صرح الإعلامى القدير محمود سعد لـ"اليوم السابع" أن انتقاله إلى قناة
التحرير كان أنسب الاختيارات فى المرحلة الراهنة لأنها قناة تهتم بالشأن
السياسى وأصبحت السياسة الاهتمام الرئيسى فى البلد حاليا، وابتعدت عن فقرة
المشاكل لأننا فى مرحلة المطالب العامة وليست الفئوية.
وقال سعد "ربما تكون تأثرت شعبيتى أخيرا بنسبة من 20 إلى 30%، لا أعرف
تحديدا، وأشار سعد إلى أن مكالمة أنس الفقى وزير الإعلام السابق، إضافة إلى
أن مكالمة أحمد شفيق كان لهما دور فى هذا ولكن هذا الموقف يتعرض له أى أحد
يعمل بالشأن العام، ولكن على الأرجح أن الحديث فى المبلغ الذى أتقاضاه
استفز الناس ولكن إذا شعرت أن الناس كرهتنى أكيد هعتزل العمل الإعلامى، لكن
رغم تراجع سوق الإعلان بشكل عام إلا أن برنامجى حاليا تمت تغطيته إعلانيا
وزيادة.
وفيما يتعلق باشتباكه مع وزير الإعلام السابق أنس الفقى فى أيامه الأخيرة
بالتلفزيون، قال سعد كانت تجمعنى علاقة طيبة بالفقى إلا أن الخلافات كانت
بسبب الثورة، وترجع الوقائع إلى الأربعاء 26 يناير الماضى وكان موعد حلقتى،
وجرت مكالمة هاتفية مع الفقى سألنى فيها "هتقول إيه النهارده؟ فقلت له
هتكلم عن إن فيه ثورة فى البلد، فهاجمنى بشدة وقال "مفيش ثورة ولا حاجة أنت
هتعملها شغلانة" فقلت له أفضل الوجود فى البيت اليوم، فرفض بشدة، مشيرا إلى
أن هذا سوف يفسر بشكل سيئ لدى الجمهور، وعندما أصررت قال لى "ماشى يا محمود
هردهالك"، وأعلن أننى فى إجازة مفتوحة.
وحول خروج محمود سعد من التلفزيون بهذه الطريقة قال "لم أكن أنتظر من
التلفزيون أى تكريم لأن المنفعة بيننا كانت متبادلة، وحققت لهم ربحا وأنا
أيضا ربحت وخرجت بموقف مشرف، وفى آخر 4 شهور حققت للتلفزيون10 ملايين جنيه،
ولو كنت أعرف أن وجودى يزعج أهل التلفزيون كنت مشيت من زمان لأنهم من حقهم
يشتغلوا".
وأضاف سعد: "النظام حاول استغلالى عدة مرات بشكل غير مباشر لمهاجمة الإخوان
إلا أنى كنت أرفض وكانوا يروجوا عنى شائعات أنى إخوانى، لكن الحقيقة أننى
أحب الإخوان المسلمين لأنهم كانوا أقوى الجبهات المعارضة للنظام.
وفى نهاية حديثه قال سعد البلد فى مرحلة أشبه بفترة الإنعاش التى تأتى عقب
أى جراحة وهناك تخبط لأن الناس كانت مخنوقة وانفجرت ولكن من أكبر مكاسب
الثورة أن بالفعل الرئيس سيتم اختياره كل 4 سنوات، وسنلمس التغيير حتى لو
بعد فترة، وأتمنى أن يصل محمد البرادعى أو حمدين صباحى إلى الرئاسة لأننى
وقتها سوف أشعر بالتغيير الحقيقى، أما عن قضايا الأقباط، فأرى أنه لابد من
التعامل معها على أنها قضايا وطنية.
اليوم السابع المصرية في
01/06/2011
مجلس الوزراء يبحث عن «رئيس اتحاد» يحظى
بقبول العاملين فى
التليفزيون
كتب
محاسن السنوسى ومحسن محمود وشيرين ربيع ومحمد السنهورى
أكدت مصادر مطلعة باتحاد الإذاعة والتليفزيون لـ«المصرى اليوم» أن مجلس
الوزراء يواجه مشكلة فى اختيار رئيس جديد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون خلفاً
للدكتور سامى الشريف، بعد جملة اعتراضات من «ثوار ماسبيرو»، على الأسماء
الإعلامية والصحفية التى تم طرحها لهذا المنصب، فيما طالب مجلس أمناء اتحاد
الإذاعة والتليفزيون، الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، بإسناد رئاسة
الاتحاد إلى اللواء طارق المهدى، و«لو بشكل مؤقت».
وقال الدكتور سامى الشريف، لـ«المصرى اليوم»، إنه تقدم باستقالته إلى
الدكتور رئيس الوزراء، مساء أمس الأول، وتم قبولها فى غضون ساعة، مؤكدا أن
الحكومة «لو جاءت بملائكة لإدارة التليفزيون لن يفلحوا».
واتهم «الشريف» فى استقالته، بعض أعضاء مجلس أمناء الاتحاد بالتحريض ضده،
مضيفاً أن «المعارضة فى ماسبيرو بلغت حد المعارضة من أجل المعارضة فقط».
من جانبه، طالب مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الدكتور عصام شرف،
رئيس الوزراء، بضرورة إيجاد حل للأوضاع المتردية داخل مبنى التليفزيون،
ورفعوا توصية إلى «شرف» أمس، بتولى اللواء طارق المهدى، و«لو بشكل مؤقت»،
رئاسة الاتحاد.
وأكد الإعلامى، حمدى قنديل، عضو اتحاد الأمناء، أنه لا يمانع تولى أحد
أعضاء المجلس رئاسة الاتحاد، بشرط أن يحظى بقبول العاملين، مشيراً إلى أن
المجلس اجتمع قبل أن يعلم بخبر استقالة الشريف، واتخذ أعضاؤه قراراً بترشيح
اللواء طارق المهدى للمنصب.
وفى سياق متصل، رفض العاملون بقناة النيل للأخبار، اقتراح إبراهيم الصياد،
رئيس قطاع الأخبار، تعيين رئيس للقناة يتوافقون عليه، مقابل تأجيل مطالبهم
بالانفصال عن القطاع.
سامى الشريف: رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون كانت مثل
«الحكم
بالإعدام»
كتب
محسن محمود
فجأة تقدم الدكتور سامى الشريف باستقالته من رئاسة اتحاد الإذاعة
والتليفزيون بعد أقل من ثلاثة شهور على شغله المنصب، خلفا للواء طارق
المهدى، عضو المجلس العسكرى.
الشريف قال لـ«المصرى اليوم» فى تصريحات خاصة عقب قبول الاستقالة: من يتولى
إدارة التليفزيون بهذه الإمكانيات وفى هذه الظروف أعتبره بمثابة «حكم
بالإعدام»، لذا فضلت الاستقالة لإتاحة الفرصة لغيرى، ولدىَّ مبررات كثيرة
لهذه الاستقالة أحتفظ ببعضها لنفسى، فقد فاض بى الكيل وتحملت ما لا يتحمله
بشر، ولن «أشيل» أخطاء مسؤولين سابقين تركوا ديونا لا حصر لها، لذا شعرت
بأننى «أحرت فى بحر»، نظرا لتفاقم الديون والمشاكل وعدم وجود أى نوع من
الدعم، لكننى فى النهاية أتمنى التوفيق لمن يتولى المسؤولية بعدى.
أضاف الشريف: لا يوجد أى استعداد لدعم الاتحاد بإمكانيات تساعدنا على
النهوض بالمنظومة الإعلامية، سواء مادية أو معنوية، كما أن التليفزيون يضم
أكثر من ٤٣ ألف موظف لهم مطالب كثيرة ومتأخرات قديمة منذ العهد السابق، وما
يأتى من دخل لا يكفى ما نحتاجه من نفقات، وقد حاولت مراراً وتكراراً خلال
الفترة التى توليت خلالها رئاسة الاتحاد أن أعدل وأغير، وتقدمت بلائحة
لتعديل الأجور بعد أن وجدت تفاوتا كبيرا بها، لكن لم يصلنى رد ولم يمنحونا
أى اهتمام، وقد بذلت قصارى جهدى طوال هذه المدة لخدمة مصر ومبنى الإذاعة
والتليفزيون، لكننى لم أجد الدعم الكافى، فى حين أن الحكومة استجابت لبعض
المطالب الفئوية بالرغم من عدم وجود سيولة مادية تكفى الرواتب، فمثلا تمت
الاستجابة لمطالب القنوات الإقليمية فى البث الفضائى على النايل سات،
بالرغم أن كل قناة تكلف التليفزيون ٣٠٠ ألف دولار سنويا وجميع القنوات
تتكلف ١٠ ملايين جنيه سنويا، هذا بخلاف أن ديون التليفزيون للنايل سات وصلت
إلى ٢٤ مليون دولار لم نتمكن من سدادها،
وقد تقدمت باقتراح أن تبث القنوات المحلية على قناة فضائية واحدة، وأن تبث
كل قناة على النايل سات يوما واحدا فى الأسبوع لتقليل التكاليف ولحين
استرداد التليفزيون عافيته، لكنهم رفضوا واتهمونى بالوقوف أمام مطالبهم،
بالرغم من أن الهدف من القنوات المحلية خدمة الأقاليم فقط وليس المشاهد
الخارجى، كما أن الحكومة التى استجابت لهذا المطلب كان لابد أن تدعمنا
ماديا حتى نستطيع دفع إيجار هذه القنوات للنايل سات، بدلا من زيادة الديون
فى أمور لا تخدم التليفزيون.
اليوم السابع المصرية في
01/06/2011
نجوم القائمة السَّوداء المصريَّة يهربون إلى الدراما
الخليجيَّة
عبدالله الحسن من الرياض
أفرزت الثورة المصريَّة فئات من الفنانين، فمنهم من بات يعرف بنجوم القائمة
السوداء، ومنهم من يعرف على أنه من نجوم الثورة، ما دفع بالقسم الأوَّل إلى
النزوج نحو الدراما العربيَّة الأخرى من خليجيَّة وسوريَّة.
الرياض: بعد أحداث 25 يناير في مصر، تم تصنيف الفنانين حسب موقفهم من
الثورة، بين مؤيد ومعارض لها، ونصبت القائمة السوداء لتضم نجومًا كبارًا
خسروا مكانتهم بسبب تأييدهم للنظام ومعارضتهم الواضحة والصريحة لثورة 25
يناير المصرية، ومنهم الفنان طلعت زكريا، والفنانة غادة عبد الرازق،
والفنانة عفاف شعيب، وهناك العديد من النجوم الآخرين الذين اختاروا ألا
يظهروا بعد الثورة وألا يتحدثوا فى وسائل الإعلام، أما هؤلاء الثلاثة فكانت
لهم قصة مختلفة.
طبعًا جميعنا يعلم قصة طلعت زكريا وميدان التحرير، إذ تحدث طلعت من خلال
إحدى القنوات الفضائية في أيام الثورة، أي قبل وقوع النظام وتنحي مبارك،
وسبّ شباب الثورة ووصفهم بأبشع التهم، وقال إنه شاهد في ميدان التحرير
بعينه شباب الثورة يمارسون الرذيلة ويبتاعون المخدرات.
لكنّ تصريحات طلعت زكريا استفزّت الثوار، لأنه لم يعترض على الثورة فحسب،
بل طعن في نزاهة وكرامة وأخلاق الثوار، دفاعًا عن النظام الذي سقط هو معه،
بدليل أرقام إيرادات فيلمه الأخير" الفيل في المنديل" الذي عزف عن مشاهدته
المصريون، ولم يحقق أرقامًا مماثلة للأرقام التي كان يحققها اسم طلعت زكريا
قبل الثورة.
وبناء على ما فات قرر زكريا أن يبتعد عن الساحة المصرية، فاحتضنته الدراما
الكويتية في فيلم مصري كويتي تحت عنوان "نزلة السمان"، يشارك فيه الفنان
عبد الامام عبدالله، واحمد راتب، وعفاف شعيب، ومحمود الجندي، وسليمان عيد،
ونرمين ماهر، وآخرون، ومن إخراج محمد الشورى، ويناقش الفيلم قضية الزيجات
بين الجنسيات المختلفة، ويطل هو على الفيلم بدور كوميدي.
ولاحظنا في فريق العمل اسم الفنانة، عفاف شعيب، أو "خالتو عفاف" كما اطلق
عليها شباب ثورة 25 يناير، فهي الأخرى لم تسلم من تعليقات ثوار الفيسبوك
الساخنة التي طالتها بسبب تعليقها الشهير على احداث الثورة، وانها ضدّها،
لأن أولاد اختها تعودوا قبل الثورة على أكل البيتزا والكباب والريش، وأثناء
الثورة حرموا منها.
وأثارت بهذا التعليق استفزاز المشاهدين الذين علقوا على ما قالته ساخرين،
ومنهم من ألف لها الأغاني استنكارًا لما قالته، لذلك انضمت هي الأخرى
لقائمة الفنانين الذين حلقوا خارج السرب المصري بعد الثورة.
ونأتي إلى الفنانة غادة عبدالرازق، والكل يعلم أن غادة كانت تمثل رقمًا
صعبًا قبل الثورة خصوصًا بعد نجاح مسلسلها الأخير "زهرة وأزواجها الخمسة"،
وأكدت أنها رفعت أجرها إلى 11 مليون جنيه عن دورها في المسلسلات، وكانت على
القائمة الرمضانية "قبل أحداث الثورة" الفرس الرابح لمسلسلها "سمارة"
المأخوذ عن قصة فيلم بالعنوان نفسه ، وراهن الجميع على نجاح المسلسل في
رمضان، ثم قامت الثورة وقلبت الموازين بسبب ما قالته غادة من اقوال معادية
للثورة ومؤيدة وبشدة للنظام السابق، ما جعل الثوار يضعونها في القائمة
السوداء.
لذلك اتجه مسلسلها "سمارة" إلى الجعبة الخليجية فأعلنت مؤسسة دبي للإعلام
عن نيتها إنتاج المسلسل بنسبة 80 %، والباقي لصالح "كنغ توت" المصرية، وتعد
هذه النسبة نسبة كبيرة جدًا، كما ترددت انباء عن اعتذار النجمة نانسي عجرم
عن غناء تتر المسلسل خوفًا على شعبيتها الواسعة التي حققتها في مصر في حال
ظهرت في عمل بطلته هي غادة التي سافرت إلى بيروت خصيصًا لتنفي الخبر وتشهد
تسجيل الاغنية مع نانسي.
لكن إلى متى سيحلق فنانو القائمة السوداء خارج السرب المصري؟ وهل سيتخطون
أزمة القائمة السوداء ويعودون نجومًا كسابق عهدهم؟ أم أن مصر الجديدة بعد
الثورة سيكون لها نجومها الجدد؟
إيلاف في
01/06/2011
لو كان الماغوط حياً لما شكل وجود دريد لحام ورأيه أي ردة
فعل
فنانو سوريا بين قائمتي العار والغار
عامر عبد السلام / دمشق
"شخصياً أنا لا آخذ كلامهم على محمل الجد ولا أصدقهم، لأنهم ممثلون يؤدون
الدور المطلوب منهم ويقبضون الثمن" هكذا علق الطالب السوري طارق عند سؤاله
عن مدى رضاه عن الفنان السوري وتصريحاته إزاء ما تمر به سوريا من أحداث،
وفي تعليقه جملة تعيد للأذهان عودة الممثل السوري إلى دائرة (المشخصاتي)
الضيقة رغم محاولاته في البروز إلى دائرة الفنان الأوسع والتي تتطلب أشياء
أكبر لكن الأحداث الأخيرة وضعته على المحك هذه المرة ودفعته (الثورة)
أو(الحراك الشعبي) إلى فوهة الحدث فبات عليه أن يدفع فاتورة النجاح والشهرة
والنجومية وأن يلعب دور المحلل السياسي.
جميع الناس بدأت تتأثر وكان من الطبيعي أن يحتل نجوم السينما والفن مساحة
كبيرة من الاهتمام الشعبي والإعلامي، وكغيرهم من أبناء البلد وبعد عدة أيام
من بداية الأزمة، خرج الفنانون السوريون عن صمتهم ليتحدث بسام كوسا، وبعده
النجم عابد فهد، معبرين عن رأيهم وردات فعلهم كأي مواطن سوري يحب بلده،
فعبر كل بطريقته، والكثير من الفنانين الكبار انطلقوا من أمام مبنى نقابة
الفنانين بمسيرة يؤيدون فيها سورية وقائدها منهم تولاي هارون، وباسل خياط،
وفراس إبراهيم، وفادية خطاب، والقائمة تطول.
ولأن كل فنان يعبر بطريقته سواءً بمواقف ميدانية كما فعل كل من الفنان نضال
سيجري، وباسم ياخور، إضافة إلى المخرج الليث حجو، توجهوا إلى محافظة
اللاذقية وقاموا بتهدئة الناس، كما زار وفد من النجوم "دوما" وقاموا بتعزية
أهالي الشهداء، وشارك الفنان مصطفى الخاني، في جولة شملت عدداً من
المحافظات السورية، وقام بزيارة عائلات الشهداء، والتقى بالطلاب من مختلف
الأعمار وتحاور معهم حول الحملة التي تتعرض لها سوريا.
وكان عدد من الفنانين قد أصدروا بيانات متناقضة حول مواقفهم من الأحداث
الدائرة في سورية، منهم وفيق الزعيم، ومها المصري، ورئيسة نقابة الفنانين
فاديا خطاب، الذين توجهوا لزيارة الجنود المصابين في مستشفى تشرين، حيث
وجهت شتائم لهم، وطلب الطاقم الطبي منهم مغادرة المستشفى فوراً بحسب ما
ذكرته بعض المواقع، والكف عن ممارسة "الإنسانية المزيفة التي يحاولون إقناع
الناس بها"، كما شدد بعض الأطباء على أن هؤلاء الفنانين "لا يمثلون إلا
أنفسهم".
وفي المقابل ثمة شريحة واسعة من مشاهير الفنانين السوريين عبّرت عن دعمها
وتضامنها مع أطفال المدن التي دخلها الجيش، منهم الفنانة مي سكاف، و منى
واصف، وكذلك كندة علوش، ويارا صبري، وماهر صليبي، والمخرجة رشا شربتجي،
ابنة المخرج هشام شربتجي الذي اتخذ موقفاً مغايراً،.
ولأن الدراما السورية تعتبر رائدة في الدراما العربية، لما قدمت من مسلسلات
تاريخية، واجتماعية، ووطنية، جسدت فيها قيم الشعب العربي والمسلم في العزة
والكرامة، وعدم الصبر على الضيم، والوحدة ضد الأعداء، والتمرد على الظلم
والقهر، والثورة على الفساد والاستبداد. وعلى المستوى المحلي والوطني برزت
فيها معاني الرجولة والشهامة والإباء، ورفض الذل والهوان، ومعاني البطولة،
والتضحية، والفداء ضد المحتل، وأعوانه، فقد أنشأ عدد من الجمهور قائمة عار
على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) تصدرها الفنانون السوريين ووصل عدد
مشتركيهم إلى أكثر من 16000 مشترك حتى لحظة كتابة المقال، وطالبوا المصريين
من خلالها بعدم توفير فرص عمل للفنانين المؤيدين للنظام في مصر، وحظر دخول
الفنانين السوريين الذين وردت أسماءهم في "قائمة العار".
ومن هؤلاء الممثل الكوميدي السوري الأشهر دريد لحام، الذي كان قد أعلن
تأييده المطلق للرئيس بشار الأسد، مشدداً على ان مهمة الجيش حماية الشعب
وتوفير الأمن والاستقرار وليس محاربة إسرائيل، الأمر الذي أثار انتقادات
واسعة في صفوف المعارضين للنظام السوري، كما تضم اللائحة الممثلة صفاء
سلطان التي جسدت شخصية المطربة المصرية ليلى مراد في مسلسل "قلبي دليلي".
وثبت بالأدلة القاطعة تخبط الفنانين السوريين وتشرذمهم وعدم أهليتهم للخوض
في القضايا السياسية فقد تبادلت الاتهامات الشنيعة والتي وصلت إلى حد
التخوين بمجرد مخالفة أحدهم للآخر، وهذا دليل على عدم قدرة الفنان على تحمل
المسؤولية في الأزمات الوطنية، ويمكننا القول بأن معظم نجومنا غدوا نيازك
مطفأة وجازت عليهم الفاتحة.
بعد كل هذا، بدأ الكثير من الناس بالرد على النجوم حتى قبل أن يتكلموا أو
يصرحوا ليعتبروهم في البداية خائفين ومترددين لا يجرؤون على التصريح
برأيهم، وبعد أن بدأت التصريحات كانت التعليقات على الفيس بوك وغيره بأنهم،
خَونة أو جبناء أو متملقون، فمن قال إنه مع الحرية أصبح خائناً، ومن قال
أنه مع النظام فهو متملق، ومن وجد أن الصمت هو الأفضل وصف بالجبان.
ورغم محاولات لمّ شمل صنّاع الدراما السورية، إلا أنّ الحال تزداد سوءاً.
ومن بين تلك المحاولات مبادرة قام بها رئيس حركة «فلسطين حرة» ياسر قشلق،
إذ جمع الأسبوع الماضي عدداً من نجوم الدراما السورية بغية إجراء حوار وطني
ولكن الجلسة التي أقيمت في أحد فنادق دمشق، لم تؤدّ إلى المصالحة بل انقلبت
جدالاً وبدأت أجواء التوتر عندما اعترضت مي سكاف على كلمة قشلق الذي رأى
أنّ الثورة المصرية مجرد انقلاب.
وكانت نهاية هذا اللقاء مرافعة نارية قدّمتها سكاف أمام وسائل الإعلام قبل
أن تغادر القاعة.
تصريح الممثلة السورية ،انتشر منذ أيام على موقع «يوتيوب» بعنوان «تصريح مي
سكاف حول الحوار الوطني السوري للفنانين» وتصدرت سكاف حينها قائمة الشرف
السورية.
في الحالة السورية ليس هناك موقف يماثل موقف المطربة السورية أصالة نصري من
حيث الجرأة والشجاعة في مناصرة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلادها، ففي
رسالتها المعنونة "إلى ثوار سوريا" قالت أصالة إنها ترفض السفر إلى سوريا
للمشاركة مع الفنانين السوريين في ” تمثيليات ” لدعم نظام بشار الأسد ثم
أضافت في الرسالة ذاتها التي نشرت الكترونياً.
وفي سياق قريب تداولت المواقع الالكترونية خبراً عن إعلان ميادة الحناوي
انضمامها إلى الثوار في سورية ومهاجمة الرئيس بشار الأسد على خلفية
تصريحاتها في المؤتمر الذي عقد لها في المغرب على هامش مهرجان «موازين
إيقاعات العالم». وقد تم تفسير ما قالته الفنانة السورية بطريقة خاطئة، إذ
صرحت بأنها مع الإصلاح والحوار الهادئ وتلبية مطالب الشعب المحقة بعيدا عن
استخدام العنف والإرهاب.
وبعد أن كان المشاهد العربي يجد صعوبة في ترك جهاز التحكم عن بعد في شهر
رمضان من كل عام، ليتنقل بين القنوات العربية التي تتنافس في ما بينها
لاجتذاب اهتمامه، ويختار واحداً من بين مسلسلات رمضان التي اعتادت أن تسيطر
على شاشات التلفزيون، لتأتي الثورات العربية وتغير مفهوم الاهتمام
التلفزيوني.
وقال أحمد طالب هندسة لـ"لإيلاف" بأنه لا يعتقد بأن عربياً أو سورياً
شريفاً سيشاهد مسلسلات هؤلاء الفنانين السمجة بعد اليوم، ويرى بأن الشرفاء
من الفنانين والمثقفين السوريين يعدون على أصابع اليد الواحدة وأصالة نصري
سوف يمجدها التاريخ وأنا أول من سوف يتغنى بموقفها".
وقال سليم صاحب محل "الفنانات السوريات معذورات لأن كل فنانة سورية من
المطربات والممثلات لا يمكن أن تقف على رجليها إلا بعد أن تزور المخابرات
مرات عدة ليعلمونها دروس البعثيين وإن كان جميلة فتحظى بمكانة أكبر وتصبح
مدللة، وهذا معروف في كل المدن السورية".
فيما ذهبت رانيا إلى عدم قبولها بتخوين الفنانين السوريين ولا تجريحهم
وشتمهم بطريقة لا تمت للأخلاق بصلة عبر "غروبات" تضم مئات الأشخاص على
مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت يارا وهي صحفية بأننا جميعنا سورية وفنانو سورية صنعوا الكثير
لبلدنا، فمن العار أن نعاملهم بهذه الطريقة، ورداً على كل تعليق مسيء وكلمة
ليست في مكانها ورداً على "قائمة العار السورية" التي وضعت نجوم سورية
وشرفائها فيها، أطلب بتفعيل صفحة على "الفيس بوك" وتحويلها إلى صفحة "الغار
السورية" لنؤكد للجميع أن شعب سورية الحر وفنانيها غار على رؤوس الجميع.
وأضاف جمال "بأي حق تجرّحون الناس وبأي صفة تخوّنونهم؟ من منحكم سلطة
القاضي لتفرزوا الناس كما تشاؤون؟ من يطالب بالحرية يجب أن يبدأ بنفسه
ويحترم حرية الآخرين دون أن يتهم من يعارضه الرأي بالخائن".
وقال سليمان أن "كلام الفنانين يلهمه ولكن كل إنسان مثقف وواعي فهم حجم
المؤامرة على بلدنا الحبيب سوريا".
وأشار ريدي صيدلاني بأن الممثل لا ينبغي أن يؤخذ برأيه كمثقف، فهو لن يزيد
شيئا، فمثلا لو كان الماغوط حياً لما شكل وجود دريد لحام ورأيه أي ردة فعل
مقابل رأي الماغوط. وبالمجمل ما كان ينتظره الناس من معظم الممثلين هو
موقفهم الإنساني أكثر من الأخذ بتشخيصهم للحالة بعمق أبعادها لأن معظمهم
ليسوا أسيادا إلا على النصوص الجاهزة والمعدة مسبقا !.
الفنان ليس شخصا عاديا لما يقدم من بطولات ويجسد من فكر وقيم، فإما أن يرفع
نفسه ليكون عملاقاً، أو يهبط بها ليتحول إلى قزم في حلقة سيرك ،وربما كانت
الثورة حلم المثقفين والفنانين والكتّاب ولكن لا ريب أن الممثل العربي أمسى
في وضع لا يحسد عليه لدرجة أن كثيرين تمنوا لو أنهم مازالوا في دائرة (المشخصاتي)
فحينها لم يكن الممثل مجبراً على تأكيد ما يقدمه من خلال المسلسلات أو
الأفلام من بطولات.
إيلاف في
01/06/2011 |