عادت حفيظة والدة زينب من الإسكندرية، أخذتها زينب من محطة
السكة الحديد إلى البيت خلال وقت قصير جداً، اكتشفت خلاله أنها أمام ابنة
أخرى غير التي كانت معها منذ أيام، فلم تعد زينب من ساكني البانسيونات، بل
أصبحت لديها شقة كبيرة في وسط القاهرة على بعد خطوات من شارع عماد الدين
الذي يضج بالصالات والتياتروهات.
اكتشفت والدة زينب أيضاً أن ابنتها تعمل في شارع عماد
الدين، وأنها أصبحت ممثلة وليست راقصة، فقد علمت أنها تركت بديعة مصابني
وأصبحت تعمل الآن لدى «أبو الكشاكش نجيب الريحاني»، والأهم من هذا وذاك
اسمها الذي تخلت عنه إلى الأبد:
=
في إسكندرية سبتي نص اسمك. وبدل زينب محمد بقيتي زينب
صدقي... ورضينا بالمقسوم غصب عنا علشان خاطر عمك. قوم تيجي هنا في مصر
وتسيبي اسمك كله. لا زينب ولا محمد... وتبقى زينات صدقي!
*
وماله يا أمي ماهي كل فنانة لها اسم شهرة... وبعدين اسم
زينات صدقي حلو.
=
بس زينب محمد أحلى منه.
*
الحكاية مش أحسن وأوحش... الفنانين لازم يبقالهم اسم سهل
الناس تحفظه.
=
وانت يعني فاهمه إن الناس هتحفظ اسم زينات صدقي على طول.
*
بكره تشوفي اسم زينات صدقي دا هيبقى على كل لسان.
عين الأستاذ
لم تيأس زينات من وجودها صامتة في فرقة نجيب الريحاني، غير
أن عين نجيب لم تكن تفارقها في صمتها، فوق خشبة المسرح أو بعيداً عنها، ما
جعله يضعها في الاعتبار في أول عمل جديد، لينقلها من كومبارس صامت إلى
كومبارس متكلم، وهو ما حدث عندما فتح باب جديد أمام الريحاني لم يكن يتوقعه
عندما حاولت الحكومة المصرية تصحيح نظرتها نحو التمثيل ومن يعملون به. قررت
وزارة المعارف العمومية عام 1932 تشجيع فن التمثيل بمنح إعانات لبعض الفرق
المسرحية، لتقديم أعمال هادفة من شأنها الارتقاء بهذا الفن، وفي الوقت نفسه
إصاله إلى تلامذة المدارس والتعرف إليه. وأوكلت المهمة إلى لجنة يرأسها
محمد بك العشماوي، ويعاونه عدد من الأعضاء من بينهم الأديب مصطفى عبد
الرازق والدكتور طه حسين، على أن تزور اللجنة المسارح مرة أسبوعياً لتشاهد
رواياتها وتحكم على قيمتها الفنية.
جاء مسرح نجيب الريحاني من بين المسارح التي زارتها اللجنة،
والتي أثنت ثناء كبيراً على ما يقدمه نجيب وفرقته من أعمال هادفة، خصوصاً
الدكتور طه حسين، الذي أبدى إعجابه الكبير بأعمال الفرقة، وكيف أنها تستحق
أكثر من التقدير، مؤكداً أنه لمس الصدق في روايات الفرقة التي يكتبها بديع
خيري بالمشاركة مع الريحاني، وحرصهما على انتقاء الكلمة التي يقدمانها في
رواياتهما، الوقت الذي سمع فيه وبقية أعضاء اللجنة، في فرق أخرى «ألفاظاً
جوفاء كالطبل صوتها عال، وجوفها خال»، ما جعل اللجنة تمنح الريحاني مبلغ
ثلاثمئة وخمسين جنيهاً من المبلغ المخصص في ميزانية وزارة المعارف لتشجيع
التمثيل، الأمر الذي ساعده على تسديد ديونه التي كانت متراكمة عليه. ليس
هذا فحسب، بل أن ممثلي فرقته فازوا جميعاً برضا اللجنة ونالوا مكافآت
مالية، بنسبة لم ينلها زملاؤهم في الفرق الأخرى.
تسديد الريحاني لديونه شجعه على استئجار مسرح «الكورسال» من
الخواجة «دلباني»، أحد أكبر المسارح في منطقة وسط القاهرة، حيث يقع عند
ملتقى شارعي الألفي وعماد الدين، بما يسمح بتقديم روايات كبيرة تعتمد على
التمثيل والاستعراض والغناء، لذا لم يبق أمامه سوى البحث عن رواية يمكن
معها استغلال هذا المسرح الكبير، وفي الوقت نفسه ينال رضا وزارة المعارف
ويعضد المفهوم الذي تسعى إليه.
راح الريحاني يفكر مع صديقه بديع خيري في أمر المسرحية التي
يمكن أن يقدماها في الموسم الجديد، وهل يحسن أن تكون الرواية الجديدة من
نوع الكوميدي أو الريفيو أو الفودفيل، أم لون آخر مختلف عن كل هذا وذاك:
-
أنا بقول الفرقة تعمل ربتوار لأي مسرحية قديمة لحد ما نشوف
حاجة كويسة جديدة يرضى عنها حبايبنا في وزارة المعارف.
=
وليه قديم يا بديع؟ ما الجديد موجود.
-
جديد. انت بتألف من ورايا؟
=
هو أنا أقدر. أنا بس قريت رواية لمؤلف فرنسي شاب اسمه
مارسيل بانيول. الواد كاتب رواية هايله اسمها «طوباز» وموضوعها مناسب أوي.
ويمشي مع الهدف اللي عايزاه وزظارة المعارف. وكما ممكن يطلع منها كوميديا
للصبح.
-
إن كان كدا إيدك ع الرواية... يلا نشتغل من بكره... لا من
دلوقت.
ترجم الريحاني رواية «طوباز» من الفرنسية إلى العربية،
لتكون اللغة الرابعة التي ترجمت إليها الرواية وتدخل حيز العالمية. اختار
الكاتب بطل الرواية ليكون مدرساً بسيطاً في إحدى المدارس التي لا تعني
بالتعليم بقدر ما تعني بالأموال، ويصادف كثيراً من المشاكل.
مصَّر الريحاني وبديع الرواية ليكون بطلها «ياقوت أفندي»،
مدرس إلزامي يعمل في إحدى المدارس الخاصة، يقع في غرام ابنة صاحب المدرسة،
الذي يطرده لأنه تسبب في انسحاب تلميذ من المدرسة، في حين تختاره إحدى
السيدات التي يدرس شقيقها في المدرسة نفسها ليعطيه درساً خصوصياً. من خلال
الدرس، تورطه «ياقوت» في أعمال مشبوهة معها، فيترك مهنة التدريس ليتفرغ
للنصب باسم التجارة وأعمال المقاولات، غير أنه يفيق لنفسه في نهاية
المسرحية ويعود ليتزوج ابنة «ناظر المدرسة».
انتهيا من الكتابة وعنونا المسرحية «الجنيه المصري. كادت
زينات أن تطير فرحاً... عندما عرفت أن الريحاني أعطاها دوراً ناطقاً في
مسرحيته الجديدة، فقد خطت خطوة مهمة في فرقته، تخطت مرحلة الكومبارس الصامت
وحصلت على دور متكلم. على رغم أن الدور كله كان عبارة عن جملة ستقولها في
الفصل الثاني من المسرحية، فإنها كانت تأمل أن تكون بداية لانطلاقة كبيرة.
لكن المهم كانت الملاحظة التي أبداها لها الريحاني وهي التخلص من الأدب
الجم والخجل الزائد عن الحد. لا شك في أن الأدب مطلوب ومهم جداً، كذلك
الحياء، لكن هذا في الواقع، ولن يعوقها ذلك إطلاقاً على خشبة المسرح، وكانت
تنتظر أن تأتيها الفرصة لتظهر ذلك.
بدأ عرض مسرحية «الجنيه المصري» وجاء إيراد الليلة الأولى
30 جنيهاً، وهو رقم كبير إلى حد ما، خصوصاً إذا ما كان الليلة الأولى، فمن
المنتظر أن يزيد في الليالي المقبلة إذا ما ذاع صيت المسرحية، وتناقلتها
ألسنة الجماهير بالمديح. لكن المفاجأة أنه حدث العكس، فقد تقهقر في الليلة
الثانية بشكل كبير، فوصل إلى الربع تقريباً متراجعاً إلى ستة جنيهات،
وبعدها أربعة ثم ثلاثة، ما أثار غضب الريحاني ودهشته فلم يحدث أن تراجع
الإيراد منذ الليلة الأولى:
=
تلاتة جنيه... تلاتة جنيه يا بديع... لا وفين في تياترو
الكورسال. اللي يعتبر أكبر تياترو في مصر دلوقت.
-
صحيح... عارف لو في تياترو صغير ملموم... كانت الحكاية ما
بانتش.
=
أيوا تقصد أن الفضيحة بجلاجل... أكبر تياترو... وفي أفضل
مكان في عماد الدين. ورواية كبيرة ديكورات وملابس ومغنى ورقص... ويدخلك
جمهور عشرة اتناشر واحد... بالذمة مش دي حاجة تكسف... هو حصل إيه في الدنيا.
رغبة الجماهير
شكّل ذلك خسارة كبيرة للريحاني وبديع على المستوى المادي،
ما زاد من تراكم الديون عليهما، وسبب لهما صدمة كبيرة، ليس هما فقط، بل لكل
أعضاء الفرقة، خصوصاً زينات صدقي، التي لم تستطع أن تحتفل بنجاحها في أول
مسرحية تهجر فيها الصمت وتنطق.
على رغم الخسائر المادية وانحسار الجمهور عن المسرحية، إلا
أن الريحاني تلقى بعض رسائل التقدير والتهنئة من أقلية صغيرة، من عدد من
الأدباء والمثقفين، الذين راقت الرواية في نظرهم، خصوصاً هؤلاء الذين
اطلعوا سابقاً على أصلها الفرنسي. لكن ماذا تفعل هذه القلة المفكرة المثقفة
وقد تخلت عن الرواية الأغلبية من القاعدة العريضة، التي لا تصنع فحسب
جماهيرية للرواية، ولكن أيضاً هي من يدفع الأموال اللازمة لاستمرار
الرواية، بل والفرقة نفسها.
فكر الريحاني في أن مزاج جمهور القاهرة قد يكون متقلباً من
حين إلى آخر بسبب تطور الأحداث السياسية كل يوم، ففكر في جمهور الأقاليم
الأكثر هدوءاً واستقراراً، فعزم أمره وسافر بالفرقة إلى المنصورة، لتكون
هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها زينات صدقي إلى مدينة المنصورة، وأصرت
أن تصطحب والدتها معها. لم يمانع الريحاني، على اعتبار أنها سيدة مطلقة،
وليست فتاة أو سيدة متزوجة.
لم يكن جمهور المنصورة أفضل حالاً من جمهور القاهرة، بل
أسوأ. فإذا كان جمهور القاهرة قد أحجم عن مشاهدة الرواية، فإن جمهور
المنصورة استقبلها من الليلة الأولى بالاستخفاف والسخرية والشتائم.
انسدت السبل في وجه الريحاني وانهار الأمل وتراكمت الديون،
والأهم إيجار مسرح «الكورسال»، فضلاً عن رواتب أعضاء الفرقة، فكان لا بد من
تدبير الأمر، فلن يقف كل من الريحاني وبديع يشاهدان الفرقة تنهار. فيما كان
الريحاني يمر فوق خشبة المسرح، كانت تجلس زينات... فداعبها ساخراً:
=
مبسوطة يا ست زينات؟ اديكِ اتكلمتي من هنا... والجمهور حلف
براس أبوه أنه ما هو معتب التياترو.
*
يعني أنا السبب يا أستاذ؟
=
لا يا ست أنا بهزر... لا أنا ولا انت... ولا حد فينا. السبب
هو مزاج الجمهور... وزي ما انت شايفة مزاج الجمهور اليومين دول في النازل.
*
طب ما ننزل لمزاج الجمهور يا أستاذ.
=
يا بنت الإيه... كانت تايه فين دي؟
استحسن نجيب فكرة النزول إلى مزاج الجمهور التي اقترحتها
زينات، وجلس يدبر الأمر مع بديع خيري، فتفتق ذهن الريحاني عن فكرة جديدة:
-
تقصد إيه بأننا «نزوق» الرواية شوية؟
=
الرواية مش وحشة من وجهة نظري أنا وانت وأعضاء الفرقة، وزي
ما انت شفت تلغرافات التهنئة من الأدباء والفكرين والفلاسفة العظام بتوع
المعارف وغيرهم... لكن الجمهور له رأي تاني. الجمهور عايز حد يزغزغه
ويفرفشه.
-
فهمت... بس الرواية ما فيهاش مناطق ينفع يتعمل فيها دا.
=
مش مهم احنا نعمل كل حاجة ممكن تبسط الجمهور وخلاص... وتطلع
زي ما تطلع.
-
بس احنا كدا هنضحك على الجمهور.
=
يستاهل ينضحك عليه. مش هو اللي عايز كدا... قدمنا له رواية
محترمة اتبغدد وما عبرناش... طب نقدم له بقى اللي هو عايزه.
كانت رواية «الجنيه المصري» قطعة فنية رائعة، غير أن ما
فعله نجيب وبديع بها كان بمثابة «الشخبطة» على لوحة عالمية متميزة. قررا
اللعب على الجمهور، بل وعلى حد تعبير الريحاني «الانتقام منه»، فجمعا بعض
الراقصات وكتبا عدداً من المشاهد الكوميدية وحشرا بعض النكات والمقالب
الهزلية... ما إن انتهيا من إعداد ذلك حتى لم يجدا شيئاً من مسرحية «الجنيه
المصري»، فقررا أن يطلقا على العبث الجديد الذي أعداه اسم رواية «المحفظة
يا مدام» التي جاءت، بشهادة الريحاني نفسه، أسخف ما وضع في عالم التمثيل من
مهازل، فلم يكن لها معنى ولا مغزى... مجرد فقرات فكاهية واسكتشات راقصة.
كان هذا رأي الريحاني وبديع بل وأعضاء الفرقة في رواية
«المحفظة يا مدام»، أما الجمهور فكان له رأي آخر ووجهة نظر أخرى، وجاء شباك
التياترو خير شاهد على التقدير والاستحسان لما جاء في الرواية، لدرجة أن
الإيراد ضرب أرقاماً قياسية لم تتحقق لروايات سابقاً سواء للريحاني أو حتى
روايات عرضت على مسرح الكورسال. وإذا كانت الإيرادات قد أدهشت الريحاني
وبديع خيري بسبب تناقض ذلك مع مضمون الرواية، فإن زاد ما دهشتهما وكان مبعث
حزنهما أنهما سمعا بعض الجمهور يعلق أثناء خروجه من العرض:
«ايوه.
آدي الروايات وإلا بلاش... مش يقوللي الجنيه المصري».
اشترطت وزارة المعارف تقديم ثلاث روايات جديدة على الأقل،
في هذا الموسم وإلا فلن تحصل الفرقة، أي فرقة، على الإعانة التي تمنحها لها
كاملة. وكانت فرقة الريحاني قد أخرجت روايتين فقط حتى ذلك الوقت: «الجنيه
المصري» و{المحفظة يا مدام»، ولم يبق من الموسم إلا شهر أو ما يقرب من 25
يوماً. بالتالي، كان لا بد من تقديم الرواية الثالثة في الفترة المتبقية،
رواية جديدة تُكتب ويتم إخراجها وتدريب الممثلين عليها، ثم عرضها للجمهور،
ذلك كله في 25 يوما... كيف؟!
قصة حب
لم ينتظر الريحاني أن يتفتق ذهنه هو وبديع خيري عن رواية
جديدة، واضطر إلى أن يقبل رواية قام بتمصيرها وكتبها أمين صدقي بعنوان
«الرفق بالحموات» لم ينظر الريحاني إلى المستوى الفني أو المحتوى التربوي،
بل كل ما يهمه أنها بمثابة طوق النجاة للفرقة لأجل اللحاق بمكافأة وزارة
المعارف قبل أن تضيع عليهم هذا العام.
وزع أدوارها وقام بتدريب الممثلين عليها، وأتى بالملحن
إبراهيم فوزي وضع فيها ثلاث أغانٍ، ليتم تقديم الرواية قبل أقل من عشرة
أيام!
بهذه الملابسات، كان لا بد من ألا تستمر الرواية أكثر من
أسبوع، ولم يقبل عليها الجمهور ولفظها كما سبق وفعل مع «الجنيه المصري»،
وعلى رغم ذلك فإن لجنة وزارة المعارف منحت الفرقة «الدرجة الرابعة» أي أقل
مبلغ منحته لفرقة هذا العام، لتتراجع فرقة الريحاني من المرتبة الثالثة إلى
المرتبة الرابعة، في نظر لجنة وزارة المعارف.
على رغم عدم تقدم زينات خطوات مهمة خلال الفترة التي أمضتها
في فرقة الريحاني، إلا أنها شعرت بأنها أصبحت واحدة من الفرقة، وكل من
فيها، وعلى رأسهم الريحاني، يمثلون أفراد عائلتها الذين تفتقد إليهم في
غربتها في القاهرة، خصوصاً بعدما اقتربت منهم واقتربوا منها، لا سيما
الملحن إبراهيم فوزي الذي استمع إلى صوتها في البروفات منفردة، فأعجب به
إعجاباً كبيراً. ومع نهاية المسرحية، أي بعد ما يقرب من 20 يوماً، تحول
الإعجاب بالصوت إلى إعجاب بالشخصية كلها، فقد كان إبراهيم فوزي ملحناً
يستعين به الريحاني لتلحين بعض أغاني الفرقة، لذا كان لا بد من أن يتواجد
بشكل يومي مع بقية أعضاء الفرقة، صباحاً خلال التدريبات، وفي المساء حتى
نهاية العرض.
خلال هذه الفترة لم يحول نظره عن زينات صدقي، تلك الفنانة
الشابة الجديدة التي انضمت أخيراً إلى الفرقة، يلاحقها بنظراته صباحاً
وينتظر وصولها في المساء. لم تغضب زينات من نظراته، بل شعرت للمرة الأولى
في حياتها أنها أنثى ويمكن أن ينظر إليها الرجال. فمع أنها تزوجت سابقاً،
إلا أنها لم تشعر بأنوثتها أو أنها سيدة يرغب فيها الرجال، وهو الإحساس
الذي انتابها من خلال نظرات فوزي. غير أنها لم تشعر بالحب، وهو لم يفاتحها
بما في قلبه، حتى لاحظ بعض أعضاء الفرقة وراحوا يتهامسون بأن قصة حب جديدة
تولد في كواليس مسرح الريحاني... ولكن زينات كان لها رأي آخر.
البقية في الحلقة المقبلة
الجنيه المصري
انتهى الريحاني وبديع من كتابة المسرحية وأطلقا عليها اسم
«الجنيه المصري»، قررا أن يفتتحا بها الموسم الجديد في مسرح «الكورسال».
بدأ الريحاني في توزيع الأدوار، ليجسد هو دور «ياقوت أفندي» وتجسد زينب
صدقي دور ابنة الناظر، وزوزو شكيب سيدة الأعمال اللعوب التي تورطه في
الأعمال المشبوهة، ولم تصدق زينات صدقي نفسها عندما أخبرها نجيب الريحاني
بهذه المفاجأة:
=
إيه يا زينات... جاهزة للمسرحية؟
*
طبعاً يا أستاذ.
=
ما نفسكيش تخدي دور تتكلمي فيه؟
*
اللي حضرتك تشوفه أنا تحت أمرك.
=
طب حضري نفسك انت هتعملي الدور دا في المسرحية.
*
دور... أنا يا أستاذ؟
=
أيوا انت. إيه هتقدري؟
*
إن شاء الله... إن شاء الله.
=
طب شوفي. انت هيكون لك وجود في الفصل الأول بس من غير
كلام... حركة بس. هتدخلي حاجات وتشيلي حاجات من غير كلام... لكن في الفصل
التاني بقى هتدخلي على زوزو شكيب تقوللها «المنيل على عينه جه يا ست
هانم... أخليه يدخل؟ ولا اسيبه متلقح؟». هي هترد عليك وتقولك «خليه متلقح
عندك شوية لحد ما أقولك»... هتخرجي وخلاص على كدا. وطبعاً المنيل على عينه
دا يبقى أنا... إيه رأيك؟
*
حلو... حلو أوي يا أستاذ.
=
الدور دا اختبار لك يا زينات. لو اثبت انك شاطرة هيكون لك
أدوار أحسن كتير الفترة الجاية.
*
حاضر يا استاذ... تحت أمرك.
=
يا زينات انت كويسة بس بلاش الأدب والخجل اللي زيادة عن
اللزوم دا. أنا عايزك تبقي مدردحة كدا. انت ممثلة... بلاش أدب القرود دا.
*
حاضر... حاضر يا أستاذ.
الجريدة الكويتية في
24/07/2013 |