عانت الدراما الأردنية هذا العام حالة حرجة ومرّت بمرحلة “سبات” مقارنة
بتصاعدها تدريجياً كماً ونوعاً على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث اقتصر
تواجدها طوال 2010 على المسلسل الوحيد “المرقاب” الذي اعتبره بعضهم مجرد
“تسجيل حضور”، ونال تحفظات حتى من مشاركين فيه، بينما أنجز مؤخراً عملين
هما “الحبيب الأوّلي” و”دفاتر الطوفان” ويستمر تصوير “النهر الحزين”
و”عائلة أبو حرب” على أن تعرض المسلسلات الأربعة لاحقاً . الفنانون والنقاد
يقيمون الدراما الأردنية في هذا التحقيق .
ربما أعطت خلاصة الموسم قبل الماضي مؤشراً تمهيدياً لما وصلت إليه العام
الحالي عندما أكد مهتمون ومعنيون أن الحصيلة وقتها تسير إلى “الوراء در”
إزاء ضعف مستوى المسلسلات المعروضة وانحسارها في إطار بدوي غالباً، وجده
كثيرون استثماراً “تجارياً” مفرطاً لهذا النوع، طالته تحفظات موضوعية وفنية
أدت إلى تقيد إقبال جهات الإنتاج والعرض ناحية تجارب موازية .
يرى الناقد الفني صالح أسعد أن الدراما دخلت “مرحلة خطرة” ويضيف: أصبحت
مخاوف التراجع للخلف قائمة ويخشى الاتجاه إلى مسلسلات وسهرات ضعيفة
إنتاجياً وفنياً لا تحقق النجاح المنتظر .
ويصف الفنان داوود جلاجل خلاصة ما أنجز العام الحالي ب”الموت السريري”
ويقول: ليس جائزاً تقويم مستوى الدراما لأنها باختصار كانت “لا شيء” في ظل
افتقادها على الشاشات، وفيما يؤخذ عليها غيابها وانحسارها في مسلسل يتيم،
لا يمكننا تسجيل ما لها إطلاقا حيث لم تحقق إيجابية بارزة .
ويضيف: هناك أسباب لما وصلنا إليه، أولها تعثر جهة الإنتاج الرئيسة في
الأردن التي كانت تولت عودة نشاط الدراما على مدى خمس سنوات فائتة، وذلك
نتيجة إشكالات صاحبت انخراطها في قنوات مرئية لم تر النور، وثانياً انقطاع
التمويل العربي لاسيما الخليجي لأعمالنا إثر خلل اعترى سابقة قادها
المنتجون المنفذون بحثا عن “أقصى ربح ضمن أقل جودة”، إلى جانب تبعات الأزمة
الاقتصادية، وثالثاً رفع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية يدها عن الفن
نهائياً، ورابعاً اعتقادنا أننا أسياد المجال البدوي ومراهنتنا عليه وحده
حتى سقطنا في إتقانه انسياقاً ناحية النظرة التجارية المفرطة وتفوق غيرنا
في إتمامه .
وتابع جلاجل: هذا التراجع حتمي ومتوقع لكنه مخيف ويذكرنا بانتكاسة لحقت
الحركة الفنية مطلع تسعينيات القرن الماضي أصابت الميدان بجمود بائس، ورغم
إنجاز أعمال مؤخرا وفق مبادرات إنتاجية متفرقة تمهيداً لعرضها العام
المقبل، فإن ذلك لا يعني شعورنا بنشاط واضح كما لمسنا فائتاً وكان الأجدر
بث أحدها على الأقل قبل انتهاء العام الحالي لأننا لم نذكر على خارطة
الدراما للأسف .
شايش النعيمي يعتبر أن حصيلة العام الحالي “الفقيرة جداً” أسهمت في “كشف
جوانب خلل يجب دراستها والبحث في تداعياتها المؤرقة على المدى الطويل” .
ويضيف: ثمة تعامل سطحي مع الدراما البدوية التي راهنا عليها وبعض العاملين
فيها صاروا يتساهلون في إنجازها، ومنحنا الفرصة ل”أنصاف نجوم” لقيادتها
بشكل خاطئ فانعكس ذلك على بتر مدّنا من جهات عرض وإنتاج عربية، واتضح جلياً
افتقادنا استراتيجية عمل فنية وانتهاج اجتهادات شخصية داخلياً ربما تصيب
وفي أحيان كثيرة لا تفلح .
ورغم إقرار الفنانة عبير عيسى إحدى المشاركات في “المرقاب” بأن نتيجته
“متواضعة وأقل من المتوقع” إلا أنها تجد من الإجحاف تحميله وحده شمّاعة
تراجع الدراما كاملة هذا العام، وتردف: وسط تخلي جهات رسمية مسؤولة عن
القيام بمهامها الفنية، ثبت أن عدم إنتاج المركز العربي للإعلام من شأنه
ترك فجوة واضحة مقارنة بزخم معتاد سابقاً مع وجود جهود يجب تقديرها لآخرين
في المجال .
ويبدي زميلها في المسلسل محمد العبّادي تذمراً شديداً من “المرقاب” بعد
عرضه ويقول: للأسف أثر سلباً في الدراما لأنه كان الوحيد واتجهت العيون
صوبه من باب ترقبه وتقويمه، فجاء ضعيفاً في معالجة الموضوع، وشابته ملاحظات
إخراجية، وأنا شخصيا استأت منه ويحز في النفس طرحه بهذه الصورة .
ويشدد عبد الكريم القواسمي على وجوب تشكيل مجلس أعلى للفنون والدراما
لانتشال الأخيرة من وضعها “الحرج للغاية” وظهور تخلفها عن ركب سواها عربياً
ويعقب : لا توجد رؤية واضحة ولا تخطيط مسبق لعدد الأعمال المعتزم طرحها أو
أهدافها أو جدواها، والتلفزيون كالعادة يوصد الأبواب من دون تقديم تبريرات
واضحة .
تكتفي نادرة عمران بقولها إن “الوضع الراهن يدعو للتشاؤم”، فيما تحدد سهير
فهد “وجود شح ملموس في النصوص المتميزة” وترى وجوب “مراجعة الحسابات وقراءة
مداخل الخسارة بإخلاص” .
الخليج الإماراتية في
29/12/2010
ضربت الرقم القياسي في تاريخها
بإنتاج 40 مسلسلاً
الدراما الكويتية تودّع
الحصرية
الكويت - “الخليج”:
غزارة في الإنتاج الدرامي شهدها عام 2010 وصل إلى نحو 40 مسلسلاً وهو الرقم
الأعلى في تاريخها، وسببه زيادة عدد الفضائيات الخاصة وطلبها المتنامي على
عرض تلك المسلسلات، لم يقابلها تحسن نوعي في مستوى الدراما نفسها فبقيت كما
هي من حيث آليات التناول والعرض والتقنيات، عكس ما كان متوقعا قبل سنوات
عندما كانت لا تتجاوز 12 مسلسلاً، وفي هذه السطور نعرض أحوال الدراما
الكويتية هذا العام .
كسرت شركات الإنتاج الخاصة والفضائيات احتكار تلفزيون الكويت الرسمي وقدمت
للساحة عشرات الممثلين والمخرجين والمؤلفين والفنيين، لكنها بقيت كما هي
على مستوى الإيقاع والتقنيات، فلا استديوهات ولا ديكورات ولا “استايلست”
خاص بالأزياء أو اللهجة في المسلسلات القديمة، ومط وتطويل غير مبررين
لإكمال الثلاثين حلقة، فكانت النتجة غزارة إنتاجية لم يعلق بالذاكرة منها
سوى عدد قليل جدا من الأعمال .
شهد عام 2010 نشاطاً درامياً كويتياً مكثفاً، إذ تنافست الفضائيات الخليجية
الرسمية والخاصة على تقديم أعمال ليس في شهر رمضان المبارك وحسب، وإنما في
سائر شهور العام، كما برز توجه العديد من المنتجين إلى رفض عرض أعمالهم
حصريا على قناة واحدة باستثناء بعض الحالات، وهو مؤشر يدل على أن نظام
“الحصرية” الذي كان سائدا في السنوات الماضية ربما قد يختفي خلال عام 2011
وما بعده، إذ اقتنع المنتجون ومعهم القنوات الفضائية خاصة الخليجية أن
الحصرية لن تكون مجدية، فالمنتج يعنيه بالدرجة الأولى أن يحظى عمله بأكبر
نسبة من المشاهدة، كما أن الفضائيات وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية غير
قادرة على توفير العدد الكافي من الرعاة والمعلنين، لتحقق الربح المطلوب .
خلال هذا العام كانت الكوميديا حاضرة عبر عدد من المسلسلات الدرامية خاصة
في أعمال الفنان طارق العلي، لكن التراجيديا كانت السمة البارزة في الكثير
من المسلسلات التي تناولت قضايا اجتماعية بعضها يطرق للمرة الأولى كما في
مسلسل “كريمو” للفنان داود حسين الذي تناول موضوعاً حساساً أثار ردود فعل
متباينة في المجتمع، ووضح أن هناك توجهاً من العديد من المؤلفين إلى العودة
إلى أجواء الماضي القريب لاستلهام موضوعات اجتماعية تكشف عن أسلوب الحياة
في الخليج خلال أربعينيات القرن المنصرم، وتقدم صوراً من التعاون والتكاتف
بين الناس .
ويشير النقاد إلى العديد من الملاحظات المهمة التي ميزت دراما هذا العام
وهي:
أولاً: أن عدداً من المنتجين استعانوا بأسماء عربية في أعمالهم، ومن ذلك
السورية فرح بسيسو في “الحب الذي كان”، والأردنيان زهير النوباني ونجلاء
عبدالله في “وعد لزام” كما شارك النوباني في مسلسل “زمن طناف” .
ثانياً: على صعيد الإخراج استعان منتجو الدراما المحلية بعدد من المخرجين
العرب خاصة من سوريا والأردن، إلى جانب العرب الذين يقيمون في دول الخليج
خاصة الكويت، واستعان بعض منتجي الدراما الكويتية بمخرجين خليجيين إلى جانب
مخرجين عرب، ومن أبرز المخرجين العرب الذين تعاملوا مع نصوص خليجية، مصطفى
عزمي “أخوان مريم”، مازن ملص “للحياة ثمن”، مازن الجبلي “زمن مرجان” محمود
الدوايمة “كريمو”، عمار رضوان “يا صديقي” .
ثالثاً: شهدت الدراما الكويتية مشاركة عدد من المذيعات مثل فاطمة العبد
الله وفاطمة الطباخ وغيرهن، لكن أياً من تلك المشاركات لم تحقق النجاح
المطلوب .
رابعاً: عدم مشاركة النجمين الكبيرين عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج خاصة،
وأن الجمهور كان ينتظرهما في سباق الدراما الرمضانية، الأول لم يجد النص
المناسب واعتذر، والثاني كان مرتبطاً في مسرحية “حيال بوطير” التي عرضت في
بيروت .
باختصار، الدراما الكويتية ركبت موجة الدراما العربية لاسيما المصرية
والسورية خلال هذا العام، خاصة في التطرق إلى المرأة وعلاقتها بالرجل،
وتعدد الزوجات والطلاق ومشاكل الأسرة والعنوسة وغيرها، وقد أخذت بعض
الأعمال أسماء نسائية أو لها معانٍ أنثوية كعناوين لها مثل “عواطف”، “بنات
آدم”، “أميمة في دار الأيتام”، “بنات شما”، “ليلى”، “على موتها أغني” .
ومن أبرز مظاهر الدراما هذا العام أن معظم الأعمال كانت تضم مجموعة كبيرة
من العناصر النسائية الشابة أو الجديدة مثل “زوارة خميس” للكاتبة هبة مشاري
حمادة، و”أميمة في دار الأيتام” لهبة حمادة، و”حيتان وذئاب” لحمد بدر .
أما اللافت فكان غياب الأجزاء المكملة للأعمال التي قدمت في سنوات ماضية
باستثناء “شر النفوس” و”ليلى” و”هوامير الصحراء” .
ومع الاهتمام بالمرأة وقضاياها في كثير من الأعمال الكويتية برزت العديد من
الأسماء النسائية، ولمعت في أداء أدوار نالت الاستحسان، ومن ذلك الدور
المميز الذي قدمته الفنانة الإماراتية سميرة أحمد في مسلسل “بنات آدم” وهو
المسلسل الذي حصد الكثير من النجاح عندما عرض خلال شهر رمضان المبارك
حصرياً على تلفزيون الكويت، ثم أعيد عرضه بعد رمضان في عدد من الفضائيات
الخليجية، والفنانة البحرينية هيفاء حسين التي أدت مجموعة من الأدوار
المتميزة في عدد من المسلسلات ومنها دورها في الجزء الثاني من “ليلى” .
وواصلت القديرتان سعاد عبدالله وحياة الفهد عطاءهما المتميز خلال العام،
وقدمت كلاهما مسلسلين أحدهما في رمضان، والآخر قبل الشهر الفضيل بعدة أشهر،
وتميزت سعاد عبدالله في “زوارة خميس” الذي قدمت خلاله دوراً مركباً وشخصية
لم تقدمها من قبل، وحقق المسلسل نجاحاً واضحاً رغم الانتقادات التي نالته،
كما تألقت الفنانة حياة الفهد في دورها الذي قدمته في مسلسل “ليلة عيد”،
كما يمكن الإشارة إلى الفنانة أسمهان توفيق التي أدت دور الأم في مسلسل
“خيوط ملونة” .
لم يكن التراث الخليجي غائباً عن الأعمال الكويتية التي عرضت خلال 2010
“أخوان مريم” للكاتب شريدة المعوشرجي، “المنقسي” للفنان أحمد جوهر،
“السندباد بن حارب” لعبدالرحمن الخليفي، ويتناول “المنقسي” موضوع تهريب
الذهب الذي يتم التطرق إليه للمرة الأولى في الدراما الخليجية، أما مسلسل
“أخوان مريم” فيتناول مرحلة مهمة من التاريخ الكويتي .
على صعيد آخر، شهدت الدراما الكويتية تراجع مستوى بعض المؤلفين الذين كانوا
قد برزوا في مواسم سابقة، لكن أعمالهم في 2010 لم تحقق النجاح المنتظر
وظهرت بصورة ضعيفة، ومن هؤلاء الكاتبة هبة مشاري حمادة التي برزت في
السنوات الأخيرة خاصة بعد نجاح مسلسلها “أم البنات” في العام الماضي، لكنها
لم تحقق النجاح نفسه في 2010 رغم أنها قدمت مسلسلين الأول مع الفنانة
الكبيرة سعاد عبدالله وهو “زوارة خميس”، والثاني “أميمة في دار الأيتام”
للفنانة هدى حسين، وقد تعرض كلا المسلسلين إلى النقد خاصة لناحية التأليف
الذي اعتمد على أحداث غير منطقية في رأي بعض النقاد، أو الاقتباس من أعمال
عربية في رأي آخرين .
ولم يكن حال الكاتب الشاب عبدالعزيز الحشاش أفضل حالاً من هبة وهدى فقد
تعرض عملاه اللذان كتبهما “أيام الفرج” و”خيوط ملونة” إلى انتقادات عدة .
وعاد الكاتب حمد بدر إلى الساحة من جديد في عملين دراميين هما “ليلة عيد”
و”حيتان وذئاب”، ومن الأسماء التي كانت حاضرة في التأليف الدرامي شريدة
المعوشرجي “أخوان مريم”، فاطمة الصولة “الحب الذي كان”، اسمهان توفيق
“للحياة ثمن”، ضيف الله زيد “كريمو” .
كذلك ظهرت بعض الأسماء التي تمارس الكتابة الدرامية لأول مرة مثل فهد
العليوة “ساهر الليل”، مها حميد “أنين” وأيمن الحبيل “زمن مرجان” .
الخليج الإماراتية في
29/12/2010
فنانوها منقسمون بين معجبين
ومنتقدين
الدراما السورية "حبة فوق حبة
تحت"
دمشق - مظفر إسماعيل:
شهدت الدراما السورية فورة إنتاجية وتقدماً كبيراً، ما جعل العديد من
المحطات التلفزيونية تستند وبشكل رئيسي على أعمالها وتتخذ من إنتاجها
رافداً رئيساً لدورتها البرامجية . لكنها هذا العام شهدت بعض التراجع، وإن
كان البعض يرى أن الدراما السورية تتربع في القمة، وأنها في وضع لا يسمح
لأحد أن يقارن نفسه بها، إلا أن هناك من يرى أنها بدأت بالتراجع، وأخذ خطها
ينحدر شيئاً فشيئاً، معتبرين أن انخفاض مستوى أعمال “الحارة” مثلاً، دليل
ومؤشر واضحان على صحة كلامهم .
بين هذين التيارين ينقسم خبراء الدراما السورية وأبناء الوسط الفني في
إبداء آرائهم، فمنهم من يرى أنها قدمت ما عليها، ومنهم من يقول بانحدارها
وتقصيرها، لتبدو حال الدراما السورية “حبة فوق وحبة تحت” وفق آراء الفنانين
في هذا التحقيق .
الفنان طلحت حمدي صاحب التجارب الكثيرة والخبرة الكبيرة، يرى أن الدراما
السورية هذا العام قدمت الكثير على مستوى الجماهير وحققت متابعة عربية على
مستوى عال، ولكنه يضيف أن هناك ثغرات عدة قد لا يلاحظها المشاهد العادي،
إلا أنها في حال تراكمت فهي حتماً ستقود الدراما إلى طريق لا بد فيه من
السقوط .
وعلى صعيد المسلسلات التي تهتم بتسليط الضوء على الأحياء والحارات، وجد
حمدي أن هذه النوعية من الأعمال لم تكن في مستوى جيد، وأخذ عليها الكثير من
السلبيات التي جعلت منها مسيئة لسوريا بدلاً من أن تبرزها على أحسن صورة،
معتبراً أن “باب الحارة” كان الأسوأ على الاطلاق . وقد رد حمدي أسباب
التراجع إلى السعي نحو الربح والتعاقد مع الممثلين الذين يكتفون بأدنى
الأجور، بالإضافة إلى الكثير من الأخطاء التي تم ارتكابها على مستوى تصوير
البيئة الشامية بصورة منصفة تليق بمدينة عريقة مثل دمشق، منتقداً تصوير
الناس في هذه البيئة التي يشهد التاريخ بعظمتها وثقافتها بصورة متخلفة،
وكأنهم شعب أمي بعيد كل البعد عن الحضارة .
وأضاف حمدي أن جميع المسلسلات الدمشقية شكلت صورة طبق الأصل عن بعضها البعض
إلى درجة أن المتابع قد يضيع بين الأعمال، وخاصة أن بعض الممثلين اختصوا
بتجسيد دور معين وموحد في أكثر من عمل، واعتبر هذا الأمر سبباً من أسباب
التراجع .
أما الفنانة شكران مرتجى التي كان لها حضور في عدة أعمال هذا العام، فقد
رأت أن الدراما السورية في عامنا الحالي تتربع على العرش بلا منازع، وأكدت
أن التسوق الجيد والطلب الكبير على أعمالها خير دليل على ذلك، بينما
السينما والمسرح لا يحتلان المكان المرموق .
كما اعتبرت شكران أن دراما 2010 باستثناء عجزها عن إنصاف قسم كبير من
الممثلين في مسألة الأجور والأدوار، قدمت الكثير من الأعمال الرائعة، وأنها
تستحق الإشادة والتحية، كما أكدت على المكانة الكبرى التي احتلتها
المسلسلات البيئية والتي تتحدث عن حارات الشام بغض النظر عما إذا كانت في
حالة تراجع أم لا .
يعتبر الفنان نضال سيجري أن الدراما السورية هذا العام تركت أثراً كبيراً
على كافة الصعد، ويحسب لها الطلب الكبير الذي حظيت به أعمالها، والمتابعة
الكبيرة لها من شتى أنحاء العالم بالإضافة إلى قوة الأعمال على المستوى
الفني والتقني، كما اعتبر سيجري أنها حققت فورة إنتاجية بالإضافة إلى القوة
التسويقية الهائلة التي جعلت الكثير من المحطات ترتكز عليها وخاصة في شهر
رمضان .
وأكد نضال أن لكل بيئة حق مشروع في إبرازها وتسليط الضوء عليها من خلال
الأعمال البيئية، واعتبر أن تركيز الصورة على بيئة دون الباقي إنما هو ظلم
حقيقي للجميع، ورفض احتكار دمشق لأعمال الحارة من خلال عرض مسلسل “باب
الحارة” في 5 أجزاء على مدار 5 سنوات، فبرأيه أن هذا الاحتكار هو سبب رئيسي
وراء التراجع الكبير لأعمال الحارة، لأن الناس ملوا من متابعة الكثير من
الأعمال التي تتحدث عن حارة واحدة وأصبحوا بحاجة إلى أعمال جديدة تتحدث عن
حارات أخرى غير الدمشقية، لذلك ابتعدوا نوعاً ما عن متابعة هذه النوعية من
المسلسلات .
أما الفنان أيمن رضا فيجد أن الدراما السورية حالياً تعيش فترة ازدهار على
صعيد الإنتاج، خصوصاً في مجال الكوميديا، ويقول: الرائع كان إنتاج أعمال
جديدة مثل مسلسل “أبو جانتي” الذي يحمل في طياته الكثير من الأمور المفيدة
والمؤثرة في المجتمع، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل “ضيعة ضايعة” الذي حقق
شعبية كبيرة في سوريا وخارجها، بالإضافة إلى مسلسل “بقعة ضوء” الذي يتابعه
الناس بشغف مهما كان حجم الانتقاد له .
إلا أن رضا يرى أيضاً أن هناك الكثير من السلبيات التي تؤخذ على الأعمال
البيئية التي باتت تشكل نقطة سوداء في الدراما السورية، وأكد أنه رغم
مشاركته في هذه النوعية من الأعمال إلا أنه يجدها مسيئة جداً للبيئة التي
تتحدث عنها، واعتبر أن مشاركته فيها بقصد الشهرة لا أكثر في ظل الجماهيرية
الكبيرة التي تحققها، ويجد أن أي فنان مهما عظم شأنه سيلاقي شهرة أكبر
وستزداد شعبيته في حال مشاركته فيها، واعتبر أن تراجع أعمال الحارة إنما
عائد إلى كون الشخصيات التي يجسدها الفنان حساسة لا يستطيع أن يحور فيها
ولو في أبسط الأمور، كما أن تعدد الأجزاء لبعض الأعمال يشكل خطراً على
متابعتها، كونها لا تضيف شيئاً جديداً على العمل بعد أن تكون قد قدمت كل
شيء في أول جزء أو جزأين، بالإضافة إلى تغيير عدد كبير من الممثلين في كل
جزء يترك أثراً سلبياً على العمل، كما اعتبر أن أحد أهم الأسباب في هذا
التراجع هو تسيط الضوء على بعض الأعمال وإهمال أخرى أفضل منها في كافة
المجالات، خاصة أن الناس يقيمون الأعمال في ضوء ما يشاهدونه.
الخليج الإماراتية في
29/12/2010
ممثلوها ومخرجوها تألقوا بعيداً
عنها
الدراما اللبنانية تستنجد
بالعربية
بيروت - ألبير خوري:
ما فشلت السياسات العربية في تحقيقه حتى اليوم، رغم الجهود المضنية،
الحقيقية والمارقة على امتداد سبعة عقود متواصلة التي بذلها قادة عرب
أفذاذ، حققته الدراما العربية، ولو عن غير قصد، في السنوات العشر الأخيرة،
حيث بدأ الاختصاصيون والمشاهدون يتابعون على شاشاتهم وعبر عشرات القنوات،
ما يمكن تسميته ب”الدراما المتعددة الجنسيات”، وبالتالي تراجع عصر القطبية
المصرية التي سادت المشهد الدرامي العربي منذ ستينيات القرن الماضي، وصولاً
إلى بدايات الألفية الثالثة، واستتبعتها بروز الدراما السورية لتشكل من
خلال مسلسلاتها الاجتماعية والوطنية والكوميدية منافساً أقوى لمصر، وبين
الهويتين، المصرية والسورية، تراجعت الدراما اللبنانية أشواطاً كثيرة إلى
الوراء، لتتقدم الدراما الخليجية، وإن كان على تمهّل لتأخذ حصتها على
الشاشات العربية، وفي ظل هذه الأجواء، كيف كانت خريطة الدراما اللبنانية
وإلى أين اتجه فنانوها هذا العام؟
المنافسة الدرامية لم تغب عن صنّاعها من جنسيات عربية مختلفة، كتابة
وإخراجاً وتمثيلاً، مروراً بكل الاكسسوارات الفنية والتقنية التي تتأسس
عليها الدراما، وصولاً إلى شركات الإنتاج، وبعضها بات هو الآخر متعدد
الجنسيات، وإليها يعود الفضل الأول في تكثيف المشهديات التلفزيونية، ومن
دونها تبقى الحوافز الإبداعية أسيرة أفكار أصحابها . وهذا ما يتكرر على
ألسنة كُتّاب ومخرجين خصوصاً، وعاملين في الدراما عموماً، وهم يأملون
الحصول على فرصة ما، محلية كانت أم عربية، لإظهار براعتهم، في مجال يتطلب
الكثير من الصبر والمعاناة .
قد يكون اللبنانيون “الدراميون” أكثر المتطلعين إلى مثل هذه الفرص، منذ
سنوات طويلة، رغم سيادة الدراما اللبنانية بعد مصر، على الدرامات العربية
لما يزيد على عقدين، وبالتحديد منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وحتى أواخر
ثمانينياته، حينها بدأ التراجع مدوياً، تماماً كدوي الحرب الأهلية التي
كادت تأخذ الدراما اللبنانية بين إبداعات كثيرة أخرى، إلى موت محقق، لولا
بعض المبادرات الإنتاجية وبروز محطات محلية (إل .بي .سي، المستقبل، الجديد
. .) لتتولى رعاية هذه الدراما ومساعدتها، أقله على البقاء إن لم يكن
للبروز بعد تراجع مدوي لتلفزيون لبنان الرسمي الذي أطلق في عز ازدهاره
ونشاطه بعض أفضل المسلسلات العربية الكوميدية والتراجيدية على السواء .
عن هذه المرحلة برز نجوم لبنانيون كبار، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً اشتغلوا
على مشهديات تلفزيونية جميلة ورشيقة ومؤثرة، مستفيدين حيناً من الواقع
اللبناني، كما في كوميديا محمد شامل، صلاح تيزاني (أبو سليم)، حسن علاء
الدين (شوشو)، إبراهيم مرعشلي، وكما في حلقات أديب حداد (أبو ملحم) الوعظية
. . لكن “حول غرفتي” مع الثنائي هند أبي اللمع وعبدالمجيد مجذوب، يبقى
المسلسل الذي اجتمع العرب على مشاهدته، مشيدين نقاداً وجمهوراً، بالحكاية
البسيطة والإخراج المتقن والتمثيل المميز .
وعلى الجانب الآخر، استفاد التلفزيون اللبناني من الأدب العالمي، ونجحوا في
اقتباس بعض أشهر روايات الفرنسي فيكتور هيغو (أحدب نوتردام، البؤساء)
ودويستوفسكي (أنا كارنينا) . وأسهم في هذا النجاح مخرجون يعتبرون الأوائل:
جان فياض، أنطوان ريمي، باسم نصر . . وممثلون حققوا نجومية عربية لافتة:
هند أبي اللمع، عبد المجيد مجذوب، ألسي فرنيني، سمير شمص، جورج شلهوب، إيلي
صنيفر، انطوان كرباج . . الذين عملوا على إطلاق الدراما اللبنانية في
الأسواق العربية، حين كانت بعض أشهر هذه التلفزيونات تغط في سبات عميق .
في هذا الإطار، كشف الفنان المخضرم جهاد الأطرش عن الأزمات التي تتخبط بها
الدراما اللبنانية في الظرف الراهن، لافتاً تحديداً إلى مشكلة الإنتاج “حيث
لا تتعدى تكلفة الحلقة الواحدة من أي مسلسل لبناني عشرة آلاف دولار، في حين
تبلغ تكلفة الحلقة السورية الواحدة مئة ألف دولار، وبما يعني أن الإنتاج
السخي يؤدي إلى مسلسل جيد إن لم يكن متميزاً على كل المستويات .
وبعيداً عن الأزقة الإنتاجية، ترى الممثلة اللبنانية لارا الخوري، وقد
شاركت في العديد من المسلسلات السورية وبأدوار أولى، أن المسلسل اللبناني
“يفتقد إلى كتّاب ومؤلفين يغرفون مشهدياتهم من واقعهم وبيئتهم، وليس بتقليد
المسلسلات الأجنبية” . لارا أكدت “نجاح المسلسلات السورية والمصرية وحتى
الخليجية لارتباطها بواقعها الشعبي وبيئتها الاجتماعية، وهذا ما يعوزنا في
الدراما اللبنانية التي تفتقد في أغلبيتهاه إلى هوية واضحة المعالم، لدرجة
أن ما تعرضه الشاشات المحلية من هذه الأعمال غريب عن لبنان واللبنانيين” .
وهي إذ لا تنفي وجود بعض الكتّاب الجيدين، لكنها تؤكد مرة أخرى أن “كتابة
عمل جيد واحد لا يكفي للنهوض بالدراما، وأيضاً لا يكفي أن تكون القصة رفيعة
المستوى بل يجب أن يكون كل ما يحيط بها من إنتاج وإخراج وتمثيل وتصوير على
المستوى ذاته” .
الأزمات لا تتوقف عند هذا الحد، بل هناك أغلبية من خريجي التمثيل من شباب
وشابات عاطلين عن العمل، وذلك لما وصفوه ب”الشللية” التابعة للمخرجين
والمنتجين على السواء، فضلاً عن استعانة هؤلاء بملكات الجمال ومقدمات
البرامج . . هذا ما أشارت إليه بوضوح الفنانة المخضرمة هند طاهر التي وصفت
الدراما اللبنانية في وضعها الراهن ب”المهزلة” تجاه ما أنتجته هذه الدراما
في السابق” . وأضافت “الدراما اللبنانية الحالية غربية بامتياز، وعلى
العاملين فيها من منتجين ومخرجين وممثلين أن يتنبهوا إلى حجم الإساءة لهذه
الدراما، وبالتالي للمشاهدين، خصوصاً الشباب والمراهقين التائهين بين
واقعهم وما يشاهدونه” .
تكاد الأسماء تتكرر في الدراما اللبنانية بين مسلسل وآخر، ما يدفع
الممثلين، وبينهم نجوم، إلى المشهدية السورية والمصرية . هذه الظاهرة وإن
لم تكن جديدة، لكنها في السنوات الأخيرة باتت تنبئ بحجم الأخطار التي تهدد
هذه الدراما من جهة، وتنتشل الفنان اللبناني من بطالة مقنعة من جهة أخرى،
وفي السنوات الأخيرة، طُعمت الدراما السورية والمصرية تحديداً بوجوه
لبنانية، وكثيرون منهم لعبوا أدوار بطولة، وبدت هذه الظاهرة على أحسن ما
يكون في مسلسلات رمضان للعامين الماضيين، إذ توزع حشد من هؤلاء على عدد من
هذه المسلسلات من بينهم: كارمن لبس، فادي إبراهيم، عمار شلق، نادين الراسي،
سيرين عبد النور، مايا دياب، بيار داغر، نادين نجيم، دارين حمزة، يوسف
الخال، لاميتا فرنجية، رزان مغربي، نيكول سابا، أحمد الزين .
دارين حمزة التي لعبت البطولة في مسلسل “الدوامة” للمخرج المثنى صبح أعربت
عن رضاها مشيرة إلى افتقار لبنان لهذه التقنيات المتميزة . ولفتت إلى أن
اختيارها لهذا الدور كانت الحاجة إلى ممثلة تتقن اللغة الفرنسية جيداً
بملامح معينة، كون الشخصية سورية الأب فرنسية الأم وتعيش في بيروت وتدير
منتدى ثقافياً يجمع أهل الثقافة والأدب والفن . نافية في الوقت نفسه أن
تكون الدراما السورية بديلاً عن اللبنانية قائلة “لا أظن ذلك وأتمنى أن
يكون لدينا إنتاج جيد لتتمكن الدراما اللبنانية وبلهجتنا أن تستعيد الأسواق
العربية التي غزتها في السابق . كذلك على المنتجين أن يدركوا تميز الممثل
اللبناني المطلوب بكثرة للمشاركة في الدراما العربية ويستفيدوا من تجاربه
فيها” .
يوسف الخال صاحب المشاركات في أكثر من دراما عربية أثنى على كلام حمزة وأكد
أن الدراما العربية “لا يمكن أن تكون في أي حال بديلة عن الدراما
اللبنانية”، وأشار في معرض تأكيده “أن الممثل اللبناني لو لم يكن ناجحاً في
مجاله لما استعانت به الدراما العربية السورية والمصرية والخليجية” .
معتبراً أن “موضوع القصة والضرورة الدرامية هي التي فرضت الاستعانة بوجوه
لبنانية” .
ماغي بو غصن التي شاركت في المسلسل السوري “ليالي” الذي أطلقها عربياً،
عادت إلى لبنان لتمارس نشاطها التمثيلي، خصوصاً ان شركة “الصباح ميديا”
رشحتها للمشاركة في مسلسلين . وحسبها ان هذه العودة لا تعني ابتعادها عن
الدراما العربية، على أمل أن تكتمل مكونات الدراما اللبنانية لتستعيد
مكانتها اللائقة لدى الجمهور العربي .
الفنانة مايا نصري، وكما أثبتت نفسها في مجال الغناء أكدت ذاتها أكثر من
الدراما العربية من خلال مسلسلين الأول مصري “وكالة عطية” للمخرج رأفت
الميهي والثاني سوري “رجال الحسم” مع المخرج نجدت أنزور، وهي في اختياراتها
لا تميز بين الدراما اللبنانية والعربية ، وتقول “شرطي دائماً مهما كانت
جنسية العمل هو السيناريو الجيد والراقي واجتماع العناصر المحترمة من
ممثلين وإنتاج وإخراج” . وسألت “أين الغرابة في استعانة الدراما العربية
بالممثلين اللبنانيين؟ لقد سبق لكثيرين أن شاركوا في السينما المصرية أيام
عزها مثل صباح وفريد الأطرش وأسمهان ونور الهدى” .
الخليج الإماراتية في
29/12/2010
النقاد فضلوهم على بعض
الكبار
نجوم جدد تألقوا في دراما 2010
القاهرة - دينا إبراهيم:
تألق عدد كبير من الوجوه الشابة في أعمال تلفزيونية وسينمائية خلال عام
،2010 ونجحوا في إثبات موهبتهم التمثيلية من خلال تقديمهم أدواراً علقت في
أذهان الجمهور ولفتت الأنظار إليهم، وأجمع الكثير من النقاد على نجاحهم
وموهبتهم، وبما أن شهر رمضان يعتبر أرضاً خصبة لإفراز مواهب جديدة، ويعتبره
صناع الدراما موسم كل عام، فقد ظهرت أكثر من موهبة تستحق التوقف عندها
والحديث عنها في هذه السطور .
إيمي سمير غانم التي قدمت في رمضان الماضي مسلسلين هما “بالشمع الأحمر”
و”كابتن عفت”، وشيري عادل التي شاركت في “شيخ العرب همام”، وفي نفس المسلسل
ظهرت موهبة أخرى وهو مدحت تيخة الذي نجح في تقديم شخصية الرجل المبروك صاحب
الكرامات، وأيضا الفنان محمد عادل إمام الذي قدم دور ابن الفنانة يسرا في
مسلسل “بالشمع الأحمر”، ورحمة حسن في “أزمة سكر”، وكريم محمود عبدالعزيز في
مسلسلي “امرأة في ورطة” مع الفنانة إلهام شاهين و”بره الدنيا” مع شريف
منير، وكان مفاجأة هذا العام الطفل أحمد مالك الذي جسد دور الشيخ حسن البنا
في طفولته والذي أثار دوره إعجاب كل من شاهده وغيرهم من المواهب الشابة .
ورغم صغر مساحات أدوارهم مقارنة بالنجوم الكبار إلا أنهم استطاعوا أن يضعوا
أقدامهم على أولى سلالم الشهرة والنجومية، وهو ما جعل البعض يتساءل عن
خطواتهم المقبلة وعن مستقبلهم في عام ،2011 وهل سنراهم في بطولات مطلقة أم
مازال المشوار أمامهم طويلاً، وهذا ما تباينت حوله آراء النقاد.
يقول الناقد طارق الشناوي الذي اتفق في رأي إن شهر رمضان يعتبر فرصة
للمواهب الشابة لإثبات نفسها، أن من هذه المواهب التي لفتته الشيخ حسن
البنا “الصغير” وهو الطفل أحمد مالك . وأكد الشناوي أن مالك من الوجوه
الصاعدة الجيدة، حيث أجاد تجسيد حياة مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا في فترة
الطفولة، بقوة وأدرك تفاصيلها وتناقضاتها في مرحلة النمو والنضوج الجسدي
والفكري، كما أنه برع في نطق اللغة العربية الفصحى التي يعجز عن نطقها
الكثير في عمره، ورغم أنه سبق وشارك في فيلم “مفيش فايدة” مع مصطفى قمر
ومسلسل “أحلامنا الحلوة”، إلا أن حسن البنا كان دور عمره .
وأضاف الشناوي أن الوجه الثاني الذي لفته هو مدحت تيخة أو الشيخ “سلام”
الذي وصفه الشناوي قائلاً: “بركة الشيخ همام” نجم شاب تألق في تجسيد دور
“الشيخ سلام” الشقيق الأصغر لشيخ العرب همام “صاحب الكرامات”، والذي يعتبره
“همام” “قلبه”، وهي الشخصية التي رشحه لها المخرج حسني صالح، واجتهد “مدحت”
في رسم ملامح الشخصية فأداها بعبقرية لافتة وتمس القلب . وأشار الشناوي إلى
أنه رغم مشاركة مدحت تيخة بعملين في دراما رمضان 2010 وهما “شيخ العرب
همام” و”أكتوبر الآخر”، فإن نجاح دوره في الأول طغى على نجاحه في “أكتوبر
الآخر”، وأرجع الشناوي هذا السبب إلى أن الموهبة وحدها لا تكفي، ولكن
يلزمها عوامل أخرى بجانبها مثل السيناريو الجيد والمخرج المخضرم والبطل
الذي يقف أمامه الوجه الجديد ليوجهه بخبرته .
وتابع الشناوي أن تيخة يمتلك موهبة كبيرة لكن عليه استغلالها في أدوار تبرز
موهبته، وأن يبحث عن الأدوار المركبة التي تخرج طاقات الفنان، وأكد “أنه لو
قام بهذا فسيقدم أعمالاً أكثر نجاحاً في الأعوام المقبلة” .
من جانبه قال مدحت تيخة ل “الخليج”: “مازلت أجني نجاح دوري في “شيخ العرب
همام”، حيث عرض عليّ عدد كبير من السيناريوهات السينمائية والتلفزيونية”،
وأضاف: المخرج حسني صالح هو من رشحني لدور سلام، وأكد لي أنه سيكون دور
عمري، بعدها التقيت الدكتور يحيى الفخراني والفنانة صابرين والمؤلف
عبدالرحيم كمال الذين أيدوا ترشيحي، وقالوا إنني مناسب جداً للشخصية،
والحقيقة أن الصدفة لعبت دوراً كبيراً في اختياري لهذا الدور، لأن أهم شيء
بني عليه الاختيار كان التشابه بيني وبين الدكتور يحيى الفخراني سواء في
الملامح أو في الجسم، وأنا سعيد جداً بنجاح الشخصية وتأثيرها في الناس
الذين أصبحوا ينادونني باسمي، وهذا شعور لم أجربه من قبل، وكنت في قمة
سعادتي وأنا أتلقى اتصالات من نجوم كبار يهنئونني على دوري مثل الفنان
توفيق عبدالحميد والفنانة وفاء عامر .
أما الناقدة ماجدة موريس فأكدت أن دراما رمضان هذا العام أثبتت نجاح
المواهب الشابة، ولمعت اسماء جديدة أكثر من نجاح النجوم الكبار الذين تعود
على رؤيتهم جمهور التلفزيون، وأصبح ينتظر رؤية المواهب الصغيرة، وضمت
الدراما هذا العام أكثر من اسم منهم شيري عادل أو “ليلة” كما كان اسمها في
مسلسل “شيخ العرب همام”، ورغم طلتها المميزة في العديد من الأعمال
السينمائية والتلفزيونية، إلا أن دور “ليلى” ابنة الشيخ إسماعيل يعتبر دور
عمرها كما تقول موريس، خصوصا أنه شديد الصعوبة، ف “ليلى” هي ضحية عادات
وتقاليد متوارثة عانت بسببها من القهر الذكوري في علاقتها مع زوجها الثاني
رغم عشقها لجابر، وعبرت شيري عن إحساسها بالتناقضات من حولها وخوفها الشديد
وعدم إحساسها بالأمان، وكأنها شخصية تخرج من كتب الحواديت ببساطة وعمق .
وأضافت موريس أنها تتوقع لشيري خلال الفترة المقبلة أعمالاً ناجحة، شرط ألا
تستعجل البطولات المطلقة، التي اعتبرتها موريس الفخ الجميل الذي يقع فيه كل
النجوم في بداياتهم، حيث يخطف بريق النجومية أنظارهم دون النظر إلى طبيعة
ومضمون الأدوار التي سيقدمونها بعد ذلك، وكأن حلم البطولة المطلقة يكتب
نهاية مشوارهم .
ووافقت موريس الناقد طارق الشناوي في الرأي حول نجاح الموهبة الجديدة مدحت
تيخة، وأرجعت نجاحه لتعلق الأطفال والكبار به حتى حظي بنسبة عالية من
المشاهدة بعد أن جذبهم إليه بتلقائيته غير المعهودة في ممثلي الدراما، فقد
كان أداؤه لشخصية الشيخ سلام مفاجأة للجمهور المصري والعربي، وقد أبكى مشهد
رحيله الملايين، وتمنوا لو استمرت به الحياة إلى آخر دقيقة من عمر المسلسل،
لكنها مشيئة المؤلف .
كما أجمع أكثر من ناقد وناقدة على موهبة الفنانة الشابة إيمي سمير غانم،
حيث قال عنها الناقد عصام زكريا: “إيمي لديها طاقة فنية هائلة وقدرة على
تقديم مشاهد مليئة بالمشاعر والدراما القوية، وتألقت في دورين مهمين أمام
نجوم كبار، في مسلسلي “بالشمع الأحمر” أمام يسرا وهشام عبدالحميد، و”كابتن
عفت” أمام ليلى علوي وعابد فهد، وهو ما جعلها تفوز بلقب أفضل نجمة شابة
جديدة في أكثر من استفتاء هذا العام كان آخرها استفتاء مؤسسة الأهرام .
وأضاف زكريا أن وقوف إيمي أمام نجوم كبار في بداياتها سيكسبها خبرة يحتاجها
كل فنان في البداية، وسيقصر عليها المشوار .
كما أثنى زكريا على دور الفنان محمد عادل إمام في مسلسل “بالشمع الأحمر”
قائلاً: “اجتهد محمد عادل إمام كثيراً في المسلسل حيث قدم شخصية طالب في
كلية الطب ابن يسرا وطليقها سامي العدل، وجاء أداؤه متميزاً، وظهرت توجيهات
المخرج سمير سيف كثيراً على أدائه خاصة في المشاهد الصعبة التي تطلبت أداءً
هادئاً وتعبيراً بالوجه والعينين” . وأشار إلى أن محمد يحتاج في الفترة
المقبلة إلى مساحات أكبر في الأعمال التي سيرشح لها ليستطيع إظهار مواهبه .
الناقد عصام زكريا أعجبه أداء الممثلة منى هلا فقال: “رغم أنها سبق وقدمت
العديد من الأدوار المميزة، إلا أن دورها في “قصة حب” كان لافتاً . وأضاف
:”أعطاها المسلسل مساحة واسعة من التألق والإبداع، خصوصاً أن شخصية “ريم”
التي تحلم باقتحام عالم الفن إلا أنها تخشى شقيقها ضابط أمن الدولة وغضب
أسرتها، قدمتها منى بشكل مدروس وهدوء شديد دون انفعالات مبالغ فيها، حتى في
مشاهد أزماتها الزوجية وخلافاتها مع زوجها، وهو الدور الذي يضع منى في
مرحلة متقدمة” .
من المواهب التي لفتت الأنظار خلال عام ،2010 الفنان محمود عبدالمغني الذي
قالت عنه الناقدة خيرية البشلاوي: “عبدالمغني أعاد اكتشاف نفسه من خلال
ثلاثة أدوار مهمة ومتنوعة، الأول لشاب عاشق شاء قدره أن يكون قاطع طريق
وقدمه في مسلسل “شيخ العرب همام” أمام يحيى الفخراني وصابرين ،وهو الدور
الذي يجبرك أن تتعاطف معه، وأمام حبه ل”ليلة” تنسى أنه قاطع طريق، والثاني
لشاب فقير يواجه ظروفاً شديدة القسوة في مسلسل “الحارة”، والثالث لشاب
يعاني البطالة والضياع في “مذكرات سيئة السمعة”، وبذلك وضع عبدالمغني قدمه
على طريق النجومية .
ولم تقتصر المواهب الشابة الناجحة على المصريين فقط، ولكنها شملت العرب ككل
حيث كان للناقد رفيق الصبان رأي آخر في مواهب ،2010 إذ أعجبه الممثل السوري
الشاب علاء الزيبق وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وجسد نفس دوره في الحقيقة
في مسلسل “وراء الشمس” أمام باسل خياط وبسام كوسا وصبا مبارك، ورغم أن علاء
يعتبر من “المعاقين” إلا أنه أثبت أن الموهبة لا تعترف بأي عجز حتى ولو كان
عجزاً ذهنياً .
وأضاف الصبان: برع “علاء” في تجسيد الدور، وأتذكر له مشهد وفاة والدته حيث
جاء صراخه ونحيبه وكأنه يقول “أنا إنسان مثلي مثلكم أشعر وأحزن وأتألم”،
وكانت كلماته مؤلمة للغاية منها “يا غالية يا أمي”، “يا حبيبتي يا عمري”،
وفي لقطة أخرى جلس “علاء” يبكي على نعش والدته، وظهر المشهد وكأنه حقيقي
ومن الصعب أن يمر على المشاهد مرور الكرام دون أن يتعاطف معه.
الخليج الإماراتية في
29/12/2010 |