كشف الممثل السوري وفيق الزعيم “أبو حاتم” عن سعادته بمشاركته في
مسلسل “باب الحارة” الجزء الخامس، وأكد أن هذا المسلسل لم يفرغ من مضمونه
كما تشير بعض الانتقادات رغم خروج عباس النوري وسامر المصري، وأكد أن نسبة
المشاهدة والإقبال تضاعفت عن الأعوام السابقة، لافتاً إلى أن شخصية “أبو
حاتم” تشبهه في الحياة العادية بنسبة 90 في المئة .
·
ما ردك على من اعتبر أنكم
تستخفون بعقل المشاهد حين ذكرتم أن “أبو عصام لا يزال حياً”؟
هي تجربة تعود إلى أزمنة بعيدة بسبب الحروب، ومثال على ذلك ما حدث في
“سفر برلك” حيث اعتبر كثيرون في عداد الأموات، ليظهر في وقت لاحق أنهم
أحياء يعيشون في أماكن أخرى .
·
كيف تقيم مسلسل “باب الحارة”
لهذا العام كمشاهد؟
كل من يدخل على المواقع الإلكترونية أو يقوم بإحصاءات عن أكثر
المسلسلات مشاهدة يتأكد أن مسلسل “باب الحارة” استقطب أعلى نسبة من
الجمهور، وهذا دليل نجاحه .
·
ماذا ترد على من انتقد المسلسل
في جزئه الخامس؟
لا بد من وجود مشاهدين ينتقدون ويرفضون، وهذا بديهي، ونحن نحترم كل
وجهات النظر .
·
ماذا ترد على من قال إن خروج
عباس النوري وسامر المصري من المسلسل قلّص من أهميته وأفرغه من قيمته؟
كما في الحياة هناك ولادة فهناك أيضا موت، فبما أننا نقدم دراما
حقيقية وواقعية فممكن أن يكون هناك أناس يموتون لإحياء أناس غيرهم، مات
“أبوعصام” لكن بقي ابنه “معتز” واستمر، ليس من الضرورة أن يتوقف برنامج
لغياب أو موت شخص والأكيد “لا يوجد أحد لا بديل له في الحياة” .
·
لكنهما كانا من العناصر الأساسية
في المسلسل؟
طبعاً لكن العمل بحد ذاته مهم وإذا كان المشاهد يتابع المسلسل من أجل
إحدى الشخصيات فهذا ما لا أقتنع به ومثلي كثيرون .
·
إلى أي حد يشبهك “أبو حاتم” في
حياتك الحقيقية والواقعية؟
بنسبة 90 في المئة، لكن الفرق أنني في حياتي العادية أنا “أبو حاتم
المودرن” أتأقلم وأتطور مع الحياة في كل تفاصيلها وتطوراتها .
·
كيف تصف حياتك الطبيعية بعيداً
عن “باب الحارة”؟
رجل “كتير بيتوتي” أمضي مع العائلة معظم وقتي أو في المطالعة والكتابة
.
·
ماذا عن الوراثة التمثيلية؟
ابني يشاركني في مسلسل “باب الحارة” وهو الطبيب “حمزة”، تربطنا صداقة
متينة، وابني الثاني يدرس إدارة الأعمال، والثالث يتابع دراسته، وابني
الصغير يهوى التمثيل أيضاً .
·
ما أمنيتك الفنية؟
حلم حياتي وأمنيتي الحقيقية أن أجسد حياة عمر بن الخطاب، أو عمر بن
عبدالعزيز .
·
هل من نية لدخول السينما
والدراما المصرية؟
هذا أمر جيد وأشجعه وإذا كان لي مجال الدخول إلى مصر بعمل جيد يليق بي
فلن أمانع . هناك العديد من الممثلين السوريين الذين شاركوا وبرعوا في
الدراما المصرية .
·
ما مشاريعك بعيداً عن “باب
الحارة”؟
ثلاثة أعمال درامية تنفذ واحداً تلو الآخر في الأسابيع القليلة
المقبلة .
·
ماذا أعطاك “باب الحارة” وماذا
أعطيته؟
أعطاني الكثير وأعطيته روحي .
·
هل نفتقر في هذا العصر إلى رجال
أمثال “أبوحاتم”؟
هناك مليون “أبوحاتم” عربي لكن المشكلة أنه قلما تجدين ناساً يصدقونه،
نفتقر إلى من يحترمه ويعترف بوجوده أو يقتنع بمبادئه.
الخليج الإماراتية في
06/10/2010
اعتبرت دورها كمدمنة أفلام إباحية بـ"الخبز الحرام" توعية
للفتيات
السورية سوسن أرشيد: مشهد السرير بين زوجي
وسلافة معمار لم يغضبني
فرهاد حمي-
mbc.net
نفت الفنانة السورية سوسن أرشيد أن تكون قد شعرت بالغيرة من المشهد
المثير الذي جمع زوجها الفنان مكسيم خليل (الطبيب طارق) والفنانة سلافة
معمار (الطبيبة "غريتا") على السرير في مسلسل "تخت شرقي"، معتبرةً أن
المشهد لم يخدش الحياء.
يأتي ذلك فيما احتلت سوسن أرشيد المرتبة الثانية من بين أفضل ممثلات
سوريات، حسب إحدى الاستفتاءات الإلكترونية على خلفية تجسيدها شخصية "ندى"
في مسلسل الخبز الحرام وشخصية "لينا" في "تخت شرقي".
وقالت أرشيد في تصريحات خاصة لـ
mbc.net إنها تعاطت مع المشهد بروح رياضية، بغض النظر على أنها زوجة الفنان
مكسيم خليل، لافتةً أنه بمجرد انتهاء المشهد فإن الفنان يخرج من تلك الحالة
ويعود إلى حياته العادية.
وأضافت أنها عند رؤيتها المشهد كانت سعيدة بحكم أن مخرجة العمل
والممثلين قدموا المشهد بصورة فنية راقية وغير خادشة للحياء، مشيرة في
الوقت نفسه أنها على صداقة قوية مع سلافة معمار، ولم تنزعج منها جراء
تجسيدها لهذا المشهد مع زوجها.
المشهد المثير للجدل قام فيه الطبيب طارق بتقبيل "غريتا" على خدها
ومغازلتها، وبعدها يتم عرضهما في السرير وشرشف يغطيهما بالكامل، بينما
يقومان بحركات توحي بممارستهما للجنس الذي يقطعه عودة والدها المفاجئ من
السفر، مما تضطر "غريتا" إلى ارتداء ملابسها على عجلة من أمرها، في حين
يعرض طارق عاري الصدر ويرتدي بنطاله، ثم يختبئ في الخزانة.
وانتقدت الفنانة السورية في الوقت نفسه المحطات التلفزيونية التي تطرح
مشاهد من المسلسلات المدبلجة بطريقةٍ أفظع من تلك التي شاهدناه في "تخت
شرقي" دون أن نجد انتقادات من الجمهور.
ودافعت الفنانة السورية عن جرأة الدراما في تخت شرقي قائلة "أصبحت
العلاقات العاطفية بين الفتيات والشباب ما قبل الزواج منتشرة جداً في
المجتمع الشرقي، فلماذا الكتم عليها بالرغم من أن دور سلافة معمار في تخت
شرقي كانت فتاة قادمة من ألمانية"، لافتة أنها تسمع من أخواتها البنات
الكثير من تلك العلاقات في أوساط طلاب الجامعات.
وأضافت أرشيد أن ما نطرحه في الدراما هو محاولة تصحيح فكر الجيل
المعاصر، وإرشادهم لاختيار الشخص المناسب، والابتعاد عن كل ما هو سلبي
ومضرٍّ لهم.
وتابعت لدى قراءتها دور "لينا" شعرت أنها تتصف بالعصبية والثرثرة
الكلامية الزائدة، إلا أنها تفاجأت من ردود أفعال الجمهور الذين تعاطفوا مع
الشخصية بحكم أن كل إنسان له الأبيض والأسود، لافتة أنه عند انتهاء دورها
في مسلسل تخت شرقي شعرت بالضيق كثيرا لأنها اعتادت على تلك الشخصية
المميزة.
وعن اختيارها كأفضل ثاني ممثلة في سوريا على موقع "دي برس"، قالت:
التصويت يعتبر دعما معنويا ملفتا للفنانة، مؤكدة أن جميع الفنانين بحاجة
إلى هذا الدعم من قبل الجمهور، مشيرة أنها لامست محبة الجمهور لشخصية لينا
حتى باتوا ينادونها باسم لينا في الشارع.
خطر المواقع الإباحية
وفي سياق آخر، قالت سوسن إن هدفها من وراء تجسيد شخصية طالبة
البكالوريا التي تدمن مواقع الانترنت الإباحية في مسلسل "خبز الحرام" توعية
الفتيات الشابات بمخاطر هذه الأمور.
وأضافت: من المهم تسليط الضوء على تلك الحالات بحكم أن لديها أولادا،
وسيأتي يوم يتعرضون لتلك الحالات.
وبررت الفنانة السورية مشاركتها في هذا الموسم بعدة أدوار جريئة قائلة
"إن الجرأة في الشخصيات تشد أي فنان، وكانت تقول دائماً في السنوات السابقة
إنها تبحث عن الأدوار المختلفة".
وقالت إن زوجها مكسيم خليل لا يتدخل في خياراتها بقبولها أدوار
الجريئة، على اعتبار أن الجرأة في الدراما العربية لا تخالف مفاهيم
ومعتقدات الناس ولا تخدش الحياء.
ولفتت في الوقت نفسه أنها على استعداد للقيام بتجسيد الأدوار الجريئة
في السينما إذا كانت تخدم سياق الدرامي للفيلم، أما إذا كان المشهد ملصقا
بالفيلم وليس له أي أهمية فإنها بالتأكيد ترفضه.
الخبز الحرام قصة وسيناريو وحوار مروان قاووق، وإخراج تامر إسحاق،
وشارك في بطولة المسلسل عباس النوري، سلمى المصري، فات شاهين، خالد تاجا،
ضحى الدبس، عبير شمس الدين، باسل خياط، ليليا الأطرش، سوسن أرشيد.
الـ
mbc.net في
06/10/2010
فتح جديد في تاريخ الدراما السورية
وراء الشمس: إبداع سوري في رصد
قضايا إنسانية
دمشق – من نضال قوشحة
تجربة درامية جديدة لمجموعة من المبدعين حملوا هما وطنيا
واجتماعيا نحو فئة غابت كثيرا عن أذهاننا.
الفن من المجتمع
وإليه، كثيرا ما أكد المبدعون على اختلاف مساراتهم هذا المبدأ ووضعه بعضهم
موضع
التنفيذ، فكان ديدنه وهاجسه الذي يطمح إليه.
مسلسل "وراء الشمس" حقق هذه المعادلة الصعبة، فهو تناول موضوعة هامة وللأسف
مغفلة أو تكاد تكون. وهي شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة التي باتت في عصرنا
سمة واضحة
الظهور وكثيرة التمظهر بصور شتى.
-
النص: العمل تناول هذه الشريحة من الداخل فعرض لعدة محاور فيها تختلف فيما
بينها زمنيا واجتماعيا، فهناك شخصية بدر (بسام كوسا) وهو شاب في
الثلاثينيات من
عمره وابن بيئة فقيرة بسيطة. وكذلك علاء (علاء الزيبق). وهو في
العشرينيات من عمره
و ابن بيئة متوسطة اجتماعيا وماليا. وثالثا الجنين ابن عبادة (باسم خياط)
ومنى (صبا
مبارك) الذي لم يولد بعد وكان محور الحدث في المسلسل.
نقطة تحسب للنص أنه وزع أحداثه على هذه المحاور الثلاثة وجعل سيرورة الحدث
تدور
في فلكها جميعا وهذا ما أحاط بالمشكلة من أكثر من جانب وجعل
الفكرة أكثر غنى.
واستعان النص بالخبرة الطبية المناسبة وهذا جيد تجنبا لمطبات علمية، ووفّق
النص
بدمج هذه المعطيات العلمية الطبية في تركيبة الشخصيات، فغدت في
مسار العمل متوازنة
وتحت السيطرة.
كذلك نجح الكاتب محمد العاص في رسم مشاهد غاية في الشفافية مثل بعض مشاهد
علاء
ووالدته (نادين) وكذلك بين صبا مبارك ونادين.
العاص كتب نصا جديا ناضجا وشفافا، ولكنه بطيء الإيقاع، كان تطور الحدث
أحيانا
مطولا جدا، مثلا احتاج موضوع اكتشاف مقدرة بدر على تصليح
الساعات أكثر من حلقة
ونصف، وهو الأمر الذي يمكن أن يجسده مشهدان في دقائق. ربما كان المسؤول عن
ذلك
ضرورات إنتاجية، ولكن الخلل صار موجودا على أي حال.
الأمر الإشكالي الذي طرحه العاص في نصه هو موقف الأم منى من جنينها المشوه
.
فكثيرات من النساء اعترضن على موقف الأم وأكدن أن أي أم في موقفها
ستقبل بالتأكيد
بإجهاض الطفل، خاصة في ظل وجود طب متقدم يقلل إلى حد بعيد مكامن الخطر، لكن
الغريب
أن نساء أخريات وبنسب جيدة عارضن الفكرة وأيدن موقف الأم من جنينها. وكان
الموضوع
برمته مثار جدل وهذا –بالحتمية- حراك مفيد.
والنص رسم تقاطعات درامية هامة في العمل. بنى عليها هرمه الدرامي. فجمع فيه
عدة
ذرى درامية. بدر وكريم (حسن عويتي)، عبادة ومنى، بدرية (ميسون
أبو أسعد) وأبو راتب (علي
كريّم) عبادة ووالدته (ثراء دبسي) أبو راتب وابنته (نجلاء خمري).
وقد استطاع النص أن يوظف هذه التناقضات ويحكي من خلالها ما يريد من أفكار،
وقد
أصاب النجاح عددا من المحاور، لكننا نرى أن محورا هاما جدا كان
يمكن استثماره بشكل
هائل فيما لو تم رصد تطورات في شخصيتيه وهو محور، كريم وبدر. فالعلاقة
بينهما
نافرة، رب عمل مستغل يسرق جهود صانعه ويدعي أمام الغير بأنه يساعده، والأهم
أنه أي
كريم ، يفقد طاقته على العمل برحيل بدر المؤقت عنه.
ربما كان بإمكان النص أن ينشىء من هذا التأسيس جملة من الأحداث بالغة
السخونة
بحيث نرصد من خلالها كيفية تعاطي شخصية بدر مع عوالم جديدة
بعيدة عن أمه وأخته
ومعلمه فحسب. خاصة مع ظهور بسام كوسا في دوره كممثل بشكل ملفت للنظر.
شخصية بدر كانت في معظم تفاصيل العمل رد فعل، أي سلبية، وهي لم تكن فاعلة
ومحركة
للحدث، على عكس علاء الذي كان أحيانا أكثر فعلا من بدر.
النص انقذ نفسه من إطلاق أحكام قيمة على المجتمع في نهاية العمل واكتفى
بإطلاق
رسائل، فهو لم يغلق كل مسارات الأحداث، فعبادة شاهد طفله
وداعبه، لكننا لم نعرف ما
بعد ذلك، ونضال المتآمر على شقيقته في مرحلة ما، ترك مصيره مجهولا، وكذلك
بدر الذي
سعت شقيقته لإيجاد فرصة عمل له، ولكن دون جدوى، فالنص لم يضعنا في حالة
محددة وترك
الأمر مفتوحا على كل الاحتمالات.
-
الإخراج: كما في العمل السابق، قاع المدينة، كوّن مخرج العمل سمير حسين
رؤية
بصرية مبدعة وموظفة، عبرت عن حساسية النص وأفكاره الإنسانية العليا، سمير
حسين
استغنى في عمله عن الكثير من التقنيات البصرية (كرين، شاريو،
غرافيك) وكان عمله
منسجما مع النص وانسيابيا في تدفقه، ولكنه كان كما النص بطيء الإيقاع.
يحسب لسمير حسين عمله على المبدأ السينمائي في الكثير من المشاهد، من حيث
بصرية
المشهد، بحيث لا يلجأ للحوار إلا في الضرورة القصوى. مثل مشهد
شعور بدر بفقدان
والدته في المنزل بعد حادثة الدراجة. هذا المشهد وهو طويل نسبيا نفذه حسين
بتقنية
إخراجية شفافة وموجعة وكان أداء بسام كوسا فيه عاليا. رصد فيه مواجع دفينة
لشخص
مريض عصبيا وعقليا بحس جميل، وناغم بين أداء كوسا الراقي وحركة
الكاميرا الهادئة
والموسيقى التصويرية المرافقة، فكان مشهدا للذكرى.
كذلك يحسب لحسين اختيار مواقع التصوير، فبيت أم بدر هو بيت شرقي دمشقي، وهو
ما
اعتدنا على رؤيته في أعمال البيئة الشامية مليئا بالألوان
والجمال والشجر. لكنه بدا
هنا شاحبا خاليا من اللون وحتى الشجر، كمعادل حسي جمالي عن افتقار هذا
البيت
للسعادة بعد نكبات أصابته. موت الأب ونشاز البنت ومرض الابن.
وربما تكمن أهمية سمير حسين الأوضح في قدرته اللافتة على استخراج طاقات
ودواخل
الممثلين العاملين معه. فظهور الممثلين في أعماله ناجح وغير
مسبوق. فكل الممثلين
الذي ظهروا في العمل كانوا في درجة الإمتياز، خاصة الطفل علاء الذي يعاني
من مرض،
والذي يجعل المصاب به في وضع خاص وحرج من حيث القدرة على الفعل. لكنه تحت
إدارة
سمير حسين كان ممثلا جيدا يمتلك قدرة مذهلة على الإقناع، وقد
استطاع الشاب علاء
أداء عدد من المشاهد بشكل حساس وجدي ومقنع وكان ممثلا حقيقيا.
كذلك جهد حسين في عمله على إيجاد زوايا تصوير خاصة في بعض المشاهد، تحمل
إيحاءات
ذات دلالة، فكانت زاوية الرؤية موظفة وغير عشوائية. مثلا ظهرت
بعض اللقطات لشخصية
عبادة عندما وصل به الأمر لمرحلة التناقض مع نفسه والتحول للعنف مع زوجته
في وضعية
التصوير عبر زجاج الطاولة، فكانت وجهة نظر الكاميرا تخترق زجاج الطاولة من
تحت
لفوق، وفي هذا دلالة جمالية على حجم الانقلاب النفسي الذي وصلت
إليه الشخصية. بحيث
ظهرت من تحت لفوق.
-
التمثيل: ربما كان موقف النقد من التمثيل في المسلسل هو الأصعب، بحكم أنه
جهد
جماعي، وقد قدم الجميع في العمل جهدا مميزا.
البداية مع باسم خياط ، الذي جسد شخصية عبادة بكل تفاصيلها. الشخصية كانت
مركبة
تتدرج انفعالاتها من البسيطة إلى حد يقارب انفصام الشخصية. وقد
أمتلك خياط مقدرة
ممتازة على تجاوز بعض الصعوبات فنفذ مشاهد قوية وحساسة في العمل ونجح بلعب
دور هام
في رصيده بقدرة وتكنيك عال، وقدم مشاهد مدهشة.
نفس الأمر ينسحب على صبا مبارك في دور منى. وهي شخصية متغيرة المشاعر
ومركبة،
أيضا جسدت صبا دورها بشكل ملفت ولعبت حواريات مع الفنانة نادين
غاية في الروعة.
خاصة في مشهد نقلها خبر جنينها إليها.
كذلك أدى الفنان بسام كوسا دورا هاما، وقدم فيه مستوى يخطو عميقا جدا في
النجاح،
وقد كسب كوسا بادائه المقنع قناعة مشاهدي العمل بنسب تكاد تصل
حد الإجماع، وهو أمر
مستحيل التحقق غالبا. ولو كان في النص مزيد من الأحداث لهذه الشخصية تحمل
مزيدا من
التغير لكانت شخصية العمر لبسام كوسا.
السيدة منى واصف كانت كما العادة مضيئة بأدائها، وكان الدور أصغر بكثير من
مقدرتها، وكذلك السيدة ثراء دبسي التي قدمت شخصية امرأة فذة
وقوية، وكسبت السيدة
دبسي قناعة المشاهد لقدرتها الفائقة على فهم تفاصيل الشخصية ورسمها حركة
وصوتا.
شخصيات أخرى قُدمت بشكل صحيح، لكن فعاليتها كانت أقل وذلك بحسب حجم الدور
ولكن
الممثلين قدموها بشكل علمي وصحيح. الفنان سليم صبري، رضوان
عقيلي، نادين، حسن
عويتي، ضحى الدبس، جلال الطويل، علي كريم، ميسون أبو أسعد ولينا دياب التي
سجلت
حضورا ملفتا في المسلسل. وكان لافتا حجم التناغم الكبير في أداء العمل بين
الممثلين
رضوان عقيلي ونادين اللذين تمتعا بالكثير من البساطة والحرفية
فكانت شخصيتهما غاية
في القرب من المشاهد.
-
حضور الشارة: لابد أن المسلسل حمل في أحد تجليات نجاحه وجود شارة متميزة،
حملت
نصا شعريا يحمل مضامين إنسانية عميقة "هذي الدني، من حولي صاخبة، ما أجمل
الأرواح
تواقة تلمع، درب أسير على أطرافه ألما، تنسل روحي من أصابعي تدمى "، ولحنا
وضعه
طاهر ماملي بروحه الشرقية المختلفة والمبدعة. وهو (ماملي) صار رقما صعبا
وشيخ كار
حقيقيا في تاليف شارات موسيقية وغنائية للأعمال الدرامية السورية، وهذا ما
يؤكده
حضوره الهام في عدد من الأعمال في كل موسم.
-
مسلسل وراء الشمس تجربة جديدة لمجموعة من المبدعين حملوا هما وطنيا
واجتماعيا،
نحو فئة كثيرا ما غابت عن أذهاننا، فقدموا تجاهها عملا ينبض بالإنسانية،
وشرحوا إلى
حد بعيد تفاصيل حياتهم. فكان عملهم سبقا نحو عالم مجهول ما زال
يحتاج للكثير من
العمل، ولكن التاريخ الفني في الدراما السورية سيسجل نجاح المسلسل في كسب
ثقة الناس
والمتابعين بأنه عمل أول في صفحة درامية مستجدة، قدم جهدا حقيقيا وجادا
بعيدا عن
الابتذال والمعالجة المسطحة وكان بحق حاملا لصفة العمل
الجماهيري الخلاق والجيد.
ميدل إيست أنلاين في
05/10/2010
صحافيون يُثرون برامج التلفزيون.. وزمن يتوقف ويمشي على
'سورية
دراما!'
محمد منصور
في كثير من بلدان العالم يشكل الصحافيون رافداً أساسياً من
روافد العمل التلفزيوني... وفي العالم العربي خصوصاً، لم يصنع التلفزيون
حتى بعد
مرور نصف قرن على دخوله المنطقة العربية، كادره التحريري الخاص... لأن
الجامعات
والمعاهد الفنية (المسرحية والسينمائية) لم تعترف إلا منذ
سنوات قليلة فقط، بالعمل
التلفزيوني المتشعب المجالات كعلم يستحق أن يدرس، دراسة تفصيلية بتخصصات
دقيقة...
وفيما تزدهي القنوات المصرية الخاصة بإسهامات الصحافيين الذين شكلوا
ببرامجهم
القائمة على المعرفة والجرأة وحس البحث عن المتاعب الذي اكتسبوه من عملهم
في بلاط
صاحبة الجلالة، حالة مثيرة للإعجاب، بدءاً من محمود سعد إلى وائل الأبراشي
وعمرو
الليثي وسواهم... فإن الصحافيين السوريين مازالوا يعيشون على
هامش التجارب
التلفزيونية.... لأن الصحافة السورية برمتها صارت منذ سنوات على هامش
الحياة والفعل
والقرار، بعد أن نظفت تماماً ممن يوصفون عادة بـ (المشاغبين) و(غير
المنضبطين)
وملئت بأشباه الصحافيين الذين يتفننون في إغماض العين على العيوب، ويباركون
الأخطاء، ويهتفون في مهرجانات ممالأة طالت حتى مجالات الفن والثقافة التي
يفترض أن
تكون واسعة الهوامش على الأقل!
من هنا تعاملتُ بشيء من الاهتمام الخاص مع برنامج
زميلي الصحافي لقمان ديركي الذي بدأ بتقديمه على قناة (الدنيا) الخاصة...
تحت
عنوان: (من سيرة لسيرة) فهو بالتأكيد ليس من النوع المرغوب من
الصحافيين في الإعلام
السوري... وهو عدا عن موهبته الشعرية التي لا تحتاج لشهادتي، صحافي
مشاغب... يعرف
تماماً ماذا تعني المساحة البيضاء التي قد تمنح لك في هذه الصحيفة أو هذا
المنبر،
ويعرف تماماً ماذا يعني أن يبحث القارئ عن مقالة لكاتب محدد في صحيفة
مملوءة
بمقالات كتاب كثر يستهينون بهذا القارئ، إما عن جهل وقلة موهبة
أو عن انتهازية
تدفعهم للصمت عن قول الحقيقة وملامسة الوجع.
حاول لقمان أن يقدم برنامج (توك شو)
يعكس نبض المجتمع السوري في موضوعات لا يعالجها عادة الإعلام السوري
(الرصين) بين
قوسين... كموضوع (التلطيش) أو التحرش اللفظي بالفتيات في الشوارع، والذي
خلصه لقمان
من محظوره الديني والاجتماعي، وتعامل معه باعتباره هواية وأحياناً موهبة،
وفي كل
الأحيان سلوك اجتماعي يعكس توجهات شريحة واسعة من الشباب، وعالج أيضاً
موضوعات أخرى
يعالجها الإعلام السوري (الرصين) بين قوسين، لكن بثقل دم يجعل من الموضوع
كابوساً
يغم على القلب بدل أن يفتح العقل... مثل موضوع (البكالوريا) أو
شهادة الثانوية
العامة، بوابة الدخول إلى الحياة الجامعية وتحديد المصير.. لكن مشكلة لقمان
تبقى
أولاً في السقف الإنتاجي الذي وضعته قناة (الدنيا) للبرنامج، حين سعت
لإظهاره بأقل
قدر ممكن من التكاليف، فجعلت التصوير في صالون صغير في شقة
سكنية، بإضاءة بائسة،
وتقنيات صوت بالكاد تفي بالحد المعقول، ناهيك عن صورة مكان لا جماليات فيه،
سوى طقم
كنبات وستارة تخفي ما وراءها من نوافذ أو جدران صماء.
هذا الحل الإنتاجي المتقشف
ترافق مع رغبة لقمان بأن يظهر بشكل بسيط، إلى درجة يبدو معها
أنه لا يتعب على مادته
أبداً... بل هو يستفيد من خبرته في معايشة الحياة والتغلغل في نسيج الحياة
اليومية
المنغمس فيها، ومن سرعة بديهته كصحافي وكاتب ساخر خفيف الظل... لكن كل هذه
المزايا،
لا تعفي لقمان من أن يعطي التلفزيون حقه... فنحن لسنا ضد
البساطة لأننا شبعنا من
الأشكال والألسن والعقول المقولبة والمنشّاة، لكن هناك تقنيات للتقديم
التلفزيوني
ولإدارة الحوار يمكن أن يجيدها لقمان بسهولة فيما لو عمل عليها، وهناك لغة
تقطيع
إخراجي يجب أن تكون حاضرة في نقل صورة الحوار، بحيث لا يضطر
المخرج للارتجال، لأن
المقدم غير منضبط (تقنياً) في تعامله مع الكاميرا... وهناك صورة بصرية يمكن
أن تغني
الحوار عبر إعداد تقارير مصورة مسبقاً ومكتوبة بتركيز لتضيء جوانب في
الحوار وتغنيه
بصرياً، وهناك نقاط يجب وضعها لاستيفاء معالجة أي موضوع،
بعيداً عن ترنح الحوار بين
سؤال هنا وجواب أو مداخلة اعتراضية من هناك... وهناك آلية لاختتام البرنامج
ولاستخدام فواصل القطع لضبط الإيقاع، كي لا نفاجأ من دون أي تمهيد بلقمان
يودعنا
ويعدنا باللقاء في الأسبوع القادم!
باختصار يمكن أن تكون تجربة لقمان حالة مشجعة
للاستفادة من صحافيين حقيقيين في العمل التلفزيوني الخاص في
سورية... وأشدد على
كلمة (حقيقيين) لأننا بحاجة لرأي حقيقي يغني العمل التلفزيوني بعيداً عن
حالة
الاستهبال السائدة، التي تلوك رأياً واحداً في كل القضايا، وتسلك طريقاً
واحداً في
معالجة كل القضايا، وتستنسخ نفس العبارات المدائحية لمدح كل
الأصحاب والضيوف
والزوار... ثم نظن ولعن الله ظن السوء- أننا نخترع العجلة، ونخرج الزير من
البير،
وندخل التاريخ من أوسع أبوابه!
الزمن يتوقف على سورية دراما فقط
بعد
مرور ثلاثة أسابيع أو أكثر على انتهاء موسم رمضان، تابعت على قناة (سورية
دراما)
يوم الخميس الفائت (30/9) حلقة من برنامج
(حكاية الحكايات) موضوعها تصوير المسلسل
الدرامي السوري (وراء الشمس).
الجميع كان يتحدث عن المسلسل المذكور باعتباره
يتم تصويره الآن... مع أن المسلسل انتهى عرض كامل حلقاته في
موسم رمضان الفائت.
وتابع الجمهور ندوات عنه بعد نهاية عرضه!
الحلقة تبدو معادة... أو هي معادة
بالفعل، لكن هل يحق لقناة تحترم جمهورها، وتحترم مبدأ (مرور
الزمن) في حركة البث
التلفزيوني، أن تعيد عرض مادة تجاوزها الحدث، وصارت خارج مناسبة تصويرها
وإنجازها؟!
أغلب الظن أن (سورية دراما) تتعامل مع الحدث باعتباره (كله عند العرب
صابون)
فسواء انتهى عرض المسلسل الذي تابعوا عمليات تصويره أم لا؟! وسواء دخل
الجمهور في
حالة جديدة تجاهه قوامها معرفة رأي صناعه أو سواهم بحالة ما
بعد العرض أم لم
يدخل... فإن القناة تتعامل مع المادة باعتبارها مادة عن الدراما السورية...
ومن
إنتاج 2010... وكفى الله المؤمنين شر القتال!!
الصورة المرعبة للصحافة
الفنية!
خصص برنامج (سيرة وانفتحت) على قناة المستقبل جانبا من حلقته الأخيرة
للحديث عما يشغل الصحافة الفنية العربية، مستعرضاً نماذج لبنانية ورقية
وإلكترونية،
فقدم لنا صورة للسخف والهذر، وقلة احترام الفن والصحافة معاً.
هذه الصورة لم
يشكلها زافين، مقدم البرنامج، بل شكلتها إجابات ضيوفه... التي ينطبق عليها
(من فمك
أدينك) والتي كانت في معظمها غارقة في أخبار الزواج والطلاق، وفي أخبار
الحمل
والولادة... فهي تعتبر خبر إنجاب نانسي عجرم أهم من خبر إنجاز
مسلسل عن عمر بن
الخطاب، وتعتبر قضية البحث عن الحقيقة في مقتل رامي شمالي نجم سوبر ستار
أثناء
ذهابه للقاهرة في مهمة استشهادية لتصوير فيديو كليب... أهم من البحث في مدى
موضوعية
معالجة تاريخ الإخوان المسلمين في مسلسل عظيم فنياً مثل
(الجماعة)؟!
أمام تلك
الصورة المرعبة للصحافة الفنية... وأمام الاحتفاء التلفزيوني بها، يشعر
المرء
بالأسف أحياناً أن يكون قد صرف عمره في دراسة النقد الفني، وخوض حروبه
المنهكة حول
جودة هذا العمل أو رداءته، وعمق تلك المعالجة الدرامية أو
سطحيتها... والرغبة في
مجابهة الفنانين بدل مجاملتهم، فيما المطلوب صحافة من نوع آخر، صحافة
تستهلك الغث،
وتتاجر بالسخف وتعيد إنتاج الخواء!
ناقد فني من
سورية
mansoursham@hotmail.com
المصرية في
10/10/2010 |