خلف المقاعد الجامعية، يتعلم طلبة الإعلام كيف يكتبون الخبر، وكيف
يلتقطون الحدث . ومن يفهم المهنة وأسرارها، يعرف أن الإعلامي “الشاطر” هو
الذي يصنع الحدث أحياناً، ولا يبقى على الهامش ينتظر الأحداث لتغطيتها بعد
وقوعها، وهو القادر على لفت الناس إلى نقاط صغيرة، يضيء عليها بمجهر كبير
كي يراها المشاهد والقارئ بوضوح .
الإعلام المرئي اليوم لم يعد ناقلاً للخبر بقدر ما أصبح شريكاً فيه،
يلونه وفق ميوله، ويدعمه بمشاهد ولقطات وتصريحات . يغذي عقول الناس ويساهم
في زيادة نسبة الوعي فيها، إذا لعب دوره بشكل إيجابي . أما إذا لبس قناع
الطيبة والإيمان والبراءة ليخفي دوره التخريبي، فبإمكانه أن يسرق عقول
الناس ويستغل سذاجة بعضهم وجهل بعضهم الآخر . واليوم نرى القنوات وهي تمارس
أدوارها علانية، لأن اللعب أصبح على المكشوف، ولم يعد إخفاء الهوية أو
الميول يشغل بال أصحاب القنوات، بل وصلنا إلى مرحلة يعبّر فيها المذيع عن
آرائه الشخصية التي قد لا تتناسب مع توجهات قناته، فيصطدمان على الهواء
مباشرة، كما حصل مع إعلاميين كثر وكان آخرهم خيري رمضان حين أعلن توقفه عن
استكمال تقديم برنامجه “ممكن” بعد رفض “سي بي سي” استضافته إحدى الشخصيات
السياسية، ثم عودته بعد أن استجابت الإدارة لإرادته .
مهم أن تكون صانعاً للحدث وليس مجرد ناقل له، لكن هذه الميزة تشبه
السحر الذي يحمل وجهي الخير والشر . ففي كل روايات الأطفال نجد الساحرة
الجميلة الطيبة، تقابلها الساحرة الشريرة التي تخدع الناس الطيبين وتحاول
اللعب بعقولهم، فيستسلموا لها وكأنهم مخدرين، ينفذون ما تمليه عليهم، وبعد
وقت يكتشفون حقيقتها، وذلك طبعاً بعد تدخل مستميت من الساحرة الطيبة التي
لا يهدأ لها بال قبل أن تفتح عيون الناس على الحقيقة . انظروا إلى المشهد
الإعلامي لتجدوا الصورة هذه مجسدة بوضوح في الاتجاهات كافة، ولعلها أكثر
وضوحاً الآن في مصر، حيث تتلاعب قنوات خاصة بعقول الناس وتخدعهم ببعض
الكلام “المعسول” وبادعائها الطيبة والإيمان، بينما تجيد فبركة الأحداث
وتلوين الوجوه وتزييف كل الحقائق ليكتمل مفعول السحر الذي تمارسه على
الأميين والمغيبين . وفي المقابل قنوات خاصة أيضاً، تحمل المصابيح لتضيء
الحقائق، ويحاول إعلاميوها كشف المستور، وملاحقة كل الأكاذيب لتحذير الناس
من المضللين .
الصراع الإعلامي يخرج عن إطار المهنية أحياناً، ويستخدم فيه البعض
ألفاظاً وعبارات أقل ما يقال عنها بأنها سوقية لاأخلاقية . فهل بهذه
الوسائل يستنير الناس؟ وهل يعد هذا إعلاماً صاحب رسالة؟ طبعاً هناك أنواع
من الرسائل التي بإمكان المرء أن يحملها، لكن مرفوض أن تكون الرسائل
الموجهة إلى العامة وعبر الشاشة، تحريضية، فجة، مستفزة، وتزرع الفتنة في
المجتمعات، خصوصاً إذا كانت قنوات ناطقة باسم الدين .
بإمكان المذيع أن يصنع الحدث، كما بإمكانه أن يصبح هو الحدث . من
هؤلاء نماذج كثيرة، ونحصرها في ثلاثة من مصر، هم: إبراهيم عيسى الذي عرف
كيف يخلق لنفسه أسلوباً مميزاً لا يشبه إلا نفسه، بل أصبح الآخرون يتشبهون
به وببرنامجه “هنا القاهرة” . هو الذي جعل من موعد عرض برنامجه المسائي،
موعداً مقدساً، يضبط الناس مواعيدهم على إيقاعه، وتجدهم يتسمرون أمام
الشاشة، يسمعون تعليقه على الأحداث بشكل مبسط وعفوي وساخر . والثاني هو
عمرو أديب المستمر منذ سنوات في تقديم “القاهرة اليوم” على قناة “اليوم”،
ولعل “شطارة” أديب في أنه جعل الناس تبحث عنه وتتناقل مقاطع من كلامه في
البرنامج عبر اليوتيوب، لأن المحطة مشفرة ويتعثر على الأغلبية متابعته
مباشرة . والمعروف عن أديب حدته في تناول الأحداث والتعليق عليها، وهذه
الحدة ممزوجة دائماً بالسخرية . أما الثالث، فهو الأكثر سخرية من سابقيه،
وهو “الدخيل” على المهنة الذي عرف أن يصل إلى قلوب الناس بموهبته، وهو
الطبيب الجراح باسم يوسف، الذي نجح في أن يكون هو الحدث، بفضل استفزازه
لمناهضيه، وبفضل تلك الحرب المتبادلة بينه وبين القنوات التي تعد “دينية” .
وبفضل “البرنامج”، أصبح باسم يوسف محط أنظار الناس، و”شطارته” في اجتهاده
و”صناعته” لبرنامجه، ويبدو واضحاً أن الإعداد لكل حلقة يستغرق وقتاً
وجهداً، وهو يدعم كل موقف وحدث بمقاطع حقيقية من الأرشيف يستشهد بها ويعلق
عليها بسخرية ظريفة .
ما يجمع هؤلاء الثلاثة، أنهم يضعون أصابعهم على الجراح، يعبرون ببساطة
عن آرائهم وآراء فئة كبيرة من الناس، ويستشهدون ببراهين مصورة . والأبرز،
أنهم يجعلون “السخرية” لا التهكم أسلوبهم في إيصال رسائلهم، ولعلها أشد
الوسائل سحراً وتأثيراً في الناس، لأنها محببة وبسيطة وتغلف الحرقة ببسمة .
smarlyn111@hotmail.com
الخليج الإماراتية في
04/01/2013
مسلسلاته حققت أعلى المداخيل
أسامة الشيخ خارج السجن: لن أعود إلى التلفزيون المليء
بالقيادات
أحمد عدلي
تحدث أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، لـ"إيلاف"
عن سجنه منذ قيام الثورة وحتى أيام قليلة ماضية، مؤكدًا رفضه العودة إلى
التلفزيون الذي تحكمه القيادات.
القاهرة: قال
الإعلامي أسامة الشيخ رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق إنه لم يشعر
بالندم على الفترة التي تولى فيها منصبه بالإتحاد قبل ثورة 25 يناير،
مشيرًا إلى أنه لم يحقق أي أرباح مالية من عمله في التلفزيون قبل الثورة.
وأضاف الشيخ في حواره مع "إيلاف" أن التلفزيون المصري مليء بالقيادات
التي تتولى المسؤولية فيه، موضحًا أن المنافسة دائمًا ما تكون في صالح
المشاهد.
·
بعد خروجك من السجن هل تشعر
بالندم؟
من دون تفكير وبردٍ سريع: لا طبعاً، أنا لم أخطئ في حق أي شخص ولم
أحصل على مبلغ زيادة عن حقي، كما أن ما نسب لي من مخالفات مالية جعل
التلفزيون المصري يحقق أرباحًا مالية كبيرة، فأنا لم أعمل شيئاً من أجل
مصلحتي أو مصلحة من أعرفهم ولكن كان هدفي أن يكون التلفزيون المصري صاحب
العراقة والتاريخ الطويل في المقدمة، وأن يكون رائداً بالفعل عن القنوات
الأخرى، وهو عمل يقوم به أي مصري غيور على بلده.
عندما اشتريت المسلسلات التي اتهمت بسببها، حقق التلفزيون أعلى عائد
إعلاني في تاريخه خلال شهر رمضان، وإذا قارنت معدلات الشراء بالأرباح بعيدة
المدى من خلال تكرار عرض الأعمال الدرامية عبر القنوات المختلفة ستجد أنني
لم أخطئ، والدليل على ذلك أن أرباح العام الماضي 6 ملايين جنيه فقط ،بينما
اقتربت من 50 مليون جنيه بعد شراء هذه الأعمال، فالإعلام خاضع لقانون العرض
والطلب ولا يعرف بالروتين والقواعد الإدارية.
·
التلفزيون المصري الآن غير قادر
على المنافسة وأصبحت شاشته بعيدة عن الجمهور، ما السبب من وجهة نظرك؟
معرفتي بالقنوات التلفزيونية والخريطة الفضائية الجديدة بعد الثورة
محدودة للغاية بسبب فترة سجني، حيث لم يسمح لنا في السجن بمتابعة أي من
المحطات الفضائية المختلفة باستثناء التلفزيون المصري، وهناك برامج
تلفزيونية متعددة على شاشة التلفزيون المصري وتقدم بشكل جيد وكنت أعرف منه
ما يحدث في مصر إلى جانب الصحف والمجلات.
·
هل ترى أن التلفزيون قادر على
المنافسة وسط تزايد عدد الفضائيات وارتفاع سقف الحرية؟
منذ فترة طويلة وقبل توليَّ رئاسة الاتحاد وأنا أؤكد أن تعدد المحطات
الفضائية واختلاف التوجهات والآراء التي تتبناها يكون في صالح المشاهد الذي
يعتبر الفائز الأكبر من حالة التنافس الموجودة بين المحطات المختلفة سواء
كانت تابعة للتلفزيون المصري أو خاصة.
·
لكن هل "ماسبيرو" لديه القدرة
على المنافسة في الوقت الحالي؟
كنت اتابع دائمًا أحوال التلفزيون المصري، ومن خلال عملي به أثق أنه
مليء بالقيادات الشابة التي يمكن لها أن تحقق نقلة وطفرة نوعية فيه، ولكن
بالطبع هناك العديد من الصعوبات التي تواجه أي شخص يتولى منصباً تنفيذياً
في المبنى الكبير، بسبب الظروف التي تغيّرت بعد الثورة بشكل كبير.
·
هل يمكن أن توافق على العودة
لعملك مرة أخرى خصوصًا أنك بقيت في المنصب حتى قُبض عليك؟
العمل في التلفزيون المصري بالنسبة لي إنتهى، وسأقدم استقالتي منه بعد
حصولي على فترة راحة أقضيها مع أسرتي عقب المعاناة التي عاشتها طوال مدة
سجني، كما أني بحاجة لمعرفة الخريطة الاعلامية الجديدة ومتابعة المحطات
الفضائية المختلفة وإذ تقدَّم لي عرض جيد من هذه المحطات سأدرسه بشكل جدي
خصوصًا وأنني لا أنوي البقاء طويلاً في المنزل.
·
خلال الثورة البعض عايشوا تخلي
زملاء لهم عنهم وتبرّأ آخرون منهم فهل حدث ذلك معك؟
لا، وأشكر الله على ذلك، لأنني لم أكن أتعامل باعتباري رئيسًا للإتحاد
ولكن باعتبار أن جميعنا في مركب واحد ومكتبي مفتوح لجميع العاملين، وكنت
أبحث عن حلول المشاكل التي تواجهنا وتراكمات الديون، وكثيرون إطمأنوا
عليَّ، واتصلوا بأسرتي خلال فترة سجني، وعلى الرغم من المحنة التي تعرضت
لها لكني شكرت الله عليها وشعرت بالإطمئنان لأن السيرة الجيدة هي التي تبقى
لأصحابها مهما حدث لهم.
هناك بالفعل بعض من عملوا تحت رئاستي وقدَّموا شكاوى وبلاغات ضدي وهم
يعرفون جيدًا أنني لم أرتكب جرائم، لكن في النهاية تركت الأمر لله وأقول
لهم "منكم لله وربنا يسامحكم على اللي عملتوا فيَّ".
·
كيف كنت تقضي يومك في السجن؟
عشت في السجن ما بين قراءة القرآن والكتب والإطلاع على الصحف ومتابعة
التلفزيون في فترات الترفيه، فهذه الفترة وعلى الرغم من أنها كانت الأسوأ
في حياتي لكن الحمد لله مرَّت بسلام.
·
نشر أن اجتماعات كانت تعقد بين
رموز النظام السابق في سجن طره، هل كنت تحضرها؟
لم أشاهد ذلك، فالعلاقات داخل السجن تغيَّرت كثيرًا، وكل متهم أصبح
لديه من الهم ما يكفيه ويشغل تفكيره، وكل شخص تواجد بعيد عن الآخر، والحديث
قليل للغاية لا يتعدى إلقاء تحية الصباح والمساء أو الوقوف معًا لدقائق
كثيرة.
·
ماذا عن علاقتك بوزير الإعلام
أنس الفقي داخل السجن؟
مثل أي مسؤول سابق، فلم يكن يدور بيننا حديث إلَّا نادرًا، وتحدثنا
مرة خلال ترحيلنا من سجن طره إلى سجن القناطر بعد صدور قرار بتوزيع
المسجونين على عدة سجون، وعلمت أنه انتقل إل المستشفى لتلقي العلاج.
·
هل هناك قضايا أخرى خاصة بك أمام
القضاء؟
جاء حبسي على خلفية شراء الأعمال الدرامية لصالح التلفزيون المصري،
وانقسمت هذه القضية إلى اثنين، أحدهما أصدرت المحكمة فيه حكمًا ببراءتي،
والآخر قررت محكمة النقض إخلاء سبيلي، وسأتابع مع المحامي الخاص بي خلال
الفترة المقبلة خصوصًا وأن أي جهة محايدة ستقوم بإعداد تقرير عن الأمر
ستثبت صحة
ما قمت به.
إيلاف في
10/01/2013
بعد فشل التليفزيون في تقديم المذيع النجم
شريف نادي
منذ بداية إنشاء التليفزيون المصري قدم العديد من المذيعين الذين
أصبحوا نجوما في مجالهم وارتبط بهم المشاهد حتي الآن لدرجه تذكره لاسماء
البرامج التي قدموها, ومرورا بالوقت ومع ظهور الفضائيات بدأت تستقطب عددا
من المذيعين النجوم من أبناء التليفزيون لتقديم برامج لديهم نظرا لعدم وجود
مذيعين تقدم برامجهم, إلا أنه في الفترة الأخيرة غاب التليفزيون المصري
عن المشهد تماما بعد تراجعه وتقدم الفضائيات وكذلك ابتعاد المعلنين, ومع
زيادة كم البرامج وعدد المذيعين داخل التليفزيون المصري فقد الأخير صناعة
المذيع النجم, وازداد مذيعي الفضائيات توهجا... الأهرام المسائي ناقش
هذه الظاهرة مع عدد من قيادات التليفزيون الحالية والسابقة.
من جانبها قالت الإعلامية نهال كمال أن الظروف والمرحلة الحالية
اختلفت, كما أن المنافسة أصبحت قوية بين القنوات الفضائية, كما أن
مسألة صناعة النجم نفسها لها مواصفات محددة, وأجواء خاصة, حيث من
الضروري أن تكون هناك عوامل هامة أهمها أن تكون القناة لها نسبة مشاهدة
كبيرة, وكذلك انتظام في مشاهدة برنامج المذيع في حالة عرضه بشكل يومي,
أو علي الأقل عدد المرات التي يظهر فيها.
وأضافت أنه من الضروري أن يكون هناك إبهار في الموضوع, والإعداد,
والإخراج, والشكل, مما يجعله يظهر بشكل جيد, وفي حالة عدم توافر هذه
العناصر ستكون مثل جوهرة في كوم من الرمال, خاصة وان النجومية لا يصنعها
المذيع وحده, ولكن كل العناصر المحيطة بالمذيع, وهو للأسف أمر غير
متوافر لدينا الآن.
وأشارت إلي أن زيادة عدد القنوات بشكل كبير ساهم في عدم قدرة البعض
علي اكتشاف نجوم في التقديم, بينما في الفترة الماضية كان عدد القنوات
قليلا مما يسهل اكتشاف النجوم في الإعلام وقتها.
بينما قال الإعلامي طارق حبيب أن هذا أمر لاحظه الجميع, والحقيقة أن
الساحة أصبحت خالية بدليل استغلال واستخدام النجوم من مطربين وفنانين
ولاعبي كرة, ورؤساء تحرير, وهذا إن دل علي شيء يدل علي أننا لا نبحث عن
نجوم المستقبل رغم وجود الآف الخريجين من كلية الإعلام رغم نجاحهم في
مجالهم ولا يحتاجون سوي الفرصة فقط.
وتابع قائلا رغم أن التليفزيون كان مصدر خروج النجوم, ولكننا بحاجة
لأن ندرس الموضوع جيدا, ونبحث عن أسباب فشلة ليجذب الشباب من جديد,
وبالتالي فإن التليفزيون أصبح يتقهقر ويترك المقدمة لغيرة, ولا أعرف
أسباب ذلك, ولابد أن يجيب المسئولون عن ذلك.
فيما أكد إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار انه إذا أجرينا مسحا شاملا
لمذيعي قنوات القطاع الخاص سنكتشف ان فوق الـ70% من أبناء التليفزيون,
وهو ما يؤكد خطأ فكرة أن التليفزيون لا ينتج نجوما, ولكن هناك إشكالية
تتعلق بأن التليفزيون المصري أصبح العدد فيه كبير جدا, وبالتالي الفرصة
لا تتاح بشكل متساوي لكل الناس, هذا علي عكس محطة يوجد بها من30
إلي40 شخصا ستظهر بها إمكانياتي. وأضاف أن المشكلة تكمن أيضا في سوء
توظيف قدرات أبنائنا, ومطلوب إعادة اكتشاف أبناء ماسبيرو من جديد لأننا
سنجد فيهم من يصبح نجما في يوم من الأيام, مشيرا إلي ان مبدأ الناحية
المالية الذي يتبعه عدد من المذيعين بمعني تقديم اكثر من برنامج بمذيع واحد
للوصول إلي السقف المالي المطلوب تنشأ فكرة مذيع الكشكول, وهي لا تخلق
مذيعين لأنها لا تعطي المذيع فرصة لخلق مشاهد, خاصة وأن الفرصة تأتي
للمذيع المتخصص سواء قارئ نشرة أو توك شو, وإذا نظرت إلي أي نجم في
الإعلام ستجد انه يقدم برنامجا واحدا فقط. وأوضح أنه من الضروري وجود
المذيع المتخصص وإعطاؤه الفرصة, حتي يتسني أكتشاف النجوم لأن الكيف هو
الذي يخلق النجومية وليس الكم. أما الإعلامية سهير الإتربي فقد قالت أن
هناك عددا من الإعلاميين ينتقلون للعمل بالقنوات الفضائية لأنهم لا يجدون
في التليفزيون المعاملة التي يتعاملون بها في الفضائيات, بالإضافة إلي
انه لم يعد هناك معلم لهم فقديما كنا نلفت نظر المذيعين إلي الملبس ونوجههم
في طريقة الإلقاء, وغيرها من التعليمات المهمة التي تفيدهم ليسيروا علي
الطريق الصحيح, بينما الآن يتركونهم تحت مبدأ كل واحد حر.
وأضافت أن هناك ازمة أخري تتمركز في العدد الكبير الذي يعمل
بالتليفزيون, بينما إذا استعانوا بنجوم من الخارج يدفعون مبالغ طائلة,
وهو أمر غير معقول, مشيرة إلي أنه وسط هذا العدد الضخم هناك أشخاص
استطاعوا أن ينجحوا في أماكن اخري خارج التليفزيون وفي القنوات الفضائية,
ليسوا مذيعين فقط ولكن مخرجون ومعدون أيضا, مؤكدة أنه في الوقت ذاته هناك
أشخاص مهنيون داخل التليفزيون, ولكنهم لا يعملون ولا أعرف السبب؟!.
بينما أرجع الإعلامي علي سيد الأهل رئيس القناة الأولي الأمر إلي عدة
أسباب من بينها أن العدد كبير جدا, وهناك من عين بواسطة, وغير كفء,
أما السبب الثالث فيرجع إلي زيادة عدد القنوات الفضائية, حيث كان التركيز
في البداية علي التليفزيون لأنه الموجود وحده بينما الأن فهناك اكثر
من600 قناة, بالإضافة إلي أن المشاهد ابتعد عن التليفزيون, مما أدي
في النهاية وبناء علي كل هذه العناصر لعدم وجود نجم. وأضاف أن المذيع
النجم لكي يظهر لابد من وجود شخص يخدم عليه لانه كان بالأمس يوجد برنامج
ثابت بمذيع واحد يستضيف قامات, أما الآن فهناك كم من البرامج غير عادي,
ومذيعون كثيرون وغير ثابتين علي البرامج اللهم إلا نادرا.
الأهرام المسائي في
12/01/2013
التلفزيون..الثقافة..الهوية
د. عبد القادر بن الشيخ
مصطلحان أساسيان يمثلان الموقع المحوري للوجود البشري سياسياً
واجتماعياً وحضارياً: الثقافة والتربية، وإن خصوصية كل مجتمع تتمثل في
مقدرته على العطاء الثقافي النابع من الذات، من التاريخ المتجدد كما تتجلى
في المقدرة على تنشئة الأجيال –أفرادا وجماعات- تنشئة تيسر التكيف مع العصر
وإعداد جيل مقتدر قادر على الهضم الواعي لتراثه، على التفاعل الايجابي مع
الأصيل والدخيل، فلا غرو إذن أن يتصف الخطاب العربي في عديد المراحل
التاريخية والثقافية، قديمها وحديثها –بتركيز الاهتمام على- مسألة الخصوصية
الثقافية، وخاصة حينما تسخر أو تفرض ظروف التفاعل والتأثر والتأثير، إن
التفاعل مع الآخرين يكاد يمثل إحدى سمات ديناميكية النهضة الثقافية
والعلمية سواء –وعلى سبيل الذكر- في العصر العباسي الأول أو منذ القرن
XIX ومرحلة النهضة خاصة مع اختلاف في طبيعة الظروف السياسية والايديولجية
التي يسرت أو فرضت التأثر والتأثير، التفتح الواعي أو التفاعل المفروض، هل
التاريخ يعيد نفسه أم أن الحاضر لا يشبه البارحة القريبة والبعيدة؟ إن
صيرورة التطور هي دوماً في علاقة جدلية بمواقع النفوذ والتأثير، وهذا يعني
أن التاريخ ليس ستاتكياً. إن ما طرأ من تحولات على مستوى وسائل الإعلام
والاتصال المتطورة هو أيضا في صلب العلاقة الجدلية بمركزية مواقع النفوذ
بمختلف أصنافها ودرجات تأثيرها في حياة الأفراد والجماعات. تحديّات عديدة
فرضها ويفرضها الوضع الاتصالي العالمي الجديد والمتجدد الذي لم يكن من
اليسير تجاهله لا سيما في ظل عولمة امتدت إلى تركيبة الأنماط الثقافية
والممارسات السلوكية فأحدثت تغييرات جوهرية امتدت بدورها إلى الوظائف
التقليدية للثقافة لوسائل ومصادر التثقيف والتربية. إن ظاهرة انتشار
السواتل تطرح اليوم على عديد البلدان –بما فيها تلك التي تنتج التكولوجيا
الحديثة خاصة –إشكالية المواكبة وخلق الظروف المادية والفكرية والبشرية
لمجابهة ما يجره البث المباشر من أنماط ثقافية وتمثلات وقيم مستهدفاً
وباستمرار إعادة تحديد مفهوم المشاهد –الحريف المستهلك- الذي يمثل العنصر
المحوري في مجال التسويق الاستراتيجي. إن الانخراط الفعلي في البث
والاستقبال عبر الأقمار الصناعية –إذ هو يعكس ضرورة بل حتمية الحضور
الاتصالي- فهو لايزال يطرح عديد التساؤلات وخاصة تلك التي تتمحور حول حاضر
ومستقبل المقومات الأساسية لخصوصية كل مجتمع إن ثقافياً أو حضارياً الخطاب
العربي المعاصر تأرجح ومازال يتأرجح حسب الفترات التاريخية والشرائح
الاجتماعية –الثقافية بين التخوف والانبهار، بين التردد والسعي إلى
المواكبة (الغزو الثقافي)، (العنف الثقافي)، (الاختراق الثقافي والإعلامي)،
(الإرهاب التكلوجي) مصطلحات كثيرة التداول تعبر فضاء الندوات والملتقيات
العربية، وهي في صلب الحوار تارة والصراع الصامت أو الصريح أحيانا بين (نحن
والآخرين، علماً بأن خلفية التحدي والرهان بل موقعها المحوري مسألة الهوية
ومصير الخصوصية العربية لغة وديناً وثقافة وتراثاً.. إن مسألة الهوية في
علاقتها بما يفيد من المضامين الثقافية عبر القنوات الفضائية أو من خلال ما
تبثه القنوات الوطنية باللغات الأجنبية باتت فعلاً ذات أهمية وخاصة في إطار
العولمة وتفاقم التأثيرات الخارجية سياسية كانت أو اقتصادية.. المسألة ليست
زائفة ،بل يذهب البعض إلى الاعتقاد بأن أزمة الهوية ليست (عميقة ومدمرة فقط
في العالم العربي) إنما هي (أقسى –ما يمكن أن تعرفه جماعة، لأنها (تمس
الكائن الاجتماعي في أعماقه أي فيما يكونه كوعي أول ومصالح متميزة ووجود
جماعي). إن التصدي للاختراق الثقافي يفرض تجاوز خطاب الرفض أو التشكي سعياً
إلى مواجهة الأسباب الداخلية وهي متعددة متداخلة تعكس واقعاً عربياً معقداً
في صلبه تتشكل مواقع إشكالية الهوية وطنياً وقومياً، إن التلفزيون باعتباره
وسيطاً اتصالياً جماهيرياً يندرج في صلب المواجهة أي في التغيير بل الإسهام
في تغيير الظروف المادية والفكرية التي تدفع إلى ذوبان الذات والإخفاق في
السيطرة على مقومات التنمية الحضارية والفاعلية في هذا العالم، إن منزلته
في الفضاء الاجتماعي –الثقافي وفضاءات التنشئة الاجتماعية خاصة من شأنها أن
تبرر البحث في طبيعة المساهمة للتلفزيون العربي أي في تجذير و/أو تدعيم و/
أو حماية الذاتية الثابت منها والمتجدد أي مفهوم للهوية وأي صورة للثقافة
تعكسها البرامج التلفزيونية العربية؟ هل مضمون البرامج يجسم مفهوماً
–للهوية وللثقافة- متجدداً متفاعلاً مع المتغيرات السياسية والفكرية
والعلمية المعاصرة؟
عن مجلة الاذاعات العربية
المدى العراقية في
16/01/2013
برنامج ايران النووي في التلفزيون البريطاني
قيس قاسم
على الرغم من العقوبات الدولية والتهديدات باستخدام القوة ضدها
ومحاصرتها اقتصادياً، ما زالت إيران ماضية في تطوير برنامجها النووي، وقد
تنجح، إذا ما استمرت في مماطلاتها وكسبها الوقت، في صناعة قنبلتها
الذرية... هذا ما توصل إليه، على الأقل، البرنامج التلفزيوني البريطاني
«إيران والقنبلة» عبر مراجعة لتاريخ مشروعها النووي الذي بدأ في عهد الشاه،
تساوقاً مع طموحات إيران القومية في السيطرة على المنطقة وفرض وجودها كدولة
ذات نفوذ دولي، واستمر، حتى بعد إسقاطه، عند قادة إيران الجدد!
تاريخ النووي
والبرنامج يرينا كيف أن دعوة الولايات المتحدة العالم للحد من استخدام
السلاح النووي في الخمسينيات لم تمنعها من إرسال معدات خاصة إلى مراكز
أبحاث الطاقة النووية الإيرانية أول الأمر لمساعدتها على تطويرها أواسط
الستينيات حين كان الشاه حليفها الأكبر في المنطقة. كان الشاه طموحاً في
تطوير قوته النووية مثل الهند وإسرائيل، وهو لتحقيق طموحه، شرع بتنفيذ
مشاريع نووية شعر الأميركان بخطورة تطويرها وخروجها عن السقف المحدد لها
ومن احتــمال تجاوزها المشروع النووي الإسرائيلي فعملت واشنطن على إعـــاقة
تـــطويرها، لهذا وكبديل عنهم ذهــب الشاه بهلوي إلى دول غربية أخرى من
بينها ألمانيا التي ساعدته، عبر شركة «سيمنس»، على بناء مفاعل بوشهر النووي
بعد توقيع إيران على معاهدة عدم نشر الأسلحة النووية والسماح للوكالة
الدولية للطاقة النووية بتفتيشها عند الضرورة.
لاحقاً بإسقاطها الشاه عام 1979 أوقفت الدولة الإيـــرانية العمل
بالمشروع ضمن سياسة تعطيل كل ما له صلة بمشاريع الشاه، بما فيها النووية،
لكنهم رجعوا لاستكمالها بعد نهاية حربهم مع العراق فذهبوا من أجل ذلك إلى
ألمانيا لإقناعها بالعودة للعمل معهم ثانية وإنهاء ما بدأوه لكنها وبسبب
الضغوطات الأميركية ضدها اعتذرت وهكذا حال بقية الدول الغربية، فما كان من
الإيـــرانيين إلا التوجه إلى الروس وإغرائهم بالمال وبكسبهم مناطق نفوذ
جديدة لهم في الخليج العربي، فوافقت موسكو أخيراً لتبدأ بموافقتها كتابة
أولى صفحات سِفر الصراع النووي بين إيران والغرب.
تخصيب اليورانيوم
ويروي لنا البرنامج كيف أن روسيا احتاجت إلى عشرين سنة لتجهيز موقع
بوشهر، خسرت خلالها الكثير من فرص التـــعاون مع الولايات المتحدة
الأميركية التي لم تقـــتنع يوماً بحاجة إيران إلى طاقة نووية، وكان لديها
ما يثير مخاوفها من إصرار إيران على تخصيبها اليورانيوم وإن ادعت استخدام
طاقتها النووية لأغراض سلمية.
والحال أن البرنامج التلفزيوني في تفاصيله الكثيرة وفي كشفه أسراراً
مخفية يبرر مخاوف الأميركان ومعهم الوكالة الدولية للطاقة النووية بل حتى
الروس أنفسهم حين اكتشفوا أن الإيرانيين كانوا يعملون على مشاريع نووية
أخرى من دون علمهم، وأنهم أحاطوا بناءها بسرية تامة فضحتها تقارير سربتها
أحزاب إيرانية معارضة للنظام في الوقت الذي كانوا قريبين منهم. لقد تبيَّن
أن الإيرانيين اتصلوا بعالم الذرة الباكستاني عبد القادر خان أواسط
الثمانينيات وطلبوا منه تزويدهم بالمعدات الخاصة بتخصيب اليورانيوم.
وفي الفترة ما بين أواسط التسعينات وبداية عام 2002 لجأت إيران إلى
السوق السوداء من أجل تأمين صناعة أجهزة الطرد المركزي. واعتمدت بشكل أكبر
على خبراتها الذاتية، لكن ما تسرّب من معلومات فضح مشروع الإيرانيين الذي
بدأوا بناءه بالقرب من مدينة قم. توجه إثرها فريق من الوكالة الدولية
للطاقة النووية لتفتيش موقع «نتانز» وعلى رغم محاولات إيران تضليل فريق
العمل ومماطلتهم لكسب الوقت في تنظيف المصنع الذي ادعوا أنه مصنع أهلي ينتج
طاقة كهربائية عادية، لم تمّح شكوك فريق المفتشين بتنفيذ عمليات تخصيب
أولية فيه، وفي كل الأحوال لم يفلحوا في إخفاء حقيقة عملياتهم فقد تمكن
الخبراء الدوليون بأخذ عينات من ذرات غبار نووي التصقت على سطوح المكان
وتسرب بعضها إلى مجاري مياهه. كعادتها عادت إيران إلى تكتيكاتها المعهودة
بعد فضح أسرارها النووية، فوافقت على توقيع معاهدة تعاون جديدة مع الوكالة.
أراد الأميركان من خلالها توجيه ضربة قوية لمنشأتهم النووية السرية لكنهم
اصطدموا برفض الحلفاء الغربيين لها خوفاً من تكرار سيناريو العراق.
المدى العراقية في
06/02/2013
محاكمة «العدالة» الإسرائيلية تلفزيونياً
ترجمة / عادل العامل
يحاكم البرنامج التلفزيوني «القانون في هذه الأجزاء» النظام القانوني
الإسرائيلي الخاص الذي وضعه حقوقيون عسكريون ليطبقوه على سكان الضفة
الغربية وقطاع غزة بعد احتلالهما عام 1967، وظل سارياً حتى اللحظة، وبموجب
فقراته، التي كُتبت بما يتوافق مع مصالح السياسة الإسرائيلية، وجد قادة
الجيش فيها كل ما يحتاجونه من مسوغات قانونية تبرر لهم ممارستهم العدوانية
ضد الفلسطينيين.
البرنامج الذي عرضه التلفزيون السويدي ضمن سلسلة وثائقيات «دوكس» أقام
محاكمة «صحافية» لعدد من واضعي القوانين الأوائل، وطرح عليهم أسئلة تتعلق
بأسباب كتابتها والطريقة التي نفذت بها وما إذا كانت هناك مبررات عملية
دفعتهم لوضعها، غير تكريس الاحتلال والتغطية على ممارساته العدوانية،
وأيضاً لتبيّض وجه إسرائيل وظهورها أمام العالم كدولة ديمقراطية تراعي
القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. وسألهم عما إذا كان
بإمكان المُحتَل، حقاً، تحقيق العدالة لشعب قام هو بالاستحواذ على أرضه
بالقوة وخطط للبقاء فيها إلى الأبد؟
قوانين غريبة، كتبها حقوقيون تابعون للوحدة القانونية في الجيش
الإسرائيلي. ظلوا متخفين في الظل يكتبون الأوامر والقوانين خلف الكواليس
ولم يعرف عنهم الكثير لأن عملهم لم يوثق في تسجيلات بصرية أو سمعية، عدا ما
دوّن منه على الورق وقد حصل عليها البرنامج واعتمد في «محاكمته» لهم عليها.
أخطر ما كشفه الوثائقي أن اللوائح القانونية التي طبقت في الضفة
والقطاع كانت كتبت قبل دخول إسرائيل إليها، وإنها كانت محفوظة من دون كتابة
تاريخ معين عليها داخل الخزانة السرية التابعة للوحدة القانونية في الجيش
وإن كتّابها دخلوا دورات خاصة ودرسوا القوانين الدولية والمعاهدات الخاصة
بالاحتلال، خصوصاً معاهدة جنيف. ووضع القانوني مير شافعار، كما قال، كراساً
فيه كل التعاليم والإجراءات القانونية التي يحتاجها الجيش إذا ما احتل
منطقة من مناطق الدول المجاورة في أي وقت كــــان. المنشورات التي كتبوها
منذ دخول الجيش إلى مناطـــــق الـ67 كانت تتضمن فكرة أساسية تقول: «أيها
الفلسطيني من اليوم فصاعداً يجب أن تعرف أن حياتـــك قد تغــــيرت وستسير
وفق تعليماتنا وإن خرجت عنـــها ستعاقب وتقــــدم للمحاكم العسكرية!».
لـــقد أخضعت القوانين الجديدة أكثر من مليون فلسطيني لإرادة القائد
العسكري واكتسب بفضل الصياغات القانونية المجــــحفة والتي تتعارض مع
القوانين الدولية في جوهــرها كل كلمة من كلماته صفة القانون الملزم.
أتاحت القوانين المعمول بها في المناطق المحتلة معاملة كل المقاومين
الفلسطينيين وبخاصة أعضاء منظمة التحرير الذين وقعوا في الأسر كإرهابيين
وليسوا كأسرى حرب، وكل مساعدة لهم تضع صاحبها تحت طائلة القانون.
سجل البرنامج، الذي كان يعرض كخلفية للـ «محكمة» لقطات من أرشيف
تلفزيوني لامرأة فلسطينية حكم عليها بالسجن لأنها قدمت الطعام لفدائي جائع
دخل قريتها.
خرقت القوانين الإسرائيلية في شكل فاضح الفقرة 49 من معاهدة جنيف التي
تمنع المحتل من إسكان مواطنيه المناطق التي يحتلها، وطبق قادة إسرائيل
سياسة استيطان ممنهجة، اعتمدت على طرد الفلسطينيين من قراهم وجرف مزارعهم
وإقامة مستوطنات فوقها استناداً إلى حجة قانونية مفتعلة أطلقت عام 1979 تحت
اسم «الأرض الميتة» وتعود إلى نص في القانون العثماني كتب في عام 1800
ويعطي للدولة الحق في السيطرة على الأراضي الخاصة إذا لم تزرع خلال ثلاث
سنوات. على هذا النص أقام وحتى اللحظة نصف مليون مستوطن إسرائيلي فوق أراضي
67.
أجبرت «الانتفاضة» عام 1987، الجيل الجديد من القانونيين الإسرائيليين
على إعادة النظر في بعض القوانين القديمة، كمحاولة منهم للتلاؤم مع الواقع
الجديد الذي فرضه المنتفضون، ولإدراكهم الإشكال الحقيقي الذي وضعوا فيه.
فهُم من جهة يمثلون مؤسسة الجيش، ويريدون كما يدعون تحقيق العدالة لكنهم في
نظر الطرف الثاني ليسوا سوى أدوات خطيرة في يد العدو.
ويعترف الكثير منهم بصحة الشكاوى المقدمة ضدهم خلال أدائهم عملهم
وأنهم تحت ضغط العمل كانوا يطلقون أحكاماً مخالفة لحقوق الإنسان، لكثرة عدد
المتهمين أمامها، فعرض أكثر من مئتي منتفض يوماً أمامهم جعلهم يتسرعون ولا
يراجعون الشروط المتبعة في أي محاكمة عادلة.
أكبر الإحراجات التي واجهت الحقوقيين العسكريين في البرنامج جاءت بعد
كشف صمتهم إزاء ممارسات الأجهزة الأمنية ضد المعتقلين وتعرض كثير منهم
للتعذيب من أجل انتزاع اعترافاتهم بالقوة، وكيف مارست تلك السلطات دوراً
كبيراً في توفير قناعات عندهم بجرم المقدمين لمحاكمهم بناءً على ما وفروه
لهم من «أدلة» كان القضاة يأخذون بها من دون مناقشة أو اعتراض. في النهاية
يلخص حديث أحد المسجونين الفلسطينيين عام 2011 حال «العدالة» الإسرائيلية
اليوم في تسجيل مصور يقول فيه: «سأؤمن بديمقراطية دولة إسرائيل بالكامل إذا
برأتني محاكمها من التهم الموجهة إلي وكلها باطلة».
المدى العراقية في
13/02/2013
وداعا.. نجميا تليفزيون يا
د. رانيا يحيي
رحل عن عالمنا فنان الكاريكاتير رمسيس عن عمر يناهز69 عاما بعد صراع
مع المرض وقد ظل رمسيس بخفة ظله وابتسامته التي لا تفارقه يقدم الكثير من
الأعمال في مجال الكاريكاتير وأيضا الكتابة الساخرة وحينما نذكر اسم الفنان
الراحل رمسيس تعود بنا الذاكرة إلي فترة الثمانينات والتسعينات من القرن
الماضي من خلال برنامجه التليفزيوني الرائع يا تليفزيون يا الذي دام عرضه
خلال شهر رمضان الكريم علي مدار عشرين عاما تقريبا, واستضاف خلال حلقاته
ألمع نجوم الفن في العالم العربي وأتذكر في طفولتي أننا كنا ننتظر اللوحة
الكاريكاتيرية التي ستخرج علينا علي الشاشة في نهاية الحلقة منتظرين كيف
صور هؤلاء الفنانين في مخيلته وكيف خرجت اللوحة بهذه السرعة!! وكان
البرنامج يتميز بخفة ظل تنم عن شخصيته المرحة المحببة لكل من حوله.. كما
أصبح تقليدا لانتشار فن الكاريكاتير في القنوات التليفزيونية وبالفعل
استطاع أن يفتح المجال لبعض فناني الكاريكاتير لتقديم برامج تليفزيونية
فيما بعد.
وكان مشوار رمسيس الفني منوع فيما بين الكاريكاتير وبعض الكتابات فضلا
عن التمثيل حيث بدأ برسوماته الكاريكاتيرية المعبرة في مجلة روز اليوسف ثم
انتقاله إلي مجلة صباح الخير منذ السبعينات من القرن الماضي وحتي وفاته
تقريبا.. حيث واظب علي تقديم بابه) يا تليفزيون يا( إلي أن اشتد عليه
المرض في الفترة الأخيرة.. هذا بالإضافة لنشاطه الدائم منذ عقود في
المهرجانات التابعة لوزارة السياحة في أمريكا وبعض الدول الأوربية مثل لندن
وإيطاليا وألمانيا وذلك من أجل ترويج وتنشيط السياحة المصرية عن طريق
بورتريهاته الكاريكاتيرية التذكارية علي ورق البردي للأجانب الزائرين
للجناح المصري وظل يشارك في هذه المهرجانات لفترات طويلة من عمره.. ومن
ضمن أعماله المحببة كانت مشاركته في المؤتمرات الطبية التي تقام من وقت
لآخر لعمل لوحات تذكارية لكثير من أطباء مصر خلال هذه المؤتمرات..وبعد
توقف برنامجه التليفزيوني يا تليفزيون يا قدم بعدها برنامج آخر لمدة عامين
علي قناة النيل للمنوعات بعنوان هاني ورمسيس كل خميس مع صديقه الفنان هاني
شنودة وكانت فكرة البرنامج مميزة حيث يقوم شنودة بتأليف أغنية في الحال
تناسب اسم المتصل تليفونيا بالبرنامج ويقوم رمسيس بعمل كاريكاتير من خلال
وصف المتحدث لملامحه الشخصية وهي فكرة جديدة وكانت تتسم بالفكاهة والمرح.
وظل رمسيس شديد الإعجاب والتأثر بالعظيم الراحل صلاح جاهين وكانا
يتشابهان في بدانة الجسم والأسلوب الساخر الذي تعلمه من جاهين, وقد ظهر
هذا التأثر واضحا في مجلة كل الناس التي تقدم حكايات فهيمة اللئيمة والتي
كتبها بأسلوب ساخر باستخدام السجع مقاربة من رباعيات جاهين.. ونظرا
لعلاقاته القريبة ببعض الفنانين فكان يكتب أحيانا بعض الأخبار الفنية أو
الاجتماعية المتعلقة بهم في باب) اكتم السر( بمجلة صباح الخير..
ويعزو لارتباطه بالتمثيل كأحد العناصر المهمة في فريق الجامعة والكنيسة في
فترات مبكرة أن شارك زملائه في بعض الأفلام والمسلسلات مثل توت توت
والجبلاوي ودور صلاح جاهين في دموع صاحبة الجلالة.. كما قدم رمسيس بعض
الكتب عن فن الكاريكاتير وكتاب رحلات وحكايات الذي صدر عن هيئة الكتاب في
جزئين ووصف فيه أهم المواقف الكوميدية التي تعرض لها أثناء زياراته
المتعددة إلي ألمانيا بأسلوبه الساخر الشيق.. أما عن الجانب الإنساني في
حياته والذي قد لا يعرفه الكثيرون فهو شخص مرح وخفيف الظل يتمتع بدماثة
الخلق وطيبة القلب, كما كان شديد التعلق بأسرته عاشقا لزوجته السيدة
سميحة رحمها الله والتي ظلت بجواره في هذا المشوار الطويل متفرغة إلي
التزاماته وتنظيم أوقات عمله حتي أطلق عليها) دينامو الحياة(.. وكانت
خير رفيق إلي أن توفاها الله إثر حادث منذ أربع سنوات, وكان لهذا الفراق
أثر سيئ جدا علي حياته حيث شعر بالوحدة من بعدها.. ولكن كانت ماريان
وليليان ابنتاه هما العوض والسند بجانب أحفاده رزان ونيكول وأخيرا حفيده
الأصغر كريم والذي ظل بجواره يطعمه من يديه الصغيرتين حتي اللحظات
الأخيرة.
لقد افتقدنا فناننا الكاريكاتيري الساخر رمسيس أحد رواد هذا المجال في
مصر والعالم العربي والذي من الصعب تعويضه.
الأهرام المسائي في
21/02/2013
أحدث المنضمين لـ «التوك شو»
هشام سليم: لست زعيماً.. وسألتزم الحيادية في «حوار القاهرة»
حوار: دينا دياب:
عندما تسيطر البطالة علي السوق السينمائية والدرامية يلجأ الفنانون
إلي تقديم البرامج باعتبارها الوسيلة الوحيدة للبقاء في الساحة - حتي لا
ينساهم الجمهور أحيانا ينجح الفنان في الحفاظ علي نجوميته عندما ينجح في
تقديم البرنامج، وأحيانا يكون تقديمه للبرنامج سقطة تؤثر علي نجوميته..
وتلعب النجومية و«الكاريزما» لدي الفنان دوراً كبيراً في تقبل الجمهور
لنوعية هذا البرنامج.
من بين هؤلاء الفنان هشام سليم الذي قرر خوض تجربة تقديم البرامج بعد
غيابه طويلا عن شاشات السينما والتليفزيون وقرر سليم أن يعبر لجمهوره من
خلال شاشة قناة «سكاي نيوز» التي وفرت له كما يقول كافة وسائل الراحة
وساعدته علي التمرين في الوقوف أمام الكاميرا كمقدم برامج.
سألته عن طبيعة البرنامج قال.. انه من نوعية البرامج الحوارية «التوك
شو» يعرض يوميا ويناقش كافة الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية
والفنية ويتناول كافة الموضوعات المطروحة علي الساحة الآن، ويتناول أيضا
تفاصيل كثيرة تجري علي الساحة السياسية من خلال حوارات مع أهم الشخصيات
التي ترصد واقع ومستقبل مصر والحديث عن مستقبل مصر.
وعن تخوفه من الوقوف للمرة الأولي أمام ميكروفون المذيع، قال سليم
شاركت من قبل في تقديم حلقات مع شافكي المنيري وعزت أبوعوف في برنامج
«القاهرة اليوم» والتجربة نجحت، لكني ابتعدت بعدها عن تقديم البرامج، حتي
جاء الاتفاق مع قناة «سكاي نيوز»، وأنا لا أنفي مخاوفي من أن البرنامج طرح
باسمي والمسئولية كبيرة في أن يتقبلني الجمهور في هذه النوعية من البرامج
خاصة في ظل الأحداث الراهنة، وأضاف سليم أن العمل مع قناة محترمة يساعد
كثيرا علي تقديم برنامج متكامل فهم يساعدوني علي الوقوف أمام الميكروفون
والتدريب عليه ويحاولون خلق تواصل بيني وبين فريق الإعداد علي الهواء عبر
السماعة.
وعن الإشكاليات التي تواجهها برامج التوك شو هذه الأيام خاصة وأنها
المتهم الأول في إثارة الفتن والتحريض.. أجاب: سأقول في برنامجي ما آراه
وما أشعر به والموجود أمام الناس في الشوارع، فمن يري أن كشف الواقع وكشف
الحقائق أمام الشعب تحريض أو تسخين أو إثارة للفتنة فليقول ما يريد لكني لن
أسب وسأتبع طريقة ضبط النفس في أن أقدم برنامجا حياديا، فأنا لا أريد أن
أكون زعيما حتي أقوم تلك البلد، ولا يمكن أن أثير الفتنة في بلدي، ما يهمني
أن يقال الحق والضيف من حقه ان يقول ما يريده فلا أفرض عليه رأيي، لكني
سألتزم الحيادية نوعا ما وسأنقل للجمهور ما يحدث في الشارع بأمانة.
وعن الخطوط الحمراء التي وضعها ونوعية الضيوف التي سيختارها قال: أنا
لا أشترط شيئا وكثيرا ما تأثرت نجوميتي بهذا الكلام وحتي هذه اللحظة يوضع
اسمي وراء الأسماء الأصغر مني سنا ونجومية وظلمت كثيرا في السينما
والتليفزيون، وأضاف طالما سؤلت عن اشتراطاتي علي الممثلين والمخرجين
والمنتجين رغم إنني لم أشترط شيئا في حياتي، وللأسف لا أحد يتحدث عن أنني
جالس في منزلي والجميع يعملون، أما عن الضيوف فلم أختر ضيوفا بعينهم،
البرنامج متاح لكافة الآراء حتي تظهر الحقيقة.
وقال إن القناة ليس لها أجندات خاصة فهي ليست محطة صغيرة وليست من
المحطات التي تبدأ وتغلق، وأتمني ألا يتعامل معي البعض كما كانوا يتعاملون
معي في السينما والدراما، وسيبدأ البرنامج يوم 16 فبراير.
الوفد المصرية في
22/02/2013
هشام سليم :
"حوار القاهرة" يحدد مصيرى فى الفن
أ.ش.أ : أعرب الفنان هشام سليم عن أمله في نجاح برنامجه الجديد "حوار
القاهرة" الذي بدأ أولى حلقاته مساء أمس على إحدى القنوات الفضائية، واصفا
البرنامج بأنه يمثل نقلة كبيرة ومختلفة له وسيحدد عليها مصيره في المجال
الفني.
وأوضح سليم أنه بدأ برنامجه بحلقة خاصة عن مصر بعنوان "مصر إلى أين"
في محاولة لكشف حالة الغموض والضبابية التي يعيشها المصريون حاليا على كافة
المستويات، مشيرا إلى أن البرنامج يمثل التجربة الأولى له في مجال الإعلام
مما يجعله في حالة تخوف من فشله في جمع المصريين أمام الشاشة لمتابعته وهو
بشخصيته الحقيقية ، وليس كما تعودوا أن يشاهدوه في شخصيات سينمائية.
وأكد سليم أنه سيناقش خلال الأيام القادمة القضايا كافة على الساحة
المصرية بكل جرأة ووضوح ، ويترك المساحة لجميع الأطراف لطرح آرائها بكل
موضوعية وشفافية دون أي تدخل منه أو من إدارة القناة .. موضحا أن عمله
كمقدم برنامج لن يمنعه عن أداء أي دور مناسب في السينما أو الدراما.
يذكر أن هشام سليم رفض مؤخرا المشاركة في بطولة مسلسلين رفض ذكر
اسميهما؛ اعتراضا منه على إرسال سيناريو المسلسل الأول له متضمنا حلقتين
فقط من ثلاث ورقات ، وهو ما اعتبره أمرا مرفوضا بالنسبة له ولأي فنان يحترم
تاريخه وفنه ، كما رفض المسلسل الثاني لذات السبب، حيث فوجيء بإرسال سبع
حلقات فقط له دون باقي الحلقات.
الوفد المصرية في
17/02/2013 |