على مدى السنوات العشر من تجربته الدرامية تمكن الفنان السوري الشاب قيس
شيخ نجيب من ترك بصمته الخاصة في خريطة الدراما السورية من خلال تألقه في
الكثير من الأعمال الاجتماعية المعاصرة والتاريخية والبيئية الشامية التي
أوصلته للنجومية وحجزت له مقعدا في الصف الأمامي لنجوم الدراما السورية.
ويرى الكثير من المتابعين والنقاد في تجربة قيس تميزا وتفردا من خلال
امتلاكه لأدواته الفنية والكاريزما التي يتميز بها ومن خلال نشأته في بيئة
فنية معروفة، حيث إن والده المخرج والممثل محمد شيخ نجيب وشقيقه المخرج سيف
شيخ نجيب، وهذا ما حقق له عاملا مساعدا خاصة فيما يتعلق بالحالة الفنية
الحرفية، والتي رافقتها بالتأكيد موهبة فنية وأداء درامي بارز، وعلى مدى
تجربته الفنية القصيرة نسبيا قدم قيس الكثير من الأعمال الدرامية المهمة،
بينما يصور حاليا أعمالا جديدة للموسم الرمضاني المقبل، يتحدث عنها وعن
غيرها من القضايا الفنية في الحوار الذي خص به «الشرق الأوسط» بدمشق، فإلى
نص الحوار:
·
لنتحدث بداية عن أعمالك الدرامية
الجديدة التي صورتها أو تصورها في الموسم الحالي.
- في هذا العام هناك كم من الأعمال التي أشارك فيها، وفي الحقيقة لست
متعودا على المشاركة في مثل هذا الكم الدرامي وفي موسم واحد، وهذا يحصل
للمرة الأولى في رحلتي الفنية، ولكن مع ذلك كنت حريصا على النوع، وأن يكون
هناك تنوع في الشخصيات التي أجسدها في هذه الأعمال، فقد انتهيت قبل فترة من
تصوير دوري في ثلاثة أعمال اجتماعية مختلفة عن بعضها في الشكل وفي المضمون
والشخصيات التي أديتها في هذه الأعمال وستعرض في موسم رمضان المقبل، وهي
مسلسل «السراب» للمخرج مروان بركات وتأليف حسن سامي اليوسف ونجيب نصير، وهو
عمل اجتماعي ودوري فيه شاب ريفي يأتي للعاصمة دمشق ليدرس في الجامعة ويعيش
في مناطق المخالفات السكنية بسبب فقره ويعيش حالة حب مع زميلته الغنية
ويتزوجها ليعيش في صراع اجتماعي ويدخل في منظومة الفساد ويتحول لشخص فاسد،
وانتهيت من تصوير دوري في مسلسل «الغفران» للمخرج حاتم علي وأجسد فيه شخصية
شاب فقير ومجتهد في الدراسة ويبحث عن فرصة عمل حقيقية، وفي مسلسل «تعب
المشوار» مع المخرج سيف سبيعي أجسد فيه شخصية شاب ذكي يعمل في هيئة الطاقة
الذرية ولديه مشروع يحلم بتحقيقه حتى يخدم فيه بلده ولكنه يحب فتاة متحررة
تعيش خارج بلده فيحصل لديه صراع بين العلم والثقافة والحب وتطلعاته
الحضارية والإرث الشرقي الذي يكمن لدى كل شاب عربي، وأصور حاليا دوري في
مسلسل «الزعيم»، وتسميته السابقة كانت «خان الشكر» وهو من البيئة الشامية
وإخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا وسيعرض في رمضان على شاشة الـ«mbc» وأجسد فيه شخصية ابن زعيم الحارة الصغير المدلل ويتيم الأم وسأشارك
كضيف في المسلسل التاريخي «رابعة العدوية» مع المخرج زهير قنوع وأجسد فيه
شخصية شاب فارسي يقع في غرام رابعة العدوية وسأكون مشاركا كضيف في الفيلم
السينمائي «العاشق» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد وإنتاج المؤسسة العامة
للسينما في سوريا وأقدم فيه شخصية لطيفة وأعتبر مشاركتي في هذا الفيلم
مكسبا لي حيث أحب السينما كثيرا.
·
هل عرض عليك العمل مع الدراما
المصرية؟
- نعم، عرض علي المشاركة في عمل مصري في العام الماضي وكان هناك مشروع
للعام الحالي، ولكن لم يكتمل بسبب سرعة الأحداث في مصر وتوقف الكثير من
الأعمال الدرامية وعدم إنجاز بعضها وتأجيلها.
·
وكيف تنظر إلى تجربة الممثلين
السوريين، وخاصة الشباب منهم مع الدراما المصرية؟
- كانت تجارب موفقة والممثل السوري - برأيي - يحمل من الثقافة والموهبة
والمقدرة ما يكفي لأن يكون حاضرا في أي مكان وأن يكون متميزا به، ولذلك
أثبت هؤلاء الشباب حضورا مميزا في مصر حيث وصلوا إلى قلب الجمهور المصري
الذي استقبلهم بصدر رحب جدا.
·
فيما يتعلق بدراما البيئة
الشامية كنت حاضرا فيها بشكل واسع كيف يمكن إعادة الألق لهذا النوع من
الدراما والمحافظة عليها؟
- من المعروف أن الأعمال الشامية الشعبية حققت إقبالا كبيرا من الجمهور
وصار هناك كثرة في إنتاجها مما يؤثر سلبا على مضمونها، وبرأيي أنه في سوريا
بيئات مختلفة ومتنوعة مما يساعد المخرجين والمنتجين على تنفيذ أعمال درامية
مختلفة عن البيئة الشامية، ولكن يبقى هناك منطق السوق الذي يحكم موضوع
الدراما وبالتالي فإن الأعمال الشامية يتابعها الناس بكثرة وبطريقة خيالية
فعلا وأحبوها كثيرا مما أدى ذلك لدى بعض المنتجين لاستغلال هذه الجماهيرية
وتحويل هذه الأعمال إلى شكل من التجارة.
·
هل أثر وجودك في أسرة فنية ساعد
على انتشارك وشهرتك ونجوميتك؟
- برأيي أنه بعد 13 سنة من تجربتي الفنية المستمرة ومن تخرجي في المعهد
العالي للفنون المسرحية فإن هذه السنوات تعبر عن نفسها بغض النظر عن
انتمائي لعائلة فنية، فالزمن يثبت مقدرة الممثل على البقاء أو لا، وهو من
يقيم تجربته من خلال أعماله ومشروعه الفني، ومشروعي الفني بشكل أساسي هو
السينما، حيث أعشق الفن السابع وأتمنى أن أكون موجودا فيها، على الرغم من
أن التلفزيون من الفنون المحببة، ولكنه يبقى ليكون الفنان موجودا على
الساحة الفنية ويحافظ على كم من الشعبية والجماهيرية.
·
ولكن لا يوجد إنتاج سينمائي جيد
في سوريا؟
- ومع ذلك والحمد لله حالفني الحظ وقدمت ثلاثة أفلام سينمائية وأستعد
لتصوير فيلمي الرابع وبعده الخامس، حيث سيصور بعد شهر رمضان وهو فيلم
للمخرج جود سعيد بعنوان «صديقي الأخير»، وفيما يتعلق بالإنتاج السينمائي
السوري أتوقع أن يحقق قفزة كبيرة في الفترة المقبلة بعد عزوف القطاع الخاص
عن خوض تجربة الإنتاج السينمائي لأن رأس المال كان جبانا وخجولا في صناعة
السينما رغم توفر تسهيلات واسعة أمامهم كتلك التي قدمت لإنتاج الدراما
التلفزيونية وفتحت لها الأبواب، كذلك حصل للسينما ولكن لم يقدم المنتجون
على السينما كما فعلوا مع التلفزيون. وأتمنى أن يكون هناك التفاتة حقيقية
وأن يتوجه القطاع الخاص ورؤوس الأموال نحو الإنتاج السينمائي وليبدأ ببناء
صالات عرض جديدة وفي طريقة إنتاج أفلام تعبر بشكل حقيقي عن البيئة السورية
والمجتمع السوري، خاصة أن الفيلم السينمائي سفير حقيقي يجوب كل أنحاء
العالم.
·
أين تجد نفسك في أنواع الدراما
وأنت قدمتها جميعها تقريبا من الاجتماعي المعاصر وحتى التاريخي والبيئي؟
- بالنسبة لي أبتعد عن التصنيفات في هذه المواضيع وأنظر دائما إلى العمل
وكم يقدم لي جديدا ورصيدا لتجربتي وكيف أستطيع أن أقدم شخصيات مختلفة، حيث
أبحث دائما في اختياراتي على شخصيات جديدة ومختلفة عن سابقاتها حتى أشعر
بالمتعة كممثل، فالفن بالنسبة لي متعة حتى أقدم الشخصية بشكل صحيح ولتصل
للجمهور بشكل ممتع بغض النظر إن كانت اجتماعية أم تاريخية أم شامية.
·
هل تطمح لتجسيد عمل من السيرة
الذاتية؟
- في مسلسل «سقف العالم» قبل ثلاث سنوات مع المخرج نجدت أنزور جسدت شخصية
الرحالة التاريخي أحمد بن فضلان، ولكنه يبقى عملا تاريخيا، أما إذا كنت
تقصد سيرة ذاتية للتاريخ القريب كالقرن العشرين فهناك شخصيات مهمة يمكن لي
أن أجسدها في تلك الفترة ولكن لا توجد شخصية واضحة في ذهني، فالموضوع بحاجة
لبحث مطول، حيث لا يوجد بذهني شخصية معينة.
·
هل تراجع نفسك وتنتقد ما قدمته
من أعمال فنية؟
- أنا ناقد لاذع لنفسي وأنتقد حالي وأحاول مشاهدة الأمور التي كنت غير موفق
بها حتى أحاول تلافيها في الأعمال التالية وأن أجد أدوات وأساليب جديدة
للتعبير حتى أشعر بأن في هذه المهنة هناك أشياء تتطور وإلا إذا شعرت بأنه
ليس هناك أمور تتطور فالمهنة تحولت لكسب العيش فقط وهذا لا يناسبني
بالتأكيد، حيث أنظر إلى التمثيل كمهنة فنية إنسانية حقيقية تحمل من المتعة
والفائدة والتسلية الكثير، ولذلك ضمن هذه الشروط هناك نقد ومحاكمة ذاتية
لنفسي.
·
كيف تنظر للدراما المدبلجة؟
- عرض علي المشاركة فيها ورفضت ومنذ البداية لم أكن مشجعا لمثل هذه الأعمال
من منطلق خوفي أن تؤثر على الدراما التلفزيونية السورية وهي بالفعل أثرت في
ناحية العرض خارج الموسم الرمضاني، حيث حلت مكان المسلسل السوري، ولكن تبقى
موضة والجمهور يستهلكها والمسؤولية برأيي تقع على الطرفين فالجمهور يتلقى
أي شيء وشركات الإنتاج تستغل هذه الموجة وتلقى الجمهور لها وكذلك تفعل
القنوات الفضائية.
·
هل يمكن أن نشاهدك مخرجا؟
- ليس في الوقت الحالي، ويمكن أن يكون في المستقبل شيء يجذبني بهذا
الاتجاه.
·
وهل يمكن أن نشاهدك مقدما
لبرنامج تلفزيوني؟
- خضت مثل هذه التجربة قبل 11 سنة وقدمت برنامجا للأطفال اسمه «فكر فكر»
وبرأيي أن معظم الممثلين في العالم لديهم مثل هذه التجربة أو يطمحون
لخوضها، وأنا أطمح في تقديم برنامج ثقافة عامة بحيث يضيف لتجربتي الفنية
أشياء جديدة.
·
هل لديك هوايات أخرى؟
- الرياضة، حيث ألعب كرة سلة، وكنت لاعبا بنادي الوحدة الدمشقي قبل أن
أنتسب لمعهد التمثيل، كما أمارس هواية ركوب الخيل والسباحة وأحب الموسيقى،
وأحاول حضور الحفلات الموسيقية حتى خارج سوريا.
·
وما هو وضعك العائلي؟
- متزوج حديثا، ولا يوجد أطفال بعد من الكاتبة التلفزيونية لبنى مشلح،
وقدمت مجموعة من اللوحات التلفزيونية في «بقعة ضوء» و«ندى الأيام» وهي مقلة
في أعمالها، ولكنها تؤلف أشياء مميزة.
الشرق الأوسط في
13/05/2011
منتج مسلسل «الشحرورة»: واجهنا عدة إنذارات قانونية وتم
حلها حبيا وقانونيا
كارول سماحة: خاطرت بتأدية دور صباح رغم فشل
مسلسل «عبد الحليم حافظ»
بيروت: «الشرق الأوسط»
أقامت شركة «سيدرز آرت برودكشن» مؤتمرا صحافيا في بيروت، للإعلان عن
الانتهاء من تصوير مشاهد مسلسل «الشحرورة»، الذي يروي سيرة الأسطورة صباح
في لبنان وسوريا والبدء بالتصوير في مصر، الذي ينتهي في الثلاثين من الشهر
الحالي لتبدأ عملية المونتاج ويصبح المسلسل جاهزا في ثلاثين حلقة تعرض في
رمضان المقبل عبر قناة «المستقبل»، و«الحياة» و«السومرية»، التي اتفقت معها
الشركة المنتجة.
وقد استضاف المؤتمر النجمة كارول سماحة التي تجسد دور الشحرورة صباح، كما
حضر عدد من الممثلين في العمل، أبرزهم أنطوان كرباج، وكارمن لبس، ورفيق علي
أحمد وغيرهم، وقد لاحظنا أن معظمهم تضايق من عدم ذكرهم في المؤتمر وكأنهم
على الهامش، وهو ما علق عليه الصحافيون، فأجابت كارول سماحة لتدارك الموقف
«حدا بيرحب بأهل بيتو»؟ إلا أن تعليق كارول جاء متأخرا، حيث انسحب معظم
الممثلين المشاركين في العمل قبل بدء المؤتمر الفعلي، وهناك من غادر بعده
بقليل، أمثال أنطوان كرباج وكارمن لبس.
خلال المؤتمر، تحدث المنتج صادق الصباح عن أن المسلسل واجه عدة إنذارات
قانونية من عدة أشخاص يتناولهم، وأن جميع القضايا تم حلها إما حبيا أو
قانونيا، مؤكدا أن جميع الشخصيات التي كانت على علاقة بالصبوحة سيتم
تناولها في العمل، مما يعني أن المسلسل التف على القانون بذكاء وأن
الشخصيات التي اعترض ورثتها على ذكرها كعاصي الرحباني وفيروز اللذين اعترضت
ابنتهما ريما الرحباني على ذكرهما، والصحافي سعيد فريحة الذي اعترض ورثته
وطالبوا بعدم ذكره، على سبيل المثال، سيتم إدراجهم ضمن السياق الدرامي تحت
أسماء مستعارة، كما أنه سيتم ذكر الشخصيات السياسية التي كانت على علاقة
بصباح بشكل أو بآخر، ومنهم: الرئيس جمال عبد الناصر، الرئيس أنور السادات،
النائب جو حمود، أحد أزواج الصبوحة ووالد ولديها، الرئيس كميل شمعون
والنائب غسان التويني.
وحول ما إذا كانت صباح قد قرأت السيناريو الكامل للحلقات الثلاثين ووافقت
عليها، أجاب الكاتب وفاء الشندويلي أن ابنة شقيقة الصباح وصباح اطلعتا على
كل الحلقات وأبديتا بعض الملاحظات التي تم أخذها بعين الاعتبار، مؤكدا أن
قواعد اللعبة الدرامية تختلف تماما عن العمل التسجيلي، وأن هذا الأمر ربما
لم يكن واضحا في البداية للصبوحة، إلا أنه تم توضيح جميع الأمور وتم
التعامل بحساسية كبيرة مع الأشخاص الذين يذكرهم المسلسل.
وحول ما إذا كان العمل سيظهر «صباح» على أنها ملاك كما حصل في مسلسل السيرة
الذاتية لـ«أم كلثوم»، أوضح الكاتب أيضا أن العمل قدم كلا من الإيجابيات
والسلبيات، وكما أن الجمهور سيتعاطف مع صباح، فهو أيضا سيعاتبها ويقف ضدها
في الكثير من المواقف، كما أكد أن 90 في المائة من أحداث العمل ستفاجئ
الجمهور المتابع على الرغم من أن صباح كانت أجرأ النجمات والجمهور يعرف
تفاصيل كثيرة عن حياتها.
وأكد الكاتب أيضا مجيبا عن أسئلة أحد الصحافيين أن حادثة فقدان صباح لصوتها
ستذكر أثناء المسلسل الذي سيكشف للمرة الأولى عن سبب تلك الحادثة، التي
شكلت عقدة لصباح طوال مسيرتها الفنية، فالموقف الذي تعرضت له لم يكن سهلا
أبدا.
وعما إذا كان المسلسل سيتطرق لصباح كأم لطفلين، فهي عايشت أوجاعها الخاصة
كما عايشت فرح الشهرة، أكد الكاتب أن صباح عاشت طوال حياتها عقدة ذنب تجاه
أولادها وهذا ما سيعايشه المشاهدون في كل حلقة من حلقات المسلسل، فالفن
أناني وكذلك الزواج، وصباح اختارت الفن.
أما كارول سماحة، التي تألقت بفستان أزرق وإطلالة خمسينية، فأعلنت أنها
شعرت بداية بأنها بعيدة كثيرا عن الدور، وأنها ضحكت ساخرة حينما اتصلت بها
الشركة المنتجة، لأنها لا تشبه صباح شكلا، إلا أنها عدَلَت عن رأيها حين
قرأت السيناريو ورأت أنها بدأت تتقمص الدور.
واعترفت كارول بأنها بداية كانت مهووسة بأن يكون شكلها قريبا من شكل صباح،
لأن الجمهور العربي سيركز على هذا الأمر في الحلقات الأولى، إلا أن هذا
الهوس اختفى لديها لأنها باتت تعرف أن الجمهور سيتعلق بالأداء التمثيلي،
وسيتخطى هذه المرحلة، وقالت: «ذبتُ في صباح وما بقا عم فكر بالشبه».
وحول المخاطرة التي اتخذتها والمسؤولية الملقاة على عاتقها، قالت: «حدا
غيري ما كان عملها، فالسير الذاتية هي الأصعب على الإطلاق في التمثيل،
وهناك مسلسلات لسير ذاتية فشلت فشلا ذريعا، كتلك التي قدمت عن عبد الحليم
حافظ»، وأضافت ممازحة: «هلق أنا هون، ويا ربي التوبة على المسلسلات».
ومما قالته كارول أيضا إن المسلسل سيتضمن بعض الحوارات باللهجة اللبنانية،
خصوصا عندما كانت صباح لا تزال تعيش في «وادي شحرور» في كنف عائلتها، وأن
هذه ليست نقطة سلبية توضع على المسلسل، وأضافت: «خلينا الممثلين المصريين
يحكوا لبناني» وكنا نرتجل كثيرا على بلاتوه التصوير، حتى إننا استبدلنا
ببعض الكلمات اللهجة المصرية وجعلناها باللبنانية كأن قلنا: «يا دلّي»، بدل
الـ«يا لهوي».
وأضافت كارول أنها كانت تودّ في المشاهد التي تحكي فيها باللهجة اللبنانية
أن تحكي لهجة الضّيعة، فصباح كانت بنت ضيعة في بداياتها، إلا أن المنتج
اقترح عليها استخدام اللهجة البيضاء، فالمسلسل سيعرض على جمهور عربي عريض،
قد لا يفهم لهجة بنت الضيعة.
أما مخرج العمل الشاب أحمد شفيق، فقال إن قبوله إخراج العمل هو نقطة تحول
لأنه كان يشعر بأنه لا يحب أعمال السير الذاتية، لكنه بدل رأيه حين جلس مع
كارول سماحة وصباح وعرف تفاصيل كثيرة عن حياة الأخيرة، وأن أكثر حادثة أثرت
فيه هي تلك التي روتها له صباح عن أن زوجها خيرها بين الفن وابنها، وأن هذه
الحادثة كانت النقطة الأساسية التي دفعته إلى الموافقة على المسلسل.
ولعل أهم ما جاء في المؤتمر هو الإعلان عن أن نهاية المسلسل لم تحدد بعد،
فهناك ثلاث نهايات تمت كتابتها ولم يعرف بعد أيها سيتم اعتماده، وهو أمر
سيقرره فريق العمل في مصر حيث يتوجهون لتصوير المشاهد النهائية، وحينها
سيكونون مرتاحين أكثر وسيتفرغون لأخذ هذا القرار؛ إذ إنهم أرهقوا جميعا
خلال التصوير في سوريا ولبنان.
يُذكر أن الصحافيين عاتبوا في أسئلتهم وتعليقاتهم وزير الثقافة، فادي عبود،
الذي حضر المؤتمر، معتبرين أنه على الدولة اللبنانية أن تكون أحد الأطراف
المنتجة في عمل كهذا، وأنه يجب أن يعرض على تلفزيون لبنان، فدافع الوزير عن
نفسه مؤكدا أن الوزارة تحاول دعم المواهب الجديدة في الإخراج والتصوير وأن
ميزانية وزارة الثقافة تدفع إلى الضحك، فهي تبلغ 20 مليار ليرة لبنانية،
منها 13 مليارا تصرف كمعاشات للموظفين، كما دافع المنتج صادق الصباح عن
الدولة اللبنانية مؤكدا أنه لقي كامل الدعم من كل الأطراف الرسمية أثناء
العمل على المسلسل في لبنان.
الشرق الأوسط في
13/05/2011
ناقش الطبائع والعادات التي لم تكن موجودة من قبل
"عريس دليفري" يرصد التغيرات الإنسانية
والعاطفية في الشخصية المصرية
القاهرة - دار الإعلام العربية
أكد مخرج مسلسل "عريس دليفري" أشرف سالم أن مسلسله حالة خاصة ترصد التغيرات
الإنسانية والعاطفية التي طرأت على الشخصية المصرية، والتي افتقد المصريون
بغيابها كثيرًا من سماتهم الجميلة.
واعترف سالم بالرضوخ لرغبة بطل المسلسل الفنان هاني رمزي باستبدال اسمه من
"أمين الانتقام" إلى "عريس دليفري"، حيث قال مؤكداً: "لم أمانع في ذلك،
خاصة أن الاسم الجديد نابع من العمل ويحمل مضمونه".
وأشار أيضاً إلى أن المسلسل ناقش أسباب التغيرات التي طرأت على السلوكيات
طول السنوات الماضية، ونتج عنها كثير من الطبائع والعادات التي لم تكن
موجودة من قبل، مثل سيطرة العُبُوس والتجهم على ملامح الناس، حتى أضحوا
أكثر توتراً وعصبية وعدوانية.
إعادة الشخصية المصرية
نوَّه سالم بأن المسلسل يحاول أيضاً لفت انتباه المشاهدين إلى ضرورة العودة
إلى العاطفة في حياتنا، وتقديم محاولات لإعادة الشخصية المصرية إلى سابق
هدوئها وعاطفيتها، مبرراً ذلك بقوله: "لأننا محتاجون إلى المشاعر والحب،
ليس الحب بمفهومه المحدود، إنما الحب لكل من حولنا لتعود الشخصية المصرية
الحقيقية التي غابت في زحام الأوضاع الاقتصادية السيئة".
وبيَّن أن المسلسل مكتوب بشكل انسيابي جميل وممتزج بكوميديا راقية بعيدة عن
الإسفاف، نافياً تماماً أن يكون قد تم تعديل سيناريو المسلسل ليتضمن بعض
المشاهد عن الثورة، وقال موضحاً: " إن المسلسل يحمل طابعا كوميديا يقدم
ابتسامة جميلة للمشاهد العربي طوال شهر رمضان في ظل الأحداث السياسية
الصعبة التي نعيشها".
وعن اختيار أبطال العمل، أضاف: "تم الاختيار بناءً على الشخصيات المرسومة
في الورق، فمثلا عندما عرضت السيناريو على هاني رمزي تحمس جداً، أما
بالنسبة لبطلة العمل فقد كان هناك أكثر من ترشيح لكن في النهاية وقع
الاختيار على الفنانة الشابة إيمي سمير غانم، لما تتسم به من بساطة
وتلقائية، أما باقي فريق العمل مثل هالة فاخر ولطفي لبيب ونهال عنبر
فالمشاهد في غنى عن الحديث عنهم".
العربية نت في
15/05/2011
الشاشات العربية تقع فى فخ الدراما التركية !
شيماء مكاوي
نور ومهند، سنوات الضياع، لحظة وداع، دموع الورد، ويبقى الحب، وتمضى
الأيام، العشق الممنوع، جميعها مسلسلات تركية حازت على أعلى نسب مشاهدة
ومتابعة وأصبح المشاهد العربى ينجذب إليها ويشاهدها ويتابعها على الرغم من
أن عدد حلقات هذه الأعمال لا تقل عن 90 حلقة بل تصل إلى 200 حلقة وأكثر فى
بعض المسلسلات.. ومع ذلك لا يشعر المشاهد بالملل.. لماذا؟.. وهل هذا سيؤثر
على الدراما المصرية؟ ..هذا هو السؤال الذى نبحث عن إجابته من خلال هذا
التحقيق..
* فى البداية يقول الناقد «نادر عدلى»: انجذاب المشاهد المصرى للدراما
التركية لا يدل على ضعف الدراما المصرية، فعلى العكس تماما فالدراما
التركية دراما ضعيفة فى الأصل، والدراما العربية غنية جدا، لكن هناك عوامل
أخرى تجعل المشاهد ينجذب إلى تلك الأعمال التركية وهى كالتالى أولا الصورة
فالدراما التركية تركز بشكل كبير على التصوير الخارجى والمشاهد التى يتم
تصويرها فى الأماكن الطبيعية وغيرها، وهذه الصورة الخلابة تجعل المشاهد
يشعر براحة العين وينجذب إلى تلك الصورة النقية جدا، والعامل الثانى الذى
يؤدى إلى انجذاب المشاهد لتلك الدراما هو أنها قائمة على العلاقة بين الرجل
والمرأة بشكل مباشر وصريح وهو ما لا نجده فى الدراما المصرية بسبب الرقابة
على الأعمال الفنية، فالعلاقة بين الرجل والمرأة والعلاقات الرومانسية
العاطفية صريحة جدا فى الأعمال التركية وبالتالى ينجذب المشاهد لتلك
الأعمال، أيضا الأحداث متجددة فى كل حلقة والمشاهد يشعر بنوع من العشرة
والاندماج مع البطل أو البطلة فلا يمكن أن يشعر بالملل مهما طال عدد
الحلقات.
* ويقول السيناريست «وليد يوسف»: الدراما المصرية أفضل وأقوى بكثير من
الدراما التركية ولكن سبب متابعة المشاهد للدراما التركية يرجع إلى أنه
يشاهد أمامه أبطالا فى غاية الوسامة وبطلات فى منتهى الجمال، فى الوقت التى
تشاهد فيه الفنان أو الفنانة المصرية بعد أن يحققوا نجوميتهم أشكالهم تتغير
وأوزانهم تزيد!!
ويحذر وليد من بعض الأفكار الهدامة التى تنضوى عليها بعض المسلسلات التركية
ولا تتناسب مع قيمنا الإسلامية، فمثلا فى مسلسل «العشق الممنوع» قصته قائمة
على حب فتى لزوجة عمه فهذا يعد «زنا محارم».
* من جانبه يبرر المخرج «على عبد الخالق» إقبال الفضائيات العربية على شراء
وعرض المسلسلات التركية بأنها أرخص من الدراما المصرية والسورية والخليجية،
أما عن سبب انجذاب المشاهد للدراما التركية فيواصل قائلا: الدراما التركية
بها أشياء كثيرة مميزة فهى تعتمد على التصوير بكاميرا السينما، فتأخذ
تفاصيل كثيرة للمشهد وتأخذ لحظات كثيرة جدا، وهى مدرسة واحدة يتبعها جميع
مخرجى الدراما التركية، فنشعر أن جميع مخرجى تلك الأعمال وكأنهم مخرج واحد،
فالمشهد فى الدراما التركية نجد به تفاصيل كثيرة، وإحجام اللقطات متنوعة،
وحركة الكاميرا كثيرة، وأيضا حركة الممثلين كثيرة، فحتى لو كان العمل ليس
قويا فإنه يستطيع أن يخلق إيقاعا مختلفا لا يشعر المشاهد بالملل، فيستغل
المخرج أجمل ما فى تركيا من مناظر ويقدمها ونلاحظ أن جميع هذه الأعمال لا
يتم تصويرها فى ديكورات داخلية فى الاستوديوهات، ويعتمد بشكل أساسى على
الأماكن الحقيقية، وعلى الرغم من اعتمادهم على الأماكن الحقيقية فنجد عدم
تكرار تصوير تلك الأماكن فى العديد من المسلسلات التركية فنشاهد كل عمل فى
مكان مختلف عن الآخر وهو ما لا يحدث فى الدراما العربية.
ويضيف عبدالخالق قائلا: «نجد أيضا أنهم فى الدراما التركية يسيرون على أسس
الدراما الصحيحة بكل دقة فيعتمدون على أن يكون هناك كل حلقة حدث قوى ينجح
تلك الحلقة وهكذا،هذا بالإضافة إلى اختيارهم لممثلين جيدين، أيضا الدبلجة
لها دور مهم جدا فى نجاح هذه الأعمال، فمستواها راق جدا فهم يختارون
الممثلين الذين يؤدون أصوات الممثلين الأتراك بعناية كبيرة فيساعد ذلك على
جذب المشاهد العربى لتلك المسلسلات بسبب اللهجة،وعلى الرغم من كثرة حلقات
المسلسل التركى التى تصل إلى 150 حلقة فأكثر إلا أن دائما الإخراج هو الذى
يقدم النص لأنه يأخذ لقطات كثيرة فى مشهد واحد فلا يشعر المشاهد برتابة
الحدث، بالإضافة إلى الاهتمام بجودة الصورة والموسيقى التصويرية.
* وتقول الفنانة نشوى مصطفى: النص فى أى دراما هو الأساس وهو الذى يجبر
المشاهد على متابعة الأحداث ويجعله يتوحد مع الشخصية الدرامية ويتفاعل مع
الأحداث، ويجعله متشوقا ليعرف ما هى أحداث الحلقة التالية، أيضا التصوير
والصورة فى المسلسلات التركية لها عامل أيضا، والإخراج، والمتابع للدراما
التركية سيجد أن معظمها تدور فى إطار العلاقات الإنسانية والعاطفية
والرومانسية فيجعل الجمهور متعاطفا مع الأبطال بشكل كبير جدا.
أكتوبر المصرية في
15/05/2011 |