خلافا للدراما السورية المتميزة تبدو مسرحيات التلفزيون الرسمي
هزيلة في الشكل والمضمون والإخراج وتحكي عن عدم التوافق بين أصحاب الروايات
من قادة
الاستخبارات، وبين من ينتج لهم هذه المسرحيات فنيا لتكون فشلا
يضاف إلى الحالة
العامة من الفشل الإعلامي التي تميز بها التلفزيون الرسمي منذ عقود.
آخر
المسرحيات عن 'خلية إرهابية' مؤلفة من ثلاثة عمال بسطاء ذكر قائدهم انه
يعمل في
المنطقة الصناعية في حوش بلاس.. وأول سؤال يخطر للجميع من الذي سيوكل قيادة
خلايا
إلى عمال بسطاء غالبا ما تكون حياتهم ككل عمال سورية 14 ساعة
عمل أو تزيد يوميا من
أجل تأمين ما يكفي للقمة العيش.
بعيدا عن نسبة قائد الخلية النائب جمال الجراح
إلى طرابلس وصعوبة الاتصال به لأن 'الواسطة' يعمل في البقاع،
بينما الجراح من
طرابلس ويقيم فيها، أريد التعليق على بعض الكلمات التي وردت في اعترافات
الخلية فهم
يتحدثون عما طلب منهم من 'التحريض' و'العمليات التخريبية' و'زرع الفتنة
'
و'التجنيد'، وأنا أعجب كيف يعترف مرتكب بجريمة قائلا: 'طلب مني
التخريب وسألت كيف
سنخرب وما عنا سلاح'! .. يبدو من الاعتراف أن ضباط الأمن الذين يصدرون هذه
المصطلحات 'التخريب والتحريض وإثارة الفتن' للتلفزيون الرسمي لتتصدر أخباره
هم من
صدرها للمعترفين أنفسهم لكن يبقى عنصر الكوميديا الأكبر في هذه المسرحية هو
كلمة
'مباشر'،
التي أضيفت إلى المسرحية حين عرضها بينما تظهر فيها قطعات المونتاج
والتحرير الفيلمي بوضوح والسؤال المهم ما الداعي لكونها مباشرة مثلا، طالما
أن ما
فيها قطعي في الإدانة لهذه الدرجة التي يعترف فيها بالتخريب
والتفجير؟
المسرحية
التي سبقتها حملت عنوان 'الملثمين' هروبا من مصطلح 'المندسين' الذي تم
اجتراره بما
فيه الكفاية في الاعلام الرسمي واكتشف النظام مؤخرا أنه ليس صناعة سورية،
وإنما هو
مستورد من مصطلحات أنظمة بن علي ومبارك والقذافي فحاول الهروب
منه ربما هربا من
الشؤم الذي حاق بتلك الأنظمة! .. في تفاصيل هذه المسرحية أريد أن أكشف
حقيقة تنشر
للمرة الأولى ويثبتها مقطع الفيديو الموجود أن ظلال هؤلاء الملثمين كانت
تمثل
بالقياس الدقيق حوالي 86% من الطول الحقيقي للشخص وهذه الظلال
بهذا الطول لا يمكن
أن توجد في مثل هذا الوقت من نيسان/ ابريل إلا في ساعتين من النهار في
العاشرة
والنصف صباحا والثالثة عصرا تقريبا.
التلفزيون السوري بث هذه المقاطع في الساعة
الواحدة وعشرين دقيقة تماما من يوم الجمعة وغاب عن ذهنه أن
الظل ما بين صلاة الجمعة
والواحدة والنصف ظهرا لا يزيد عن 40% من حجم الشخص الحقيقي وهذه الظلال
القصيرة
تظهر في تسجيلات أخرى من نفس اليوم للمحتجين في درعا على التلفزيون السوري
نفسه.
توقيت بث الصور يثبت استحالة كونها التقطت عصرا لأنها بثت قبل ذلك بساعة
ونصف
الساعة وهو ما يعني أن مسرح التمثيل كان في العاشرة والنصف صباحا في وقت لم
يكن فيه
المتظاهرون قد خرجوا لصلاة الجمعة بعد فضلا أن يكونوا تظاهروا
عقبها!.
طبعا
أضيف إلى التعليق على هذه المسرحية تفاصيل أخرى أهمها أنها التقطت بكاميرا
احترافية
مثبتة وكانت تعطي مسارات أفقية محددة لا تخرج عنها لتظهر لنا على من يطلق
الملثمون
النار مثلا؟.. والسؤال الأهم لماذا لم يترك المصور الاحترافي
ضبط إعدادات الكاميرا
ليبلّغ الأمن عن هؤلاء بدل تصويرهم فحسب؟.
المسرحية السابقة لها في التوقيت هي
صور الضباط وعناصر الجيش القتلى والمصابين في كمين بانياس على
التلفزيون السوري،
التي أظهرت أشخاصا بلحى طويلة يستحيل وجودها في الجيش الذي يلزم عناصره
بحلق صباحي
يومي للحى، وفي حال لم يكن هؤلاء الملتحون من الضحايا المدنيين فإن أكثر ما
يمكن
قوله عنهم بأنهم 'شبيحة النظام' الذين يشتهرون بتربية لحاهم
وحلق رؤوسهم فلعلها
رسالة من التلاحم والوفاء بين النظام وشبيحته.
قبل ذلك تظهر مسرحية المهندس
المصري، التي يمكن الحديث فيها عن عنصر مثقف خلافا للعمال
البسطاء في مسرحية 'الخلية'،
ولكن أكثر ما يضحك فيها أن تهمة المصري هي التصوير وبيع الصور للخارج
وأنه زار المسجد الأقصى في ظل اتفاقية كامب ديفيد.
معروف أن الكثير من الهواة
والمحترفين في التصوير في العالم يقومون بتصوير الأحداث ثم
يعرضونها على الوكالات
والصحف ومحطات التلفزة لتشتري منها ما يناسبها وهذا أحد أساسيات عمل
التصوير
الصحافي، التي لم يسمع بها مثقفو الاستخبارات الفاشلون ثقافيا ومسرحيا ثم
اختتمت
هذه المسرحية بالفشل الأكبر في قراءة مصر ما بعد الثورة التي
أحرجت النظام
بالاضطرار للإفراج عمن وصف بالجاسوس العميل الذي لا تقل عقوبته المخففة في
القانون
السوري عادة عن السجن 15 عاما.
محطة أخرى هي حديث السيدة بثينة شعبان في بداية
الاحتجاجات في اللاذقية عن تورط بعض المنظمات الفلسطينية في
الاحتجاجات.. عقب
الاتهام ذكر أنور رجا المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية القيادة العامة
'وهو مقرب
من النظام السوري' على قناة الحوار أنه طلب بيان الأمر من المستشارة شعبان،
التي
أحالته بدورها لضابط الأمن مصدر الخبر، ثم تبين أن سبب الاتهام
هو وجود أحد
المواطنين السوريين من ساكني المخيمات الفلسطينية في الاحتجاجات، ومعروف أن
السوريين صاروا يزاحمون الفلسطينيين في مخيماتهم بسبب قلة ذات اليد وفقر
الحال، ثم
لكم أن تتصوروا أن هذه الحقيقة الخطيرة انتقلت من الأمن ليصرح
بها كاتهام
للفلسطينيين على لسان مسؤول بحجم مستشارة الرئيس.
طبعا لم يكن اتهام
الفلسطينيين سابقة صحافية فقد سبق للإخبارية السورية أن اتهمت في بداية
الاحتجاجات
كلا من عبد الحليم خدام ورئبال رفعت الأسد والإخوان المسلمين وشعبة
الاستخبارات
الإسرائيلية والأمير السعودي بندر بن سلطان في حزمة واحدة،
يبدو من المضحك البحث عن
واسطة لجمعها في عقد واحد إلا في إعلام لا يراعي إخراج المسرحيات فيه أيا
من
المسلمات العقلية.
أما قناة الدنيا فقد أخذت على عاتقها مهمة أخرى تبدو أشبه
بحلقات المفتش كولومبو التي تصاحبها موسيقى الغموض التصويرية وسيطول الحديث
عن
تفنيدها، لكن إحدى أطرف نكتها هو ادعاؤها أن مشهد اختطاف
الفتاة المحجبة من تظاهرة
صغيرة في منطقة قريبة من سوق الحميدية وسط دمشق هو تمثيلي بطريقة تشعرك بأن
من صاغ
الفكرة 'البوليسية' للدنيا يعيش في نيكاراغوا أو بوركينا فاسو ويجهل أن
منطقة مكتظة
كهذه من وسط دمشق يصعب التنفس فيها بدون إذن المخابرات، فضلا عن أن تكون
مسرحا
لتمثيل مشهد من هذا النوع في وضح النهار.
كل هذه المسرحيات الفاشلة التي يقدمها
الإعلام الرسمي وشبه الرسمي تأتي في غياب أي كاميرا صحافية لأي
محطة أو وكالة أنباء
غير سورية وتظهر المأساة الكبرى في تولي هذا الإعلام النقل الحصري للحقائق.
بينما
تتولى أجهزة الأمن إيقاف المارة وتفتيش جوالاتهم بحثا عن أي حقيقة قد تسربت
إلى
عدساتها.
أخيرا أقول ان أكبر مشكلة للإعلام الرسمي أنه يتجه في خطابه إلى إقناع
الخارج بما يحصل في الداخل من جرائم ودماء .. ويغفل أن من يتابعونه في
الداخل من
طلاب الحرية هم أدرى الناس بحقيقة ما يحصل على الأرض ولن يكذبوا رؤى أعينهم
لهذه
المسرحيات ولن يزيدهم هذا الزور والافتراء إلا إصرارا على
مطالبهم ومواصلة في
احتجاجاتهم .. لذلك فالمأمول من النظام وإعلامه توجيه الخطاب للداخل بدل
الخارج
بكلمات من المصالحة والعزاء والبدء بتنفيذ مطالب المتظاهرين مع الاعتذار عن
دمائهم
ومحاسبة من أجرم بحقها أو سيبقى للنظام وإعلامه أن ينتظروا نهاية هذه
المسرحيات
بطريقة قد لا تتناسب مع إخراجاتهم الفاشلة.
كاتب صحافي من
سورية
azzibaq@yahoo.com
القدس العربي في
15/04/2011
في ثالث حلقات
البرنامج الجديد (فاصل ونعود مع داوود) على قناة دبي:
هاني رمزي وبشير غنيم في ضيافة داوود حسين.. بيت
الرقابة
وسترة النجاة والسحر في جاكرتا
دبي - 'القدس العربي':
يستضيف النجم الخليجي داوود حسين في
الحلقة الثالثة من برنامج (فاصل ونعود مع داوود) على قناة دبي
التي ستبث يوم السبت
المقبل (16 نيسان/أبريل)، كلا من النجمين: هاني رمزي وبشير غنيم في مفاجأة
فنية،
يسعد لها النجم المصري، لدرجة أنه يتحول تمثيلاً إلى شحاذ يخص داوود بوابل
من
الدعاء.
وفجأة ينتقل إلى شخصية سيبويهية في النحو، على الرغم من كرهه الشديد
لتمثيل الأدوار الفنية باللغة العربية الفصحى، مفصحاً عن هذا السر فقط
لجمهور قناة
دبي، في الوقت الذي ينتمي هاني إلى (بيت الرقابة) على حد
تعبيره، فعائلته مكونة من
53
محامياً، فما هي القصة وما سر الطفولة التي ناقضت تاريخ الأسرة
ليقضيها بين
المحاكم، كذلك ما سر سترة النجاة في الطائرة والأربع قطط، وهل هناك علاقة
ودية تجمع
بين رمزي وحماته لدرجة البكاء.
أما الكوميدي والمدرب النجم بشير غنيم، فيكشف
لنا سر تشبيهه بداوود حسين (توأم غير متماثل)، فما هو سر هذه
التشابه، ولماذا تعرض
النجم السعودي للضرب من ناظر المدرسة التي كان يعمل فيها، على الرغم من
كونه أحد
أعضاء التدريس، كما سيكشف في هذه الحلقة عن أهم هوية يحملها كونه (أول حكم
سعودي
للمبارزة في الوطن العربي)، فما علاقته بالسحر الذي مازال يؤثر
فيه وربطه بجاكراتا،
كذلك المزيد من المفاجآت والقصص الحصرية في فاصل ونعود مع داوود على قناة
دبي.
ويعد (فاصل ونعود مع داوود) برنامجاً فنياً يناقش مواضيع عامة تهم
المجتمع
الخليجي والعربي، يقدمه النجم الكويتي داوود حسين. الذي يضيف بطرحه
الكوميدي لمحة
فنية طريفة في تناول المواضيع التي فحواها سفرياته أو تجاربه الشخصية في
الحياة
اليومية أو الاستفادة من تجارب الغير بأسلوب انتقادي كوميدي
ساخر بَّناء، يشاركه في
كل حلقة ضيف أو ضيفان من مشاهير الوطن العربي وأصحاب المواهب الفنية فيدور
حوار فني
وكوميدي حول موضوع الحلقة التي تتخللها فقرات فنية تتناسب مع الموضوع
المطروح في
الحلقة، بالإضافة إلى عرض مشاهد من مسرحيات أو أفلام كوميدية يتم الاستناد
اليها في
مدى مطابقتها لواقع حياتنا، إلى جانب قيام الضيوف بتمثيل وتقليد مواقف
كوميدية تصب
في مجرى نفس الموضوع، كما سيتم كشف الستار عن حقائق لم نعرفها بعد عن
مشاهير وفناني
حلقات البرنامج الجديد.
يبث برنامج (فاصل ونعود مع داوود) حصرياً على قناة دبي
مساء السبت الساعة: 22:40 بتوقيت الإمارات، الساعة: 18:40 بتوقيت غرينتش،
والاعادة
الجمعة، الساعة: 18:00 بتوقيت الإمارات، كما يمكن للمشاهدين متابعة هذه
الحلقة في
أي وقت عبر خدمة (شاهد عبر الإنترنت) على الموقع الالكتروني
الخاص ببرامج مؤسسة دبي
للإعلام (www.dubaimedia.ae).
القدس العربي في
15/04/2011
'الجزيرة'
والثورات العربية: ارادة تغيير تراهن على الشعوب
عصام عبد
الله
ليس مهما بناء مؤسسة اعلامية بل المهم كيفية الحفاظ عليها
والاندفاع بها الى الريادة. ليس مهما ان تنقل الخبر، على اهمية هذه
القاعدة، بل
المهم ان تصنع الخبر. ليس مهما ان تكون رقما اعلاميا، حتى لو
كنت في الطليعة، بل
المهم ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين بعيدة وشاسعة. ليس مهما ان تكون
منبرا
للرأي والرأي الاخر عندما تدرك ان آمال الشعوب اكبر من أي رأي.ليس مهما ان
تملك
السلاح بكل تقنياته، بل المهم كيف تحقق النصر من دون استخدامه.
ليس مهما ان توسع
دائرة صداقاتك فتغض الطرف عنهم او تتسع دائرة الخصوم فتقع في دائرة الخشية
والقلق
من الافخاخ في كل مكان، بل المهم كيف تبني المصداقية والثقة وتحافظ على
المرجعية في
الاعلام وفي الريادة.
خمس عشرة سنة لم تكتمل على انطلاق قناة الجزيرة من'دوحة
قطر، فإذا هي تبز قريناتها المحليات اقليميا وتنافس العالميات وتتجاوزها،
في المعطى
العربي على الاقل.
العاملون في الاعلام يدركون في قرارة انفسهم ان نجاح الجزيرة
في الاستقطاب الجماهيري مرده الى عوامل عدة، منها التقنيات والادارات
والعاملون
والمتابعة وملاحقة الاخبار ومساحة الانتشار وتعدد القنوات من
انكليزية الى وثائقية
الى رياضية واخرى خاصة بالاطفال، وكل هذا صحيح، لكن النجاح كما اراه يكمن
في القرار
السياسي الذي يحكم ويحمي عمل هذه القنوات.
إن صاحب قرار اعطاء الحرية للعاملين
في قناة الجزيرة هو شخص واحد لا غير مهما تعددت الاسماء
والقيادات المهنية
والوظيفية، ولا يمكن ان يكون اكثر من اي شخص، اما الباقون فينفذون الارادة
العملية
والوظيفية والتسويقية.
إن العاملين في الاعلام يدركون جيدا ان رسم الخطوط
الحمراء ووضع السياسات هو اساس كل وسيلة اعلامية، فعندما يتم وضع هذه
الخطوط
والسياسات تصبح القناة والعاملون فيها اسرى هذه الخطوط، ويصبح
الحراك مقيدا
ومغلولا، كما نشاهد في محطات اخرى.
لقد سجلت قناة الجزيرة رسما بيانيا تصاعديا
منذ انطلاقتها فراحت تقول وتتابع وتلاحق وتكشف وتحقق وتغطي
وتناقش في القضايا
المقموعة والممنوعة، فاستحقت عداوات عن جدارة، من اقرب الناس وابعدهم،
وتحملت
الكثير من الانتقادات والسباب والشتائم، واستمرت.
لم تسلم الجزيرة ومكاتبها
ومراسلوها ومندوبوها ومحرروها من القتل والإقفال والملاحقة
والمتابعة من معظم الدول
العربية، حتى الاجنبية، خصوصا الغربية، والولايات المتحدة وبريطانيا على
وجه
التحديد، لكنها لم تتراجع.
هذا الاستمرار مرده الى القرار الشجاع بحماية حرية
هذه القناة وحرية افرادها في كل المستويات للاستمرار والمتابعة كأن شيئا لم
يحصل.
*فكيف ينعكس مثل هذا الموقف على طاقم العمل؟
*لقد اثبتت الادارة
والمذيعون والمحررون والمندوبون وكل العاملين في الجزيرة انهم اهل للثقة
وانهم على
مستوى الاحداث وانهم اصحاب مهنة وانهم على قدر عال من المسؤولية وانهم، كما
تتطلب
مهنة المتاعب، لم يتوانوا عن تلبية الواجب.
قد يكون هذا الكلام مبالغا فيه ما
قبل الثورات العربية انطلاقا من تونس مرورا بمصر وصولا الى
ليبيا، فاليمن والبحرين
وعُمان والاردن وسورية وايران، لكن الكلام ما بعد الدور الذي لعبته قناة
الجزيرة في
مواكبة هذه الثورات صار مطلوبا للحقيقة والانصاف.
لقد سجلت قناة الجزيرة سبقا
رائدا في الاعلام السياسي والتثقيفي والتوجيهي والتغييري عندما
تبنت خيار الشعوب
واسقطت من حسابها مصالح الانظمة، على الرغم من كل المخاطر التي كان يمكن ان
تواجهها
في حال فشل هذه الثورات في تحقيق اهدافها.
فالمتابع لاحوال العالم العربي خلال
الاربعين سنة الماضية يدرك ان تحرك الشعوب محكوم بالفشل. وتبعا
لذلك فإن المراهنة
على تحرك الشعوب العربية هذه المرة لم تكن افضل. ولو صح ذلك، فللمتابع ان
يتصور كيف
كانت ستكون صورة الجزيرة لو نجح الحكام وفشلت الشعوب، خصوصا في مصر وليبيا.
فعند
الحديث عن الدور الاعلامي السياسي والتثقيفي والتوجيهي والتغييري، ينبغي
التوقف
امام عوامل عدة، اهمها:
يجب ان تملك الرؤية كي تتمكن من القراءة السياسية
الصحيحة، وهذا ما حصل منذ اليوم الاول لانطلاق ثورة تونس وتبنيها والدفاع
عنها
واعطائها كل الدعم.
يجب ان تملك الرؤية الثقافية كي تتمكن من استيعاب الطروحات
والعمل على تطويرها او كشف مخاطرها على الثورة.
يجب ان تملك الآلية التنفيذية كي
تجعل رسالتك تصل الى عامة الشعب من دون ان تصدر اي بيان او
تعلن اي موقف. وهذا ما
حققته قناة الجزيرة بنجاح منقطع النظير.
يجب ان تملك ارادة التغيير كي تتمكن من
فهم حقيقة معاناة الشعوب وكيف يمكن مساعدتها للوصول الى تحقيق
اهدافها. وهذا ما
شاهدناه وتابعناه بمستوى عال في قناة الجزيرة من خلال الضيوف والشخصيات
والمواقف في
الاستديو.
يجب ان تملك قوة الاعصاب والنفس الطويل وسياسة الصبر والمتابعة
والملاحقة.ومن موقعي كأعلامي متمرس اراهن بان فريق عمل الجزيرة والمسؤولين،
كل في
مكانه وموقعه، لم ينم طوال فترة التغطيات، لاسيما اثناء ما جرى
ويجري في مصر. كما
اراهن انه لم يترك شاردة او واردة إلا كان لها مكان على الشاشة الفضية بعد
قراءات
سياسية مختلفة لمضامينها.
ليس سهلا على قناة تلفزيونية ان تأخذ قرار الوقوف الى
جانب الشعب المصري، في ظل نظام امتدت جذوره في الارض وتشعبت وسائطه في
المجتمع
فنخرت في الاساسات وتغلغلت عميقا في نفوس المصريين، فتأتي قناة
تلفزيونية، قال عنها
يوما الرئيس المصري المخلوع عندما زارها: كل هذا الزعيق من هذا المكان
الصغير؟
وتعمد هذه القناة الى اعطاء الشعب المصري المعنويات وفرصة التعبير والمنبر
وتسليط
الضوء على القمع وكشف المستور عن الممارسات الدموية التي
مارسها النظام، لا سيما في
المواجهة الدموية التي تتسم بجرائم الحرب عندما قامت السيارت المصفحة بدهس
المواطنين كأنهم ذباب لا اهل لهم ولا حقوق.
*رهان الجزيرة لم يكن رهانا اعلاميا،
بل كان رهانا سياسيا قياديا محفوفا بالمخاطر السياسية، ولنا ان
نتصور كيف كان
سيتعامل النظام المصري مع قطر، وليس مع قناة الجزيرة، لو قيض له ان ينجح في
قمع
الشعب المصري؟
*لم يكن الرهان في قناة الجزيرة سياسيا فقط على دعم ثورة الشعب
المصري، بل كان ارادة تغيير تنتصر للمظلوم وتعمل على ارساء مفهوم جديد من
العلاقة
بين الشعب والنظام.
والحال سحبت نفسها على التعاطي مع النظام الليبي الذي رأى
انه 'ما هكذا تكون الاخوة العربية'، ولم يجد غضاضة ان يحمل على قناة
الجزيرة، كيف
لا وهو يصف ابناء شعبه بالجرذان ولا يحدثهم الا بلغة الاحذية والعمالة
والهلوسة.
ولم يكن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأحسن حال في التعاطي مع
قناة الجزيرة وقطر، وهي التي جهدت لحل مشاكله مع ابناء شعبه التي لا تنتهي
نتيجة
ضيق افقه وعدم قدرته على فهم احوال مجتمعه، بكل فئاته وطبقاته
وقبائله.
لقد قدر
لهذه الثورات ان تكون قناة الجزيرة موجودة لكشف ممارسات الحكام ومنع هذه
الانظمة من
الاعتداء الدموي على الشعوب، وبذلك جاءت النجاحات واحدا تلو الاخر وبدأت
ملامح
المنطقة بالتغير والانعتاق من الديكتاتوريات وصولا الى مجتمعات
الحرية والديمقراطية
والتقدم.
ان ما حققته الجزيرة لا يمكن ان يقف عند هذا الحد، فهو كثير وغني
وستتكشف آفاقه اكثر في قابل الايام والسنين. فلم يتم التطرق الى الادوار
السياسية
الخارجية والمخاطر الدينية والمفاعيل الاقتصادية والحاجات
الجماهيرية والازمات
الاقتصادية الدولية واثرها على هذه المجتمعات. لكن كلمة حق وتهنئة لكل ما
جرى وما
تم تنفيذه يساهم في رفع المعنويات ويؤسس لمزيد من العطاء.
*ولا بد من سائل، ماذا
تستفيد الجزيرة وقطر من هذه التغييرات؟
*من الطبيعي ان المتابعين يدركون ان هذه
التغييرات المتسارعة سيكون لها نتائج، واهم هذه النتائج هو نقل
هذه المنطقة من
الكسل والخمول الى النهضة والبناء، فمصر بعد خمس سنوات لن تكون كما كانت
قبل
الثورة، تماما كما نرى اوروبا اليوم حيث لا نستطيع ان نتذكر كيف كانت قبل
الاتحاد.
وبهذا فقط يمكن فهم ان التغيير ستستفيد منه المنطقة جمعاء ومنها قطر، وليس
قطر
وحدها.
*وماذا بعد؟
*ليس مهما ان تتمكن قناة الجزيرة من النجاح بهذا القدر
وبهذا المستوى، بل المهم ان تعرف قطر انها باتت اليوم تتحمل اعباء مسؤولية
ضخمة تقع
قبل كل شيء على صاحب القرار فيها، وهي متابعة هذه الثورات
وتشكيل اطار اعلامي
للمراقبة والمتابعة كي لا يتسلل المتضررون من نجاح هذه الثورات ويعملوا على
الانقلاب عليها وافشال مقاصدها.
ليس مهما ان تكون قطر جزيرة صغيرة او قطرا
خليجيا ضيق المساحة، بل المهم ان تبقى على مستوى القضايا
الكبيرة للامة وعلى حجم
مساحة العالم العربي، ولعل مسيرة الجزيرة تؤكد انها اهل للمراهنة على دورها
وعلى
ريادتها في الحقل الاعلامي والسياسي والتغييري وانها قادرة على التحمل وعلى
القيادة
وعلى الارشاد والاصلاح.
اعلامي لبناني
القدس العربي في
15/04/2011
الإعلان والنجوم... حكاية طويلة فصولها لا تنتهي
لهاث
نحو المادة أم نحو الشهرة؟
أحمد عبد المحسن
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خوض الفنانات والإعلاميات مجال
الإعلان للترويج
لسلع معينة أو الظهور كموديل عبر الفضائيات لإحدى الماركات المعروفة.
السؤال الذي
يطرح نفسه: هل يفيد هذا المجال الفنانة أو الإعلامية في مسيرتها ويقرّبها
من
الجمهور ويزيد شعبيتها ويضيف إلى رصيدها الفني، أم يصبّ الأمر
في خانة الفائدة
المادية في الدرجة الأولى؟
«الجريدة» طرحت السؤال على مجموعة من الإعلاميات والفنانات وسجّلت
الإجابات
التالية.
حبيبة العبد الله
من الضروري أن يكون المنتج مناسباً للشخصية التي ستعرضه في وسائل
الإعلام، في
رأي المذيعة حبيبة العبد الله، وأن تختار المذيعة أو الفنانة السلعة
المناسبة التي
تظهر من خلالها، «ثمة إعلانات لا تصلح أن تظهر المرأة فيها، فنحن نعيش في
مجتمع له
تقاليده وعاداته ومن المهم أن نحافظ على هذه الخصوصية».
تضيف العبدالله: «هدف ظهور الفنانة أو الإعلامية، كوجه إعلاني، تحقيق
ربح معنوي،
إذ تزداد شهرتها، أما الربح المادي فيأتي في الدرجة الثانية، إنما لا يمكن
تجاهله
لا سيما أن الجهة المعلنة تحقّق أرباحاً من ظهور الفنانة، ولا بد من أن
تنال هذه
الأخيرة حقها المادي.
شاركت العبد الله في عرض أزياء المصممة الكويتية منيرة المسبحي،
وتلقّت عروضاً
من خبيرات تجميل في الكويت وعرضاً من السعودية للترويج لعدسات لاصقة، لكنها
اعتذرت
عنها لأسباب عدة، إلا أنها صرّحت في أكثر من مناسبة بأنها مستعدة للمشاركة
في أي
إعلان يناسب شخصيتها.
سوسن الهارون
ترى الفنانة والإعلامية سوسن الهارون أن الظهور في أي حملة اعلانية
مفيد لها،
سواء في عروض الأزياء أو الإعلان عن منتجات معينة، لتحقيق المزيد من الشهرة
أو
للمنفعة المادية.
تشير الهارون إلى أن ثمة وجوهاً فنية وإعلامية ظهرت بشكل مناسب ولائق
في
الإعلانات سواء في الكويت أو الوطن العربي، «هذه الظاهرة عالمية يشارك فيها
فنانون
عالميون وهي محبّبة ولا تتعارض مع رسالة الفنان أو الإعلامي بل تدعمها
وتزيد شعبيته
وشهرته».
تضيف الهارون: «إذا تلقيت عرضاً مناسباً سأقبله، خصوصاً إذا جاء من
جهة إعلان
شهيرة، لأنه سيضيف إلي. لكن لا بد من توافر اتفاق يرضي الطرفين ولا يبخسني
حقي
المادي والمعنوي. سبق أن تلقيت عروضاً إنما لم يتم الاتفاق على أي منها».
عبير الوزان
تؤكد المذيعة الشابة عبير الوزان أن الفنانة لا تشارك في الإعلان
لمجرد الربح
المالي فحسب، وإن كان ضرورياً ومن حقها نظراً إلى الجهد الذي تبذله والوقت
الذي
تكرّسه، إنما للبروز على الساحة أكثر ولتحقيق مزيد من النجومية.
تضيف الوزان: «منذ ظهوري على الساحة قبل سنوات، تلقيت عروضاً للمشاركة
في
الإعلانات، وقد زادت بعدما قدّمت البرنامج الناجح «ميلاد نجم» الذي وسّع
شهرتي، من
هنا أعتقد أن المعلن يبحث عن وجوه مشهورة تجذب الزبون إلى منتجه ليحقّق
مزيداً من
الربح».
توضح الوزان أنها لن تخوض مجال الإعلان إلا إذا اقتنعت بالعرض وكان
مناسباً لها
ويبرزها بصورة جميلة ويقرّبها من الجمهور.
نورة العميري
لا تفضّل المغنية نورة العميري، نجمة «ستار أكاديمي»، كمشاهدة رؤية
فنانة غير
خليجية أو كويتية في مجال الإعلان، على شاشة التلفزيون، كون المنتج لا يأخذ
حيزاً
سوى داخل الدولة نفسها ولن يحقق نجاحاً خارج الحدود.
تضيف العميري: «لا أعلم ما إذا كانت الفنانة تخوض المجال الإعلاني
لغرض مادي أو
غرض آخر كالشهرة أو ما إلى ذلك، فلكل واحدة أسبابها، إنما لا أستبعد الهدف
المادي
لأن الفنانة تبذل جهداً وتعباً ووقتاً لتصوير الإعلان، ولا بد من أن تنال
حقّها
الذي يتناسب مع جهدها الذي بذلته».
تلقت العميري عروضاً من دول الخليج العربي للمشاركة في إعلانات على
شاشات
الفضائيات، لكنها اعتذرت عنها «لأنها لن تضيف إلى رصيدي الفني»، وتكتفي
بالفن فحسب،
سواء في الدراما التلفزيونية أو على خشبة المسرح أو الغناء «لأنه يحقّق لي
الشهرة
والنجومية ويقربني من الجمهور ويحدث تواصلاً بيننا عن قرب وتفاعلاً قوياً».
الجريدة الكويتية في
16/04/2011 |