عبر الفنان إبراهيم بحر عن امتنانه للفنانين البحرينيين واتحاد
المسرحيين الذي رشَّحه للتكريم في مهرجان المسرح الخليجي في دورة الحادية
عشرة في دولة قطر 2010م وأشار في تصريحه للوسط بأن «الفنان يحلم دائماً
بالتكريم من قبل الدولة أو على مستوى الخليج أو الوطن العربي، ليحس أن ما
يقدمه طوال هذه السنوات تم تقديره، أحس أن ما قدمته طوال 38 سنة في هذا
المجال كمؤلف أو مخرج أو فنان محل تقدير وتكريم، وأن هذه الأعمال قد لاقت
الاستحسان من قبل الناس والمبدعين والنقاد... وهذه ذكرى ستبقى مرسومة في
ذاكرتي لأنها تمثل بصمة مهمة في تاريخي الفني».
·
للتكريم دور في تشجيع المبدع وقد
تم تكريمكم في مهرجان المسرح الخليجي الدورة الحادية عشرة في دولة قطر
2010م، ما أثر هذا التكريم عليكم هل لك أن تضعنا في سياق هذا التكريم؟
أنا سعيد جداً أني اخترت من قبل اتحاد المسرحيين الذي يمثل كل المسارح
الأهلية، أنا سعيد جداً بهذه المبادرة والتكريم، وأن يحتفى بي وبزملاء
آخرين من دول مجلس التعاون في الدوحة عاصمة الثقافة في مهرجان المسرح
الخليجي الحادي عشر في الدوحة، وهذه ذكرى ستبقى مرسومة في ذاكرتي لأنها
تمثل بصمة في تاريخي بأن أكرم على مجمل أعمالي في هذه المرحلة والبحرين،
فيها الكثير من المبدعين الذين يستحقون التكريم.
·
التكريم فرصة للاهتمام بالمبدع
والتركيز على أعماله ومشروعه الفني ما نصيب البحرين من الاهتمام بالمبدعين،
هل تجد أنه من المهم تكوين لجنة رسمية تقوم على التكريم ومنح جوائز دولة
تقديرية وتشجيعية في المجال الإبداعي؟
نحن كمسارح أهلية نقوم بهذا الدور حالياً، فمسح أوال يكرم بعض
المبدعين خلال مهرجانه بشكل سنوي، وكذلك مهرجان الريف المسرحي، وكذلك مسرح
الصواري، وأنا من الناس الذين كرموا في مسرح الصواري وكرمت كذلك من مسرح
أوال، المسارح الأهلية تقوم بهذا الدور، وأمنيتنا أن تقوم الدولة أو وزارة
الثقافة بهذا الدور. فالأمر يختلف بين أن يكرمك مسرح الصواري باعتبارك أحد
أعضائه وأن تكرمك الدولة وزارة الثقافة، وأمنيتنا أن يكون عندنا مهرجان
مسرحي تحت أي تسمية يضم خمس الفرق المسرحية في تنافس وجوائز وتكريم واحتفاء
بالمبدعين.
·
سياق التكريم فرصة لرصد
البدايات، كيف بدأت رحلتك في الساحة الفنية هل لك أن تقص علينا سيرة
البدايات المسرحية؟
مع بداية السبعينيات أيام الكشافة وحفلات السمر التي كان من الممكن
فيها للطالب أن يكتشف موهبته من خلال التشجيع من قبل الكشافة الآخرين
والأساتذة الرواد والقادة الذين يشجعون في هذا المجال وقد التحقنا كذلك
بالمقر الصيفي للكشافة وكنا نقوم بأعمال كثيرة وكذلك كانت النوادي ثقافية
قبل أن تكون رياضية مثل نادي التقدم، نادي شط العرب، نادي الجيل، نادي
الهلال والكثير من النوادي كانت تقيم الحفلات وكنت أكتب مع أصدقائي وكنا
نمثل ونخرج مع بعض إلى أن اكتشفنا الدكتور إبراهيم غلوم حيث كتب عنا ودخلت
مسرح أول وكتب عنا محمد الجزاف في صحيفة الأضواء، وانتقلت إلى مسرح الجزيرة
الذي انطلقت فيه في مسرحية السعد إخراج أسعد فضة وسافرنا بها وأرشدني فضة
إلى أن أدرس المسرح لأنه وجد فيّ شيء لم أكن أعرفه وحينها أيضاً لم أكن
أعرف أن هناك معهداً يدرس المسرح، وفي 1977م التحقت بالمعهد وتخرجت منه،
وفي الكويت تكونت بشكل أكاديمي واشتغلت في أعمال مسرحية كثيرة مع كبار
النجوم الكويتيين.
بعد الكويت ابتدأت مع خريجي المعاهد المسرحية وقدمنا «عطيل يعود، ورجل
من عامة الناس» ومجموعة من الأعمال المسرحية التي كنا نقدمها للطلاب
والخرجين، وبعدها مع آخرين أسسنا مسرح الصواري، وكنت حينها رئيس مجلس
إدارته لمدة ست سنوات واشتغلنا كثيراً في هذا المسرح فأصبح له سمعة طيبة
داخل البحرين وعلى مستوى الوطن العربي، ويشار له بالبنان، ومازلنا نؤلف
ونشتغل على المسرح ونمثل.
·
ما المراحل التي اجتزتها وتمثل
نقلة ويشار لها بالبنان على الصعيد الفني لديك، إلى وصلت إلى صناعة هذا
الاسم الفني إبراهيم بحر؟
اشتغلت في الكثير من التجمعات العربية مسرحية «واقدساه» في سنة 88 في
القاهرة وكان فيها نخبة من الممثلين العرب من كل دولة ممثل، وكنت مشاركاً
في هذا العمل واشتغلت في مسلسل كان فيه نخبة من الممثلين العرب بعنوان «آنٍ
الأوان» لم يخرج للنور لأنه كان فترة غزو الكويت تعرفت فيه على مجموعة من
الفنانين الذين اشتغلت معهم، وهناك مسلسل فيه نخبة من الممثلين العرب اسمه
«علاء الدين أو الشامات» نفذناه في قطر بداية الثمانينيات، وكرمت في
القاهرة في صالون غازي الثقافي وكان التكريم يضم المفكرين والممثلين العرب
وكنت مكرماً إلى جانب علي الهاشمي الذي اعتز أن أكرم معه.
·
ما موقع الدراما البحرينية على
مستوى الإنتاج الخليجي والمستوى العربي؟
كان في الدراما البحرينية في بداية التسعينيات من الأعمال ما نعتز بها
ولحد الآن نحن نعيش على ذكريات تلك الأعمال ونجاحها، وحتى الناس لاتزال
تتذكرنا إلا من خلال تلك الإنجازات، خصوصاً الأعمال التراثية، كنا في تلك
الفترة لا نقدم التراث فقط كنا نقدم تراثاً وأعمالاً خاصة بالطفل مثل
«صالون التاريخ، وبحر الحكايات» وأعمال خاصة بالأمور الدينية مثل «الكلمة
الطيبة، وحسن ونور السنا، أولاد بوجاسم» ومجموعة متنوعة من الأعمال، كان
الفنانون الخليجيون يتصلون بشكل مباشر للمشاركة فيها من شدة مشاهدتها
ومتابعتها على تلفزيون البحرين.
·
ما الذي وجد في تلك الفترة وفقد
الآن من بنية وقاعدة فنية تمثل إمكانية لتقديم مثل هذه الأعمال.
فقد الكثير، أين هي أعمالنا السابقة التي كنا نعتز بها وكان يضرب بنا
المثل عبرها ففي الكويت ودول الخليج الأحرى حينها كانوا يقولون « التراث
اتركوه لأهل البحرين، فهم يعرفون كيف يتعاملون مع التراث « ولكن مازال
الممثل البحريني موجوداً وكذلك الكاتب والمخرج الفني مازالوا موجودين، ما
الذي تغيّر؟ نحن موجودون، ولكن الإدارة المتوجهة للفنون تغيرت، نحن نتمنى
أن تكون هناك قرية تراثية كما كانت في المالكية التي انتهت نتمنى أن يفكر
المسئولون بشكل جدي في أن يكون للبحرين موقع في الدراما الخليجية، نحن الآن
أصبحنا في المؤخرة مع الأسف الشديد بعد ما كنا في المقدمة، ويوجد خلل لابد
من معالجته وهناك موازنات وملايين تصرف على فعاليات وأنشطة آنية تنتهي
بمرور فترتها ولا أحد يتذكرها، لكن أعمالنا لحد الآن الناس تتذكرها «البيت
العود، وفرجان لول، وحزاوي الدار، وسعدون، وملفى الأجاويد، وسرور»... أعمال
باقية في الوجدان البحريني الخليجي والعربي، فلماذا لا أصرف على الدراما
الراقية الجيدة التي تحمل مضامين من تراثنا وحضارتنا هذا أفضل من الصرف على
أنشطة لآخرين غيرنا يأتون وتصرف الملايين عليهم دون أن نستفيد من ذلك
كمواطنين وفنانين.
·
كيف يقرأ إبراهيم بحر موقع
المسرح البحريني على المستوى الخليجي؟
الآن من الممكن أن تتغير النظرة بالنسبة للمسرح خصوصا بعدما أصبحت
صالة البحرين الثقافية متاحة للمسرحيين لأنها في فترة من الفترات ما كانت
متاحة ما كان لدينا مكان نعرض عليه، فصالة الجفير انتهت وصالة البحرين
الثقافية التي كانت في مدينة عيسى هدمت وانتهت المدارس التي كنا نعرض عليها
أصبحت هناك قوانين صارمة على استخدامها، ومن حقها وزارة التربية أن تكون
لها قوانينها الخاصة فهذه الصالات وضعت للطلاب في الأساس وليس لعرض الأعمال
المسرحية، ومن مسئولية إدارة الثقافة أن توفر هذه الخدمة، الآن أصبحت
الصالة الثقافية تغطي هذا الغرض، ولكن هناك حاجة لمكان للبروفات والتدريبات
وبعدها نستطيع أن نعرض في صالة البحرين الثقافية، في السابق لم نكن ندعم
بشكل جيد أيام تلك الأعمال التي تستقطب الجمهور كنا نحصل في العرض الواحد
كعلاوة إنتاج من وزارة الثقافة على ألف وخمسمائة دينار المبلغ لم يكن يكفي
لكنه كان يسد بأشياء ثانية فكان العرض المسرحي يدعم من خلال التلفزيون
والمطبعة، التلفزيون يعد الديكور والإضاءة، الكثير من الأشياء كانت مدعومة
بشكل ملحوظ. الآن رغم زيادة الدعم المادي إلا أنه لا يوجد هذا الدعم
المصاحب فلا مطبعة ولا ديكور ولا إضاءة وكل مسرح يتحمل تكلفته.
المشكلة الأخرى أننا محتاجون لأن يكون هناك مهرجان يضم الفرق الخمس
المسرحية تكون فيه مسابقة ومنافسة بحيث أنه لو قدم أعمالاً تنافسية فإنه
يدعم الحركة المسرحية ويعطينا أعمالاً مسرحية متميزة لأنك الآن في مسابقة
وهذا جيد وفي نفس الوقت من المفترض أن تكون هناك لجنة تحكيم نزيهة غير
منتمية لأي مسرح فقط فنانين ومسرحيين معروفين.
المشكلة أنه يتم اختيار أي عمل للمشاركة وبالتالي مع الأسف الشديد لا
يحصل على أي نتيجة في المهرجانات الخارجية وهذه سمعة البحرين الكثير يقول
أين هي أعمالكم المسرحية من قبل مع الأسف كثيرا لا ألوم لجنة اختيار العروض
التي تمثل البحرين لوجود أعمال من الممكن أن تمثل البحرين لكن مع الأسف
الشديد انزاحت وذهبت أعمال أخرى.
·
اشتغلت على المسرح الواقعي وعلى
مسرح فيه نوع من التجريب واشتغلت على أكثر من نوع مسرحي، كيف تجد التلقي
البحريني للأنواع المختلفة من المسرح؟
المسرح من المفترض أن يقدم أعمالاً اجتماعية أعمالاً بسيطة والبساطة
ليست سهلة البساطة أعني بها كيف أصل لقلب المتفرج وكيف أجعله يستمتع بهذا
العمل بإيقاعه وتمثيله وقصته هذه مهمة جداً الجهور من المؤكد أنه سيتعاطف
معك ويحضر لك أما الأعمال التجريبية فلها نوعية خاصة من المتفرجين الصفوة،
أنا لست ضد الأعمال التجريبية الناس تريد أن ترى وتستمتع وتضحك أن ترى
عملاً يرسخ في ذاكرتها وهذا مهم جداً حينما يذهب العمل حتى بعد سنوات يتم
تذكره مثلاً مسرحية «الزلزال» قدمت في البحرين في بداية السبعينيات ولحد
الآن الناس تتذكرها وكان عبدالعزيز مندي هو الذي عمل الديكور وجعل المسرح
رغم عدم وجود التقنية (يرتجّ) وجعل الناس تتخيل بالفعل أن هناك زلزالاً،
تكثيف الحركة المسرحية تعطيك صورة ترسخ في الذاكرة، لا يجوز ترشيح عمل
لخارج البحرين يتم عرضه فينسى، لابد من أن تكون هناك فرقة متميزة، أنا مع
هذه النوعية وأتمنى من إخواني التأكيد على هذه النوعية أتمنى من مسرح الريف
أن يقدم أعمالاً فيها ريحة الريف ولا يذهب في اتجاه التجريب واتجاه الأشياء
الثانية، اجعل لك خصوصية، كما لكل مسرح خصوصيته.
·
أجد لك رؤية خاصة في المهرجانات
المسرحية وتطويرها، من ناحية العروض التي يتم اختيارها والتحكيم وغيره، هل
لك أن تطلع القارئ عليها؟
كل مسرح لابد أن تكون له خصوصيته مسرح الصواري من أول ما أسس أصبحت له
خصوصية التجريب والورش المسرحية، وأنا كنت أحد أعضائه ورئيس مجلس إدارته
وكنت مع هذا النوع لكن ليس ضد النوع الآخر، نريد أن نشتغل بشكل متنوع، مسرح
أوال له تاريخ، قدم أعمالاً مسرحية راقية للجمهور مثل «سوق المقاصيص خميس
وجمعة، والبراحة» هذا الخط لابد أن يحافظ عليه مسرح أوال لا ينزاح عنه لشيء
ثانٍ، حالياًَ بعض المسرحيين يقومون بأعمال تجريبية «نحن خربنا المسرح
شردنا الجمهور» (الريف) مثلما ذكرت من المفروض أن تكون له خصوصيته، (البيادر)
لابد أن تكون له خصوصيته في النوعية أعتقد أنه قدم أعمالاً فيها من
الخصوصية أتمنى أن تعمق هذه الخصوصية وأن يتم الاستمرار عليها وأن لا
ينزاحوا إلى شيء آخر، أما (جلجامش) فأعمالهم قليلة جداً وكانت البداية
أعمالاً تاريخية وخصوصية (جلجامش) في الاستعراض إذ كانوا يقدمون أعمالاً
فيها استعراض.
الوسط البحرينية في
06/01/2011
الشاشة الصغيرة تجافي عمر بن الخطاب
أعلن غسان مسعود عن نيته تجسيد شخصية أبو بكر الصدّيق
محمد عبد الرحمن
ما هو مصير الأعمال الفنية التي تتناول سيرة «الشخصيات المقدسة»؟ سؤال
يطرح نفسه بقوة بعد صدور فتوى جديدة تحرّم تجسيد الصحابة والأنبياء في
السينما أو التلفزيون
القاهرة| أعلن «المجمع الفقهي الإسلامي» التابع لـ«رابطة العالم
الإسلامي» أخيراً رفضه التام لتجسيد الصحابة والأنبياء على الشاشة. وبذلك،
يكون المجمع قد قطع الطريق أمام عدد من المشاريع الدرامية والسينمائية التي
أُعلنت أخيراً، أبرزها المسلسل الذي يروي سيرة الخليفة عمر بن الخطاب،
وأعلنت عنه قناة
mbc في وقت سابق. ما هي الحلول المطروحة أمام الشاشة السعودية؟ وهل
ستتمكّن من إنقاذ مشروعها؟ ثمّ هل سيتحمّل المشاهد متابعة عمل حيث وجه بطله
مغطّى بالضوء الأبيض؟ أما السؤال الأبرز فهو: إذا غُطّي وجه بن الخطاب، فما
هو الحلّ الذي تقترحه القناة لباقي الشخصيات التي حرّم المجمع تجسيدها،
وستظهر حتماً في المسلسل؟
الأسئلة نفسها تطاول أيضاً العمل، الذي سبق أن تحدّث عنه غسان مسعود.
إذ أعلن النجم السوري بطريقة مفاجئة أنه سيجسّد شخصية أبو بكر الصدّيق.
وأضاف إنه اشترط على الجهة المنتجة عرض الشخصية كما هي، في إشارة غير
مباشرة إلى رفضه «حيلة» الضوء الأبيض.
لكن بغضّ النظر عن كل ما سبق، يبدو أن كل هذه المشاريع ـــــ الأحلام
باتت في مهب الريح، رغم الحملة الإعلامية التي مهّدت لها. وهي الحملة التي
اعتمدت على النجاح الكبير للمسلسلين الإيرانيين «يوسف الصديق»، و«مريم
المقدسة». ويرى المدافعون عن تقديم هذه الشخصيات على الشاشة الصغيرة أنه
يجب الفصل بين الاعتراضات الدينيّة، وتمتع هذه الأعمال بجودة تاريخية وفنية
كبيرة تجعلها مصدراً ثقافياً. كذلك يسأل هؤلاء عن سبب منع المصريين
والسوريين من تنفيذ أعمال تجسّد الصحابة والقديسين بدل استيرادها من إيران؟
غير أن تلك الآراء لم تُقنع علماء المجمع الفقهي، وقد استشهد هؤلاء
بفتاوى سابقة تحرّم ذلك، وهي صدرت عن هيئة «كبار العلماء» في السعودية،
و«اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» في المملكة، و«مجمع البحوث
الإسلامية» في القاهرة. وحسب الفتوى الصادرة أخيراً، فإن تقديم تلك
الشخصيات على الشاشة لتعريف الجمهور بها هو سبب غير كاف وغير مقنع «لأن
الأضرار التي ستسببها هذه الأعمال ستكون كبيرة». وتضيف الفتوى إنّ
«الممثلين الذين سيجسّدون شخصيات الأنبياء والصحابة لن يقتربوا مهما فعلوا
من حياة الأنبياء والصحابة... كما أن الجمهور سيربط بينهم وبين شخصيات أخرى
جسدوها على الشاشة من قبل. وبالتالي، هناك وسائل أخرى يمكن من خلالها
التعرف إلى سِيَر الأنبياء من دون الحاجة إلى تجسيدهم على الشاشة».
وفي انتظار أن يعلن صنّاع مسلسل «عمر بن الخطاب» موقفهم تجاه الفتوى،
يُطرح سؤال آخر عن مصير الأعمال التي تتناول شخصيات مسيحية مثل فيلم
«المسيح». ويجاهد مؤلف العمل الأخير فايز غالي لحل مشاكله الإنتاجية بعدما
حصل بالفعل ـــــ كما يؤكد ـــــ على موافقة الكنيسة المصرية. أما ما تردّد
أخيراً عن فيلم «مريم العذراء»، فهو لا يعدو أكثر من رغبة في الترويج
الإعلامي للعمل، لأن مخرجته نورهان متولي وبطلته إيمان أيوب، أكدتا أنّه لا
وجود لأي سيناريو أو جهة إنتاجية... كما أن موافقة الرقابة المصرية شبه
مستحيلة. وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أنّ مناصري هذه الأعمال، وخصوصاً
المعجبين بالدراما الدينية الإيرانية، يتخوّفون من صدور فتوى بتحريم مشاهدة
تلك المسلسلات من الأساس تمهيداً لمنع القنوات العربية من عرضها لمواجهة
المد الإيراني في السوق الدرامي العربي.
الأخبار اللبنانية في
06/01/2011
عبدالمجيد مجذوب: أتمنى لعب دور
مطران
بيروت - إيلي هاشم
صوته ما زال يتردد صداه في مسامع الناس، وصورته لم تغب عن أذهانهم مع
أنها غابت فترة غير قصيرة عن عيونهم. إنّه الممثل القدير عبد المجيد مجذوب،
الذي بنى صورته المهنية بحذر واحتراف طيلة أربعين سنة في أعمال كبيرة مثل
«عازف الليل» و «آلو حياتي» و «لا
تقولي وداعاً» و «حول غرفتي» و «المتنبي»...
فما عاد بإمكانه الظهور على الشاشة من دون دراسة دقيقة لأنّه «من غير
الممكن أن يطل لمجرد أن يكون حاضراً أمام الجمهور».
حالياً يعود عبد المجيد مجذوب بدور جديد إلى التلفزيون عبر شاشة
«المنار» في
مسلسل «الغالبون» من إخراج السوري باسل الخطيب وتمثيل نحو 200 ممثل لبناني.
ومن
مجرد معرفتنا هذا الأمر نستنتج أنّ مجذوب مقتنع تماماً بالدور. «لا يمكن أن
أُقدِم
على عملٍ لا أؤمّن من خلاله رضا هؤلاء الذين رضوا عن أدائي
طوال الأعوام الماضية.
فأنا لا أظهر في مسلسل لمجرّد عشق الإطلالة مع العلم أنّ أمتع لحظة عند
الممثل هي
عندما يكون واقفاً أمام عدسة الكاميرا» يقول مجذوب.
في مسلسل «الغالبون» يلعب دور الحاج أمين، أحد القياديين في «حزب
الله» الذين
وضعوا حجر الأساس لقيام هذا الحزب. وهو يعلن مدى تهيّبه من هذا الدور بل من
هذا
العمل ككل «لأنّه يروي قصة أناس حقيقيين، أشخاص بعضهم ما زال على قيد
الحياة، أشخاص
طرحوا علامات استفهام وتعجّب حول نمط حياتهم وأسلوبهم في العيش
والتصرف والتضحية
والنضال...».
الدور الأخير الذي أطل به عبد المجيد على المشاهدين كان في مسلسل «زمن
الأوغاد»
قبل سبعة أعوام، فهل يمكن الاستنتاج أنه طيلة هذه المدة لم يقع على عمل
واحد يقبل
المشاركة فيه؟ يجيب أنه لم يجد عملاً مناسباً يقنعه فنسأل:
ألهذه الدرجة كانت
الأعمال في الأعوام الماضية هابطة؟ فيوضح: «أنا لا أتهم الأعمال الدرامية
بل أقول
أنني لم أجد عملاً يلائمني أنا، لا أريد أن أظهر كذاك الذي يعتبر أن
الأعمال التي
لا يكون مشاركاً فيها لا قيمة لها وما يختاره بنفسه يكوّن فقط الأعمال
الناجحة».
ولكن على رغم هذا التوضيح نفاجأ أن الممثل اللبناني القدير لا يتابع
الأعمال
الدرامية اللبنانية بل يهتم أكثر بالبرامج الوثائقية عن الحيوانات أو
البرامج
الرياضية واللقاءات الفكرية.
وحين نعبّر عن استغرابنا لغياب المسلسلات اللبنانية من لائحة مشاهداته
يشرح: «أنا
أتابع فقط ما يلفتني ويشدّني لأنني لا أجلس أمام شاشتي مثل المشاهد العادي
الذي يتوخى التسلية فحسب. فأنا حين أشاهد الأعمال الدرامية أرى ما وراء
المشهد، أرى
الكواليس والمخرج والفريق التقني... ومن دون أن أشعر أجد نفسي أتحمس وأحزن
وأنفعل
عند رؤية الثغرات التي قد لا يراها المشاهد العادي».
تنازلات
نلاحظ أن عبد المجيد مجذوب يتفادى إعطاء رأي صريح وواضح في الدراما
اللبنانية
ويصوغ إجاباته في شكل ديبلوماسي كأنه يتفادى أن يدفع أحداً للعتب عليه،
لكنه ينكر
ذلك موضحاً: «لا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال أن أعتبر أن الزمن الماضي هو زمن
الأعمال
الناجحة والزمن الحالي هو ملعب الأعمال الهابطة، ففي كل حقبة تجد أعمالاً
ناجحة
وأخرى غير ناجحة، وما دامت النساء تحمل وتلد فلا بد من ظهور
أشخاص عظام وفنانين
موهوبين لأن الإبداع ليس حكراً على زمان ومكان وأشخاص معينين».
يعتبر عبد المجيد مجذوب أنّ الفنان الحقيقي الذي يعتمد لتأمين عيشه
على الفن
فحسب وضعُه غير مضمون مادياً، ويقول: «أشكر الله الذي حماني وأكرمني ولم
يعرضني
للحاجة لأنّ الحاجة تحكم الفنان أحياناً وتدفعه إلى تقديم تنازلات».
ويعبّر عن حزنه وأسفه لمعرفته أن نجوماً كثيرين، كانوا لفترة طويلة من
حياتهم
يحققون النجاح والشهرة، غادروا إلى دنيا الحق بحالةٍ معنوية ومادية رديئة
لم تحفظ،
على الأقل، كرامتهم.
يوافق مجذوب أن وضع الممثل في لبنان بعيد جداً عن وضع الممثل في
العالم العربي
إذ يستطيع هذا الأخير أن يضمن حياة كريمة وآمنة بفضل كثرة الإنتاج الدرامي
في وطنه،
في حين أن الممثل في لبنان قد يوفَّق في عملٍ ناجح ثم يضطر للانتظار شهوراً
أو حتى
سنوات قبل العمل التالي، «يمكنك أن تجد نجوماً كباراً تمر عليهم أيام لا
يجدون
خلالها ما يسد جوعهم، والناس تنظر إليهم بإعجاب لأنهم نجوم
مشهورون فيتمنون أحياناً
لو يكونون مثلهم!»
هل يعتبر أن صوته الرخيم والمميز هو الذي حماه من التنازل لقبول أدوار
تمثيلية
غير مقتنع بها؟ «لا شك أن خامة صوتي ساعدتني ولكن حتى لو كنت أتمتع بالصوت
الرخيم
ولم أكن أملك الأداء المناسب لما كان صوتي نفعني» يؤكد، «ومن ناحية أخرى،
ربما يكون
ما حماني أيضاً من الحاجة هو أنني استطعت أن ألعب أدواراً مهمة في أعمال
كبيرة فضاء
نجمي بسرعة وصرت أنتقل من دور إلى آخر من دون توقّف، وفي هذه المرحلة
الذهبية
استعملت عقلي وأسست شركة خاصة بي هي «مؤسسة خلود للإنتاج»
ساعدتني لأختار ما
يناسبني فقط من أدوار تمثيلية».
عبد المجيد مجذوب الذي قام ببطولة نحو خمسين مسلسلاً ما الدور الذي
يحلم اليوم
بأدائه؟ يجيب بسرعة وكأنّ الدور حاضر في ذهنه: «أتمنى أن أؤدي شخصية مطران
أو
بطريرك كانت له إنجازات كبيرة ومهمة في التاريخ».
الحياة اللندنية في
07/01/2011
الموضوعية والجريمة
راسم المدهون
ساعات طويلة أمـــضــــتـــــها فــــضائـــيـــة إخباريـة عـربية وهي
تـــنقل مشهداً واحـداً لا يـتـغير، هــو اشتباكات الغضب التي أعقبت
التفجير الإرهابي في كنيسة القديسين في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية.
ساعات ظلت خلالها كاميرا تلك الفضائية مسمّرة على الغاضبين من
الجهتين، ونقلت
بالصوت هتافاتهم، وما تحمله من احتقانات طائفية، نراها وليدة ذلك الفعل
الإجرامي
ورداً عفوياً عليّ.
لا نريد هنا حرمان الفضائيات العربية حقها من نقل وقائع ما يجري في
حياتنا
بأمانة ودقة، فتلك مهمتها وواجبها، لكن ما رأيناه يومها شيء آخر لا علاقة
له بهذا،
ولا بالمهنية، أو حتى بالحرص على وأد الفتنة التي تطل برأسها من بين الجثث
ودخان
الحرائق.
هو الخيط الرفيع الذي يفصل ويفرّق بين غايتين، والذي لا تنفع معه
النوايا مهما
تكن حقيقتها، فمن رأى وسمع تلك الهتافات المتبادلة، وما فيها من جموح نحو
غرائز
طائفية بدائية، سوف يذهب معها مسافات أبعد تتوغل به بعيداً في الفتنة
ذاتها، ولا
تحقق الهدف «المعلن» من ذلك البث، مهما قيل في تبريره، أو
محاولة الدفاع عنه.
الصورة بسطوتها وإبهارها أخذت المشهد كله نحو نقطة سوداء بالغة
التركيز
والكثافة. والمشاهد لها وجد نفسه في جحيم طائفي، يكرّس آثاره المدمّرة في
الوعي
أولاً، وفي اللاوعي بعد ذلك، وما يترسب في اللاوعي هو الأخطر، بل هو «خميرة»
الارتدادات الطائفية، التي لا نتمناها لا لمصر ولا لغيره.
من جديد نعود للتأكيد على تلك الشعرة التي تفصل بين لونين من النوايا،
يحملان
لونين من التأثير، فالبث التلفزيوني بما هو صورة متحركة، يقارب أن يكون
حياة، بل هو
صورة الحياة، ليس الراهنة وحسب، ولكن المستقبلية أيضاً. والمواطن العربي
الذي يشاهد
شيئاً كهذا سيضيفه بلا وعيه لركام المشاهدات التي لا تهدأ للتحريض الطائفي
الذي
احترفته وتمارسه فضائيات «متخصصة» على مدار ساعات اليوم.
ملاحظات نسوقها حول مسؤولية البث الفضائي العربي عن حماية الوعي
الجمعي من
اختلاطات التحريض والوعي المتخلف، والارتداد للغرائز في بدائية جموحها
الخطر.
أليس التلفزيون اليوم نافذة الوعي العربي شبه الوحيدة؟
الحياة اللندنية في
07/01/2011
ليلة... سوداء
مالك القعقور
تـــكاد تــــكون التلفــزيــونات اللبنانـــيــة أكثر التلفـــزيونات
في المنــطقة وربما في العالم، تورطاً في صناعة احتفالات رأس السنة. ذلك أن
هذه المحطات، لا تكتفي كسواها من المحطات ببث بعض الاحتفالات لحظة حصولها
في دول يحل فيها منتصف الليل قبل سواها لتبهج المشاهدين برؤية الألعاب
النارية التي تضيء السماء، بل تسعى المحطات اللبنانية إلى الغوص أكثر من
ذلك خلال الليلة. فتجعل منها حدثاً مفتوحاً وغالباً ليس وقت حدوثه وفي
ليلته، بل قبل ذلك بأيام بالترويج لنفسها ولبرامجها وضيوفها وبخاصة
المنجمين ليقرأوا للمشاهدين، ليس اللبنانيين فحسب بل العرب والعجم أيضاً،
طالع بلادهم ومستقبلها، ناهيك بالاحتفالات الاعلانية لسهرات في مطاعم
وفنادق لا يستطيع أن يقرب منها إلا من نال نصيباً من مال قارون.
وإذا كان في هذا الأمر - أي السهر والبذخ - منفعة اقتصادية لأصحاب
المؤسسات
والتلفزيونات وبعض العمال والموظفين، وأن الاعلانات لا تحض غير القادر على
السهر بل
تقدم خيارات للموسرين، فإن المشاهد غير المقتدر لا يجد أمامه سوى هذا
الجهاز الساحر
ملجأ ليظفر في هذه الليلة بشيء جديد يستمتع بمشاهدته ويخرجه
ولو قليلاً من أجواء
البؤس التي يعيش فيها.
ويجد هذا المشاهد نفسه متسائلاً: لماذا يحتفل الناس بتلك الليلة، هل
توديعاً
لعام مضى أم استبشاراً بعام مقبل؟ فإذا كانت الإجابة الاحتمال الأول فإنه
لا يرى
شيئاً يدعو إلى الاحتفال برحيل عام مملوء بالمصائب في بلده كما في منطقته،
وإن كانت
الاجابة الاحتمال الثاني فلماذا تصر التلفزيونات على استضافة
قارئي الطالع لينكّدوا
على مصدّقي أقوالهم، وهم كثيرون كثيرون، عامهم حتى قبل حلوله؟ وهل يمكن ان
يتماشى
استقبال عام جديد باحتفال وفرح على أمل أن تكون كل أيامه على هذه الشاكلة،
مع كل
هذا الكلام عن الخراب والتوقعات السوداوية؟
والغريب أن التلفزيونات إياها تسعى قبل أن «تسوّد» ليل المشاهدين، إلى
تكريس صدق
توقعات ضيوفها بإعداد تقارير تسقط توقعاتهم في العام الماضي على أحداث وقعت
خلاله
هنا وهناك، ثم تهطل زخات التنبؤات التلفزيونية لتتلقفها الألسنة وتروح
تلوكها حتى
تغدو حقائق واقعة في هذه التلفزيونات أولاً ثم أذهان المشاهدين.
ولا تكاد تمضي دقائق حتى يفرغ الضيف من أخبار الخراب المفترض مع
تمنياته بالخير
وتهانيه للمشاهدين، حتى تتبدل لهجة مقدم البرنامج ويبدأ الغناء والرقص
طرباً ...
وكل عام وانتم بخير!
الحياة اللندنية في
07/01/2011 |