يصعب التخيل أن
الحلقة الأولى من برنامج «آخر كلام» للزميل يسري فودة (أون تي في) قد
انطلقت قبل
عام ونصف عام، تحديدا في تشرين الأول 2009. إذ بدا البرنامج
وكأن بدايته الحقيقية
كانت مع الحلقة الشهيرة التي أطاحت رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق على يد
كل من
علاء الأسواني وحمدي قنديل. الحلقة التي مثلت نقطة تحول لا في تاريخ
البرنامج أو
مقدمه أو شاشة القناة فحسب، بل في الإعلام المصري برمته، وألقت
الضوء أخيرا على
البرنامج الذي يقدمه الإعلامي المخضرم القادم من رحلة إعلامية عربية طويلة.
وبصفة عامة فإن محطة «أون تي في» اكتسبت زخما خاصا مع الثورة المصرية، اذ
احتفظت بتغطية إعلامية مستقلة، وقاومت الضغوط إلى أقصى درجة
ممكنة، ما أعادها إلى
دائرة ضوء فقدتها مع منع برنامج «بلدنا» الذي كان يقدمه الزميل إبراهيم
عيسى.
شكل إيقاف برنامج عيسى الحلقة الأخيرة من مسلسل البطش الإعلامي الذي تميز
به
العام الأخير من عمر النظام السابق. قمع طال المحطة نفسها على
مستوى آخر، وهو
التضييق على نشرة إخبارية كانت تقدمها بالتحايل تحت عنوان
on time.
إذ منع النظام
السابق عبر قانون غير مكتوب تقديم أي نشرة أخبار على أي شاشة خاصة. وتحايلت
القنوات
الخاصة على ذلك المنع بالتوسع في التقارير المصورة التي تبثها برامج «التوك
شو»
المسائية. واستطاعت «أون تي في» وحدها بث نشراتها اليومية متجنبة الإغراق
في
السياسة متوسعة في المنوعات.
تغيرت الحال اليوم فتحررت نشرة «أون تي في» التي
تبث على مدى سبع دقائق على رأس كل ساعة، و20 دقيقة لمرتين يوميا «عالمية ثم
محلية».
لكن إمكانات المحطة - بصفة عامة – لا تزال
أفقر من أن تدل على أن مالكها هو
الملياردير نجيب ساويرس. وعلى الرغم من اجتهاد ريم ماجد مقدمة برنامج «التوك
شو»
الرئيسي «بالمصري» الذي تحول إلى «بلدنا
بالمصري»، إلا أن البرنامج لم ينافس بعد
نجوم «التوك شو» مثل منى الشاذلي وعمرو أديب.
من هنا بدا أن يسري فودة أضاف
ثقلا جديدا الى المحطة، إذ يمكن القول إن برنامجه تحرر مع «ثورة يناير». لم
يعد ذاك
البرنامج الذي يستضيف ضيفا كل أسبوع في حوار لا يحظى بنسب
المشاهدة المطلوبة، بعد
الثورة، وبعد حلقة «شفيق والأسواني» تحول البرنامج إلى «توك شو» مواز أو
إضافي.
فإذا بمساحة «التوك شو» في «أون تي في»
تتمدد عمليا منذ بداية المساء (يبدأ برنامج
ريم ماجد السادسة مساء) إلى ما بعد منتصف الليل عندما ينتهي
برنامج يسري فودة الذي
كان يبث أسبوعياً كل يوم جمعة. فلم يعد يلتزم بموعد معين، هو اليوم برنامج
«شبه
يومي» إن جاز التعبير. وفي تغطيته للأزمتين البحرينية والليبية أضاف بعدا
عربيا
كانت تفتقده الشاشات المصرية، ليس بسبب اهتماماتها المحلية
فحسب، بل لأن محاذير «أمن
الدولة» كانت تتسع وتزداد ضراوة، كلما بدا على شاشة مصرية أي شغف قومي.
السفير اللبنانية في
29/03/2011
إلغـاء «مصـر النهـار ده».. و«مـن قلـب مصـر»
«ماســبيرو»:
معــارك العهــد البائـد
علي محروس
في برنامجه «مصر
النهاردة» على شاشة التلفزيون المصري، اضطر الزميل خيري رمضان إلى قطع
المكالمة
الهاتفية التي كان يجريها مع رئيس التلفزيون نفسه! حادثة لا
يماثل غرابتها سوى
واقعة شبيهة قبل سنوات، عندما حذفت رقابة التلفزيون مقاطع من حوار مع علي
أبو شادي
الذي كان يشغل وقتها منصب مدير الرقابة على المصنفات الفنية!
واقعة أبو شادي
قديمة، لكن واقعة خيري رمضان مساء السبت الماضي بدت متسقة مع التغيرات التي
تشهدها
مصر منذ «ثورة 25 يناير»، تغيرات جذرية أحياناً، بطيئة أحياناً
أخرى، عبثية في
الكثير من الأحيان.
يعمل في «ماسبيرو» عدد من العاملين والإعلاميين يصل إلى 40
ألف موظف. الرقم يبدو أسطورياً، لكنه يتسق مع سطوة الإعلام الموجّه في
الأنظمة
الشمولية. فمؤسسة «الأهرام» مثلا يعمل فيها أكثر من عشرة آلاف من الصحافيين
والموظفين والعمال، يصدرون 17 مطبوعة يومية وشهرية وأسبوعية
وفصلية. أما ماسبيرو (اتحاد
الإذاعة والتلفزيون) فيبث 23 قناة تلفزيونية فضلاً عن 15 إذاعة. الجيش
الجرار من العاملين فيه انضموا إلى موجة الاحتجاجات الفئوية التي فجرتها
الثورة
المصرية.
المفارقة هنا أن مبنى «ماسبيرو» الضخم على كورنيش النيل هو بحد ذاته
أحد منابر الاحتجاجات للقطاعات كافة التي تفضل الاعتصام أمام
بواباته. أما اليوم
فعلى كل محتج أن يجد لنفسه مكاناً بين آلاف المعتصمين من العاملين في
المبنى نفسه،
لكن – وبسبب طبيعة المؤسسة ودورها – فإن احتجاجاتها (الفئوية) لا تقتصر على
أزمات
الرواتب أو الإجازات، بل شاركت مثيلاتها من احتجاجات المؤسسات الصحافية
الحكومية
واعتصامات طلبة كلية الإعلام في جامعة القاهرة، من خلال مطالب
سياسية بامتياز، ورأت
أن استمرار معظم رموز «العهد البائد» إلى الآن على قمة المؤسسات الإعلامية
الرسمية
يعني منح «الثورة المضادة» المزيد من الفرص، أو في أفضل الأحوال استمرار
الأداء
الإعلامي اللامهني لتلك القيادات.
وذهب آخرون إلى اعتبار عدد من تلك الوجوه –
التلفزيونية خصوصاً - من المحرّضين بشكل مباشر على قتل عدد كبير من شهداء
«ثورة
يناير»، سواء من خلال بث الأكاذيب ونشر الشائعات حول الثوار، أو من خلال
تسببها في
حوادث عنف بين المواطنين أججها دور تلك القيادات في إثارة
الفزع حول الانفلات
الأمني. بالطبع، فإن المتهمين يردون تلك الاتهامات بحجة أن أجهزة أخرى لا
علاقة لها
بالإعلام هي التي كانت تدير التلفزيون إبان الثورة، بالتعاون مع وزير
الإعلام
السابق أنس الفقي الذي يقبع اليوم في السجن.
وعلى الرغم من غضب المحتجين بسبب
ما يرون فيه تأخيراً في «تطهير الإعلام»، إلا أن الدائرة بدأت تدور. ففي
الساعة
نفسها التي كان يلقي فيها رئيس الوزراء عصام شرف بياناً يؤكد أن «كل من
ناصب الثورة
العداء لن يكون له مكان في العهد الجديد»، كان رئيس «اتحاد الإذاعة
والتلفزيون»
سامي الشريف يعلن في اتصال هاتفي مع قناة «الحياة» الخاصة، أن برنامجي «مصر
النهاردة»، و«من قلب مصر» سيتم إلغاؤهما، البرنامج الأول يقدمه خيري رمضان
وتامر
أمين، والأخير تقدمه لميس الحديدي. والثلاثة من أبرز وجوه
النظام القديم.
بعد
دقائق كان رمضان يفتتح برنامجه على التلفزيون المصري بإعلانه الرحيل -
اختيارياً
-
نهاية الأسبوع، زاعماً أنه قد تنازل عن أجره وكان يعمل متطوعاً إلى أن
يكلف غيره.
بعد قليل يتلقى اتصالين من الحديدي ورئيس التلفزيون، وتدور مكالمة ثلاثية
كانت أشبه
بوصلة «ردح» متبادل بين الإعلاميين ضد رئيس «ماسبيرو»، معركة
على الهواء ترددت فيها
أرقام أجور وأرباح بالملايين وسط ذهول المشاهدين وضيوف الاستديو. واضطر
خيري رمضان
في نهايتها إلى قطع الاتصال بعد شكر «الضيفين»، لينشغل الرأي العام
بالمعركة
التلفزيونية المالية، وليتأكد المعتصمون أسفل «ماسبيرو» أن
التغيير أصبح لا بدّ
منه.
السفير اللبنانية في
29/03/2011
«الفايس
بوك» السوري يصرخ: لا للطائفية ..لا
للتخريب
دمشق ـ ماهر منصور
«سوريا
طائفتي».. صوت تلتقي عنده أصوات شباب «الفايس بوك» السوري. صوت يريد أن
لا تكون حدود المدى عنده حدود طائفته، وإنما حدود تتسع لعشرين مليون سوري،
يتوحّدون
وسطها، مؤيدين ومعارضين، في دين واحد هو سوريا.. تحت علم
واحد.. علم سوريا.
الاحتجاجات ضد الصرخات الطائفية، كانت قد تعالت في الفترة الأخيرة مع تزايد
بعض
الدعوات والتعليقات التحريضية، وقد بلغت ذروتها أمس الأول في
مدينة اللاذقية
السورية بعد انتشار أخبار عن مجهولين يروعون الناس ويثيرون نعرات طائفية
تحريضية.
وهي أخبار قوبلت بسيل من التعليقات من داخل
المدينة لتوضيح ما يحدث، وأخرى من داخل
المدينة وخارجها تدعو لدرء الفتنة والتوحد ضد من يريد أن يؤجج
نار التعصب الطائفي،
في مجتمع لم يُعرف سوى بانتمائه السوري العريض.
من هنا، كتبت الروائية سمر يزبك
في صفحتها: «الأصدقاء في جبلة واللاذقية من كتاب ومثقفين، أرجو منكم
الانضمام لحركة
الشيوخ السنة والعلويين وبعض الأعيان من العائلات، والشخصيات الاعتبارية،
من كلتا
الطائفتين التي تتحرك وتنزل إلى الشارع في المدينتين، لوقف
الفتنة التي يقوم بها
الزعران، ولينضموا إلى جهودهم بخلق الوئام بين الناس، من يريد الإنضمام
منكم، ليرسل
لي عبر «الفايس بوك». سأكون بين جبلة واللاذقية. لا للعنف، لا للطائفية،
تحيا سوريا
حرة موحّدة..».
وكان الكاتب فادي قوشقجي قد كتب في صفحته نقلاً عن أصدقائه في
اللاذقية: «أخبار اللاذقية متنوعة جداً... وهذا أجملها (وآمل
أنه أصدقها): شباب
رائعون يتصدون للشائعات ويعملون بكل طاقتهم (وأكثر) على أهم قيمة وطنية
وإنسانية:
المحبة».
ووجهت مساء أمس الأول دعوة تحت عنوان «وقفة شباب ضد الطائفية وضد
التخريب» من قبل الزميل علي وجيه، تضمّنت: «البلد بلدنا
واللاذقية للكل». و«ضد
الدعوات الطائفية وضد التخريب وضد ترويع الناس والأهالي والعائلات». ندعو «
شبان
وبنات من كل الطوائف والأديان ليقولوا: «لا للطائفية... لا للتخريب»، مع
ملاحظة أن «الوقفة غير مسيسة بأي شكل من الأشكال».
وفي مجموعة مفتوحة حملت اسم «الوطن
والمواطنة»، أخذ أعضاؤها على عاتقهم الوقوف على مسافة من الأحداث، والتسلح
بالحكمة
والتروي والتحليل الهادئ واللغة الواعية. يكتب السيناريست فؤاد حميرة
تعليقاً في
صفحة المجموعة، تحت عنوان « شكراً يا شهداء درعا»، يدعو فيه
الى إشعال شمعة على
أرواح شهداء الأحداث الأخيرة في درعا وعدد من المدن السورية، داعياً الى
احترام
وطنية الجميع، مشيراً إلى أنه على الأصوات المعارضة أن تقول صراحة: «لا
للطائفية».
وكان عدد تعليقات ضمن المجموعة نفسها قد دعت الى التوحد ومواجهة التحريض
الطائفي.
وفي مجموعة مفتوحة ثانية حملت اسم «كلنا سوريون.. لن تفرقنا الطائفية»، كتب
أعضاؤها: «أنشأنا هذه المجموعة لنعبر عن حبنا لسوريا
ولانتمائنا النهائي لها،
ولنواجه أية محاولة الآن أو في المستقبل للعب على هذا الوتر أو تصويرنا
كطوائف
متصارعة. ندعو كل السوريين للانضمام لنجمع عشرين مليون سوري لا طائفيين..».
هذه
الصرخات ضد الطائفية هي مجرد نماذج للسان حال السوريين اليوم. فهم يميزون
بين مطالب
محقة لهم، وبين مطالب تهدّد عيشهم المشترك الجميل، الذي سكب
تنوّعهم الديني
والطائفي في بوتقة واحدة، ليصير الجميع فيها من طائفة واحدة هي سوريا.
السفير اللبنانية في
29/03/2011
ماسبيرو فى زمن العشوائية
علا الشافعى
◄◄ حروب وصراعات وتصفية حسابات والضحية المشاهد
يبدو أن المشهد الإعلامى سيظل الأكثر سخونة فى الفترة المقبلة، خصوصاً فى
ظل القرارات التى يتخذها رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الدكتور سامى
الشريف، وهى القرارات التى يصفها البعض بالعشوائية، وأيضاً بقرارات يتخذها
الشريف تحت ضغط من أصحاب الصوت العالى، والمفارقة أن أبناء ماسبيرو كان
عليهم أن يضعوا فى أذهانهم المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر الآن، وهى
مرحلة تحتاج للعمل أكثر من الصوت العالى، والاعتراض «عمال على بطال»،
وتحتاج إلى البناء أكثر من الهدم، وتصدير روح الانتقام، وحرق كل ما له
علاقة بالماضى أو النظام السابق بدعوى التطهير.
يحتاج الكثير من المؤسسات إلى التطهير، ولكن الأهم من ذلك هو الآلية التى
سيتم بها تطهير ماسبيرو، ذلك المبنى صاحب الإرث الوفير من البيروقراطية
وأصحاب «الواسطة»، لذلك ليس من المنطقى أن تتغير المنظومة ما بين يوم
وليلة، ولا أن تلبى جميع المطالب فى نفس الوقت، وعلى أبناء ماسبيرو أن
يفكروا فى البدء من النقطة التى انتهى عندها الآخرون، وليس بنسف كل ما سبق
تحت شعار أن كل ما كانت تشهده الفترة الماضية كان «فسادا فى فساد»،
فبالتأكيد كانت هناك أشياء إيجابية فى الفترة الماضية، وهل تناسى أبناء
ماسبيرو الفترة التى قاطع فيها المشاهد المصرى شاشات تليفزيون بلده واتجه
إلى المحطات العربية، وهل تناسوا شكل الشاشات الفقير، واللغة الإعلامية
الركيكة، وبعض المذيعين والمذيعات الذين أطلوا على شاشاته لفترات طويلة وكل
مؤهلاتهم تبدأ وتنتهى عند قوة «الواسطة» التى أتوا من خلالها أو من يقف فى
ظهرهم، وأيضا انصراف الوكالات الإعلانية طوال العام عن قنوات التليفزيون
المصرى، وانحسار اهتمامهم به على شهر رمضان ومباريات كرة القدم المهمة.
فهل يدرك أبناء ماسبيرو ما هم مقبلون عليه فى الفترة المقبلة ،خصوصاً فى ظل
تصفية كل الموهوبين والعاملين فى التليفزيون، سواء كانوا من أبناء
التليفزيون أو من العاملين من الخارج، وقلة الإعلانات وعدم وجود وجوه
إعلانية جاذبة، وصعوبة مهمة صوت القاهرة ؟
تتضح ملامح الأزمة التى يعانى منها التليفزيون المصرى حالياً مع علو
الأصوات التى تنادى بعودة المذيعات القديمات، بل عودة البرامج القديمة بحجة
أن الجمهور ارتبط بها، ومنها الفقرة المفتوحة، لدرجة جعلت البعض يردد
ساخراً أننا أصبحنا على بعد خطوات قليلة من عودة برامج مثل «تاكسى السهرة،
وأمانى وأغانى، وفكر ثوانى واكسب دقايق»، فهى كلها برامج أثبتت نجاحاً لدى
الجمهور فى وقت معين، لكنها لا تناسب المرحلة الحالية بكل تأكيد.
لذلك تفتح «اليوم السابع» ملف التليفزيون المصرى، وتناقش أزمته من خلال
وجهات نظر متعددة لمن أتت بهم التغيرات ومن جاءت عليهم.
اليوم السابع المصرية في
29/03/2011
الفضائية السورية تستعين بـ «الوسّوف»... و«المختار بيسة»
محمد الشلبي / دمشق
ظهيرة أول من أمس، استضاف استديو الفضائية السورية، نجم الدراما السورية
زهير رمضان، الذي اندفع إلى التعبير عن مشاعره الوطنية، إلى درجة أفقدته
التركيز عند استقبال مكالمة هاتفية من جورج وسوف. لم يفسح «المختار بيسة»
ـــــ شخصيته الشهيرة في «ضيعة ضايعة» ـــــ المجال لـ «سلطان الطرب»،
اللهمّ لقول بعض الكلمات القليلة التي أعرب فيها ـــــ من مكان إقامته
الدائمة في بيروت ـــــ عن تضامنه مع الشعب السوري، واعداً بزيارة قريبة
إلى سوريا للوقوف معها في هذه المحنة.
أما في الفترة المسائية، فقد أطلّ المذيع علاء الدين الأيوبي، مبتسماً
كعادته في الاستوديو ذاته. هكذا، منح الهواء لأكثر من ربع ساعة لسامي الشيخ
الذي تحدث عبر الهاتف ـــــ بصفته شاهد عيان من درعا ـــــ من دون أن يقدم
صورة واضحة عن الأجواء السائدة في المدينة المنكوبة. هكذا إذاً، تشابهت
الفضائية السورية مع شقيقاتها من الفضائيات الإخبارية في استضافة شهود عيان
من مناطق التوتر، بدلاً من إعداد تقارير إخبارية حصرية، تعطي المشاهد صورة
واضحة عن الواقع. بدا الأمر كأنّ الحصار المفروض على وسائل الإعلام
المختلفة، ينطبق أيضاً على الإعلام الرسمي السوري.
ولعلّ هذا ما حفّز بعض نشطاء الرأي وحرية الصحافة في سوريا، على إنشاء صفحة
تفاعلية على «فايسبوك» حملت عنوان «معاً لتنحية وزير التضليل الإعلامي
السوري محسن بلال»، ودعت إلى تنحية عدد من مديري المؤسسات الإعلامية
الرسمية والقائمين عليها إلى جانب بلال وفق ما جاء في بيانها الأول «هؤلاء
المضلّلون الإعلاميون على رأسهم محسن بلال هم من يسهمون في التغطية على
جرائم إطلاق النار على المتظاهرين السوريين المدنيّين، ويتسترون إعلامياً
على الفاسدين الذين يسرقون قوت الناس باحتكاراتهم التجارية والصناعية،
وسرقاتهم الموصوفة ليل نهار، ويستخدمون الوشاية الأمنية لسجن الصحافيين
وملاحقتهم أمنياً والتضييق عليهم في معاشهم وعملهم».
ومع تراجع اهتمام الوسائل الإعلامية المختلفة بأخبار مدينة درعا، تصدرت
أحداث اللاذقية واجهة الحدث، بعد سقوط أكثر من 12 قتيلاً. واختلفت وجهات
النظر إزاء أحداث المدينة الساحلية بين بعض المواقع الإلكترونية. بدورهم،
لم يقف شباب اللاذقية النشطاء على شبكة الإنترنت مكتوفي الأيدي، بل عملوا
سريعاً على استحداث صفحة إخبارية جديدة على «فايسبوك» بعنوان «شبكة أخبار
اللاذقية» انضم إليها خلال ساعات أكثر من 16 ألف متصفّح. تبنت الشبكة رصد
الأحداث المتسارعة لحظة بلحظة. ومع استمرار الجدار الإعلامي الحديدي الذي
يفرضه النظام وأجهزته على دخول مراسلي الوسائل الإعلامية المختلفة إلى
مناطق التوتر، ستبقى الضبابية مسيطرةً على المشهد السوري حتى إشعار آخر.
الأخبار اللبنانية في
29/03/2011
ابراهيم عيسى رئيس «التحرير»... بالكلمة والصوت الصورة
محمد عبد الرحمن
يقدّم برنامجاً أسبوعياً على «الجزيرة مباشر مصر»، ويستعد لإطلاق قناة
وجريدة يجمع فيهما بعض رموز «ثورة 25 يناير». الصحافي المصري يراهن اليوم
على إعلام غير تقليدي وحرية بلا حدود
القاهرة| لم يبتعد إبراهيم عيسى يوماً عن الإعلام المكتوب: في عام 1998
بعدما أُغلقت صحيفة «الدستور» الأسبوعية، انتظر لسنوات ثم عاد في 2005
ليُطلق نسخة جديدة من الجريدة نفسها. وفي 2007، تحوّلت المطبوعة إلى
الإصدار اليومي. لكنّ النجاح الذي حققه عيسى في الصحيفة لم يشفع له، فأُبعد
عنها بطريقة مفاجئة، بعدما اشتراها رئيس «حزب الوفد» السيد البدوي عام
2010. وكان واضحاً وقتها أنّ بيع الجريدة يهدف إلى إسكات صوت رئيس تحريرها
المشاغب قبل الانتخابات النيابية التي جرت نهاية العام الماضي. لكن قمع
الإعلام، وتزوير نتائج الانتخابات لم يمرّا هذه المرة مرور الكرام، بل
اندلعت «ثورة 25 يناير» وأطاحت نظام حسني مبارك... وأعادت إبراهيم عيسى إلى
الواجهة.
«لم أكن أنوي العودة إلى الصحافة المكتوبة» يقول الصحافي المصري الشهير
لـ«الأخبار». لكن تصريحه هذا لا يعني نيته الابتعاد عن الإعلام، إذ استمر
في إدارة موقع «الدستور الأصلي» الالكتروني الذي أنشأه مع بعض أفراد الطاقم
القديم من «الدستور». كذلك تعاقد مع «الجزيرة مباشر مصر» حيث يقدّم برنامج
«صالون إبراهيم عيسى» الذي يُعرض كل يوم أحد. إلّا أن ارتباطاته لم تمنعه
من التركيز على صحيفة «التحرير» المتوقع صدورها في نيسان (أبريل) المقبل،
إلى جانب قناة «التحرير» التي يموّلها مع عدد من زملائه وأصدقائه.
يؤكد عيسى أنّ الحرية لن تكون معيار المنافسة الوحيد الآن في مصر بما أنّ
كل الصحف ـــــ حتى الحكومية ـــــ باتت تتمتّع بهامش كبير بعد سقوط
النظام. لكنّ المعيار الأهم الذي يراهن عليه هو «ممارسة صحافية خارج
السياق، فالكل ينشر المعلومات بطريقة تقليدية، وأنا اعتدت خلق شخصية
الجريدة من العدم». وعما إذا كان يقرأ جريدة «الدستور» المطبوعة، يجيب بحسم
«لا». لكنّه أيضاً لا يقرأ باقي الصحف المصرية منذ إبعاده عن «الدستور» في
تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حتى بعد «ثورة 25 يناير».
وعن انحيازه لمحمد البرادعي المرشح لرئاسة الجمهورية في مصر وتأثير ذلك على
حياد صحيفته الجديدة، يجيب عيسى بأنّ هناك فارقاً بين الانحياز الشخصي
والمهني، فـ«الجريدة ستغطي كل أخبار المرشحين، ولن تتورط في أي أخبار غير
صحيحة عن أحد، وهي لن تبالغ في الأخبار الخاصة بالبرادعي» لافتاً إلى أن
178 جريدة أميركية دعمت باراك أوباما في سباق الوصول إلى البيت الأبيض
مقابل 74 جريدة دعمت جون ماكين من دون أن يثير ذلك غضب القراء هناك.
ومعروف أنّ جريدة «التحرير» تصدر عن «الشركة المصرية للنشر العربي والدولي»
التي تُصدر حالياً جريدة «الشروق» اليومية. بينما يساهم إبراهيم عيسى في
إطلاق قناة «التحرير» مع الإعلامي أحمد أبو هيبة ومهندس الديكور محمد مراد.
وإلى جانب برنامج الـ«توك شو» الرئيسي الذي سيقدّمه عيسى مع محمود سعد
وبلال فضل وعمر طاهر، اتُّفق أيضاً مع الصحافية دعاء سلطان لتقديم برنامج «توك
شو»، ومع الصحافي خالد كساب لتقديم برنامج «ضربة شمس». كذلك يُنتظر ظهور
الناشطة السياسية نوّارة نجم على الشاشة نفسها.
الأخبار اللبنانية في
29/03/2011 |