يبدو ان النجمة البريطانية كاثرين زيتا جونز، تنبهت ومنذ
مرحلة مبكرة في مشوارها الفني، إلى المعادلة الصعبة، حيث الموازنة بين
النجومية والاستقرار الأسري والنفسي، وقد بدأت بتلمس ابعاد المعادلة، في
العام 1997، حينما انتقلت الى هوليوود للعمل هناك، واكتشفت ان معادلات
النجومية تتطلب منها منهجية عمل تختلف عن تلك الموجودة في المملكة المتحدة.
لقد لمست كاثرين زيتا جونز ان عليها ان تدفع ضريبة اكبر من
تلك التي تدفعها الى خزينة الضرائب الأميركية، حيث للنجومية، من هوليوود
ضريبة تتعدد أوجهها، وبالذات على الصعيد نشر الصور المغرية، وترويج
الاشاعات والاخبار عن علاقات متعددة، وهي بشكل أو بآخر، لا تنتمي الى تلك
القضية التي تذهب بها الى ذلك المستنقع الذي قد يدمر حياتها يحولها الى
مجرد جسد جميل فقط، يتصدر أغلفة
المجلات والصحف.
لهذا ركزت على موضوع الاستقرار الاسري والنفسي، هذا لا يأتي
الا بعلاقة زوجية، تحميها من نهم هوليوود الى الفضيحة وشغف صحفها الى
الاثارة.
لهذا اختارت كاثرين زيتا جونز ان تكون النجمة وايضا الزوجة،
وتحت مظلة نجم كبير الا وهو مايكل دوغلاس نجل النجم القدير كيرك دوغلاس،
وذهابها الى تلك الزاوية، شكلت محطة امان، لانه لا يستطيع احد ان يقترب او
يتحرش بمايكل دوغلاس لما يملكه من سطوة وقوة وثقل في هوليوود، شأنه بذلك
شأن القلة أمثال ستيفن سبيلبرغ وجورج لوكاس وتوم هانكس.
ولدت كاثرين زيتا جونز في سوانا ويلز في 25 سبتمبر 1969،
والدها دايفيد جيمس جونز ووالدتها باترسيا، كان والدها يمتلك مصنعا
للحلويات، والدها من اصول تعود الى ويلز ووالدتها من اصول ايرلندية، واسمها
الاوسط زيتا جاء من جدتها.
والمعروف ان لكاثرين شقيقتين ستيفن وهو بالمناسبة وكيل
اعمالها ومرافقها الشخصي بالاضافة الى شقيقتها برنج.
درست هذه الصبية ذات الملامح الشرقية بشعرها الاسود الفاحم
في مدرسة ومبرتون هاوس، بعدها درست في مدرسة الفنون في غرب لندن، وتخصصت في
المسرح الغنائي، وهذا ما تأكد وترسخ في دورها بفيلم شيكاغو الذي نالت عنه
الاوسكار.
بدأت كاثرين زيتا جونز العمل في المسرح منذ نعومة اظافرها
الا ان التجربة الاحترافية الاولى كانت من خلال مسرحية «آني» حينما كانت في
الرابعة عشرة من عمرها.
تواصلت اعمالها المسرحية لتقدم مسرحية «لعبة البيجاما»
1986، ثم مسرحية شارع 42 وغيرها من المسرحيات حتى عام 1989 حيث قررت السفر
الى فرنسا للمشاركة بتصوير عمل سينمائي هناك بعنوان «الف ليلة وليلة» مع
المخرج فيليب دي بروكا عام 1990.
وفي عام 1991 شاركت في بطولة مسلسل تلفزيوني بعنوان «دارلنغ
أوف ماي» ولمدة عامين.
ولكنها في الحين ذاته، ظلت تحقق معادلة العمل بين السينما
والتلفزيون وايضا المسرح الاستعراضي الذي تعشقه.
ثم تم اختيارها للمشاركة في مسلسل «مذكرات انديانا جونز
الشاب» ولمدة عامين للتلفزيون الاميركي، وايضا المسلسل التلفزيوني تايتانيك
امام جورج سي سكوت وتيم كاري 1996.
شاهدها المخرج والمنتج ستيفن سبيلبرغ في مسلسل وتايتانتك
ليرشح اسمها الى المخرج مارتين كامبيل الذي كان يحضر يومها لفيلم «قناع
زورو» 1998 لتصبح بطلة الفيلم امام انطونيو بانديراس وانتوني هوبكنز، وفي
هذا الفيلم تعلمت الرقص وممارسة القتال بالسيف من اجل تقديم شخصية «الينا»
حيث قفزت هذه الشخصية وهذا الفيلم بعيدا وعاليا لتحصد كما من الجوائز.
ثم تأتي النقلة الأهم في فيلم «انترابمنت» امام شون كونري
في عام 1999، وفي ذات العام فيلم «الصيد» امام ليام نيسون.
وقد شكل هذا العام بمثابة القفزة الاعلى في فضاء الشهرة.
في عام 2000 تأتي اللحظة الاهم، حينما تلتقي بالنجم مايكل
دوغلاس في فيلم «ترافيك» وعن هذا الفيلم ترشحت للغولدن غلوب، ولكنها فازت
بقلب زوجها مايكل دوغلاس.
وتمضي مسيرة النجومية، لنصل الى فيلم «شيكاغو» حيث
الاستعراضية التي تنتظرها، وعن هذا الدور الرائع والصعب فازت بأوسكار افضل
ممثلة مساعدة كما حصد الفيلم نجاحات كبيرة في شباك الدخل جمع خلالها 306
ملايين دولار.
ولم تكتف بالاوسكار، بل حصدت ايضا جائزة بافتا وحفنة من
الجوائز.
وتتواصل الاعمال، لنشاهدها لاحقا في فيلم «التريمنال» 2004،
«اوشن اليفن».
ولكنها عادت من جديد الى المسرح الاستعراضي عام 2009، في
بروداوس في مسرحية «ليلة موسيقية صغيرة، وفي هذا العام 2013 قدمت اخر
افلامها بعنوان «بروكن ستي» مع المخرج ستيفن سودابيرغ وحفنة من النجوم.
وعلى مستوى العلاقات الشخصية كانت حياة كاثرين زيتا جونز
تقترن بالالتزام التام، في عام 1998 التقت مع مايكل دوغلاس على هامش مهرجان
دوفيل السينمائي عرفها النجم داني دومينتو على مايكل الذي يكبرها بخمسة
وعشرين عاما تقريبا.
منذ ذلك اللقاء تواصلت المواعيد واللقاءات حيث قال لها ذات
يوم أود ان اكون والدا لابنائك.
وفي 31 ديسمبر 1999 تمت خبطتهما بشكل رسمي، ليتزوجها رسميا
في 18 نوفمبر 2000، بعد اسبوع واحد من انتهاء مايكل من اجراء الانفصال عن
زوجته السابقة، دايندرا دوغلاس.
وقد اسفرت تلك العلاقة الزوجية بين كاثرين ومايكل عن طفلين
دبلان مايكل دوغلاس وابنتهما كيريز زيتا دوغلاس.
وما يجمع بين هذين الزوجين ايضا شراهتهما الى التدخين الذي
وصل الى 4 أو 5 علب سجائر يوميا ما دفع كاثرين الى الخضوع الى علاجات مكثفة
ودخول المصحة.
اما شدة وادمان مايكل على السجائر اوصله الى سرطان الحنجرة،
الذي كاد ان يقضي على مستقبله الفني، لولا خضوعه الى علاجات مكثفة، ووقفت
كاثرين الى جواره خلال فترة العلاج التي تساقط بها شعره ونحل جسمه، وقد
تجاوز تلك الفترة ليعود الى نشاطه الفني محاطا بأسرته.
كما كانت كاثرين حازمة في العديد من القضايا الخاصة لنشر
بعض صورها الخاصة من قبل احدى الصحف الاميركية التي دخلت معهم في صراع
وقضايا ربحتها اخيرا، كما لم تتردد في الدخول في ذات القضايا مع احدى
الصحف، التي اشارت الى علاقة كاثرين مع مايكل حتى قبل لقائهما في دوفيل
وكأن لقاء دوفيل كان مرتبا!
النقطة المحورية، وبالذات في عام 1999 ومع فيلمي «انترامبنت
وهانج كانت تحضر لها هوليوود ان تكون نجمة الاثارة والاغراء، خصوصا بعد
المشاهد المثيرة مع شون كونري، الا ان اختيارها لمعادلة الاستقرار
والارتباط مع مايكل دوغلاس فوت الفرصة، حيث ظلت النجمة والزوجة.
وفي اطار النجمة راحت لاحقا تختار الافلام ذات الابعاد
الاجتماعية، مبتعدة عن معادلات الاغراء.
اما ارتباطها الزوجي مع مايكل دوغلاس الذي تمثل سطوة وقوة
ضاربة في هوليوود جعل اجهزة الاعلام تبتعد عنها الا في مجال الاخبار
الرسمية، وبهذا حققت كاثرين زيتا جونز المعادلة الصعبة.
النهار الكويتية في
02/08/2013 |