ممثل سوري حاصل على إجازة في الفنون المسرحية قسم التمثيل، شارك في
الكثير من الأعمال السورية التي لاقت نجاحاً لافتاً سورياً وعربياً منها
مسلسل “القعقاع”، و”كيليوباترا”، و”أنا القدس”، و”قاع المدينة”، و”جنون
العصر”، و”الانتظار”، و”أنشودة المطر”، و”مرايا”، و”حمام القيشاني”،
و”المصابيح الزرق”، و”أرواح عارية”، وغيرها، وفي رصيده مجموعة من الأفلام
السينمائية نذكر منها “الشراع والعاصفة”، و”العريضة”، و”موكب الآباء” . .
إنه النجم وضاح حلوم الذي التقته “الخليج” وكان معه هذا الحوار:
·
لنبدأ بآخر مشاريعك الفنية،
تشارك حالياً في مسلسل “حدث في دمشق” مع المخرج باسل الخطيب أخبرنا عن
شخصيتك؟
- العمل يصور فترتين زمنيتين تمر فيهما الشخصيات
في دمشق بين عامي 1947 و،2001 شخصيتي متواجدة في فترة عام 1947 ومستمرة
طوال العمل، لكنها لا تظهر في العام ،2001 وهي شخصية “أبو محمود” تاجر قماش
دمشقي ابن بيئة حقيقي وصديق العمر بالنسبة إلى “رأفت” الشخصية الرئيسة في
العمل، وتجمعهما علاقة متواصلة ومتينة، تتوفى زوجة “أبو محمد” ولديه شاب
وفتاة في العشرينات من العمر، ويقرر الزواج بتشجيع من صديقه، وتعجبه فتاة
تزوره في محله هي ووالدتها، فيقرر أن يتزوجها من دون أن يسأل عنها بشكل جيد
على الرغم من تحذير صديق له، ومع كونها متزوجة من قبل ومطلقة فإنه يتزوجها،
لكن مع الأسف يكتشف متاخراً أنها فتاة لعوب وأنها متزوجة أكثر من مرة، حتى
إنها تحاول التقرب من ابنه لكونها فتاة في العشرين من العمر وقريبة منه في
السن، فتفتعل المشكلات في المنزل وتتطور الأحداث بشكل مختلف .
·
إذاً، هل هناك أحداث مشوقة ضمن
خط شخصيتك؟
- بالتأكيد، فحتى “رأفت” صديق عمري يرغب في الزواج
من ابنتي التي هي بعمر ابنته “زينب” بعد أن يعجب بها، ويفاجئني الأمر،
ولكنني أخبر ابنته بأنه وبرغم زيجاته المتعددة رجل مثقف وذو شأن وأخلاقه
معروفة، فأحاول أن أقنعها
من دون الضغط عليها بأن تتزوجه، وفعلاً يتم الزواج .
·
بشكل عام، ما الأفكار التي
يطرحها العمل؟
- “حدث في دمشق” ييدور حول دمشق في فترة
الأربعينات ويعرض النشاط السياسي القائم في تلك الفترة بالتزامن مع الأحداث
التي تدور في بلاد الشام وتحديداً في فلسطين، إضافة إلى طرحه موضوعاً قلّما
يعرض في الدراما السورية، وهو وجود اليهود في دمشق وهجرتهم وإجبار المنظمات
الصهيونية يهود دمشق وحلب على الهجرة وسرقة محالهم وضربهم للضغط عليهم
للهجرة .
وأشعر بأننا في حاجة إلى أعمال كهذه تظهر دمشق بجانبها المنفتح ليس
كأعمال البيئة التي تعتمد على حدوتة ومبالغات .
بالفعل العمل غني ومختلف بكل أبعاده ويتناول عدة جوانب مهمة من مرحلة
خطرة كانت في تاريخ الشام وغني في كل تفاصيله، ويوثق أحداثاً مهمة من دون
أن يهمل أياً من ملامح البيئة الدمشقية والأحداث السياسية والاجتماعية التي
مرت ضمن سياق لطيف وسلس .
·
العمل من إنتاج مؤسسة الإنتاج
التلفزيوني والإذاعي وهي قطاع حكومي فهل لمست وجود فرق بينه وبين القطاع
الخاص إنتاجياً؟
- على الإطلاق، بل هي تنافس القطاع الخاص، وأنا
حقيقةً أشكر المؤسسة على تنفيذ الأعمال بهذه الحرفية، وأنا سبق وشاركت
العام الماضي في عملين من إنتاج المؤسسة هما “أرواح عارية” و”المصابيح
الزرق”، وسعيد جداً بالتعامل مع المؤسسة، ومن جهة أخرى، أحيي الكاتب عدنان
عودة الذي كتب سيناريو “حدث في دمشق” المأخوذ عن رواية الدكتور قحطان مهنا
“وداد من حلب” وصاغها بأسلوب مميز ومناسب تلفزيونياً محافظاً على روح
الرواية .
·
وماذا عن المخرج باسل الخطيب كيف
تقيم تجربتك معه؟
- كان لديّ العديد من التجارب مع المخرج الخطيب
وأنا أستمتع بالعمل معه فهو مخرج محترف أشعر بالأمان بوجودي أمام كاميرته،
والتعامل معه مريح للغاية ويعرف ماذا يريد تماماً من الممثل ويقدمه
بالطريقة الصحيحة، وتعامله راقٍ جداً يحرض الممثل على إظهار كل طاقاته وهو
كمخرج تعامله ديمقراطي جداً ويُشعر الممثل بأنه في منزله وبين عائلته .
·
ألا تعتبر أن التصوير ضمن هذه
الظروف السيئة التي تمر فيها سوريا يحمل بعض المخاطرة؟
- الخطورة موجودة دوماً سواء ذهبنا للتصوير
ومارسنا عملنا أم لا، ولكن الحياة مستمرة ولا بد لنا أن نكمل طريقنا ونستمر
في أعمالنا، والحمد لله حتى الآن لانزال نصور في أحياء دمشق وننجز أعمالنا
ومسلسلاتنا .
·
قدمت الدراما السورية خلال
الأزمة وفي العامين الماضيين أعمالاً مهمة لاقت نسبة متابعة وجماهيرية
عالية، في حين راهن البعض على فشل الدراما وتراجعها بحكم الظروف التي
تعيشها سوريا، كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
- نعم، قدمنا دراما وتوبعت بشكل كبير وهذا يدل على
قوة الدراما السورية وقوة القائمين عليها وكل من يعمل فيها، وأنا أؤكد أن
صناع الدراما السورية قبل الأزمة وبعدها هم جبابرة بحق وتمكنوا من تحقيق
أعمال مهمة برغم الظروف وضمن الإمكانات المحدودة المتاحة .
·
ما الأعمال التي ستظهر بها في
الموسم الرمضاني المقبل ،2013 إضافة إلى “حدث في دمشق”؟
- انتهيت مؤخراً من تصوير دوري في إحدى خماسيات
مسلسل “صرخة روح” مع المخرج سامر برقاوي والتي كتبها فادي قوشقجي بعنوان
“أهواء محرمة”، أؤدي فيها شخصية “أسامة” وهو الرجل الذي يحب زوجته ليفاجأ
لاحقاً بسلوكها، والعمل من إنتاج شركة “غولدن لاين” السورية للإنتاج الفني
ومكون من ست خماسيات تحكي قصص الخيانة الزوجية في طرح جريء، لأول مرة في
تاريخ الدراما السورية في عمل كامل .
·
هل من مخرج لم تتعامل معه وتتمنى
التعامل معه؟
- أنا أحب التعامل مع جميع المخرجين، وأنا والحمد
الله كانت لي تجارب مع الكثير من مخرجي الدراما المهمين فعلاً وكل مخرج لم
أتعامل معه أتمنى أن يكون هناك تعاون معه في المستقبل القريب .
الخليج الإماراتية في
20/05/2013
رشا شربتجي:
الدراما السورية صنعتني
كتب الخبر: غنوة
دريان
لأنها لا تعترف بأي صعوبة يمكن أن تعوق عمل الفنان حتى لو كانت أمنية،
تستمرّ المخرجة رشا الشربتجي في العمل في بلدها سورية، لاقتناعها بـأن
الحياة يجب أن تستمرّ وعجلة الدراما يجب أن تتابع دورانها بعدما حققت
نجاحاً تخطى حدود البلد إلى أنحاء العالم العربي واحتلت الصدارة إلى جانب
الدراما المصرية.
حول مسيرتها الفنية وتقييمها للفنانين الذين تعاملت معهم ورأيها
بالأحداث الجارية في سورية كان اللقاء التالي معها.
·
تعاملتِ مع الدراما المصرية
والسورية، أين وجدت نفسك أكثر؟
المخرج المحترف لا تهمه هوية الدراما بقدر ما يهمه النص القوي الذي
يستفزه ويخرج منه أفضل ما عنده. الأهم بالنسبة إلي هو النص، أياً كانت
هويته، مصرية، سورية أو خليجية. لكن ربما يمنح السوق المصري للمخرج
انتشاراً أوسع، لذلك سعدت بنجاح {شرف فتح الباب} و{ابن الارندلي} مع الفنان
الكبير يحيى الفخراني. في المقابل، لا يمكن أن أتجاهل النجاح الذي حققه
مسلسلا {الولادة من الخاصرة} و{تخت شرقي}، والصدى الواسع لهما في سورية
وغيرها من الدول العربية.
·
إلى من تدينين بنجاحك؟
إلى الدراما السورية، فهي بيتي الأول ولها الفضل الأكبر علي، لأنها هي
التي صنعتني.
·
لماذا ارتبط اسمك بالنجمين قصي
خولي ومكسيم خليل كأنك تصرّين على الاستعانة بهما في كل عمل تتولين إخراجه؟
مكسيم وقصي نجمان بكل معنى الكلمة، ولم أفرضهما في أي من أعمالي، لأن
الدور هو الذي ينادي الممثل، ثم معروف عني حرصي على الاستعانة بوجوه جديدة
في أي مسلسل أقدمه ولا أحب أن يرتبط اسمي بأسماء نجوم معينين، مع أن مكسيم
خليل وقصي خولي هما من أصدقائي المقربين.
·
كيف تقيّمين تعاملك مع النجوم؟
معظم النجوم الذين تعاملت معهم متصالحون مع ذواتهم ويتميزون بالطيبة
والتواضع، والأهم أنهم يثقون بي. أذكر سلاف فواخرجي، على سبيل المثال، فقد
استمتعت بالعمل معها وهي في قمة الإبداع والالتزام والتواضع والأخلاق.
·
وماذا عن مزاجيتهم؟
تبرز عندما يكونون في حالة نفسية غير مريحة.
·
هل يمكن أن نراك يوماً أمام
الكاميرا وليس خلفها؟
التمثيل متعة لدي، وأي دور محرك للأحداث هو مهم برأيي، لا سيما إذا
كان ينبض بكمّ من المشاعر.
·
ماذا عن الأدوار الكوميديّة؟
أنا من عشاق الأدوار الكوميدية، وإذا أردت الوقوف أمام الكاميرا
فأتمنى أن يكون الدور من النوع الذي يدخل البهجة إلى النفوس.
·
ما ردك على ما يقال إنك مخرجة
الأعمال الجريئة؟
عندما أقدم على عمل معين لا يهمني إذا كان جريئاً أم غير جريء، ما
أبحث عنه هو قضايا تعني الإنسان البسيط وتحاكي قضايا اجتماعية واقتصادية
يواجهها المجتمع العربي، لكن المشكلة أن الناس لا يريدون الاعتراف بأن ما
نمر به هو أقسى مما نراه على الشاشة.
·
وعن اتهامك بالغرور؟
لدي ثقة تامة بنفسي، وثمة فرق بين الغرور والثقة بالنفس. على المخرج
امتلاك ثقة قوية بالنفس لأنه يقود فريقاً كبيراً، ويجب أن يكون حازماً
ومالكاً لأدواته لأنه يتحمّل نجاح العمل أو فشله.
·
وعن أنك مخرجة {الجنس اللطيف}
نظراً إلى تعاملك مع كم من الممثلات في مسلسل {بنات العيلة}؟
التعامل مع الجنس اللطيف ممتع ومتعب في آن، لأن الفنانة حساسة أكثر من
الفنان، بالإضافة إلى كون الممثلة تحتاج إلى تحضيرات قبل الظهور على
الشاشة. لا بد هنا من أن أذكر أن {بنات العيلة} يعتمد على المشاعر
والأحاسيس والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، لذا تطلّب جهداً مستمرّاً.
·
ممثلات كثيرات متزوجات، فكيف
يوفقن بين عائلاتهن ومهنتهن؟
لا يمكن تجاهل أن المرأة عموماً تحتاج إلى بعض الوقت لإجراء عملية
الفصل بين بيتها ومهنتها، وهو أمر ينطبق على الممثلات أيضاً.
·
لماذا لم تتجهي إلى الإخراج
السينمائي؟
كل مخرج يتمنى أن تكون السينما تتويجاً لمشواره الفني. أنا في انتظار
النص المناسب والوقت المناسب لخوض مجال السينما.
·
ما رأيك بالأحداث في سورية؟
أبكي على سورية ليل نهار. يدفع الشعب السوري أثماناً باهظة من دمه
وحياته وما من أفق لحلّ أو نهاية للأزمة. سورية بلدي وأنا أعشقها فهي وطني
وأبي وأمي وكل شيء في حياتي.
·
ما كان تأثير والدك المخرج هشام
شربتجي في حياتك؟
هو مثلي الأعلى في الحياة العادية وبالتأكيد في مسيرتي الفنية.
·
هل تستشيرنه في أعمالك؟
يرى أعمالي مثلما يراها الجمهور.
·
ما رأيه بك كمخرجة؟
يعتبرني مخرجة موهوبة، وهذا الأهم، لأنها شهادة مخرج قدير قبل أن يكون
والدي.
·
وماذا عن زوجك؟
زوجي صديقي الحميم.
·
هل تستشيرينه في أعمالك؟
لا أستشير أحداً في أعمالي، لأنني من النوع الذي يختار بعناية ويقرأ
النص بشكل معمق ومدروس.
·
هل تخشين على مستقبل الدراما
السورية في ظل الأحداث الجارية؟
الدراما السورية متجذرة في وجدان المشاهد العربي، وقد قدمت أعمالا
تاريخية وعصرية شكلت علامة فارقة في الدراما التلفزيونية العربية.
·
إلى أي مدى مهد {الولادة من
الخاصرة} لما يحصل حالياً من أحداث؟
يجب أن يكون العمل الفني رؤيوياً ويقدم جزءاً من الواقع إذا لم يكن
الواقع بمجمله. في {الولادة من الخاصرة} ركزنا على فكرة كيف يتصرف صاحب
السلطة المعقد، وسلطنا الضوء على الناس المسحوقين وهذا أمر حقيقي ومعاش.
·
هل مصر هي قبلة المخرجين
السوريين كما هي الحال بالنسبة إلى الفنانين؟
المخرج الجيد يوافق على إدارة عمل سواء كان مصرياً أو سورياً أو
خليجياً. لا ننسى أن مخرجين سوريين كثراً كانت لهم بصمة في الدراما
المصرية، والإنتاجات الكبرى للمسلسلات التاريخية الممولة خليجياً كانت
بإدارة مخرجين سوريين.
·
بعيداً عن العمل، كيف تمضين
أوقات فراغك؟
أتابع افلاماً في منزلي وأحضّر أطباقاً يحبها زوجي، أرتاد الحدائق
العامة، أمارس الرياضة، أتابع قراءة النصوص، أجتمع مع أصدقائي، وأسافر
باستمرار إلى مصر لرؤية والدتي.
الدراما المصرية تواجه نظيرتها التركية بقوة القانون
كتب الخبر: جمال
عبد القادر
تتجه نقابة الممثلين في مصر إلى إعداد مشروع قانون لتنظيم عرض الدراما
غير المصرية على القنوات الفضائية، للحدّ من غزو الدراما التركية للشاشات،
رغم أن ذلك لا يدخل في عمل النقابة من الأساس، بل مجرد محاولة منها لضمان
استمرار الدراما المصرية، ما أثار جدلاً واسعاً في الوسط الدرامي واختلفت
الآراء بين مؤيد ومعارض.
قبل سنوات كان المشاهد المصري على موعد مع مسلسل {نور» التركي الذي
حقق نجاحاً غير عادي، فتح الباب على مصراعيه أمام الدراما التركية التي
زحفت إلى الشاشات المصرية مستفيدة من إعجاب المشاهدين بالصورة المتقنة
والحكايات الرومنسية، بغض النظر عن النمطية والتطويل وعيوب أخرى كثيرة
تشوبها.
يؤكد الفنان محمد أبو داوود، سكرتير عام نقابة المهن التمثيلية، أن ما
يشغل الفضائيات هو أن تملأ الخارطة البرامجية لديها وبأقل كلفة، لذا تلجأ
إلى الدراما التركية لأنها أقل سعراً وتتضمن حلقات تفوق على المئة، من دون
تفكير بما يسبب ذلك من ضرر على صناعة الدراما المصرية.
يشير إلى أن العملية الإنتاجية في مصر صناعة كبيرة يعتمد عليها آلاف
العاملين، ومثل هذه الإجراءات لا تهدف إلى الحجر على أحد بل محاولة لتنظيم
عرض المنتج الأجنبي لصالح المصري.
حماية الدراما
يوضح الفنان سامح الصريطي، عضو مجلس النقابة، أن الهدف من هذا المقترح
حماية صناعة الدراما المصرية اقتصادياً وفنياً من أصحاب القنوات الفضائية
الذين يسعون إلى الربح، غير آبهين بالآثار السلبية المترتبة عليه، بالإضافة
إلى جمع الأطراف المعنية بالأزمة لبحث كيفية حلها من دون خسائر.
يضيف: {طالبنا وكالات الإعلان بتوحيد سعر دقيقة الإعلان طوال العام،
لأن زيادة السعر في رمضان جعلت القنوات الفضائية لا تشتري أعمالا إلا في
رمضان. بالتالي، يمتنع المنتجون عن العمل طوال العام، وبعد هذا التنظيم
أهلا بالدراما غير المصرية}.
بدوره يأمل المنتج جمال العدل في إصدار قانون ينظم حضور الدراما غير
المصرية على الشاشات، «لأن وجودها بهذا الكم يمثل خطراً علينا»، موضحاً أن
{الدراما في مصر صناعة كبيرة تضم آلاف الفنانين والفنيين في المجالات
كافة، ومثل هذه الإجراءات، رغم عدم قانونيتها، إلا أننا نحتاج إليها في
الفترة الحالية بسبب ظروف البلد}.
لا ينكر العدل أن هذه المنافسة أحد الأسباب الرئيسة التي جعلت الصورة
أفضل في الدراما المصرية، لبلوغ مستوى صورة الدراما التركية.
يضيف العدل أن {رخص ثمن الدراما التركية دفع أصحاب القنوات الفضائية
إلى الإقبال عليها، أما الآن فسعرها بدأ يرتفع شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح
يقارب أسعار الدراما المصرية، فما الداعي لهذا الاجتياح؟}.
يشير إلى أن {ثمة حلولا للحد من انتشار هذه الدراما وهو الإنتاج
المشترك أو الدمج والتبادل للممثلين بين البلدين أي نصنع دراما مصرية –
تركية}.
{أي إجراءات للتنظيم أو التحجيم تدلّ على خوفنا}، برأي المخرج محمد
فاضل مؤكداًُ أنه {لمواجهة الدراما التركية يجب إعادة التوازن إلى الدراما
المصرية، بإنتاج دراما مصرية قوية وبتنشيط حركة الإنتاج من دون التحجج
والتماس الأعذار}.
يضيف أنه في عز نكسة 1967 أنتجت الدراما المصرية مسلسل {القاهرة
والناس} في 80 حلقة، وهو أحد أهم مسلسلات الستينيات وما زال لغاية الآن،
{لذا على صانعي الدراما اليوم ألا يتحججوا بظروف البلد. من الممكن تنشيط
قطاعات الإنتاج، مثل قطاع الإنتاج في التلفزيون ومدينة الإنتاج الإعلامي
وصوت القاهرة، كذلك يمكن لهذه القطاعات أن تشارك الكيانات الإنتاجية الخاصة
في إنتاج أعمال جيدة تجذب الجمهور كما كانت تفعل في الماضي على غرار مسلسلي
{ليالي الحلمية} و{رأفت الهجان}.
في السياق نفسه، يؤكد السيناريست مصطفى محرم أن ابتكار قانون للتقنين
أمر غير مقبول لأن المنافسة موجودة في الدراما والبقاء للأنسب والأقرب
للجمهور، «ورغم أن الدراما التركية تضرّ بالدراما المصرية، إلا أننا يفترض
أن نواجهها بالتفوق عليها وإنتاج مسلسلات جيدة}.
يضيف: {الدراما المصرية محلك سر، لا تطور ولا موضوعات جديدة، فهي تكتب
بالطريقة التي بدأت بها في أوائل التسعينيات. أما الأعمال الشبابية فعيبها
أن مشاهدها طويلة والشخصيات كثيرة لعجز المخرجين عن تطوير الحدث. من السهل
هذه الأيام أن تعرف نهاية العمل في منتصفه}.
يعتقد محرّم أنه لو وضع مثل هذا القانون فسيضعف الدراما المصرية ولن
يقويها، {لأن وجود منافس معك سيدفعك إلى صنع أعمال جيدة. ليست المسألة
بالكثرة، فقد أنتجنا 60 عملاً في موسم رمضان العام الماضي وقلة نجحت}.
أخيراً، ترى الناقدة ماجدة خير الله أن المشروع يدلّ على فشل الدراما
المصرية والقيمين عليها في إنتاج دراما جيدة تجذب المشاهد المصري، لذا لا
قيمة له، {لأن القنوات الفضائية غير ملزمة بشراء منتج سيئ لمجرد أنه مصري،
والمشاهد غير مضطر إلى مشاهدة عمل سيئ وأمامه أعمال أخرى جيدة}.
تطالب خير الله القيمين على صناعة الدراما بالاهتمام بالأعمال التي
يقدمونها بدل تحميل فشلهم إلى أصحاب القنوات، {فالأعمال الرديئة والسيئة لا
تستحق المشاهدة، المواضيع مكررة والممثلون أنفسهم في الأعمال كافة،
والتصوير سيئ، لذا لم تستطع الدراما المصرية المنافسة، فقرر القيمون عليها
البحث عن طريقة لعرقلة الدراما التركية وغيرها}.
الجريدة الكويتية في
20/05/2013
مستحقاتي المالية عن "لحظة ميلاد" و"كان ياما كان" في علم
الغيب
أبو رية: مسلسلات صوت القاهرة.. إهدار للمال العام
كتب - نادر أحمد:
وجه الفنان كمال أبو رية انتقاداته لإدارة شركة صوت القاهرة.. واعتبر
أن هناك اهداراً للمال العام أثناء انتاج وتصوير المسلسلات الدرامية
مطالباً بمحاسبة الانتاج في تصوير مشاهد ليس لها أي مبرر وفي مناطق
خارجية.
وقال موضحاً: أثناء تصويري لمسلسل "لحظة ميلاد" اخراج وليد عبدالعال
وبطولة صابرين وأحمد خليل رفضت السفر لمدينة شرم الشيخ لتصوير مشاهد تكلف
شركة الانتاج أموالاً باهظة.. بينما مشاهد شرم الشيخ يمكن الاستعاضة عنها
وتبديلها بالتصوير في مدينة الشيخ زايد توفيراً للنفقات إلي جانب ان
التصوير في شرم الشيخ بلا مبرر ومعظمها مشاهد داخلية.
أضاف: أوضحت للانتاج ولرئيس الشركة أن ما يحدث اهدار للمال العام..
ولكنهم أصروا علي السفر.. ولذا أطالب بمحاسبة الانتاج أمام جهاز الرقابة
الإدارية للمشاهد التي تم تصويرها بشرم الشيخ فلن يجدوا أي مبرر للتصوير
خارج القاهرة سوي الاستجمام والنزهة.. بينما المشاهد داخل الغرف المغلقة
ولذلك لم أسافر فاقتصرت المشاهد علي بقية الممثلين.
ويقول الفنان كمال أبو رية:
ونتيجة اهدار المال وصرفه في غير أماكنه المستحقة لم يحصل الفنانون
علي مستحقاتهم المالية.. فمثلاً مسلسلي الأخير "كان ياما كان" والذي عرض في
شهر رمضان الماضي لم أحصل علي 50% باقي مستحقاتي حتي الآن.. بل ان مسلسل
"لحظة ميلاد" الذي عرض منذ عامين يتبقي من أجري 15% ولم أحصل عليه حتي
الآن.
قال: التقيت رئيس شركة صوت القاهرة وطالبت بمستحقاتي المالية فأجده
يعطيني ورقة أشبه ب "الكوبون" وعندما أذهب للخزانة أجده يعتذر لفراغ
الخزانة من الأموال.. والحقيقة ما يحدث هو تقليل من شأن الفنانين لأنه لا
يُعقل أن يقولوا للفنانين "تعالوا الأسبوع القادم" فطالما لا يملكون
الأموال لماذا يخطون خطوة الانتاج.. ألا يكفي أن الفنانة سهير رمزي تركت
مسلسل "جداول" لعدم حصولها علي مستحقاتها.. مما دفع المسئولين إلي البحث عن
فنانة أخري لتعيد تصوير ما بدأته سهير رمزي.. !!
وحول أعماله الجديدة قال كمال أبو رية:
عرض عليَّ مسلسلان أحدهما مسلسل "خيبر" فوجدت الدور لا يصلح لي إذ
يتطلب شاب أصغر مني في العمر يركب الخيل ويجري به. كما اعتذرت أيضا للمخرج
جمال عبدالحميد عن مسلسله "الركين" لأن الشخصية التي عرضت عليَّ لم
تعجبني.. وأنا لا أستطيع القبول بأي دور إذا لم أقتنع بالشخصية!!.
الجمهورية المصرية في
20/05/2013
«جذور»...
الدراما اللبنانية على «السكة الصحيحة»
باسم الحكيم
«ليه
ما بتقولوش إنو عندكم حدّ اسمو باميلا الكك في لبنان، دي عبقرية تمثيل»
هكذا، علّق أحد الصحافيين المصريين على أداء الممثلة اللبنانيّة الشابة،
حين تابعها في مسلسل «جذور» وقبلها في «سارة». من هنا، يمكننا التأكيد أنّ
الصحافة المصريّة بدأت فعلاً تلتفت إلى الدراما اللبنانيّة المنسوجة بنفس
تركي.
طبعاً، ليس خطأ بأن نتعلم من الأتراك، ونسير على خطاهم سواء
في عدد الحلقات المفتوحة أو في اختيار مواقع التصوير الجميلة والأنيقة وغير
المستهلكة في لبنان، طالما أنّ تجاربهم هي الأكثر استقطاباً للجمهور في
الأعوام الأخيرة، وليس خطأ أن نتوقف عن تكرار استخدام القصور والشقق نفسها
في أعمالنا الدراميّة التي حفظها المشاهد عن ظهر قلب. وليس خطأ التعاقد مع
ممثلين يؤدون بطبيعيّة من دون افتعال ولا مبالغة، وتقديم قصّة محبوكة تحمل
الكثير من التشويق، وتجعل قسماً من الجمهور المقاطع للدراما اللبنانيّة،
ينتظر عملاً لبنانياً مصرياً حلقة بحلقة. لكنّ الخطأ أن نرضى بعد الآن
بتجربة أقل جودة من «جذور» (كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر). هذا
هو الدرس الذي تعلّمناه من صنّاع الدراما التركيّة، وهو الأكثر نضوجاً بين
المسلسلات التي خرجت إلى العالم العربي واستقطبت جمهوراً ومعلنين في مصر
(قناة «النهار») والإمارات («أبو ظبي الأولى»)، وهو من إنتاج مشترك بين «ميديا
ريفولوشن 7» و«إنديمول الشرق الأوسط».
بدأت القصة بإيقاع مقبول، كان يفضّل لو كان
أسرع قليلاً. أبطالها لبنانيون ومصريون، وإن كانت حكاية العائلة المصريّة
تبدو كأنها رفعاً للعتب، كونها هامشيّة، على اعتبار أن الأهمية تكمن في
الخطوط اللبنانيّة. تنطلق الأحداث مع رجل الأعمال فؤاد سعد (رفيق علي أحمد)
الذي يرغب قبل موته في رؤية ابنته كارلا (باميلا الكك) التي أنجبها في
باريس من علاقة حب عابرة جمعته بديانا اللبنانيّة (رولا حمادة). تزور
الابنة بيروت، حاملةً طفلها، فتقلب موازين الأسرة وتقع كارلا في حب مالك
(يوسف الخال) ابن زوجة فؤاد. هكذا، تنطلق الأحداث، لكنها مع وصولها إلى
الحلقة 29 (تعرضها الليلة «النهار» و«أبو ظبي الأولى»)، ستشهد الأحداث
تحولات جذرية. تعقدت خطوط القصة، فالطيّبة رجاء (تقلا شمعون)، كشرت عن
أنيابها بعدما شعرت بخطر يهدد بيتها وعائلتها وثروة زوجها، وبعدما لمست أن
ابنها مالك متيّم بحب ابنة «ضرّتها» كارلا. بهدوئها المعهود، تؤدي شمعون
دورها بشكل لافت، وكما نجحت في شخصيّة عليا في «روبي»، ستعيش هنا نجاحاً من
نوع آخر. وتواصل باميلا الكك في أولى بطولاتها طريق نجوميتها، وتثبت مجدداً
أنها ممثلة قادرة على الوصول سريعاً إلى البطولة المطلقة. وفيما لا يحتاج
الدور الذي يؤديه رفيق علي أحمد إلى مجهود تمثيليّ حتى الآن، تتميّز
الشخصيّة المزدوجة التي تقدمها رولا حمادة. تؤدي الأخيرة دور ديانا التي
تحمل ذكريات نفسية مؤلمة من الحرب، دفعتها إلى الهروب من لبنان، تاركة
شقيقتها التوأم دينا وهي فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعاني معاملة سيئة
من شقيقها (مجدي مشموشي) وأقربائها ختام اللحام وسهى قيقانو وسعيد بركات،
ما سيدفعها إلى الهروب من المنزل. وفي موازاة هذه الأحداث، هناك قصّة فادي
ابراهيم وعائلته. يقدم الممثل اللبناني شخصيّة مختلفة شكلاً ومضموناً،
وستظهر الحلقات المقبلة أهميتها أكثر. هو زوج امرأة ثرثارة وسطحيّة (مارينال
سركيس) تضفي نكهة طريفة على الأحداث، وأب لمراهقتين، يخشى على مستقبلهما مع
استشعاره بخطر وشيك يهدّد إحداهما. وتكاد القصة المصرية تمر مرور الكرام مع
محمود قابيل، أحمد هارون ودينا فؤاد وميرهان حسين، وأشرف طلبة، أحلام
الجريتلي... كأنها موجودة فقط لتضمن تسويق العمل في هوليوود الشرق، ولتخدم
القصة اللبنانيّة. بالإضافة إلى القصة المحبوكة والإخراج الجيد، هناك ميزة
في «جذور» نفتقدها غالباً في الدراما اللبنانيّة. لا تغيب أي شخصيّة من
الضروري وجودها ولو اقتضى مرورها في مشهد واحد فقط.
ختاماً، ليس «جذور» أفضل كتابات كلوديا
مرشليان، فقد كتبت قبل ذلك أكثر من عمل جيّد، لعل أبرزها مسلسل «هروب»،
لكنه لم يصل إلى الجمهور بالصورة المطلوبة نظراً إلى عرضه على
lbci drama، وLDC.
ولو أخذ حقّه في العرض على
lbci، لكان تفوّق بأشواط على بعض
الأعمال الساذجة التي عرضتها المحطة في الأشهر الأخيرة. وفيما يستمر «جذور»
حتى الأيام الأولى من تموز (يوليو) على قناتي «النهار» و«أبو ظبي الأولى»،
تقسم lbci
عرضه إلى جزءين، حيث تقدم الجزء الثاني في رمضان.
دخول مصر
«جذور»
هو ثاني الأعمال التي اقتحمت العالم العربي بعد مسلسل «روبي» لكلوديا
مرشليان أيضاً وإخراج رامي حنا. لكن ما يجعل تجربة «جذور» أفضل، هو اعتماد
العمل مبدأ البطولة الجماعيّة، بخلاف روبي، التي كانت كل خيوط اللعبة
تحركها سيرين عبد النور، أو على الأقل تؤثر بها وتتأثر بها. وإذا كان «روبي»
قد عرّف الجمهور المصري والعربي إلى الممثلين اللبنانيين، فإن «جذور» سيفتح
لهم الطريق للوصول إلى مصر، حالهم حال نجوم سوريا، وليس الاستعانة بهم بين
الحين والآخر في أدوار ثانوية لا تسمن ولا تغني من جوع. ولا شك في أن
الأعمال الدرامية المقبلة، ستثبت الحضور اللبناني أكثر على الساحة العربيّة.
الأخبار اللبنانية في
21/05/2013
هاني سلامة:
الداعية يدخلني «عش الدبابير»
كتب الخبر: جمال
عبد القادر
بعدما حفر مكانة له مع نجوم الصف الأول في السينما، يخوض الفنان هاني
سلامة تجربته الأولى في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل «الداعية» الذي
يتناول سيرة داعية متشدد يتحول إلى إنسان وسطي بمرور الوقت بعد أن يقرأ
ويفهم ويعرف أكثر.
حول تجربته الجديدة في الدراما التلفزيونية، وكيف وقع اختياره على هذا
الموضوع الشائك لتقديمه، كان اللقاء التالي معه.
·
أخبرنا عن «الداعية» الذي تصوّره
حالياً.
دراما اجتماعية، من تأليف مدحت العدل، إخراج محمد جمال العدل في أولى
تجاربه في الدراما التلفزيونية، إنتاج جمال العدل، تتناول المشاكل المختلفة
التي تعانيها مصر في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وتتطرق بشكل أساسي إلى
مفهوم الحب ليس بمعناه العاطفي إنما بمفهومه الأشمل، فكل شخصية تظهر أحد
أشكال هذا الحب، سواء الحب الأخوي أو العائلي أو حب الوطن. تشارك في
البطولة الفنانة بسمة.
·
وعن الشخصية التي تجسدها.
أجسد شخصية يوسف، داعية متشدد يجعله الحب يختلف في نقاط كثيرة ويوسع
آفاقه في التعامل مع البشر. لم يكن يعرف شيئاً عن مفهومه، لكنه عندما أحب
تغيرت حياته وعلاقاته بالمحيطين به، سواء أصدقائه أو أهله، حتى شكل الدعوة
التي يقدمها للناس، إذ بات يقدم الدين المعتدل بعيداً عن التشدد، ويعتبر
الحب مفتاحاً لكل شخص ناجح.
·
هل يعني ذلك أن رسالة المسلسل
واضحة هي التحدث عن «مفهوم الحب»؟
ثمة رسائل كثيرة في المسلسل، ولكن الرسالة الأكثر عمقاً هي الدعوة إلى
الحب، لأنه الحقيقة الوحيدة التي لا يستطيع الشخص التحكّم بها، العضلة
الوحيدة التي لا يمكن أن يديرها الشخص أو يوجهها نحو ما يريد، خصوصاً بعد
الثورة التي اكتشفنا فيها أننا لا نعرف بعضنا، لكن يجمعنا أمر واحد هو حب
الوطن، ما يعني أن الحب يؤدي دوراً في حياتنا.
·
لماذا اخترت أن تكون بدايتك
التلفزيونية عبر هذا المسلسل؟
أنا آخر أبناء جيلي دخولا إلى الدراما، وترددت في خوضها رغم أنني
تلقيت عروضاً في السنوات الماضية، لكن إيماني بالفكرة شجعني على خوض تجربتي
الأولى في الدراما التلفزيونيّة، من واجب الفن أن يكون له دور فاعل ويقدم
نماذج حقيقية، لذا تحمست لهذا المسلسل في ظل الظروف الصعبة والتخبط الذي
نعيشه حالياً.
·
لماذا شخصية الداعية بالذات؟
أصبح الدعاة كثراً، ويحتلون الشاشات ويصدرون فتاوى تكفر أناساً وتمجد
آخرين، ويتحدثون في أمور باسم الدين، ويجهلون أنهم يتحدثون عن أسمى مهمة في
الحياة وهي الدعوة والهداية إلى الدين. في الحالات كافة، لا يجب أن ينصّبوا
أنفسهم آلهة.
·
هل يرصد «الداعية» سيرة ذاتية
لشخصية بعينها؟
قد تراه مشابهاً لشخص رأيناه وسمعنا منه كلاماً مشابهاً، هذا هو دور
الفن، محاكاة الواقع لا تقليده، ولولا وجود نماذج في الواقع لما تعرضت لها
الدراما.
·
ثمة أعمال أخرى تناولت شخصية
الداعية أو الشيخ، ألم يقلقك أنها قد تتشابه مع «الداعية»؟
كيف عرفت أنها قد تتشابه؟ هل مجرد تناول شخصية داعية أو شيخ يؤكد
التشابه؟ أعمال كثيرة تناولت فساد رجال الأعمال أو عالم المخدرات أو ما
شابه، هل معنى ذلك أنها متشابهة؟ بالطبع لا، القضية الرئيسة واحدة، لأنها
من صميم الواقع الذي يستمدّ منه الفن قضاياه، ولكن المعالجة مختلفة
بالتأكيد، وفي النهاية الجمهور هو الحكم.
·
كيف تحضرت فنياً لهذه الشخصية؟
اجتمعت مع مشايخ وشاهدت برامج لبعض الدعاة على القنوات الفضائية، لكن
المسلسل لا يتطرق إلى شيخ بعينه ولا يتحدث عن نموذج محدد، بل عن نماذج في
المجتمع عموماً.
·
وهل زرت الأزهر؟
ولم أشعر بحاجة إلى ذلك.
·
تجسيد شخصية الداعية على الشاشة
من القضايا الشائكة، هل جهزت نفسك للمواجهة؟
لا يوجد عمل يجمع عليه الناس، وللمرة الأولى يتم تناول نموذج الداعية
على الشاشة بجرأة وعمق. أدرك تماماً أنني أدخل منطقة شائكة ستحدث حالة من
الجدل، لكنني مقتنع بأهمية تقديم المسلسل في هذه الفترة حتى نفهم ونعرف،
وعلى المتلقي في النهاية أن يحكم إذا كان العمل الفني متماشياً مع فكره أم
لا.
·
هل يحتم عليك واجبك كفنان التطرق
إلى هذه القضايا؟
بالطبع، كي لا نسمح لمصري بتكفير ابن بلده، فنحن نعاني من المفاهيم
المغلوطة، وأنا أقدم هذه الأعمال لأنها مهمة من وجهة نظري، والحكم في
النهاية للمتلقي.
·
لكنك قد تدخل منطقة شائكة
بالنسبة إلى التيار الحاكم والمحسوبين عليه؟
أعلم أنني أدخل «عش الدبابير»، وأعي ذلك جيداً، لكني لست قلقاً، فمن
خلال المسلسل أقدم رسالتي كفنان التي كنت أبحث عنها في الأيام الماضية.
جعلت الثورة تفكيرنا يتغيّر ويصل إلى مرحلة النضج.
·
هل معنى ذلك أن أدوارك المقبلة
ستختلف؟
في المرحلة السابقة أديتُ أدواراً تناسب المرحلة التي كنا نعيش فيها.
اليوم، اختلفت الظروف وسأؤدي أدواراً تتماشى معها، لا يعني ذلك أنني نادم
على أي دور أديته.
·
ألم تقلق من التعاون مع المخرج
محمد جمال في أولى تجاربه الإخراجية؟
فاجأني محمد جمال العدل بأن لديه رؤية إخراجية متميزة، فهو يهتم
بالفنان وليس «الكادر»، كما يفعل البعض، وبخبرتي أستطيع تمييز كفاءة
المخرج، وأتمنى التعاون معه في أعمال مقبلة، فهو لديه وعي وفهم.
بعد منع كليبات وأفلام على قنواتها...
هل تتحول «روتانا» إلى ترفيهية إسلامية؟
كتب الخبر: هند
موسى
في توجه يعتبر غريباً على الشركة، منعت «روتانا» أخيراً كليبات
لفنانات بحجة أنها تحتوي على مشاهد عري يجب عدم عرضها على المشاهد العربي،
متذرعة باتخاذ قرار بمنع العري على شاشاتها، وطالبت النجوم بالتزام الآداب
العامة... فهل هذه سياسة قررت القناة انتهاجها أم مجرد ركوب لموجة
الإسلاميين؟ وما موقف النجوم منها؟
من أبرز الكليبات التي منعت «روتانا» عرضها أخيراً: «أسعد واحدة»
لإليسا، «إحساس» لكارول سماحة، كليب لمي حريري، وكان مُنع عرض كليب «جرح
غيابك» لكارول صقر لاحتوائه مشاهد ذات إيحاءات جريئة، ما دفعها إلى فسخ
تعاقدها مع الشركة لعدم التزامها بوعودها معها، كذلك كليب «بياع الورد»
لأمل حجازي الذي خضع لإعادة مونتاج قبل إعادة عرضه.
آخر تدخلات «روتانا» سحبها ملصق ألبوم جنات الجديد لإجراء تعديل على
صورتها التي تظهر فيها بكتف وصدر عاريين، فعمدت الشركة إلى تغطيتهما. إلا
أن بعض المصادر أفاد بأن الملصق الثاني سيطرح في السعودية. في السياق نفسه،
حذفت مشاهد من أفلام تعرض على قناة «روتانا»، ما أثار تساؤلات حول سبب هذا
التوجه.
هاجمت إليسا عبر صفحتها الرسمية على «تويتر» شركة «روتانا» لمنعها عرض
كليبها بحجة خطأ تقني موجود وتضمنه مشاهد مثيرة. وبعد الجدل الذي أثاره هذا
المنع في الوسط الفني ووسائل الإعلام عاودت «روتانا» عرض الكليب، حرصاً
منها على عدم وقوع خلاف بينها وبين إليسا.
ظروف مختلفة
في تصريح صحافي له أوضح سالم الهندي (مدير عام شركة «روتانا للصوتيات
والمرئيات») أن منع الكليبات خاضع لسياسة الشركة التي تتبعها منذ انطلاقها،
وتنطوي على منع عرض أي كليب يحمل في طياته مشاهد خارجة لا تتماشى مع طبيعة
المجتمع العربي وتقاليده، أو وقف عرضه لإعادة النظر فيه مجدداً، وطالب
الفنانين بمراعاة الضوابط المعمول بها، خصوصاً أن قنوات «روتانا» تتابعها
عائلات، لذا لا يُسمح بأن تدخل هذه المشاهد إلى البيوت، إيماناً من الشركة
بدورها في المجتمع بالإضافة إلى الجانب الترفيهي.
يستبعد هندي ردود فعل عكسية من الفنانين حيال منع كليباتهم من العرض
قائلا: «ما دامت الشروط واضحة ومن بينها أن القناة لا تعرض أي كليب يتضمن
مشاهد تخدش الحياء العام، فلماذا لا يتقيد الفنان بها؟».
يضيف أن سبب إيقاف كليب «أسعد واحدة» لإليسا مجرد خطأ تقني ولم يتم
منعه، لكن مُنِع كليب مي حريري لاحتوائه على مشاهد مثيرة.
بدوره، يرى الناقد إمام عمر أن الظروف الحالية التي تعرض فيها هذه
الكليبات مختلفة عن السابق، يقول: «ما دامت شركة «روتانا» هي المنتجة لهذه
الأعمال، فمن حقها منع العرض أو وقفه تبعاً لرؤيتها الخاصة، وهي بذلك لا
تنتقص من حق الفنان بل تحافظ عليه منعاً لوقوع مشاكل».
يضيف: «روتانا» شركة سعودية، وبالطبع قامت بذلك كي لا تُتهم بأنها
متناقضة، وعلى المخرجين الالتزام بالمعايير التي وضعتها لعرض الأغنيات
المصورة، والأخذ في الاعتبار اختلاف الظروف في العالم العربي، وهذه ليست
أوامر ولا توجهات بل مجرد احترام للرأي العام»، يتساءل: «من الأساس، لماذا
صوّر الفنانون أعمالاً خارجة عن المألوف؟ وماذا لو عرضت على الرقابة
ورفضتها؟}.
يشير عمر إلى أنه في حال تغاضت «روتانا» عن هذه المشاهد في الماضي،
فإن الوقت الآن اختلف بعد ظهور الإسلاميين والسلفيين والجهاديين على الساحة
السياسية.
تخلف وادعاء
يلفت الناقد نادر عدلي إلى أن «روتانا» ستواجه خسارة لاتباعها هذا
التوجه، لا سيما أنه جديد عليها، يقول: «كل ما يقدم في العالم العربي من
أغنيات مُصورة وأعمال سينمائية يحرص القيمون عليها على عدم خدش الآداب
والذوق العام، وأي حذف بعد العرض يعتبر تراجعاً خطيراً وبداية نهاية هذه
المحطات، وهو تصرف «متخلف» وإدعاء بالتديّن».
بدوره يتساءل الموسيقار حلمي بكر: «هل كانت «روتانا» كافرة وأسلمت
الآن؟ من يفعل شيئاً يكون مسؤولاً عنه أمام الله وأمام نفسه. أرفض أن تظهر
أي شركة نفسها على أنها البطل منقذ العناية الإلهية».
يطالب بكر مالك قنوات «روتانا» الأمير الوليد بن طلال بأن يسأل نفسه
حول هدفه من إنشاء هذه القنوات؟ وهل هي دعوية أم تجارية ترفيهية؟
يضيف: «إذا كانت دعوية فعليه الابتعاد عن النجوم الذين يتعامل
معهم حتى لا يُدخلوه النار، وإذا كانت إعلامية ترفيهية فثمة مدير مسؤول
عمّا يتم تقديمه فيها، وإذا كان غرضه التحكم في الأعمال بأمواله سواء
بالحذف أو المنع أو وضع شروط، فليتذكر أن «روتانا» انطلقت في بدايتها من
عرض كليبات العري، فهل تذكرت الإسلام الآن فقط؟».
عرض وطلب
يوضح صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن هذه المسألة
مرتبطة بالجدل الحاصل بين علاقة نمط الملكية بالمضمون ومحتوى الوسيلة
الإعلامية والسياسات المتبعة التي تخضع لحسابات العرض والطلب، فتكون عوامل
السوق هي الأساس في الحكم على المحتوى، وفي هذه الحالة يكون على المالك
مجرد توفير الأموال للعرض ولا علاقة له بالمضمون، وتكون مسؤولية المشرفين
والمتخصصين التنفيذ وفقاً لأولويات الجمهور ورغباته.
يضيف: «أيّا كان نمط الملكية فهو يتحكّم بمضمون البرامج وأسلوب تناول
القضايا المختلفة ونوعية الموضوعات المطروحة، فمثلا بعدما أصبحت قناة «أل
بي سي» الفضائية ملكاً لـ«روتانا» تغيرت قضاياها من لبنانية إلى سعودية،
حتى التوقيت اختلف وأصبح وفقاً لمكة وليس لبيروت».
يلفت إلى أن مالكي «روتانا» حققوا انتشاراً وجماهيرية، وقد تكون على
مشارف حسابات مع المجتمع السعودي من خلال سعي الوليد إلى تقلد منصب قيادي،
يجعله يتنازل عن قضايا العرض والطلب، ويهتم بالتوجه الديني إرضاء للأسرة
السعودية الحاكمة.
ويرى العالم أن ردة فعل الفنانين ستتوقف على اعتبارات المصلحة، فإذا
وجدت الفنانة أنها مكسب كبير للقناة ستتمرد على الوضع، وإذا كانت مبتدئة
سترضخ لهذه السياسات. عموماً، من ذاقوا حلاوة أموال «روتانا» يعرفون أهمية
الحفاظ على مكانتهم فيها، كما أن العاملين في «روتانا» سيحاولون إرضاءهم
بوسائل عدة.
الجريدة الكويتية في
22/05/2013 |