«عبرنا يونيو فى أكتوبر وعاد يوليو، ورجعنا من
الأصل من تانى ورجعت مصر، وكنا نقدر ساعتها نغير الدنيا، ياما يا أمة قومى
واستعيدى النصر .. أكتوبر اللى استعاد روحنا وكرامتنا، هنستعيده إذا
اتمسكنا بحقوقنا، بقوة الحق نحيى حلم امتنا، بالحلم والعلم نبنى دنيا».
هكذا لخص الشاعر الكبير سيد حجاب حلم مسلسل «أكتوبر الآخر» الذى تاه على
الشاشة بين زحام مسلسلات المزاج والكيف كما ضاع الحلم فى أحداث المسلسل بين
صراع الأجيال الجديدة على المادة والبيزنس وعلى ما تبقى من حطام وطن، هكذا
يرى المخرج إسماعيل عبدالحافظ الصورة ورغم كل ما تعرض له عمله من ظلم بين
إلا أنه ما زال متفائلا، وقال: «المسلسل سيعرض فى وقت لاحق، وسيجد من
يشاهده، لأن العمل الجيد يفرض نفسه ويعيش مع الناس».
وأشار إلى أن «أكتوبر الآخر» سينضم يوما ما إلى قائمة الأعمال الوطنية التى
تعرض بشكل دائم فى المناسبات القومية، وقال: «أعتبر أن العرض الأول للمسلسل
لم يأت بعد، وأنه سيكون قريبا على التليفزيون المصرى الذى لابد سيعرض
المسلسل فى ظروف أفضل من شهر رمضان الذى أصبح فى العشر سنوات الأخيرة موسما
لعرض كل البضاعة، الجيدة والرثة».
·
سألته هل أنت فعلا متفائل أم أنك
تواسى نفسك؟
طبعا.. أنا لم أراهن على شهر رمضان لأننى أعلم بأن العمل الجيد الذى يحترم
عقلية المشاهد أصبح عملة نادرة، وهذا العمل الدرامى النادر يحتاج لتهيئة
المناخ حتى يرى بالصورة المناسبة.
·
وماذا يعنى «أكتوبر الآخر»؟
المسلسل يحكى عن أحداث تقع كلها فى 7 أشهر تمثل جزءا مهما من تاريخ مصر،
تبدأ من منتصف عام 2005 وحتى فبراير من عام 2006، وهى الفترة التى شهدت
الانتخابات الرئاسية، وحدث قصر ثقافة بنى سويف المعروف باسم «محرقة بنى
سويف»، وفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية فى كرة القدم، وأثناء مباراة الفريق
القومى مع منتخب الكونغو وفرحة الجماهير العارمة، يأتى نبأ غرق العبارة
السلام بركابها، ووسط هذه الأحداث التى تختلط فيها الأفراح بالأحزان،
والفخر بالمرارة تنطلق أحداث أكتوبر الآخر التى تعبر عن هذا الشعب الذى
يعانى الكثير، ولم يكتب له بعد أن يعيش الفرحة كاملة.
·
وكيف عبر المسلسل عن هذا المضمون
دراميا؟
الأحداث تدور حول أحد أبطال حرب أكتوبر، هو سامى ــ فاروق الفيشاوى ــ الذى
خاض الحرب، وعاش اللحظة العظيمة التى توحد فيها العرب وشعروا فيها بالنصر،
وعاد للحياة بأمل كبير وأن تلك الحرب هى بداية لحياة جديدة يستحقها الشعب
المصرى، ولكن جاء الانفتاح الاقتصادى العشوائى فى عام 1975 الذى أخل باتزان
المجتمع، وبدأ الفساد يتسرب إلى أن أعلن النائب زكريا عزمى فى البرلمان أن
فساد المحليات وصل للركب، وهو الفساد الذى يراه العمل قد وصل للأعناق بعد
أن أصبح مدعوما من أعلى، وأصبحت مصر تعيش مشكلة حقيقية نركز عليها فى أحداث
المسلسل.
·
ومن الذى يتحمل مسئولية ما وصل
إليه حال مصر؟
عندما تصل نسبة من هم تحت خط الفقر فى مصر أكثر من 50% فنحن فى مشكلة
كبيرة، ويصبح النظام الحالى غير قادر على الخروج بالشعب من أزمته، وهنا
يكون عليه الرحيل غير مأسوف عليه.
·
وهل كان هذا التناول سببا فى
استبعاد «أكتوبر الآخر» من التوقيتات التى تحظى بكثافة المشاهدة فى رمضان؟
لا أعتقد أن هذا التناول له علاقة بإبعاد مسلسلى عن ساعات الذروة فى
المشاهدة، لأن برامج التوك شو تقول أكثر من هذا، وكما أشرت من قبل أن
الدكتور زكريا عزمى وهو وزير فى الدولة تحدث عن هذا الفساد على الملأ تحت
قبة البرلمان، ولكن جاء التعتيم على المسلسل لأسباب تجارية بحتة، وأمور
تتعلق بمسلسلات يلح أصحابها على عرضها بالنجوم والإعلانات، ويكفى أن أقول
إن هناك مسلسلا رفضته اللجنة فى ماسبيرو وقالت إنه غير صالح للعرض على
قنوات التليفزيون، وكان للرقابة تحفظات على الكثير من مشاهده، ولكن بعد أن
تدخلت بطلته وتحدثت مع المسئولين الكبار فى ماسبيرو، تم عرضه فى أفضل
الأوقات.
·
لماذا لا تتدخل بما لك من مكانة
فى التليفزيون لإنقاذ مسلسلك؟
دورى أن أقدم موضوعا جيدا، ودراما تحترم عقل المشاهد وتخاطب وجدانه، أما
الدفاع عن العمل هو مسئولية منتجه، والمفترض أن «أكتوبر الآخر» من إنتاج
جهات تابعة للتليفزيون، ومن هنا كان التدخل لاختيار موعد مناسب للعرض نوعا
من العبث؛ لأن أصحاب الأمر كانوا قد اتخذوا قرارهم، ولكنى على ثقة أن
المسلسل سيحظى بالمشاهدة الجيدة فى وقت لاحق وبعيدا عن الزحام.
·
يرى البعض أنك تختار نجوما لا
يتمتعون باهتمام المعلنين؟
عندى مبدأ أن الدور هو الذى يختار صاحبة، ونجومى هم الأقدر على تقديم
أدوارهم فى المسلسل من وجهة نظرى، وهم أسماء كبيرة فى عالم الفن فمنهم
فاروق الفيشاوى وبوسى، ومن الشباب داليا مصطفى ومنة فضالى وغيرهم من
الفنانين الذين تم توظيفهم فى أدوار تناسبهم، فأنا معنى فى الأساس بتقديم
فن جيد، أما الإعلانات فى اعتقادى تتجه لساعات معينة يكون فيها المشاهد
مؤهلا لمتابعة ما يعرضه التليفزيون، والأمر لا يتعلق بنجوم العمل بقدر ما
يرتبط بجودته، ومن هنا أقول إن مسلسل الجماعة الذى شارك فيه مجموعة من
الممثلين الذين لا يعدون من نجوم الصف الأول، ولكنه بفضل الموضوع الذى طرحة
حقق أعلى نسبة إعلانات على التليفزيون المصرى.
·
يتميز مسلسلك بما يطرحه من قضايا
مهمة فلماذا لا يحظى بما حظى به مسلسل «الجماعة»؟
«الجماعة» يناقش قضية مطروحة بقوة فى الشارع المصرى، والأمر يتعلق بفصيل
سياسى تثار حوله قضايا عديدة، وهو حالة استثنائية على شاشة رمضان، ولكن
دعنى أقول إن أعمال إسماعيل عبدالحافظ كانت لسنوات طويلة لها الأولوية فى
العرض بتلك الأوقات المميزة، عندما كانت القيمة تهم المسئولين عن اختيار
وعرض الأعمال الدرامية، ولكن بعد سيطرة المعلنين على الشاشة وفرض ذوقهم
الخاص، لم يعد هناك فرصة أمام عرض مسلسلاتى فى القناة الأولى لأن المسئولين
وضعوا أنفسهم تحت رحمة وكالات الإعلان.
·
وما تعليقك على غزو نجوم السينما
لعالم الدراما؟
نجوم السينما نقلوا لدنيا الدراما آفات عالم السينما ومنها الأفلام التى
تكتب وتنتج لنجم أو نجمة بذاتها، وهو ما أفسد الدراما فى السنوات الأخيرة،
وبعد أن كان الأساس هو النص الجيد والمخرج الجيد أصبحت الدراما تسير فى
ركاب النجوم، الذين لم يقدموا شيئا مهما إلا فى عدد قليل من الأعمال التى
قدمت موضوعات مهمة.
·
وهل يعكس هذا موقفا من نجوم
السينما؟
إطلاقا.. فأنا من أشد المؤيدين للاستعانة بنجوم لهم جمهور يتتبعهم ويستمتع
بمشاهدة أعمالهم، ولكن على أن يكون هذا وفق قيم الدراما الأصيلة بأن يكون
العمل قائما على نص جيد ومخرج يملك أدواته؛ لأن تلك الأعمال الملفقة التى
نراها على شاشة رمضان تأخذ من قيمة هؤلاء النجوم وتضعهم فى أعمال تافهة لا
تليق بقدرهم عند جمهورهم.
·
ولكن لماذا يتجه الجمهور لمشاهدة
أعمال دون المستوى؟
هناك سياسات خاطئة تمارس تجاه المشاهد، ومنها سياسة الإلحاح عليه
بالتنويهات والإعلانات التى تملأ الشوارع، وتقديم تلك الأعمال الهزيلة
باعتبارها فتحا جديدا فى عالم الفن، ولكنى أتحدى لو تتاح فرصة مشاهدة جيدة
لأكتوبر الآخر بأن تتغير الاعتقاد السائد بأن تلك الأعمال التجارية هى مطلب
جماهيرى، لأنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، والجمهور يريد أن يشاهد
أعمالا تحترم عقولهم ومشاعرهم، وأحب أن أشير هنا لغياب دور النقد الدرامى،
فمعظم ما يكتب عن الدراما أخبار فنية يروجها النجوم والمنتجون عن أنفسهم
وعن أعمالهم، ولا توجد مساحات مناسبة لدور الناقد الذى يجب أن يلعب دورا فى
إلقاء الضوء على الأعمال الجيدة، وإرشاد المشاهد إليها.
الشروق المصرية في
02/10/2010
تأجيل مسلسل (روز اليوسف) لحين إشعار آخر
إيناس عبدالله
قررت الشركة المنتجة لمسلسل «روز اليوسف» عن رائدة الصحافة فى مصر، فاطمة
اليوسف، لحين إشعار آخر، وذلك بعد أن بدأت فعليا التجهيز لإنتاج مسلسل
«محمد على»، الذى يعد المسلسل الأضخم من حيث الإنتاج لعام 2011، والذى تردد
أن ميزانيته تفوق ال50 مليون جنيه، ويلعب بطولته نخبه كبيرة من النجوم فى
مقدمتهم الفنان يحيى الفخرانى، ورأى المسئولون عن الشركة أن إنتاج مسلسلين
فى إطار «السيرة الذاتية» فى عام واحد مغامرة قد تعرضهم لخسائر كبيرة، ومن
هنا جاء قرار إرجاء تنفيذ مشروع روز اليوسف لوقت آخر.
ويأتى هذا التأجيل فى الوقت الذى صرحت فيه الفنانة ليلى علوى المرشحة للعب
دور البطولة أنها رفضت تصوير جزء ثالث من مسلسل «حكايات وبنعيشها» حتى
تتفرغ لهذه الشخصية، وأبدت حماسها للعمل وإعجابها الشديد بشخصية روز
اليوسف، ورغم ذلك أكدت الفنانة ليلى علوى أنها حريصة فى الوقت ذاته على أن
تدخل هذا المشروع مطمئنة من كل النواحى بداية من السيناريو، الذى تكتبه
ريهام الحداد فى أولى تجاربها الدرامية، وطالبت بضرورة توفير جميع
الإمكانات المادية اللازمة لتقديم عمل كبير بحجم روز اليوسف، وفى اجتماع
عقدته مع المنتج أكدت أنها لا يمكنها دخول مثل هذا المشروع إلا بعد حصولها
على ضمانات كثيرة ليخرج العمل بالشكل، الذى ترضى عنه حتى لو تأجل عاما أو
أكثر.
وهو الموقف ذاته الذى أعلنته أسرة الراحلة روز اليوسف، حيث أكد حفيدها
الكاتب محمد عبد القدوس أن عمته أمال زكى طليمات ابنة الراحلة وصاحبة الحق
الوحيد فى إبداء الموافقة على خروج هذا العمل إلى النور من عدمه، طالبت
الأسرة بقراءة السيناريو كاملا حتى تطمئن إلى العمل والحقائق، التى يرصدها
خشية أن يتضمن أى كلمة أو موقف منافٍ للحقيقة.
وأضاف: أن الأسرة تمتلك ختما يحمل لقب العائلة يتم ختم كل ورقة من
السيناريو به بعد قراءته كاملا، كما حدث تماما مع المسلسل الإذاعى روز
اليوسف الذى لعبت بطولته الفنانة يسرا.
وأوضح عبدالقدوس أن السيناريو الذى تكتبه ريهام الحداد غير جاهز حتى الآن
وعليه فهو يتضامن مع موقف الفنانة ليلى علوى، مشيرا إلى أنه من حقها كفنانه
كبيرة أن تدخل التصوير وهى مستريحة نفسيا، لأن العمل ليس بسيطا.
وقال إنه تم طلب الكثير من التعديلات على السيناريو قد تستغرق شهرين على
الأقل حتى يتم إبداء رأى العائلة النهائى فيه، وبالتالى لا داعى للتسرع
لإنتاج هذا العمل ولا يجد أى ضرر فى تأجيله لضمان خروجه بالصورة التى يرضى
عنها الجميع.
وعن حالة الجدل التى أثيرت حول ترشيح سولاف فواخرجى ثم انسحابها وترشيح
ليلى علوى، قال عبدالقدوس: «كنا مؤيدين من اللحظة الأولى تجسيد ليلى علوى
لشخصية روز اليوسف، لأن ليلى ويسرا هما الأنسب للعب دور جدتنا، ولم نكن
لنقبل بفنانة تقل عن مستوى هاتين النجمتين بأى حال من الأحوال.
ولم ينكر المنتج محمد شعبان توجيه اهتمام كبير بمسلسل «محمد على»، وأنه تم
تخصيص ميزانية كبيرة له، إلا أنه قال: المسلسل على قائمة إنتاجنا حتى لو لم
يتم إنتاجه هذا العام، فنحن حريصون على أن يروى «روز اليوسف» النور، ولكننا
نتمهل لأن الموضوع كبير وثرى ويحتاج لفترة إعداد كبيرة، خاصة أننا وعدنا
بطلته ليلى علوى بتوفير كل ما يحتاجه العمل مهما كانت الميزانية.
الشروق المصرية في
02/10/2010
تفاصيل ظهور «عمر بن الخطاب» فى مسلسل تليفزيونى
كتب
محمد عادل
منذ فترة طويلة اعتاد المشاهد العربى بشكل عام والمشاهد المصرى
بشكل خاص مشاهدة الأعمال الإيرانية التى كانت تعرض على عدد من
الشاشات والتى كانت
تتناول حياة بعض الشخصيات الدينية مثل مسلسل «مريم المُقدسة» الذى ظهرت من
خلاله
السيدة العذراء على الشاشة وهو الأمر الذى كان مفاجئا لجمهور لم يعتد تجسيد
هذه
الشخصيات المقدسة دراميا.. ولكن الأمر اختلف مثلا عندما بدأت
قناة «ميلودى» عرض
مسلسل «يوسف الصديق»، حيث اعترض الأزهر على عرض المسلسل على قناة مصرية حتى
إن كانت
خاصة.
على اعتبار أن هناك رفضا صريحا من قبل الأزهر كمؤسسة دينية ومن قبل
مجمع البحوث الإسلامية على ظهور الأنبياء والصحابة على شاشة
التليفزيون خاصةً أن
المُسلسل يظهر فيه الأنبياء «يعقوب» و«يوسف» و«إسحاق»، بل يُظهر فيه الملاك «جبريل»، الأمر الذى كان سببا فى تصاعد
اعتراضات الأزهر الشريف.
فى ظل هذه
الأجواء يظهر مشروع مُسلسل «عمر بن الخطاب» الذى كتبه السورى «وليد سيف»،
والمُرشح
لإخراجه السورى أيضاً «حاتم على»، والذى بدأ التحضير له على أن ينهى تصويره
بعد
مسلسل «محمد على» الذى يقوم ببطولته الفنان «يحيى الفخرانى»
وبالمناسبة فإن «روزاليوسف»
كانت قد نشرت منذ عدة أشهر عن اعتزام التليفزيون المصرى المُشاركة فى
إنتاج المُسلسل، حيث طلب بالفعل «أسامة الشيخ» - رئيس اتحاد
الإذاعة والتليفزيون -
وقتها من «مجمع البحوث الإسلامية» رأيه فى جواز تجسيد شخصية «عمر بن
الخطاب» - رضى
الله عنه إلا أن «على عبد الباقى» - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية -
أصدر
قراراً حينها بعدم جواز ظهور الأنبياء وآل البيت والعشرة
المُبشرين بالجنة على
الشاشة لأن هذا حرام شرعاً، وبالتالى فظهور شخصية «عمر بن الخطاب» فى أىّ
عمل مرئى
ممنوع، وأكد أن المجمع يرفض الأعمال الإيرانية التى تُجسد الأنبياء
والصحابة وأنه
يرى عرضها حراماً، مُشيراً إلى أن هناك العديد من الفتاوى فى
العالم الإسلامى ترفض
تجسيد الصحابة والأنبياء.
خطوة أسامة الشيخ وقتها كانت جريئة نسبيا، حيث
كانت وجهة نظره هى أنه لا بُد أن نواجه مُتغيرات العصر برؤية أكثر نُضجاً،
خاصةً أن
الجماهير العربية تتابع المسلسلات الإيرانية التى تتناول الشخصيات المقدسة
مثل
«يوسف
الصديق» وقبله «مريم المُقدسة» لأنه ليس من المعقول أن نُشاهد هذه الأعمال
الدينية والتاريخية الضخمة، بينما نحن مازلنا غارقين فى المُسلسلات
الاجتماعية
التقليدية.
«روزاليوسف»
تحدثت مع «حاتم على» المرشح لإخراج المسلسل والذى
لم يُحسم فى إجابته عن أسئلتنا ما إذا كان التليفزيون المصرى
سيُشارك فى إنتاج
المُسلسل أم لا، إلا أنه أكد أن هناك جهة مصرية بالتأكيد ستُشارك، وتُشير
مُعظم
التوقعات إلى شركة «كينج توت»، خاصةً وهى الشركة المُنتجة لمُسلسله الثانى
«محمد
على» الذى سيبدأ تصويره قبل «عمر بن الخطاب»، ويُضيف «حاتم
على»: «المُسلسل لا ينفع
معه أنصاف الحلول الإنتاجية، فهناك أكثر من جهة عربية ستقف خلفه، وسيُصور
فى أكثر
من دولة، فهو عمل كبير وضخم ويجب أن يكون هكذا مشروعا على مستوى الشخصية
التى
سنُقدمها».
وعن رأيه فيما قاله «مجمع البحوث الإسلامية» قال حاتم: مازلنا
فى طور النقاش مع الكثير من المرجعيات الدينية حتى الآن حول
ظهور شخصية عمر بن
الخطاب وبعض الصحابة الذين عاصروه - والذين لم يُحددوا بعد - لكن رأيى
الشخصى أنه
لا يوجد هناك نص صريح يمنع من تجسيد الصحابة، والشخصية التى يمنع ظهورها هى
الرسول
«ص»،
وبطبيعة الحال العمل مدروس وموثق من الناحية التاريخية، وقد تمت مُتابعته
عن
طريق لجنة دينية مُنذ البدء فى التفكير فيه، لهذا فهو مصنوع بطريقة فنية
مُحترمة
ومُقنعة، إلا أن الكلام رسمياً عن المُسلسل سيُكون بعد10 أيام،
لكن ما أؤكده أن
المُسلسل يقف وراءه كبار علماء المُسلمين الذين يراقبونه.
حاتم أشار إلى
وجود لجنة من العلماء المسلمين موجودة مُنذ البدء فى كتابة المُسلسل، وهى
لجنة من
كِبار العُلماء من العديد من الدول العربية، وهى التى أشرفت
ووضعت ضوابط عند
الكتابة، وستكون أيضاً موجودة عند التنفيذ.
فن غير هادف
حاتم على وضع تفسيرا لوجود خطاب دينى يمنع ظهور عمل درامى عن «عمر بن
الخطاب»، حيث يرى أن «ما يُقدم الآن من فن غير هادف وعدم وضع
الكثير من الأمور فى
نصابها الصحيح على مستوى العالم الإسلامى، كل هذا تسبب فى وجود فتاوى
واجتهادات
مُتشددة وضيقة رغم أن الفاروق أو العادل عُمر بن الخطاب -رضى الله عنه - هو
بشخصه
وسيرته يفرض نفسه علينا الآن لكى نقدم عملا دراميا عنه، على
اعتبار أن الرجل كان لا
يخشى لومة لائم فى دينه وكان رجلا سياسيا يعرف جيدا بشئون الدولة
والمؤسسات، وله
تاريخ فى بناء الدولة الحديثة وتنظيم العلاقة بين الناس، كما استطاع أن
يُنظم شكلا
جميلا للعلاقة بين الحاكم والمحكوم فى ظل دولة إسلامية، إلى
جانب أنه وضع الكثير من
المفاهيم العملية فى مناطق كثيرة محل الخلاف، وبرأيى فإن سيرة عمر بن
الخطاب ليست
فقط سيرة أحد أهم رجال العالم الإسلامى، لكن أيضاً كان عبارة عن مشروع دولة
ودين،
فهو فى حياته قدم الكثير من الحلول للإشكاليات المطروحة الآن،
وذلك باتخاذه سُبل
التفتح والتفهم الحضارى سواء فى تعامله مع المُسلمين أو غير المُسلمين من
أصحاب
الأديان الأخرى».
«روزاليوسف»
سألت «حاتم على» عن السبب الذى جعله يقدم على
تقديم هذا العمل فقال: الأحداث الاخيرة المتعلقة بالهجوم على
الإسلام واعتباره
ديناً مُتشدداً تجعل من المُلح تقديم شخصية مثل الفاروق، والمُسلسل لن
يتوجه فقط
للمُشاهد العربى، بل الغربى أيضاً، خاصةً أنه فى السنوات الأخيرة هناك
الكثير من
السلبيات التى تنسب للإسلام وهناك من ينتسبون للإسلام زوراً
وبُهتاناً ويستغلون
الدين كما يفعل الصهيونيون وغيرهم ويقدمون الإسلام على أنه دين الظُلم
والتشدد، وفى
شخص عُمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ما يُكذب كُل ذلك، خاصةً بعلاقته مع
غير
المُسلمين، فهو مثال الرجل المُسلم الذى يحترم الديانات
الأخرى، وأتمنى أن يفهم
المُسلسل أكثر المُتطرفين الإسلاميين وغير الإسلاميين».
سيرة
الفاروق
وفقا لما قاله «حاتم على»، فإن المُسلسل سيعرض سيرة
الفاروق «عمر بن الخطاب» مُنذ دخوله الإسلام حتى وفاته - أى لن يعرض
المُسلسل تلك
الفترة قبل دخوله الإسلام - وسيُركز فى المُسلسل على فتوحاته، المسلسل أيضا
سيحاول
اقتحام المنطقة الشائكة الخاصة بحروب الردة، ومن أولويات المُسلسل مُتابعة
كيفية
بنائه للدولة الإسلامية بمؤسساتها كاملة كدولة لها قوام،
وهو شىء فرضه تطور
الدعوة خلال الفتوحات، خاصةً بناءه الإدارى المُتقدم سواء فى الوظائف أو
المُكاتبات
أو بيت المال، وهى الزاوية الأهم فى رأيه لأن يكون المُسلسل
دينياً وتاريخياً
أيضاً، ولعل من أهم مَشاهد المُسلسل ستكون تحريره للقُدس وتعامله مع
المسيحيين بشكل
إسلامى يحترم دين الآخر، فهو يبقى على دور العبادة وعلى حقوق من هم غير
المُسلمين،
وذلك وفقاً لكلام «حاتم على» الذى اعتبر المسلسل «رسالة
للمُتطرفين والمُتزمتين
دينياً سواء من الدين الإسلامى أو المسيحى.
إلا أن حياة «عمر بن الخطاب» لم
تخلُ من المناطق الجدلية، منها عدم تنفيذه لحد السرقة فيما يُعرف باسم «عام
الرمادة» أو «عام المجاعة»، حيث استولى اثنان على أموال سيدهما، ومنع «عمر
بن
الخطاب» من أن يُقام عليهما حد السرقة، وهو ما يُعارض النص
القرآنى فى سورة المائدة
فى الآية: «38» «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا
جَزَاءً
بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» وأيضاً الحديث
النبوى
الشريف: «والذى نفسى بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد
يَدَها» ..
وغيرها من المناطق الجدلية، حيث هناك اتهام لـ«عمر بن الخطاب» بتعطيل نصوص
قرآنية، ويُضيف «حاتم على»: «هذه الأجزاء الجدلية سنذكرها،
فنحنُ لن نعتمد مبدأ
الانتقائية فى سيرته، وسنذكر ما حدث بموضوعية شديدة لأنه لاينفع الانتقائية
هنا،
فنحنُ نتحدث عن خليفة يبنى دولة، ويُقدم رداً عصرياً وحضارياً ونُقدم وجها
مُختلفا
للإسلام، وإذا كان عطل بالفعل سنذكر أنه قد عطل أى أننا
سنُناقشها بمسئولية لأنه
-
كما قلت - لا يُمكن الانتقائية، بل لا ينفع الانحياز التام لأفكار مُعينة
لأنك إن
انحزت ستنحاز دون أى تصنيف لكن الانتقائية تُنفى ذلك».
وحتى الآن لم يتم
تحديد أسماء المُمثلين المُشاركين فى المُسلسل، حيث مازال هناك العديد من
الترشيحات، حيث هناك الكثير من الأسماء التى تتداول ونُحاول أن
نراها مُناسبة -
والكلام لـ«حاتم على» - وإن كان سيشترك الكثير من المُمثلين من دول مثل:
مصر وسوريا
والمغرب ولبنان وتونس وحتى تركيا.
أما بالنسبة لمن سيؤدى شخصية «عمر بن
الخطاب»، وما إذا كان سيكون مصرياً أم لا، فأجاب «حاتم على»: «شخصية عمر بن
الخطاب
لها مواصفات خاصة فهو طويل وأبيض، وبالتالى تحديد الشكل عامل مهم جداً
بعيداً عن
جنسية المُمثل».. وما علمناه أن اسم «تيم الحسن» هو أحد
الأسماء المطروحةَ لتأدية
الشخصية، لكن حتى الآن لم يتم الاستقرار عليه.
روز اليوسف المصرية في
02/10/2010 |