عبَّر الفنان المصري، حسن حسني، عن سعادته بالمشاركة في عملٍ سوريٍّ،
مشيرًا إلى أنَّ الأدوار المطلقة لا عطى لرجل كبير في السن، مشدَّدًا على
أنَّ خفَّة الظل لا تكتست ولا تعلَّم وإنَّما تأني بالفطرة.
دمشق: أكَّد الفنان المصري، حسن حسني، أنَّه على الرغم من كثرة أفلامه
الَّتي لا يحصى عددها، إلاَّ أنَّه لم يقدِّم سوى فلمين من سينما العمالقة
وهما "الباب المفتوح" في العام 1963 للمخرج هنري بركات، و"بنت الحتة" في
العام 1964 لحسن الصيفي، معتبرًا أياهما الفلمين الوحيدين اللذين سيؤرخان
اسمه.
وقال الفنان حسن حسني لـ"إيلاف" إنَّ السينما المصرية تعتمد على البطل
الواحد على عكس السينما في العالم العربي، وأضاف إنَّ البطولة المطلقة لا
تعطى لرجل كبير في السن مثله، معتبرًا أنَّ الفنان الراحل، فريد شوقي، هو الإستثناء
الوحيد الذي قدَّم نفسه كبطل لأفلامه حتَّى عندما تقدم به السن، خصوصًا
وأنَّه كان ينتج لنفسه، وكان يستثمر جهود الشباب في كتابة سيناريوهات
أفلامه بورشات يقيمها في بيته، منتقدًا في الوقت نفسه كتَّاب السيناريو
الذين يكتبون معظم أدوار البطولة الَّتي تكون في أقصى احتمالاتها لشاب
وفتاة مبررين ذلك بشغف الجمهور العربي لقصص الحب.
وأشار الفنان المصري، حسن حسني، إلى أنَّه إنسان غير معقد وليس أنانيًا،
ويحب أنّْ يعود بالنفع على الأخرين أكثر من النفع لشخصه، معتبرًا في الوقت
نفسه جيل الفنانين الشباب يعد بمثابة أولاده، خصوصًا من شاركوه في عروضه
المسرحيَّة قبل السينمائيَّة، على الرغم من أنَّه لا يفضِّل أحدًا منهم على
غيره، ولا يتدخل في اختيار الممثلين بأعماله، مشيرًا إلى أنَّه طالما وافق
على العمل فهو يحاول أنّْ يمهِّد الطريق لزملائه، وأنَّه يتمنى لهم السمو
والإرتقاء في حياتهم المهنيَّة، ويعتبر ذلك السر والسبب في أنّْ كل
الفنانين الشباب يحبون التعاون معه.
وكشف حسني إنَّ الكثير من الفنانيين الشباب ينادونه بـ"الخال" أو "العم" أو
"الأب"، معتبرًا اسم الأب من أجمل الكلمات الَّتي يسمعها منهم، وقال إنَّ
أشرف عبد الباقي هو الوحيد الذي يناديه بالخال كونه جسَّد دور خاله في عمل
مسرحي مشترك جمعاهما.
وأكَّد الفنان حسني أنَّه رفض أدوارًا كثيرةً بعدد يضاهي ما وافق عليها
قائلاً: "عندما يأتيني نص رديء فأنا أرفضه، وأنتظر ليقدم لي بعدها سيناريو
يكون رديئًا أكثر من سابقه فأرفضه مرَّةً آخرى،ثم يأتيني بعد ذلك فيلمًا
سيئًا جدًّا أكثر من سابقيه فأجد نفسي مضطرًا للقيام بعمله لأنَّ هناك ظروف
حياتيَّة تجبر الفنان أنّْ يعمل كي يعيش ويضطر بقبوله مع أنَّه الأسوء".
وعن الشائعات الكثيرة الَّتي تطاله وآخرها خبر وفاته، قال حسني أنَّه علم
من أصدقائه بتلك الشائعة الَّتي نشرت في جريدةٍ أردنيَّةٍ، وأنَّه غير
متأكِّد من الصحيفة الَّتي نشرت الخبر لعدم اهتمامه أصلاً بهذه الشائعات
الَّتي لا تدفعه سوى إلى الإستغراب من الذين يطلقونها معلقاً: "كلنا سنموت
بالنهاية، ومن الممكن أن يتوفى من يطلق الشائعات قبلي".
وعن تعاونه الأخير وقبوله بالعمل في سوريا قال الفنان حسني: "أنا سعيد
جدًّا بالعمل في سوريا والمحبة الَّتي أتلقاها من الشعب السوري المحب
للفنانيين، وصراحةً أقول بيني وبين نفسي أنني لا أريد العودة إلى مصر
مرَّةً آخرى لعدم احساسي بالغربة نهائيًا، وبالنسبة للأعمال السوريَّة فهي
أعمال خفيفة الدم، وأنا شاهدت بعض الأعمال مثل "باب الحارة" وأعمال ياسر
العظمة الكوميديَّة، وأنا أحترم الممثلين السوريين مثل بسام كوسا، وتيم
الحسن، وكنت أتمنى مشاركتهم والتعاون معهم، ولكنني أجدها مفتقرة للكوميديا،
وأتمنى من الله نجاح العمل الذي نقوم به حاليًا".
وأضاف حسني إنَّ أهمَّ عناصر نجاح العمل الكوميدي يبدأ من الورق، وعلى كاتب
الكوميديا أنّْ يعرف تمامًا كيف يكتب المواقف، وأنّْ تكون لديه نظرةً
خاصَّةً إلى الحياة، وأنّْ يتمتع بروح النكتة، أما الممثل الكوميدي فيجب
عليه أنّْ يكون خفيف الدم والظل وهذه صفة لا تكتسب بالخبرة، ولا تأتي
بالدراسة، وليس لها أيَّة شروط وقواعد، وإنَّما هي نعمة من الله تخلق مع
الإنسان، مشيرًا إلى أنَّ الكثير من الفنانين السوريين يتمتعون بهذه الصفة
خصوصًا الشباب أيمن رضا، وعبد المنعم عمايري.
وعن أليات وفروقات العمل بين سوريا ومصر، أشار حسني أنَّه لم يلاحظ فرقًا
كبيرًا بالعمل سوى إنَّه يصوَّر في سوريا وفي أغلبه يصوَّر خارجيًا، وعبَّر
عن تفاجأه من ردّة فعل النَّاس في سوريا بإحترامهم لعمل الممثل، فلا
يضايقونه أبداً أثناء التصوير، أما العمل في مصر فيكون التصوير في
البلاتوهات الَّتي تبنى خصيصًا لكل عمل على حدا، وعندما يكون خارجيًا تتم
الاستعانة بمدينة الإنتاج الإعلامي هربًا من الجمهور المصري.
وأشار حسني إلى أنَّه عمل بالخليج منذ زمن، ولكن بدورٍ مصريٍّ لصعوبة
اللهجة الخليجيَّة عليه، على عكس اللهجة السورية الَّتي ينطق بها في مرَّات
كثيرة، ويتلقى المساعدة من الفنانيين أيمن وعمايري لتصحيح عدد من الكلمات،
وقال إنَّ اللهجة السوريَّة مفهومة من قبل كل الشعب المصري الذي يحبَّها
جدًّا.
إيلاف في
06/01/2011
أحمد شفيق دفن عمه بالكويت قبل عودته من الشام
23 يناير تصوير "الشحرورة".. ووجوه غير
"محروقة" تلعب أدوار الشخصيات المعروفة
عاد المخرج أحمد شفيق من جولة إلي سوريا ولبنان استغرقت حوالي 13 يوما
قام خلالها بالعديد من المعاينات للأماكن الخارجية التي سيصور بها هناك
أحداث مسلسل "الشحرورة" وعن استعداده للعودة الي القاهرة تلقي خبر وفاة عمه
بالكويت فذهب الي هناك وقضي ثلاثة أيام وقام بدفن عمه هناك لصعوبة نقله
للقاهرة.
قال شفيق لمحرر "الشاشة الصغيرة" انه قرر بدء التصوير 23 يناير الجاري
الجاري بالقاهرة في الاستوديو وكورنيش النيل والفنادق علي النيل والهرم
ويستغرق ذلك شهراً ينتقل بعدها إلي لبنان وسوريا وأوروبا والخليج.
سألته عن اختياراته للممثلين والممثلات المصريات بجانب كارول سماحة
التي ستلعب دور الشحرورة "صباح" فقال: اخترت ايهاب فهمي وطارق لطفي وأحلام
الجريتلي وسامي مغاوري وحنان سليمان ومحيي الدين عبدالمحسن وعزة بهاء وصبري
عبدالمنعم..وماذا عن الممثلين والممثلات الذين سيلعبون أدوار الشخصيات
الفنية والأدبية والعامة في حياة صباح؟
قال شفيق: وقع اختياري علي مجموعة من الوجوه التي لم تلعب شخصيات عامة
من قبل حيث يلعب أسامة أسعد دور "أنور وجدي" ومحمد فهيم "اسماعيل ياسين"
وجمال يوسف "هنري بركات" وعاصم نجاتي "محمد عبدالوهاب" ووليد فواز "أحمد
فراج" والمخرج هشام اسماعيل "عباس كامل" وجلال عثمان "أحمد فؤاد حسن" ومحمد
الأحمدي "رياض السنباطي" ومحمد العمروسي "محمد فوزي" وأحمد عزب "نيازي
مصطفي" وهاني الصباغ "حلمي رفلة" وهاني حسين "حسين فهمي" وياسر علي ماهر
"يوسف وهبي" ومحسن منصور "فريد شوقي" بالإضافة إلي عدد كبير من الوجوه غير
المكررة مثلما فعلت خلال جولتي في سوريا ولبنان حيث وقع اختياري علي وجوه
كثيرة غير معروفة.
الجمهورية المصرية في
06/01/2011
مقد بين الشاشتين
اعلام الازمات .. وملاحظات علي تغطيات الانفجار
بقلم: ماجدة موريس
* هل يصنع الاعلام الحدث أم يضيئه بكل الألوان. وفقا للون كل وسيلة من
وسائله؟؟ .. أقول هذا بمناسبة ما رأيته وملايين غيري من تغطيات واسعة
لأحداث الانفجار في كنيسة القديسين بالاسكندرية في لحظات استقبال العام
الجديد. تأكيدا لنا كمصريين علي أن هذا العام الجديد لن يكون ورديا بالمرة.
ولن يترك لنا مساحة لالتقاط الأنفاس طالما ظل كل شيء يسير كما هو بدون
تغيير. وطالما ظللنا نعيد انتاج نفس ردود الأفعال.. وكأنها كتبت علينا
وحدنا!
وللتذكرة. فقد ودعنا عام 2010 بأحداث هامة أولها الانتخابات
البرلمانية المصرية وما جري فيها من أحداث عنف سياسي. ثم حادثة كنيسة
العمرانية وما رأيناه فيها من عنف يتجاوز الحدود المألوفة للأزمات المتكررة
حول بناء الكنائس. ثم جاء الانفجار الأخير في الكنيسة ليصل بنا إلي ذروة من
العنف تقابلها ذروة من ردود الأفعال والشعور العام بالغضب بل والذعر وهو ما
استطاعت وسائل الاعلام توصيله إلينا عبر كل شبكات الاذاعة والتليفزيون.
وللأمانة فقد حظيت هذه الأحداث بتغطيات اعلامية واسعة وشغلت وسائل الاعلام
الورقية والالكترونية ولكنني أتوقف هنا عند تغطياتها التليفزيونية لأنها
الاكثر جذبا لملايين المشاهدين من كافة الشرائح والطبقات والمستويات. حيث
بدا من اللحظة الأولي أن هناك منافسة علي السبق الاعلامي وعلي تأكيد
الاهتمام به. خاصة من جانب القناة الأولي المصرية وقطاع الأخبار تحديدا
الذي نزل بثقله وتعدد مراسليه في الاسكندرية ولكن بدون اضافات جوهرية في
نوعية المعلوماتية إلينا بينما قدم مراسلا البي بي سي العربية اضافات
معلوماتية هامة فيما يخص أجواء الانفجار وتغطيات الجنازة لشهداء الانفجار
ثم عزاء شيخ الأزهر للبابا شنودة. وبرغم قيمة وأهمية انتقال برنامج "صباح
الخير يا مصر" إلي مدينة الاسكندرية إلا أن ذلك الموقع الرائع الذي اتخذه
في ساحة مكتبة الاسكندرية لم يكن ملائما ولا كل الضيوف أيضا. وافتقدنا
تحقيقات مع سكان المنطقة ومع المواطنين العاديين ومع أهالي الضحايا. لكن
عوض هذا المتابعة المستمرة لكل جديد في الموضوع. وأيضا حوارات عبداللطيف
المناوي مع ضيوف قدموا أفكارا وتحليلات مهمة مثل مكرم محمد أحمد وعبدالمنعم
سعيد وعماد جاد. ثم جاءت تغطية اليوم الأول لبرنامج "من قلب مصر" لتؤكد علي
غياب البعد المعلوماتي وإهمال أحداث الشارع من خلال ما ذكره أحد ضيوف
البرنامج حول ما جري في الاسكندرية تحديدا من وقائع خطيرة. وهذا أيضا ينطبق
علي ضيوف "مانشيت" في قناة الپOn
TV وضيوف "العاشرة مساء" في دريم. حيث علت النبرة الحماسية الانفعالية
الغاضبة في التعبير لغياب المعلومات الكافية. وللاختلاف في تفسير أمور
أساسية مثل: هل هذا التفجير عمل خارجي من خلال القاعدة أم داخلي؟ وهل هو
نتاج مؤامرة صهيونية أم عملاء بالداخل؟ .. والحقيقة أن كل هذه التساؤلات
مشروعة. لكن الاتفاق علي الاساسيات لابد أن يكون هدفا واضحا ومتفقا عليه
للقنوات المصرية علي الأقل سواء فيما يتعلق بتوصيف الهجوم. أو بتوصيف
الضحايا أو بأمور أخري لابد من وضعها في إطار التغطيات الاعلامية القادمة
للأحداث المستجدة. وهي أمور أليق أن يبحثها تليفزيون الدولة بما يتحمله من
مسئوليات مهمة. وقد سبق الحديث عنها في أيام الانتخابات. وأيام أزمة
العمرانية. وهو ما يحتاج لمدونة للتغطيات الاعلامية المصرية تتسم
بالمسئولية والموضوعية والحيادية. وتعطي لكل الأطراف حقوقها في تغطيات
عادلة. وهو ما لا يمكن عمله إلا من خلال مجموعة عمل تمثل الاعلام المصري
العام والخاص بكل روافدهما. لأنه لا معني لأن تضيع معالم الحدث. مهما كانت
أهميته. بسبب ألوان التغطيات ومرجعياتها!
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
06/01/2011
بعد دخول تجاربه
السينمائية حالة مخاض طويل
هل يكرر القطاع
الخاص في الإذاعة ما أنجزه في التلفزيون؟!
ماهر
منصور/ دمشق
:
دخول القطاع
الخاص الخجول إلى خط الدراما الإذاعية في سوريا، بعد دخوله الخجول أيضاً
إلى قطاع
الإنتاج السينمائي، هو آخر ما سجله العام 2010 على الصعيد الفني.
تعالت الأصوات
مطالبة هذا القطاع بدخول مجال الإنتاج السينمائي، مع تبني ما كان يردده
المخرج هيثم
حقي دائماً: «وصلنا عبر الدراما السورية الى أقصى بيت في الوطن العربي،
وعبر
السينما السورية سنعبر نحو العالمية».
ومن خلال ما حققته التجارب السينمائية
الخاصة حتى الآن من حضور، ربما تصبح الأمنية ببلوغ العالمية
أمراً مشروعاً، ولا
سيما فيلم حاتم علي «الليل الطويل»، وهو من إنتاج حقي، الذي حصد جوائز على
مستوى
عالمي، الى جانب المستوى السينمائي الهوليودي الذي قدمه المخرج نجدة أنزور
في 14
دقيقة من فيلمه الذي لم يكتمل «الظلم... سنوات العذاب»،
(شاهدناها منذ عامين على
هامش تكريمه في «مهرجان دمشق السينمائي»)، بالإضافة إلى تجربتين متميزتين
لكل من
جود سعيد في «مرة أخرى» ومحمد عبد العزيز في «دمشق مع حبي».
كل هذه التجارب
تؤسس لمشروع سينمائي خاص، يمكن له أن يلاقي إنتاج القطاع العام الممثل
«بالمؤسسة
العامة للسينما»، ويشكل منافساً حقيقياً له، قبل أن يشكلا معاً النواة
الأولى
الملائمة لولادة التجربة السينمائية السورية المنشودة.
نتحدث هنا عن أحد عوامل
النهوض السينمائي، أي وجود الخبرة والموهبة الإخراجية التي
يمكن أن نثق بمنجزها،
ونقدر ما أنجزه القطاع الخاص سينمائياً على يد شركة «ريل فيلم» للمخرج هيثم
حقي
التي تعمل لصالح «أوربيت»، أو ما قدمته شركة طعمة الدولية، وتجارب الشراكة
التي
خاضتها شركة «سورية الدولية» مع مؤسسة السينما على هذا الصعيد، وقبلهما
المنتج فيصل
مرعي. لكن تجارب هؤلاء لا تكفي وحدها لنهضة سينمائية، لأن هناك عوامل كثيرة
تتطلبها
هذه النهضة، أولها دُور العرض السينمائي، التي يجب أن يزداد
عددها في المدن حتى تصل
الى الأحياء السكنية الصغيرة.
إن كانت دور العرض تشكل عائقاً حقيقياً أمام
المشروع السينمائي، فهل يواجه القطاع الخاص مشكلة «منبر العرض»
ذاتها، إذا ما
تكلمنا عن خوضه غمار الإنتاج الدرامي الإذاعي الخاص؟
حتى الساعة يقتصر دخول
القطاع الخاص الإنتاج الدرامي الإذاعي على شركة «الفردوس»، وصاحبتها
الفنانة لورا
أبو أسعد التي أنتجت عملين خلال العام 2010، أولهما «يوميات مهند ونور»
الذي كتبه
خطيب بدلة، انطلاقاً من نجاح المسلسل التركي المدبلج الشهير
«نور» لكن بخصوصية
سورية، وأدى فيه دوري البطولة كل من الفنانة أبو أسعد والفنان مجد رياض.
والعمل
الثاني بعنوان «أنا وفيروز..والزمن الطويل» بصوت الفنانة منى واصف، الذي
يتناول
أغاني فيروز ومعانيها وخلفياتها.
ربما يحمل العام الجاري 2011 المزيد من
المشاريع الدرامية الإذاعية، ذات الإنتاج الخاص، لكن هل ستدخل
هذه المشاريع حالة
المخاض الطويل، التي دخلها القطاع الخاص في السينما ولم يزل؟!
يمكن النظر إلى
أن القطاع الخاص يدخل إلى خط الدراما الإذاعية السورية بظروف مشابهة لدخوله
على خط
الإنتاج الدرامي التلفزيوني. فكل من الإنتاج التلفزيوني والإذاعي كان قد
ازدهر في
القطاع العام، وأصيب بنكسة متفاوتة الأثر، تجاوزتها الدراما التلفزيونية
عبر
الإنتاج الخاص السوري. ويمكن للدراما الإذاعية أن تكرر التجربة
أيضاً، مع فارق
ملحوظ لحجم الانتشار العربي لهذا الإنتاج، وحجم الرأسمال العربي له. لكن في
المقابل
يجب أن لا نغفل العدد الكبير نسبياً من المنابر الإذاعية السورية الخاصة
التي تبث
على أثير «أف أم»، وهو الذي لم يتحقق للدراما التلفزيونية
محلياً، وهذه المنابر
تعنى بدرجة أساسية بالبرامج المنوعة، وبالتالي يمكن لها أن تستوعب عدداً
كبيراً من
الإنتاج الدرامي الإذاعي الخاص، بالإضافة إلى ما يمكن أن تستوعبه الإذاعات
الرسمية.
إذاً لو قدر للدراما الإذاعية الخاصة الظهور بشكل واسع، فستكون سوقها
بالدرجة
الأولى محلية، لكن هذا لا يعني نهاية المطاف، إذ تعاني كثير من الإذاعات
الخاصة
السورية من قدراتها المالية المحدودة، وبالتالي يبدو أن نجاحها في تبني هذه
الأعمال
الإذاعية رهن بقدرتها على تأمين الرعاية الإعلانية لهذه الأعمال، أو قدرة
هذه
الأعمال على الخروج من حدود محليتها لتدخل أثير إذاعات عربية.
وفي الحالتين لا
بد من الاعتماد على نجومية الممثل السوري في التسويق وجذب المعلن، ما يعني
أن
الخطوة الأولى التي تحتاج اليها الدراما الإذاعية السورية الخاصة هي
استقطاب نجوم
الصف الأول. فهل يغادر النجوم السوريون ملايين التلفزيون دعماً لمشروع
وليد، يمكن
أن يعود عليهم ذات يوم بالملايين أيضاً؟
السفير اللبنانية في
06/01/2011
يمكن لأجر نجم شاب أن
يصل إلى 80 مليون جنيه!
اختتـام مؤتمـر
«أزمـة
الدرامـا التلفزيونيـة»
اختتم مؤتمر «أزمة
الدراما التلفزيونية بين الإعلام والإعلان» الذي نظمته جمعية مؤلفي الدراما
العربية
برئاسة الكاتب المصري الكبير محفوظ عبد الرحمن إلى الكثير من الكلام المكرر
والعديد
من التوصيات التي سبق أن أصدرتها مؤتمرات ومنتديات مماثلة.
وشهد المؤتمر، الذي
أقيم مساء أمس الأول، في «المجلس الأعلى للثقافة» في القاهرة، حضوراً
كثيفاً من
كتاب ومخرجين وفنانين مصريين، الى جانب عدد من المنتجين ومسؤولي الإنتاج في
التلفزيون المصري و«مدينة الإنتاج الإعلامي»، ورئيس اتحاد
النقابات الفنية ونقيب
الممثلين وعدد من خبراء الإعلام والإعلان.
وضم المؤتمر خلال جلستين متتاليتين
شهادات عدة قدمت رؤيتها لواقع صناعة الدراما المصرية وبدا أنها
جميعا تدور في نفس
الفلك.
وقال الكاتب محفوظ عبد الرحمن في كلمته الافتتاحية إن العمل الفني
يبدأ
من النص، يليه اختيار مخرج قادر على تنفيذ النص برؤية فنية ثم السعي لإيجاد
منتج
يمول العمل وعندها يمكن اختيار الأبطال، مشيرا إلى أن تلك
المعادلة المنطقية باتت
معكوسة، حيث بات العمل يبدأ عند الممثل الذي يبحث عن المنتج، ثم يبحثان معا
عن
المخرج والنص.
وشدد الكاتب يسري الجندي على مبدأ القيمة الفنية والإبداعية التي
تسهم في تطور المجتمع بالكامل، مؤكدا على ضرورة أن يطرح النص الدرامي قيمة
«تنويرية»
وإلا اعتبر «معولا جديدا يضاف إلى معاول كثيرة تحاول هدم قيم المجتمع».
ولفت الجندي إلى أهمية أن تؤمن الدول بدور
الدراما الهام الذي لا يقل عن أهمية
التعليم والصحة التي ترصد لها ميزانيات كبرى.
وتحدث الكاتب بشير الديك عن ضرورة
ترشيد التواجد الإعلاني بحيث لا يطغى على المواد الإعلامية،
مشيرا إلى «خروج
التلفزيون الحكومي عن المبادئ التي أنتج من أجلها والتي تعتمد بالأساس على
التنوير
والتثقيف ليتحول في السنوات الأخيرة إلى لاعب أساسي في سوق البحث عن
الإيرادات
الإعلانية. وتهكم على مصطلح أطلقه التلفزيون المصري قبل عامين
وهو «مفيش حاجة حصري
كله على التلفزيون المصري»، معتبرا أنه شعار إعلاني صريح ولا علاقة له
بالإعلام،
كما أنه كان بمثابة «إعلان الحرب» على القنوات الخاصة التي ليس من واجبها
القيام
بمهام التلفزيون الرسمي على الإطلاق.
ودافع عمرو قيس، أستاذ التسويق في الجامعة
الأميركية في القاهرة، عن سعي البعض وراء جلب الإعلانات،
قائلاً إن المعلن لا يدفع
أمواله إلا في المنتج الفني الجيد ولا يعني وجود بعض الأخطاء أن نحارب
الإعلانات،
أو أن نعتبرها مسؤولة عن إفساد الدراما.
وقال سامي عبد العزيز عميد كلية
الإعلام في جامعة القاهرة، إن الجميع يتحدثون عن دور الدراما
وتطويرها من منظور فني
أو تجاري، بينما يتجاهلون بعدا أخر أكثر أهمية وهو البعد السياسي كإشكالية
قائمة لا
بد من مناقشتها. وتحدث الإعلامي سيد الغضبان عن عشرات «التجاوزات» القائمة
في مجال
صناعة الدراما، وبينها جرائم إهدار متعمد للمال العام.
ونوهت الكاتبة والناقدة
عزة كريم بخطورة هيمنة أجر النجم على جزء أكبر من ميزانية
الأعمال الفنية، مشيرة
إلى تعاقد نجم شاب على بطولة مسلسل بأجر يبلغ 80 مليون جنيه، وهو أمر يدعم
حالة
اليأس المجتمعي القائمة، لو علمنا أن الزيادة التي تطرأ على راتب الأستاذ
الجامعي
بعد نيل درجة الدكتوراه لا تتجاوز 68 جنيها فقط».
(د
ب أ)
السفير اللبنانية في
06/01/2011 |