بكت سنية عندما طلبت منها شقيقتها زينات أن تصطحب ابنتها
نادرة معها إلى القاهرة، حتى تضع مولودها الثاني. لم يكن بكاء سنية رفضاً
لطلب شقيقتها، لكن لخوفها من أن يكون ذلك مساعدة مستترة من شقيقتها، غير أن
زينات بددت هذه الهواجس التي دارت في رأس سنية، وأكدت لها أنها تحتاج إلى
نادرة أكثر من حاجة نادرة إليها.
قالت زينات لسنية إن الطفلة نادرة ستمنحها إحساس الأمومة
الذي حرمت منه، فعلى رغم قيامها بتجربة الزواج مرتين، حرمها القدر الإنجاب
وكان يمكن أن تتوافر فرصة لتحقيق هذه الأمنية لو أنها كانت لا تزال متزوجة.
لكنها بعد فشل تجربة الزواج الثانية، قررت أن تقاطع فكرة الزواج بشكل نهائي
وإلى الأبد، لذا ستكون نادرة هي الابنة التي لم تنجبها، وستمنحها كل الحب
والحنان حتى تضع أمها مولودها الثاني.
أمضت زينات يوماً في الإسكندرية قبل أن تتجه إلى القاهرة
عائدة من رحلة بلاد المغرب العربي، تونس والجزائر والمغرب، مع فرقة
الريحاني، ومعها الهدايا التي أحضرتها لوالدتها من باريس، كانت معها أيضاً
نادرة ابنة شقيقتها التي أتمت عامها الثاني، بعدما وافق والدها علي اللبان
على اقتراح زينات.
لم تتوقع حفيظة مفاجأة ابنتها زينات بإحضار نادرة وقدرت
عاطفة الأمومة المكتومة في صدرها، ما جعلها تعاود الحديث معها في أمر
زواجها للمرة الثالثة، غير أن زينات قررت غلق الباب، إلى الأبد.
فرصة ضائعة
أنفق نجيب الريحاني الجنيهات القليلة التي تبقت معه من رحلة
شمال أفريقيا، وعلى رغم ذلك لم يشأ أن يعود إلى العمل في المسرح، لدرجة أنه
فكر جدياً في أن يعتزل المسرح نهائياً بسبب المشاكل التي تعرض لها خلال
الرحلة، ومنح أعضاء الفرقة إجازة مفتوحة لم يحدد لنهايتها موعداً.
ساعدته على تنفيذ قراره اتخذه برقية وصلته من إميل خوري
(سكرتير تحرير جريدة الأهرام)، حملت تحويلاً بمبلغ 50 جنيهاً وخطاباً يطلب
فيه منه أن يوافيه إلى باريس لتصوير فيلم كان قد حدثه عنه عندما مرّ في
باريس في رحلتي الذهاب والإياب إلى شمال أفريقيا، فوجدها الريحاني فرصة أن
يطرق باب السينما التي سبقه إليها يوسف وهبي.
سافر الريحاني إلى باريس، قرأ سيناريو الفيلم بعنوان
«ياقوت» غير أنه وجده هزيلاً، فأرسل في طلب بديع خيري على وجه السرعة،
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تعديل السيناريو والحوار الذي كتب بالفرنسية،
خصوصاً أن الشركة المنتجة، التي يمثلها إميل خوري، تتعجل التصوير.
بعدما أعاد بديع خيري كتابة السيناريو، جلس مع الريحاني
ومعهما مخرج الفيلم الفرنسي إميل روزيه، ومعه المخرج المساعد المصري أحمد
بدرخان، ليختاروا جميعاً أبطال الفيلم، فرشح المخرج الفنانة الفرنسية إيمي
بريفان للقيام بدور البطولة أمامه، فيما تولى الريحاني وبديع خيري وأحمد
بدرخان ترشيح الممثلين لبقية أدوار الفيلم، فرشح أدمان توما، شكرى رمسيس،
وزينات صدقي، وترشيداً للنفقات قام بديع خيري بأحد الأدوار الصغيرة.
أرسل الريحاني برقية إلى زينات صدقي يطلب منها تحضير نفسها
للسفر إلى باريس للمشاركة معه في فيلم سينمائي، فكادت تطير من شدة الفرح،
أولاً لأن نجيب الريحاني يتذكرها دون بقية أفراد الفرقة النساء ويطلب منها
مشاركته في العمل، والأمر الثاني أن الفرصة جاءتها لتعمل في السينما، فشعرت
بأن نادرة ابنة شقيقتها تميمة حظ بالنسبة إليها.
بدأ المخرج تصوير الفيلم ووجد إميل خوري (منتج الفيلم
الفني) ألا داع لاستدعاء ممثلة مصرية من القاهرة إلى باريس، وأنه من الممكن
الاستعانة بواحدة من المصريات الموجودات في باريس، فاستعان بممثلة هاوية
تدعى ناهد كمال لتؤدي الدور الذي كانت ستؤديه زينات.
باب السينما
انتهى تصوير الفيلم وزينات لا تزال تنتظر أن يرسل الريحاني
في طلبها، وراحت تشكو ذلك لزميلتها زينب صدقي، فيما كانتا تجلسان على مقهى
مقابل لمسرح الكورسال، عندما اقترب منهما شاب وسيم تعرفه زينب صدقي:
=
أهلاً أهلاً... حمد الله على السلامة يا أحمد.
-
الله يسلمك يا زينب هانم.
=
طبعاً ما تعرفوش بعض. دي زينات صدقي ممثلة هايلة وزميلتنا
في فرقة الريحاني. ودا بقى يا ستي أحمد بدرخان... بيشتغل في السينما.
*
أهلاً وسهلاً.
-
اهلاً بك... أنت بقى زينات صدقي.
=
سمعت عنها؟
-
طبعاً... والمفروض يكون وصلك برقية من الأستاذ إميل خوري
المنتج الفني للفيلم.
*
فيلم إيه؟
-
مش أنت كنت مرشحة تشتغلي مع الريحاني في فيلم «ياقوت»؟
*
أيوا... وما وصلنيش أي برقيات ولا حاجة لحد دلوقت.
-
أنا آسف... ما عرفش إميل ما بعتلكيش إزاي... للأسف الفيلم
أتصور وانتهى وكان مفروض إميل خوري يبلغك بكدا زي ما اتفق مع الريحاني لأن
الوقت كان ضيق.
*
معلش... أنا عارفة حظي وحش.
-
أبدا ولا وحش ولا حاجة فرصة راحت فرص كتير جدا جاية. ما
تزعليش نفسك... شوفي أنا صديقتي المنتجة والممثلة والمغنية بهيجة حافظ،
هتعمل فيلم جديد المفروض أنها هتصوره بعد أسبوعين تقريباً. أنا هكلمها
عنك... ومش لوحدك يا ستي لا أنت وزينب صدقي كمان.
لم تأخذ زينات كلام أحمد بدرخان مأخذ الجد، أو ربما خشيت أن
تأخذ كلامه مأخذ جد فتضيع هذه الفرصة أيضاً. غير أنه وعد فأوفى، على رغم
أنه لم يعمل في فيلم بهيجة حافظ، إلا أنه تدخل لديها لأجل أن تعمل زينات
وزينب صدقي في الفيلم الجديد الذي يستعد له المخرج الإيطالي، وقبل نهاية
الأسبوع جاء من يطلب زينات لمقابلة المخرج ماريو فولبي في استوديو مصر:
=
أنت زينات صدقي.
*
ايوا أنا.
=
أمشي.
*
وكنت تاعب نفسك وبعتلي علشان آجي تقولي أمشي.
تدخل مساد المخرج المصري بسرعة:
-
يا ست زينات ما يقصدش أنك تمشي من الإستوديو. يقصد تتمشي
قدامه علشان يشوف قوامك وشكلك هيبقى إزاي قدام الكاميرا.
*
يوه يقطعني... ما تآخذنيش والنبي يا سي ماريو.
=
أمشي.
*
أهو... إيه رأيك؟
=
أنت اشتغل في السينما قبل كدا.
*
لا وشرفك دي أول مرة.
=
تعرفي فرنساوي.
*
وإنكليزي وشرفك.
=
تعرفي ترقصي.
*
أرقص وأغني وأمثل. كل اللي أنت عايزة.
=
برافو... برافو... خدي الورقة دي فيها بعض جمل فرنساوي...
هتقفي هناك هنا قدام الكاميرا وهتقولي الجمل دي مرة وأنت بتبصي في الورقة
ومرة من غير الورقة.
اجتازت زينات اختبار الكاميرا، ووقعت عقداً بأجر قدره 50
جنيهاً في الفيلم، بعدما ارتاح المخرج الإيطالي لوجهها أمام الكاميرا،
ومنحها دور صديقة البطلة، حيث ستكون مشاهدها في الحفلة التي تقيمها البطلة،
التي ستجسد دورها المطربة والممثلة والمنتجة والمخرجة بهيجة حافظ.
سارقة الأضواء
بدأت زينات صدقي تصوير أول دور لها في السينما في فيلم
«الاتهام» إخراج «ماريو فولبي» وكتب السيناريو والحوار الكاتب فكري أباظة،
وأنتجته وقامت ببطولته ووضعت ألحان أغانية والموسيقى التصويرية، بهيجة
حافظ، وشاركها في البطولة زكي رستم، حسن كمال، عزيز فهمي، منير فهمي، وزينب
صدقي.
تدور أحداث الفيلم حول «بهيجة وسامي» وهما زوجان سعيدان مع
ابنتهما في العزبة القريبة من القاهرة، التي تسافر إليها بهيجة لمساعدة
ابنة خالتها زوزو في زفافها، لكنها عندما تعود إلى المنزل تفاجأ بزوجها
سامي يطردها من دون سبب، ظناً منه أنها قد وقعت في الخطيئة وخانته، عندما
تسافر بصحبة رجل في سيارته، فتعود إلى بيت والدها محسن بك، تقيم زوزو حفلة
لأجل التسرية عن بهجية، ويفتن الشباب بجمالها في الحفلة، وفي حديقة المنزل،
تنطلق رصاصة يموت على إثرها شاب تتهم بهيجة بقتله، وفي المحكمة يدافع عنها
ابن عمها شوكت أملاً في استمالتها إليه. ينجح في تبرئة بهيجة من الاتهام
وكشف القاتل، غير أنها تعود إلى زوجها سامي بمساعدة صديقتهما المشتركة
«علية» التي تجسد دورها زينات صدقي، التي تؤكد لزوجها أن بهيجة كانت
بصحبتها وخطيبها في سيارته الخاصة.
قبل أن يعرض فيلم نجيب الريحاني «ياقوت» في القاهرة في 23
أبريل 1934، عرض فيلم «الاتهام»، أول مشاركة سينمائية لزينات صدقي في
السينما.
في ليلة الافتتاح كانت تجلس زينات في دار العرض، وإلى
جوارها والدتها ومعهما «نادرة» ابنة شقيقتها، كما دعت شقيقتها سعاد وزوجها
علي اللبان، وصديقتها خيرية صدقي التي كانت لا تزال تعمل لدى بديعة مصابني.
انتهى عرض الفيلم وأضيئت الأنوار ووقفت بهيجة حافظ تحيي
الجمهور، وإذ بزينات صدقي تقف وتزغرد وسط صالة العرض، فتحول نظر الجمهور
إليها وضج بالضحك، وراح يشير ويصفق لها، لتخطف الأضواء منذ اللحظة الأولى
لها مع الجمهور، على رغم صغر دورها وهامشيته.
عرض فيلم الريحاني ولم يحقق النجاح الذي كان يرجوه، فقد
توقع أن يسقط الفيلم لأكثر من سبب، أهمها الاستعجال الذي عامل به إميل خوري
الفيلم، فجاءت النتيجة مخيبة للآمال، ما جعل الريحاني يتراجع عن قراره
بمقاطعة المسرح، ويصب جام غضبه على السينما التي لم يرتح لها ولم يقع في
هواها.
بلغ نجيب الريحاني أمر ما حدث من زينات صدقي في ليلة افتتاح
فيلم «الاتهام»، فجلس يضحك ويضرب كفاً بكف، وما إن رأى زينات تدخل المسرح
حتى نظر إليها وضحك بشدة:
=
بقى دا فصل تعمليه في الولية.
*
فصل إيه وولية مين؟
=
بهيجة حافظ تتعب وتنتج الفيلم وتصرف عليه وتقوم بدور
البطولة وتقعد تنتع طول الفيلم... وأنت تيجي تسرقي الكاميرا والجمهور منها
كده بزغرودة. زمانها بتقول توبة إن كانت تشغلك معاها تاني.
*
أيوا بس أنا والله ما كنت أقصد...
=
دا على كدا بقى أحمد ربنا أني مشغلتكيش في الفيلم معايا كان
زماني قاعد في بيتنا بعد ما سرقتي مني الأضواء أنا كمان.
*
والله أنا عملت كدا لأني كنت فرحانة بجد. صحيح أنا كان دوري
صغير أوي في الفيلم... بس كنت حاسة أن الفيلم بتاعي.
=
بس بس. أنا كنت بضحك معاكي. أنت مالك اترعبتي كدا ليه؟
*
لأني مش قصدي أعمل مشكلة.
=
بالعكس. أنا مبسوط منك أوي. الممثل الشاطر يعرف أمتى وأزاي
يلفت نظر الجمهور وأنت زكية يا زينات تعرفي تلمي الجمهور بسرعة. علشان كدا
أنا هديلك فرصة كبيرة المرة دي ع المسرح... إيه رأيك؟ هتعملي دور أختي ع
المسرح.
*
يا خبر يا أستاذ... دا شرف كبير ليا.
=
بس أعملي حسابك... صحيح أنت هتبقي أختي بس هتكوني أخت
شلق... بنت بلد بس شلق.. بالبلدي كدا واحدة لسانها مبرد متبري منها. وأنا
عارف أنك ممكن تعملي الدور دا كويس. مش لأنك لا سمح الله لسانك متبري منك
زي ما شفت وأنت بتبستفي إبراهيم فوزى قبل كدا. لا لكن لأنك شاطرة وتعرفي
تعملي دا كويس.
بدأ الريحاني بروفات المسرحية الجديدة التي كتبها وبديع
خيري بعنوان «الدنيا لما تضحك» وقد عمل على زيادة أعضاء الفرقة وضم جدد
لها، لما تحتاج إليه المسرحية من شخصيات عدة، فضم الفنان بشارة واكيم
ليستغل إجادته الهجة الشامية، ومعه زوزو شكيب، وشقيقتها الصغري ميمي شكيب،
فؤاد شفيق الشقيق الأكبر للفنان حسين رياض، عبد الفتاح القصري وجبران
ناعوم، حسن فايق، محمود رضا، محمد مصطفى، ماري منيب واستيفان روستي، ثم
زينات صدقي.
مولد نجمة
جسد الريحاني دور «أفلاطون» الشاب الفقير الذي يعمل ملاحظ
عمال بناء، والذي يهوى الغناء أثناء العمل، ما يسبب إزعاجاً للمليونير
الثري «جوهر بك» الذي يسكن في القصر المقابل للفيللا التي يقومون ببنائها
والذي يجسد دوره فؤاد شفيق، فيرسل له سكرتيره الشامي «الشنطوفلي» الذي يجسد
دوره بشارة واكيم، ليطلب منه الكف عن الغناء لأن صوته مزعج، ولكن أفلاطون
يرفض فيعرض صاحب القصر أن يعطيه جنيهاً مقابل الكف عن الغناء، فيوافق. يقرر
المليونير الثري القيام بلعبة مع العامل الفقير، ليثبت أن أي إنسان يمكن أن
يبيع حريته لأجل المال، فيعقد المليونير اتفاقاً مع «أفلاطون» أنه إذا
استطاع أن ينفق مئتي جنيه في اليوم لمدة عام، فسيمنحه راتباً شهرياً قدره
50 جنيهاً مدى الحياة، في الوقت الذي يتقاضي فيه راتباً شهرياً خمسة جنيهات!
تجسد زوزو شكيب دور «قمر» ابنة أفلاطون الجميلة المتعلمة
التي يقع المليونير في غرامها، وتجسد زينات صدقي شقيقته بنت البلد المتزوجة
من ابن عمه «عوف» الذي يجسد دوره عبد الفتاح القصري، فيما تجسد ماري منيب
دور «فلة» زوجة أفلاطون.
في ليلة العرض الأول للمسرحية، شعر نجيب الريحاني بأنه سيقف
على خشبة المسرح للمرة الأولى، فعلى رغم أنه ابتعد عن جمهوره لموسم فقط
فإنه قدم خلاله أول فيلم سينمائي له، إلا أنه شعر بأنه أصبحت هناك فجوة
بينه وبين الجمهور، وأن الجمهور غضب منه منذ مسرحية «الجنيه المصري» وكان
لا بد من مصالحته بشكل قوي، لذا حشد كل ما يمكن أن يسيل له لعاب الجمهور من
قصة محبوكة تلعب على أماني الجمهور، وغناء ورقص ورومانسية ومشاكل اجتماعية.
لم يصدق الريحاني ما رآه من رد فعل الجمهور لدرجة أنه بكي
بعد إسدال الستار بعد الفصل الأول، وظل يكتم فرحته من هذا الاستقبال الرائع
من الجمهور حتى نهاية المسرحية، فانفجر مهللاً:
=
الحمد لله الجمهور رجع... جمهورنا رجع لنا تاني. أهلا
بالمسرح... يلعن أبو خاش السينما.
كما اكتشف الريحاني عودة الجمهور إليه هذه الليلة، اكتشف
أيضاً ممثلة غير عادية في فرقته اسمها زينات صدقي، وما إن انتهى الجميع من
تهنئة بعضهم البعض وتهنئة الريحاني على النصر الكبير بنجاح الرواية الجديدة
«الدنيا لما تضحك» حتى أرسل في طلب زينات صدقي إلى غرفته:
=
أهلاً أهلاً بالنجمة الكبيرة.
*
لا والنبي يا أستاذ بلاش تريقة.
=
والله ما تريقة أنا بتكلم بجد... أنت أثبتي النهاردة أنك
ممثلة من العيار التقيل. مش مجرد ممثلة واقفة على خشبة المسرح بتقول كلام
ورا الملقن اللي قاعد في «الكمبوشة» لا أنت فاهمة بتقولي إيه وبتملي إيه.
*
بس بقى يا أستاذ هتخليني أعيط والله.
=
هو أنت تروحي تزغردي عند بهيجة حافظ وتيجي تعيطي عندي هنا.
أنت لازم تزغردي وتفرحي... بجد أنت هايلة يا زينات.
*
ربنا يخليك يا أستاذ مش عارفة أقولك إيه.
=
ما تقوليش حاجة. تخللي بالك من شغلك لأنك هيبقالك مستقبل
كويس. أنا لاحظت أنك بتضيفي حاجات كدا من عندك من وقت للتاني.
*
والله ما كنت أقصد. ساعات كنت بحس أن لازم يتقال كدا هنا.
=
هو دا اللي أنا عايزه. الإضافة تبقى محسوبة مش مجرد كلام
علشان تبقى موجودة في المشهد.
لم تصدق زينات ما قاله لها نجيب الريحاني، وأنها فعلت كل ما
قاله، شعرت بأنها ولدت من جديد من خلال المسرحية، وهو ما ظهر واضحاً من
خلال تعامل الريحاني معها، ليس بينه وبينها فقط بل أمام الجميع، فأصبحت
واحدة من أعمدة الفرقة، ووضع الريحاني أملاً كبيراً عليها، ما جعله يجلس
خصيصاً ليكتب بعض الإضافات الجديدة في دورها مع بديع خيري، وقد استوحى في
الدور بعض المفردات التي تستخدمها زينات في تعاملاتها الشخصية مع المحيطين
بها، واستخدمتها في المسرحية، مثل عبارات:
«نعم
نعم يا روح النون، اسم الله والحارس الله، لو كان ينعز... ما كنش خرطوه
للوز يا أبصر إيه أنت».
النجاح الذي حققته زينات، انعكس بشكل واضح على راتبها في
الفرقة، ليقفز إلى 60 جنيهاً في الشهر، وهو راتب الصف الثاني في الفرقة، ما
أعطى مؤشراً لمكانتها في المسرح.
البقية في الحلقة المقبلة
«ياقوت»
حُرمت زينات صدقي من «فيلم ياقوت» السينمائي، وتدور قصته
حول ياقوت أفندي الذي يعمل محصلاً في دائرة «ورثة أبو عوف»، حيث تسكن «رودي»
الفتاة الفرنسية ابنة «ملكة الكبريت»، يتوجه «ياقوت» إلى مسكن «رودي»
لتحصيل الإيجار فلا يجدها، ولأن «الباشكاتب» هدده بوجوب التحصيل
فإنه ينتظرها أمام المنزل حيث تطول مدة انتظاره فينام أمام المنزل حتى تأتي
«رودي» متأخرة وتكون النتيجة توبيخه أمام رودي التي تحاول أن تعوض ياقوت
بأربعمئة جنيه، لكنه يرفض بشدة فتعجب به ليحدث التقاء عاطفي بينهما.
تحب «رودي» «ياقوت» ويتزوجان ثم يسافران إلى «باريس»، لكن
الحياة هناك لا تروق لياقوت فيضيق بها ويقرر العودة إلى مصر، ليكتشف أن «رودي»
تواجه ظروفًا صعبة في باريس بعد انتحار والدها، وأنها تحتاج إليه معها
فيرجع عن قرار العودة، خصوصاً أنها تعود إلى طبيعتها، وأن واجبه يحتم عليه
أن يظل إلى جوار «رودي» التي تعده بأنهما سيسافران إلى مصر بعد زوال هذه
الظروف.
الجريدة الكويتية في
26/07/2013 |