تشعر
بأنها إنسانة مختلفة لأن ظروفها كانت مختلفة، فقد تحملت المسؤولية مبكراً
وتعاملت مع نوعيات من البشر أكسبتها خبرةً ونضجاً، وعاشت تجارب على كل
المستويات جعلت منها كياناً غير عادي . إنها الفنانة الشابة دنيا التي
تعترف بأنها أضعف مما يتصورها الآخرون، وهي إنسانة واضحة وبسيطة وتحب الناس
وتنتمي إلى مواليد برج العقرب، لكنها تقول بأنها خُدعت كثيراً في عدد من
المقربين إليها، وإنها لن تتزوج إلا رجلاً تحبه . . وفي هذه السطور تظهر
دنيا الجوانب الإنسانية البعيدة عن صورة الفنانة المعروفة .
·
ما الحالة التي تعيشينها هذه الأيام بعيداً
عن الفن؟
أعيش حالة
من القلق الدائم على بلدي مصر، وأتمنى أن يعود الاستقرار وتصبح أفضل مما
كان، كذلك أعيش حالة من القلق على أمي لأنها بطبعها إنسانة قلقة جداً .
·
تؤمنين بالتفاؤل والتشاؤم؟
أبداً،
أنا إنسانة قدرية وأحب أن أعمل ما علي وأترك الباقي على الله .
·
مم تخافين؟
أخاف فقط
أفلام الرعب .
·
ما طقوسك في البيت؟
أحرص على
سماع الموسيقا ولعب الطاولة مع أمي وفي أوقات كثيرة أمارس الرياضة .
·
هل أنت مرتبطة ببرامج محددة في التلفزيون؟
لا أحب
مشاهدة التلفزيون حتى أعمالي لا أشاهدها، ولا أحب مشاهدة أفلام السينما إلا
في دور العرض، لكنني في الفترة الأخيرة أتابع الأحداث السياسية في مصر
والوطن العربي من خلال البرامج الإخبارية .
·
أليس للمطبخ جزء من اهتمامك؟
على
الإطلاق، علاقتي بالمطبخ مقطوعة وأمي هي التي تتولى مسؤولية المطبخ دائماً
.
·
ألا تحبين نوعيات محددة من الطعام؟
هذا مرتبط
بالحالة النفسية وأحب أن آكل من يد والدتي وإذا أحببت شيئاً أطلبه من
الخارج .
·
وماذا عن علاقتك بالكمبيوتر والإنترنت والفيس
بوك؟
علاقتي
بها ضعيفة وجاءت متأخرة ولست من هواة الكمبيوتر .
·
وماذا عن الأبراج؟
أنا من
مواليد برج العقرب وهو برج حساس جداً والناس يرون أن مواليد هذا البرج
غامضون وأقوياء، لكن الحقيقة غير ذلك لكنه برج ذكي ولديه حاسة سادسة و”دمه
حامي” دائماً، فأنا قد أكون عصبية لكني متسامحة إلى أقصى درجة .
·
هل أنت اجتماعية؟
بكل تأكيد
أحب الناس جداً وأحرص على مجاملة الآخرين ولا أكره الخير لأحد، حتى من يسيء
إليّ أبعده عن حساباتي من دون حقد أو عداء .
·
البعض يراك جريئة؟
هذا ما
يبدو للآخرين لكني في الواقع إنسانة خجول جداً والقريبون مني يعرفون ذلك،
فأنا أنطلق مع أصدقائي والمقربين مني، ومن لا يعرفني قد يتصور أني مغرورة
أو متمردة أو شرسة وأنا أبسط من ذلك .
·
وماذا عن الرجل في حياتك؟
عشت حياة
مختلفة كانت أمي هي كل حياتي وهي سندي وكان الرجل على الهامش، لكنني لا
أنكر حاجتي الدائمة لرجل أحبه وأحسه وقد عشت تجربتين ولم أوفق لأنني لم أكن
مرتاحة وهذا الوضع متعب بالنسبة لي .
·
هل تعرضت للخديعة؟
كثيراً
فأنا أشعر بأنني أعيش لكي أخدع فيمن أحب .
·
تشعرين بأنك عشت حياة مختلفة؟
بكل تأكيد
لأنني لم أعش طفولة طبيعية وتحملت المسؤولية مبكراً وهذا لم يضايقني لأنه
أكسبني خبرة في الحياة ونضجاً مبكراً، وحاولت أن أعوض ما فاتني متأخراً
وأفكر في دنيا الإنسانة .
·
لكن هذا ربما يعطي عنك انطباعاً باللامبالاة
والخروج على النص؟
أعتقد
أنني نضجت لدرجة أن أتصرف بعقل ومنطق فأنا لست إنسانة سطحية . . كل ما في
الأمر أنني عشت فترة انطلاق وتفاعلت مع الأصدقاء والوسط الفني وشاركت في
حفلات المجتمع حتى حدثت لي حالة من التشبع وتفريغ الطاقة .
·
هل تشعرين بأنك تعرضت للظلم في حياتك؟
طوال
الوقت أشعر بأنني مظلومة في حياتي وفي شغلي ومع أصدقائي لكني سعيدة بنفسي
وفخورة بما أنا فيه .
·
هل أنت دائماً حرة في اختياراتك؟
أحب دائما
أن أختار لنفسي ولا أخضع لقهر أحد، فالظروف التي عشتها أكسبتني القوة
والنضج والعقل .
·
ترتاحين مع من؟
مع أمي
ومع نوعية الناس أمثالي الذين يحسنون الظن ويتعاملون بحسن النوايا مع
الآخرين .
·
هل يمكن أن تتزوجي لمجرد الحاجة إلى سند؟
كما قلت
هذا صعب الآن، فلابد أن أحب وأحس بالرجل الذي أعطيه حياتي وأعترف بأن أي
بنت في حاجة إلى سند لكن افتقادي له طوال عمري قواني ولست على استعداد
لتكرار تجربة الفشل مع الرجل مرة أخرى .
·
ما الذي يسعدك في الحياة؟
سعادة
والدتي وحبي الدائم للتغيير والتجديد في شكلي وكل ما هو حولي من أشياء .
الخليج الإماراتية في
15/06/2011
يعود ببرنامج جديد على
"الحياة"
معتز الدمرداش: الأفضل آت
القاهرة - “الخليج”:
مذيع متميز يتمتع بكاريزما خاصة وحضور قوي . حقق نجاحاً لافتاً من خلال
برنامج “90 دقيقة” الذي تألق فيه لما يزيد على خمس سنوات، وهو الآن يخوض
مرحلة جديدة في حياته الإعلامية حيث تعاقد مع شبكة تلفزيون “الحياة” لتقديم
برنامج جديد من المرجح أن يكون اسمه “الليلة مع معتز” . وقد كان معه الحوار
التالي الذي تحدث فيه بحرية تتناسب مع طبيعته المهنية وبخفة دم تتماشى مع
روحه الجميلة .
·
كيف هي العلاقة بينك وبين إدارة
قناة “المحور” بعد تركك لبرنامج “90 دقيقة” الذي حققت من خلاله نجاحاً
لافتاً؟
علاقتي طيبة بالجميع لأنني ضد الخلافات والمشكلات وأنا راضٍ تماماً عن
الفترة التي قضيتها في قناة “المحور” خاصة أن “90 دقيقة” حقق جماهيرية
عريضة في مصر والوطن العربي وأعتبره من أهم محطاتي الإعلامية .
·
وهل يمكن أن يتحقق نجاح مماثل
لبرنامجك الجديد في قناة “الحياة”؟
أتمنى ذلك ولكنه لن يحدث بالنوايا الطيبة فقط، بل بالإخلاص في العمل
والالتزام بالمهنية التي أعتبرها سر نجاحي، فأنا دائماً أحرص على جمهوري
وأحترم تفكيره وهو في حاجة ماسة للإعلام الجاد المحايد.
·
كيف ترى المنافسة مع باقي مذيعي
التوك شو خاصة أن هناك برامج جديدة وقنوات فضائية ستنطلق خلال الفترة
المقبلة؟
المنافسة دائماً موجودة وهي شيء إيجابي يدعو الجميع للتمويه وتقديم أفضل
أداء، ومن خلال خبراتي الإعلامية التي اكتسبتها طوال سنوات عملي الماضية
أشعر بأن الأفضل آت .
·
ولكن كيف ستتميز وتحقق مزيداً من
النجاح رغم تشابه الموضوعات المطروحة الآن في برامج التوك شو؟
من الطبيعي أن تتشابه الموضوعات لأننا جميعاً نناقش الأحداث الجارية ولكن
تبقى طريقة التناول وشخصية المحاور هي الفيصل في تحقيق التميز .
·
رغم العروض الكثيرة التي قدمت
إليك بعد انفصالك عن “المحور” إلا أنك اخترت شبكة تلفزيون “الحياة” ما
الأسباب؟
تابعت باهتمام الطفرة التي حققتها شبكة تلفزيون “الحياة” خلال الفترة
الماضية ومديرها محمد عبد المتعال هو صديقي وسبق أن قدمني للجمهور المصري
من خلال برنامج “90 دقيقة”، فقد أقنعني بالتواجد في مصر خلال السنوات
الأخيرة وكانت مفاوضاتي مع شبكة الحياة تتم من خلاله وكللت بالنجاح لأنني
أثق باسم “الحياة” وإمكانات محمد عبد المتعال الإعلامية .
·
هل يمكن أن نعرف طبيعة تعاقدك مع
قناة “الحياة”؟
تعاقد عادي ولا توجد فيه بنود استثنائية ونحن متقاربون في كل شيء ولم تكن
هناك صعوبة في المفاوضات لأن القناعة مشتركة بيننا .
·
وهل سيحدث تنسيق مع برنامج
“الحياة اليوم” المعروض على نفس الشبكة؟
هذا الأمر يخص إدارة “الحياة” وهم يمتلكون رؤية جيدة وقادرون على تحقيق
التكامل اللازم بين جميع برامجهم من أجل خدمة المشاهد .
·
ما هي ملامح برنامجك الجديد؟
البرنامج سيكون مختلفاً بشكل كبير عن باقي برامج التوك شو وهذا ما نحرص
عليه الآن في فترة التحضير وسيكون موعده من السبت إلى الأربعاء في تمام
الساعة العاشرة مساء بتوقيت القاهرة .
·
هناك من يرى أن برنامج “90
دقيقة” سيتراجع في غيابك كيف ترى ذلك؟
أتمنى ألا يحدث ذلك، فأنا أعتز كثيراً بالبرنامج وهو قادر على الاستمرارية
طالما أنه سيحرص على التواصل الإيجابي مع الجمهور .
·
تقول ذلك رغم أنك بعيد الآن عن
مقعد المذيع في البرنامج؟
وما المشكلة في ذلك؟ فأنا كما قلت لك متصالح مع نفسي ولا أحمل كراهية لأحد
ولا مكان للخلافات الشخصية في حياتي، ومن الطبيعي أن أتمنى الخير لزملائي .
·
كيف ترى مستقبل برامج التوك شو
بعد ثورة يناير؟
من المؤكد أن الثورة غيرت العديد من ملامح الحياة المصرية ومن الطبيعي أن
يتغير الإعلام المصري للأفضل، وهناك فرصة كبيرة لتحقيق ذلك بعد زيادة نسبة
الحرية المتاحة أمام الإعلام المصري، وبالنسبة لبرامج التوك شو فإن تطورها
يتوقف على مدى مهنية القائمين عليها ورغبتهم في خدمة المشاهد .
·
هل يمكن أن تنفرد “الخليج” باسم
برنامجك الجديد؟
بالمناسبة أنا من المتابعين لجريدة “الخليج” منذ أن عشت فترة في دبي وأعرف
حجم تأثير الجريدة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، ولذلك أقول إن اسم
البرنامج ربما يكون “الليلة مع معتز” وجارٍ دراسة الأمر لأمور تسويقية
وأتمنى أن ينال البرنامج إعجاب المشاهدين في مصر والوطن العربي .
الخليج الإماراتية في
15/06/2011
توقف برنامجه على "إل بي سي" وزادت
مسؤولياته في "ميلودي"
فيني رومي: أستحق فرصة أكبر
بيروت - ماري ريتا نهرا:
استلم الإذاعي فيني رومي الإدارة التنفيذية لإذاعة “ميلودي” فكبرت مساحة
مسؤوليته لتتعدى بيروت إلى بقية الدول العربية، لكن “هوا بيروت” الذي يلفح
مستمعي الوطن العربي تغيّر ليصير “كافيين” الصباح مع فنجان القهوة . بينما
أطل فيني علينا عبر شاشة “إل بي سي” مقدماً نشرة أخبار فنية في برنامج “عن
جد” الذي تطور في الحلقات الأخيرة في مواضيعه وضيوفه وأخباره، فضلاً عن
برنامجه “جماعة الساعة خمسة” أو “درايف آت فايف” . فيني يتحدث عن مسؤولياته
وبرنامجه في هذا الحوار:
·
كيف ولدت فكرة البرنامج؟
الأفكار تتشابه في كل مكان وفي كل المحطات لكن مع اختلافات بسيطة . هذا
البرنامج يتوجه إلى السائقين العائدين من أشغالهم في الساعة الخامسة وهو
يكون رفيقهم على الطريق في زحمة السير وحرارة الشمس أو المطر، وهو يشبهني
كثيراً علماً أنه جديد على شخصيتي وعلى الناس . يتميّز بالعفوية لأنه لا
يعتمد على فلسفة الأمور .
·
هل تعتبره من البرامج الإصلاحية
التي تكشف هموم الناس أمام المسؤولين؟
نوعاً ما خصوصاً أن البرنامج شكّل متنفساً للناس وهم من أطلقوا عليه اسم
“جماعة الساعة خمسة” بينما أنا سميته “درايف آت فايف” . عندما أكون في متجر
كبير يتقدم مني أحد الأشخاص ويقول لي أنا من جماعة الساعة الخامسة، أي أن
البرنامج أسس لصداقات كبيرة وكثيرة بين الناس .
·
لماذا تم وقف برنامج “عن جد” على
“ال بي سي”؟
لتناقض بين ما أقدمه بعد الظهر وفي المساء، حيث أقدم برنامجاً أتناول فيه
مواضيع أكثر جدية وجدلية . غير أن البرنامج سوف يعاد عرضه مطلع العام
الجديد بناء على طلب المشاهدين .
·
إنما تبدو غير مرتاح في
البرنامج؟
أردت أن أطل على شاشة “ال بي سي” التي هي حلم الجميع وكان البرنامج مناسباً
لهذه الإطلالة وهو الثاني لي بعد نشرة “آخر الأخبار” . لكن مع الوقت
تكتشفين أنك تستحقين فرصة أكبر ومساحة أوسع في البرنامج .
·
البرنامج تطور من تلاوة أخبار
وعرض تقارير إلى تناول موضوع محدد وباقة من الأخبار مع مشاركة ضيف . هل
سيبقى خاضعاً للتغييرات؟
كونه برنامجاً فنياً، التغييرات واردة فيه كما يحصل في أية مجلة فنية مع
الإبقاء على أبواب ثابتة . حتى في طريقة تقديم البرنامج والتواصل مع زميلتي
شانتال بتنا أكثر انسجاماً رداً على الانتقادات التي كانت غالبيتها
تتناولها . أما النقد الذي طاولني فكان له علاقة بتسريحة شعري وأزيائي وليس
بطريقة تقديمي البرنامج . بعض النقاد يكتبون كلاماً سطحياً يدلّ على عقدة
معينة لديهم وأنا أتقبل النقد ولا أردّ عليه .
·
لماذا لا نراك في برنامج خاص بك؟
لأنني أشعر “بالقرف” من الوسطين الفني والإعلامي على السواء، كنت أعيش
حياتي الإعلامية وأركض خلفها أما اليوم فأنا أعود إلى منزلي وعائلتي . لا
أحب أن أدق باب أحد من المحطات التلفزيونية . يمكن أن تطرحي السؤال على
المحطات . على أي حال بالنسبة لي هذه مرحلة ظرفية وتنتهي .
·
قيل أنك كنت سبب مغادرة سنا نصر
للإذاعة ودعم ليليان ناعسي، فما ردك؟
لا هذا ولا ذاك . عندما انتهى عقد سنا معنا على برنامج “هوا بيروت” أردنا
تجديد العقد فعرضت شروطها فوافقنا على بعضها وعارضنا البعض الآخر . أما عن
دعمي لليليان فلم أكن أعرفها قبل أن نلتقي صدفة في مركز تجاري كبير وعرفت
حينها أنها تقدم برنامج “عيون بيروت”، فطلبت منها الاتصال بي وعرضت عليها
البرنامج وتم النصيب . قد نتفق معها لاحقاً وقد نتعاون مع غيرها كما يمكن
أن تعود سنا نصر إلينا، الأمور ليست نهائية .
·
رغم الضغوطات تحافظ على هدوئك في
حلحلة الأمور؟
هكذا شخصيتي ولن أتخلى عنها . الأدب أفضل أسلوب للتعاطي مع الناس، وأغضب في
حالة وحيدة هي المسّ بكرامتي وعائلتي والباقي أدير له أذني الصماء .
الخليج الإماراتية في
15/06/2011
عين على الفضائيات
"أبطال"
و"خونة"
مارلين سلوم
من رش علينا الياسمين الدمشقي ففاح عطره من أوراقه وأشعاره غير نزار قباني؟
ومن أخذنا إلى الشام وحاراتها العتيقة غير مسلسلاتها التي رافقتنا منذ
الطفولة فأضحكتنا وأبكتنا وعشنا معها أياماً جميلة؟
من منا لم يحفظ عن ظهر قلب كلمات بل جملاً من مسلسل “صح النوم”، ومن منا لم
ينتظر مقالب غوار الطوشي و”المثقف المسكين” حسني البورازان؟ لقد سافرنا إلى
الحواري الدمشقية الجميلة المحتفظة بهندستها المعمارية ونقوشها المميزة،
بلا تذكرة سفر، وزرنا كل الأماكن فيها فأحببناها قبل أن تطأ أقدامنا سوريا،
بفضل الدراما التي نهلت من الماضي وقدمته لنا في قوالب درامية بعضها تفوق
في النجاح وبعضها الآخر اتكأ على نجاح غيره .
وبعد، كيف يقولون لنا اليوم والرياح تعصف بالبلد، ما شأنكم بسوريا وبما
يحصل فيها وبأهلها وخصوصاً الفنانين السوريين، فأنتم أغراب؟ لماذا لم
يسألنا هؤلاء قبل أن نقول كلمتنا في حق الفنانين السوريين وقبل أن يكتب
المدونون تعليقاتهم حول ما يجري في البلد العربي، ويوم صفقنا لمسلسل “باب
الحارة” في جزئه الأول واخترناه كأفضل عمل عربي، ما شأنكم به فهو مسلسل
سوري ولا يحكي إلا عن الشام وأهلها؟ ولماذا لم نسمع “نغمة” التمييز سوى
اليوم، ولماذا يريد البعض استخدام الهوية العربية كورقة يسقطونها أحياناً
عن الفنانين السوريين وكل ما له علاقة بالفن ليحصروهم بالداخل السوري،
وكأنهم مصرون على العزف على أوتار مكروهة، مثل الطائفية والعنصرية وزادوا
عليها مؤخراً الخيانة؟
من يعترف بأن الفن لا هوية له، وبأنه رسالة غايتها الوصول إلى كل الناس بلا
استثناء، ويفتخر بقدرته على منافسة أقوى الفنانين والأعمال العربية ويطمح
إلى العالمية، عليه أن يعترف أيضاً بأن الجمهور واحد ويتابع ما يجري
دائماً، ولا يمكن التلاعب به وتغييبه متى شاء هذا الطرف أو ذاك، ومن حقه أن
يقول كلمته بكل محبة واحترام . من حقه مثلاً أن يشعر بحرقة على الانقسام
الحاصل في صفوف الفنانين وأن يشمئز من نغمة التخوين التي تنتقل من بلد عربي
إلى آخر، ويتبرع بإطلاقها فنانون بهدف التجريح بزملائهم وإغضاب جمهورهم
منهم، لا لشيء إلا لأنهم وقفوا في الاتجاه المعاكس لهم .
ما يحصل يفرض علينا الكلام، وكل صاحب ضمير حي يأسف على انقسام الفنانين إلى
“أبطال وحرامية” أو “أبطال” و”خونة” . فليس من المقبول أن يصل الخلاف
السياسي أو “الوطني” إلى درجة اتهام أي طرف بخيانة الوطن والشعب، خصوصاً أن
هذا المتَهَم من المؤكد أنه لا يقل وطنية عن زميله “المستقوي” بموقفه
المؤيد للسلطة . ومن المؤسف أن يتم نبذ كل فنان شارك في البيان الذي طالب
بفك الحصار عن درعا وهو ما عرف لاحقاً ب”بيان الحليب”، وأن يصدر بيان رسمي
من المنتجين السوريين يعلنون فيه مقاطعتهم الممثلين الموقعين على بيان درعا
واستبعادهم من أعمالهم، ومن بين الموقعين على البيان مخرجين أمثال نجدة
أنزور، وشركات كبرى منها “سوريا الدولية” و”بانة” و”نجدة أنزور للإنتاج
الفني” .
يعاقبونهم بقطع أرزاقهم وبنبذهم، وكأنهم يرجمونهم بالحجارة لارتكابهم
فاحشة! أبهذه السهولة يسمح فنان لنفسه إطلاق الأحكام “الهدامة” على من يشاء
من الزملاء؟ كنا نحسب أن أهل الفن على درجة كبيرة من الوعي والثقافة،
وبأنهم “منفتحون ومتحررون زيادة عن اللازم” . لكن حين وصلت الموس إلى
الذقون، اكتشفنا أن بعضهم لا يختلف عن العامل البسيط أو المواطن المحدود
العلم والأفق، مع اختلاف أن الرجل البسيط معذور لأن جهله يحد تفكيره ويضيق
صدره فلا يمكنه استيعاب أي موقف جديد وطارئ يواجهه، بينما المثقفون من كتاب
ومخرجين وممثلين ملامون على تغليب العصبية على المنطق، وتفضيل السياسة على
المسايسة .
هنا نتذكر المسلسل السوري “زمن العار” الذي تفوق على كثير من الأعمال
الرمضانية قبل نحو عامين، لأنه أظهر أوجهاً عدة للعار وليس فقط الوجه
المرتبط بالرذيلة، ونسألكم: أليس عاراً أن تندلع الحروب والشتائم والنبذ في
دولنا العربية خصوصاً في مصر وسوريا، ليجد الفنان نفسه عاطلاً عن العمل
بسبب موقف اتخذه ووقوفه مع السلطة أو ضدها؟ مع العلم أن في مصر لم يصل
الأمر إلى حد إصدار بيان مشترك لمجموعة كبيرة من شركات الانتاج تعلن فيه
صراحة “عدم التعامل مع المتخلفين عن الركب”، رغم نجاح الثورة وسقوط النظام
ومؤيديه، فلم تجد مثلاً غادة عبد الرازق نفسها بلا عمل، ولم يسحب أحد منها
أي دور تقوم به لشهر رمضان كما حصل مع الفنانة السورية كندة علوش!
ألا يؤلمنا أن نقرأ أن كندة علوش التي استطاعت بموهبتها أن تشارك في أعمال
مصرية مثل من سبقوها من الفنانين السوريين إلى هناك، قد سحبوا منها دورها
في مسلسل “الدبور” الجاري تصوير الجزء الثاني منه حالياً؟ والشتائم تكال
ليارا صبري وزوجها ماهر صليبي بسبب مشاركتهما في “بيان الحليب”، وقد اخترق
“الجيش الالكتروني السوري” (مجموعة من الهاكرز) موقعهما الالكتروني .
هل من المفترض أن نشهد حملات “تهجير فنية” كي تتطهر الأوطان من
“المنبوذين”؟ وهل من المفترض أن يهاجر الفنانون السوريون “المنبوذون” إلى
أحضان “الدراما التركية” في ظل إغلاق أبواب مصر في وجوههم وقلة الأعمال
الفنية حالياً بسبب الأوضاع غير المستقرة؟
قد تكون الصورة ضبابية، والأحداث تفرض الكثير من الحذر في الكلام، كما تفرض
التأني قبل التحرك، لكن ما هو واضح ومؤكد، أن الموقف الإنساني أياً كانت
هويته يجب ألا يتم زجه ضمن صراعات سياسية ونزاعات سلطوية . والمؤكد أيضاً
أن “الموضوعية” أصبحت من الماضي، أو بالأحرى أننا اكتشفنا أنها كلمة وهمية
لا يمكن العمل بها في العالم العربي، سواء على الفضائيات أو في الفن،
وغالبية من كانوا يرفعون شعارات “الوحدة والأخوة”، سقطت أقنعتهم ومارسوا
عصبيتهم في أول امتحان حقيقي .
smarlyn@hotmail.com
الخليج الإماراتية في
15/06/2011 |