غريس كيلي أميرة موناكو، زوجة الأمير رينيه الثالث، ووالدة
أمير موناكو الحالي الأمير البير، أميرة متوجة باختياراتها السينمائية
وبأسلوب حياتها، الذي ظل مقرنا بالالتزام، بعيدا عن صخب هوليوود، لتصبح
لاحقا «غريس موناكو» ، هكذا هي وباختصار شديد، تلك النجمة الرائعة الجمال
والاخلاق، وايضا الحس المشبع بالانسانية والسمو.
والذهاب الى مسيرتها، ينتهي الى لحظة مجد رفيعة المستوى،
كرستها كأميرة لامارة موناكو، بعد مسيرة مقتضبة وحضور مقرون بالبهاء.
ولدت غريس كيلي في فيلادلفيا 12 نوفمبر 1929، والدها جون
براندون «جاك كيلي» ووالدتها هي مارغريت كاترين ماجور، وقد حملت غريس اسم
عمتها بعد وفاتها وهي شابة، وقد نشأت غريس وسط اسرة كاثوليكية ملتزمة، وهي
تنتمي من ناحية الاب والام الى اصول ايرلندية والمانية عريقة.
كانت دراستها الجامعية،
في تاميل يونيفرسيتي لتصبح لاحقا اول امرأة تترأس ادارة
التعليم الجسدي في جامعة بتسلفانيا.
والدها كان بطلا اولمبيا، اسس بعدها شركة ومعهدا متخصصا
بشؤون الرياضة والصحة، ترشح الى الانتخابات كمحافظ، ولكن الحظ لم يحالفه
بأصوات قليلة جدا.
كيلي هي ثالثة شقيقاتها «مارغريت وبيجي»
بدأت موهبة غريس في رحلة مبكرة من حياتها، حيث قدمت عملا
مسرحيا بعنوان «لا تقتل الحيوانات» حينما كانت في الثامنة عشرة من عمرها،
وفي المرحلة الثانوية، قدمت اعمالا عدة وشاركت في الاستعراضات الخاصة
بالمدرسة.
في عام 1947 تخرجت من مدرسة ستيفنز، التحقت بعدها في دراسة
الدراما، في اكاديمية فنون الدراما الاميركية، في نيويورك.
وفي الحين ذاته، كانت غريس تعمل كموديل من اجل دعم دراستها
الجامعية، ذات الكلفة المرتفعة.
وخلال دراستها، بدأت العمل في المسرح، بالذات مسرحية «الأب»
لاستينبرغ، ليتم اختيارها في ذات العام للعمل في التلفزيون بعنوان قانون
سنجلير، الذي حصد كثيرا من النجاح.
ولتأتي ايضا ادوارها الصغيرة في السينما عام 1951، وأثناء
زيارتها لموقع تصوير احد افلامه بطولة كاري كوبر، ابدى اعجابه بها، وأكد
بانها تبدو مختلفة عن بقية اقرانها، ولكنها ظلت تعمل في المسرح والتلفزيون.
وذات يوم، حينما كانت تعمل في احدى العروض في كولورادو
وصلتها برقية من المنتج الهوليوودي ستانلي كرامر يدعوها الى دور مهم في
فيلم كاري كوبر الجديد «هاي نون».
وقد اجرى لها المخرج جون فورد اول اختبار تصوير 1950 وقد
كتب تقرير يقول فيه: «ملامحها تشير الى انها سيدة كلاس، وتنتمي الى علية
القوم».
وفور وصولها الى هوليوود، حصلت على عقد لمدة سبعة اعوام،
مقابل اجر اسبوعي 850 دولارا.
بعد ذلك بأسبوعين وصلت الى نيروبي لتصوير فيلم «موغامبو»
وقالت يومها ثلاثة اشياء جعلتني اوافق على موغامبو، أولا المخرج جون فورد
ثم كلارك كيبل وايضا السفر الى افريقيا، ولو تم انتاج الفيلم في «ايرزونا»
لما كنت قد وافقت.
شاركها البطولة ايفا غردنر، وكانت النتيجة جائزة اوسكار
افضل ممثلة ثانية وايضا جائزة الغولدن غلوب.
السينما لم تشغلها عن التلفزيون، حيث انجزت في ذات الفترة
المسرحية التلفزيونية «طريق الملائكة» ليختارها لاحقا المخرج القدير الفريد
هيتشكوك لبطولة فيلم «اضرب».
في عام 1955 قدمت فيلم جسور في طوكيو ري امام وليم هولدن.
ومنه الى اون ذاوترفرونت» امام مارلون براندو ومنه الى
«النافذة المرعبة».
ثم فيلم «الفتاة الريفية» الذي ترشحت عنه مجددا الى
الاوسكار، الا ان الجائزة ذهبت الى جودي غيرلاند عن دورها في فيلم مولد
نجمة».
وتمضي المسيرة، مزيد من الاختيارات الذكية، والنجاحات
السينمائية التي جمعتها مع اهم النجوم ومنهم كاري غرانت وجيمس ستيوارت
وستيوارت جرنجر وغيرهم.
في عام 1955 اختيرت لرئاسة الوفد الاميركي الى مهرجان كان
السينمائي الدولي، حيث تلقت الدعوة لزيارة قصر موناكو والتقاط صورة مع
الأمير رينيه الثالث، حدث شيء من الاعجاب، وان كانت وقتها قد اعجبت بالممثل
الفرنسي جان بيير امون.
فور عودتها من فرنسا، بدأت تصوير فيلم «البجعة» الذي تشير
احداثه، الى ارتباطها مع احد الامراء، في تلك الفترة، بدأت الاتصالات
تتواصل بينها وبين الامير رينيه الذي قام بزيارة في ذات العام، وفي شهر
ديسمبر الى الولايات المتحدة، وهنا التقى مجددا مع غريس واسرتها، وطلب
الزواج منها رسميا، وبعد ثلاثة ايام جاءت الموافقة، وبدأت التحضيرات لاعلان
الخطبة، التي وصفت بانها «خطبة القرن» حيث قدم الامير رينيه مبلغ مليوني
دولار من اجل ان تستعد خطيبته لهذه المناسبة، وتم اعلان الخطبة رسميا في 19
ابريل 1956 ثم يعقبه حفل الزفاف بحضور 400 من اهم شخصيات العالم.
في ذات العام، عرضت ستديوهات متروغولدن ماير، آخر افلام
غريس كيلي بعنوان «المجتمع العالي» المأخوذ من العمل الاستعراضي قصة
فيلادلفيا 1940، وقد شاركها البطولة منتج روسي.
بعدها بدأت تعيش حياة الاميرة غريس كيلي، وتقاليد تلك
العائلة العريقة مع زوجها الامير رينيه الثالث.
وقد أنجبت منه ثلاثة ابناء، الاولى هي الاميرة كارولين 23
يناير 1957 بعد تسعة اشهر واربعة ايام فقط من تاريخ الخطبة الرسمية، ثم
انجبت ابنها الامير «البير» 14 مارس 1958 وهو امير موناكو الحالي، ثم
الابنة الصغرى ستيفاني 1 فبراير 1965.
بعد الاقتران بها، منع الامير رينيه عرض الافلام التي
قدمتها غريس في موناكو، كما عرض عليها الفريد هيتشكوك بطولة عمل جديد
بعنوان «مارني» الا انها اضطرت الى رفض المشروع، بعد الرفض الشعبي من قبل
اهل موناكو، ومونتي كارلو.
وهذا ما جعل الاميرة غريس كيلي تكتفي بالتعليق على بعض
الافلام مثل فيلم «اطفال مسرح الشارع»، وايضا فيلم «ذا بولي السوفلور 1966.
في يوم 13 سبتمبر 1982 اثناء القيادة مع ابنتها ستيفاني
عائدتين من مننزلهما الريفي، تعرضت الاميرة غريس الى الم حاد جعلها تفقد
السيطرة وتتعرض لحادث مروري اودى بحياتها، وقد توفيت في اليوم التالي
للحادث.
وقد تم دفنها الى جوار عائلة «غيرمالدي» التي تحكم اجيالها
امارة موناكو.
خلال مسيرتها قدمت 11 فيلما، حيث كانت البداية عام 1951
وكان الفيلم الاخير عام 1956 الا ان الفيلم الاهم في حياتها، هو دور الزوجة
والام وايضا المعشوقة من قبل امير موناكو الامير رينيه الثالث، الذي تركت
من اجله السينما وهوليوود والاوسكار، والشهرة والنجومية.
نجمة عذبة الملامح واميرة رزينة، قرنت حياتها منذ مرحلة
مبكرة من طفولتها بالالتزام، كحصاد للاسرة وذلك البيت الملتزم الي نشأت به.
ويبقى ان نقول.
غريس كيلي.. الأميرة المتوجة.
النهار الكويتية في
08/08/2013 |