فاجأ شاعر الربابة تمام السوهاجي محمد سعد وطفلته زينب بأن
قدم لها مكافأة على حفظها بعض الأبيات التي يرددها في لقاء الخميس
الأسبوعي، ولم تكن المفاجأة في المكافأة نفسها، ولكن في نوعيتها.
حقق تمام السوهاجي أمنية غالية على زينب طلبتها بنفسها، وهي
أن تشاركه العرض الأسبوعي الذي يقدمه لرواد المقهى، ما أصاب الأب بدهشة:
*
أيووو انت بتقول إيه... زينب!
=
أيوا زينب. دا ربنا أنعم عليها بنعمة كبيرة. رجالة بشنبات
تتمنى تبقى ربعها.
*
ولو. برضه ما ينفعش يا سي تمام... إزاي بس يحصل اللي بتقول
عليه دا؟
=
وإيه بس قلة نفعه؟
*
ولو أنك ممكن تزعل منيّ يعني.
=
يا سيدي قول خد راحتك.
*
يعني ما ينفعش ولاد العائلات يعملوا الحاجات اللي انتوا
بتعملوها.
=
حاجات إيه اللي بنعملوها يا معلم؟ وبعدين هو أنا بقولك
هاتها تشتغل معانا. دي طفلة تلات أربع سنين وإحنا عاوزين نفرحوها ونخلوها
تلعب شوية.
*
ما تآخذنيش يعني. أنت على راسنا من فوق... ولو ما شالتكش
الأرض نشيلوك فوق راسنا. أنا بس خايف الناس ياكلوا وشي.
=
يا معلم هم كلمتين البنت هاتقولهم وتفرح. وربنا يخليهالك
ويفرحك بيها.
على رغم أن كلام شاعر الربابة تمام السوهاجي أقنع محمد سعد
إلى حد كبير، إلا أنه ظل متردداً يخشى سخرية الأصدقاء والمقربين، فإذا حدث
ما يخشاه، سيكون ذلك آخر عهد له في المقهى، وربما لن يستطيع أن يرفع عينيه
في أعين الأصدقاء والمقربين منه. غير أن ما حسم الأمر بالنسبة إليه، ترحيب
الأصدقاء وبعض رواد المقهى سماع ابنة المعلم محمد سعد وهي تنشد.
مواجهة الجمهور
ارتدت زينب الفستان الذي اشتراه لها والدها، مثلما اشترى
لشقيقاتها قبيل عيد الأضحى من تاجر شامي، ووقفت في زهو وفخار تستعرضه أمام
الحضور، تروح وتجيء أمامهم كنجمات الطرب الكبيرات. تظن أن الجميع قد حضر
اليوم خصيصاً ليسمعها، والحضور جمهورها الخاص وليس جمهور تمام السوهاجي.
استعد تمام السوهاجي وفرقته، فاعتبرت زينب هذه إشارة
فاستعدت، بدأ السوهاجي ليلته، فهبت زينب من مكانها واقتربت، فأشار لها أن
تنتظر، فاعتبرت أن هذه إهانة لها، راحت تعاتب والدها على ذلك:
-
مش هو قاللي إني هاقول معاه... ليه مش بيخليني أقول؟
*
ششش... وطي صوتك. هاتقولي هاتقولي... بس لازم هو يبدأ الأول
ويقول للناس الحكاية... وبعدين يخليك تقولي.
-
الناس كلها بتبص عليه هو بس. وما حدش بيبص عندي. يعني مش
هايسمعوني.
*
إزاي بس. لازم هايسمعوكي وكمان يقولولك «الله ياست زينب...
قولي كمان». بس استني دلوقت خلونا نسمعوا الحكاية. أصل كدا هيروح نصها
علينا.
انطلق قطار السيرة على لسان تمام السوهاجي من دون توقف، وسط
صيحات الإعجاب والآهات التي يطلقها جمهور الحضور، فيما تقف زينب، غاضبة من
السوهاجي، للمرة الأولى تتمنى أن ينتهي من حكايته ولا يكملها، وكأن أمنيتها
تحققت فوراً، فقد توقف الشاعر السوهاجى، لكن لحصول الفرقة على استراحة
قصيرة، وهنا أشار بيده لمحمد سعد أن تتقدم زينب، ولم تصدق نفسها، فقد حانت
اللحظة. سارت بخطوات هادئة واثقة، تتلفت حولها لترى هل الحضور في انتظارها
ويرحبون بها مثل الشاعر أم لا؟
رحب السوهاجي بزينب وقدمها للحضور مؤكداً لهم أنهم سيرون
الآن بأعينهم واحدة من معجزات العصر، فصفق الحضور بينما جلس والدها لم ينطق
بكلمة، واكتفى بأن وضع على وجهه ابتسامة عريضة. وقفت زينب حتى ساد الهدوء
بين الحضور، وانطلقت:
فلما طال البلاء على أهل اليمن
خرج سيف بن ذي يزن الحميري
وكان يكنى بأبي مرة
حتى قدم على قيصر ملك الروم
فشكا إليه ما هم فيه، وسأله
أن يخرجهم عنه ويليهم هو
ويبعث إليهم من شاء من الروم
فيكون له ملك اليمن فلم يشكه
ولم يجد عنده شيئا مما يريد.
ما إن قالت زينب جملتها الأخيرة حتى ضج المقهى بالتصفيق
وراح الحضور يطلق صيحات الإعجاب، فيما وقفت هي ثابتة تتلقى تحيته وعلى
وجهها ابتسامة عريضة:
=
الله الله يا ست زينب.
-
كمان يا ست زينب والنبي.
-
ربنا يخليهالك يا معلم محمد.
=
ما شاء الله ربنا يبارلك فيها.
جلس محمد سعد فخوراً بابنته، يتلقى التهاني والثناء من
الحضور، غير أنه فوجئ بشقيقه الأكبر يقترب من زينب ويصفعها على وجهها صفعة
أطاحت بها لتتلقفها أحضان والدها. سيطر الوجوم على الجميع، ثم سحبها عمها
من يدها وهي تتشبث بملابس والدها، ليخرج بها من المقهى، وخلفه والدها، وما
إن ابتعدوا عن المقهى وأصبحوا بمحاذاة البحر، حتى انفجر محمود في وجه شقيقه:
=
لميت النقوط يا أبو الست الصييتة ولا لسه.
*
نقوط إيه وصييتة إيه؟ هو فيه إيه؟ مالك يا أخويا؟ وضربت
البت وكسرت فرحتها ليه؟
=
كسرت فرحتها. دا أنا هانكسروا رقبتها. طالما انت مش عارف
تربيها.
*
ليه بس كدا؟ إيه اللي مزعلك يا أخويا.
=
إيه اللي مزعلني؟ دا أنا صدري مولع نار. النار ولعت في جسمي
كله. من ساعة ما عرفت وجيت على ملا وشي.
*
ليه يعني يا أخويا لزومه إيه الكلام دا. هي البنت كانت عملت
ذنب. ولا أجرمت.
=
أكتر. لما تحط راس العيلة في الطين. لما يبقى اسم بنتك على
كل لسان وسيرتها بيتحاكوا بيها في القهاوي. نرفعوا راسنا إزاي بين الناس؟
*
حيلك حيلك يا أخويا. زينب لسه عندها أربع سنين. لسه ما
طلعتش من البيضة، مش عروسة عندها عشرة خمستاشر سنة. وكل الحكاية أنها شبطت
تخرج معايا قلت ما نكسروش بخاطرها.
=
من امتى بنات عيلة «الفولي» بتخرج ولا بتشوف الشارع. البنت
دي من بكره تروح كُتاب الشيخ جلهوم اللي جنب البيت زي أخواتها ما اتعلموا
فيه. تحفظ القرآن... وغير كدا ما فيش خروج لها.
على رغم غضب محمد سعد مما فعله وقاله شقيقه، فإنه لم يستطع
مراجعة كلمة واحدة له ونفذ كل ما قاله حرفياً، غير أن زينب شعرت بأن عمها
اغتال حلمها وفرحتها، وأن حكماً بإعدامها قد صدر عليها في هذه الليلة، ومع
ذلك لم يكن يهمها أنه حوّل فرحها إلى مأتم، بقدر ما يهما ما ترتب على ذلك
من عدم ذهابها مجدداً إلى المقهى، وحرمانها من رؤية شاعر الربابة إلى الأبد.
شيخ الكُتاب
رفضت زينب أن تذهب إلى «كتاب الشيخ جلهوم» القريب من بيتهم،
ليس لشيء سوى أنها اعتادت أن ترى يومياً شقيقاتها يعدن من كُتاب الشيخ
جلهوم، وهن يتألمن من أثر
ضربهن على أيدهن وأرجلهن. أصرت على ألا تذهب، فاضطر والدها
إلى أن يلحقها بكتاب الشيخ بلال الذي يجاور المسجد الكبير في الحي.
لاحظ الشيخ بلال أن زينب فتاة مجتهدة؛ سريعة الحفظ على رغم
صغر سنها، تنطق الحروف نطقاً واضحاً سليماً، ما جعله يطلق عليها اسم «زينب
البرنجية» بمعنى أنها «الأولى» على من لديه من أولاد وبنات.
مر عامان حفظت خلالهما زينب الكثير جداً من القرآن الكريم،
وراهن الشيخ على أنها ستحفظ القرآن كله خلال وقت قصير، غير أن ما حفظته
أهلها لدخول المدرسة، التي كانت تشترط حفظ قدر معقول من القرآن الكريم كشرط
للالتحاق بها، وهو ما لم يتوافر لدى أي من شقيقاتها.
كانت المدرسة تبعد شارعين من بيت محمد سعد، حيث كان يعمل
عبد التواب الفنجري، ابن خال والدة زينب، مدرس اللغة العربية. كان يرتدي
«العمامة والجبة والقفطان» وينادونه «الشيخ عبد التواب»:
=
مقضيه إن شاء الله يا معلم محمد.
*
البركة فيك يا شيخ عبد التواب.
=
وانت يا زينب حافظة كام جزء من القرآن الكريم.
-
كتير.
=
أيوا الكتير دا لحد فين كدا.
-
لحد... لحد... لحد سورة «الجن».
=
الجن... باين على عينك أنك منهم يا بنت يا زينب..
-
يعني إيه منهم؟
=
يعني جن مصور. عموماً يا معلم محمد هاتها بكره إن شاء الله
في المدرسة الساعة تمانية ونص صباحاً. وتكون محضر ورقة مختومة من شيخ
الحارة بالاسم والسن والعنوان... وربنا يهيئ ما فيه الخير.
انتهى محمد سعد من إجراءات دخول زينب المدرسة، لكنه فوجئ
بناظر المدرسة يعطي زينب ورقة عليها «جدول الضرب» ويطلب منها حفظه في خلال
أسبوع، ثم تأتي ليمتحنها فيه.
نظر محمد سعد إلى الورقة، فأيقن أن ابنته لن تدخل المدرسة،
فكيف ستحفظ هذه الأرقام كافة خلال أسبوع؟!
كعادتها سمعت زينب «جدول الضرب» مرة من الشيخ عبد التواب
ابن خال والدتها، ورددته وراءه، فحفظته فوراً لدرجة أنه لم يصدق. أخذها من
يدها في اليوم الثالث وذهب بها إلى الناظر وطلب منها أن تسمعه ما حفظته،
فرددته زينب كاملاً، بينما وقف الناظر ينظر إلى الشيخ عبد التواب في دهشة
وانبهار.
كانت المدرسة تُستخدم في الصباح للبنات وبعد الظهر للبنين،
وهو ما كان يسبب مشكلة حقيقية لزينب، فقد كانت تعشق السهر وتكره الاستيقاظ
مبكراً، غير أن أجواء المدرسة المختلفة تماماً في المبنى والمعنى عن أجواء
الكتاب أشعرتها بأنها دخلت دنيا جديدة تستحق أن تحاول اكتشاف عالمها.
استمرت زينب في المدرسة حتى سن العاشرة، عندما صدر تصريح 28
فبراير 1923 ثم دستور 1923، والذي تضمن بين نصوصه بنداً ينص على إلزامية
التعليم للبنات والبنين، لتبدأ انطلاقة جديدة طموحاً في مسيرة التعليم في
مصر، صاحبها فكر تربوي جديد. وبدأ العمل على نشر التعليم في ربوع مصر،
بعدما أصبح حقاً مكفولاً لكل المواطنين بجميع طبقاتهم، فظهرت المدارس
الإلزامية في العام ذاته لتستقبل الأطفال من سن السابعة ولمدة خمس سنوات،
لتتحول المدرسة التي تدرس فيها زينب إلى مدرسة إلزامية، وتم اعتماد الصف
الذي تدرس فيه رسمياً وتصبح زينب في «الصف الرابع الإلزامي».
لم يكن لأي من شقيقات زينب الحظ نفسه في الدراسة مثلها،
فضلاً عن أن زينب لم تكن مجرد تلميذة عادية، بل حققت تفوقاً في حفظ دروسها
وذاع صيتها في المدرسة، وهو ما كان يسعد معظم المدرسين، غير أن أكثرهم
سعادة كان الشيخ عبد التواب، ليس لأن زينب قريبته، بل لأنها كانت سريعة
الحفظ للأناشيد والمحفوظات والقطع الأدبية التي يسندها إليها، فضلاً عن
ضمها لجماعة الخطابة بالمدرسة، بعدما علم بأمر مسابقة في الخطابة والإلقاء،
تقام بعد يومين فقط في مدرسة «الخديو سعيد الإلزامية» في حي «الأنفوشي»،
بمناسبة تحويل نظام التعليم إلى الإلزامي. هكذا قام على الفور بتحفيظها
قصيدة من نظم الإمام الشافعي، ولم تخيب زينب ظنه، سواء في الحفظ، أو
الإلقاء:
إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليماً مِنَ الرَّدَى
وَدِينُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللسان بِسَوءةٍ
فَكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَايباً
فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى
وَدَافِعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ
الدَّهْرُ يَومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ
والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ
وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقمر
جائزة الدولة
ما إن انتهت زينب من إلقاء القصيدة، حتى ضجت المدرسة
بالتصفيق، ليس للحفظ المتقن فحسب، ولكن الأهم كان سلامة النطق وتجسيد
الأداء خلال الإلقاء، ما جعلها تفوز بالجائزة التي رصدتها وزارة المعارف
وقيمتها جنيه و250 مليماً، وهو مبلغ لم تكن تحلم زينب بأن تمسكه في يدها،
سلمه لها مندوب وزارة المعارف. ما إن تسلمته وصافحها بيده، حتى جرت بسرعة
ودخلت إلى حمام المدرسة لتغسل يدها التي صافحها بها مندوب الوزارة، فلم تطق
أن تلمس يدها يد أخرى، حتى لو كانت أقرب الناس إليها!
كانت مكافأة وزارة المعارف هي المكافأة الثانية التي تحصل
عليها بسبب تفوقها في الحفظ والإلقاء، فلم تنس المكافأة الأولى التي منحها
لها شاعر الربابة تمام السوهاجي بأن جعلها تقف أمام الجمهور مثله وتلقي ما
حفظته من سيرة «سيف بن ذي يزن».
على رغم سعادة زينب بما حققته وتحققه من تفوق ملحوظ في
دراستها في المدرسة الإلزامية، فإن ذلك لم يستطع أن يمحو من ذاكرتها العشق
القديم لشاعر الربابة وحكاياته وسيره، غير أنه عهد لن يعود أبداً، حتى لو
صدر عفو من عمها وصرح لها بذلك، فقد ودعت زينب ملامح الطفولة، وظهرت عليها
علامات الأنوثة، وأصبحت أقرب إلى شكل الأنثى الحقيقية بعدما أصبح عمرها 12
سنة.
تقدّم العريس الأول لزينب فرفضه والدها، غير أنه لم يكن
الأخير، فقد أصبحت علامات الأنوثة واضحة على جسدها، ما جعل العرسان
يتصارعون على طلب يدها من والدها، قبل شقيقتها سنية، لدرجة أنه لم تعد لديه
حجج يسوقها إليهم لرفض طلبهم، خصوصاً بعدما شاع بين الأهل والجيران أن لدى
محمد سعد ابنتين جميلتين يتوافد العرسان كل يوم على بيته لطلبهما، فيما
يرفض والدهما ويضع شروطاً مجحفة لزواجهما، الأمر الذي حرك مشاعر الغيرة لدى
جميلة، زوجة شقيقه محمود.
(البقية
في الحلقة المقبلة)
عريس
بالتأكيد لم ولن تعود أيام السهر مع شاعر الربابة تمام
السوهاجي، ولكن من اليسير جداً أن تعود أيام السهر في المنزل، على أنغام
العود وصوت الأم، خصوصاً في أيام الصيف، فكانت زينب تتولى التحضير لليلة
الخميس من كل أسبوع، بعد أن تنتهي مع الأم وشقيقاتها من تحضير الطعام، كانت
زينب تتولى ترتيب حجرة السهر في المنزل.
في تلك الليلة، عاد محمد سعد من عمله ولم يتحدث مع أحد، لا
زوجته، ولا أي من بناته، جلس خارج البيت بمفرده إلى جوار شقيقه محمود بعض
الوقت، بعدها قاما لصلاة العشاء في المسجد الكبير، عاد بعدها كل منهما إلى
بيته.
كانت زينب قد انتهت من ترتيب حجرة السهر، وأخذت الأم مكانها
ووضعت العود إلى جوارها، غير أن محمد دخل إلى الغرفة وأشار بيده إلى زوجته
لتفض الجلسة وتحصله على غرفة النوم، بينما تركا زينب وسعاد تخمنان أسباب
هذا الانقلاب المفاجئ:
=
خير فيه إيه؟ مالك حاسس بحاجة؟
*
لا أبداً ما فيش حاجة تعالي عايزك.
=
أوعى يكون التعب رجعلك تاني... نبعت نجيب «عطية الأجزجي».
*
بقولك ما فيش حاجة. أنا عايز أتكلم معاك... أقعدي.
=
أدي قاعدة... خير أتكلم.
*
أنا مش عايز زينب تروح المدرسة من بكره.
=
إيه. ليه كف الله الشر؟ فيه حاجة حصلت؟
*
أيوا... بنتك كبرت.
=
وهم اللي بيكبروا ما بيروحش مدارس ويسيبوا العلام.
*
يا وليه افهمي. بنتك كبرت وبان عليها أنها كبرت.
=
بان عليها إيه؟
*
بالعربي كدا خراط البنات خرطها. وما عدش ينفع تروح مدارس
ولا تخرج من البيت.
=
آه دا مش كلامك يا سي محمد... أنا حاسة إن أخوك له يد في
الموضوع.
*
أخويا ماله ومال كدا... أنا اللي بقولك هو أنا مستني حد
يعدل عليا.
=
اسم الله عليك ياخويا مش القصد. بس ليه يعني دا حتى البت ما
شاء الله ماشية كويس في العلام.
*
بس خلاص ما بقاش ييجي منه. النهارده صالح الزهار كلمني أنه
عاوز ياخد زينب لابنه صبحي.
=
يا ألف نهار مبروك... زينب بتنطلب للجواز.
*
جواز مين يا وليه البنت لسه صغيرة ما كملتش تلاتشر سنة.
=
فضل وعدل... دا عزها وأخواتها متجوزين في سنها. ما فضلش
غيرها هي وسنية.
*
مش القصد. أنا بس صعبان عليا البنت لسه صغيرة.
=
يعني قلت للراجل إيه؟
*
قلت له... لسه بدري.
الجريدة الكويتية في
12/07/2013 |