من
يختلف معه وهذا يتناقض مع الدور الفعلي لمقدم البرامج وهو انه وسيط بين
الضيف والمشاهد ومن يتجاوز حدود هذا الدور فهو يشبه من يلقي المحاضرات فليس
من حق مقدم البرنامج أن يحوله الي منبر خاص له لفرض ارائه علي المشاهد،
فالإعلام يحتاج الي الرجوع الي المهنية فالصحفي حر ومسئول وهو ايضا خادم
للحقيقة ولايجب أن يكون ألعوبة في يد التوزيع فهناك شخصيات ليست إعلامية
وليست محترفة مسيطرة علي المشهد الإعلامي ولاسيما بعد أن وصلت القنوات
الفضائية الي ستمائة قناة. ولا يخشي الإعلامي شريف عامر مقدم برنامج الحياة
اليوم من كثرة القنوات الفضائية خلال الفترة القادمة قائلا"الناس لديها وعي
وتستطيع أن تفرز بين من يبتز ومن يقدم الحقيقة فما يجري الآن هو خطر طبيعي
وأنا غير متخوف منه فمن الطبيعي أن يكون هناك 40 محطة ولكنها تصفي علي عشرة
محطات فالحرية لابد وان يكون لها ثمن والبقاء سيكون للأصلح، فمع الأسف إن
محترفي الإعلام في المشهد الإعلامي المصري عددهم قليل ،فمن لايتبع القواعد
المهنية من المؤكد انه سيخطأ، وأنا أراهن علي قدرة الناس علي الفرز فهناك
وجوه إعلامية اتحرقت أمام الاختبارات الحقيقية ، أما فيما يتعلق بالميثاق
الشرف الإعلامي فهو كائن خرافي فلم يعرض علينا ولانعرف من الذي ساهم في رسم
قواعده ، فأنا اعمل وفقا للقواعد المهنية التي تعلمتها خلال عملي لذا فنحن
محتاجون وضع ميثاق شرف إعلامي ويعرض ويساهم الإعلاميون انفسهم في وضعه
ولايفرض عليهم من فوق، فأنا ضد فرض الوصايا علي الناس، فنحن محتاجون أن
نمشي علي القواعد والمجتمع هو الذي يحدد، فالإعلامي يقوم بدور الوسيط يقدم
الحقائق ويستعين بمصادر لها مصداقية وليس صاحب رأي، فعليه أن يعرض اكثر من
وجهة نظر ،فالحديث عن ملفات الفساد ليس إثارة لكن إذا تم الاستعانة
بمعلومات موثقة فيجب علينا غلق ملفات الماضي حتي ننطلق للمستقبل،فلابد أن
تكون هناك حرية في تداول المعلومات فمن حق المواطن أن يطلع علي المعلومات
ولكن هناك تشريعات تكبل العمل الإعلامي. كذلك لابد من إعادة النظر في أسلوب
ملكية الإعلام في مصر وذلك من خلال فتح حوار وطني منظم مع الإعلاميين تحت
مسمي مجلس وطني للإعلام وهذا مطبق في دول أخري ونرفض فكرة التخوين والتشكيك
،فهذه المرحلة تحتاج الي تكاتف جميع القوي الوطنية، فالإعلام سلعة والمتلقي
يحتاج الي خدمة المعرفة " إن ميثاق الشرف الصحفي لم يتم تفعيله من قبل
نقابة الصحفيين في مصر منذ وضعه ولم يتم استدعاء أي صحفي إلي نقابة
الصحفيين لمساءلته عن التجاوزات التي ظهرت بشكل كبير في الفترة الماضية في
الصحف تحت دعوي حرية الرأي هذا ما أكدته د.نائلة عمارة استاذة الاعلام
بكلية اداب جامعة حلوان خلال المائدة المستديرة في برنامج «صباح الخير
يامصر» وأشارت الي أن الحديث الطويل والمتكرر عن حقوق الصحفي في حرية
الكلمة والتعبير والوصول لمصادر المعلومة بحرية كاملة لم يقابله أي حديث عن
واجبات الصحفي في تقصي الحقائق بدقة واحترام حقوق الانسان وعدم انتهاك
الحرية الشخصية تحت دعاوي اتهامات لم تثبت بعد ضد العديد من الشخصيات .
وأضافت الدكتورة نائلة عمران أن مصر تمر بمرحلة انتقالية خطيرة بعد ثورة
الشباب ويمر الكثيرون بحالة ضبابية في التعرف علي الحقيقة بسبب الشائعات
التي أصبحت تتسابق علي نشرها الصحف والفضائيات دون مراعاة للضمير المهني
للاعلاميين أو الضمير الوطني كمصريين يجب أن يحافظوا علي مصر وشعبها .
وأكدت أن تعدد الآراء الشخصية تتداخل بشكل غير مسبوق مع الأخبار والمعلومات
فأصبح هناك تداخل بين الرأي الشخصي للمحرر أو الاعلامي وبين الخبر
والمعلومة التي ينقلها وضاعت بينهما الحدود الفاصلة . وأكدت أن عرض الأفكار
المختلفة يجب أن يكون بشفافية وتراعي المعلومة الحقيقية لتشكيل رأي عام
مستنير وواع يستطيع أن يشارك في الرأي بفاعلية ويكون إيجابيا ويعرف بالضبط
المصالح الحيوية له كمواطن ومصالح المجتمع وطالبت أستاذة الإعلام بوضع
ميثاق إعلامي لجميع وسائل الإعلام وتنظيم البث المسموع والمرئي للفضائيات
والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في عدم التقيد بأي واجبات أو قيم إعلامية
متعارف عليها في العالم وأكدت أن من حق صاحب الصحيفة أو القناة الفضائية
تبني وجهة نظره في وسيلة الإعلام الخاصة به مع إتاحة الفرصة الكاملة للرأي
الآخر للمحافظة قدر الامكان علي الحيادية والموضوعية لكن ليس من حقه إثارة
البلبلة وانتهاك الخصوصيات بدعوي إرضاء الرأي العام أو الوصول إلي سبق
إعلامي وعن إعلام الدولة قالت إن الاعلاميين به يمرون بمرحلة تحول كبيرة
وخطيرة بعد عهد طويل يمتد لستين عاما من التوجيه والأوامر المباشرة وسيحتاج
العاملون فيه والقائمون عليه لمرحلة انتقالية للتعبير بحرية عن كل مشاكل
المجتمع ولرسم مجلس وطني للإعلام كل وسيلة إعلامية لها أهدافها الخاصة التي
تحاول الترويج لها وهذا حقها مالم تكن مخالفة للقانون،هذا هو رأي سعيد شعيب
رئيس مركز «صحفيون متحدون»، وأضاف الي ذلك انه يجب أن تكون هناك تعويضات
عالية لمن يخرج عن القواعد المهنية في العمل الإعلامي فالصحافة بها عيوب
والفيصل هو القانون فلابد ان يكون هناك مجلس وطني يقيّم الأداء ويتعامل مع
الأخطاء المهنية وذلك من خلال التقرير الذي يقدم الردع المعنوي ،وهذا
المجلس يكون مستقلا عن الحكومة حتي يكون له مصداقية فالنقابات ليس من دورها
أن تعاقب اعضاءها، وأضاف بأن صحافة الحشد والتعبئة موجودة طوال الوقت لذا
لابدمن تغير نمط الملكية لتصبح مثل البي بي سي اي لاتكون تابعة للحكومة وان
تكون هناك حرية في صدا القنوات والقانون هوالفيصل فمن يلجأ الي التشهير بلا
أدلة او معلومات حقيقية لابد وان يحاسب بالقانون فبعض الصحفيين استخدموا
أسلوبا غير لائق في نقد الشخصيات العامة فخلق قصص بلاسند وبلا اتباع
القواعد المهنية امر مرفوض،فما يجري الآن هو نقد اركان النظام الموجودة في
السجن وعدم المساس بنجوم المرحلة القادمة، فنفس الآليات موجودة ولكن
الاختلاف في الشخصيات، ويشيرالي أن مجلس الأمناء الخاص باتحاد الإذاعة
والتليفزيون هو مجلس شكلي لايستطيع أن يتاخذ قرارات فدورهم استشاري بلا
صلاحيات "فمن تولي المسئولية بعد الثورة هو مظلوم لأنهم غير مستقلين
،فالمشهد الإعلامي يشبه (السوق) والإعلامي الشاطر هو الذي سينجح فلا توجد
وصاية علي الجمهور ولابد أن يكون هناك حق الرد لمن ينشر في حقه اي اتهامات،
وان هناك قناة جديدة تحت اسم "المصدر" سيصدرها المجلس العسكري. واكدت د/مني
الحديدي استاذة الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن الإعلاميين جزء من
الذين قاموا بالثورة التي قامت من اجل الحرية فالإعلام يجب أن يمارس دوره
في خدمة الثورة والمجتمع ولكن هناك من استثمر هذا المناخ في تحقيق مصالح
خاصة وهناك نوع اخر من الأقلام مارست الحرية بمهنية ووطنية، فالمطلوب هو أن
تمارس وسائل الإعلام وظائفها بمهنية واسس وقواعد فالإعلام ليس فهلوة وانما
علم له قواعد فالتعددية والاختلاف امر طبيعي ولكن الصالح العام خط احمر
،لذا لابد من ميثاق شرف نابع من الإعلاميين وليس مفروضا عليهم من اي جهة ما
وكذلك محتاجون لنقابات مهنية تمارس دورها في رفع كفاءة المشتغلين، وكذلك
نقابة للإذاعيين المرتقب ظهورها قريبا، ففي هذه المرحلة لابد الاهتمام
بالمؤسسات التعليمية المسئولة عن العمل الإعلامي وكذلك لابد من عمل تدريب
مستمر للعاملين في وسائل الإعلام والتدريب يشمل الجوانب التكنولوجيا
والتثقيفية . اما فيما يخص نقابة الإعلاميين فهناك مشروع مقدم بالفعل من
مجموعة من الإعلاميين بذلك. ويري د. صفوت العالم استاذ الإعلام بكلية
الإعلام بجامعة القاهرة أن احترام خصوصية الآخرين وتحري الدقة في المعلومات
المعروضة علي المتلقي من اهم قواعد العمل الإعلامي فلا يجب اختلاق
المبالغات حول الاشخاص فلابد من التريث قبل النشر فهناك للأسف قدر كبير من
العناوين المثيرة التي لا تعبر عن المضمون حيث نجد مبالغة في صياغة
العناوين فيجب أن نستفيد من حرية الاعلام لصالح المجتمع لذلك يجب تنظيم
العمل الاعلامي بشكل بعيد عن الإثارة وهذا مسئولية المشرف العام علي الصفحة
في الجرائد اما في القنوات فهي مسئولية رئيس عام البرنامج الذي عليه أن
يجلس مع المحررين ويختار المصادر بشكل متنوع لعرض جميع الآراء.
جريدة القاهرة في
21/06/2011 |