لم يتحمل قلبه الهجوم الشرس الذي شنه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بعد عرض
مسلسل «الجماعة » فالتهبت مرارته، وفشلت الأدوية في تسكين آلامها.. هذا كان
لسان حال وحيد حامد مؤلف مسلسل «الجماعة» الذي أجرى جراحة عاجلة بألمانيا
لإزالة المرارة.. وكان «الحواس الخمس» قد التقاه قبل أيام من سفره لإجراء
العملية ودار الحوار التالي حول المسلسل وما أثير حوله من ردود فعل
متباينة، كما تطرق لتفاصيل الجزء الثاني من العمل عبر السطور التالية.
سألناه في البداية عن تصريحاته الأخيرة بشأن مجاملته الجماعة في المسلسل..
وحقيقة تلك المجاملات في ظل الهجوم الشرس عليه في الصحف والإنترنت فقال: لم
أشرع مطلقاً في الكتابة عن الجماعة، لكن الظروف هي التي وضعتني في هذا
الموقف، خاصة بعد أن أثار العرض العسكري الذي أقيم بجامعة الأزهر حفيظة كل
مصري، وكان ذلك عام 2006 .
وأقول لك أنني أغفلت بعض الجوانب الخفية للجماعة حتى لا أشوه تاريخهم
وسخّرت قلمي لأوضح موقفهم بأنهم جماعة ذات تأثير سياسي، ولم أحرص على ذكر
مساوئ حسن البنا كما ادعى البعض، لكني رسمت شخصيته بحيادية مطلقة؛ لأنني
كنت متأكداً من أن تلك الحقائق ستهدم رمزاً من رموز مصر.. وفي الحقيقة لقد
جاملت الإخوان في كثير من المواقف ولو كنت تغاضيت عن تلك المواقف فلن يثق
في كتابتي المثقفون، ولما ظهر هذا العمل بهذا التوازن.
فضح الأسرار
·
لكن البعض قال إنك كتبت حقائق
أملتها عليك الحكومة وبعض الأجهزة المصرية ولم تحصل عليها من المذكرات كما
ادعيت؟
من قال ذلك فعليه أن يثبت ادعاءه.. فالحكومة المصرية لم تدفع جنيهاً واحداً
في تكاليف ذلك العمل الضخم، ولم يتدخل أي مسؤول بالإضافة أو التعديل، وبدأ
«الإخوان المسلمين» في الهجوم على المسلسل قبل الانتهاء من تصويره بالرغم
من أنهم لا يعرفون مضمونه، لكنهم كانوا خائفين من فضح المسلسل أسرارهم
والنوايا الحقيقية وراء تنظيمهم السري.. وكل ما كتبته مدون في كتب ومذكرات
قديمة لأعضائها.
·
لكن بعض أعضاء الجماعة أكدوا أنك
تحاملت على حسن البنا.
بالعكس أنا معجب بشخصية حسن البنا، ولم أجزم في جملة واحدة بتورطه في
الأحداث الإرهابية التي راح ضحيتها الأبرياء ولم أجزم أيضًا ببراءته، لكني
كنت أجعله دائماً وسطياً وغيوراً على الدين الإسلامي وهدفه الإصلاح، لذلك
لا بد أن يعرف الجميع أننا كبشر من الممكن أن نخطئ.
·
وهل تعتقد أن المشاهد خرج من
المسلسل محباً أم كارهاً لحسن البنا؟
محباً له بكل تأكيد، حيث كان الجميع يجهل تفاصيل حياته، أما الآن فقد أصبح
كل بيت مصري يعرف من هو حسن البنا، ويعرف الكثير عن تاريخه؛ فالبنا بدأ
تأسيس الجماعة بمناصرة الدين وإصلاحه ثم انخرط بالصدفة في السياسة وتحولت
الجماعة بفعل أعضائها إلى وحش شرس لا يعرف الرحمة، حتى أصبح من الصعب على
حسن البنا مرشدها ومؤسسها السيطرة عليها، وهذا ما قاله في المشهد الأخير
«أنا مرشد مخلوع يا ليتني اكتفيت بـ 001 شاب كما بدأت».
·
الجميع يعلم أن الجناح العسكري
خرج عن طوع حسن البنا، لكنك ذكرت أنه كان يعلم به فلماذا التناقض في سرد
الأحداث؟
هل يعقل أن يتم إنشاء جناح عسكري وتمويله وتجهيزه بالأسلحة وعقد التدريبات
المكثفة لأعضائه دون أن يعلم قائد الجماعة بذلك؟! لكن الحقيقة التي
يتجاهلها البعض أن البنا يعد القائد الأعلى للتنظيم وكان على علم أيضاً
ببعض قوائم الاغتيالات التي وقعت في ذلك الوقت.
أخطاء وسقطات
·
لكن بعض المؤرخين أكدوا أن
المسلسل به بعض الأخطاء التاريخية؟
إذا كان به بعض الأخطاء فهذه ليست ناتجة عن سوء نية، لكنني أؤكد أن العمل
كان يحتاج إلى سنوات طويلة من الكتابة حتى يسرد حكاية كل فرد من أفراد
التنظيم السري، وفي النهاية سوف يقولون هناك أخطاء وسقطات.. وأنا أرى أنني
قدمت العديد من الحقائق المزعجة للإخوان، ولن يستطيع أي كاتب أن يرضي
الإخوان إذا قام بتأليف حلقة واحدة تتعرض لواقعهم الذي يرفضون إظهاره
للعيان.
·
وما رأيك في نفي أعضاء الجماعة
علاقة حسن البنا بالملك فاروق؟
الإخوان أنفسهم اختلفوا في تلك الرواية، لكن بعد مراجعتي لذلك في عدد هائل
من المراجع تأكدت وأنا مسؤول عن ذلك مسؤولية كاملة أن حسن البنا أراد أن
يعرض على الملك خدماته، والدليل على ذلك المظاهرات التي خرجت لمؤازرة الملك
ضد النحاس باشا، فقد تغاضوا عن كل الأفعال التي كان يقوم بها الملك وأمه،
وادعوا في الوقت نفسه أن غرضهم الإصلاح حتى تحولوا إلى أداة في يد الملك
يحركها كيف يشاء.
·
وهل تعتقد أن الحكومة مخطئة وهي
ترفض الاعتراف بـ «الإخوان المسلمين »؟
بالعكس الحكومة واعية، لأنها نظرت إلى ما حدث للملك فاروق الذي استنجد بهم
في وقت شابه الضعف والوهن، وأصبح على مشارف الانقلاب عليه والنفي أيضاً..
كما أن مصر لا يصح أن تقبل بالحكم على أساس ديني لوجود ديانات أخرى، فهذا
الحكم إذا اختلفت معه يتم اتهامك بأنك تخالف الدين، كما يحدث حالياً في
تركيا وإيران، ونحن دولة متعددة الأحزاب، ولا يصح أن نقبل الحكم الديني.
·
وهل من الممكن أن يأتي يوم وتنضم
إلى جماعة الإخوان المسلمين؟
ليس عيباً أن أنضم إلى تلك الجماعة إذا وجدت أن لهم مواقف حقيقية ثابتة
ويعملون في النور ويتخلون عن الجلسات السرية والمخططات التي يمكن أن تطيح
بمستقبل الدولة لعدم الإفصاح عن هويتهم.. وأعتقد أنه كان من الممكن أن أنضم
إلى هذه الجماعة في الماضي لأنهم كانوا أصحاب هدف ورؤية في البداية..
وحالياً أصبحوا أكثر مكراً ودهاءً.
أحداث الجزء الثاني
·
وهل تعتقد أن الأحداث السياسية
التي صاحبت ظهور الجماعة كانت سببا في ضرورة إنشائها؟
لا أستطيع الجزم بذلك، لكن الحقيقة أنهم شاركوا في صد هجوم الإنجليز
واستطاعوا ترسيخ بعض القيم ولو كان هدفهم الدين فقط والدعوة إلى الله لكان
الحال قد تغير كثيراً، لكن للأسف اتجاههم للسياسة أفسد كل شيء، حيث اهتموا
بالسياسة والاقتصاد حتى تحولت الجماعة من مؤسسة دينية إلى مؤسسة اقتصادية،
وأصبح لدى مؤسسهم المال والسياسة والسلطة، وإذا أمسك أي شخص بزمام الأمور
الثلاثة يصبح من حقه أن يؤمر فيطاع، وهذا ما حدث مع حسن البنا.
·
وهل وصلتك رسائل إشادة من
الحكومة على نجاح المسلسل؟
بعض أفراد من الحكومة وليست الحكومة ممثلة في أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء،
فقد أشاد أنس الفقي بالمسلسل، باعتباره وزيراً للإعلام، بالإضافة إلى عدد
هائل من المشاهدين المثقفين سواء في مصر أو في الوطن العربي، حيث لم تنقطع
الاتصالات على مدى 02 يوماً قبل نهاية المسلسل وحتى الوقت الحالي وجميعها
يطالبني بالبدء في الجزء الثاني.
·
وهل ستبدأ في الجزء الثاني
مباشرة؟
لن أبدأ في كتابة الجزء الثاني إلا بعد قراءة واعية للتاريخ، لأن هذا الجزء
مهم جداً، خاصة أنه يشترك فيه أعضاء الجماعة الموجودون على قيد الحياة.
·
وماذا عن مسلسل «العبّارة»؟
حصلت على موافقة الرقابة مؤخراً عليه، وأبحث عن شركة تقوم بإنتاجه؛ لأنه
عمل فني ضخم يحتاج إلى مبالغ طائلة حتى يخرج بالمستوى اللائق.
·
وهل تتعرض في المسلسل للمسؤولين
الحاليين؟
نعم تعرضت لكل شخصية تسببت في غرق العبّارة السلام 98؛ لأنني لا أريد نقل
خبر مبتور لثقة المشاهد في كتاباتي.. كما أننا عاصرنا جميعاً الأحداث التي
أحاطت بالعبّارة والغرقى، وسوف يحمّل المسلسل المسؤولية لعدة جهات خفية
اشتركت في اغتيال هؤلاء الضحايا بسبب إهمالها.
البيان الإماراتية في
04/10/2010
بعد شهر على انتهاء عرضها وبدء الكرة من جديد
نقاد يفتحون النار على أسوأ أعمال دراما 2010
القاهرة - دار الإعلام العربية
انتهى شهر رمضان والجدل حول أعماله الدرامية لم ينته بعد، فبينما يتبارى
النقاد والجمهور في اختيار أفضل الأعمال التي عرضت خلال الشهر الكريم وبيان
أسباب تفوقها، تبنى «الحواس الخمس» الاتجاه المعاكس وسأل عددا من النقاد عن
الذي لم يعجبهم في دراما رمضان والمسلسلات التي لم يكتب لها النجاح.. فإلى
التفاصيل.
الناقدة ماجدة خيرالله اختارت مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» كأحد المسلسلات
الخالية من المضمون، وتقول عنه انه حالة مفتعلة وبها تعسف، والحدوتة التي
يقدمها لا تخص المشاهد، ورغم أنه مصنوع على غرار مسلسل «الحاج متولي» فإن
الثاني له قيمة، أما زهرة فلا نشاهد فيه سوى امرأة تتزوج من كل الرجال وليس
لها إخلاص لأحدهم، وهذا غير موجود في الواقع، والسؤال الذي يفرض نفسه: ما
الفكرة التي يروج لها «زهرة»؟ فهو مسلسل ضعيف على المستوى الفني والأدائي
ويعتبر من سقطات المؤلف مصطفى محرم.
أما مسلسل «أغلى من حياتي» فوفقا لخيرالله يعد من المسلسلات السيئة لأنه
حاول أن يقدم شخصية البطل محمد فؤاد وكأنه أحد أولياء الله الصالحين وخلا
من الإحساس والصدق، ورغم أنه خطوة جريئة من الفنان محمد فؤاد فإنه أثر عليه
بالسلب، يليه مسلسل «منتهى العشق» للفنان مصطفى قمر رغم أن قمر تجربته في
التمثيل أفضل من فؤاد.
عار الأب نفس عار الابن
وتضيف خيرالله: ينضم للقائمة مسلسل «العار» فلا يوجد أي اختلاف بينه وبين
الفيلم سوى في مواقف بسيطة، والأبطال الثلاثة «حاولوا الاجتهاد» حتى يخرجوا
من المقارنة في الأداء، لكنهم غير موفقين، فالسيناريو سيئ والإخراج يخلو من
أي توجيه، وأداء الفنانين كله مفتعل ولو كانت الحدوتة مختلفة عن الفيلم كان
الأمر سيختلف كثيرا.
وتشير إلى أن مسلسل «ملكة في المنفى» كان من الأفضل أن يسمى «نادية في
المنفى» فهو نفس ما قدم في مسلسل «الملك فاروق» ولكن مع اختلاف الشخصيات
التي هي أقل من المستوى المطلوب، كما أن الإخراج ضعيف رغم أن العمل به أكثر
من مخرج، بجانب أن ملابس نازلي أو نادية الجندي في المسلسل مبالغ فيها..
أيضا على حد قول خيرالله، فقد خسرت هند صبري كثيرا في مسلسل «عاوزه اتجوز»
فرغم أنها كانت تقدم قضية مهمة إلا أنها كانت مبالغة بشدة في أدائها،
والمخرج لم يستطع أن يتحكم في المسلسل. ونفس الأمر ينطبق على مسلسل «اللص
والكتاب» للفنان سامح حسين فقد خسر لأنه تعجل البطولة، يليه مسلسل «أزمة
سكر» للفنان أحمد عيد.
سقوط كليوباترا
الشيء نفسه تقوله الناقدة حنان شومان: مسلسل «العار» سيئ من كل الجوانب،
فالمؤلف أخذ فيلم «العار» كما هو، وهناك أجزاء من الفيلم قدمها في المسلسل
بشكل مبالغ فيه، وأداء الفنانين ما هو إلا محاولة تقليد لحسين فهمي ونور
الشريف ومحمود عبد العزيز، فهو مسلسل سيئ، ويعاني فقرا شديدا في موضوعه.
ورأت أن «ملكة في المنفى» أشبه بالنكتة القديمة، ولو كان هذا المسلسل قدم
قبل الملك فاروق كان من المحتمل أن ينجح أو لو بدأ من سفر الملكة نازلي
لأميركا كان سيصبح مختلفا لكن ما هو إلا نسخة من مسلسل «الملك فاروق».
وتواصل: فيما يتعلق بمسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» فلم نر الفنانة غادة
عبدالرازق تقدم فيه أي جديد، فهي غادة بنفس الأداء التمثيلي والماكياج،
والمسلسل مستواه قبيح، فالكاتب يلعب على مضمون حلم الثراء لدى الفقراء
ويعتبر خلطة مضمونة لدى الفئات الشعبية وهي محاولة الوصول إلى حلم الثراء.
أما «الحارة» فهو مسلسل فنيا جيد لكن قبوله ثقيل جدا على المشاهد، وكان من
الأفضل أن يقدم كفيلم مدته ساعتان وليس مسلسلا عدد حلقاته ثلاثون، حتى
التترات الخاص به تسجيلية.
وتشير شومان أن إليزابيث تايلور قدمت شخصية «كليوباترا» أفضل مما قدمناها
نحن، ففي مسلسل كليوباترا كان المخرج مهموما بجمال البطلة أكثر من إيقاع
المسلسل نفسه، ولم أشعر أن كليوباترا من الفراعنة وأنا أشاهده.وتشير إلى أن
فكرة الـ 15 حلقة كانت تصلح لمسلسل «أهل كايرو» لأن إيقاعه بطيء، رغم أن
فكرته جديدة وأداء الممثلين به جيد، لكن المشكلة تكمن في الاسكريبت الخاص
بالمسلسل.
أعمال مسلية
أما الناقد طارق الشناوي فيرى أن أسوأ مسلسل هذا العام هو «الفوريجي» لأنه
مسلسل غير هادف، ورغم أنه ينتمي لنوعية المسلسلات الكوميدية فإنه فشل في أن
يُضحك الجمهور والشيء نفسه ينطبق على مسلسلي «أزمة سكر» و«اللص والكتاب»،
ويضيف الشناوي: أرى أن مي كساب تسرعت في اتخاذ خطوة البطولة المطلقة في
مسلسل «العتبة الحمرا».
وقال إن «زهرة وأزواجها الخمسة» هو مسلسل تجاري ويعتبر مسلياً، ولكنه ليس
له أي هدف، فرغم أنه الوجه الآخر لمسلسل «الحاج متولي» إلا انه مسلسل
استهلاكي فقط. وعن نادية الجندي، أشار أنها تعيد تقديم نفسها في مسلسل
«ملكة في المنفى»، فطوال الأحداث لا نشاهد إلا نادية الجندي فقط ولا نرى
الملكة نازلي، ولا يمكن تشبيهه بمسلسل «الملك فاروق» لأن الأخير أعظم منه
بكثير ولا مقارنة بينهما.
أما مسلسل «كليوباترا» فقد فاق كل التوقعات، والمشكلة هي أن المخرج ليس على
مقاس العمل المقدم، لذلك خرج المسلسل بصورة لا تليق به. لكن الناقدة ماجدة
موريس لها رأي مختلف، فتقول عن مسلسل «العار» إنه مختلف عن الفيلم تماما،
وتتساءل لا أعرف لماذا صمم المؤلف على تسمية المسلسل بنفس اسم الفيلم؟
فالمسلسل أحداثه غير مناسبة لاسمه وليس به أي شيء جذاب. أما مسلسل «زهرة
وأزواجها الخمسة» فهو نفس أسلوب الكتابة التي قدمها المؤلف مصطفى محرم من
قبل، والعمل ليس به أي مفاجأة، ولكن تضاف إليه قضايا الزواج والطلاق وتأخير
الفصل في الطعون، مما يتسبب في مآس كثيرة للأسر العربية.
«زهرة» تفصيل لغادة عبدالرازق
إلى هنا يرى الناقد نادر عدلي أن هناك مسلسلات كان متوقعا لها أن تكون
جيدة، لكنها خرجت من إطار المنافسة ولم تكن عند حسن ظن المشاهد، منها مسلسل
«ملكة في المنفى» لم يأت بجديد فهو مستنسخ من مسلسل «الملك فاروق»، وطوال
الوقت نرى نادية الجندي وهي ترتدي أفخم الملابس والإكسسوارات.
أما مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» فهو مسلسل عشوائي، وفنيا مستواه ضعيف،
وتم تفصيله على مقاس الفنانة غادة عبدالرازق، ومعمول من نفس قماشة الحاج
متولي. أما «العار» فرغم أنه نجح كفيلم سينمائي ومثّل نقلة نوعية للفنانين
الذين شاركوا فيه، ولكن عند تحويله لمسلسل فشل، فالأحداث بطيئة ومملة، وهو
مسلسل يفتقد النجاح الفني.
البيان الإماراتية في
04/10/2010
بين التجارة والشطارة وأخلاق المهنة
نجوم الدراما يغازلون لعبة الإنتاج
دبي ـ جمال آدم
تطورت الدراما التلفزيونية العربية بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي جعلها صناعة
جاذبة لكثير من رؤوس الأموال، وتحول بعض الفنانين إلى حلبة الإنتاج بجانب
التمثيل والإخراج، ومنهم من تأثر بالمهنة الجديدة على حساب التمثيل، وينطبق
هذا الحال على كثير من الفنانين العرب منذ عشر سنوات، واللافت للنظر انتشار
هذه الظاهرة في سوريا أكثر مما هو عليه في مصر ولبنان والأردن لأسباب ذات
صلة بالقطاع الخاص في سوريا الذي كان له فضل كبير في الانطلاقات الأولى
للدراما السورية وانتشارها.
وبدأت العملية في سوريا مطلع تسعينات القرن الماضي عندما كان الفنان أيمن
زيدان منتجا وبطلا لأول عمل درامي طويل هو المسلسل الكبير »نهاية رجل شجاع«
حينها كانت شركة الشام للإنتاج السينمائي والتلفزيوني رائدة على صعيد
القطاع الخاص بتقديمها لعدد من الأعمال الدرامية الناجحة والمتميزة، ولعل
الاتهامات التي أطلقت على أيمن زيدان بأنه أسس شركة إنتاج لكي يروج بها
لنفسه كذبتها النجاحات والإشادات التي حظيت بها »أخوة التراب« بجزأيه
و»أيام الغضب« وغيرهما من الأعمال الكوميدية.
ومن بعدها انتقلت الموضة لتكون الأبواب مفتوحة أمام الفنانين السوريين في
افتتاح شركات إنتاج درامية يقدمون من خلالها أعمالهم، وهكذا فعل سلوم حداد
في مرحلة لاحقة بافتتاح شركة الصقر، وجاء رشيد عساف ليعلن عن شركة درامية،
وفراس إبراهيم ليعلن الآخر عن ولادة شركة باسمه في دمشق قدم من خلالها عددا
من الأعمال المهمة للمشهد الدرامي التلفزيوني، وتكرر الأمر مع تيسير إدريس
وزهير عبد الكريم وعارف الطويل وغيرهم من الأسماء الأخرى في حين ظل الأمر
على نطاق ضيق في القاهرة وظلت العملية مرهونة بأسماء المنتجين الكبار الذين
ارسوا حقا دعائم إنتاج درامي لافت.
فهل يقدم المخرجون والممثلون على الإنتاج لحماية أسمائهم أم للحصول على
غنائم مادية إضافية بجانب المكاسب التي يحصلون عليها من الإخراج أو
التمثيل؟ ـ الفنان أيمن زيدان يرى أن إقدام الممثل أو المخرج على الدخول في
لعبة الإنتاج هو من باب حماية العمل الدرامي أولا وهذا مكسب شرعي للدراما
التلفزيونية على الرغم من أن البعض رأى فيها غير ذلك، منوها بانه لم يعمل
في كل أعمال شركة الشام عندما كانت طاقة الإنتاج فيها مئة في المائة مشيرا
إلى ان شركة الشام هي الحامل الذهبي للدراما السورية الآن وهي التي دفعت
بالشركات الأخرى للنجاح والتميز في مهامها الإنتاجية والدرامية.
لافتا الى أن الواقع الآن يختلف عن أيام زمان فالحياة الدرامية اتسعت وتدخل
في صناعة الدراما العربية عموما أشخاص لا علاقة لهم بهذه المهنة مما أثر
سلبا في الإنتاج الدرامي وهو يأمل ان يكون على رأس كل شركة ممثل او مخرج أو
كاتب حتى لا تكون تلك الشركات مشاعاً لغير المؤهلين.
ويؤكد سلوم حداد أن الإنتاج لعبة تحتاج إلى ذكاء وصبر، وابن المهنة يستطيع
ان يتفهم هذا الأمر، لكن الممثل أو المخرج النرجسي هو الذي يبني مجدا لنفسه
من خلال شركة الإنتاج التي يقودها بل على العكس ليس من الضروري أن يكون
الممثل في كل عمل من إنتاجه وان كان هذا مشروعا ومنطقيا في حال كان في
القناة الصحيحة ويؤكد ان أهم أعماله التي قدمها بعيد عن شركته.
ويقول المخرج المنتج إياد الخزوز ان الأعمال التي قدمها من خلال الشركات
التي عمل بها وأسسها ليست كلها من إدارته، ولم يخرجها كلها بل على العكس
دفع بهذه الأعمال لمخرجين آخرين، مشيرا الى أن مسلسل »الغافة« مثلا الذي
قدم عبر شركة أرى الإمارات أخرجه شعلان الدباس وهو مخرج اردني وكذا هو
الحال بالنسبة لأعمال أخرى، وعلى الممثل او المخرج المنتج ان يترفع عن كثير
من القضايا البسيطة وعليه ان يعلم ان كل نجاح تحت إدارته كمنتج سيصب في
مصلحته والشركة التي يديرها وسيكون له نصيب واسع من البناء للمستقبل.
ويعترف الفنان فراس إبراهيم بأن الأعمال التي قدمها عن طريق شركته المسماة
باسمه قد شارك فيها كلها كممثل ولكن ليس بالضرورة ان تكون البطولة له،
مشيرا إلى توجه جديد في الدراما السورية في الأعمال التي يدير إنتاجها
فنانون أو مخرجون وهذا الأمر يعتبره مكسبا للدراما السورية وليس عبئا عليها
إذ ان هذه واحد من الأمور التي تفوقت فيها الدراما السورية على المصرية
والخليجية، لأن الفنان يرى عمله ويتابعه بعين الفن ومن ثم بعين التجارة أما
رجال الأعمال فيرونها بعين التاجر فقط مما لا يعني أن يكون الاسم العامل
معه في العمل في مكانه الصحيح.
ويشير الممثل والكاتب الإماراتي سلطان النيادي أن مدير الشركة الإنتاجية
ليس بالضرورة أن يكون مشاركا في الأعمال التي يقدمها عن طريق شركته بل على
العكس ان كان حاضرا كمشرف على العمل يتوقع أن يخرج العمل بحلة أبهى وأجمل
مما هي عليه فيما لو كانت له مشاركة بالعمل، وفي النهاية كل من يعمل في هذه
المهنة يهمه ألا يخسر لأنه عمل ويمكن في حال كان الفنان حاضرا على رأس
الشركة التي تقدم العمل لأتيح لها أن تتخلص من خسائر مادية كثيرة لأنه يعرف
كيف يسوق عمله وفي أي اتجاه.
البيان الإماراتية في
05/10/2010 |