انتهت زينات من تصوير «حب وجنون» ولكنها بدل أن تشعر
بالراحة أحست بضيق ينتابها فراحت ترفض التحدث مع أحد، خصوصاً إذا كان
منتجاً. فجاء منير الفنجري، الذي كان يشارك بأحد الأدوار الثانوية، ليخرجها
من هذه الحالة.
كان الحل الذي أتى به منير الفنجري كما وعد زينات صدقي، هو
معرفته الوثيقة بأحد العرافين الذين يمكنهم قراءة الطالع ومعرفة المستقبل:
*
يعني إيه مش فاهمة.
=
بقولك راجل مبروك. يعرف اللي عندك من غير ما تفتحي بقك.
*
منجماتي يعني.
=
دا كلامه ما يخيبش أبداً.
*
انت بتصدق الكلام الفارغ دا يا فنجري.
=
أنا كنت زيك كدا لحد ما سمعت بودني وشفت بعيني.
*
سمعت إيه وشفت إيه؟
=
طب وحياة الست زينات... ما بيقوللي على حاجة إلا تكون حصلت
أو تحصل.
*
على كل حال أنا ما بصدقش في الكلام دا... بس أهو هاتو نتسلى
وخلاص.
ما إن شاهد الشيخ «برهام» زينات حتى وقع في هواها، وتعامل
معها كأنه شاب يتودد إلى فتاة لأجل الرضا عنه والوقوع في هواه، ثم أمسك
بيدها وبدأ يتحدث معها كلاماً عاماً يمكن أن يحدث لأي إنسان:
=
أحوالك غير مستقرة... ودايما بتشعري بقلق.
*
صحيح.
=
القلق دا على نفسك وعلى ناس قريبين جدا منك.
*
مظبوط.
=
انت بتخافي من المرض... سواء يصيبك أو يصيب أي حد قريب منك.
*
أيوا.
=
انت كنت في مشكلة كبيرة وربنا فرجها عليك. والحمد لله دلوقت.
*
الحمد لله... ربنا أنعم عليا بحاجات كتير.
=
ولسه في حاجات أكتر في الطريق إليك... خير كتير أوي.
*
بس أنا خايفة جداً على أمي ونفسي تمشي على رجليها زي
الأول... نفسي تمشي علشان أحسسها بطعم السعادة وأعوضها كل اللي اتحرمت منه.
=
هتعوضيها وانت كمان هتتعوضي عن اللي فات كله.
*
بس أنا مش حاسة أني سعيدة في حياتي.
=
أنا عارف... وعارف السبب.
*
إيه هو السبب؟
=
لازم راجل يملا عليكِ حياتك. انت مقاطعة الجواز... ودا اللي
مسبب لك التعاسة. افتحي قلبك علشان السعادة تدخل.
*
بقولك خايفة على أمي ونفسي أسعدها. تقوللي أفتحي قلبك علشان
السعادة.
=
عموماً أنا هكتب لك ورقة... الورقة دي ما تفارقيش.
على رغم عدم اقتناع زينات بالرجل وكلامه، بل وعدم اقتناعها
أساساً بالدجل والدجالين، فإنها أرادت أن تجرب، ووضعت الورقة المطوية
بطريقة غريبة في حقيبتها، ثم تحت مخدتها في ما بعد، غير أنها شعرت بشيء
غريب، شعرت بأنها لا تستطيع أن ترفع جسدها، في الوقت نفسه لم يغمض لها جفن،
الأرق يلازمها... صارحت والدتها بما جرى، فصرخت والدتها:
=
على الكلام اللي بتقوليه دا شكله كدا سحار.
*
يعني إيه سحار... مش بيقرا الطالع يعني زيه زي أم شبانه
اللي كانت عندنا في إسكندرية.
=
لا... لا... دا حاجة تانية. ليكون عاملك عمل في الحجاب
دا... الله يخرب بيته.
*
عمل!!
درس العمر
قامت زينات فوراً وفتحت الورقة أو «الحجاب» وهالها ما وجدته
مكتوباً فيها، لم تجد في الورقة سوى كلمة مكررة وهي «بحبك» ففهمت ما كان
يرمي إليه الدجال، وما كان يقصده عندما قال لها {افتحي قلبك... لازم يبقى
فيه راجل يملا حياتك}.
في اليوم التالي قابلت منير الفنجري:
*
انت اتكلمت معاه عني قبل ما تجيب يا فنجري.
=
هو قعد يسأل شوية أسئلة زي ما بيعمل كل مرة معايا أو مع
غيري.
*
زي إيه كدا.
=
أسئلة عن شغلك وحياتك ومتجوزة ولا لأ... يعني كدا.
*
طب اسمع اللي هقولولك وتنفذه بالظبط... انت تتصل بيه وتقول
له أن أنا من ساعة ما وصلت الأستوديو النهاردة وأنا عماله أتكلم عليه بشكل
حلو أوي... وبقول أنا حاسة أن سعادتي هتكون على إيده... وبعدين طلبت منك
أنك تتصل به وتخليه ييجي هنا بسرعة... وأن دي رغبتي أنا.
نفذ منير الفنجري ما قالته زينات بالحرف، وقبل مرور ساعة
كان الشيخ «برهام» قد حضر إلى الأستوديو وهو يرتدي بذلة فاخرة وفوقها عباءة
من «الجوخ» ودخل مزهواً منتشياً كمن انتصر في معركة كبرى. اقترب من زينات
ليصافحها وينحني يقبل يدها، وإذا بيدها تهوى على خده بقوة لا تعرف من أين
أتت، فارتجف ورفع وجهه وهو في حالة فزع ودهشة، وقبل أن ينطق ببنت شفة فردت
زينات ذراعها وهوت على خده الآخر بصفعة أقوى، ثم ضربته بكلتا يديها في صدره
فهوى على الأرض، وراحت تلكمه بقدميها ويديها، وتناولت الكرسي الذي كانت
تجلس عليه وهوت به عليه، فيما وقف فنجري يشاهد ما يحدث وقد فتح فمه من هول
المفاجأة والدهشة لا يعرف ماذا يفعل، بينما الشيخ «برهام» ليس لديه سوى
جملة واحدة: إيه دا... هو في إيه؟ إيه دا... هو في إيه؟ إيه دا... هو في
إيه؟
اجتمع كل من في البلاتوه وخلصوا برهام من يد زينات، غير
أنها قصت لهم ما قام به هذا الدجال، وما فعله معها، وما كان ينوي أن يفعله،
وفردت الورقة ليروا جريمته، فبدلاً من تخليصه من يديها، قام كل من في
البلاتوه بضربه وتشييعه إلى الخارج باللكمات واللعنات، وكان أول المشاركين
منير الفنجري، الذي اكتشف أنه أول من خدع.
ما إن انتهى الموسم الصيفي لعام 1948 في مسرح نجيب
الريحاني، حيث قدمت الفرقة «ريبرتوار» من الأعمال المسرحية القديمة، حتى
كانت زينات قد وقعت عقد فيلم سينمائي جديد مع المخرج عبد الفتاح حسن، من
تأليفه وإخراجه، بعنوان «صاحبة العمارة» أمام محمد فوزي وسامية جمال وعلي
الكسار وإسماعيل ياسين ومحمد الديب وزكية إبراهيم.
دارت أحداث الفيلم حول فتاة فقيرة ترتبط بشاب فقير يتفقان
على الزواج غير مبالين بفقرهما. في ليلة الزفاف ترث الفتاة عمارة كبيرة تدر
عليها دخلاً كبيرًا فتصبح من الأثرياء. يفسد الثراء حياتهما فتجد أن الزوج
الفقير لا يناسبها وتسلك مسلكًا غير قويم. لا يرضى الزوج عن تصرفاتها،
ينهرها ويذكرها بما كانا عليه قبل ثرائها، لكنها لا تسمع له وتهجره ما يجعل
الزوج يطلبها في بيت الطاعة فلا تهتم. تصادق شابًا لا أخلاق له يعلمها
قيادة السيارات ويعرفها على عالم المتعة الذي لا يتوافر إلا للأثرياء،
لكنها سرعان ما تفقد ثراءها وتجد أن كل من صادقتهم في ثرائها يطمعون في
مالها ويتركونها في وقت الشدة، فتعود إلى زوجها نادمة على ما كان منها،
يصفح عنها الزوج ليعودا إلى حبهما وفقرهما بعدما فقدت ثراءها ولم تعد
«صاحبة العمارة».
قبل أن تنتهي زينات من تصوير الفيلم وتتعاقد على أعمال
جديدة، وجدت أنور وجدي يتصل بها ويطلبها للعمل معه في فيلم بعنوان «عنبر»
كتبه محمد كامل حسن المحامي، قصة وإخراج أنور وجدي، بعدما وجد فيها «تميمة»
حظ في أفلامه.
الخاطبة
قدمت زينات في الفيلم دور حورية المطربة التي يعتمد عليها
«كازينو النجم الذهبي» الذي يملكه أنور الذي يذهب لشراء مجموعة من الملابس
القديم من قصر رشوان باشا ليستعين بها في الكازينو. يفاجأ بأن رشوان باشا
يقع في حصار أفراد العائلة وهو على فراش المرض، يحتضر، يعاملونه بقسوة
ليجبروه على إعلامهم بالمكان الذي أخفى فيه ثروته التي يطمعون فيها، يطلب
أنور مقابلة الباشا فيحاول أفراد العصابة إبعاده عن القصر. فجأة يسمع أنور
غناءً ساحرًا قادمًا من «البدروم» يتعرف أنور إلى عنبر، ابنة رشوان باشا
عليها ويعرفها بنفسه فترجوه أن يفتح لها الباب لكنه يفاجأ بأفراد العصابة
وقد التفوا حوله فيوضح لهم أنور أنه جاء إلى القصر لشراء ملابس زوجة رشوان
باشا الراحلة فملابسها ملابس مسرحية. يوافق رجال العصابة على بيع الملابس
له فيشتري جميع الملابس بما فيها الفستان الذي كانت ترتديه عنبر. بعد
خروجهما يأخذ أفراد العصابة عنبر ومربيها العجوز «سكر» إلى سرير رشوان باشا
الذي أوشك على الموت، ويتركون عنبر مع والدها بناء على رغبته. يفضي الباشا
لابنته بسره ورجال العصابة في الخارج يسترقون السمع، قال الباشا لابنته
عنبر: إنه تزوج من أم عنبر ضد رغبة أسرته التي حاربته طوال سنين زواجه، ما
جعله يوقن بأنهم سوف يحاربون ابنته بعد مماته؛ الأمر الذي جعله يبيع كل
ممتلكاته واشترى بثمنها مجوهرات ثمينة ووضعها في صندوق وأخفاه في مكان رسم
له خارطة ورقية أخفاها في ياقة فستان سهرة من الحرير الأسود وهو الفستان
نفسه الذي كانت ترتديه عنبر وهي تغني وتم بيعه ضمن ما اشتراه أنور من
ملابس. تنهار عنبر باكية بينما يسرع أفراد العصابة إلى كازينو «النجم
الذهبي» حيث نرى أنور وهو يحاول إقناع مطربة الفرقة حورية أن ترتدي الفستان
وهي ترفضه. أثناء المشادة تشد حورية الفستان عن جسمها فينقطع وتظهر الخارطة
المخفية في ياقته، ولا يعرف أنور قيمة هذه الورقة بينما تخرج المطربة ساخطة
على الكازينو وأصحابه.
فجأة تعود عنبر إلى أنور الذي تقفز إلى عقله فكرة أن يجعلها
تغني بدلاً من المطربة حورية الغاضبة وتوافق عنبر التي عرفت أنها سترتدي
الفستان الذي تبحث عنه، فيسخر أنور من حورية ويطردها، وبعد انتهاء
الاستعراض تخرج عنبر بالفستان الأسود وتبحث في ياقته عن الورقة فلا تجدها،
تدرك أن ياقة الفستان مقطوعة فتهرع عائدة هي وعم سكر إلى حجرة أنور الذي
نشأ الحب في قلبه كما دق قلبها، تعرفه عنبر وعم سكر بسر الخارطة وصندوق
المجوهرات. يأتي أنور بالورقة من حسن ويعودون إلى القصر حيث يختبئ أفراد
العصابة هناك في انتظارهم، وفعلاً ينتظر رجال العصابة حتى يخرج أنور وعنبر
ومن معهما الكنز، ولكن يداهمهم رجال البوليس حسب ما خطط أنور.
شارك في بطولة الفيلم إلى جانب أنور وجدي وزينات صدقي، كل
من ليلى مراد وإسماعيل ياسين وشكوكو وحسن فايق وعزيز عثمان وفريد شوقي
واستيفان روستي.
بدأ تصوير الفيلم في نهاية سبتمبر 1948، ليكون جاهزاً في
الموسم السينمائي الشتوي.
عودة إلى الأستاذ
على رغم عودة نجيب الريحاني إلى المسرح في الموسم الشتوي
لعامي 1948، 1949، فإن زينات لم تجد لديها من الوقت لتشارك معه في أعمال
مسرحية جديدة، خصوصاً أنها قبل أن تنتهي من تصوير عمل كانت تفاجأ بمن يعرض
عليها عملاً جديداً، فما إن أخبرها صفا بطلب المخرج إبراهيم حلمي لها، حتى
وجدت مدير إنتاج الفيلم أمامها في اليوم التالي ومعه عقد فيلم «أسير
العيون» لتقدم فيه دور «بلحة».
الفيلم تأليف مشترك بين اثنين من كبار الكتاب هما، بيرم
التونسي وأبو السعود الإبياري، وهو من نوعية الأفلام «البدوية» التي تجمع
بين الشكل المعاصر والحياة البدوية.
دارت الأحداث حول الحب الذي جمع بين قلبي «محمد وليلى».
تقرر ليلى أن تتزوج من الشخص الذي ينجح في قهرها والتغلب عليها ويكون لديه
من الشجاعة والحماسة ما يؤهله للارتباط بها... وأثناء قيام محمد بالخروج
لممارسة هوايته المعتادة للصيد، يقابل شخصاً ملثماً يحاول التغلب
عليه، لكنه يهرب فيعود محمد ويشتغل بالتجارة لرغبة والده. بعد فترة يعود
إلى قبيلته ويكتشف أن ليلى ابنة قائد القبيلة ترفض الزواج إلا من الشخص
الذي ينجح في التغلب عليها ومبارزتها فيوافق ابن عمها، لكنه يفشل ويتقدم
محمد وينجح في مهمته فتتم موافقة والدها على زواجها من محمد.
شارك في بطولة الفيلم كل من ليلى فوزي ومحمد الكحلاوي
وحورية محمد وعلي الكسار وعزيز عثمان وشافيه أحمد وصفا الجميل.
عاود أنور وجدي الاتصال بزينات صدقي، طالباً منها المشاركة
معه في مشروع عمره، كما أطلق عليه، حيث تصدى لإنتاج وإخراج فيلم، قرر أن
يجمع فيه عمالقة فن التمثيل في مصر: نجيب الريحاني، يوسف بك وهبي،
الموسيقار محمد عبد الوهاب، إلى جانب ليلى مراد وعدد كبير من فناني
المرحلة، من بينهم عبد الوارث عسر، محمود المليجي، فردوس محمد، فريد شوقي،
استيفان روستي، سعيد أبو بكر، إلى جانب عدد من الوجوه الجديدة من بينهم،
هند رستم، داليدا، نبيلة السيد.
دارت أحداث فيلم «غزل البنات» حول الأستاذ «حمام» مدرس
اللغة العربية الفقير الذي يعمل في مدرسة خاصة، يطرده ناظر المدرسة لطيبته
مع التلامذة، لكنه يصبح مدرسًا خاصاً لليلى ابنة مراد باشا، وما إن يلتقي
حمام مع ليلى حتى يعجب بها في صمت، غير أنه يكتشف أنها تحب شاباً آخر، حيث
تستغل حمام للذهاب للقاء حبيبها في الكباريه، وهناك يكتشف حمام من خلال
الراقصة حكمت التي تجسد دورها زينات صدقي، أن أنور (محمود المليجي) حبيب
ليلى ليس إلا نصاباً يطمع في ثروتها فيحاول أن يحذرها منه، إلا أنها لا
تسمع له، فيخرج ليستنجد بأي أحد، فلا يجد أمامه إلا الضابط طيار وحيد (أنور
وجدي) ليخلصها من هذا الأفاق، فيدعي الضابط للحبيب الأفاق أنه ابن عمها
وينقذها منه، في الوقت نفسه الذي يعجب بها وتبادله مشاعره، فيخاف حمام من
الحبيب الجديد، ويهربان إلى فيللا مجهولة يتضح أنها ليوسف بك وهبي، حيث
يقوم بالتحضير لفيلم سينمائي جديد سيغني فيه الموسيقار محمد عبد الوهاب
أغنية «عاشق الروح» تقود الصدفة ليلى وحمام إلى استماع الأغنية، التي
تتناول علاقة تضحية الحبيب لأجل حبيبه، فيدرك حمام استحالة حبه لليلى،
ويرضى بالأمر الواقع.
انتهى تصوير الفيلم، لكن أنور وجدي أراد أن يعيد تصوير بعض
المشاهد التي تجمع بين زينات صدقي ونجيب الريحاني ومحمود المليجي وليلى
مراد، غير أنه قبل أن يشرع في تصوير هذه المشاهد، فوجئ بكارثة لم يتوقعها
أحد.
(البقية
في الحلقة المقبلة)
متيَّم ليلى مراد
بينما زينات في حجرتها في «بلاتوه» التصوير، إذا بمن يطرق
بابها في فترة الاستراحة، فوجدته الممثل الشاب صفا الجميل الذي اقترب
كثيراً من زينات صدقي، لدرجة أنه كان يبوح لها بأسراره، وكانت تبادله
الاقتراب نفسه، ليست وحدها، بل غالبية العاملين في الوسط الفني، ليس لطيبته
وكرم أخلاقه، لكن أيضاً لأنهم يتفاءلون به، ويسعد جداً من يلتقيه أو يأتي
لزيارته، وهو ما أسعد زينات جداً:
*
ياه... إيه المفاجأة الجميلة دي. صفا الجميل بنفسه عندي في
البلاتوه يا بختي النهارده.
=
أزيك يا مدام زينات. عاملة إيه؟
*
أنا كويسة. لكن انت اللي باين عليك مش كويس.
=
فعلاً أنا مش كويس. علشان كدا أنا جتلك النهاردة... وفي
إيدك سعادتي أو تعاستي.
*
أنا؟! أنا متأخرش عنك لو طلبت لبن العصفور يا صفا.
=
لا أنا مش عايز لبن العصفور... أنا عايز ليلى مراد.
*
مش فاهمة. ليلى مراد بتصور دلوقت عندها مشاهد بتصورها...
استنى لما تخلص وأنا أخدك من أيدك لحد عندها.
=
انت مش فهماني يا مدام زينات.
*
طب فهمني.
=
أنا عايز أتجوز ليلى مراد.
*
يا لهوي... تتجوزها إزاي.
=
مش عارفة إزاي... زي ما كل الناس ما بتتجوز. صحيح هي أجمل
منيّ... بس الجمال مش مهم للرجل.
*
جمال إيه ووحاشة إيه... ما ينفعش.
=
حتى لو عرفتي أنها بتحبني.
*
أنا عارفة أنها بتحبك... بس زي أخوها. زي أنا ما بحبك يا
صفا... وبعدين ليلى مراد متجوزة أنور وجدي... أقوله طلقها علشان صفا
يتجوزها.
=
بس أنا عرفت أنهم اتطلقوا... أنا سمعت الكلام دا من أحمد
سالم.
*
الله
يخرب عقلك. أوعى تفتح بقك بالكلام دا قدام حد. دي إشاعة حد
طلعها بمناسبة الفيلم الجديد. لكن أخرج شوفهم تلاقيهم سمن على عسل.
=
يعني ما فيش فايدة. مكتوب عليّ أفضل أحب كدا من بعيد لبعيد.
أنا ليلى من ساعة ما اشتغلت معاها في فيلم «يحيا الحب» من عشر سنين سنة 38،
ولما ما لقيتش فايدة حبيت أسمهان... لكن الموت خطفها مني.
*
شوف يا صفا. أنت اسم على مسمى... صفا وجميل. بس المسائل دي
ما تجيش كدا أبداً. علشان ترتبط بواحدة لازم يبقى فيه اتفاق بينكم انتو
الاتنين. مش بس حب من طرف واحد... وبعدين يا سيدي فيه مية واحدة تتمناك.
إيه رأيك يا سيدي تتجوزني أنا.
=
انت إنسانة عظيمة يا مدام زينات. وأنا فعلاً بحبك زي ماما.
*
ماما... امش قطع لسانك.
لم يغضب صفا يوماً من زينات صدقي، ولا هي غضبت منه، بل إن
كل وقتهما معاً كان ضحكاً وتضمنته مقالب في فنانين آخرين، وما إن انتهى من
مهمة الحب والزواج من ليلى مراد، حتى فاتحها في أمر آخر كان قد جاء من
أجله، فما إن سمع المخرج إبراهيم حلمي يطلب من مدير إنتاج فيلمه الجديد أن
يتعاقد مع الفنانة زينات صدقي، حتى سارع وطلب من المخرج أن يخبرها بنفسه.
الجريدة الكويتية في
02/08/2013 |