ازداد عدد الفضائيات في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى زيادة عدد البرامج
وأنواعها فوجد المشاهد نفسه أمام شاشات تتحدث بصوت عالٍ عن خصوصيات لم نكن
نقبل مناقشتها أو يقبل غيرنا إفشاءها على الملأ، فأسرار البيوت لم تعد
أسراراً، والحديث عن العلاقات العاطفية والأمور الشخصية الخاصة جداً لم يعد
خطاً أحمر . ونافست مواقع التواصل الاجتماعي القنوات الفضائية، لتنشر صوراً
ومقاطعاً تصويرية يستغرب البعض من عدم احتفاظ أصحابها بها لأنفسهم، فلم تعد
الحفلات الخاصة خاصة، ولم تعد الصور العائلية قصراً على العائلة بل يطلع
عليها الجميع ويعلقون عليها .
في هذا الملف، التقينا عدداً من الإعلاميين والفنانين والجمهور، لنناقش
الخصوصية التي “نخرتها” الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة من كل جانب .
يؤكدون أنهم لا يقتحمون الخصوصيات إلا ضمن حدود
الإعلاميون: برامجنا واقعية بلا "وقاحة"
يرى الكثيرون أن الإعلام لم يترك باباً إلا طرقه، حتى باب الخصوصيات التي
لا يجب الخوض فيها . وتختلف أشكال الخوض في الخصوصيات على حسب شكل
البرنامج، فمنها البرامج التي ترصد قصة حب عروسين وتزفهما في النهاية في
حفل ليشاركهما الجميع فرحتهما، ومنها التي تركز على المشاكل الصحية وعيوب
المظهر لتعالجها أمام ملايين المشاهدين، ومنها الحوارية الفنية التي تخوض
في تفاصيل علاقات الفنان على جميع الأصعدة وتتناول الأجور والماديات
والخلافات وغيرها . تحدثنا في ما يأتي مع مجموعة من الإعلاميين لنعرف إلى
أي مدى يحق للإعلامي اقتحام خصوصية ضيفه، وقد أكد معظمهم أن برامجهم تعرض
الواقع بلا “وقاحة” .
بحكم علاقتها بالفنانين في الوسط الفني، ترفض المذيعة بوسي شلبي البرامج
التي تقتحم خصوصيات الفنانين، وتقول: أنا ضد هذه البرامج وليس لي علاقة بها،
ولم ولن أقدمها في حياتي، مع أن لدي فرصاً قوية لعملها بحكم صداقتي مع
الفنانين ومعرفتي لأمور كثيرة عنهم، ومن الممكن أن أحصل على سبق صحفي من
خلال نشري لأي خبر، ولكني أحرص على الحفاظ على خصوصياتهم، وأحذف كل المواد
المصورة لدي والتي من الممكن أن تسيء لأحدهم، فالفنان قيمة كبيرة، وثروة
يجب الحفاظ عليها، وعلينا أن نظهر هذه الثروة بأحسن صورة .
وترى بوسي أن الإعلامي أو المذيع الذي يستضيف فناناً ليحرجه أو ينتقص من
شأنه، فإنما ينتقص من نفسه أولا، لأن مكانة الفنان كبيرة لدى جمهوره، فهو
الذي ينتظرونه في أسوأ الأحوال الجوية ليروه يمشي على السجادة الحمراء في
المهرجانات، وهذا ما لا يحصل مع الإعلامي الذي قد ينتظره شخص واحد ليراه .
وتضيف: ليس للمذيع رصيد في قلب الجمهور كما للفنان، وبالتالي فهو الخاسر من
محاولة اقتحام خصوصية الفنان بشكل سيئ من خلال التطرق للحديث عن علاقاته أو
أمور أخرى .
وعن البرامج التي تقتحم الخصوصيات تقول بوسي: مقدمو هذه النوعية من البرامج
أحرار في اختياراتهم، ولكني أرى أن رصيدهم من حب الناس يعطيهم شهرة مؤقتة،
لا تستمر .
ووجهت بوسي شلبي رسالة قالت فيها: لدينا فنانون ونجوم ذوو قيمة كبيرة جداً،
ونفخر ونسعد بهم، وعلينا أن نحافظ عليهم وعلى مكانتهم قدر الإمكان، فكيف
ستكون الحياة إن استيقظنا صباحاً ولم نجد فناً، أو فتحنا أعيننا ولم نسمع
أغنية، أو ذهبنا للسينما ولم نجد فيلماً؟
في “ليلة العمر” الذي تقدمه هدى حمدان على “سما دبي” ترافق الكاميرا
العروسين في لحظات استعداداتهما لحفل الزفاف، وتعرض جولاتهما وتنقلاتهما من
مكان لآخر، فتذهب العروس للمراكز التجميلية والعيادات الطبية لتعالج مشاكل
بشرتها والبثور إن وجدت، أو يعالج العريس مشاكل أسنانه وما إلى ذلك من أمور
قد يراها البعض خصوصيات ليس من المفروض أن تعرض على الشاشات . التقينا
صاحبة الفكرة هدى حمدان ووجهنا إليها تساؤلاتنا فأجابت: “سما دبي” قناة
محافظة، لا تعرض كل التفاصيل لأنها تحترم خصوصية المشتركين ومشاعر
المشاهدين، وفي بداية اشتراك العروسين في البرنامج نتفق معهما على ما
سنعرضه، ويحصل كل شيء بموافقتهما، فلا نجبرهما على شيء، ونكون واضحين في
جميع التفاصيل التي سنعرضها، ويكون أغلب العرسان سعداء بهذه التجربة .
وعن الخصوصيات التي يرفض بعضهم عرضها تقول: بالنسبة للمجتمع الإماراتي يكون
التحفظ على بعض الأمور التجميلية، حيث تعترض العروس على الاستلقاء على سرير
التجميل ليتم وضع الأقنعة لها، وهنا نقدم لها الخدمة بأن تكون مغطاة
بالكامل ولا يظهر منها إلا وجهها، ولا بد أن نقوم بذلك لأن لدينا راعياً
تجميلياً للبرنامج، كما أن الفكرة هي مرافقة العرسان وعرض تفاصيل مهمة من
الاستعدادات لليلة العمر.
وعما إذا كان توفير الأمور المادية يجعل بعض العرسان يتنازلون عن خصوصيتهم
تقول هدى: بعض المشاركين ليس لديهم القدرة على توفير مستلزمات حفل الزفاف
فيوفر البرنامج لهم هذه الفرصة، وبعضهم يبحث عن الشهرة ويحققها من خلال
البرنامج، وبعضهم يريد أن يكون قدوة لغيره بأن يقوم بتجربة غير تقليدية .
وأكدت هدى أن البرنامج يحافظ على خصوصية العروس الإماراتية فلا يعرض حفل
زفافها لأن المجتمع محافظ ويجب احترام عاداته وتقاليده . وذكرت أنه رغم
وجود عقد بين الطرفين إلا أن بعض العرسان يحاول الإخلال بشروط العقد،
وأضافت: أبكاني عريس يوم زفافه، فبعد تجهيز كل الأمور وبدء حفل الزفاف،
اعترض على تصوير الحفل بحجة أن أخواته يردن بعض الخصوصية في الحفل، وهنا
تشاجرت معه وسألته لماذا جاء اعتراضه الآن بعد أن وفرنا له كل مستلزمات
الحفل، وهنا بدأ صوته يعلو رافضاً التصوير، وبكيت لشعوري بالتوتر وبأنه
وضعني في موقف سيئ جداً، حيث حاول أن يلوي ذراعي في اللحظة التي ضمن فيها
أن الحفل سيقام، فأتت العروس لتهدئتي، واتفقت معها على أن نصور بعض اللقطات
العامة، وهذا ما حدث، ليأتي العريس بعد ذلك، ويعتذر مبرراً تصرفه بأنه
متوتر بعض الشيء، وطلب منا إكمال التصوير . وذكرت هدى أن برنامجها لا يعتبر
من البرامج التي تقتحم الخصوصية، وتقول: برامج الواقع ك”ستار أكاديمي” الذي
يصور المشاركين 24 ساعة في جميع أوضاعهم وحالاتهم يقتحم الخصوصية، لأنه
يعرض أموراً لا تهم الجمهور وتشعر المشارك بأنه مراقب من الجميع لحظة بلحظة
.
تعتبر أميرة الفضل التي تقدم برنامج “أميرة” على “الآن”، من تحاوره كضيف
يزورها في منزلها، فتستقبله أحسن استقبال، ولا تحاول أن تخوض في أمور من
الممكن أن تزعجه، وتقول: أستطيع الحصول على ما أريد وأكثر من ضيفي من دون
أن أضايقه أو أحرجه، ففي كل الحوارات التي أجريتها حصلت على إجابات لأسئلتي
من دون إزعاج ضيوفي، من خلال التطرق للموضوع بطريقة غير مباشرة أو جارحة،
ليشعر الضيف برغبته في الحديث براحة وأمان من دون استفزاز .
وأكدت أميرة أن المكسب الأكبر هو خروج الضيف من البرنامج وهو يشعر بالسعادة
والرضا، وقالت: في الحلقة التي استضفت فيها الفنانة صابرين وجدتها تتحدث عن
الحجاب بانطلاق، لإحساسها بأني لا أستفزها، حتى إنها قالت في تلك الحلقة
إنها لم تكن مرتاحة في أي حوار كما كانت مرتاحة معي . وأضافت أميرة: حين
يخرج الضيف سعيداً بالحلقة التي حاورته فيها، فإنه لا يرفض المشاركة في أي
برنامج آخر أقدمه، وهذا في النهاية يصب في مصلحتي ومصلحة برامجي .
وعن الخصوصيات التي تحرص على عدم اقتحامها تقول أميرة: الحياة الشخصية
كأمور الزواج والعلاقات العاطفية والطلاق، والأمور المادية التي تزعج
الكثير من الفنانين، والإشاعات التي تجرح الفنان، فليس من “الشطارة” أن
نستضيف أحداً لنجرحه ونزعجه بهذه الأمور، وتكون ردة فعل الضيف سلبية .
وتضيف: لكل شيء حدود إن تم تجاوزها انزعج الضيف .
وعما إذا كان انتهاك خصوصية الفنان كما يراه الكثيرون “حقاً مباحاً” تقول:
أرفض ذلك، فالفنان إنسان قبل أن يكون شخصية عامة، ولديه مشاعر وأحاسيس
علينا أن نراعيها، وأسرة وعائلة علينا احترامها واحترام خصوصيتها . وحين
يبوح الفنان بخصوصياته فهذا أمر يخصه، ولكن في كل الأحوال على الإعلامي أن
يوجه الأسئلة للضيف بطريقة لا تؤذيه .
وبطريقة غير مباشرة عانى جلال شهدا، مقدم برنامج “صباح الخير يا عرب” على
“إم بي سي”، من اقتحام خصوصيته من خلال نشر بعض الأخبار حول حياته الشخصية
وزواجه، وهو ما أزعجه وضايقه، وعن ذلك قال: حياتي الشخصية لا تخصني وحدي بل
تخص أشخاصاً آخرين لهم أهمية ومكانة لدي، لذا أحرص على الاحتفاظ بأموري
الشخصية لنفسي .
سألناه عن برنامجه وإلى أي مدى يحق له كإعلامي اقتحام خصوصية ضيفه فأجاب:
أحرص أنا ولجين على التركيز على الجانب المهني للضيف فقط، وهذا لا يعني أن
نجمل صورته، بل نطلق هواجس الناس ولكن بما له علاقة بحياته المهنية، ويحدث
كثيراً أن نستضيف أحدهم خلال وجود ضجة إعلامية حول موضوع شخصي يخصه، ويطلب
منا تجنب الحديث في الأمر، فنلبي رغبته، وهذا من حقه، كما أننا نستضيف أي
شخص لصفته الفنية والمهنية وليس لصفته الشخصية .
وعن الحدود المسموح بها في الحوار يقول: يمكن توجيه السؤال للضيف بشكل غير
مباشر، وبطريقة لا تسبب له الإحراج، لنجده يجيب بكل راحة لشعوره بعدم
اقتحام خصوصيته، وفي المقابل هناك برامج تتطلب الغوص في شخصية الفنان،
وبالنسبة لي لا أحبذ هذه النوعية من البرامج، فأغلبها يسبب “وجع الرأس”
سواء للضيف أو للمذيع، حيث يضع الفنان في زاوية لا أحب أن أراه فيها
وخصوصاً إذا كان شخصية جدلية . وأكد جلال أن هناك مذيعين كثراً يحبون هذه
النوعية من البرامج ويبحثون في المجلات عن كل مثير للجدل حتى يعرضوه،
وتابع: مهما قدم الفنان من أمور إيجابية، ففضيحة أو سلبية واحدة ستؤثر في
مسيرته لأن الجمهور لا ينسى .
لا ترى غرازييلا كامل التي تقدم “أنت أجمل” على تلفزيون “دبي” أن برنامجها
يقتحم الخصوصيات، فهو لا يتطرق إلى أمور مخفية، بل إلى أمور ظاهرة وواضحة،
وتقول: الأمور التي نعالجها ظاهرة للعين، وسواء تحدثت الفتاة أو السيدة عن
البثور أو آثار الندبات على وجهها أو لم تتحدث فهي أمور تراها العين، ولا
نتحدث في برنامجنا “حديث صالونات” ولا ننتقد أصحابها، بل نصطحبهم بكل عناية
ونتوجه بهم إلى أصحاب الاختصاص ليوجدوا الحلول لهم، ونتعامل بكل حرفية مع
الأمر، ونراعي في كل لحظة نفسية الفتاة أو السيدة، لأن هدفنا تقديم صورة
ومظهر أجمل، ونفسية أفضل .
وأكدت غرازييلا أن الخصوصية أمر يختلف من سيدة لأخرى، وأضافت: تطلب منا بعض
السيدات عدم التركيز على مشكلة تسبب لهن الإحراج، ونحترم ذلك حيث يتم علاج
المشكلة والإشارة إليها بشكل سريع من دون التركيز عليها .
وعن بعض الأمور التي تعتبرها السيدات خصوصية أو يتحفظن عليها تقول: أبسطها
أن تعاني السيدة من مشكلة الشعر الزائد في الوجه، وتعالجه بطريقة خاطئة
تزيد المشكلة تعقيداً، وهنا نقدم العلاج الصحيح من دون أن نسبب لها
الإحراج، ومن دون أن نذكر أنها تعاني من هذه المشكلة بطريقة مباشرة . وأكدت
أن احترام الخصوصية من أهم اعتبارات البرنامج، بغض النظر عن جنسية السيدة
أو الفتاة، “فالمنطق يفرض نفسه، وما نقدمه يمثل وجهة نظر البرنامج والقناة،
ونحن نتوجه لمجتمع محافظ والبرنامج يعبر عنا” .
وأكدت غرازييلا أن غزو الخصوصية يختلف من فضائية لأخرى، فهناك غزو اجتماعي
تقدمه برامج تلقى نسب مشاهدة كبيرة، والمشكلة أن بعض البرامج تسعى لسبق
إعلامي في حين أنها لا تتناول القضية بشكل كامل، بل تركز على الجوانب التي
تزيد نسبة المشاهدة بغض النظر عن المصداقية . وعن الخصوصية التي يجب عدم
الخوض فيها تقول: الخصوصية تكون في المواضيع الاجتماعية كعلاقة الزوجين
وخلافاتهما، فهذه ليست من المفروض أن يعالجها التلفزيون أو البرامج، لأن
هناك مصلحين واختصاصيين واستشاريين أسريين لعلاجها .
“أنا شخص جريء طوال حياتي، وأحب أن أقدم الشيء الصعب دائماً”، كانت هذه
إجابة الإعلامي أحمد عبد الله الذي يقدم برنامج “سما سينما” على قناة “سما
دبي”، حين سألناه عن الحد الذي يجب ألا تتعداه جرأة المذيع، حيث أكد أنه مع
تقديم مواضيع جديدة حتى وإن كانت مثيرة للجدل، وأضاف: ربما كانت لدى
المجتمع رغبة في أن يرى ويتعرف إلى هذه المواضيع، وربما أرضي 2% أو 70%، لا
أدري، لكني مستعد لخوض تجربة جديدة فيها الجرأة، وأن أخوض في أموره الخاصة
إن كانت هذه هي فكرة البرنامج، ولكن بشرط أن أجلس مع ضيفي قبل البرنامج،
لأتعرف إلى خطوطه الحمراء، وأن أختار الألفاظ التي أستخدمها في أسئلتي،
وأضع لمساتي حتى لا أجرح ضيفي، ولا يشكل ذلك صدمة للمجتمع، وإن تعديت أو
تجاوزت بشكل أو بآخر فعلي أن أرضي الضيف في نهاية الحلقة بأن أقدم له شيئاً
مميزاً كفقرة خاصة أو ذكرى من البرنامج تخفف حالة الإرباك التي تسببت له
فيها .
وأكد أحمد أن الإعلام العربي اقتحم الخصوصيات وتجاوز الخطوط الحمراء
كثيراً، لذا فهو لا يمانع من الخوض في بعض الأمور التي تربك الضيف وتجعله
“يحك رأسه” . وعن الأمور الخاصة التي من الممكن أن يناقشها مع الفنان يقول
أحمد: من الممكن أن أسأله عن عش الزوجية، وخلافاته مع الآخرين، وأصل
لحساباته ومادياته وأجوره .
منزعجون من البرامج التي تبحث عن "الفضائح"
الفنانون: حياتنا الشخصية خط أحمر
يرى الكثيرون أن انتهاك خصوصية الفنان حق مباح، فما دام أنه وضع نفسه في
خانة النجوم وسلطت عليه الأضواء، يحق للآخرين تسليط سهامهم نحوه، لتتعدد
البرامج وتتفنن في كشف خصوصياتهم، وتدخل إلى بيوتهم وتتناول حياتهم الشخصية
وعلاقاتهم العاطفية، ومشاريع الزواج والطلاق والمشكلات والخلافات . وتتجاوز
في أحيان كثيرة الخطوط الحمر معهم، فمن
“الجريئة” إلى
“الجريئة
والمشاغبون”
و”لماذا”
إلى أنواع وأشكال مختلفة للبرامج لا يمكن حصرها، ولكنها
تتفق في الحياء الذي تخدشه على مرأى ومسمع المتلقي . فهل يقبل الفنانون
المشاركة فيها وما الحدود التي يقفون عندها؟ سألنا مجموعة منهم وجاءت
الإجابات في هذا التحقيق:
يرفض الفنان أحمد بدير البرامج التي تقتحم الخصوصية، ويقول: حين يظهر
الفنان على الشاشة فليحاسبوه، وحين يمشي في الشارع ويخطئ فليحاسبوه، ولو
أدلى بحديث فيه تجاوزات فمن حقهم أن يحاسبوه، إنما في ما يخص أمور بيته
وأسرته وحياته الخاصة، فليس لهم أن يقتحموها، وليس عليه بالمقابل أن يفشي
أسراره . وأكد بدير أنه تلقى عروضاً كثيرة من قِبل هذه النوعية من البرامج
ليشارك فيها، ولكنه رفضها .
وعن سبب انتشار مثل هذه البرامج وقبول الفنانين المشاركة بها يقول: ما يحدث
أن الفنان يضع في حسابه أنه سيتماسك وسيحافظ على هدوئه ودبلوماسيته رغم كل
الاستفزازات، ولكن الاستفزاز يتبعه رد فعل طبيعي حيث يبدأ الضيف بالدفاع عن
نفسه فيخطئ في عدة مواضع لأنه يتحول إلى شخص عدائي من خلال محاولته الدفاع
عن نفسه .
وحين سألناه عن سبب انتشار هذه البرامج في مصر أكثر من غيرها أجاب: لا ننسى
أن القاعدة العريضة من فناني الأمة العربية موجودة في مصر، ما يفسح المجال
لزيادة هذه البرامج فيها . وعما إن كانت حياة الفنان مباحة أجاب ضاحكاً: إن
كان الأمر كذلك فعلى الفنان أن يقدم تقريراً يومياً للجميع يذكر فيه مواعيد
نومه، وعلى أي جنب ينام في كل مرة، ومواعيد طعامه ونوعيته، وجدوله بالتفصيل
.
يرى الفنان عبدالله صالح، أن الإعلام في دولة الإمارات لا يبحث عن الإثارة
الزائدة، وهذا شيء جيد، على عكس بعض القنوات في البلدان العربية الأخرى
التي تبحث بشكل دائم عن سبق صحفي أو ضجة إعلامية، من خلال تناولها بعض
الموضوعات المثيرة، أو تطرقها للخلافات بين الفنانين، وهذا برأيه يعتمد على
الإعلامي أولاً وأخيراً .
وفي سؤال حول سبب إفشاء الفنان لخلافاته مع غيره للوسائل الإعلامية وهل
يطمح من وراء ذلك للفت الأنظار يقول: بعض الفنانين الشباب لا يزنون الأمور
بشكل صحيح، فبمجرد حدوث الخلاف بينه وبين أحد المنتجين مثلاً، يتحدث عن
الأمر للإعلام، ما يسبب المشكلات في الوسط الفني، ولا يدرك أنه قد يضطر
للتعامل مع المنتج نفسه مرة أخرى، وأضاف: بعض الفنانين الشباب متهورون، وقد
يستغل بعض الإعلاميين هذا التهور ليتخذوا منه مادة إعلامية، ولذا فعلينا
كفنانين أن نبعد أنفسنا عن الحديث في الخصوصيات التي لا تجر إلا المشكلات .
وعن الخصوصيات التي يرفض التحدث عنها في حواراته، يقول: أرفض التحدث في كل
ما يتجاوز الخطوط الحمر، كالعلاقات العاطفية مثلاً، سواء في الماضي أو
الحاضر، أو الأمور الخاصة بين الزوجين مثل الطلاق، ولكن من الممكن أن أتحدث
عن هواياتي أو طريقة تربيتي لأبنائي وعلاقتي بهم، فهذه من الأمور التي يحب
أن يتعرف إليها الجمهور ولا تسيء للفنان بأي شكل من الأشكال .
بدأ الفنان عباس النوري حديثه بعبارة
“لا
أسمح للشرطة نفسها أن تدخل غرفة نومي، فكيف أسمح لبرنامج أن يتعدى على
خصوصيتي ويقتحمها، هذا أمر مرفوض”،
وأضاف: هناك حدود وقيم عامة يجب الالتزام بها، وأرى أن من يقبل اقتحام
الآخرين لخصوصيته تصبح حياته مصادرة من قبل الصحافة الصفراء أو
“الإعلام الأصفر” من دون أي فائدة، ويقلل من قيمته كفنان، فالعلاقة بين الفنان
والجمهور يجب أن تبنى على الاحترام وتستمر على ذلك .
وذكر النوري أن الجمهور حين يحب فناناً فإنه يبحث عن ثقافته وأفكاره
والتزاماته ولا يجب أن يلتفت إلى حياته الخاصة، قائلاً: لا أشعر بأن
الجمهور معني بالطريقة التي يأكل بها الفنان أو يشرب لأنه في النهاية بشر،
وإن كان الأمر كذلك فالجمهور يضيع وقته في تفاهات لا داعي أو مبرر لها .
وأكد النوري أنه تلقى أكثر من دعوة للمشاركة في برامج من هذا النوع لكنه
رفضها . وعما إذا كان رفضه نابعاً من خوفه من الوقوع في مأزق من وراء هذه
البرامج أجاب: مم سأخاف؟ فأسوأ عيوبي أني أدخن، وأحسن ميزاتي أني لا أخون،
ولكن هذه النوعية من البرامج لا تضيف للفنان، ولا يهم المشاهد إن تزوج
الفنان أو طلق .
وفي سؤال حول سبب رواج سوق هذه البرامج أجاب: هذا الأمر يتعلق بتكريس ثقافة
التخلف، وحين يكون هناك مستوى منفلت للإعلام، لا يعود هناك أي ضوابط حقيقية
يقوم من خلالها الإعلام بمهمته الحقيقية وهي الارتقاء بالعقول والأفكار .
أكدت الفنانة لبلبة أنها لم تتلق أي دعوة من أي برنامج يقتحم الخصوصيات
ويبحث فيما وراء الفنان من علاقات قد تشوه صورته وتسيء إليه، وعن سبب ذلك
تقول: ربما لأنني لست مادة دسمة وغنية للموضوعات التي يناقشونها، وحين
ينتقي القائمون على هذه البرامج ضيوفهم، فانتقاؤهم يتجه لمن يمتلك خلفيات
تناسب طبيعة برامجهم .
وترفض لبلبة البرامج التي تقتحم الخصوصيات وتتطرق للحياة الشخصية ولعلاقات
الفنان وتقول: يبقى الفنان مسؤولاً إلى حد كبير عن مشاركته في مثل هذه
البرامج، والكلام الذي يقوله . ومن خلال خبرتها الطويلة في الوسط الفني ترى
لبلبة أن الفنان ملك جمهوره وتقول: الفنان ملك جمهوره الذي أحبه وله حق
عليه، ولذا فحين يقرر الإنسان أن يكون فناناً فعليه أن ينتبه لكل خطوة
يخطوها، لأن هذه مسؤولية وليس من المفروض أن يراه جمهوره بالصورة التي لا
يريد رؤيته عليها، بل عليه أن يظهر دائماً بأحسن صورة . وعن سبب انتشار هذه
البرامج تقول: لأن الناس تحب معرفة الأمور المخفية عن المشاهير، وليس فقط
الفنانين بل أي شخصية عامة . وعما أضافه برنامج مثل
“الجريئة”
للفن والإعلام تقول:
“لا
أرى أنه أضاف شيئاً”
.
“الفنان
في النهاية إنسان، له خصوصيته وحريته الشخصية التي يجب على الآخرين
احترامها”
هذا ما أكدته الفنانة صوغة التي ترفض تدخلات الآخرين الزائدة عن الحد في
حياتها وشؤونها الخاصة، وتقول: لا أقبل أن يتمادى أحدهم معي في أي حوار،
ومستعدة لأن أوقف الحوار إن شعرت باقتحام المذيع لجوانب تخص حياتي الشخصية،
فكوني فنانة من الطبيعي أن أتحدث عن أعمالي وأدواري وعلاقتي بجمهوري، ومن
الممكن أن أتحدث عن ابني وطريقة تعاملي معه، ولكني أرفض الحديث عن الأمور
التي تخص الزواج والطلاق وما إلى ذلك، فهذه أسرار، وعلى الفنان أن يحافظ
على خصوصياته وألا يخوض فيها حتى لا يسمح للآخرين بالخوض فيها بعد ذلك .
وأكدت صوغة أنها فنانة غامضة قائلة: أحب أن أكون غامضة وأن تكون حياتي
أيضاً غامضة، ورغم أني فنانة كوميدية إلا أن هناك حدوداً على الآخرين
احترامها والالتزام بها . وذكرت أن الجمهور إن أحب فناناً فإنه يسعى للتعرف
إلى كل تفاصيل حياته، وذكرت أنها في أحد الحوارات التي أجريت معها سألها
المذيع إن كان لديها حبيب، فأزعجها الأمر لأنها شعرت فيه ببعض التجاوز،
ولكنها أجابت بذكاء: نعم، بل حبيبان، ابني ووالدي . وأكدت صوغة أن الإعلام
في المجتمع الإماراتي محافظ، ويحرص على احترام خصوصية الفنان، وتقول: سبب
ذلك أن كلاً منا يغار على الآخر، ولا يقبل أن يسيء إليه، فنحن أبناء زايد
الذي علمنا احترام الآخرين، وتعلمنا منه الأخلاقيات الحسنة، وتبنت
مجتمعاتنا مبادئه وآدابه لنكون على الصورة التي يحسدنا عليها الكثيرون .
يرفض باسم سمرة المشاركة بالبرامج الحوارية التي تتطرق لأمور بعيدة عن
حياته الفنية وعبر عن رفضه بقوله: استحالة، وعرض علي المشاركة فيها ورفضت،
فمن الممكن أن أتحدث عن دوري في أحد الأفلام، ولكن ليس عن حياتي الشخصية .
واستنكر سمرة مقولة
“الفنان
حق مباح”
ورد على ذلك بقوله: كيف يكون مباحاً؟ هو مباح في إطار الحديث عن الشخصية
التي يقدمها، وغير ذلك فلا، وأضاف: من يتحدث عن خياناته وعلاقاته فلديه
إفلاس، وربما لجأ إلى ذلك لأنه لا يمتلك أدواراً تجذب الجمهور إليه، ليلعب
دوراً آخر من خلال هذه البرامج ليلفت الأنظار إليه . ويأسف باسم سمرة على
رواج هذه النوعية من البرامج ويقول: المال سبب رواجها، وللأسف فقد استهوت
الإعلام العربي هذه النوعية من البرامج المنتشرة والمأخوذة من أوروبا
وأمريكا .
“بيدفعوا
فلوس للشخص علشان يشتموه وهو قابل وراض” هكذا لخَص الفنان الشاب محمد رمضان مبدأ هذه البرامج، ويعتبر الأمر
إهانة ويقول: الفنان الذي يقبل المشاركة في مثل هذه البرامج يقلل من شأنه
وتاريخه وكرامته وجمهوره، فالبرامج التي تخوض في علاقات الفنان وخياناته
وغيرها تسيء إليه . وذكر أنه يرفض المشاركة في هذه البرامج، قائلاً: حين
أحب فناناً فما يهمني هو فنه، ولا علاقة لي بشخصه، فقد يكون شخصه سيئاً،
ولكن ما يهمني هو الفن الذي يقدمه، ولا أقبل أن أشارك في هذه البرامج لأن
هناك برامج هادفة ومهمة هي التي يجب المشاركة بها .
لا تقبل مريهان المشاركة في البرامج الحوارية التي تخوض في علاقات الفنانين
ببعضهم البعض وخلافاتهم ومشكلاتهم وتقول: هذه خصوصيات ليس من المفروض
تناولها والحديث عنها على الملأ، وإن قبلت المشاركة في برنامج ما فسيكون
للحديث عن التمثيل والأعمال والأدوار التي أقدمها، وليس هناك ما أتحدث عنه
خارج هذا الإطار.
يعتبره البعض وسيلة للتواصل تخطت الخصوصيات
الإنترنت سلاح ذو حدين
ليست الفضائيات وحدها التي تقتحم خصوصيات الناس، ومنهم الفنانون والنجوم،
فعالم الإلكترونيات يسهم بشكل مباشر في نقل الشائعات والصور الخاصة والعامة
سواء بطريقة مشروعة أو غير مشروعة وبعلم أصحابها أو بغير علمهم .
نشر أحد المواقع الإلكترونية خبراً يحذر فيه إحدى المؤسسات الإلكترونية بأن
“فيسبوك” بحاجة إلى فعل المزيد بشأن الانتقادات التي يواجهها حول حماية
البيانات الشخصية لمستخدميها، حيث ذكر أن نسبة ضخمة من هذه البيانات متاحة
للآخرين على نطاق واسع . ما يزيد قلق المشتركين فيه من تعرضهم لاقتحام
خصوصيتهم، ورغم وجود الخيارات المتعددة التي تشعر المشتركين بالأمان في
مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن هذا التحذير كفيل بأن يقلل نسبة الأمان
فيها . ومن “يوتيوب” إلى “فيسبوك” إلى “تويتر” نجد أنفسنا أمام عالم مفتوح
على بعضه بعضاً، وأمام خصوصية قد يقتحمها الآخرون بسهولة . فما آراء الناس
في هذه المواقع، وهل تقتحم خصوصياتهم بإرادتهم باعتبار أن الإنترنت يكسر
الحواجز بين مرتاديه؟
يرى عبدالله عبدالقادر الهاجري، موظف بهيئة الطرق والمواصلات بدبي، أن
مواقع التواصل الاجتماعي تسهل التواصل بين الناس وتبادل الأفكار والخبرات
والمعلومات، ولها إيجابيات كثيرة، وعن اقتحامها للخصوصية يقول: بإمكان أي
شخص أن يتحكم في ما يمكن للآخرين الاطلاع عليه، وذلك من خلال الخيارات
المتعددة التي توفرها هذه المواقع، ما يجعلها آمنة . وذكر عبدالله أن هذه
المواقع لا علاقة لها باقتحام الخصوصيات، فهذا الأمر برأيه يعتمد على
الشخص، ويقول: قد ينشر بعض الأشخاص مجموعة من الصور تجمعهم مع الآخرين من
دون استئذانهم، وذلك لأن مجرد موافقة الشخص على أن يكون فرداً في الصورة
يعني أنه لا يمانع من أن يراها الآخرون، ولو لم يكن الأمر كذلك لرفض
التصوير منذ البداية . وأكد عبدالله أن المشكلة في من يستخدم هذه المواقع
بلا وعي، كأن يضع صوراً تسيء لأسرته، أو بعض المقاطع التي لا يرغبون في
نشرها، وهذا يستدعي رقابة الأهل .
“سلاح ذو حدين” هكذا وصفت وفاء الكتبي، موظفة في بنك الاستثمار بالشارقة،
مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، حيث أكدت أنها تحبذها أحياناً وترفضهاً
أحياناً أخرى، وقالت: لهذه المواقع سلبيات وإيجابيات عدة، فمن خلالها يمكن
الترويج للأعمال والمشاريع، وتنمية الهوايات والمواهب، وتبادل الآراء
والأفكار، فأنا مثلاً شاعرة ومن خلال هذه المواقع أتواصل مع الشعراء
ونتبادل الآراء والخبرات في هذا المجال، وأكتسب خبرات جديدة، ولكن سلبيات
هذه المواقع تكمن في أنه يسهل عن طريقها سرقة الكتابات ونشرها لعدد كبير
بأسماء أخرى بسرعة البرق، ما لا يحفظ حقوق الشاعر أو الكاتب الأصلي، كما
تتسبب في اقتحام الخصوصية خاصة عندما يتعامل معها أشخاص لا يملكون الوعي
الكافي بضرورة الحفاظ على خصوصية الآخرين، إذ من الممكن أن يضيف شخص صوراً
تجمعه بعائلته أو أصدقائه، ليراها الجميع، رغم أن هناك خيارات تمكن الشخص
من تحديد الأشخاص الذين يمكنهم الاطلاع على محتويات صفحته إلا أن ضعاف
النفوس قد يستغلون أي صورة بشكل سيئ، لينشروها على البلاك بيري ما يسبب
المشكلات، وقد رأيت بعيني أكثر من مرة صوراً عن طريق البلاك بيري لفتيات تم
أخذها من الفيسبوك ونشرها، وبالنسبة لفتيات مجتمعنا المحافظ فهذه تعتبر
كارثة وتتسبب بمشكلات كبيرة .
عبرت شادية سرايا، ربة منزل، عن ضيقها من مواقع التواصل الاجتماعي، التي
تعد المنفس الوحيد لأبنائها على حد قولها، فقد أخذت من وقت العائلة الكثير،
وأتت على حساب الأوقات التي تجمع الأسرة معا، وتقول: يوماً بعد يوم أكتشف
أموراً غريبة تضايقني، فابنتي أصبحت تصر على التقاط صور في أي تجمع أو في
أي نزهة أو أي احتفال نقيمه لتضعها فوراً على تلك المواقع ويراها الجميع،
وكنت أظن في بادئ الأمر أن الاطلاع على الصور يقتصر على صديقاتها أو أفراد
عائلتنا في الخارج الذين يسعدون برؤية تلك الصور، ولكن مع الوقت عرفت أن
هناك آخرين يستطيعون الاطلاع عليها، وأرى أن هذه خصوصيات ليس للآخرين علاقة
بها، كما أن ابني يجلس وقتاً طويلاً أمام هذه المواقع ويتحدث مع أغراب،
وأصبح صامتاً طوال الوقت، وحين اسأله عن السبب يقول إنه ليس لديه ما يقوله
. فكيف يكون لديه ما يقول وهو يتحدث مع الغرباء طوال الوقت؟ وتكره شادية
هذه التقنيات الحديثة وترى أن العالم أصبح مكشوفاً على بعضه بعضاً، والبيوت
لم تعد آمنة كالسابق، فالتقنيات التي تكشف محتواها موجودة في كل غرفة .
عبدالله حسين، سنة ثانية هندسة ميكانيكية بتقنية الشارقة، يرى الخصوصية
أمراً يعتمد على الشخص وطريقة تفكيره، فمواقع التواصل الاجتماعي وضعت
خيارات يمكن من خلالها أن يتحكم الشخص بخصوصيته، فلا يراها إلا من سمح لهم
بذلك، ويقول: الخصوصية ليست مجرد صور، فمن الممكن أن يتم نشر هذه الصور
بأكثر من طريقة، ولكن اقتحام الخصوصية تكون حين يلتقط شخصاً صوراً لأشخاص
أو لفتيات من دون علمهن لينشرها على اليوتيوب أو الفيسبوك فتصل لشريحة
كبيرة . وذكر عبدالله أن لمواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات كثيرة، حيث
يمكن استخدامها في الدعوة إلى أعمال الخير، وشن حملات ضد التدخين وغيره،
أما سلبياتها فتتمثل في أنها تزيد التعارف بين الشباب والفتيات بسهولة، ما
يسبب المشكلات للأسر .
تعتبر فرح إبراهيم، مدير علاقات عامة بشركة تراكس للعلاقات العامة بدبي، أن
سوء استخدام التكنولوجيا هو السبب في تبدد الخصوصية شيئاً فشيئاً، وتقول:
منذ أن انتشرت هذه المواقع، استطاعت أن تصبح الملجأ والمتنفس لأشخاص كثر،
ففي كل حالاتهم يجدونها أمامهم ويعبرون من خلالها عن مشاعرهم وأحاسيسهم
لأشخاص قد لا تجمعهم بهم أي صلة، وتضيف فرح: من خلال التواصل مع آخرين
ينتمون لمجتمعات تختلف في فهمها للخصوصية والتعامل معها، يتقبل الشخص مع
مرور الوقت أموراً لم يكن يتقبلها، لينعكس ذلك على المجتمع، وتزداد الجرأة
بطرح المواضيع والتحدث عن أمور خاصة بشكل علني . وأكدت فرح أنه رغم ذلك
تبقى للتكنولوجيا إيجابياتها التي لا ينكرها أحد ولكن الأمر يعتمد أولاً
وأخيراً على طريقة التعامل معها.
الخلج الإماراتية في
26/01/2011 |