خطف عمرو
أديب الانظار مساء الاثنين الماضي عندما ظهر
في المؤتمر الصحفي الخاص بقناة
M B C 4
لانه الظهور الأول لأديب بعد ازمة قناة أوربت التي كان
يقدم فهيا برنامجه الشهير »القاهرة اليوم« عمرو تحدث في المؤتمر الصحفي عن تجربته الجديدة مع
قناة
M B C 4
مؤكدا أنها متميزة للغاية خاصة أن البرنامج يسهم
في اكتشاف المواهب الحقيقية بالوطن العربي.
وأشار إلي أن المتسابق الأول سوف يفوز بما يقرب من مليون ريال ويحظي
بدعم كبير من القناة وأيضا الوصيف ، وأثني علي البرنامج مؤكداً
أ ن به مواهب متميزة في العزف والغناء ويمكن ان نصف بعضها بأنها أم كلثوم.
ووصف مسئولو القناة بأنهم شخصيات محترمة جدا لأنهم قرروا التعاون معه
في توقيت صعب للغاية وأضاف :كان يمكنهم ان
يبتعدوا عن المشكلات لكنهم وقفوا بجواري وأعتز بهذا الامر كثيرا.
وأكد عمرو أديب في المؤتمر الصحفي الذي
عقده القناة مساء الاثنين الماضي أن تعاقده علي البرنامج لا يعني أنه سوف
يستمر مع قناة
M B C 4
ولكنه
سوف يقدم البرنامج بشكل سنوي مع باقي أعضاء لجنة التحكيم نجوي كرم
والاعلامي علي جابر.
وأضاف:
أنا مذيع
»توك شو« وها أموت وأنا مذيع »توك شو«
ووصف علاقته بقناة الأوربت بأنها متميزة
للغاية وقال:
لايمكن أ ن أكون انتهازيا وأترك القناة في هذا التوقيت الصعب
خاصة أنها ساهمت في نجوميتي، وعلي طريقته المتميزة قال:
»لو عندك قرد وتعاملت معه لفترة تزيد علي عشر سنوات مش ها يسيبك ثم قال
للجميع أنا بقي ا لقرد؟!
ولا يمكن أن يكون الفراق بهذا الشكل لأنها ستكون قلة أصل لكنني سأبقي
وفياً للقناة التي علمتني..
وفي تصريحات خاصة لأخبار النجوم أشار عمرو أديب إلي أن هناك مفاوضات تجري
بين ادارة القناة والجهات في مصر من أجل إعادة بث القناة من جديد لكنني لا
أحب أن أجعل الموضوع شخصياً أو أقوم »بتسييسه«
وأنا في انتظار القرار النهائي فيما يتعلق بالقناة.
·
سألته
بصراحة هل تجاوز عمرو أديب الخطوط الحمراء في برنامجه ؟
فأجاب:
الخطوط الحمراء عندك تختلف عن غيرك وهكذا
، ولا احد يعرف ما هي الخطوط الحمراء بالضبط؟
·
هل
ستقوم بتهدئة اللعب عندما تعود القناة لبث ارسالها من جديد؟
لا احب هذه الطريقة لانها ليست وسيلتي لكن هناك بعض القضايا يجب
التعامل معها بطريقة تتناسب مع اهميتها.
·
هل
تتفق مع تصريحات شقيقك الاعلامي عماد اديب خلال الفترة الماضية حول أزمة
منع الاوربت ؟
ما أدلي به عماد أديب يعبر عن رأيه الشخصي وليس رأيي.
وحول
ما تردد عن توقيعه لقناة الحياة
قال إنه بالفعل وقع علي تقديم عمل علي قناة الحياة لكن لم يتم
تحديد نوعيته وتوقيته.
وعن مدي إمكانية تعاونه مع التليفزيون المصري قال:
طبيعة التليفزيون المصري لا تتناسب معي
وعن احداث كنيسة القديسين الأخيرة وفكرة البث الموحد لكل البرامج وهل كان
يسعي إلي التواجد مع زملائه في
هذا الحدث أكد أنه كان يتمني التواجد معهم،
وأن برنامج »القاهرة اليوم«
كان له السبق في النقل المباشر من داخل الكنيسة.
وأشار إلي أن الموضوع لا ينبغي التعامل معه من منطلق اطفاء الحرائق
وينبغي علي الجميع ان يحاربوا الفتنة من خلال وزارات التعليم والعدل وايضا
داخل الأسر يجب علي الاباء المسلمين أن يقولوا لأبنائهم اخرج العب مع أخوك
القبطي والعكس.
·
ما
أول حلقة سوف تحرص علي تقديمها عندما تبدأ بث البرنامج ؟
سوف اقبل يد الجمهور الذي لم يتخل عني.
أخبار النجوم المصرية في
13/01/2011
حسني صالح : سلاف لم تفرض زوجها
نفي المخرج حسني صالح انسحاب سلاف فواخرجي من مسلسل
»وادي الملوك« وقال: كل ما نشر عن اعتذار سلاف عن بطولة المسلسل أو أنها
فرضت زوجها المخرج وائل رمضان للاشتراك معها في المسلسل غير صحيح، وليس له أي أساس من الصحة،
وكل ما نشر مجرد إشاعات مغرضة تستهدف نجاحها كما تستهدف العمل، وسلاف فنانة
محترمة لم تتحدث معي في ذلك الأمر وإنما أرسلت لها سيناريو المسلسل وأبدت
موافقتها وإعجابها بالعمل والشخصية خاصة أنها جديدة عليها ولأول مرة تؤدي
شخصية صعيدية
وهل قامت سلاف بتوقيع العقد؟
سؤال أجاب عليه صالح قائلاً:
سلاف وافقت علي العمل وعندما تأتي لتصوير المسلسل ستقوم بالتوقيع خاصة أن
جميع الاتفاقات المادية تم الاتفاق عليها مع شركة »يارو«
للإنتاج الفني وتأخر توقيع سلاف لأنها لم تأت إلي مصر خلال هذه الفترة حيث
تقوم حالياً بتصوير مسلسل في سوريا مع المخرجة رشا شربتجي وبمجرد انتهائها
من تصوير دورها في المسلسل ستصل إلي مصر وتنقل إقامتها بها للتفرغ لتصوير »وادي
الملوك«.
ومن ناحية أخري انضم الفنان ممدوح عبدالعليم إلي كتيبة نجوم
»وادي الملوك« وقد سافر المخرج حسني صالح الاثنين الماضي إلي أرجاء الصعيد
لوضع خطة التصوير علي أرض الواقع بعد أن انتهي من جميع المعاينات خلال
الأسابيع والأشهر السابقة فيقول حسني: سأبدأ التصوير يوم
٢٢
يناير الحالي باستديوهات الجابري المفتوحة لمدة ثلاثة أيام ثم
السفر مع أسرة المسلسل إلي الصعيد للتصوير هناك في أماكن متفرقة ما بين
مدينتي الأقصر وأسوان في بعض القري والنجوع وبعض الأماكن قريبة الشبه
بالأدغال.
وهذه القري تطل علي النيل وستكون عبارة عن معسكرات لأسرة المسلسل
لأنها أماكن بعيدة ويصعب الوصول إليها بسهولة أو بالسيارات.
وبالنسبة لحفل افتتاح المسلسل كان مرشحاً
أن يكون في الإسماعيلية بمنزل الشاعر عبدالرحمن الأبنودي قال حسني: بالفعل
هذا الاقتراح كان مطروحاً
حتي نحتفل مع كاتبنا عبدالرحمن الأبنودي ولكني
سأحاول افتتاح المسلسل هنا بالقاهرة حتي لا أرهق الصحفيين.
وأضاف حسني:
لم يتبق للأبنودي
غير الحلقات الثلاث الأخيرة فقط وينتهي تماماً من كتابة حوار المسلسل،
وقد كتب أيضاً عدداً
من أغاني المسلسل والتي سيقوم بغنائها محمد منير.
»وادي الملوك«
بطولة سمية الخشاب وسلاف فواخرجي وصابرين
وممدوح عبدالعليم وليلي طاهر ونبيل الحلفاوي وريهانم وريهام عبدالغفور
وشيري عادل ومدحت تيخة وكتب له المعالجة والسيناريو محمد الحفناوي والحوار
للأبنودي.
أخبار النجوم المصرية في
13/01/2011
فضائيات فرعونية
أمينة خيري
هو كابوس بكل المقاييس! اختفت الأهرامات الثلاثة، فلا «خوفو» الأكبر
يبدو شامخاً
متحدياً الزمن وشارداً ببصره محاولاً تجاهل قبح العشوائيات المعمارية
المتكاثرة
حوله، ولا «خفرع» الأوسط يبدو متجاهلاً هول الطريق الدائري الذي تحول إلى
مقبرة
لأحفاده، ولا حتى «منقرع» بات متقوقعاً في وقفته التي طالت.
حتى هرم سقارة المدرج، بدا وكأنه مَلَّ تدرجه غير المعتاد، فآثر
الانسحاب.
وامتدت الكارثة إلى تمثال أبي الهول، الذي كان يطل على الأحوال المزرية من
حوله.
لكن الأغرب كان اختفاء العديد من الجداريات الفرعونية في مقبرة بني حسن
الشهيرة في
المنيا، فلم تعد هناك الرسمة التي تظهر فيها حركة المطرب، وهو يغني واضعاً
كفه
الأيسر خلف أذنه بهدف تكبير الصوت وزيادة الإحساس بالرنين.
وانتقلت عدوى الاختفاء
المريب إلى جداريات حفرها المصريون القدماء ليوثقوا أزياء وإكسسوارات
وتسريحات
شعر.
لغز الاختفاء الذي أذهل العالم امتد أيضاً إلى التوثيق الفرعوني
لتقنيات الزراعة
والري والحصاد، كما اختفت أروع الصور والكتابات التي صورت فصل الربيع
وارتباطه ببدء
موسم الحصاد، ومعها تبخرت تماماً وصفات وجبات عيد «شم النسيم». فها هي
طريقة تمليح
الأسماك وحفظها بات يقدمها «شيف» فرعوني ماهر وهو يشرح بالصورة الصلة
الوثيقة بين
السمك الذي وقف يملحه وبين جسد المعبود «أوزوريس». وذهب الـ «شيف» إلى أبعد
من ذلك،
فربط بين استخدام الملح في حفظ الأسماك، وتحنيط الموتى لحفظ أجسادهم. حتى
الوثائق
الجدارية التي وصفها البعض بأنها على درجة كبيرة من الجرأة،
والتي أمعن المصريون
القدماء أثناء رسمها في توضيح القبلات ومكافأة الملكات للجنود العائدين من
المعارك
بطبع العشرات منها على وجناتهم، اختفت. كما لم يعثر أحد على التماثيل التي
كانت
تمثل معاني الخصوبة عند القدماء، وتستخدم للعقم.
ثم فجأة أعلنت الجهات الأمنية توصلها لفك اللغز الكبير. لم تتعرض
حضارة المصريين
القدماء للنهب أو السرقة أو التهريب، كما أنها لم تكن هدفاً لجهات أجنبية
تعمل على
طمس الحضارة الأعظم. كل ما في الأمر أن المصريين القدماء كانت لديهم قنوات
فضائية
خاصة بهم، وقرروا فجأة أن يستعيضوا بها كأدوات توثيقية بدلاً
من آلاف المعابد
والجداريات والأهرامات. لقد قاموا في غفلة من الجميع بتخزين ما توصلوا به
على شرائط
وأسطوانات مدمجة يمكن لمن يود الاطلاع عليها تشغيلها أو بثها للعرض، وذلك
توفيراً
للمساحات الهائلة التي تشغلها آثارهم. وهكذا ظهرت «ميلودي
فراعنة» لعرض أغنياتهم
وموسيقاهم، و«الفراعنة الوثائقية» لبث إنجازاتهم في الزراعة والصناعة،
و«إيزيس
فاشون» لشؤون النساء، «مع الشيف بتاح حتب» لوصفات الأكل الشهية. نحمد الله
كثيراً
أن هذا لم يحدث، وإلا لضاعت إنجازات الحضارة على متن
الفضائيات، وأدام علينا نعمة
الفضائيات العربية الحديثة التي سنتركها للأجيال المقبلة بديلاً عن التاريخ
غير
الموثق.
الحياة اللندنية في
13/01/2011
«حكايات
مع أكرم خزام» الخطوط الحمر وما
بعدها
ابراهيم العريس
التحقيقات الكبيرة، نوع تلفزيوني كان عرف قبل أكثر من عقد من الآن،
وربما منذ ولادة الفضائيات العربية، انطلاقة كبرى، ولا سيما عبر أعمال أسعد
طه في «الجزيرة» وأعمال ديانا مقلد في «المستقبل» وغيرهما... وبعد ذلك راح
يصيب النوع مد وجزر، بعدما استسهلت التلفزيونات اللجوء الى شراء التحقيقات
الجاهزة من محطات وشركات أجنبية، مفضلة إنفاق أموالها على برامج الألعاب
وبرامج الحكي وما شابه. غير ان المد والجزر لم يعنيا طبعاً اختفاء النوع
كلياً عن أجندات المحطات العربية، بل عنيا تضاؤل الاهتمام، حيث ظل ثمة بين
الحين والآخر مبدعون في هذا المجال، ناهيك بأن أعمالاً أكثر تواضعاً في
مجال التحقيقات، السياسية والاجتماعية، ظلت حاضرة وان ضمن نشرات الأخبار في
هذه المحطة أو تلك.
أما الاختفاء، النسبي على الأقل، فكان من نصيب التحقيقات الكبرى التي
تزور بلداناً نائية وتحقق قفزات إعلامية لافتة وتطرح في طريقها مشكلات
وقضايا شائكة. والحقيقة أن هذا النوع الضخم والسخي كان في انتظار بعث جديد
له، تحقق خلال الشهور الأخيرة، ليس في أي من الفضائيات العربية، بل في محطة
«الحرة»، وتحديداً على يد الإعلامي أكرم خزام، الذي كان المتفرجون عرفوه،
من خلال مراسلته «الجزيرة» من موسكو، حيث اشتهر خاصة بتطويل حرف الواو
الأخير الى ما لا نهاية حين يعلن انه يبعث برسالته من العاصمة الروسية.
حرية ما...
بعد «الجزيرة» تقلّب خزام بين محطات وبرامج متنوعة، حتى وصل أخيراً
الى «الحرة» لكنه لم يصل خالي اليدين، بل مع «حكايات» تحمل اسمه وتبث مرة
في الأسبوع كل يوم جمعة على المحطة الأميركية الناطقة بالعربية. ولعل أول
ما يمكن قوله عن «حكايات مع أكرم خزام» هو أن هذا البرنامج يعيد الى
الواجهة زمن التحقيقات الكبرى، لكنه لا يعيدها كنوع من «الفرجة»، بل كنوع
من اثارة القضايا. في حلقات هذا البرنامج، أو على الأقل، في الحلقات التي
قيّض لنا ان نشاهدها، وهي كثيرة. على أية حال، عرف خزام، المتنبه جيداً
وبطبعه لكل ما يحدث في العالم العربي، كيف يزاوج بين البعد الانثروبولوجي -
الذي هو بعد أساسي في هذا النوع من التحقيقات - وبُعد الفرجة - الذي هو
القطب الجاذب للمتفرجين في ارتباطه بالبعد الأول -، وبُعد اثارة القضية.
وفي هذا الإطار الأخير، من الواضح أن أكرم خزام لا يفتقر الى الجرأة ودقة
الطرح، معطياً لنفسه في إثارة القضايا وطرح التساؤلات، حرية من الصعب
الافتراض أن فضائية عربية «خالصة» كان يمكن أن تتيحها له. وحسبنا للدلالة
على هذا أن نستعيد بعض الحلقات ذات الدلالة، من تلك التي تعالج مسألة
التبرك بالأضرحة في تونس، الى قضية ختان الإناث في السودان، الى زواج
القاصرات في الأردن، وصولاً الى قضية النقاب في مصر.
دور الإعلامي
في تعاطيه مع مثل هذه القضايا، لا يعطي خزام لنفسه دور الواعظ - فهو
في نهاية الأمر ليس مستشرقاً يرصد مجتمعاً غريباً عنه -، ولا دور صاحب
الفرجة -، فالترفيه ليس غايته الرئيسية -، ولا حتى دور الإيديولوجي المبرر.
انه يلعب هنا، وبامتياز دور الصحافي الحقيقي، الصحافي الذي يدرس ملفاً،
يبدو أصلاً أنه يعنيه كعربي ومثقف متأمل في ما آلت اليه الأوضاع العربية
(على اعتبار ان القضايا التي يلامسها ميدانياً، تشكل جزءاً مما نسميه اليوم
بالتراجع العربي العام، عن دخول العصر والعالم)، ثم يحاول أن يقدم صوراً -
هو جزء منها - لتفاصيل هذا الملف، في المناطق المعنية مباشرة، مجازفاً
أحياناً بحياته بالنسبة الى بعض القضايا الأكثر خطراً، وبحريته بالنسبة الى
بعض القضايا الأخرى (حلقته عن بؤرة الفقر في عكار في الشمال اللبناني أثارت
استنكارات وضروب غضب واسعة...).
في اختصار، يدنو أكرم خزام، في معظم حلقات برنامجه، من الخطوط الحمر،
ويتجاوزها أحياناً، وبالتحديد لأنه يعرف أن ثمة صوراً ومشاهد ومواقف يجب أن
تصل الى الناس... وان السكوت لم يعد ممكناً. وبالنسبة اليه هذا هو الدور
الحقيقي للإعلامي. وهو يعرف طبعاً أنه يجازف في هذا كله كثيراً، لكنه يعرف
أيضاً ان الوضع بات في حاجة الى من يعلق الجرس في ذيل الثعلب... وها هو
يفعل ذلك... فكم من الوقت أيضاً يمكنه الصمود؟
* حلقة اليوم عن «البطالة في السودان»، «الحرة»، 16.10 بتوقيت غرينتش.
الحياة اللندنية في
14/01/2011
«يوسف
الصديق» ... تأملات حول مسلسل
علي عطا
أخناتون هو أول الموحِّدين، بالمعنى الديني، بحسب ما يتعلمه تلاميذ
المدارس في
مصر، وهو الملك الذي حرر النبي يوسف بن يعقوب (عليه السلام) من السجن، بحسب
المسلسل
التلفزيوني الإيراني «يوسف الصديق» الذي تعرضه حالياً فضائية «ميلودي دراما»
المصرية. والكلام عن أن أخناتون دعا إلى عبادة إله واحد في مجتمع وثني
اعتاد عبادة
آلهة عدة هو كلام موثق بأدلة أثرية، وإن كان ذلك لا يؤكد أنه أول الموحدين،
فلربما
تستجد اكتشافات تغيّر هذه القناعة، التي لا تلقى على أية حال
هوى لدى المتدينين
الذين يعتبرون أن أبا البشر، آدم، كان نبياً وبالتالي فإن التوحيد هو أمر
قديم جداً
ويسبق وجود أخناتون. أما زعم المسلسل الإيراني، فليس له من سند تاريخي،
خصوصاً في
ضوء ما تؤكده دراسة حديثة حول «حياة بني إسرائيل في مصر بين
حقائق الدين ومصادر
التاريخ» من أن «هجرة» يوسف عليه السلام إلى مصر سبقت عهد أخناتون بقرون
عدة. وهنا
يصح التساؤل حول ما إذا كان يحق لصناع هذا المسلسل أن يخلطوا الديني
بالتاريخي بما
يترتب عليه ترسيخ «حقائق» ربما كانت لا تمت إلى الحقيقة بصلة،
خصوصاً أن عملهم الذي
استغرق تصويره ثلاث سنوات يحظى بمشاهدة عالية في مصر هذه الأيام وسبق أن
عرضه
التلفزيون الإيراني وتلفزيون «المنار» اللبناني، وأثار جدلاً واسعاً على
اعتبار أنه
لا يجوز تجسيد الأنبياء.
مقدمة المسلسل الذي أنتجته قناة «الكوثر» تشير إلى استناده إلى سورة
يوسف، إلا
أن العمل الذي شارك في كتابة السيناريو الخاص به نحو عشرين كاتباً ويتضمن
45 حلقة
يزخر بمشاهد وأحداث وشخصيات يصعب العثور على سند لها سوى مخيلة هؤلاء
المؤلفين، وهو
أمر متكرر في أعمال مماثلة منها فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين والذي صدر حكم
قضائي في
مصر بمنعه لتجسيده اثنين من الأنبياء هما يوسف وأبوه. القضاء في مصر يتداول
حالياً
دعوى تطالب بمنع مسلسل «يوسف الصديق»، وهي دعوى بلا معنى لأنه
لا سلطان للقضاء على
الفضاء، والدليل على ذلك أن «المهاجر» يعرض على غير قناة فضائية بانتظام،
على رغم
الحكم بمنعه. والأمر نفسه ينطبق على فيلم «الرسالة» للمخرج السوري الراحل
مصطفى
العقاد والذي كان الأزهر أفتى بمنعه لتجسيده عدداً من الصحابة.
لكن يبقى التساؤل:
هل يجوز وضع القصص الديني في سياق أحداث تاريخية، وأخرى وليدة خيال محض، مع
أن هدف
ذلك القصص ليس التأريخ، وإنما إعلاء شأن قيم معينة، مثل العفة والتآخي
المنزه عن
الحقد والكيد والاستعلاء، كما في قصة يوسف الصديق؟
الحياة اللندنية في
14/01/2011
دراما فلسطين
راسم المدهون
مسافــة شاسعة تـــلك التــي تفصل الدراما التـلفـزيـونية في فلسطين
عن شقيقتها الســـيـنمائـيـة. ويتعلق الأمر هنا بالمستويين الكمي والكيفي
على السواء، فشتان بين دراما تلفزيونية تحبو ولا تزال تبحث عن مشروعاتها،
وبين تجارب سينمائية مرموقة، ولها أعمالها التي تعكس رؤى فكرية وجمالية
متقدمة.
الدراما التلفزيونية الفلسطينية تعاني أولاً وأساساً من شحّ الإنتاج
وندرته، فلا
مكان لدراما متطورة خارج فضاءات إنتاجية غزيرة يمكن لها أن تسمح بالتنوع
والتعددية،
كما أيضا بإعطاء فرص حقيقية لمواهب الفنانين والفنيين، وتطوير حالة أدبية
متفاعلة
معها. الفضائيات الفلسطينية – باستثناءات محدودة – ليس من
اهتماماتها تحقيق أعمال
درامية، وهي بهذه الحالة لا تمتلك علاقات توزيع لأعمالها، بل نقول بثقة
إنها لا
تفكر أساساً في فتح أسواق لدراما ليست موجودة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
ومع هذا، فإن ما شاهدناه من أعمال درامية فلسطينية يدفعنا الى
التفاؤل، إذا
نظرنا الى الأمر من زواياه الفنية. ولكننا نشير هنا إلى كثافة الدراما في
الواقع
الفلسطيني ذاته، والتي تحتاج إلى قراءات بصرية ناجحة تسهم في الارتقاء بوعي
المشاهد
وذائقته على السواء.، فليس من المنطقي ولا المقبول أن يعيش
شعبٌ تراجيديا إنسانية
لعلها الأصعب في التاريخ المعاصر، ولا يسعى بجدّية للتعبير عنها بصرياً، في
صور
وأشكال راقية تليق بها وتحقق معادلها الفني والفكري على الشاشة الصغيرة.
ليس من المبالغة في حالة كهذه أن نرى أن خلق فضائية فلسطينية خاصة
بالدراما هو
أمر أشد ضرورة من وجود تلك الفضائيات السياسية التي ليس لها من عمل سوى
ممارسة
الردح السياسي وتبادل الشتائم.
هي مسألة لا تتعلق بالإمكانات المالية وحسب، ولكن بأولويات الحاجات
حسب ترتيبها
في وعي أصحاب القرار والممسكين بالشأنين السياسي والإعلامي في فلسطين،
الوعي ذاته
الذي يجعل خلافات ثانوية، بل هامشية، تحظى باهتمام واسع، وتتحول الى قضايا
رئيسة
تستحوذ على ساعات البث الطويلة وتهمّش ما عداها.
نقول ذلك ونحن نعي الإمكانات المتاحة وحجمها، ولكننا نعرف في الوقت
ذاته حجم
الممكن، ونراه كبيراً وقابلاً باستمرار للتطوير والارتقاء، ليواكب حالة
سياسية
وثقافية نتطلع اليها.
الحياة اللندنية في
14/01/2011 |