أكد الفنان أشرف عبدالغفور أن مسلسله الدرامي الجديد الذي يعتزم التحضير له
حالياً.. تعترضه بعض العقبات المتعلقة بالتسويق.
حذر عبدالغفور من سطوة وهيمنة الإعلان والمعلنين في تقديم أعمال درامية
معينة بعيداً عن الهدف والمضمون المقدم لجماهير المشاهدين.
أضاف أن تلك الهيمنة تسببت في احجام المنتجين عن إنتاج أعمال درامية دينية
وتاريخية بسبب ضعف إقبال المعلنين عليها.. ومن ثم تخلفت أجهزة الدولة
المعنية بالإنتاج الفني عن إنتاج تلك النوعية من الأعمال متجاهلة حق
المواطن في المعرفة والتثقيف.
يري أن السر وراء عدم وجود فنانين يتحدثون باللغة العربية الفصحي بالقدر
الكافي في الوقت الراهن يكمن وراء غياب تلك الأعمال التي تتطلب الحديث
بالفصحي علي الرغم من زيادة الطلب علي المتحدثين بها في فئة الفنانين.
في حين دافع أشرف عبدالغفور عن كتاب الأعمال الدينية والتاريخية الذين
تناقص عددهم بسبب المعوقات التي تعترضهم في تنفيذ أعمالهم والتي كان آخرها
مسلسل "أسماء بنت أبي بكر" للمؤلف د.بهاء الدين إبراهيم الذي عاني للحصول
علي إجازة للمسلسل واستخراج بطاقة مرور للتنفيذ علي أرض الواقع.
طالب بضرورة تدخل الدولة لمساندة الإنتاج الديني والتاريخي ودعم كتاب
السيناريو الموهوبين في هذا المجال.. خاصة أنهم قلة.. نظراً لصعوبة الكتابة
لهذه الأعمال.
أشرف عبدالغفور الذي تميز في معظم أدواره وبطولاته الفنية.. لم يتردد في
تقديم الأدوار الثانوية كضيف شرف في عدد من الأعمال والتي كان آخرها شخصية
إمام الجامع الأزهر في مسلسل "شيخ العرب همام".
يؤكد أن العبرة بما يقدمه الدور من فكر ومساحة معلومات معرفية.. ومن ثم
انتقد عبدالغفور ظاهرة تحويل الأفلام القديمة إلي مسلسلات درامية حالية دون
أن تحمل في طياتها مضموناً يخدم الواقع الحالي.. بجانب ألا تكون للاستهلاك
الدرامي فقط.
أشار إلي أن ظاهرة انتشار المهرجانات الفنية في بلدان المنطقة العربية تعد
أمراً ايجابياً ومفيداً حتي وإن كان الإنتاج الدرامي المسرحي والسينمائي
قليلاً في حد ذاته.. ولكن مثل تلك الفعاليات تجعل منطقتنا العربية أكثر
انفتاحاً علي كل ما هو جديد.
أضاف أن مصر في حاجة إلي إعادة تلك البعثات للدراسة ومواكبة التطور
والاطلاع علي أحدث المفاهيم وطرق الأداء في الحقل الفني علي اختلاف أنماطه
وأشكاله.
في الشأن المسرحي أوضح أشرف عبدالغفور أن المسرح المصري في حاجة ماسة
للاهتمام به ورعايته في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الحالة التي يرثي
لها.
اقترح ضرورة وضع بنية أساسية وجديدة لبناء دور للعرض المسرحي الدرامي..
خاصة في مسرح الدولة أو المسرح القومي ومن ثم تخصيص نفقات مناسبة لتطوير
تلك الدور لكي تتماشي مع أشهر دور العرض الأوروبية.. بالإضافة إلي ضرورة
وضع سياسات تهدف إلي الارتقاء بمستوي ما يتم تقديمه علي خشبة المسرح.
وعلق الآمال علي عدد من المسارح المحدودة قائلاً: جميع المسارح المصرية في
حالة احتضار و"لا تستحق" الملايين التي تنفق عليها.. باستثناء مسارح
الأوبرا والمركز الثقافي ومسرح بيرم التونسي بالإسكندرية.
وقال إذا كان هناك تطور مشهود كل يوم في الفضائيات وغيرها.. فليس هناك أدني
قدر من التطوير في المسرح.
أضاف : جميع دور العرض المسرحي الموجودة في مصر متهالكة ولا تصلح للاستعمال
ولا تشجع علي الإبداع.. حيث إن أغلبها كان في الأصل قاعات للعرض السينمائي
وتم تحويلها إلي قاعات للعرض المسرحي.. والنتيجة أنه ليس لدينا خشبة مسرح
متطورة بالمعني الفني المعروف عالمياً.
فيما أرجع أشرف عبدالغفور أسباب انهيار حال المسرح المصري إلي عوامل إضافية
أخري منها تدني مستوي الكتابة للمسرح وغياب المؤلفين البارعين الذين أثروا
العمل المسرحي في مصر في فترة الخمسينيات ومنهم عبدالرحمن الشرقاوي ولطفي
الخولي وألفريد فرج وسعد الدين وهبة وغيرهم.
المساء المصرية في
24/11/2010
الحياة حذفت 30 دقيقة من (ولد وبنت)
وليد أبوالسعود
مفاجأة كبيرة كانت فى انتظار أسرة فيلم «ولد وبنت» مع أول أيام عيد الأضحى
المبارك مع عرض فيلمهم فى قناة الحياة سينما حيث فوجئوا بحذف وإعادة مونتاج
العديد من مشاهد الفيلم.
فى البداية أكد لنا المنتج محمد العدل أنه فوجئ بعرض الفيلم بالطريقة التى
عرضوه بها وخصوصا أن ما قاموا به هو شىء لم يحدث فى تاريخ القنوات الفضائية
وهو أنهم أعادوا مونتاج الفيلم الشىء الذى يسمح لنا برفع قضية وهم أبلغونى
أنهم سيصلحون الخطأ الذى وقعوا فيه ولكننى فوجئت بمن يبلغنى انهم قد أذاعوا
الفيلم بنفس الطريقة وهو ما يعنى أننى سألجأ للقضاء.
أما مخرج الفيلم كريم العدل فقد أكد لنا أنهم قاموا بإرسال انذار بوقف عرض
الفيلم مؤقتا لحين الاتفاق على صيغة معينة للعرض بطريقة لائقة خصوصا أنهم
عرضوا فيلمى «مرجان أحمد مرجان» و«الثلاثة يشتغلونها» كاملين أيضا وأنا
قطعوا لى مشاهد درامية مهمة لمجرد أن البطلة من وجهة نظرهم ترتدى ملابس
قصيرة وهو شىء غير حقيقى على الاطلاق وما قاموا به يمكن اعتباره إعادة
إخراج للفيلم مما يضر سمعتى واسمى وأنا أتعجب مما قاموا به فهم حذفوا 30
دقيقة من فيلمى فلماذا اشتروه لو كانوا سيحذفون منه كل هذه المدة؟!.
أما بطلة العمل مريم حسن فبادرتنا قائلة لو كانت كل قناة سينما سوف تقوم
بعرض الأفلام من منظورها الخاص لأصبحت كارثة وخصوصا مع تنوع قنوات السينما,
ويجب أن تفهم القناة أنها عندما اشترت فهى فقط اشترت حق العرض الحصرى ولم
تشتر الفيلم نفسه وأنت لو اشتريت غسالة وأردت أن تغير أحد خواصها فستتصل
بالشركة المنتجة لها فما بالك بفيلم يحمل وجهة نظر خاصة بصناعه.
والغريب أن بعض المشاهد التى حذفوها كانت فى الإعلان نفسه الذى أذاعته
القناة.
الشروق المصرية في
24/11/2010
تعطيل المشروع
بقلم: خالد محمود
فى حواره الإنسانى مع الإعلامية منى الشاذلى فى «العاشرة مساء» وضع الكاتب
الكبير وحيد حامد يده على موطن جرح كبير يعانى منه المجتمع السينمائى
وسيظل، وصفه حامد بأنه «داء تعطيل المشروع».
فهناك من يسعون لإصابتك اصابة مباشرة فى حلمك وقدرتك على الإبداع وثقتك فى
خيالك لتعيش كيانات أوهامهم ووهمهم، وتنمو أنانيتهم. كشف حامد جزءا من
المستور داخل العملية الإبداعية فى السينما عندما تكتب سيناريو جيدا
ومختلفا يظهر من يشتريه منك دون أن يعمل الفيلم ولن يرى النور بهدف تعطيل
مشروع إبداع المواطن المصرى، وهذا ليس فى الفن فقط بل فى الرياضة والاقتصاد
والسياسة وكلها أمور شريرة.
وما ذكره حامد حقيقة لمستها بنفسى بل وأعادتنى بالذاكرة لمشهد مؤلم حينما
قال لى أحد الزملاء الموهوبين أن أحد نجوم الكوميديا قام بشراء سيناريو له
منذ خمس سنوات ولا يعلم عنه شيئا، وعندما زرت النجم ذاته فى مكتبه وجدت
دولابا مليئا بالسيناريوهات وعندما سألته عنها قال إنه يقرؤها ليختار
الأفضل والمناسب له مع أنه كان متفقا مع مؤلف آخر يفصل له فيلمين يصورهما
فى الفترة المقبلة.. بعدها بفترة تأكدت أن بعض النجوم والمنتجين يقومون
بشراء رحيق العقول من سيناريوهات متميزة حى لا تذهب لغيرهم من المنافسين
والأدهى انهم لا يلتفتون إليها عقب شرائها لأنهم مشغولون بمتطلبات فى السوق
والخلطة التجارية وبتأليف وتقديم أفلام يتم تغيير مشاهدها وفقا لأحدث كلمات
وقاموس الشارع.. أى أفلام «up to
date».
فى الحوار أشارت منى الشاذلى بتلقائية إلى أن المجتمع المصرى فى حالة تربص
وقال حامد التنافس شىء مشروع لكن غير المشروع أن ينقلب هذا التنافس إلى
عداء وتناحر وخصومة وفى ظل هذا يبقى الوطن غائبا.. الوطن بمبدعيه وحالميه..
بقلبه وعقله.
المشهد الحالى بشكل عام يرسخ لخطيئة الحجر على محاولات إعادة رسم الصورة من
جديد ويجعلها أمرا مشروعا وطبيعيا، لأن هناك من يعيشون فى هذا البلد على
الخطأ وإذا حاولت تصحيحه وتعديل مساره حاربوك وحاولوا أن يمحوك من الساحة
حتى تنسى، ولن تعرف لحظات الندم طريقها إليهم عكس وحيد حامد الذى أقر بندمه
على بعض الأفلام التى كتبها فى بداية المشوار واعتبرها دون المستوى، مشيرا
إلى حقيقة أنه لا يوجد مبدع فى العالم تخرج أعماله على نطاق واحد لا من
التميز والقوة ولا من التواضع والضعف.
إن مشروع المبدع المصرى يجب ألا يتعطل، فهو مثل الأرض يحتاج لمن يرويه
ويعتنى به وإلا سيصيبه البوار.
الشروق المصرية في
24/11/2010
الإعلام 'تنظيم' وتهذيب وإصلاح
فضائيات 'الجنس الثالث' ليست ذكراً وليست أنثى!
القاهرة ـ من كمال القاضي
الإعلام الخاص
المتمثل في القنوات الفضائية التابعة لشركة نايل سات يقف في المنطقة الوسطى
بين
المعارضة والحكومة.
فلا هو حكومي بالمعنى الصريح ولا هو معارض جسور يملك زمام
أمره ويتحرر من أغلال السُلطة، الحال والصورة والهيئة تجعله أشبه بالجنس
الثالث،
ليس ذكرا وليس أنثى.
فمن كان يلعب دور المعارض الشرس على ساحة السجال والحوار
والمبارزة بات بعد حملة غلق القنوات ومصادرة برامج 'التوك شو'
كائنا وديعا مستأنسا
يبتسم ابتسامة عريضة ويلقي بالتحية في أدب جم على أصحاب القرار قبل
المشاهدين ويبدأ
ليلته أو مساءه بذكر محاسن الحكومة ولا ينسى أن يشير بالآليات الجديدة
للحزب
الحاكم، فقد هجر تماما نبرة التحدي ورق صوته وصارت ناره بردا
وسلاما على قلب
الحكومة، ميزة انتخابات مجلس الشعب أنها خلعت الأقنعة عن وجوه معارضي
الهواء والبث
المباشر وكشفت عن الملامح الحقيقية لكوتا المرأة ليس في المجلس الموقر 'سيد
قراره'
ولكن في دولة البرامج الفضائية الكارتونية
التي قامت ركائزها على خيوط عنكبوتية
واهية وأطلقت في فضاء رحب كسفينة بلا قبطان فسقطت من عليائها
كطائر فقد جناحيه،
ويستخلص من ذلك أن الضربة الموجعة التي وجهت لعدد من القنوات والبرامج
والمذيعين
هذبت لغة الكلام وادنت الحوار السياسي حتى صار عدما، كما لو كان أصحاب
النبرات
الحادة والأصوات الجهورة كيفوا أنفسهم على الهمس وآثروا أن
يبدأ حديثهم من درجة
الـ'دو' وهي الدرجة الأولى في أوتار العزف، خفيفة سلسة، تُسمع ولا تزعج
الأذن، تبدأ
سهرات المساء بكلمة تحياتي وتنتهي بالسلام عليكم وبين التحية والسلام تكون
عمليات
الكر والفر والمناورة والمحاولات الذكية لتفادي المطبات والحفر ومقاطعة
المتصلين
عبر الأثير ـ الحالمين بغد سعيد وحرية إعلامية على مقاس البلد
والناس وليس على حجم
البرنامج وأوزان المذيعين والمذيعات!
من يتخلى عن الحذر والمخاوف من مقدمي
البرامج يقضي الدقائق المسموح بها من زمن الفضفضة في المآسي والمراثي
والعويل وشق
الجيوب ولطم الخدود، أما من أوتي الشجاعة وحصل على تصريح مسبق بالمواجهة
فيستعرض
قوته على المحافظين ورؤساء مجالس الإدارات، والمديرون العموم،
هم دائما كبش الفداء
في تلك الحلقات التي عادة ما تنصبها القنوات الحكومية ويقوم عليها المحاسيب
والدراويش من أصحاب البيت والغيط، أي أن كل شيء متفق عليه ولا توجد دبة
نملة خارج
السياق أو فوق السيطرة، وهكذا تتحدث بعض البرامج بـ'المصري الفصيح' عن
المثالب
والمساوئ والنواقص فتدخل بقدميها دائرة الخطر فلا يبقى أمامها
غير الانتحار أو
المهادنة، وبالطبع تكون الثانية هي الاختيار الملائم لكل الأطراف، القناة
والبرامج
والمذيعة وجهة 'التنظيم والتهذيب والإصلاح'، رباعي الشراكة في منظومة
الإعلام
الرشيد، حيث 'المانشيت' الزاعق لا يفي بالغرض ولا يحقق الخدمة
الممتازة، غير انه
فقط يضخ في نيران الغضب ويؤجج حرائق الفتنة السياسية بين التيارات المختلفة
في
النقابات والهيئات والمؤسسات الصحافية والثقافية وغيرها، لذا يتحتم ايضا
التزام
الهدوء والانصياع القسري أو الطوعي للسياسة الحكيمة والعمل
بقانون العقلاء، من دون
الانسياق وراء الشعارات الهدامة، وحيث أن هذا هو بالفعل ما تم تطبيقه فقد
لجأ
المذيعون والصحافيون النابهون إلى سياسة علو الصوت تعويضا عن انخفاض
المضمون لإحداث
التأثير السماعي وتحقيق الانبهار الشكلي بديمقراطية مبتسرة غير مكتملة
النمو،
فالقاعدة تؤكد أنه كلما زاد الصخب قل الإصغاء، ومن ثم انتفت
الحاجة إلى اذنين
مرهفتين وهذا دليل على أن نتائج الحوار الصاخب لم تسفر عن شيء يذكر، اللهم
إلا مجرد
إشارة لوجود أزمة في التخاطب وثقافة الحوار والديمقراطية الحقيقية الدالة
على حقوق
الشعب، ثمة خلل تشي به غوغائية الفضائيات وتؤكده السُلطة أراه مجسدا في
غياب خريطة
الطريق الصحيح نحو اكتساب أرضية صلبة تقوم عليها قواعد خرسانية
لحرية إعلامية
منشودة لا تخضع لصكوك الحكومة وقراراتها ولا تعتم بالأساس على 'الجعجعة'
بغير طحن
وترى في الصوت العالي للمحاورين والضيوف مظهرا صحيا من مظاهر التنفيس،
باعتبار
التنفيس في حد ذاته مكسبا ومكتسبا جديدا لم يكن متوافرا في
عهود سابقة، فهذه هي
المغالطة الكبرى لأن الصمت المطبق والصراخ المدوي يتساويان حين لا يكون
لكليهما
جدوى، وربما ترجح كفة الصمت في ميزان التقييم لأن فيه توفيرا للجهد والوقت
والمال
فكم من ملايين انفقت على صناعة وصياغة ديمقراطية الفضفضة
والهبهبة والثرثرة
والطنطنة، وفي النهاية تظل قضية الحرية قائمة وما يحدث ليس أكثر من تمثيلية
أو
مسرحية متعددة الفصول، المستفيد الوحيد منها هو فضائيات الجلابيب البيضاء
والبنطلونات القصيرة واللحى الطويلة، فتلك من راهنت على الخطاب
المباشر وطوعت
العشوائية لصالحها فلعبت بعقول الأطفال والصبية والمراهقين وحرثت التربة
لتنبت آلاف
البذور على أرض التطرف وتصير براعماً لقيادات جهادية قادمة تطبق الشريعة
الإسلامية
بحد السيف وتقتص من المثقفين والمبدعين وكل من يرتكب رجساً من
عمل الشيطان، من هنا
جاءت خطورة التضييق على الثقافة التنويرية التي بغيابها كان الفراغ مهبطا
لثقافات
بديلة معادية يطالب أصحابها برؤوس من يختلفون معهم، وإنا لمختلفون حيث
الاختلاف
والخلاف في هذا المقام يفسد الود في كل القضايا.
القدس العربي في
24/11/2010
اقتباس البرامج الغربية .استسهال وإفلاس فكري
دبي- عبادة إبراهيم
هل نجاح برامج »من سيربح المليون« أو »وزنك دهب« أو »الرابح الأكبر« و»ستار
أكاديمي« وغيرها من البرامج التلفزيونية التي تم اقتباسها من البرامج
الأجنبية يؤكد فكرتها، أم دليل على استسهالها وإفلاسها الفكري؟ ®.
فلو نظرنا لمحتوى الفضائيات العربية لوجدناها تعمل على استنساح كمية كبيرة
من البرامج الغربية، البعض منها يلقى نجاحا كبيرا لأنها أثرت بشكل إيجابي
على المشاهد، ومنها من يتم تقليده بطريقة عمياء، فلا تكتفي باقتباس الفكرة
وإنما أيضا تقلدها في طريقة التقديم وأسلوب الحوار وكيفية النقاش والإخراج
وديكور الاستوديو. ولا يقف الأمر عند هذ الحد وإنما يمتد لتقليد برامج لا
تتماشى مع تقاليدنا وعاداتنا العربية لأنها تكون متوافقة في الغالب مع
طبيعة المجتمع الذي وجدت فيه و ظهرت من أجل أن تقدم لجمهوره، و لأن المشرف
عليها مباشرة هو مبتكرها.
فالأفكار غالبا ما تأتينا من الغرب، فهم متفوقون في خلق برامج متنوعة وخلق
أشكال مختلفة للإبداع التلفزيوني،ونحن كذلك متفوقون في شراء حقوق البث
والملكية واستنساخ برامجهم. وهنا نتساءل : إلى متى يستمر التقليد،ولماذا
الخوف من المغامرة بإنتاج برنامج كبير بفكرة محلية مبتكرة عربيا،و هل
النجاح مضمون فقط عندما تكون الفكرة مستوردة من برنامج عالمي شهير؟ تساؤلات
كثيرة ترتسم في الأفق فرضتها خارطة البرامج العربية بسلسلة لا تنتهي من
البرامج المقتبسة من البرامج الأجنبية.»الحواس الخمس« تسلل إلى كواليس
البرامج التلفزيونية وسأل الإعلاميين عن الدواعي الحقيقية لاهتمام
الفضائيات العربية باستنساخ البرامج الأجنبية، وكيف يرون هذه الظاهرة التي
تعددت الآراء فيها.
فالبعض يرى أن ظاهرة استنساخ برامج غربية قد تكون أحد الحلول الرئيسة
للتميز عربياً، في ظل اتجاه أكثر شمولية لاستيراد الكثير من النتاج العلمي
والمعرفي والثقافي الغربي، والبعض الآخر يرفض التقليد الأعمى للبرامج
معتبرين ذلك نوعا من الكسل والاستسهال ،متسائلين :
لماذا الغرب لا يقلدنا بينما نحن نقلدهم على الرغم من امتلاكنا الإمكانيات
المادية والمواهب الشابة التي تستطيع أن تبدع وتقدم أفكارا جديدة وقوية،
وهناك من أبدى استغرابه من إصرار بعض المحطات على استنساخ برامج لا تتماشى
مع مجتمعاتنا العربية .
نوعية البرامج تحتاج أفكاراً تتماشى مع تقاليدنا الشرقية
تتعجب الإعلامية ليال عبدالله مقدمة برنامج »دبي هذا الصباح« من تقليدنا
للبرامج الغربية وتتساءل : لماذا لا نقوم نحن بتكوين أفكار لبرامج في أي
مجال دون اقتباس من أحد.
ولماذا الغرب لا يقلدوننا بينما نحن نقلدهم على الرغم من امتلاكنا
للإمكانات المادية والمواهب الشابة التي تستطيع أن تبدع وتقدم أفكارا جديدة
وقوية، ولكننا للأسف أصبح لدينا نوع من الكسل والاستسهال والاعتماد على
نجاح البرامج الغربية التي قد توفر نجاحا ولو مؤقتا.
وهذا لا ينفي وجود برامج قلدت بشكل ناجح وأصبح لها جماهيريتها ، ولكن هل
النجاح الذي حققته هذه البرامج هو نجاح حقيقي أم وهمي؟، مشيرة الى أن
انتشار هذه الظاهرة يرجع إلى الاستسهال والإفلاس الفكري ، لافتة إلى أن
صناع هذه البرامج يعتمدون، بشكل أساسي، على نجاح البرامج الأجنبية لتحقيق
نجاحات موازية .
وهذا يعد قمة الاستسهال وهو ما يتعارض مع الرسالة الإعلامية التي يكون
أساسها الإبداع وتقديم الجديد المبتكر وإذا كانت برامجنا نسخا مكررة من
برامج غربية فان الرسالة الإعلامية تكون ناقصة وتعتبر تعطيلا للمواهب في
كافة المجالات بدءا من الإعداد حتي منفذ الإضاءة فيجب أن يكون الإبداع
متكاملا وأي خلل في هذه المنظومة يعني فشل المجموعة .
وتتساءل ليال: لماذا لا تقوم الفضائيات العربية بتنمية المواهب العربية عبر
دورات تدريبهم وإرسالهم لبعثات للخارج على سبيل التطوير.
تطور ثقافي غربي
وترى الإعلامية نيرما عبد الغني مقدمة برنامج »سينمانيا« على قناة أبوظبي
الأولى، أن آلية استنساخ برامج غربية مميزة لا تعيب القنوات العربية
الفضائية، وتعتبرها ضمن سياق استيراد أوسع لثمار تقدم علمي وتطور ثقافي
غربي، وفي ذلك تقول:
ظاهرة استنساخ برامج غربية قد تكون أحد الحلول الرئيسة للتميز عربيا، في ظل
اتجاه أكثر شمولية لاستيراد الكثير من النتاج العلمي والمعرفي والثقافي
الغربي، فهناك العديد من البرامج التي تؤثر بشكل إيجابي على المشاهد مثل
برنامج »أوبرا« وبرنامج »سوبر ناني« ويتمتعان بنسبة مشاهدة عالية وجماهيرية
كبيرة.
وتقليد فكرتهما بالوطن العربي سيكون له تأثير إيجابي على المشاهدين عكس
البرامج التي تخالف قيمنا والتي بالتالي لن تصمد طويلا وسيكون الفشل
نهايتها على سبيل المثال برنامج »بيج برزر« الذين حاولوا استنساخه عربيا
إلا أنه وبمجرد إذاعة أول حلقتين هوجم بشده وتم إلغاؤه.
لذا علينا الاستفادة من هذه التجارب ونتفهم عقلية وطريقة تفكير المشاهد
العربي ، بعيدا عن الاستسهال وفرضية انه يتقبل كل شي ، لأن مشاهد اليوم واع
وذكي ومدرك لما حوله من تطورات ويصعب أن تفرض عليه وجبة برامجية مقلدة
بالكامل أو برامج يحمل مضمون فارغ .
فضلا عن ضرورة مراعاة الكثير من عادات وتقاليد المجتمعات العربية التي ترفض
البرامج التي تتعارض مع هذه القيم .
التقليد الأعمى
بينما تقول الإعلامية رؤى الصبان مقدمة برنامج »الفرصة« على قناة سما دبي:
أرفض التقليد الأعمى للبرامج الغربية والذي لا يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا
الشرقية، فهناك بعض برامج تصيبني عند مشاهدتها بنوع من الدهشة .
وذلك لأنها بعيدة عن ثقافتنا العربية على سبيل المثال برامج الزواج التي
كانت تعرض على الهواء ،وتقوم خلالها الفتيات بعرض أنفسهن بطريقة غير لائقة،
بالإضافة الى أن هذا النوع من الزواج ستكون نهايته الفشل لأنه غير قائم على
أسس سليمة.
وتضيف: حينما عرض علي برنامج »الفرصة« لتقديمه ترددت قليلا لأنه يشابه
قليلا برنامج »أميركا تمتلك الموهبة« إلا أننا كطاقم عمل أظهرناه بصورة
تلائم مجتمعنا بالإضافة الى أن هذه النوعية من البرامج التي تهتم بإبراز
المواهب المتعددة كالغناء والتلحين والتقليد والرقص الاستعراضي غير موجودة
بعالمنا العربي.
وليس من العيب ان نستفيد من تجارب من سبقونا خصوصا في الفضائيات الغربية مع
حذر في الانتقاء ، فتوفير نسخ عربية من برامج غربية بأسلوب لا يتعارض مع
قيمنا العربية والاسلامية يجعل الفضائيات العربية اقرب للمشاهد العربي.
عقدة الخواجة
وتبدي الإعلامية نادية بركات مقدمة ومعدة برنامج هلا وغلا على قناة أبوظبي
استغرابها من إصرار بعض المحطات على استنساخ برامج لا تتماشى مع مجتمعاتنا
العربية مثل برنامج »لحظة الحقيقة« الذي يعتمد على الفضائح والثغرات التي
تعرض لها المتسابق في حياته، ليحصل في نهاية البرنامج على ربع مليون دولار
أميركي وفي ذلك تقول:
هذه النوعية لا تناسب عادتنا وتقاليدنا التي يجب أن تحترم، فأنا مع الحداثة
والتطور ومواكبة ما هو جديد ولكن من خلال المحافظة على تاريخنا وتراثنا
الحضاري وأصالة أفكارنا وضد التحديث المستورد والعشوائي، فنحن لدينا خطوط
حمراء يجب أن نقف أمامها فمثلا في برنامج »أوبرا« يأتي الممثل ويتحدث عن
إدمانه أو عن تحرش جنسي تعرض له وهو صغير.
وكل هذه الأمور لا نستطيع البوح بها في عالمنا العربي، كذلك هناك بعض
الإعلاميات اللواتي غردن خارج سرب العادات العربية مثل المذيعة رزان مغربي
التي تقوم بمحاورة ضيوفها بستايل غربي حتى برامجها في الغالب نجدها مقتبسة
من أفكار غربية.
وتضيف: هناك أكثر من برنامج مسابقات مقتنبس من فكرة برامج أجنبية مثل من
سيربح المليون ووزنك ذهب وحققا نجاحا كبيرا، وأعتقد أن هذا يرجع لعدم خوضهم
في تفاصيل شخصية تمس حياة الفرد.
وأتمنى في المستقبل أن نتخلص كعرب من عقدة الخواجة وأزمة الثقة ونمهد
الطريق للمواهب والأفكار العربية التي تحترم خصوصيتنا وتحاكي الواقع العربي
بكامل تفاصيله وتعالج قضاياه بواقعية بعيدا عن التفاصيل الغربية التي تنهك
الخصوصية وتبحث عن الاثارة قبل المضمون والجوهر .
غياب الابتكاروتقول الإعلامية بشاير العبد : أنا ضد التقليد طالما نحن
قادرون على جلب معدين وإعطاء رواتب كبيرة، ولكن للأسف نحن نعاني من عدم
وجود حس الإبداع .
وغياب الإبتكار، بالإضافة لوقوع هذه البرامج في فخ المقارنه بينها وبين
البرامج الأجنبية التي سوف تكون في الغالب ضده كل إعلامي له نكهته المختلفة
عن الأخر.
لذلك فالتقليد ، ستار أكاديمي البرنامج نجح عند فئة عمرية معينة ولكن
الباقي وجود فيه تخريب للعقول، يتعدى على الحدود والتقاليد، لو قاموا
بإعداد نسخة خليجية من برنامج »ستار أكاديمي« سيفشل بالتأكيد لأنه ضد
العادات والتقاليد الخليجية، لأن لكل مجتمع خصوصيته وخطوطا حمراء يجب عدم
تخطيها وخدش حياء المشاهد بحجة التطور وانها برامج عصرية تواكب تطلعات هذا
الجيل وغيرها من المبررات الواهية.
البيان الإماراتية في
24/11/2010 |