تعرض مسلسل 'خاتم
سليمان' للتوقف عند حدوث ثورة 25 يناير في مصر حتى يتمكن القائمون عليه من
استخدام
أحداث ومواقف من الثورة تتواكب مع المسلسل ويحدث التحام بين الدراما
والثورة
المجيدة.
بطل المسلسل خالد الصاوي يتابع إعادة كتابة الحلقات التي لم تنته بعد،
لكنه يرى أن الدراما ليس لها أن تكون نسخ بالكربون من ثورة يناير حتى لا
تتحول إلى
التسجيلية.
قال خالد الصاوي: مسلسل 'خاتم سليمان' من أصعب المسلسلات، ونحاول أن
نرى الأحداث التي تجري أمامنا، وهذا العمل قررنا تغيير مجرى بعض أحداثه
لمواكبة ما
يحدث.
وأضاف: أتمنى أن أقدم عملا جيدا، ليس بالضرورة تقديم عمل وطني في كل
أعمالنا ولكن أن تقدم مستوى متميزا في العمل وألا نستسلم لطريقة الشغل
المعروفة.
وأشار إلى أن المسلسل يتعرض لأحداث علينا أن نفتح كل الأطراف الدرامية
لوجود مستجدات في الحياة، وهناك أحداث سريعة لا يجب أن نترك المهم فيها،
المهم أن
نهضم المغزى العام لحياة المجتمع بحيث يكون لدينا إطار عام ملتحم بالمشاهد
وبكل
طوائف المجتمع.
أكد أن شخصية الطبيب الجراح مثيرة جدا ليست متكررة، خاصة أنه
يجري عملياته وهو يستمع الى موسيقى أو يتحدث في أمور أخرى حتى يكون أكثر
هدوءاً لأن
الجراحة لا تحتاج الى اي عصبية.
وأوضح أنه يعمل مع مجموعة جيدة من الفنانين مثل
رانيا فريد شوقي والفنانة التونسية فريال يوسف ونجوم المسلسل،
والمؤلف محمد الحناوي
والمخرج أحمد عبدالحميد، والحلقات أجمع عليها الأبطال انها جيدة ولكنهم لا
يعرفون
إلى أين تسير نظرا لارتباط العمل بأي طرفات أو تغيرات تحدث على أرض الواقع
وبين
المجتمع.
واستطرد قائلا: ليس من المفروض أن تنقل الدراما تفاصيل الثورة حتى لا
تتحول إلى الشكل التسجيلي، لكن ميزة الدراما أنها تختار مواقف وأحداثا
جذابة
للمتفرج والجميع يسعى إلى معرفة تفاصيل لم تصل إلى أسماعهم.
القدس العربي في
17/04/2011
تحمل مسؤولية كبيرة بعد 'شيخ
العرب'
مدحت تيخة: لا أفضل تقديم أفلام حاليا عن ثورة يناير
القاهرة ـ من محمد عاطف
طالب الفنان الشاب
مدحت تيخة بدوران عجلة الدراما من جديد حتى لا تتوقف هذه الصناعة وتكون
لمصر
الريادة بها، كما كانت خلال السنوات الماضية. ولا يوافق مدحت حاليا على أي
دور بعد
نجاحه في شخصية الشيخ سلام بمسلسل رمضان الماضي 'شيخ العرب
همام'.
·
هل توافق
على صنع أفلام ومسلسلات حاليا عن ثورة 25 يناير؟
*
إذا كانت هناك فكرة تعمل على
إبراز قوة الثورة وتوضيح ابعادها وما هي المعوقات التي
واجهتها، فأهلا بها مع وجود
شرط مهم هو توافر انتاج كبير لإظهار هذه العوامل المهمة، وتكون أعمالنا
مساندة
للثورة، أما إذا كان الغرض من الأفلام استغلالا للثورة فقط وأن الجمهور سوف
يذهب
لمشاهدة أي عمل عنها، فهذا أمر مرفوض لأنه لن يساند الثورة، بل
سيظهرها في شكل
ضعيف، وخطوات العمل يشوبها التسرع، ولذا أرى ضرورة توخي الحذر من الزملاء
في الشكل
الذي تظهر به الثورة في أعمالهم ولا تؤخذ ضد صانعيها.
·
لماذا ذهبت إلى ميدان
التحرير مع الثوار ألم تخش مواجهة النظام السابق وأنت مازلت في بداياتك؟
*
من
يحلم بالحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية لا ينظر إلى مواجهة أي نظام وهي
فرصة
لأن تصنع الثورة مع جيلي الذي سيذكره التاريخ بكل تأييد وحب واحترام،
فالثورة
نتائجها ستظهر على جيلي والأجيال المقبلة.
·
البعض اتهمك بالغرور بعد نجاحك
الكبير في مسلسل 'شيخ العرب همام' ما ردك؟
*
اعتبرها نكتة، كل زملائي وأصدقائي
يرونني بنفس اسلوبي وشخصيتي التي لا يصلح معها الغرور والتكبر،
فأنا أعيش ببساطة
وأرى نفسي 'قدري' أؤمن تماما بكل ما يأتي به القدر للإنسان المهم أن نتقي
الله في
كل شيء.
·
ولماذا رفضت المشاركة مع محمد
عادل إمام بفيلم 'ساعة ونص' رغم موافقتك
السابقة؟
*
الفيلم أعجبني موضوعه الذي كتبه السيناريست الشهير أحمد
عبدالله،
وجلست معه ومع المخرج محمد علي وتحدثت معهما، ان نجاح 'شيخ العرب همام'
جعلني أحمل
مسؤولية كبيرة، لأن الجمهور سينتظر مني أدواري التالية والشخصية التي رشحت
لها
بالفيلم وجدها لا تلائمني ففضلت الاعتذار، رغم أن العمل يشارك
به نجوم مهمون على
الساحة السينمائية، مثل منة شلبي ومحمد عادل إمام وفتحي عبدالوهاب وأحمد
الفيشاوي،
وهؤلاء لهم مكانتهم ووجودي معهم يساندني لكن في دور قوي.
القدس العربي في
17/04/2011
المذيع السوري يبحث عن صورة ظريفة من بانياس..
وصالح اليمن
يغار على أخلاق اليمنيات!
بيروت: زهرة مرعي
هي 'لعنة' يوم الجمعة تنتشر كما النار في هشيم عربي يحمل في
مكوناته جميعها كل الاستعدادات المتاحة للاشتعال. بات المشاهد والقنوات
التلفزيونية
معاً يحسبون ألف حساب لهذا اليوم.
وهكذا تأخذ شاشات المحطات الإخبارية شكلاً
رباعياً، لبث مباشر، أو لآخر عبر 'المراسل الجديد' العصي على
المنع والقمع وهو
الهاتف النقّال. جمعة الأسبوع المنصرم كانت لها إجازة في مصر بعد إلقاء
القبض على
مبارك ونجليه. في اليمن تواصل المشهد بين مليونية تطالب بالرحيل وأخرى
تطالب بعلي
عبدالله صالح و'بس'. أما جديد تلك التظاهرات في اليمن واحدة
نسائية تندد بصالح
لانتقاده الاختلاط بين الجنسين في الثورة اليمنية. 'الريس' حريص على
الأخلاق. ولديه
غيرة الأب على نساء وفتيات اليمن! عليكم تصديقه أيها المتظاهرون من
الجنسين، ألم
يبذل صالح الغالي والنفيس في سبيل شعبه منذ 33 سنة؟ ومن شدة
حبه لهم هو يقتلهم منذ
حوالي الشهرين.
جديد المشهد السوري الذي يرفع مطلب الحرية منذ بدئه ـ وأضاف إليه
الجمعة الماضية وهي جمعة الإصرار، مطلب إسقاط النظام ـ ذلك الخبر الذي
تناقلته كافة
القنوات الإخبارية العربية، وطبعته في شريطها الدائر ويقول:
مظاهرة كبيرة في درعا
وقوات الأمن لا تتدخل. خبر جميل جداً، لقد ارتدت قوات الأمن إلى رشدها بعد
أن قتلت
العشرات واعتقلت المئات. لماذا لم يكن هذا القرار سابقاً لسقوط الشهداء؟
لماذا لا
تمتثل الأنظمة مباشرة ومن دون دماء لمطلب بديهي لدى الشعوب وهو
الحرية؟ لماذا تجريب
الهيبة والسطوة واستعراض القوة القاتل والدموي؟ بتنا في زمن يستحيل فيه
إقفال أية
حدود أمام تسونامي الحرية. نحن في زمن صارت فيه الحرية رذاذاً ينتشر في
الهواء،
والمشتاقون للحرية يمتدون من المحيط إلى الخليج، مهما طال
الزمن. والجديد في المشهد
السوري كذلك اعتراف وكالة سانا الرسمية بالمظاهرات التي عمت الكثير من
الأرجاء بما
فيها دمشق، حتى إن كان الخبر قد وصف العدد بالقليل 'وهو صحيح' كما شاهدنا
في مظاهرة
دمشق. وهذا ما يعتبر تطوراً يحل مكان التجاهل أو النفي الرسمي
لأية تظاهرة. وهذا
التطور لا يعني أن الإعلام الرسمي، خاصة التلفزيون في سورية، بات قبلة لا
بديل عنها
للمشاهدين. نحن من المواطنين ونستغرب سلوكنا إن جذبنا في لحظة إعلام رسمي
لأي دولة
انتمى. فهو ومنذ زمن بعيد فقد شعبيته وكذلك مصداقيته. وبات العاملون فيه
يشبهون
القوالب المحنطة التي تدور في داخلها آلة تسجيل 'مروكوبي'. في
مساء الخميس الماضي
شجعت نفسي للتوقف أمام القناة السورية فكان تواصلا بين الأستوديو في دمشق
ومركز
طرطوس. استرسلت المذيعة في وصف الهدوء في طرطوس والأمن والأمان وبثت فرحها
في كل
الأرجاء، وعندما قاطعها زميلها في دمشق سائلاً 'شي ظريف صورتوه
اليوم'؟ مذيعة مركز
طرطوس التقطت الرسالة سريعاً جداً وتحدثت عن 'تشييع الشهيد فادي عيسى مصطفى
في إحدى
قرى طرطوس'! فهل يعقل أن يتم تصوير نزهة على البحر أو 'بيكنك' في الجبل في
مدينة
قتل فيها العديد من الجنود في كمين قبل ايام؟ وحدث فيها ما حدث
من اعتقالات
بالعشرات، وشهدت ما شهدت من ردود أفعال؟
صديق غزة يفديها بروحه
سقط فيتوريو
أريغوني ضحية العمى السياسي والعزلة عن الناس. ذلك الشاب النابض بالحياة
الذي ارتضى
هجر رخائه وهدوئه وأمانه، لينتمي إلى غزة وأهلها المحاصرين منذ سنة 2008
رواها بدمه
وذهب فداءها. لم يعد أريغوني بعد اليوم قادراً على مرافقة المزارعين إلى
حقولهم
القريبة من الجنود الصهاينة، أو الصيادين إلى البحر لمنع إطلاق
الرصاص عليهم
وحمايتهم من غدر الصهاينة. سكت واستكان بقرار جاهل وضع حداً لكل شغف كان
يعيشه بأن
حياته تبدأ حيث يستطيع مناصرة المظلومين. وأهل غزة من أكثر البشر على الكرة
الأرضية
واقعون تحت ظلم يومي ومتماد. وبقتل أريغوني الذي تصدر خبر خطفه
حيث ظهر معصوب
العينين والدماء تسيل من وجهه، ومن ثم قتله، كافة نشرات الأخبار، تكون
الهدية قد
وصلت للصهاينة مرتين وفي زمن قصير جداً. المرة الأولى كانت باغتيال المخرج
جوليانو
خميس في مخيم جنين، حيث قضى معظم عمره، والثاني بقتل أريغوني
الملازم لغزة منذ سنة 2008.
غزة بأهلها وسياسييها انتفضت واستنكرت وشجبت ذلك العمى المسيطر على فئة من
البشر تدعي الإسلام. لكن كلا من خميس وأريغوني لن يهدآ في حياتهما الثانية
سوى
بالاقتصاص من القتلة.
فلسطين، وغزة تحديدا، التي ضحت راشيل كوري الشابة
الامريكية بحياتها من أجلها وروتها بدمائها تحتضن اليوم خميس وأريغوني، وهي
كم
تحتاج لأمثالهما أحياء وليس شهداء. فلسطين لا تحب الظلاميين.
فلسطين قضية عدل من
نور تحتاج لكل جهد بنّاء يعيش في العلن وليس في الخفاء يخطط للقتل والغدر،
ولكيفية
قطع أنفاس البشر. فلسطين لا تحتاج أمثال هؤلاء القتلة الحاقدين الجاهليين.
ولا أظن
عاقلاً تابع هذا الخبر منذ بدأ إلا وتضامن مع أريغوني وأحسّه
فرداً من عائلته. حزن
كبير رافق رحيل هذا الناشط العالمي من أجل العدل في فلسطين وخطف منا
انشغالنا
بثورات الحرية. أريغوني وخميس ضحيتا ظلام دامس يغطي العقول من الصعب
نسيانهما.
'ما لا يقال' من ميدان التحرير
أراد مراسل بي بي سي من القاهرة
خالد عز العرب الإطلالة على ثورة 25 يناير من حيث لم يعاينها
المشاهدون خلال سريان
مفعول الحدث وتطوره على الأرض لحظة بلحظة. هو فيلم يروي يوميات ثورة غيرت
وجه مصر
وأدهشت العالم خلال زمن بلغ 18 يوماً. حاول عز العرب إطلاعنا على حيثيات
التنظيم
الذي اعتمده مطلقو شرارة 25 يناير. منظمون لم يكشفوا في
البداية عن هوياتهم، وهاهم
بعدها يتحدثون عن ذلك اليوم المجيد. كيف استعملوا تقنية الإنترنت والفيسبوك
لنشر
صور تظهر وحشية قوى الأمن على النساء والرجال والشبان. حشدوا الشبان، كانوا
في
الشارع بالمئات وراح العدد يزداد وصاروا بالآلاف. روى المنظمون
كيف كان هدفهم ميدان
التحرير، وهدف الأمن منعهم من الوصول إلى أكبر ساحات القاهرة بالرصاص
والغاز المسيل
للدموع، الذي ظهر كما الغيم. بعد اليوم الأول من المظاهرات التي بدت منظمة
جداً،
جذب شباب 6 أكتوبر إليهم الكثيرين، لا بل صارت الأمواج البشرية
تتدفق بلا نهاية إلى
ميدان التحرير ومن كل الأحياء الشعبية في القاهرة.
وثائقي بي بي سي من جزأين،
تابعنا الأسبوع الماضي جزءه الأول، وجلّ ما أظهره لنا ذلك
التنظيم الذي اعتمده
مطلقوا الثورة التي لم تكن عفوية، كما يحلو للبعض تصويرها. إنما تالياً كان
انضمام
الشعب إليها عفوياً جداً تدفعهم لذلك الرغبة باسترداد الكرامة من بلطجية
الأمن،
واسترداد الحرية ومحاسبة الفاسدين. شريط يعود بنا إلى نوع من
الذكريات المحببة إلى
قلوبنا كوننا مشاهدين، لا نزال نعيش ذلك التقدير الكبير لثوار الميدان، ولا
نزال
مندهشين من إصرارهم على تحقيق كل مبادئ الثورة واحدة واحدة، وكانت آخر
المكتسبات
المشروعة توقيف مبارك ونجليه. لقد قدم لنا عز العرب توثيقاً
لتطورات الأحداث، دون
الكثير من الجديد اللافت للانتباه.
في فلك الأحداث
ـ يبدو أن قناة العربية
الإخبارية ملّت من العيش في حالة طوارئ تفرضها الثورات العربية
المتنقلة. لهذا قررت
اختصار التفرغ التام لهذه الثورات بعد طول انتظام، والعودة إلى برامجها
كالمعتاد.
ولهذا كنا مساء الخميس مع 'أستوديو بيروت'
في غير موعده، ومساء الجمعة مع 'واجه
الصحافة'. ومن المؤكد أن المسار الطبيعي يأخذ طريقة رغم كل
التطورات.
ـ أتحفنا
أستوديو بيروت من قناة العربية بخبر إنساني، وفيه أن ثلاثة أطفال سوريين
تقطعت بهم
السبل في أبيدجان، اقتربوا من ضابط لبناني يهتم بتنظيم الرحلات الجوية إلى
بيروت
وأخبروه بحالهم. فقرر مع السفير اللبناني في ساحل العاج تأمين أوراق لهم
لنقلهم إلى
بيروت وتسليمهم للسفير السوري. وهذا ما حصل حيث حضرت والدتهم
من دمشق لاستلامهم،
ولتقول أمام الكاميرا: الدول العربية حديقة، ولبنان وسورية وردتاها. أما
تعليق ضيف
جيزيل خوري الصحافي سركيس نعوم فكان: يجب الحرص على التوازن بين الشوك
والورد في
هاتين الوردتين. وهذا الحدث تزامن مع اتهام رسمي سوري لتيار
المستقبل اللبناني
بتسليح وتحريض سوريين على التخريب في سورية.
ـ ظهرت المطربة نانسي عجرم صادقة
جداً في أغنيتها 'وحشاني يا مصر موت.. على طول تلاقيك فاكرها..
تموت تقوم تجيلها
تحضنها وتفتكرها.. وحشاني يا مصر موت'. عدا عن معرفتنا الأكيدة بحب كبير
تكنه نانسي
لمصر، فإن صدق الشريط المصور ظهر في تقديم صورة الناس الشعبيين في 'الحتت
والحارات'. أطفال يلعبون 'الكورة' وبائع كعك ومقاه شعبية
ومشوار على الكورنيش. هذه
هي مصر فعلاً بنبضها الحقيقي. برافو نانسي هديتك للثورة تذكرت ناس مصر
الحقيقيين.
صحافية من لبنان
zahramerhi@yahoo.com
القدس العربي في
17/04/2011
تلفزيون لبنان | لنستعد ذاكرتنا
زينب مرعي
أرشيف تلفزيون لبنان يعود مجدداً إلى الواجهة. لكن هذه المرّة ليس
بسبب الجدل الدائر حول بيع أجزاء منه إلى محطات أخرى، بل لمناسبة إطلاق
حملة جمع الأموال لاستكمال عمليّة ترميمه. منذ نحو سنتين، تسعى «مؤسسة
سينما لبنان» إلى إنقاذ هذا التراث الثمين، عبر ترميم أرشيف يمثّل ذاكرة
اللبنانيين ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بتمويل من وزارة الخارجيّة الفرنسيّة
ضمن برنامج
Plan images Archives.
حالة الأرشيف «مزرية» بحسب إيميه بولس، رئيسة «مؤسسة سينما لبنان»
المعنيّة بتطوير صناعة السينما، والعمل على ترميم أرشيف تلفزيون لبنان.
عندما دخلت بولس غرفة الأرشيف، كانت الأشرطة موزّعة بين الرفوف ومرميّة على
الأرض. رائحة العفن تنبعث من الغرفة التي ترشح منها الرطوبة، وآثار الحرب
واضحة على الأشرطة. هذا المشهد، كما حال الأرشيف، يمكن رؤيته في فيلم لارا
سابا «ذكريات مبعثرة»
Shuttered memories الذي تعرضه المؤسسة مساء اليوم، في محاولة لجمع
التبرّعات لاستكمال مشروع ترميم أرشيف إحدى أقدم المحطات التلفزيونيّة في
المنطقة.
منذ 2009، نجحت المؤسّسة في ترميم 100 ساعة من أصل 4000 من الأرشيف،
تمتد من الستينيات إلى بداية الثمانينيات تقريباً. اختارت منها لارا سابا،
مخرجة «بالعربي»، ما يُظهر المجتمع اللبناني ووجه لبنان في تلك الفترة
لتكوّن فيلمها. تجمع في الفيلم بين مقاطع من مقابلات سياسيّة، حفلات، برامج
رياضيّة وشخصيات زارت لبنان... وإن كانت بعض الأشرطة قد أُنقذت، فإن تلك
التي تعود إلى أوائل الستينيات قد لفظت أنفاسها الأخيرة، كما تخبرنا إيميه
بولس. وتخشى رئيسة «مؤسسة سينما لبنان» من المصير ذاته للعديد من الأشرطة
الأخرى، إذا لم تُرَمَّم وتُحفَظ على نحو ملائم في أسرع وقت.
ما قامت به المؤسّسة يثبت أنّ ترميم الأرشيف، بوجود الأموال اللازمة،
يمكن أن يحصل في لبنان؛ إذ إنّ نقلها إلى الخارج سيعرّضها حتماً للسرقة.
لكن بعيداً عمّا تحاول المؤسسة اليوم جمعه لاستكمال عملها، ترى بولس أنّ
الوسيلة الأجدى للمضيّ في عملية الترميم هي أن تحاول الدولة توفير الأموال
اللازمة للمشروع من المنظّمات الدوليّة الكبرى، وإلا فإن العمل سيبقى
مهدداً. وتدعو المؤسسة، التي عمدت إلى رقمنة ما رمّمته لحفظه بنحو أفضل،
وزير الإعلام إلى صياغة قانون يتيح للمهتمين بهذا الأرشيف العودة إليه على
الإنترنت، من خلال شروط وضوابط معيّنة طبعاً.
«ذكريات مبعثرة»: 5:00 مساء اليوم ـــ «أوديتوريوم برنار فتّال» (سن
الفيل، جسر الواطي) ـــ
fondationlibancinema.org
الأخبار اللبنانية في
18/04/2011
كندة علوش ترفض الإقصاء والتخوين وتؤكد كلنا سوريون مهما
إختلفنا
مي ألياس من بيروت
يعكس إنقسام موقف الفنانين السوريين تجاه "الثورة السورية" الإنقسام
الموجود في الشارع السوري، بين صامت خائف، أو مؤيد للنظام (عن قناعة، أو
نفاق، أو عن خوف)، وبين مؤيد لحرية التظاهر والتعبير، وحق الحياة
بكرامة، لكن التأييد غالباً ما يكون حذراً بسبب التخوف من القبضة الأمنية
الفولاذية للنظام السوري.
وكنّا في إيلاف قد نشرنا عدة بيانات صدرت فردية أو جماعية من فنانين
أدانوا "المخربين" و "الفتنة الطائفية" وأيّدوا النظام، في الوقت الذي يؤكد
فيه الثوار على مختلف المجموعات والصفحات على الفايسبوك، وطنية التحرك،
وسلميته، ولا طائفيته.
وربما يعبر موقف الفنانة السورية المبدعة والمثقفة كندة علوش عن الفئة
الأخيرة النادرة من الفنانين أصحاب المواقف الإيجابية والواعية تجاه ما
يحدث في بلدهم، ممن يتنازعهم الخوف من الإنقسام وإراقة الدماء، ويحرصون على
أمن واستقرار البلاد، لكنهم في الوقت نفسه يدركون ضرورة التغيير نحو بلد
تكفل فيه الحريات، ويلغى فيه قانون الطوارئ، ويشعر فيه المواطن بأنه شريك
في الوطن، وليس مستعبداً من قبل قلة حاكمة، بلد يخلو من الفساد، ويوفر
تكافؤ الفرص لأبنائه، ويكفل لهم العيش الكريم.
هذه الفئة لم تتخلص بعد بشكل كامل من حاجز الخوف، وفي الوقت نفسه تقف
حائرة تجاه ضبابية الموقف، وعدم وضوح الرؤية لحقيقة ما يجري في الشارع،
بسبب التضييق الإعلامي، وتشكيك الإعلام الرسمي بكل ما ينشر من فيديوهات أو
صور تظهر بطش القوى الأمنية بالمتظاهرين.
كندة المتواجدة حالياً في مصر تتابع بشكل لحظي ما يجري في بلدها،
وتنشط بشكل كبير على الفايسبوك معلقة على الأحداث عبر صفحتها الخاصة من
خلال الـ
Status حيث طالبت بالأمس بمحاكمة رجال الأمن الذين ظهروا في فيديو إنتشر على
الفضائيات وشبكة الإنترنت لرجال أمن يعتدون على ثوار في إحدى الساحات
السورية، وطالبت بشفافية التحقيق ليفهم الناس حقيقة ما جرى، وعندما بدأ
التشكيك من قبل المعلقين في الفيديو على أنه من شمال العراق وأن رجال الأمن
فيه هم رجال البيشمركة الأكراد، وسيطر الإنفعال على المعلقين بين مصدق
للرواية الرسمية، وآخر مشكك بها، طالبت الجميع بضبط النفس والحوار الحضاري
والتحقيق بكل الأحوال في حقيقة الفيديو، وقامت في النهاية بحذف الفيديو إما
بسبب ضبابية الموقف ، أو لتضع حداً للإحتداد بين المعلقين.
تعليق آخر لكندة تدعو فيه مواطنيها إلى التعقل والوحدة تقول فيه:
"يجمعنا دم واحد وتاريخ وأرض مقدسة.. أنا سوري مهما كانت طائفتي أو
توجهاتي.. فلنقبل بعضنا بعضا مهما كانت إختلافاتنا لنستمع لبعضنا البعض دون
إلغاء أو تخوين.. لا لاستخدام العبارات الطائفية والتحريضية والعدائية.. لا
لسلب حق الحياة أو حرية الرأي أو الكرامة".
وفي تعليق آخر يظهر حرصها على اقتصاد بلدها تقول: "من المؤسف جداً بأن
نسمع أن الكثير من السوريين وخصوصاً أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة (الوطنيين)
يتهافتون على البنوك لسحب أموالهم وتحويلها لدولارات ووضعها في بنوك خارج
سوريا.. ما سيضر حتماً بقيمة الليرة السورية وباقتصاد البلد.. حتى أصحاب
الحسابات الصغيرة سحبهم لأرصدتهم سيؤثر بشكل سلبي.. بلدنا مسؤوليتنا
والوطنية ليست مجرد شعارات وصور..".
وفي تعليق آخر تنتقد من لا موقف لهم في الشارع السوري حيث تقول:
"احترم أن تكون "مع" للأقصى طالما أنك تحترم من هم على الطرف الآخر دون
إلغاء أو تخوين، أو أن تكون "ضد" وتعبر عن رأيك بعقلانية محترماً من هم
"مع" واضعاً مصلحة البلد فوق كل اعتبار، أو أن تكون في الوسط لم تتضح
الصورة بشكل كافٍ بالنسبة لك، أنت مختلف عني، ولست عدوّي، يجمعنا كوننا
سوريين، يسكننا حبنا للبلد وخوفنا عليها.
لكن ومع اعتذاري للجميع لا أفهم الآن ومع كل هذا الدم المراق من كل
الأطراف أن تكون سوريا لا "مع"، ولا "ضد" ولا "وسط" غير معني بما يحصل.
إيلاف في
18/04/2011 |