|
من المؤكد أن الشباب هم الأمل في مستقبل أفضل لذلك فإن دعمهم يعد
بمنزلة الطريق الأمثل للحفاظ على الطاقات الإيجابية التي يمتلكونها، خصوصاً
أنهم أثبتوا مؤخراً أنهم بارعون في مجالات عدة، منها الفن والإعلام، الذي
كان في السنوات الماضية حكراً على جهات عدة مثل شركات الإنتاج والبرامج
التلفزيونية ليطل من خلالها المواهب، إلا أن الوضع تغير الآن بعد أن تبين
أن الإنترنت منافس قوى يتميز بالحرية والموضوعية والكفاءة، ويعتمد بشكل
رئيس على الموهبة ولا مكان فيه للوساطة أو دعم رجال الأعمال، بعض الفنانين
الشباب تحدثوا عن مساهمة الإنترنت في دعم وكشف المواهب في هذا التحقيق . .
المطربة زيزي عادل التي تخرجت في برنامج “ستار أكاديمي”، وحققت شهرتها
من خلاله ترى أن المواهب الفنية الآن أمامها فرصة ذهبية للظهور، ولم تعد
البرامج هي العنصر الرئيس لانطلاقتها، لأن شبكة الإنترنت خلقت فرصاً لهم
والدليل ما حدث في ميدان التحرير الذي أفرز العديد من المواهب الجميلة التي
تم نقل فنها من الميدان، إلى الناس عن طريق “اليوتيوب” . وتطالب زيزي
بإقامة بعض المسابقات التي تعتمد على ما تم عرضه على شبكة الإنترنت ويتم
دعم الفائزين فيها وإنتاج أعمال فنية لهم حتى لا تدفن هذه المواهب وتتعرض
للإحباط الذي قد يؤثر سلباً عليها .
الفنان عمرو رمزي حقق شهرته من خلال برنامج “حيلهم بينهم” يؤكد على
كلام زيزي ويقول: كان ميدان التحرير هو نقطة الانطلاقة لدعم إيجابيات الشعب
المصري المتحضر، ولأن الفن لم ينفصل يوماً ما عن المجتمع، ودائماً ما يدعم
سلوك ووجدان الناس، فإنه من الطبيعي أن تظهر كفاءات فنية وإعلامية ومواهب
مختلفة في أنواع الفنون شتى، ولم يعد الشاب في حاجة إلى الاشتراك في برنامج
اكتشاف مواهب مثل “ستار أكاديمي” ليطل على الجمهور، ولكنه عن طريق كاميرا
الموبايل يستطيع أن يصل سريعاً إلى دائرة النجومية طالما امتلك الموهبة .
ويشدد عمرو رمزي على أهمية استغلال التكنولوجيا الحديثة بشكل إيجابي
ودعم السلوكيات الحسنة، كما أن البرامج الساخرة التي تعرض على ال”يوتيوب”،
تؤكد زيادة الوعي السياسي عند الشباب الذين يفهمون جيداً المعني الحقيقي
للفن .
الفنانة منى هلا التي تقدم برنامج “منى توف” على شبكة الإنترنت، توضح
أن برنامجها ما هو إلا تعبير بسيط عن رؤيتها لحال الشارع المصري واستنتاجها
للعديد من الأمور التي تكشف حقيقة مواقف النجوم ومدى حرصهم على بلدهم،
وأيضاً رغبتهم في التواجد ضمن بؤرة النجومية أياً كانت الوسيلة، وتشير هلا
إلى أهمية استغلال الأفكار الرائعة التي يستخدمها الشباب الموهوب في
الإعلام والفن المصري، ولذلك فإن شركات الإنتاج عليها دور كبير في دعمهم .
ويقول الموسيقار حلمي بكر إن برامج اكتشاف المواهب لم تدعم الفن
المصري واعتمدت في المقام الأول على البحث عن المكاسب المادية، لذلك عجزت
عن تقديم مواهب حقيقية، وكان من الطبيعي أن يقل الاهتمام بها تدريجياً، ولم
يعد الشباب في حاجة إليها الآن لأن أي موهبة حقيقية يمكن أن تحقق انتشاراً
واسعاً من خلال الإنترنت ويستطيع أي صوت قوي كشف حقيقة نجوم الغناء
الوهميين من الشباب الذين لا يمتلكون أدنى موهبة . ويراهن حلمي بكر على أن
الفترة المقبلة ستكشف أموراً سلبية كثيرة في الوسط الفني وستظهر مواهب
جديدة ترتقي بالغناء المصري الذي سيطرت عليه الفوضى والعشوائية .
المطرب إيساف تخرج من برنامج “ستار ميكر” وكتب شهادة نجوميته في
الغناء والتمثيل عن طريقه، وهو يشعر بسعادة غامرة لتمكن الكثير من الشباب
من الكشف عن مواهبهم من دون العيش في معاناة الوصول إلى شركات الإنتاج أو
البرامج التلفزيونية، وهو يتابع بشغف عبقرية الشباب المصري في الشعر
والتمثيل والتقليد والغناء، ومستعد لمساعدة الكثير منهم لأنه شعر من قبل
بما يواجهونه الآن، وإن كان يرى أن من حسن حظهم وجود ال”يوتيوب” و”الفيس
بوك” و”تويتر” .
تتوقع المذيعة نجلاء بدر أن يظهر عدد من المواهب الإعلامية الشابة في
الفترة المقبلة بعد أن قدمت نفسها من خلال الإنترنت، ولأن الشباب برز بقوة
في الأحداث الأخيرة، ستعتمد عليهم الفضائيات الجديدة التي ستنطلق قريباً
خاصة أن البرامج الشبابية لم تكن مطروحة بالشكل المناسب، وهذا التقصير شعر
به القائمون على الإعلام المصري الذين سيراهنون على أسماء جديدة أثبتت
جدارتها ومن الممكن أن يتم توظيفها بشكل جيد، خاصة أنها لن ترهق ميزانية
هذه المحطات التي كانت تعتمد بصورة كبيرة على أسماء معينة، والذي يتابع
مضمون البرامج التي يتم الإعلان عنها مؤخراً سيجد أن مضمونها شبابي بنسبة
100% .
الفنان محمود عزب الذي اشتهر ببرنامجه “عزب شو”، الذي كان يقلّد
المشاهير والنجوم من مختلف المجالات، يشعر بتفاؤل شديد لأنه وجد مواهب قوية
تقدم الابتسامة بشكل بسيط للجمهور، وتثبت أن “الشعب المصري ابن نكتة” كما
يقولون، وهو يطالب بالاعتماد على هذه المواهب في المحطات الفضائية
الكوميدية والمنوعة، لأنها ستحقق نسب مشاهدة عالية، وقد تحقق لها هذا على
شبكة الإنترنت، ولأن التلفزيون لا غنى عنه فإنه من الضروري أن تظهر هذه
المواهب على الشاشة .
وتؤكد الفنانة داليا مصطفى أن هناك مواهب جميلة ظهرت مؤخراً على شبكة
الإنترنت تمتلك إمكانات رهيبة، ومن الملاحظ أنهم يحتاجون فقط إلى التدريب
حتى توظف موهبتهم، ومن المتوقع أن يتم الاستعانة بهم في الأعمال الفنية
خلال المرحلة المقبلة، وقد أصبحت وجوههم معروفة للناس والتواصل معهم سيكون
كبيراً، كما أن التمثيل أمام كاميرات التلفزيون والسينما، لا يختلف كثيراً
عن الوقوف أمام كاميرات “الموبايل” لأن الجمهور هو الذي سيحدد قيمة ما
يشاهده والإمكانات الفنية لن تقف عائقاً أمام المواهب الجادة .
الخليج الإماراتية في
11/05/2011
أول "ميني دراما" عربية نسائية
100%
"بنات
شقية" في مهمة كوميدية
تشويقية
القاهرة - حسام عباس
في إطار اجتماعي كوميدي تدور أحداث المسلسل الجديد بعنوان “بنات شقية” وهو
عبارة عن حلقات “ميني دراما” مدة كل حلقة 25 دقيقة في أحداث تمتد إلى 30
حلقة، يتصدى لبطولته كل من نيهال عنبر وسوسن بدر ورحاب الجمل وياسمين جمال
وهبة كامل ونسمة محمود ودينا أبوالسعود وميار الببلاوي والمطربة الشعبية
هدى، تأليف فتحي الجندي وإخراج أحمد شاهين . وقد التقينا بعض فريق العمل في
هذه الجولة .
المسلسل قصة مجموعة من النساء والفتيات يجتمعن في قصر كبير لسيدة مات
زوجها، وتقرر أن تحوله إلى بيت للمغتربات من النساء العاملات والطالبات
الجامعيات، ولكل واحدة حكايتها وعقدتها، حيث لا يظهر في أحداث المسلسل أي
عنصر رجالي على الإطلاق، ويقدم المسلسل مشكلات المرأة المصرية على كافة
مستوياتها وظروفها، وتصل مدة تصوير العمل إلى 8 أسابيع بين فيلا على طريق
مصر الإسماعيلية وعدد من شوارع القاهرة .
تلعب الفنانة نيهال عنبر شخصية “دولت” وهي سيدة ثرية عانت الكثير مع زوجها
الذي توفي وتركها وحيدة في بيتها الكبير الذي قررت أن تحوله إلى بيت
مغتربات تطلق عليه اسم “المنتجع النسائي الهادئ”، وتكلف سيدة قوية مثلها
بإدارة هذا البيت وتحكم بقبضة حديدية كأنه ثكنة عسكرية، فهي امرأة متزمتة،
لكن نيهال عنبر تقول عن الشخصية: دولت تبدو امرأة قوية في الظاهر لأنها
عانت الكثير في علاقاتها بزوجها، لكنها في الحقيقة عكس ما تبدو عليه،
ومشكلتها أن زوجها كان متحكماً فيها إلى أبعد الحدود .
أما الفنانة ميسرة فتلعب شخصية “نانسي” وهي مطربة لبنانية جاءت إلى مصر
وتسعى للشهرة لكنها تواجه مشكلات كثيرة وعقبات في تعاملها مع المنتجين .
وتلعب المطربة الشعبية هدى شخصية “مريم” الفتاة الكفيفة التي تدرس في كلية
دار العلوم وتجيد العزف على آلة العود وتتعامل طول الوقت على أنها مبصرة
وترفض أن يعاملها أحد كونها كفيفة، ومن هنا تأتي الكوميديا خلال مواقف
ساخرة .
ومن الشخصيات المهمة في أحداث “بنات شقية” أيضاً الفنانة الشابة ياسمين
جمال التي تلعب شخصية “سوسن”، وهي فتاة متحررة ومتمردة على نظام الحياة في
منتجع النساء، تهوى الخروج وتدخل في علاقات مع الرجال لكنها تلتزم بالعودة
إلى بيت الإقامة في موعده .
أما الفنانة رحاب الجمل فتلعب شخصية “نسمة” الفتاة التي تدرس الطب البيطري
وهي مهتمة بالأكل وتحلم بأن تتزوج من الفنان الشهير أحمد عز، في حين تلعب
الفنانة هبة كامل شخصية “وهيبة” الفتاة التي تدرس في كلية الاقتصاد والعلوم
السياسية وتحلم بأن تصبح سفيرة رغم أنها صعيدية ومتمسكة بملابس وعادات
ولهجة الصعيد وترفض الخروج عن عاداتها وقيمها .
وتلعب الفنانة ميار الببلاوي شخصية “صابرين” المهندسة المحجبة المتلزمة،
وسر تزمتها أنها مصابة بعقدة من الرجل وتكره أن يكون له دور في حياتها .
الفنانة دينا أبوالسعود تلعب شخصية هدى الفتاة الرومانسية التي تعيش للحب
وهو همها الأول والأخير، حيث تخوض في أكثر من علاقة بحثاً عن رجل يحتويها
ويحقق أحلامها .
وتلعب الفنانة نسمة محمود شخصية “منى” الصحافية التي خلعت زوجها وتتعامل مع
كل نزيلات المنتجع النسائي على أنهن شقيقاتها وبمنطق الاحتواء، وتقول نسمة
محمود عن دورها: هو دور مهم ومميز في الأحداث لأن منى تظل تبحث عن سر جريمة
القتل التي حدثت في المنتجع النسائي، وهي محور الخط التشويقي في الأحداث،
لأن هناك جريمة قتل حدثت والفاعل مجهول، وفي إطار رحلة البحث عن القاتل
تتضح شخصية كل نزيلة . وتضيف نسمة: هذا الخط التشويقي لا يفقد الأحداث
خفتها ووجهها الكوميدي .
أما الفنانة نادية العراقية فتلعب خلال الأحداث شخصية “بخاطرها” وهي امرأة
قتلت زوجها ودخلت السجن وخرجت بعد 25 سنة لتدير البيت مع “دولت”، والشخصية
قوية وشرسة وتتمتع بقدرتها على السيطرة لأنها تتمتع بالقوة والخبرة .
مسلسل “بنات شقية” بدأ بالفعل المخرج أحمد شاهين في عملية مونتاجه في أحد
استوديوهات منطقة المهندسين، وهو من إنتاج شركة “فوتو برودكشن” في أول
تجربة إنتاجية لها في سوق الدراما العربية .
الخليج الإماراتية في
11/05/2011
تعرضه "إم .بي .سي3" في موسمه
السادس
"عيش
سفاري" أول برنامج "واقعي"
للأطفال
متابعة: دارين شبير
أجواء من الحماسة،
عنوانها المغامرة، ومحركها التحدي، ومكانها هذا الموسم الغابات الجبلية في
تركيا،
وأبطالها فتيان وفتيات يتميزون بالشجاعة، ويتنافسون ضمن فريقين، ويخوضون
معترك
الحياة البرية طوال 30 يوماً، يتعلّمون خلالها أساليب وتقنيات
العيش في ظروف بدائية
بعيدة عن سُبُل الحياة العصرية، وذلك في برنامج “عيش سفاري” الذي تعرضه
قناة “إم بي
سي 3” والذي يعد أول تلفزيون واقع للأطفال في الشرق الأوسط . وهو في موسمه
السادس
يعلن نجاحه واستمراريته، ويقدم للأطفال تجربة فريدة من نوعها،
والمغامرات هذه المرة
انطلقت من تركيا بعدما انطلقت في المواسم السابقة من جنوب إفريقيا وتايلاند
وأستراليا وماليزيا والولايات المتحدة الأمريكية . ونسلط الضوء أكثر على
“عيش
سفاري” في هذه الجولة التي التقينا خلالها بعضاً من أعضاء فريق
عمله .
فكرة البرنامج تعتمد على تنفيذ مهام بدنية وفكرية يوجههم إليها ويشرف على
تنفيذها مقدم البرنامج حسن عبدالله الذي يعيش مع المتسابقين تجربة حقيقية
بكل ما فيها من صعوبات ومواقف مضحكة ومحزنة وغيرها، وقد تحدث حسن عن تجربته
فقال: مهما تحدثت عن هذا البرنامج فلن أستطيع أن أعبر عن الواقع الذي أعيشه
فيه، فقد ارتبطت به ارتباطاً حقيقياً من خلال خمسة مواسم قضيتها فيه، وأصبح
جزءاً مني، أقضي مع كاميراته وكواليسه كل عام خمسة أشهر، مملوءة بالصعوبات
والتحديات والمواقف المختلفة، نعاني خلالها من الأجواء المتقلبة، بين الحر
والبرد والمطر، وبين التضاريس الجبلية والرمال والهضاب والغابات والصحراء،
وعلى عاتقي مسؤولية أطفال وضعهم أهاليهم أمانة في عنقي، أقوم بالإشراف
عليهم، والاهتمام بهم وبشؤونهم، وأتابعهم باستمرار، فالتعامل مع أطفال في
هذا العمر ليس سهلاً .
وعما يميز “عيش سفاري” يقول: ما يميزه تسليط الضوء وإبراز الصورة الصحيحة
للطفل العربي، الذي يتصرف بكل عفوية وتلقائية أمام الكاميرا لمدة شهر كامل،
إلى جانب الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في البرنامج، والتي تغير الكثير من
سلوكياته السيئة، حيث يتعلم الصبر من خلال تواجده في بيئة برية تخلو من
جميع عناصر الحياة المدنية، والتفاعل والمشاركة، فمبدأ المسابقات يعتمد على
تعاون الفريق، لينمي فيهم روح العمل ضمن فريق واحد . وذكر حسن أن بعض
الأهالي يدفعون أبناءهم للمشاركة في البرنامج رغبة في تعديل بعض سلوكياتهم،
وعن ذلك يقول: يتصل بنا بعض الأهالي بعد قبول اشتراك أبنائهم في البرنامج
ويخبرونا عن صفات يعانون منها كالتكبر مثلا، ويطلبون منا التركيز عليها
ومحاولة التقليل منها، وهو ما يحدث فعلاً، لنتلقى بعد انتهاء البرنامج
اتصالات من الأهالي يخبروننا فيها أن أبناءهم تخلصوا فعلاً من هذه الصفات .
وعما أضاف له البرنامج يقول: أضاف لي الكثير فقد تعلمت التأقلم مع جميع
البيئات داخل وخارج الوطن العربي من خلال تقديم البرنامج في عدة بلدان
تختلف كل منها في طبيعتها عن الأخرى .
وذكر حسن أن اختيار الأطفال للمشاركة في البرنامج لا يكون على أساس تميزهم
أو تفوقهم الدراسي، بل يعتمد على تكوين خليط يجمع كل الشخصيات، حيث يتم
التركيز على وجود طفل هادئ وآخر شقي ومشاغب، وطفل مغامر وآخر متردد وهكذا،
وأكد أن خلال تواجد الأطفال في البرنامج يتم التركيز على نوعية الأطعمة
والمشروبات التي يتناولونها، حيث لا يسمح لهم بتناول الأطعمة السريعة
والمشروبات الغازية إلا نادراً جداً .
وعن الموقف الذي أثر كثيراً في حسن ولا يزال يذكره حتى اليوم يقول: في أحد
المواسم السابقة اشترك طفل من الكويت في البرنامج، وكان يعاني من الربو،
ولذا فقد كانت مشاركته وقدرته على الاستجابة مع المغامرات أقل من رفاقه، ما
كان يسبب الخسارة لفريقه بشكل دائم، وحين عاد إلى بلده، عاب عليه أصدقاؤه
في المدرسة تسببه في الخسارة لفريقه وعدم قدرته على المشاركة بفعالية،
ليسبب ذلك تدني مستواه الدراسي، فاتصل والده بي للعلاقة الطيبة التي تربطني
به، وتحدثت معه وكنت أشجعه كثيراً حتى عاد له نشاطه السابق، وارتفع مستواه
الدراسي، وأثر فيّ هذا الطفل كثيراً وعلمني الإصرار والمثابرة وتحدي الصعاب
مهما كانت .
يرجع لعمارة بوفاسه المخرج المعد للبرنامج نجاح “عيش سفاري” واستمراريته
على مدى ستة مواسم إلى كونه أول برنامج تلفزيون واقع لأطفال تتراوح أعمارهم
ما بين 10 و12 عاماً، والبرنامج الوحيد في الوطن العربي الذي يعطي الفرصة
للأطفال ليعيشوا تجربة مملوءة بالمغامرات لمدة شهر كامل، ويقول: نعزز في
“عيش سفاري” مبدأ التعاون، لأنه الأساس في تحقيق كل فريق للنجاح، إلى جانب
الاستكشاف الذي يحبه الأطفال والذي يتواجد في مغامرات كثيرة، كما أن
المتسابق يتعرف إلى بلد جديد بثقافته وحضارته وعاداته وتقاليده، ويعتمد على
نفسه لبعده عن أهله .
وذكر بوفاسه أن اختيار المتسابقين يتم على أساس عمل خلطة مميزة تجمع جميع
الشخصيات، فالمشاغب يضيف الحيوية والهادئ يفكر بعمق وهكذا .
وعن طبيعة اختيار المغامرات ومدى ملاءمتها للأطفال يقول: نعتمد في ذلك على
دراسات للمراحل العمرية المشاركة في البرنامج، ومن خلالها نتعرف إلى تفكير
الأطفال، ونختار مغامرات ومسابقات تناسب هذا العمر وطريقة تفكيره، كما نحرص
على تقديم المعلومة بسلاسة وطريقة تجعلها ترسخ في الذاكرة .
يتم تصوير البرنامج في الإجازة الصيفية للأطفال، ولاختيار البلد الذي يتم
فيه التصوير في كل موسم شروط معينة، تحدث عنها لعمارة قائلاً: نلقي نظرة
فاحصة على البلد المقترح، وشرطنا أن يكون غنياً بالثقافة والحضارة، وفيه
الحياة البرية ليتعرف الأطفال إلى جوانب مختلفة ويكتسبوا معرفة كبيرة، كما
نزور المكان في وقت سابق، ونعاين مدى ملاءمته للأطفال، حيث نختار مكانا
تحيطه الخدمات، كوجود مستشفى مثلاً لضمان سلامة الأطفال، ونحرص على توفير
أعلى معايير السلامة .
وذكر أن ميزانية البرنامج عالية جدا، حيث قال: البرنامج يكلفنا الكثير، فمن
تكاليف التنقل، والمعدات وتذاكر السفر، وحجوزات الفنادق، والتصوير
والترتيبات الأخرى، كل هذا يحتاج لميزانية ضخمة، ولكن استمرارية البرنامج
على مدى ستة مواسم يؤكد أنه يحقق الأرباح وأنه يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة،
كما أن الإعلانات تتهافت على البرنامج، وهذا دليل آخر لنجاحه .
وبفخر يتحدث أشرف يونس مدير قناة “إم بي سي 3” عن البرنامج، ويقول: “عيش
سفاري” استطاع أن يقدم للطفل العربي تجربة فريدة من نوعها يمتزج فيها
التثقيف بالترفيه، وهو ما نعد ونطمح إلى تقديمه له دائماً . ويرى يونس أن
سر نجاح البرنامج يعود لعدة عوامل أهمها أنه أول برنامج تلفزيون واقع
للأطفال في الوطن العربي، بالإضافة إلى المضمون الذي يحتويه، حيث يُعود
الطفل على قيم عدة منها التعود على العمل الجماعي، وتعزيز روح الفريق،
والصبر والقوة والتحمل، وغيرها .
ويرى أن استمرارية البرنامج تعني أنه يلاقي نسب مشاهدة عالية، ويضيف: من
خلال التواصل مع الجمهور وتفاعله معنا عن طريق الأبحاث والتعليقات والآراء
والمقترحات التي نتلقاها عبر موقع البرنامج وموقع القناة، نجد رغبة لدى
الجمهور في استمرار البرنامج، فهو يمنح الأطفال تجربة غنية بما تحتويه وما
تضيفه لهم .
الخليج الإماراتية في
11/05/2011
برامج تزداد انتشاراً في الفضائيات
العربية ومعظمها سياسي
"تقليد
المشاهير" استنساخ بلا
مضمون
تحقيق: أحمد مصطفى
انتشرت على كثير من الفضائيات العربية برامج تقليد الشخصيات التي تعتمد في
مقامها الأول على السخرية والنقد للشخصيات العامة سواء كانت سياسية أو
رياضية أو فنية، وهو ما جذب كثيراً من الجمهور إليها، خاصة في ظل التطورات
والتغيرات التي يشهدها العالم العربي هذه الأيام، ورغم أن فكرة هذه النوعية
من البرامج استنسخت من فضائيات غربية إلا أنها لم تقدم بالشكل الذي قدمت به
في العالم الغربي، حيث تعتمد عربياً على الاستهزاء أكثر من تقديم مضمون
جيد بشكل ساخر . ومن بين هذه البرامج “إربت تنحل” و”بسمات وطن” و”سي بي إم”
و”لخبطة” و”حكومة شو” و”منى توف” وشهدت هذه البرامج حالة من الانقسام لدى
كثيرين على مدى أهميتها وتقديمها لواقع ملموس، حيث يرى البعض أنها لا تقدم
إلا مادة هزيلة لا ترتقي إلى عقلية المشاهد العربي، في حين يرى آخرون أنها
تقدم مضموناً مميزاً . كما تعتبر فئة من الناس ان نجاح هذه النوعية من
البرامج مرهون بوقت معين مثل كثير من البرامج العربية، التي سيأتي وقت
وتختفي . التقينا مجموعة من اساتذة الإعلام وإعلاميين وأشخاصاً عاديين
لنسألهم عن رأيهم في هذه البرامج في التحقيق الآتي:
يرى الدكتور كمال حميدو استاذ الإعلام في جامعة الإمارات أن هذه النوعية من
البرامج تشبه ما يقدم في كثير من الفضائيات الفرنسية والروسية،
والأمريكية، لكنها تقدم هناك بشكل مختلف من خلال دمى متحركة يمكن من خلالها
تقليد الشخصية وتوجيه النقد إليها، وهي منتشرة في هذه الدول منذ زمن بعيد،
إلا أن كثيراً من الفضائيات العربية استنسختها بشكل أو بآخر بما يتناسب مع
طبيعة المشاهد العربي حيث تم تقليدها من خلال أشخاص لهم القدرة على التقليد
والتعامل مع الجمهور بالشكل الذي يجذبه إليها .
وتابع د . حميدو كلامه قائلا: بمقارنة هذه النوعية من البرامج المنتشرة في
كثير من الدول الأوروبية ومعظم الدول العربية نجد أنها مختلفة كثيراً لأن
مناخ الديمقراطية الذي تعيشه هذه الدول مختلف عما تعيشه كثير من الدول
العربية، وإن كانت بعض التغيرات قد طرأت على الشعوب العربية مؤخراً نتيجة
الثورات، وهو ما جعل هذه البرامج تجذب نسبة اكبر من الجمهور نتيجة ما تقدمه
من واقع حقيقي لهذه الشخصيات بعيداً عن المجاملة أو التزييف .
كما يؤكد د . حميدو أن برنامج “الجنيول” الذي يقدم في فرنسا له شهرة واسعة
لأنه يعتمد على واقع حقيقي يقدم الحقائق بشكلها الطبيعي من خلال دمى
الشخصية السياسية المقصودة، كما أنه يعمل على توظيف الكثير من الشائعات
التي تعجز الصحافة نشرها لأنها لا تمتلك المستندات الكافية عنها، كذلك
بإمكان هذه البرامج أن تقدم الشخصية وهي تقوم بالجريمة المتهمة بها من دون
أن يقع عليها أي مسؤولية قانونية .
ويضيف: د . حميدو: أي شخصية مؤثرة في المجتمع يسعى القائمون على هذه
البرامج إلى صنع دمية لها سواء كانت شخصية سياسية أو إجتماعية أو رياضية أو
فنية، وهو ما يجعلها تخرج من الإطار السياسي في معظم الأوقات لتنال الكثير
من أفراد المجتمع، وقد حدث تقليدها في العالم العربي لكن عن طريق أحد
الأشخاص أو مقدمي هذه البرامج .
ويوضح د . كمال أن برامج تقليد الشخصيات التي تقدم في الدول الغربية تكون
ذات مضمون ومن خلال سيناريو جيد ولا يمكن أن يمل منه المشاهد، أما في
العالم العربي فمعظم هذه البرامج تعتمد على التسلية من دون البحث عن
المضمون المميز الذي بامكانه ان يكتب للعمل الاستمرارية لفترات طويلة، أضف
إلى ذلك عدم احترام كثير من هذه البرامج في العالم العربي للشخصية التي يتم
تقليدها وبالتالي فكثير منها يخرج عن العادات والتقاليد .
الدكتور سيد بخيت أستاذ الإعلام في جامعة الشارقة يرى أن هذه البرامج تقليد
لما يقدم في الغرب خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقدمها أشهر
مقدمي البرامج، وهو ما جلعنا كعادتنا في العالم العربي نستنسخها مثل مختلف
البرامج .
ويضيف: تعد هذه النوعية من البرامج مطلوبة وذات نسبة مشاهدة عالية لأنها
تشبة الكاريكاتير السياسي في أي صحيفة، ولكنها في التلفزيون تقدم بهذا
الشكل الذي يمكن من خلاله نقد كثير من الشخصيات العامة سواء كانت سياسية أو
اجتماعية أو رياضية .
د . بخيت يوضح أن سخرية هذه البرامج من كثير من الشخصيات لا يقلل من قيمتها
بل يعمل على إظهار الوجه الآخر لها وحتى الجانب الكوميدي الذي لا نعرفه عن
هذه الشخصية عند تقديمها لعملها المعتاد، وهو ما يجعل هذه النوعية من
البرامج بحاجة لمن يستوعبها ويفهمها بالشكل الصحيح وليس على سبيل السخرية
والتقليل من شأن الشخصية المقلدة، علماً . أننا في العالم العربي أصبحنا في
حالة تمكننا من استيعاب مثل هذه النوعية من البرامج بالشكل المناسب لها،
حيث أصبح كثيرون ينظرون إليها على أساس أنها ذات طبيعة سياسية أو ذات مضمون
معين أكثر منها برامج للتسلية أو الإثارة اللحظية التي تجذب المشاهد لفترة
معينة ثم ينتقل لمشاهدة برنامج آخر بلا تجريح .
ويؤكد د . بخيت أن البعض من الممكن أن يستغل تقديم هذه الشخصية وتقليدها في
النيل منها بشكل لا يليق بها أو بشكل غير مهذب، وفي هذه الحالة يخرج
البرنامج عن الإطار البناء للنقد الذي يتاح لأي شخص لكي ينتقد الآخر بلا
تجريح .
بدوره يرى الدكتور ممدوح المشمشي استاذ الإعلام في جامعة الشارقة أن انتشار
هذه النوعية من البرامج ما هو إلا نتاج لما يحدث في العالم العربي من
تغيرات مختلفة أتت إليه تباعاً وهو ما أفرز سيلاً من هذه البرامج على مختلف
الفضائيات العربية، لكن باختلاف المضمون عن البرامج التي تقدم في الغرب .
كما أن وجود هذا الكم من الفضائيات العربية خلق نوعاً من المنافسة بينها،
لكنها لم ترتق إلى الشكل المناسب الذي يمكن من خلاله تقديم مادة إعلامية
مميزة، لأنه في حال نجاح أحد البرامج على أحدى الشاشات نجد بقية الفضائيات
استنسختها بشكل أو بآخر من دون النظر إلى المضمون .
ويوضح المشمشي أنه يرفض هذه النوعية من البرامج التي يكون فيها سخرية من
بعض الأشخاص حتى ولو كانوا ذات شهرة عالية لأنها في أغلب الأوقت تخرج عن
الإطار العام، وبالتالي يكون بها نوع من الاستفزاز .
ويضيف: نحن بحاجة إلى ثورة في عقولنا أكثر من مشاهدة هذه النوعية من
البرامج التي لا تقدم إلا سخرية من دون هدف أو مضمون حقيقي، وهي نوع من
التقليد والسخرية بأشكال غير مبررة أو موظفة بالشكل الصحيح الذي يليق
بعقلية المشاهد العربي .
كما أن انتشار مثل هذه النوعية من البرامج دليل على الإفلاس والملل في كثير
من الفضائيات العربية، حيث أتوقع لها أن تستمر لفترة قليلة ثم تختفي بعدها
لأن طبيعة المشاهد تميل دائماً إلى التجديد والتغيير ومع مرور الوقت سيحدث
نوع من الملل تجاه هذه البرامج .
وعن استغلال هذه النوعية من البرامج لأهداف سياسية يوضح د .المشمشي أن
الإعلام لم يصبح ذو حدين مثلما يرى كثيرون بل أصبح له أكثر من حد ويستخدم
حسب الاتجاهات المختلفة التي تريد أن تستخدمه بالشكل الذي ترى أنه يحقق
أجنداتها وأهدافها المختلفة، ولذا يجب على المشاهد العربي أن يكون على وعي
حين مشاهدة هذه النوعية من البرامج ولا يعتبر الهدف منها إلا التسلية فقط .
الدكتور عمار بكار مدير الإعلام الجديد في “ام بي سي” يجد أن تعدد هذه
النوعية من البرامج ما هو إلا أمر صحي انتشر على الفضائيات العربية بغض
النظر عن النوعية التي تقدمها، وشكل السخرية المقدم منها لأن المشاهد
العربي أصبح بحاجة إلى التغيير والتجديد .
ويضيف: أتوقع لها الاستمرار لفترات طويلة خاصة أن المشاهد يرغب في ذلك
وعندما تقدم له هذه النوعية من البرامج بشكل متجدد وبأسلوب يرتقي بعقله
الذي أصبح أكثرتغيراَ وذكاء سينجذب نحوها وبالتالي نضمن لها جانباً من
الاستمرارية مثلما يحدث لمثل هذه النوعية من البرامج في العالم الغربي .
ولكن د . عمار يوضح أن استغلال برامج تقليد الشخصيات من أجل خدمة أهداف
سياسية معينة أمر وارد خاصة في ظل تعدد الفضائيات العربية وانتشارها وتعدد
برامجها، وبالتالي فكل من له هدف معين يسعى للترويج له من خلال برامج
الفضائيات المختلفة حتى إن كان ذلك على حساب عقل المشاهد .
جمهور هذه النوعية من البرامج كان له رأيه الخاص، فكما يوضح محمد عثمان
مدرس لغة عربية بمعهد الشارقة للتكنولوجيا أنه ينجذب دائما لرؤية هذه
البرامج التي تقدم، لأنها تنتقد السياسيين بشكل مميز أو من خلال خلفية
مختلفة قد نجهلها نحن كجمهور .
ويضيف: مشاهدة هذه البرامج لا تزعجني رغم تعددها بل أرى أنها حالة صحية
يمكن من خلالها التعرف إلى الأحداث المختلفة التي تقع في عالمنا العربي .
محمد الجارحي سكرتير بالأولمبياد الخاص في الشارقة يؤكد أنه متابع جيد لهذه
البرامج خاصة برنامج “لخبطة” الذي يقدم على فضائية “الحياة” المصرية، ويرى
أنه يقلد كثيراً من الشخصيات المعروفة في مصر والعالم العربي بشكل مميز من
دون الاستهزاء بعقلية المشاهد، خلافاً لكثير من هذه البرامج التي لا تحترم
عقل المشاهد .
ويضيف: لا أجد في مشاهدتها إزعاجاً خاصة أنني أرى أنها نوع من التسلية
ومشاهدتها أفضل من سماع نشرات الأخبار لما فيها من أخبار قتل ودمار وخراب
تترك اثراً سيئاً في أي إنسان .
ويقول رامي وحيد موظف بأحد المحال التجارية في “ستي سنتر” دبي إن متابعته
لمثل هذه البرامج تكون على فترات طويلة ومتقطعة دون الاهتمام بها لأنها
تعتمد دائماً على الاستهزاء من دون أن تقدم مضموناً مميزاً ولا جديد فيها
سوى أن من يقدمها يستهزئ بالآخرين .
ويضيف: للأسف يعيب معظم البرامج العربية التقليد دون البحث عن أي مضمون،
فكثير منها هدفه الأول جذب أكبر قدر من الجمهور دون تقديم المادة الإعلامية
له .
الخليج الإماراتية في
11/05/2011 |
