نجمة سورية متألقة لقبت ب”ياسمينة الدراما السورية”، أبدعت في كل ما
قدمته من شخصيات، نشأت ضمن عائلة فنية، فجدها عازف العود الشهير عمر
النقشبندي، وأختها الفنانة السورية مها المصري، تخرجت في كلية الحقوق لكنها
لم تعمل فيها حيث سحبتها أضواء الشهرة إلى التمثيل . قدمت الكثير من
الأعمال التي حققت جماهيرية عالية منها “الفصول الأربعة” و”يوم ممطر آخر”
“وغزلان في غابة الذئاب” و”أشواك ناعمة” و”العشق الحرام” و”رفة عين” وغيرها
الكثير . .
إنها النجمة السورية سلمى المصري التي حلت ضيفة على صفحات “الخليج” من
خلال الحوار التالي:
·
لنتحدث عن أعمالك الحالية،
تشاركين في الجزء الثاني من مسلسل “طاحون الشر” للمخرج ناجي طعمي، فماذا
تقولين عن شخصيتك؟
- شخصيتي جديدة لم تكن موجودة في الجزء الأول، وهي
شخصية “وفاء”، امرأة دمشقية قوية ومعتدة بنفسها كثيراً، صارمة، تفرض
سيطرتها على عائلتها ومتحكمة في كل أمورهم، فلا يستطيع أحد القيام بأي تصرف
دون مشورتها، هذه هي الشخصية بملامحها العامة، و”وفاء” تسكن مع أخيها
وعائلته، حيث كانوا يسكنون في الحارة، لكن هناك أسباباً أجبرتهم على ترك
حارتهم ليعيشوا في بعلبك في لبنان، وبعد فترة غياب عن الحارة تظهر هذه
العائلة في هذا الجزء، حيث قرروا أن يستردوا حقهم من المال وأن يسترجعوا
أراضيهم التي يملكونها، فعادوا إلى الحارة ليستردوا مالهم ومال أخيهم الذي
قُتل، وكل همهم كان أن يسترجعوا حقهم، إضافة إلى وجود عدة خطوط ضمن الشخصية
فهي تزوّج ابنها وتخوض في أحداث عديدة .
·
لاحظنا تميزاً واضحاً في الأزياء
التي ترتدينها في هذا الجزء من “طاحون الشر” مختلفة عن الجزء الماضي، ما
السبب؟
- هناك فعلاً ما هو مختلف من ناحية الأزياء التي
نرتديها وألوانها المتميزة التي تضفي تنوعاً لافتاً ما يشعر المشاهد
باختلاف عن بقية أعمال البيئة الشامية التي اعتاد أن يشاهدها، فهذه الملابس
من تراثنا الجميل فيها التطريز والشك وغيرها فهذا يعطي صورة جميلة لأيام
زمان .
·
إذاً ستظهر جميع الشخصيات بهذا
الاختلاف في الأزياء؟
- ليس كل الشخصيات فقط العائلة التي تنتمي إليها
“وفاء” وهي: أخي وزوجته وأولاده وأنا وابني، وذلك كون العائلة ميسورة
وحالتهم المادية جيدة، وأنا أشكر فعلاً مصمم الأزياء فادي عبدج الذي يملك
ذوقاً جميلاً في ما اختاره لنا من أزياء .
·
لاحظنا أن أغلبية المسلسلات التي
تصور في هذا الموسم، وخاصةً الشامية منها، اعتمدت كثيراً على موضوع الصورة
وجماليتها ويتبع فيها أسلوب من الملابس مختلف عما سبق أن قدم في الدراما
الشامية، ما رأيك بذلك؟
- نعم فهذا لمسته فعلياً في مسلسل “ياسمين عتيق”
والآن في “طاحون الشر2” وهذا في رأيي ضروري جداً كي يشعر المشاهد بالتنوع
فلا تصيبه حالة من الملل والنمطية، ففي الأعمال التي تقدم كل بيئة مختلفة
عن البيئة الأخرى، وكل منزل مختلف عن الآخر وكل منطقة تختلف عن غيرها، وهذا
الاختلاف يفرض التنوع في الأزياء وحتى الشعر والماكياج والكثير من التفاصيل
الأخرى .
·
ما رأيك في التعامل مع المخرج
ناجي طعمي؟
- اجتمعنا سابقاً في الكثير من الأعمال وأنا سعيدة
جداً بالتعامل معه، فهو مخرج مريح التعامل، وهو متفهم جداً أثناء التصوير
ويتقبل أي وجهة نظر تقدم له، ففي حال كانت صحيحة يتبعها، فعلاً هو مخرج
متعاون جداً، ولا وجود للضغط في موقع تصوير أي مسلسل بقيادة ناجي فهو لطيف
ومهذب ورقيق في التعامل وأنا فعلاً أحب التعامل معه . . ودوماً “أوقع على
بياض” عن أي عمل من إخراجه .
·
ستطلين بثلاثة أعمال للموسم
الرمضاني المقبل أليس كذلك؟
- نعم، وهناك عمل رابع شاركت ضيفة فيه، فقد صورت
مسلسل “فول هاوس
Full House”
في طرطوس مع المخرج فادي سليم، ومسلسل “ياسمين عتيق” مع المخرج مثنى صبح،
وكنت ضيفة في مسلسل “زنود الست” مع المخرج تامر إسحق، وحالياً أصور الجزء
الثاني من مسلسل “طاحون الشر” مع المخرج ناجي طعمي وأتمنى أن تتابع هذه
الأعمال وتحظى بإعجاب المشاهدين .
·
علمنا أن مسلسل “ياسمين عتيق”
مختلف عن بقية أعمال البيئة الشامية التي قدمت، فما المختلف فيه بنظرك؟
- الشخصية جديدة بالنسبة إلي، وأستطيع القول عن
العمل إنه من الأعمال المميزة في طرحه، وطريقة معالجته، وأسلوبه الإخراجي
المميز، وأعتقد أنه سيحقق نقلة نوعية في أعمال البيئة الشامية، لأنه لا
يشبه أياً من الأعمال الشامية السابقة في أي شيء خاصةً في الديكور والأزياء
فهو يشعرك وكأنك في الزمن الماضي عدا أنه يحمل نفساً مختلفاً، وأجواء جديدة
.
·
وماذا عن مسلسل “فول هاوس
Full House”؟
العمل يتناول مجموعة عائلات سورية تربطهم علاقات قرابة، ويمرون في
حياتهم اليومية بجملة من الأحداث، تتسم بشيء من الطرافة، أشرف على كتابته
ثائر العكل، وهو من إخراج فادي سليم وإنتاج شركة “شامينا” للإنتاج الفني .
·
ومسلسل “زنود الست”؟
- سأكون ضيفة في ثلاث حلقات، حيث لعبت شخصية شقيقة
“عايشة خانم” التي تؤديها الفنانة وفاء موصللي، والعمل لطيف وخفيف وفكرته
جميلة وأجواؤه كانت ممتعة فعلاً .
·
روهن كثيراً على الدراما السورية
خلال الأزمة ولم يتوقع أحد أن تصور مسلسلات في أحياء دمشق برفقة نجوم
الدراما السورية، إلى أي مدى تعتقدين أن الدراما السورية استطاعت أن تستمر
برغم الظروف التي تعيشها سوريا؟
- بالتأكيد لا بد أن نستمر والحياة مستمرة وهذا
يمنحنا قوة لنكمل المشوار ونتمسك بأرضنا وعملنا فارتباطنا بهذه الأرض ليس
سهلاً إطلاقاً، فروحنا متعلقة ببلدنا سوريا ومهما كانت الظروف سنستمر ونثبت
للجميع أننا قادرون على الوقوف مرة أخرى وأقوى من قبل، وما من شيء سيوقف
الحياة في سوريا .
·
ما سر تألقك الدائم فكلما تكبرين
تزدادين جمالاً؟
- ليس هناك سر . . لكن في الحقيقة الحب الموجود
بداخلي والذي بات قليلاً . . هو السر، فمن يحب من قلبه ويعيش التسامح يبق
مرتاحاً دوماً، أنا أتمنى أن يحب الناس بعضهم بعضاً ويعيشوا التسامح
الحقيقي .
·
كنت في الإمارات منذ فترة فهل
تفكرين في الاستقرار فيها؟
- فعلاً كنت في الإمارات، لكنني سافرت في إجازة كي
أرتاح قليلاً من ضغط العمل وألتقي بابني وأخواتي وقضيت هناك حوالي أسبوعين
ثم عدت إلى دمشق لأستكمل التصوير .
·
وماذا عن مسلسل “حمام شامي”
للمخرج مؤمن الملا الذي يصور في أبوظبي؟
- صراحةً أرسلوا إليّ نص العمل كي أشارك معهم،
لكنني اعتذرت بسبب ارتباطي بالتصوير في دمشق، لكن أختي مها وابنتها الفنانة
ديمة بياعة موجودتان في العمل وستصوران مع المخرج مؤمن الملا .
الخليج الإماراتية في
09/06/2013
«حدث
في دمشق» إطلالة على تاريخ المأساة
باسل الخطيب: تركت للمشاهــد إشارات ودلالات وعليـه التقاطها!
لبنى شاكر
يستعيد «حدث في دمشق»، للمخرج باسل الخطيب، والمأخوذ عن رواية الدكتور
قحطان مهنا «وداد من حلب»، أحداثاً سياسية تركت أثرها في مختلف تفاصيل
حياتنا، ولوّنت
الإنسان العربي والسوري بلون المأساة، فكانت في أدبنا وثقافتنا وأبنائنا
أكبر من مجرد حدث.
لاحقاً حوّل عدنان العودة الرواية إلى سيناريو تلفزيوني، يحكي مأساة
فلسطين 1948 وصداها في أروقة المجتمع السوري عامة، والدمشقي خاصة، منتقلاً
إلى فترة 2001 ، وتأثيرها على مختلف الشخصيات في العمل.
بعيداً عن التوثيق والتأطير
في حالات خاصة، تتخذ الدراما التلفزيونية شكل الصبغة التوثيقية، فقد
أثبتت قوتها وتأثيرها كوسيلة يمكن من خلالها الحديث عن التاريخ. ناهيك
بأنها ربما تكون الشكل الأفضل لإيصال بعض اللحظات المهمة تاريخياً إلى
الجمهور، أو إعادة التذكير فيها، هذا ما رآه المخرج باسل الخطيب في حديثه
لـ«تشرين دراما»، لكنه بيّن أيضاً أن «العمل لا يتجه نحو توثيق شيء معين،
فهو محاولة لتقديم صورة مختلفة لدمشق والمجتمع الدمشقي في فترة
الأربعينيات، ومطلع الألفية الثالثة، كما لا يمكن تسميته بالعمل البيئي حيث
يرصد مصائر مجموعة من الشخصيات، وكيف كانت تتفاعل رغم كل اختلافاتها
اجتماعياً وثقافياً، وحتى في انتماءاتها الدينية والفكرية، وهي في لحظة ما
تتناسى اختلافاتها، وتذهب لتواجه التحدي يداً بيد، إذاً هو تحية إلى مدينة
دمشق بمكوناتها الحضارية التي نعرفها جميعاً».
·
لكن إلى أي درجة يمكن إسقاط ما
يقدمه العمل على الراهن السوري اليوم؟
يقول الخطيب: (لا أحب إعادة تأطير عملي ضمن إطار فكري وإيديولوجي
معين، لكن أي عمل ليس له علاقة بالراهن وما يحدث اليوم، سيفقد الكثير من
ألقه وقدرته على التواصل مع الجمهور. بالتأكيد «حدث في دمشق» كما كل
الأعمال السابقة، بما فيها «فيلم مريم» مثلاً، يتصل بما يحدث اليوم في
سورية، لكنني لا أحب توضيح هذا بل أترك للمشاهد أن يلتقط الإشارات
والدلالات وهي واضحة، ولن تخفى عليه).
ما بين الرواية والتاريخ
يرصد العمل فترة 1948، والتي كان لها عميق الأثر في تاريخ المنطقة
ككل، وتحديداً في بلاد الشام، وإن كان يسعى تبعاً للخطيب: «لإبراز التفاعل
بين ما كان يحدث في فلسطين، حين كانت الأحداث فيها على أشدها لاسيما قرار
التقسيم، وبين المجتمع الدمشقي. إذ سنرى انعكاسات هذا الهمّ القومي في تلك
الفترة المفصلية في تاريخ الأمة، على بعض الشخصيات الدمشقية المعروفة».
ويتابع صاحب «هوى بحري»: في 2001 أي بعد مرور نصف قرن من الزمن على
حياة بعض من هذه الشخصيات، يتابع مصائرها، وكيف مضت بها الحياة، وما هي
التغييرات التي طرأت عليها، لكن يبقى الرابط بين هذه الأزمنة والشخصيات هو
المكان «دمشق».
·
ماذا عن الرواية، أين نجد
ملامحها في العمل؟
يقول الخطيب: (الرواية مجرد نقطة للانطلاق في كتابة المشروع، لاحقاً
وعندما قررت أن أنقل أحداث العمل من البيئة الحلبية إلى دمشق خضع السيناريو
لتعديلات جوهرية وجذرية، تم حذف الكثير من المشاهد، وإضافة أخرى، لم يعد
هذا المسلسل يشبه الشكل القديم، لكن بالتأكيد العمل مستوحى وبتصرف عن رواية
الدكتور قحطان مهنا «وداد من حلب».
أما ضمان مصداقية ما تقدمه الدراما تاريخياً، لاسيما أنه لا يمكن
مطالبة المشاهد بالتأكد مما يقدم له، وفي أحيان كثيرة تبدو الدراما للبعض
مرجعاً أو وثيقة، يؤكد صاحب (رسائل الحب والحرب): أن «ضمير صناع العمل يحسم
كل هذا إلى درجة كبيرة لكن مع ذلك فتاريخنا مكتوب بطريقة مغلوطة، وإذا عدنا
إلى حوادث جرت منذ خمسين عاماً فقط، سنجد كماً هائلاً من الاختلافات في
وجهات النظر ونقل الحقائق، تالياً هذا يضع صناع العمل في مأزق، ويتطلب منهم
القيام بعملية بحث أكبر وأعمق». لكن الضمان بالنسبة للخطيب هذه المرة هو
أنه يعرف هذه الفترة جيداً، وسبق أن قدمها في أعمال أخرى.
«وداد» الدمشقية أولاً
تؤدي الفنانة سلاف فواخرجي شخصية اليهودية الدمشقية «وداد»، والتي
تتمسك بوطنها سورية، رافضةً العيش في بيت ليس بيتها، وعلى أرض ليست أرضها.
بداية أكدت الفنانة فواخرجي لتشرين دراما أن «المسؤولية الكبيرة
الواقعة على عاتق صناع الدراما، تجاه المشاهد، في كيفية تقديم التاريخ
والحدث السياسي».
ورأت صاحبة شخصية (أسمهان) أنه: في تقديم الحدث السياسي درامياً،
هناك مراجع ومصادر تاريخية، بعضها مكتوب، أو مسموع، حتى أنه يمكن الرجوع
إلى البعض ممن عاصروا تلك الفترة في حال وجودهم، والاستفادة من ملاحظاتهم.
أما في هذا العمل، فالتاريخ الذي يقدمه قريب، والجيل الذي عاصره لا يزال
موجوداً. وإن كان لا يسعى للتوثيق لكن الخلفية السياسية فيه خلفية للحدث
الاجتماعي، وفي الدراما من الطبيعي وجود مساحات كبيرة للخيال والأفق
البعيد، وهي ضرورة لتقديم العمل بشكل جميل.
ســلاف فواخرجي: قحطان مهنا تخيلني حين كتب رواية«وداد من حلب»
وإن كان المميز في «حدث في دمشق» كما تراه فواخرجي هو أنك: «تسمع
التاريخ من عدة وجهات نظر، إلا أنك تتعرف إلى الآراء السياسية عبر عدة
أحزاب وشرائح، وهذا يساعد لا شك في فهم المجتمع بشكل أفضل» فسلاف قرأت
الرواية، وعنها قالت: (الرواية حفزت خيالي واستفزتني، فهمت «وداد» فيها،
ويمكنني القول إنها في النص التلفزيوني لا تختلف عن الرواية إلا في
تركيبها. تبنيت وداد وأحببتها، أقدمها كما هي كسيدة سورية، وشخصية جميلة
شكلاً ومضموناً، تنتمي لسورية قبل يهوديتها، حفزني أيضاً أنني حين التقيت
بالكاتب قحطان مهنا، فاجأني حين قال أنه استحضرني أثناء كتابته لوداد).
وأشارت صاحبة شخصية «كليوباترا»: إلى أنها: «لم تتردد في تقديم شخصية
يهودية في ظرف كهذا، لاسيما أن العمل يقدم جميع الشخصيات، ناهيك بأن هذه
السورية اليهودية ليست شبيهة بيهودية بولونية مثلا أو غيرها من جنسيات
أخرى، فتربيتها ودراستها وحتى طبخها سوري، وهي تقع في صراع مع زوجها ذي
الميول الصهيونية الذي يصر عليها بترك وطنها». وأضافت فواخرجي: (في العمل
ستكتشف أن السوري ملتصق بالسياسة دائماً، والشبه بين «حدث في دمشق» والراهن
كبير جداً، لا شك أن الحياة اختلفت، لكن المواطن وإن كان يهتم بلقمة العيش
لكنها لا تنفصل عن السياسة أبداً، فتاريخنا أجبرنا على ذلك، وهو يعيد نفسه
باستمرار).
الدراما السورية في منفى الأماكن البديلة..
التحدي الأصعب
لم يتجاوز عدد الأعمال الدرامية السورية التي صورت خارج سورية في
الموسم الرمضاني الفائت العملين وهما: «أبو جانتي» - الجزء الثاني و«صبايا»
- الجزء الرابع، وتم
تصوير هذين العملين في دبي، بعد أن تم تطويع قصة كل منهما لتتماشى مع
التصوير خارج الوطن، لكننا سنشهد هذا العام عدداً لا بأس به من مسلسلات
الدراما السورية التي يتم تصويرها الآن خارج البلاد، ويبلغ عددها حتى الآن
تسعة أعمال، توزعت بين لبنان وأبو ظبي ودبي والأردن والجزائر، ففي أغالبية
هذه الأعمال سنرى كيف حاولت أن تكيّف القصة وتطوعها لتتناسب مع مكان
التصوير مثل: مسلسل «حدود شقيقة» العمل الذي تم تصويره في لبنان، و يروي
حكاية قريتين حدوديتين بين لبنان وسورية والعلاقات الاجتماعية الناشئة
بينهما، مستفيداً من تداخل الحدود بين البلدين، كما هو الحال مع مسلسل
«سنعود بعد قليل» الذي يحكي قصة عائلة سورية اضطرتها الظروف التي تعصف
ببلادها للنزوح إلى بيروت.
الجزء الخامس من مسلسل «صبايا» أيضاً يتابع مسيرته خارج حدود الوطن،
إذ سنجد البطلة (ميديا) تسافر للعيش في لبنان، وهناك ستتعرف إلى نساء
سوريات أخريات يسكنّ العاصمة اللبنانية إضافة إلى صديقات عربيات، بينما
يروي مسلسل «أوهام جميلة» قصة أحد العمال السوريين في لبنان، فنراه موزعاً
بين أهله في ريف حلب وعمله وأصدقائه وحبيبته في بيروت، أما مسلسل «حمام
شامي» لمخرجه مؤمن الملا الذي يصور حالياً في مدينة دبي الإعلامية فهو عمل
بيئة شامية، يعتمد بالأصل في تصويره على حارات يتم بناؤها خصيصاً وفق
ديكورات ضخمة تحاكي الحارات الدمشقية العريقة، ولذلك فقد تم بناء ديكور
حقيقي لحمام من حمامات دمشق بكامل مرافقه، إضافة إلى حارة شامية بكامل
عناصرها، فطبيعة الحكاية التي تدور بمعظمها في مكان واحد «سيت كوم» تقليدي
في حارة قديمة تسمح بتصويره خارج سورية ما دامت قد توافرت الحارات المخصصة
لمثل هذه الأعمال.
مسلسل «زهرة البنفسج» وهو من الأعمال السورية التي تصور في الأردن،
حاول التحرر أيضاً من خصوصية المكان، فالعمل الذي يتألف من حلقات متصلة
منفصلة، يعالج قضايا اجتماعية معاصرة بأسلوب كوميديا الموقف، ويجسد
شخصياتها نجوم سوريون وعرب، كما في تجربة مسلسل «مرايا 2013» الذي يتم
تصويره في الجزائر بإشراف من صاحبه الفنان ياسر العظمة، فهو بالأصل يعتمد
في الأغلب على أماكن تصوير داخلية في أجزائه السابقة، ما يسمح بإمكانية
تصويره في الخارج، لكن مسلسل «العبور» الذي يصور حالياً في لبنان هو مسلسل
خيال علمي، ما يجعله متحرراً أيضاً من خصوصية المكان السوري، الأمر الذي لا
يعوق تصويره خارج بلاده، لا كما هو الحال مع مسلسل «الولادة من الخاصرة3»
الذي يصور في لبنان أيضاً، إذ لم نجد مسوغاً لتصويره في الخارج، فقصة
المسلسل التي تعالج حكايات من صميم الواقع السوري الحالي المتمثل بالأزمة،
ويتطلب التصوير في أماكنه الحقيقية خرج عن المعادلة بعد أن تم تداول أخبار
تفيد بأن الرقابة لم تسمح بتصويره داخل البلاد بعد اطلاعها على النص
المملوء بالمغالطات والتشويه وتزوير الوقائع، وهو السبب الرئيس لاعتذار
مخرجته الفنانة رشا شربتجي عن تحقيق الفصل الثالث منه، وهذا ما لم تصرح به
شربتجي للصحافة، مكتفية بحجة ضعف التمويل من الشركة المنتجة.!
الليث حجو قدم حلولاً عالية المستوى على صعيد التصوير خارج سورية من
خلال عمله الجديد «سنعود بعد قليل» الذي يلعب بطولته الفنان الكبير دريد
لحام، فصاحب «الانتظار» تمكن من إدارة كاميرته في منطقة الشويفات
اللبنانية في ريف يبدو هو الأقرب للقرية السورية، ووفق حلول نصية قاربت
الأزمة وظروفها القاسية على المهجرين السوريين، وبإطلالة على واقع الأسرة
السورية، وانعكاسات الأزمة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، ولهذا نجد أن
البعض استطاع التعامل مع شروط المكان، مطوعاً إياها لمصلحة مواقع تصويره،
لكن البعض الآخر لم ينتبه لصعوبة تقليد الأمكنة السورية، متناسياً أهم
عوامل نجاح الدراما.
تشرين السورية في
09/06/2013
الدراما المصرية..كلها سياسية
صقر: الاعمال تعكس الواقع
صفوت غطاس: الثورة قلبت الموازين
مي عز الدين: "آدم" رصد الانتهاكات
مصطفي البلك
تلقي الأحداث السياسية هذا العام بظلالها علي الدراما المصرية ونجد
هذا العام عددا كبيرا من الأعمال الدرامية التي تستحوذ عليها الاسقاطات
السياسية ومن هذه الأعمال مسلسل "العراف" للفنان عادل إمام. إخراج رامي
إمام حيث تدور أحداث العمل حول شخص كان نصابا قبل الثورة وبعدها تحول إلي
مرشح لانتخابات الرئاسة ومسلسل "الركين" إخراج جمال عبدالحميد فتدور أحداثه
حول الشهيد "جيكا" ومسلسل "الداعية" بطولة هاني سلامة وبسمة.
وتدور أحداثه حول قصة حب بين داعية وعازفة كمان ومسلسل "فرعون" لخالد
صالح ويحكي قصة صعود رجب فرعون من الصفر إلي القمة رصدا للأحداث الجارية
علي الساحة علي مدي 30 عاماً وهو رصد لواقع الفساد في عهد مبارك.. بالإضافة
إلي أعمال أخري صبغت أحداثها بالصبغة السياسية. وعن الدراما السياسية في
2013 يقول المخرج أحمد صقر: الدراما تعكس الواقع الذي نعيشه ودائما كتاب
الدراما يتأثرون بالأحداث ونحن نعيش أزمات حقيقية انقلبت فيها الموازين
وأصبحت الأحداث التي لم نكن نتوقع حدوثها علي الإطلاق أصبحت واقعاً نعيشه
حاليا ومن يرصد ما يحدث علي الساحة يجد دراما تفوق الخيال.
ويشير المنتج صفوت غطاس إلي ان الثورة قلبت الموازين ورأينا نوعا من
الحرية في تناول الأحداث بشكل واسع وكان هذا واضحا من خلال عدد كبير من
الأعمال الدرامية التي انتجت في أعقاب الثورة ولم نكن نستطيع أن نتناول مثل
هذه الأحداث من قبل ولهذا رأينا ان الدراما وهي ترصد للواقع تغلب عليها
الجوانب السياسية واظهار أسباب الفساد في العصر الماضي بكل ما فيه.
وتشير الفنانة مي عز الدين إلي ان الدراما خيال ينعكس عليها الواقع
الذي نعيشه وهذا كان واضحا في أعقاب الثورة مباشرة مثلما حدث في مسلسل
"آدم" كان البداية الذي عرض في رمضان بعد ثورة 25 يناير مباشرة حيث رصد
لواقع أمن الدولة وما يحدث فيها من انتهاكات للإنسان وتلفيق التهم بشكل فيه
تجني علي المواطن.
ويضيف الفنان خالد الصاوي دائما الدراما المصرية ترصد ما يحدث حولها
ودائما كانت تلجأ إلي الدراما الاجتماعية ولا يتم الخوض في الجوانب
السياسية كما يحدث حاليا وكان هذا واضحا في العديد من الأعمال التي انتجت
بعد الثورة ومنها مسلسل خاتم سليمان فهو يرصد الفساد في الحياة المصرية في
عصر مبارك حتي نهاية المسلسل كانت مفتوحة تأكيد علي أن الفساد مستمر
ويستمر.
وهذا العام ترصد الدراما ما يحدث علي الساحة في عدد من الأعمال التي
تبحث في الواقع المصري ورصد الفساد في الحياة المصرية يحتاج لأعمال كثيرة.
ويقول الناقد ضياء هاشم: موازين الحياة في مصر انقلبت بشكل واضح فإننا
نري عبر الشارع اشكالا سياسية متنوعة وكان أكبر دراما رأيناها في الواقع
انتخابات الرئاسة وشاهدنا عبر الشاشات الأعداد التي تقدمت لانتخابات
الرئاسة فلا أنسي ان احد الذين تقدموا لانتخابات الرئاسة كان يبيع مخدرات
أمام المقر الرئيسي للتقديم للترشيح للانتخابات ورأينا سعد الصغير وهو
يتقدم لانتخابات الرئاسة وغيرهم. بالإضافة إلي الاسقاطات التي ترصد واقع
الأحزاب المصرية وكان آخرها فضيحة مناقشة القوي السياسية لمشكلة سد النهضة
وما صدر من هذه القوي علي الهواء.. ولهذا سنجد ان عدداً كبيراً من الأعمال
الدرامية هذا العام ترصد لهذا الواقع.
الجمهورية المصرية في
10/06/2013
اللبنانية "دالى جو" تقتحم الدراما المصرية بـ"تحت الأرض" و"قشطة وعسل"
كتب عمرو صحصاح
تخوض الفنانة اللبنانية دالى جو السباق الرمضانى المقبل، بمسلسلين
أحدهما كوميدى هو "قشطة وعسل"، والآخر درامى أكشن وهو مسلسل "تحت الأرض"،
للفنان أمير كرارة الذى تجسد من خلاله دور فتاة أمريكية من أصل لبنانى
تتزوج من شاب مصرى أثناء تواجده بالولايات المتحدة ثم تأتى معه إلى مصر،
ولكنها تكتشف أنه مطارد من قبل عصابة داخل مصر، حتى تدخل فى صراعات كثيرة
ومتشعبة معه.
دالى أوضحت لـ"اليوم السابع" أن مسلسل "تحت الأرض" يدور فى إطار درامى
يمتلئ بالإثارة والأكشن معربة عن أمنياتها فى أن تقدم شيئا جديدا ومميزا فى
الدراما المصرية معلقة، الجمهور المصرى ذواق ويستطيع أن يميز بين الفنان
الحقيقى والمدعى، موضحة أنها شاركت فى عدة أعمال سورية حققت نجاحا كبيرا فى
الشام والخليج، ولكنها حرصت على المجىء إلى مصر والمشاركة فى أعمالها
باعتبارها أنها هوليود الشرق.
وتجسد دالى فى سيت كوم "قشطة وعسل" دور فتاة لبنانية تقطن فى شقة
بجوار بطل الحلقات "سمير غانم"، والذى يعيش بصحبة لطفى لبيب ومعهم هشام
إسماعيل، ويتهافت الثلاثة عليها نظرا لجمالها الجذاب، فيسعى كل منهم للفوز
بقلبها لتتصاعد الأحداث فى إطار كوميدى، ويشارك فى بطولة حلقات العمل علا
غانم والراقصة دينا وأحمد عزمى، وعبرت دالى عن سعادتها البالغة بالتعاون مع
فنان كوميدى بحجم سمير غانم، مشيرة إلى أن كواليس العمل كانت من أجمل
الأعمال التى عملت فيها نظرا لجو الكوميديا الذى كان سائد أثناء التصوير،
من قبل غانم ولطفى لبيب.
وأضافت الفنانة اللبنانية أنها تنتظر خلال الموسم الرمضانى المقبل
مسلسلين دراميين تدخل بهما سباق الدراما السورية، أحدهما كوميدى، وتشارك فى
بطولته بجانب باسم ياخور ولورا أبو أسعد، إخراج أسامة الحمد، والأخر
فانتازى خيالى، وتشارك فى بطولته بجانب عباس النورى وسولاف معمار وباسل
خياط وجهاد سعد.
وأشارت الفنانة اللبنانية إلى أنها تواصل حاليا قراءة سيناريو فيلم
جديد مع المنتج محمد السبكى، ستفصح عنه خلال الأيام القليلة المقبلة عقب
إتمام باقى التفاصيل الخاصة، بترشيح باقى الأبطال المشاركين وتحديد موعد
بدء التصوير.
وعن ظهورها خلال المسلسلين المرشحين بقوة بالعرض خلال شهر رمضان،
واللذان يعتبران أولى خطواتها التمثيلية داخل مصر بشخصيتها اللبنانية، أكدت
أنها تتعلم جيدا هذه الأيام مداخل ومخارج اللغة المصرية من أجل فيلمها
الجديد مع السبكى، فضلا عن رغبتها فى تقمص وتجسيد أكثر من شخصية مصرية، حتى
تستطيع أن تتنقل من شخصية لأخرى دون التقيد باللغة اللبنانية.
صناع "مولد وصاحبه وغايب" يتبرأون من تتر عصام كاريكا ويهددون
بمقاضاته
كتب العباس السكرى
هدد صنّاع مسلسل «مولد وصاحبه غايب» بطولة النجمة اللبنانية هيفاء
وهبى، بمقاضاة المطرب عصام كاريكا، لغنائه وترويجه لتتر المسلسل على شبكات
الإنترنت، يحتوى على بعض اللقطات لأعمال النجمة اللبنانية التى قدمتها فى
الفيلم السينمائى «دكان شحاتة»، إضافة إلى لقطات أخرى تظهر فيها الفنانة
فيفى عبده وهى ترقص فى أحد البرامج، على أنه التتر الحقيقى للعمل، كما
احتوى الكليب على لقطات استعراضية لهيفاء وهبى والنجمة الراحلة نعيمة عاكف
فى فيلمها «تمر حنة» مع النجم الراحل رشدى أباظة. وأعلن مؤلف العمل
السيناريست الكبير مصطفى محرم تبرئة صّناع المسلسل بالكامل من هذا الكليب
الذى نشره المطرب على الإنترنت، والذى تقول كلماته: «ياما ناس شقيانة فى
الموالد بتلم من الدنيا نقوطها.. ولو فى يوم تعب الوالد أم العيال تشحت
قوتها» لافتاً إلى أن المطرب آدم هو من سيغنى التتر الغنائى للعمل الذى كتب
كلماته حسين محرم ووضع ألحانه محمد يحيى، وقام بتسجيله كاملاً.
وأكد مصطفى محرم فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أن صناع العمل مستاؤون
للغاية مما فعله المطرب، قائلاً: «سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه
هذا المطرب.
وأشار السيناريست إلى أن هناك مفاوضات تجرى بين الجهة المنتجة وقناة
الحياة لعرض العمل على شاشتها رمضان المقبل، مؤكدا أن بطلة العمل هيفاء
وهبى ستصور مشاهدها الأخيرة بالمسلسل الأربعاء المقبل.
وأوضح محرم أن المسلسل يتطرق لكشف الصراع بين الطبقات الفقيرة
والثرية، من خلال عائلة تعمل فى الموالد الشعبية، وتعرض فى سياق درامى
مظاهر الحب والمعيشة المحيطة بهم.
مسلسل "مولد وصاحبه غايب" يشارك فى بطولته الفنانون فيفى عبده، وعزت
أبو عوف، حسن حسنى، سعيد طرابيك، وأمينة، تأليف مصطفى محرم، وإخراج شيرين
عادل.
اليوم السابع المصرية في
10/06/2013
الإنتاج الضخم لا يستر عورات «جذور»
جوي سليم
يبدو أن الدراما اللبنانية لن تخرج من أزمتها الأزلية قريباً، رغم
اللجوء إلى إنتاج مسلسلات تستلهم النمط المكسيكي («روبي»)، أو التركي
(«جذور»). المقوّمات الإنتاجية الضخمة في «جذور» («أل بي سي»، «أبو ظبي
الأولى»، «النهار»)، لا يمكن أن تحجب الضعف في العمل الذي كتبته كلوديا
مرشليان، وأخرجه فيليب أسمر.
جاء أداء الممثلين أفضل مما كان عليه في العديد من الأعمال المحليّة
خلال السنوات الأخيرة، مع مشاركة ممثلين محترفين مثل رولا حمادة، وتقلا
شمعون، ورفيق علي أحمد، إلى جانب الجهد الواضح الذي تبذله باميلا الكك في
دور كارلا. كما أنّ الحوار أتى شبه خالٍ من الصور البلاغية الغنائيّة
الركيكة المعتادة في المسلسلات اللبنانية. لم نسمع في «جذور» حوارات كتلك
التي وردت في مسلسل «عندما يبكي التراب»: «استغربت هندسة الصدف لحياتنا!»
رغم الدعاية الضخمة المرافقة لإطلاقه، أتى نص العمل مليئاً بالتنميطات
والأفكار المعلّبة لدرجة تثير الضحك أحياناً. ككل الحبكات المعتادة في
الدراما التلفزيونيّة، تجري قصة العائلة الثرية في قصر... ثري. وكلمة «ثري»
تقلل من شأن ما نراه من بذخ أسطوري، بين سيارات وبيوت في المدينة والجبل،
وأحصنة، وتفاصيل أخرى تليق بأحد بيوت أوناسيس. وفي المقابل، يصوّر العمل
عائلتين فقيرتين، تعيشان في أكواخ قذرة، وتمضيان وقتهما برمي الشتائم، ورمي
قشور البذر على الأرض. وهذا ما يكرّس نمطاً يعتمده صناع الدراما في لبنان
دائماً، أي التعاطي مع موضوع الطبقات الاجتماعية بشكل سطحي ومصطنع. كأنّ
كتاب السيناريو يجهلون كلّ شيء عن واقع اللبنانيين الاجتماعي، أو كأنهم
يكتبون القصص من المهجر. أو كأنّه لا يوجد في لبنان عائلات تعيش في منازل
«طبيعية»، منازل متواضعة. ثراء خرافي، أو فقر خرافي! لا حل وسط في الدراما
اللبنانية.
وبالحديث عن المهجر، تلعب كارلا (باميلا الكيك) دور فتاة لبنانية ولدت
من علاقة خارج إطار الزواج، وتعيش مع أمها (رولا حمادة) في فرنسا. ثم تأتي
إلى لبنان بناءً على طلب والدها المريض (رفيق علي أحمد)، وتبدأ قصة حب
بينها وبين مالك (يوسف الخال) ابن زوجة أبيها (تقلا شمعون). صلات القربة
معقدة جداً في المسلسل على فكرة. كما أنّ البحث عن نسب «شرعي» لكارلا، يأخذ
حيّزاً مهماً من تفكير النصّ. ربما يتخيّل صانعو العمل أنّ المتلقي لن
«يتعاطف» بالشكل الكافي مع البطلة، إن كانت «لقيطة»، لهذا يبحث عن طريقة لـ
«تبييض سمعتها»؟
وكما توقّع الجميع، سيقع مالك في حب الفتاة الفرنسية المتحرّرة، في
أقل من أسبوع واحد. وسنراها تركض وتقفز تحت المطر في كل حلقة، وحتى تصرخ في
الشوارع، طبعاً لأنّ كل الفرنسيين، يفعلون ذلك ربما! وسيقول لها مالك في كل
حلقة كم أنها مجنونة وغريبة. على سبيل المثال، في أحد المشاهد، تبدي كارلا
تعاطفها مع لاجئة عراقية إلى لبنان، صدمها شقيقها (وسام حنا) بسيارته.
عندها، يقول لها مالك «فظيع تفكيرك، إنت كتير غريبة». كأنّ مرشليان تريد أن
تلقننا درساً يومياً، مفاده أنّ من يأتي «من برا» «رهيب»، و«فظيع»، ومتفوق
على من هم «جوّا».
نرى في المسلسل عائلة مسلمة متدينة، وقرر فريق العمل أن تسكن تلك
العائلة في قصر ذي طابع معماري إسلامي (للمزيد من الواقعية ربما؟). تمضي
الأم في تلك العائلة (رندة حشمي) وقتها بالحجاب، حتى خلال جلساتها مع زوجها
وابنها. والعائلة المتدينة هذه، ستقول بعد كل جملتين عبارة من نوع «استغفر
الله» و«أعوذ بالله». بتلك الطريقة فقط، سيقتنع المشاهد ويصدّق أنها عائلة
مسلمة! وبعد هذه المقاربة البدائية للتديّن، تظنّ أمرين: إما أن كاتبة
القصة مستشرقة، أو أنّ فريق العمل يظنّ أن أعمار كلّ المشاهدين تتراوح بين
الخامسة والعاشرة!
يبدو «جذور» أحياناً كبرنامج اجتماعي محلي، ممطوط على شكل مسلسل، إذ
أنّه يحاول أن يتناول كل المواضيع المثيرة دفعةً واحدة لجذب المشاهد
والمعلن. فنرى في الحلقة ذاتها: الأبناء خارج الزواج، المحافظة والتديّن،
التحرّش الجنسي، ومخاطر الانترنت (يصوّر المسلسل الفضاء الالكتروني وحشاً
يتصيد المراهقات)، ذوي الاحتياجات الخاصة، ذاكرة الحرب، وصولاً إلى صراع
الحضارات!
تعوّل الدعاية المرافقة للمسلسل على وصول العمل إلى المشاهد العربي،
من خلال التركيز على الإنتاج اللبناني المصري المشترك، والاستنساخ التركي
للشخصيات وأماكن التصوير. لكن عندما يتحدّث القائمون على الأعمال الدرامية
في لبنان عن وصول هذه الأخيرة إلى الخارج، هل يتساءلون أولاً إذا كانت تصل
إلى «الداخل» اللبناني أولاً؟
قد تكون أزمة الدراما اللبنانية جزءاً من أزمة عامة. ربما نطالب
الدراما بالكثير إن سألناها عرض حقيقة المجتمع اللبناني، لأنّه لا «حقيقة»
أساساً لهذا المجتمع، بل حقائق عدة. وقبل أن يكتشف صانعو الدراما القواسم
المشتركة بين اللبنانيين، لن يستطيعوا تنفيذ أعمال على مستوى فنّي مقنع...
إلا إن كان «المستوى» يكمن في القصور والأجنحة الفخمة والملابس الثمينة
وعدد الحلقات التي لا تنتهي.
«سيت كوم» السياسة في مصر:
كوميديا على الهواء مباشرةً
احمد ناجي
مثلت الخطب الرسمية وجلسات النقاش الوطنية السياسية والبرلمانية في
مصر، فنّاً قائماً بذاته، يقوم على توظيف البروباغندا السياسية والخطابة.
وحفظ أرشيف التلفزيون المصري مشاهد خطابات عبد الناصر الجماهيرية، وخطابات
السادات البرلمانية، ولقاءات مبارك التلفزيونية الودودة بلزوجته المعهودة.
لكنّ ذلك الفنّ انتقل إلى مرحلة جديدة منذ بداية ثورة «25 يناير»
وظهور تلفزيون الانترنت، حيث فقد سلطان المونتاج سطوته، وأصبح البث غالباً
على الهواء، مصحوباً بإخراج تلفزيوني رديء. هكذا، تحولت جلسات البرلمان أو
إعداد الدستور، إلى مسلسلات درامية قصيرة ذات حلقات منفصلة متصلة، لا
ينقصها سوى صوت ضحكات الجمهور في الخلفية، لتصبح «سيت كوم» مكتمل العناصر.
شكّلت تلك الفيديوهات السياسيّة، مادة للسخرية على الانترنت، ومصنعاً
لـ «الإيفيهات» في لغة المصريين اليومية، لدرجة صارت تنافس «إيفيهات» محمد
سعد أو أبطال الأفلام الكوميدية المصرية. وكشفت تلك التجارب، عن أطول سهرة
تلفزيونية تم بثها على الهواء لأكثر من 20 ساعة، وعرفت بجلسة إقرار الدستور
المصري، وغيرها من الأعمال الكوميدية التي أضحكت المصريين وأبكتهم في الوقت
ذاته. كما كشفت لهم ركاكة النخبة السياسية والأمنية، ومستنقعات النمطية
والجهل، وازدواجية المعايير، وأحياناً الفساد الأخلاقي الذي لا يرى مشكلة
في الإعلان عن نفسه بمنتهى الشفافية والوضوح.
حافظت معظم هذه الأعمال على طابع محلّي، باستثناء المشاركات العابرة
للرئيس مرسي في بعض الأدوار العالمية، حيث «الحبرشة» مع رئيسة وزراء
أستراليا، ومشهد «دونت ميكس» الشهير.
لكن الجلسة التشاوريّة ضمت إلى جانب الرئيس لفيفاً من رموز السياسة
المصرية، وكان عنوانها «بحث أزمة سد النهضة الأثيوبي» وتمت إذاعتها على
الهواء مباشرة، تمثل جوهرة فريدة في فن «فيديوهات الجلسات السياسية
والأمنية»، وكشفت عن الطبيعة المهلهلة للنخبة السياسية المتصدرة للمشهد في
مصر.
يبدأ السيد الرئيس ـ وهو تقريباً الوحيد الذي يعرف أن وقائع الجلسة
تبثّ على الهواء مباشرةً عبر شاشة التلفزيون الرسمي ـ بمقدمة مختصرة، ثم
يترك «الميكروفون» لتتوالى التعليقات والمداخلات. كلّ ذلك يحدث، من دون أن
يعرف المشاركون، أنّ كلامهم ينقل عبر الشاشة، وأنّ الاجتماع ليس مجرّد جلسة
مغلقة. تعامل الرئيس مع الموقف كجلسة عرب من تلك التي اعتاد استضافتها،
بينما جاء السياسيون يحملون إحساساً بالمسؤولية بأنّ هناك أمراً جللاً
يتعلق بمكان يدعى أحياناً أفريقيا وأحياناً أخرى أثيوبيا. فبالنسبة لهم كل
«المنطقة في الأسفل» هي أفريقيا وكلها شبه بعضها، أو كما قال النائب محمد
عصمت السادات «كله في أفريقيا بيتزبّط، وبيعمل أي حاجة»، في إشارة إلى
التعاون مع ما يصفهم «بالقبائل وجماعات الحرب»، لتفتيت أثيوبيا!
لتبرير مداخلاتهم التي كشفت عن سطحية، وعنجهية أمنيّة، تحجَّج بعض
السياسيين المشاركين في الجلسة، بجهلهم لبثّ الحوار على الهواء مباشرة.
وكان من المؤسف سماع مداخلات ممثل الأزهر والكنيسة، والتي أعطت انطباعاً عن
رجال دين لا يحاولون حتى تمثيل دور رجل الدين المحب للسلام، والتعاون بين
الشعوب. الخيارات التي عرضها المشاركون في الحوار، انقسمت إلى مجموعتين.
الأولى ترى الحل في الاهتمام بأثيوبيا. والاهتمام برأي هذه المجموعة، يكون
من خلال الخداع، بمعنى «ناكل بعقلهم حلاوة، فنرسل لهم محمد أبو تريكة
لأنَّهم يحبون لاعبي الكرة المصريين والكنيسة المصرية» (اقتراحات عمرو
خالد) ـ فهم بالطبع مجرد أثيوبيين بسطاء سينبهرون بالحركات المصرية
الشقيّة. أمّا الطريقة الثانية فكانت «فهلوة» من نوع آخر، وتقوم على نشر
شائعات عن استعدادات مصرية حربية، «ونرسل المخابرات تفجر السد»، كما اقترح
أيمن نور، رئيس حزب النور ثاني أكبر حزب في مصر.
لم يكن الأسوأ في مداخلات السادة السياسيين، بل كان في ردّ فعل الرئيس
وفريقه، الذي جلس يسمع الآراء ويهز رأسه ويبتسم، من دون أي مقاطعة أو تعليق.
يدافع عشاق مرسي عن فضيحة البثّ المباشر للجلسة، بأنّ ذلك كان
مقصوداً، «لبث الرعب والتلويح بالخيار العسكري مع أثيوبيا». لنتخيّل مشاعر
المواطن الأثيوبي الذي يفاجأ بظهور رئيس دولة ومعه سياسيون ممثلون لطوائف
المجتمع المصري، وهم يتباحثون على التلفزيون في خياراتهم العسكرية. آخر من
اعتمد أسلوباً مماثلاً، كان رئيس كوريا الشمالية في معرض تهديداته للولايات
المتحدة الأميركية. ولم تذهب نتائج ذلك التكتيك، أبعد من إطلاق مجموعة من
النكات على كلا الرئيسين، محوّلة الجلسة الحربيّة إلى مادة إعلامية مسلية
للسخرية على الشبكات الاجتماعية لبضعة أيام.
www.youtube.com/watch?v=WT8QnMnt1Yg
السفير اللبنانية في
10/06/2013
عبد الرحمن ريا:
اعتقال «الجندي المجهول» في الدراما السورية
وسام كنعان
بموازاة شلّال الدم المستمر منذ عامين، تزداد الفوضى التي تعيشها
سوريا بين عمليات الخطف وطلب الفدية والمحاكمات الميدانية التي يجريها
عناصر المعارضة المسلحة، وبين سياسة القمع والاعتقالات التي يواظب عليها
النظام. ظهر يوم الجمعة الماضي، اعتقلت دورية أمن يرجح أنها تابعة لأمن
الدولة مهندس الفيديو السوري والمختص بالنظم التلفزيونية عبد الرحمن ريا
(1966) من مكتبه في شارع بغداد في دمشق، واقتيد إلى منزله في «حي المزرعة».
هناك، خضع المنزل لعمليات تفتيش دقيقة، وتمت مصادرة كل ما عثر عليه من
أموال وبعض الكتب للمنظّر الراديكالي الإسلامي سيد قطب (1906ـــ 1966) الذي
يحظر بيع مؤلفاته في سوريا. كما خضعت المكتبة لتفتيش دقيق، واطلع أفراد
الدورية على محتوياتها من مؤلفات جان بول سارتر وكتب محمد سعيد رمضان
البوطي والتوراة والإنجيل. كل ذلك جرى على مرأى من والد المهندس السوري
وزوجته وفق ما عملت «الأخبار» من مصدر موثوق مقرّب من العائلة فضل عدم ذكر
اسمه. ثم أضاف أنّ «العائلة لم تعرف حتى الآن سبب الاعتقال المباشر». ورغم
أن عبد الرحمن ريا اسم غير مشهور مقارنة بنجوم التلفزيون وصناع الدراما،
إلا أنّ جميع من عمل في الإعلام المرئي أو الدراما السورية، يعرف الرجل
وقدراته، وتمكنه من اختصاصه إلى درجة بات يعتبره كثيرون ثروة فكرية ووطنية.
كما أنه كان صاحب فضل في تقدّم الصناعة التلفزيونية السورية، وهو يدير شركة
«ماسترز» التي تعنى بتجهيز شركات الانتاج بالمعدات ومحطات التلفزيون. وقد
سبق لريا أن أسّس قسم الغرافيك في التلفزيون السوري عام 1995 كما أشرف على
إنشاء محطة «شام» التي كان يملكها رجل الأعمال والنائب المقال محمد أكرم
الجندي. كذلك كان من الكادر المؤسس لانطلاق فضائية «الدنيا»، و«أورينت»
عندما كانت تعتمد تجهيز البرامج من دمشق. وفي السياق ذاته، لم يقتصر نشاط
مهندس الفيديو على سوريا. سافر إلى الخليج حيث أسهم في إطلاق قناة
«الأنوار» الفضائية في الكويت ثم عمل على تطوير فضائية «البحرين»، وأسّس
قناة «سبيس تون» الفضائية في البحرين وسوريا ومصر. لم تتوقف نشاطات الرجل
عند هذا الحد. أسهم في بناء المنظومة الفنية (إدخال أجهزة الاضاءة الحديثة
والكاميرات المتطورة والمونتاج على برامج الكمبيوتر) لمعظم شركات الانتاج
الفني في سوريا (راجع الكادر). وهذا ما أعطى دفعاً وتقدماً ملحوظاً بالنسبة
إلى دقة وجودة الصورة في مسلسلات الدراما السورية من خلال تطويع التقنيات
الحديثة في العمل الفني.
تناسته صفحات النجوم
رغم أنّ المهندس السوري عبد الرحمن ريا أسهم في تطوير شركات إنتاج
سورية سبق أن قدمت أعمالاً معروفة (مثل شركات «الشام الدولية»، و«سورية
الدولية»، و«عاج»، و«بانة»، و«الشرق»، و«العربية») ويتمتع بتاريخ طويل في
تأسيس المحطات التلفزيوينة والتعاون مع كبار الممثلين السوريين، إلا أن
اعتقاله لم يشهد حملة تضامنية على صفحات المشاهير والنجوم. وحدها يارا صبري
أوردت خبر اعتقال زميلها عبر صفحتها الشخصية على الفايسبوك التي تخصصها
لتوثيق الاعتقالات. وطالبت الممثلة السورية بإطلاق سراحه، وهو ما فعله مختص
الغرافيك السوري إياد شهاب أحمد.
الأخبار اللبنانية في
10/06/2013 |