تسمى لؤلؤة الدراما السورية، ويطلق عليها المتابعون صفات وألقابا
كثيرة، ومنها الفنانة الممنوعة، فهي إضافة لأدائها التمثيلي المميز والمتقن
تمتلك صوتا جميلا عذبا تابعه الجمهور من خلال أغان قليلة خاصة بها، ومن
خلال الغناء في عدد من المسلسلات التلفزيونية، وصفة التنوع لديها تمتد
لمجال تقديم البرامج التلفزيونية المنوعة والخفيفة التي قدمتها عبر قنوات
فضائية فنالت متابعة وإعجاب المشاهد، لما تميزت به من خلال هذه البرامج
بخفة دمها وسلاسة أدائها وبراعتها في التقديم، وهي داخل الاستوديو أو حتى
خارجه، ولم تكتف بكل هذا التنوع، بل كانت حاضرة حتى في مجال التأليف
الدرامي؛ فألفت سيناريو لأعمال تلفزيونية متنوعة غلب عليها الطابع
الاجتماعي، كمسلسل «عشتار» وغيره، ولكنها تبقى الفنانة الشاملة والممثلة
التي تجيد تجسيد جميع الأدوار والشخصيات من التاريخي وحتى البدوي، والأعمال
الاجتماعية المعاصرة، عبر مسيرتها الفنية المستمرة من 15 عاما. إنها
الفنانة السورية (أمل عرفة) التي التقتها «الشرق الأوسط» في دمشق، وكان
الحوار التالي:
·
لم نشاهدك في أعمال من البيئة
الشامية، ما هي في رأيك أسباب نجاح هذه الأعمال وكيف يمكن المحافظة على
نجاحها، وعدم حصول ملل وتكرار في مواضيعها؟
- النوع في حد ذاته يتمتع بجاذبية عالية إن كان على مستوى بساطة
الحكايات والشخصيات وطريقة سرد الأحداث ومعالجتها. هذا ينطبق على الكثير من
الأعمال الشامية ولا ينطبق على البعض الآخر الذي حقق معادلة الجماهيرية
والعمق بنفس الوقت، وأكاد أن أجزم بأنه الحنين الموجود لدى المتلقي العربي
لتلك الفترة وتلقائية العلاقات بين الناس في ذاك الوقت. والحفاظ على مستوى
هذه الأعمال يأتي من الوعي بقيمتها كنوع، وليس من باب التجارة البحتة على
مبدأ أنه عمل شامي وضارب؛ ففي هذا العام حدث وعرضت الكثير من الأعمال
الشامية المتدنية.
·
هل لك مشاركات درامية خارج سورية
حاليا؟ وما رأيك في ظاهرة وجود النجوم السوريين في الدراما المصرية؟
- بعض تجارب النجوم السوريين في الدراما المصرية تحسب لهم، وتجارب
البعض الآخر لم تكن موفقة. أما بالنسبة لي فلم أتلقَّ عرضا في الدراما
المصرية على مستوى فني يستحق مني المجازفة، لذلك أعتذر على الفور؛ فالذهاب
أو التواجد في الدراما المصرية ليس هاجسي بقدر ما أركز على القيمة الفنية
في العمل إن كان في سورية أو خارجها..
·
ما رأيك في الأعمال التركية
المدبلجة ومقولة تأثيرها على الدراما السورية وضياع حق الممثل السوري الذي
اشتهر على أكتافه الممثل التركي في العالم العربي؟
- لا أرى خطرا يداهم الدراما السورية من المسلسلات التركية المدبلجة،
وإن كانت الدبلجة باللهجة السورية أسهمت جدا في رواج الأخيرة، إلا أننا
نذكر جميعا عاصفة المسلسلات المكسيكية منذ سنوات، وكيف آتت الدراما التركية
لتأخذ مكانها، وهذا ما أعتقد أنه سيحدث بعد قليل مع الدراما التركية ليأتي
نوع آخر ويكتسح الساحة. النجاحات الراهنة غير متأهلة للبقاء، حتى وإن كرست
لزمن معين.
·
أنت فنانة متنوعة تملكين صوتا
جميلا لم نعد نسمع أغاني جديدة لك.. ما هي الأسباب؟ وكيف تقيمين تجربة
الديو مع أحد المطربين السوريين قبل سنوات؟ ولماذا لم تستمر؟
- سبق أن ذكرت أكثر من مرة الأسباب، وباختصار أقول إن الغناء مشروع
قائم بنفسه، وهذا المشروع لم أعطه من وقتي كما يستحق، فبقي عندي مشروع
موهبة أمارسها من وقت لآخر، أما الديو الذي أطلقني وكان له الفضل في شهرتي
الباكرة فهو أغنية «صباح الخير يا وطنا» مع فهد يكن، الذي خسرته الساحة
الغنائية العربية بقرار منه، حيث توجه إلى مجال آخر تماما وأتمنى له
ولعائلته الكريمة التوفيق.
·
كيف تنظرين للدور والوظيفة التي
يمكن أن يؤديها الفن في المجتمع؟ ومتى ترفضين أداء أدوار وتجسيد شخصيات
معينة، الأسباب وحالات الرفض والموافقة؟
- الرفض والقبول هما الحق الأوحد للممثل في الدراما السورية، أما أنا
فقد حاولت وأحاول كسر هذا السقف بكتابة نصوصي، كما حدث في مسلسلي «دنيا»
و«عشتار»، وأنا على أبواب الانتهاء من كتابة مسلسلي الثالث «هدية». أما
فيما يتعلق بالأدوار التي تعرض علي فبالدرجة الأولى أبتعد عن التكرار حتى
لو كان الإغراء المادي كبيرا، كما أنني أقدر احترام الناس لمكانتي وثقتهم
بي فلا أتبجح، ولا أكثر من زيف تواضع خائب. أعرف ما أنا عليه بعين الخبرة
التي أكسبتني إياها سنوات العمل والدراسة، والجهود وسلسلة النجاحات التي
امتدت على مدى عشرات الأعمال، كما أنني أشعر مع بداية أي عمل أنني هاوية
تكتشف ملامح المهنة في كل جديد وتعاود اكتشاف نفسها، ولكني باختصار أعمل
بحب دون أن أضع في اعتباري سوى المتلقي الذي علي أن أحترمه كائنا من كان،
ولا أفكر في الوسط كثيرا.
·
هل لدى أمل عرفة خطوط حمراء في
التعامل مع الشخصية أو مع الجهة المنتجة أو المخرج؟ وهل تطلبين تعديلا ما
في الشخصية من المخرج مثلا؟
- في السابق كانوا وكنت ربما معهم في نظرية أن الممثل هو الحلقة
الأضعف في لعبة صناعة الدراما، لكني ضد هذه النظرية الآن، فالممثل كما
المخرج وكما المنتج تماما يحق له أن يضع مخرجا أو منتجا على اللائحة
السوداء..
أما فيما يتعلق بآلية العمل مع منتج أو مخرج فما يهمني هو مستوى
العلاقة الإبداعية والحفاظ على سلامتها من جنون العظمة..
·
متى تجلس أمل عرفة مع نفسها
وتراجع ما أنجزته؟ وهل تنتقدين نفسك بقسوة مثلا وأنت تراجعين وتشاهدين ما
قدمتِه من أعمال؟
- البوصلة بداخل الفنان يجب أن لا يتكدس عليها الغبار، وإلا وقعنا
جميعا في فخ استظراف الذات والطرب لكل ما نقوله، لذلك تعودت أن لا أستذوق
نجاحي كثيرا وأن لا أسترخي له وأن أعترف بوجود مساحة للآخر بقربي، حتى لو
سمح لنفسه واهما بحق الدخول في مساحتي، فهذا جزء من مراهقة مهنية تصيب
البعض الذين هبطت الشهرة عليهم بصدفة حظ ونجاح واحد. في بعض المرات أنتقد
نفسي بشدة وأقسو لدرجة أنه حتى لو كل ما حولي أثنى على مشهد قمت به مثلا،
أكون أنا الوحيدة التي تعلم أنه كان بإمكاني القيام بأفضل من ذلك، وفي بعض
المرات أنصف نفسي قليلا.
·
هل تشاهدين الدراما الخليجية؟
وما رأيك فيما حققته في السنوات الأخيرة؟ وهل هناك تواصل بينك وبين ممثلي
الدراما الخليجية؟
- في هذا العام وجدت تفوقا عالي المستوى في الدراما الخليجية ووجدت
حضورا نسائيا أخاذا على مستوى عمل الممثل، وهذا ليس بغريب على دراما خليجية
تعتبر متفتحة على ثقافات الغير ومتابعة لإحداثيات الدراما العربية.
·
في مجال التقديم التلفزيوني هل
لديك برامج جديدة منوعة، وكيف تنظرين لتجربة الممثل المذيع في القنوات
الفضائية؟
- لست ضدها بالتأكيد، وإلا لما كنت من أوائل الممثلين الذين خاضوا هذه
المغامرة.. التقديم نافذة أخرى للممثل وحضور آخر بحاجة إلى قبول من
المتلقي، وقد يكون هذا القبول متوفرا عند الممثل وقد لا يكون.. في الحالتين
على الممثل الذي سيقدم على هذه التجربة أن يكون شديد الإخلاص مع نفسه،
والحكم على تجربته كي لا تتأثر مسيرته كممثل.
·
ما هو حلم ومشروع أمل عرفة
الكبير الذي تطمح لتحقيقه وتأمل أن تحققه مستقبلا؟
- أن أبقى أغرد خارج السرب بكل المقاييس، وأن أزداد قوة، حتى لا أقع
يوما تحت أقنعة اللطف المفتعل أو حتى الغرور، وأن أستمر في قول الحق حتى لو
على نفسي لكي أورث أولادي سمعة طيبة وفخرا بأمهم.
وفي المحصلة، أعيش حياتي بسلام بعيدا عن الأحلام الكبيرة، لكني أجد
الجهد الذي أقدمه في سبيل شفاء روحي من آفات المهنة والوسط الفني حلما
مستعصيا على الكثيرين والكثيرات من الذين يعملون ونعمل معهم في المهنة.
·
أنت متزوجة من الفنان عبد المنعم
عمايري، كيف هو الوضع العائلي؟ وهل كما يقول البعض إن زواج الفنانة من فنان
قد يفشل لأسباب الغيرة في النجاح والعمل؟
- وضعنا العائلي لا يختلف عن الوضع العائلي لأي اثنين متزوجين خارج
المهنة، ولا وجود للغيرة إلا على مصلحة الطرف الآخر؛ فنجاح زوجي هو نجاحي
والعكس صحيح.
·
ما هي الهوايات الأخرى لأمل عرفة
والاهتمامات الأخرى؟
- تبقى هوايتي الأولى ورياضتي الدائمة هي السباحة والمطالعة، ولعل
الهواية الأجمل هي ما منحني إياها الله؛ نعمة الأمومة التي أعيشها بفرح
وطاعة وشكر. ابنتاي هما الحقيقة المطلقة في حياتي، وبيتي هو بري وبحري.
·
ما رأيك بمقولة عودة الشللية
للوسط الفني السوري كظاهرة كانت قد اختفت وعادت لتظهر من جديد؟
- لست ضد الشللية عندما يوظف الجميع في مكانه، لكن الفيصل في هذه
المسألة هو الزمن والوقت والتقييم الذي قد يأخذ سنوات طويلة، أما أنا فشلتي
هي موهبتي.. (تضحك أمل) ألم أخبرك أني خارج السرب؟
·
هناك من يقول بتباين أجور
الممثلين السوريين وإعطاء الأجور المرتفعة منذ سنوات قليلة ماضية وما زالت،
بسبب إعطاء الفنانين السوريين أجورا مرتفعة في مصر، لنجوم الصف الأول على
حساب نجوم الصفوف الأخرى؛ ما رأيك بهذا القول؟
- سألت الشخص الخطأ؛ فمسألة الأجور هي مسألة شخصية ولا يجب التصريح
عنها، والأجور في سورية متفاوتة وإذا كانت بعض التصريحات الرنانة من هنا
وهناك بارتفاع أجر فلان أو فلانة تصيب البعض بالدهشة فأنا تصيبني بالضحك،
لأنه من المعروف بقانون التجارة بأن السلع الرخيصة هي التي تعرض باستمرار،
وأن السلع الغالية هي النادرة وغير المطروحة على واجهات المحلات، وأقصد
«الفضائيات»... أما في مصر فأنا لم أعمل هناك بعد، ولذلك لا أستطيع الرد؛
فلا معلومات لديّ.
الشرق الأوسط في
17/12/2010
أزمة تجسس داخلي تعصف بـ «فرانس
24»
باريس - ندى الأزهري
لا تزال تداعيات أزمة التجسس الداخلي التي هزت مؤسسة «السمعي البصري
الخارجي لفرنسا» تتفاعل منذ الأسبوع الماضي، قبل ان تتوَج الثلثاء بنشر
رسالة وقعها 11 مديراً ومعاون مدير يعملون في محطة «فرانس 24»، يعلنون فيها
مقاطعتهم أي اجتماعات تنظمها أو تشارك فيها المديرة العامة المنتدبة
للمؤسسة كريستين أوكرانت.
وفي رسالة نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، أعلن المديرون المقاطِعون،
ومنهم
مديرة القسم العربي، «فقدان روابط الثقة» بينهم وبين المديرة، وعدم رغبتهم «بالمشاركة في اجتماعات بحضورها»، مؤكدين
عدم تأثير قراراتهم على «الأداء الحسن
للتحرير وللمؤسسة».
وكانت الأزمة بدأت مع كشف أسبوعية «ماريان» قضية تجسس داخلية على
العاملين في
مؤسسة السمعـــي البصــــري، المسؤول عن البـــث الخارجي لفرنسا والذي
تنضوي
تحــــت جناحه محطة «فرانس 24» واذاعة فرنسا الدولية وقناة «تي في 5»
(القسم التابع
منها لفرنسا). وتفاقم الوضع حين أوقفت معاونة مباشرة مقربة من أوكرانت عن
العمل بعد
اكتشاف وجود أكثر من مليوني ملف مأخوذ من خوادم المؤسسة في حاسوبها الشخصي.
وأنكرت أوكرانت التي أتهمها معاونوها بالكذب وبأنها أصل الأزمة، كل
صلة لها
بالقضية، وقالت: «أنا مصدومة من هذا التصرف». ودحضت «الإدعاءات» التي وجهت
إليها
ودفعت عن نفسها كل تهمة، فبالنسبة اليها لا يوجد انعدام ثقة والاتهامات
التي وجهت
اليها بالتواطؤ في القضية «لا اساس لها من الصحة».
كريستين أوكرانت، وهي زوجة وزير الخارجية السابق برنار كوشنير، كانت
مذيعة
ومحاورة شهيرة في التلفزيون الفرنسي العام والخاص قبل أن يعينها عام 2007
رئيس
الجمهورية نيكولا ساركوزي مع ألان دو بوزياك في مؤسسة السمعي البصري
الخارجي
لفرنسا.
وكانت خلافات مع المدير العام بوزياك ظهرت إلى العلن حين اصدر قراراً
الصيف
الماضي بتغيير تسمية منصبها من مدير عام إلى مدير عام منتدب.
ومنذ ظهور القضية إلى العلن حاولت أوكرانت، التي يطلق عليها بعضهم لقب
«الملكة»
لما تتمتع به من سلطة، الظهور في برامج اذاعيةـ وتلفزيونية معروفة، ومنها
«النشرة
الكبرى» على «كنال بلوس» لإقناع الجمهور والعاملين معها بعدم
مشاركتها في قضية
التجسس.
وفي حديث أذيع الأربعاء على «أوروبا 1» أعلنت «استغرابها» قرار مقاطعة
مديري «فرانس
24» لها، وقالت: «سأقاوم وسأقاتل حتى النهاية».
الحياة اللندنية في
17/12/2010
«دراما»
لبنانية
ابراهيم العريس
حـين تــــسأل أهل «الدراما اللبنانية» عن سبب التراجع البيّن
والمتواصل في هذه
الدراما، يحيلونك بسرعة الى البعد المالي قائلين ان الدراما المحلية لم تعد
قادرة
على خوض أية منافسة مع الدراما المصنّعة في بلدان عربية أخرى، بسبب
الافتقار الى
المال اللازم، ويروحون مقارنين بين ما ينفق هنا وينفق هناك.
الى حد ما، لا يمكن المجادلة طويلاً في هذا... فالمال عنصر أساس،
وبفضله يمكن
تطوير التقنيات وتوسيع دائرة الإنتاج والاستزادة في عالم الديكورات
والكومبارس
والأكسسوارات وما شابه. ولكن ماذا عن النواحي الإبداعية؟ ما دخل المال في
جودة
النصوص واختيار المواضيع وأداء الممثلين وتقنيات الإخراج وبقية
ما تبقى من نواح
تعتمد على المواهب والإبداعات الفردية؟
ان حل المسألة يجب أن يبدأ من هنا. من واقع ان من يكتبون هذه النصوص
الغريبة
العجيبة ويرسمون شخصياتها، هم «كبار» كتاب النوع في لبنان. ومن يمثلون هم
أصحاب
الأسماء الأبرز، فيما نعرف أن من يقومون بالمهمات التقنية، من أفضل مخرج
الى أبرع
عامل، هم النخبة، كما نعرف أن سينمائيين مرموقين يدخلون الحلبة
أحياناً. وفي معظم
الأحيان تأتي النتيجة واحدة: مسلسلات ركيكة، مواضيع مستهلكة، شخصيات تبدو
آتية من
الفضاء الخارجي، وحبكات تبدو الحبكات التركية أو المكسيكية، مقارنة بها،
أعمالاً
تستحق الأوسكار!
ودائماً حين تسأل يقولون ويكررون الأسطوانة ذاتها: الحق على المال...
فهل معنى
هذا، انه إن توافر المال ستحدث نقلة نوعية في كتابة فلان وفي رسمه شخصيات
عمله، أو
في مستوى أداء هذا البطل أو تلك النجمة؟ ولو توافر المال سوف «يكبس» المخرج
زراً في
آلة بدلاً من زر آخر؟ ولو توافر المال، سيستأجر للتصوير بيتاً
أكثر رحابة من البيت
الذي يصوّر فيه حالياً؟
للإنصاف نقول: أجل قد يحدث بعض التحسن في كل هذه المجالات. لكنه لن
يكون تحسناً
راديكالياً، ولن يقلب أية موازين: ما سيكون راديكالياً ويقلب الموازين ليس
أقل من
اعادة النظر في المواضيع والكتابة، والاهتمام بشكل جدي بفن علينا ان نتذكر
انه كان
سباقاً قبل عقدين وأكثر إذ أنتج في هذا البلد و«علّم الآخرين»
فن الدراما
التلفزيونية، كما يحلو لكثر أن يقولوا. مزيد من الجدية والتوقف عن «النق»
وتعلم
الدروس من الآخرين بدلاً من تذكيرهم بدروس الأسلاف. وإلا فإن فرصاً كثيرة
ستظل
ضائعة.
الحياة اللندنية في
17/12/2010
«كلام
هونيك ناس»
مالك القعقور
يقدم برنامج «كلام هونيك ناس» على قناة «أو تي في» اللبنانية، نمطاً
جديداً من
برامج الحوار الكثيرة جداً على التلفزيونات بكل صنوفها وتوجهاتها.
الجديد هنا، هو دمج برامج الحوارات التي يفترض أنها رزينة مع رجال
يتعاطون
السياسة والشأن العام، بالبرامج الكوميدية الساخرة الحاضرة بقوة على
الشاشات
اللبنانية بعدما استنسخت الفرق الكوميدية نفسها لتقلد برنامجين أساسيين
كانا
سبّاقين الى هذا النوع من البرامج هما «بس مات وطن» على «أل بي
سي»، و«أس أل شي»
الذي كان يقدم على «أم تي في» قبل إقفالها وانتقاله الى «المستقبل» باسم
«لا يمل».
والجديد في «كلام هونيك ناس» أيضاً، هو أن مقدّمه زياد سحّاب لم يأت
من عالم
التمثيل، بل جاء من عالم الموسيقى الذي أخذه باكراً وراح يعزف ويؤلف ويلحن
أغاني
تعرف في لبنان بأنها «وطنية»، أي تلك الأغاني التي تغني للوطن والشعب
وبخاصة الفئات
الفقيرة و«الشحادين».
وأحضر سحّاب عدداً من زملائه الموسيقيين معه الى البرنامج ليكون لهم
في بعض
أوقات الحلقات حضور عزفاً و«قفشات».
فكرة البرنامج تقوم على نقد برامج الحوار نفسها، من خلال تظهير سحاب
نفسه مرشداً «اعلامياً»
لزوجته ايزابيل نون «المعجبة» بالاعلامي مارسيل غانم مقدم برنامج «كلام
الناس» على «أل بي سي»، ويعطيها توجيهات لتغدو نظيرة لمارسيل، بضحكه وساعة
يده...
وكل ذلك أمام الجمهور والضيف السياسي طبعاً، الذي يدخل في لعبة السخرية من
كل شيء
ويجيب عن أسئلة بعضها عفوي وبعضها مركب.
البرنامج بدأ يلقى استحساناً عند الجمهور ولا يشعر من يتابعه بملل، بل
يجد نفسه
متشوّقاً لرؤية القفشة المقبلة أو السؤال الجديد وإجابة الضيف عنه. ولكن
على رغم
ذلك يجد بعض الجمهور في أداء زياد سحاب تقليداً لزياد الرحباني الذي سبقه
بعقود إلى
تقديم مسرحية كاملة متكاملة قوامها السخرية من الفن الذي صنعه
أهله (الرحابنة)
أولاً ومن الاعلاميين ثانياً ومن المنتجين ثالثاً ورابعاً وأساساً
اللبنانيين
الطائفيين المذهبيين الذي يعجزون حتى عن تقديم مسرحية يقولون
فيها ولو تمثيلاً إنهم
إخوة.
كل هذه الأمور التي يحاول سحاب الحديث عنها، قدّمها زياد الرحباني قبل
أن يولد،
وما برحت الأجيال الجديدة تسمعها وتتعلق بها. ولعل إعادة قولبتها لئلا نقول
تقليدها
من قبل سحاب وتقديمها تلفزيونياً، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ايجاد مبدع
جديد على
طريقة زياد الرحباني في كل شيء: الكتابة والتلحين والمسرح وطبعاً التلفزيون.
الحياة اللندنية في
17/12/2010
ظاهرة «إيزل» التركية تصل إلى شاشة «أبو
ظبي الأولى»
أبو ظبي - «الحياة»
بعدما حقق مسلسل «إيزل» ضجة كبيرة في تركيا واشترته اكثر من 30 قناة
تلفزيونية حول العالم، نجحت قناة «أبو ظبي الاولى» في الحصول على حقوق
دبلجته وعرضه في العالم العربي ابتداء من الخميس المقبل.
المسلسل الذي حصد تسع جوائز في تركيا هذا العام، مأخوذ عن رواية «مونت
كريستو»
الشهيرة للكاتب الفرنسي الكسندر دوما، وتدور قصته حول الحب والخيانة
والصداقة
المزيفة من خلال ثلاثة أصدقاء وامرأة. تنطلق الأحداث حين يكتشف
«عمر» أو «إيزل»
خيانة أصدقائه له، فيعود لينتقم بعد أن غير وجهه وملامحه.
تشارك في العمل مجموعة من نجوم الدراما التركية الذين عرفوا شهرة في
العالم
العربي، مثل كنان أمير زوغلو، بطل «دموع الورد»، وإيجيت أوشينير صاحب
الأداء
المتميز في مسلسل «دقات قلب»، وصدف أفجي بطلة مسلسلي «رماد الحب» و «ميرنا
وخليل».
ويشهد المسلسل عودة الفنانة السورية لورا أبو أسعـــد إلى وراء
الميكروفون لتؤدي
دور «عيشة»، ويشاركها الدبلجة محمد حداقي في دور البطولة (إيزل) بالإضافة
إلى
مجموعة من الممثلين مثل ثراء دبسي، إياد أبو الشامات وحسام الشاه.
الحياة اللندنية في
17/12/2010
يشارك في مسلسل «للحب زمن آخر»
إبراهيم الزدجالي: الإنتاج وجع رأس
صفا صالح
يواصل الفنان العماني إبراهيم الزدجالي تصوير دوره في المسلسل الدرامي
الاجتماعي «للحب زمن آخر» الذي يطل من خلاله في ثوب رومانسي جديد كما عودنا
في الفترة الأخيرة لكونه يجيدها ببراعة خصوصا لأن شكله وهدوء ملامح وجهه
تجعله متميزا في هذا المكان، ابراهيم الزدجالي الذي يعد ويحسب لإطلالته
دائما يحضر أيضا للخوض في تجربة عربية بالإضافة إلى نيته تصوير الجزء
الثالث من مسلسل «ليلى»، بين جديده على مستوى الدراما وابتعاده عن المسرح
دار هذا الحوار:
• ما جديدك في الفترة الحالية؟
- أصور مسلسلا دراميا اجتماعيا رومانسيا بعنوان «للحب زمن آخر» إنتاج
خالد البذال، تأليف سلام أحمد وإخراج سامي العلمي يشاركني البطولة هيفاء
حسين، جاسم النبهان، أحمد السلمان، ووفاء مكي، وأجسد من خلاله شخصية الشاب
الرومانسي المتأمرك، كما أحضر للخوض في تصوير الجزء الثالث من مسلسل «ليلى»
لمصلحة تلفزيون أبو ظبي.
تأثير الرومانسية
• ما سبب ارتباطك في الفترة الأخيرة بالأعمال
الرومانسية؟
- لأني شعرت بأن صداها أكبر من الأدوار الأخرى، ووجدت نفسي فيها لأن
الحدوتة الرومانسية تأخذ المشاهد بعيداً عن المشاكل والقضايا والهموم
واعتقد أنها مؤثرة أكثر من غيرها.
• إذن لماذا حكرك المنتجون في تجسيد هذه الأدوار؟
وهل الممثل الذي يجيدها أصبح نادرا؟
-لا أعرف ولا أستطيع تقييم نفسي ولا أصرح بأني الوحيد الذي يتصدى لهذه
النوعية من الادوار، ولكن الحكم يترك للمشاهدين والنقاد، إنما عليّ
الاجتهاد والاختيار المميز والتوفيق من الله.
• هل رومانسيتك لا تخرج إلا أمام هيفاء حسين فقط؟
- (رد ضاحكا) المخرجون هم السبب، فهم الذين ربطوا اسمينا ببعض من بعد
نجاح الجزء الأول من مسلسل «ليلى» لكن شخصية بدر مختلفة تماما عن مبارك
الذي أجسده في مسلسل «للحب زمن آخر».
• تميزك في هذه الأدوار يثير فضولنا لهذا السؤال
هل أنت رومانسي في البيت مثل التلفزيون؟ وهل تعاني من غيرة زوجتك؟
- تظل هذه الشخصيات أدوارا تمثيلية، لكنني بالطبع رومانسي في البيت مع
زوجتي وابنائي وأهلي، فالعاطفة والشجن في تنامٍ مستمر داخل نفسي، أما زوجتي
فتعدت هذه المرحلة بعد السنين والعشرة، فهي دائما تقف إلى جانبي، وتحمل عني
كل المسؤوليات الخاصة في البيت، والحمد لله الغيرة ليس لها وجود نهائيا في
حياتنا.
إطلالات محسوبة
• ما سبب قلة أعمالك مقارنة بزملائك الفنانين؟
- هذا الأمر أفضل لي وللمشاهدين، فيجب أن تكون إطلالتي مدروسة
ومحسوبة، تضيف إلى رصيدي ولا تقلل من شأني ومن تاريخي لذلك يجب أن تكون
منتقاة.
• رأيك في مستوى الدراما الخليجية حاليا خصوصا مع
غزارة الإنتاج؟
- بالطبع باتت الدراما الخليجية متميزة بكتابها ومخرجيها وأيضا
بقنواتها المهمة في الخليج والوطن العربي عموما، وأصبحنا منافسين للدراما
السورية والمصرية، وحققنا انتشارا واسع النطاق، فإن لم تكن الأولى فهي من
المؤكد الثانية على الخريطة العربية.
دراما ومشاركات عربية قريبة
• أين أنت من الدراما العمانية؟
- الدراما العمانية موجودة لكنها للأسف لا تحتل أي أرقام بسبب قلة
الإنتاج من قبل الشركات الخاصة في عمان، فبات الإنتاج حكرا على التلفزيون
الحكومي الذي ينتج طوال العام خمسة أعمال فقط ويعرضها في شهر رمضان، ولا
يقوم بتوزيعها على الفضائيات الأخرى يكتفي بعرضها عبر شاشته، لذلك على
الشركات الخاصة أن تتصدى لتلك المشكلة وأن تبادر وتحرك المياه الراكدة، أما
بالنسبة لمشاركتي فيها فهي قليلة لعدة أسباب إما لأن الأجر المادي ضعيف، أو
لأن النص غير مناسب أو توقيت التصوير لا يناسبني لكن ليس هناك أي مانع آخر
من المشاركة.
• لماذا لم تبادر أنت في تحريك المياه الراكدة
وتتصدى للإنتاج؟
- لا.. لأن الإنتاج «وجع رأس» ولا أحب أن أضع نفسي في متاهات ليس لها
أول من آخر، فالإنتاج يحتاج حسابات كثيرة، بالإضافة إلى أنه سيشغلني عن فني
وأنا لا أحب تشتيت نفسي.
• هل هناك نيه في مشاركة عربية قريبة؟
- بالتأكيد فالمشاركات العربية أعتبرها شيئا جميلا، وإيجابيا لكونه
يعزز العمل الفني ويدعمه ويميزه، وسبق وشاركت في العديد من الأعمال، والآن
في طور إحياء هذه المشاركات، عن طريق راوية بياض رئيسة قطاع الانتاج التي
اتصلت بي وطلبتني في عمل تحضر له في الفترة المقبلة لكن لا أستطيع الافصاح
عنه حالياً.
عمل خليجي
• سمعنا بأنك في طور التحضير لعمل جديد على غرار
«أيام السراب».. فما صحة هذا الكلام؟
- نعم صحيح احضر لعمل خليجي ضخم لكنه هذه المرة مكون من 60 حلقة فقط،
وهو عمل اجتماعي رومانسي أيضا للمخرج الأردني إياد الخزوز سيصور في أكثر من
دولة لكن سأصرح عن تفاصيله لاحقا.
• وما فائدة التعب في تصوير عمل طويل كهذا ثم يجري
ايقافه كما هي حال «أيام السراب» الذي توقف عند الحلقة الـ70؟
- «أيام السراب» لم يتوقف، وعرض بالكامل على قناة
MBC المشفرة وسيعرض قريبا على القنوات المفتوحة، وكل ما اثير حوله إشاعات
مغرضة للنيل منه، لكن العمل مميز ولا يوجد فيه أي مشهد خادش للحياء لأننا
كممثلين رقباء على أنفسنا.
• أخيراً على الرغم من أنك خريج للمعهد العالي
للفنون المسرحية فإن مشاركاتك المسرحية تكاد تكون معدومة فما تفسيرك؟
- لا أحب المسرح الحالي لأنه بات تجاريا وهذا النوع لا أجد نفسي فيه،
فقد سبق وشاركت في عملين مسرحيين أحدهما للكبار وآخر للطفل لكن لم أحب هذه
التجربة لذلك ابتعدت عن المسرح نتيجة للسلوكيات غير اللائقة، أنا لا أحب
الرقص والغناء وأشعر بأنهما ابتذال وليس فنا، لكن القاعدة لا تعمم فهناك
الكثير من الأعمال المسرحية التي تستحق الاحترام ولكن الأكاديمية فقط
قليلة.
القبس الكويتية في
16/12/2010 |