قال الكاتب الدرامي العراقي، صباح عطوان، إن مغادرته العراق بعد عام
2003 كانت بسبب الملاحقة التي تعرض لها من قبل اشخاص لا يعرفهم، لكنه عاد
أخيراً للمشاركة في الجهد الوطني لاحياء وانقاذ الدراما العراقية وتطويرها.
بغداد:أكد الكاتب الدرامي العراقي صباح عطوان أن العراقيين لا يمكنهم
إنتاج مسلسلات تلفزيونية شبيهة بالأعمال التركية، لأن الشخصية العراقية
مكتظة بالهمّ والغمّ وأحياناً العدائية، بينما المسلسلات التركية فيها قصة
لطيفة وممثلون وسيمون وممثلات جميلات وفيها طبيعة ساحرة.
وشدّد على أن نجاح أي عمل فني يعتمد على عاملين أساسيين هما: النص
والاخراج اللذان لا يمكن فصلهما، مشيراً الى أنه مغرم بالعناوين، بمعنى أن
العنوان عنده أحيانا هو الذي يفجر العمل.
وعبّر صباح عن رأيه في السبب وراء فشل المسلسلات التي تتناول السير
الذاتية التي تظهر على الشاشة بانها مبسترة وغرضية، وقال صباح: انا رجل
حالم، اكتب النص واحلم بممثلين كبار وجريئين يمثلونه، ولكن عندما يأتي
المخرج ويختار ممثلين كومبارس، يقع العمل".
·
عودة ميمونة الى بغداد بعد فراق،
أي نشاط سيكون لك فيها؟
لاشك انني سعيد بالعودة الى المدينة الحبيبة على قلبي، بغداد، ووجودي
فيها بعد غربة لسنوات في هولندا. هذه العودة هي محاولة لكي تستمر عملية
المشاركة في الجهد الوطني لإحياء وانقاذ الدراما وتطويرها لا اكثر، انا
جهدي بسيط وربما الكثير مما قدمته تافه، ولكن هذا الذي قدرت عليه، واتمنى
ان نحقق شيئاً مميزاً او يأتي غيري ليحققه، وأملي كبير بالاجيال الشابة
التي يجب ان تكون متعلمة وان تدرس العمل الفني دراسة موضوعية وان تدرس
قواعد الدراما.
·
لماذا اخترت هولندا ملاذاً ؟
سفري إلى هولندا كان خارجاً عن ارادتي وبسبب الظروف الصعبة التي مررت
بها هنا، وهذه هي ضريبة الشهرة وضريبة ان تلتزم قضايا الناس، لقد تعرضت
للملاحقة من قبل اشخاص لا اعرفهم، فقامت زوجتي السيدة هدية العقابي بتهريبي
من مدينة الى مدينة واخفائي، وذلك لانني كاتب مشهور وكتبت اعمالا لم تعجب
جهة على حساب جهة اخرى، ولذلك هربتني الى الشام، ومن الشام ذهبت الى هولندا
بناء على ترحاب تلك الدولة، بعد ان عرفوا تاريخي كله من خلال الانترنت.
·
لنقرأ شيئا من سيرتك الذاتية،
كيف كانت طريقك الى بغداد من البصرة ؟
مسرحية قصر الشيخ هي التي اتت بي من البصرة الى بغداد، كان عندي فرقة
مسرحية وكانت ضمن نقابة عمال الغزل والكوي والخياطة في البصرة، وهؤلاء
كانوا يحتضنون المواهب والكفاءات ويوفرون لها مجال العمل ويقدمون لها ما
يمكن تقديمه، فهذه النقابة احتضنت الفرقة المسرحية التي انا رئيسها في
البصرة، وقدمنا هناك مسرحيتين: (العاطفة والاحتقار) و(الجسر)، وبدأنا في
المسرحية الثالثة التي هي القصر وأرسلتها الى بغداد لإجازتها، ولكن الذين
في بغداد ارسلوا لي رسالة قالوا فيها انهم يريدون ان ينتجوها، ان سمحت لهم،
كانت الرسالة بتوقيع المرحوم الفنان وجيه عبد الغني، فوافقت وأنتجت في
بغداد، وكانت عملا ناجحا في وقته ومميزا وحقق شيئا جعل الاذاعة تتصل بي
ايضا وتريد مني اعمالا، ثم بدأ التلفزيون يتصل.
·
ماذا قدمت للاذاعة والتلفزيون في
بادئ الامر ونال الرضا ؟
بعد مسرحية (قصر الشيخ) كلفني الاستاذ الدكتور عبد المرسل الزيدي ان
اكتب للاذاعة، فكتبت مسلسلاً بعنوان (ابناء الارض) ثم كتبت تمثيلية
(المتمردون) التي اخرجها صبري الرماحي، و(المتمردون) اعجبت المؤسسة في
وقتها فقالوا هل من الممكن ان يصير مسلسلاً؟، وبالذات المخرج ابراهيم عبد
الجليل الله يرحمه، فاتفقنا ان نكتبه فكتبت (جرف الملح)، ولكن قبله كنت قد
كتبت عملين الاول عنوانه (طيور البنجاب) والثاني (اجنحة الرجاء) الذي بقي
الأفضل حتى عام 1985 في كل استفتاء سنوي، وكانت مدته 70 دقيقة، والفضل
العظيم يعود للاستاذ خليل شوقي وليس لي انا، لانني كنت كاتبا، فيما الحس
الاخراجي العظيم الذي يمتلكه والحس الشعبي والمفردات الاضافية التي استطاع
ان يقدمها عمّقت محتوى الموضوع وظهر بإطار رفيع المستوى.
·
هل اصابتك حينها الشهرة ؟
اعتقد ان الاعمال هي التي تشتهر ولست انا، فأنا رجل انجز العمل ولا
يهمني.
·
جئت الى بغداد تحمل اسم (صباح
الزيدي) وسرعان ما اصبح (صباح عطوان) اي شعور راودك آنذاك ولماذا؟
كانت الدولة قد اتخذت قرارات في وقتها عندما استفاد بعض الناس من
ألقابهم لاحراز بعض النتائج في مؤسسات الدولة، فقررت الدولة إلغاء الالقاب،
وشمل القرار الفنانين والادباء، وغضبت حينها وقلت: "ماذا يشكل اسم (صباح
الزيدي) من خطر؟، فلست مسؤولا في الدولة وليست لي اطماع ولا مصالح ، فلماذا
هذا التحفظ على لقبي، فقالوا هناك تعليمات برفع الالقاب، فكنت لا احتمل ان
يكون اسم صباح عطوان بدل صباح الزيدي، ولكن الاستاذ الفنان الكبير زهير
عباس، وهو اذاعي ممتاز جدا، قال لي: ان الموسيقى لـ (صباح عطوان) اجمل من
(صباح الزيدي)، وعندما تعتمد اسم (صباح عطوان) ستجد له جمهورا، لذلك خلال
مدة ستة اشهر كتبت سلسلة من الاعمال السريعة باسم صباح عطوان حتى أعوض عشر
سنوات من الكتابة باسم صباح الزيدي.
·
العناوين التي تضعها طالما تكون
مثيرة للانتباه وغريبة بعض الشيء، لماذا؟
أنا مغرم بالعناوين، واحيانا هو الذي يفجر العمل، مثلاً: كنت امر
دائما من منطقة (الكفاح) وهي من مناطق بغداد القديمة، واستطلعها لان هناك
يكون تصوير بعض اعمالي، ومنها مسلسل (عالم الست وهيبة) فجيل المخرجين الذي
عملت معه لا يترك المؤلف بل كان ملازماً له، حسن حسني مثلاً اذهب معه الى
البصرة ونضع خريطة بالمطاردة من اين تبدأ ونعبر الجسور والانهار، ولفت
انتباهي ذات مرة ان الكلمة اسمها (الفردوس) وهي منطقة الحياة فيها مزرية
جدا، والناس الذين فيها يعيشون في القاع ومتعبون للغاية، فكتبت عملا عنوانه
مفارقة وهو (اعالي الفردوس) وكان رباعية مؤثرة في وقتها، وعملا مميزا لانه
تناول حياة الناس من القاع، وانا المعروف عني لا اخترع الاشخاص، على حد
مقولة لبيكاسو (انا لا ابحث انا اجد دائما)، نعم .. فأنا اجد دائما، وهم
موجودون من حولي وفي كل مكان، في الباص والشارع، فكنت اتسكع يوميا، تقودني
اقدامي لأرى هذه المظاهر الانسانية وأتأثر بها تأثرا مباشرا.
·
هل يعني هذا انك لم تكتب عملا
دعائيا معينا ؟
طوال 40 سنة لم اكتب للدولة حتى اكسب رضاها، انا اكتب ما يمليه عليّ
ضميري والناس يحترمونني تماما لأخلاصي لمبادئي، واتحاد العمال اشتغلت معه
40 سنة، يعني زهرة شبابي قضيتها معه، لكنني لم اكتب عملا دعائيا للعمال، لا
اكتب الا الاشياء الصادقة والصحيحة التي اؤمن بها ، لذلك سأقول ان جميع
الكتابات الموجودة والاعمال التي تظهر هي مشاريع كتاب وليسوا كتابا.
·
كيف تتلقى اعمال الاخرين من
الكتاب ؟
لا اريد ان اكون ظالما حين ابدي رأيي ولا اريد ان اكون مجاملا، فانا
اتمتع بالاعمال التي تعرض للكتاب، اشاهدها كلها حالي حال اي مشاهد، ولكنها
لا تهزني مثلما هزني عمل كتبه (معاذ يوسف)، أو عندما اشاهد (مسألة خاصة في
مكتبة عامة) او (الحب وما شاكل ذلك) او (من سيكون معي)، لان الصنعة صنعة
معلم ماهر، نحن نحتاج الان الى العمل الذي يجعلنا نهتز، وهذا هو نوع الفنون
المطلوب ان تكون على الشاشة.
ولكن هناك كتاب سيكون لهم باع جيد ومستقبل باهر لو يتطور الى خلق
الشحنة الدرامية التي تخلق هذه الهزة الوجدانية التي تخلق الرعشة التي
تثيرك، فتبقى انت مستثارًا وتمر الايام والسنين وانت لا تنسى العمل ولا
المشاهد، نحن نحتاج الى هكذا اعمال، بمعنى نريد عملا دائم الخضرة في ذهن
المشاهد وفي اذهان الاجيال، هناك قنوات تعرض الان اعمالا تلفزيونية انتجت
قبل 30 سنة، والسبب ان فيها حرفية عالية وكانت فيها هواية وليست احترافا،
الفنان عندما يفكر انه محترف سوف يقع في المفهوم التجاري وفي منطق الفخ
التجاري، ولا يمكنه ان يبدع على الاطلاق، ولكن عندما يعمل الفنان وهو هاوٍ،
سيمارس الشغلة لأنه يحبها.
·
كيف تنظر الى مؤلفي المسلسلات في
الوقت الحالي ؟
الان تغيرت الصورة، دخل بعض الهواة في خانة الوهم الثقافي وبدأوا
يفكرون كمحترفين، فالانسان عندما يفكر كمحترف يقل الابداع عنده، يبدأ
بالتجاوز على الآخرين ويتجاوز على نفسه ولا يستطيع ان يبدع، ربما في اعمالي
لم تتحقق الرعشة ولكن في اعمال المرحوم العظيم معاذ يوسف كانت تتحقق،
وللاسف ان هذا الكاتب الكبير اهمل في العراق ولم يتحدث احد عنه ولم تتم
اقامة ندوة لاستعادة تاريخه، فمات منسيا وهو كبير الكتاب، ومع ذلك هناك
العديد من الكتاب الذين اشاهد لهم اعمالا مثل احمد هاتف وعلي صبري وحامد
المالكي وباسل الشبيب وغيرهم.
·
هل تشارك في اختيارك الممثلين
للاعمال التي تكتبها ؟
في الماضي كنت افعل ذلك، ايام ابراهيم عبد الجليل وكارلو هاريتيون
وخليل شوقي وحسن حسني، كنت ارشح اسماء الممثلين ولكن لا الزم المخرج لها،
وانما هو يسألني عن التصورات، بينما كارلو لا يطلب تصورات بل يقول لي من
تختار كي يأتي بهم، اما ابراهيم عبد الجليل في اعمالي الريفية فقد اختار
بعض الشخصيات مثل طعمة التميمي في (جرف الملح)، واذكر انه اختار (افراح
عباس) لكنها كانت سمينة جدا فقلنا لها نعطيك دور البطولة اذا ما انزلت وزنك
15 كيلو غراما، اما الان فلم يحصل مثل هذا النص يذهب ويظهر على الشاشة، اخر
عمل لي لا اعرف كيف اختاروا الممثلين وكيف اتفقوا عليهم ومن اين اتوا بهم،
لم يسألني احد وربما ان شاهدت المخرج لا اعرفه، وهذا هو العيب الحقيقي،
فليس كل ما موجود في النص هو كل ما في ذهن الكاتب بل انه ربعه، لان الكاتب
لو كتب كل التفاصيل في النص لكانت الحلقة الواحدة 150 صفحة، ولكنه يكتب هذا
القليل على افتراض انه سيجلس مع المخرج ويتناقشون، وهناك بعض المخرجين لا
يقبلون الملاحظات ولذلك يظهر العمل ضعيفا.
·
تكثر حاليا اعمال السير الذاتية،
هل سبق لك ان كتبت منها؟
سبق لي ان كتبت عن المطرب ناظم الغزالي مسلسلاً لا يزال قيد
المتابعات، وكتبت ايضاً مادة ادبية ونصا كاملا عن الملا عثمان الموصلي،
وهاتان الشخصيتان مهمتان جدا عندي.
·
ما رأيك في ما يظهر على الشاشة
من هذه الاعمال؟
كتابة السيرة الذاتية التي تظهر على الشاشة مبسترة وغرضية، يعني الغرض
منها هو ان يقدموا انتاجا عن جهة معينة دون دراسة موضوعية، انا مثلا اشتغلت
لمدة اربع سنوات في مسلسل ناظم الغزالي، وهو في خيال كثير يصل الى نسبة 60
% ولكن الخيال نابع من بيئة واقعية، ثم ان لكل كاتب طريقته الخاصة، واعتقد
ان بعض الاعمال التي ظهرت في العراق عن شخصيات تاريخية فشلت ولم تحقق
نجاحاً، وهذا يعرفه الناس، فمن النادر ان تجد عملا يتناول شخصية تاريخية
على صعيد الدراما او التاريخ وحقق نجاحا مميزا الا في ما ندر، ربما مسلسل
(ام كلثوم) او مسلسل (اسمهان) قد حققا بعض النجاح.
·
ما السر في هذا الفشل ؟
بالدرجة الاولى السبب اخراجي، والثاني ان النمط الذي يكتب فيه العمل
هو نمط تقليدي، فالذي يتناول شخصية يجب ان يخضع لنفس موازين وقيم ومعادلات
الدراما التي تعتمد عملية البناء والشد والتوتر والنقاط المضيئة والنقاط
المتفجرة في الشخصية، يجب الاعتماد على هذا العنصر كي تقدم دراما مميزة.
يؤكد الكثيرون ان الدراما العراقية الان اما ان تراوح في مكانها او
تتراجع، برأيك اين يكمن السر ؟
هناك عاملان أساسيان النص والاخراج، ولا يمكن فصل الاخراج عن النص،
واذا كان النص محكم الصنع والمخرج ضعيفاً فسوف يفشل العمل، والدليل ان لديّ
عشرات الاعمال فاشلة لان المخرج كان ضعيفاً، واذا ما كان المخرج كبيرا
والنص ضعيفا فسوف تكون المعادلة نفسها، هناك شيء يسمونه تكامل الفضائل،
مخرج جيد، نص جيد، ممثل جيد تكون الرواية ممتازة لا تقبل الخطأ، احيانا
يقال الانتاج ولكنه ليس مشكلة، تقول زوجة روسيليني انهما باعا سرير النوم
كي يشتريا فيلما خاما من اجل تصوير فيلم، صوّروه في الشوارع بالمجان، وانا
صباح عطوان استطيع ان اخرج فيلما الان، وانا اختصاصي ودراستي الاخراج، ولا
اريد فلوسا ولا انتاجا ومن الممكن ان اعمل فيلما دراميا، وبالفعل عملت
فيلما مدته 55 دقيقة، حيث شغلت القطارات وشغلت المحطة العالمية في بغداد
وعملت مطاردة بالقطارات وعملت جيشا بريطانيا، وكان غازي التكريتي هو البطل
وعواطف ابراهيم هي المدرسة وليس للفيلم ميزانية، ولا دينارا واحدا، واذا ما
يعرض الان وتشاهد المطاردات بالقطارات ستقول كم كلفك هذا ؟ ، فموضوع
الانتاج الفخم والباذخ ليس عاملا قويا دائما.
·
يشكو بعض المخرجين من طول المشهد
الذي تكتبه، ماذا تقول ؟
نعم هذا صحيح، ويصير المشهد عندي طويلا عندما يكون الحوار قويا
ومتدفقا، انا رجل حالم، اكتب النص واحلم بممثلين كبار وجريئين يمثلونه،
ولكن عندما يأتي المخرج ويختار ممثلين كومبارس، يقع العمل، انا اكتب المشهد
بحوار طويل ولكنه لا يتجاوز صفحة ونصف على الاغلب، ولكن عندي مشهد طويل في
مسلسل (الاماني الضالة) بطول 34 صفحة فولسكاب، وصوره المخرج حسن حسني في
بيت جمع فيه العائلة ليتقاسموا الوصية، 34 صفحة ولا اعتقد ان احدا شعر
بالملل، لان التقطيع سريع والممثلين كبار والزوايا مختلفة، وهناك شد
بالرواية.
اذكر لك شيئا، هناك فيلم عنوانه (12 رجلا غاضبا) الذي انتج عام 1957،
بطله لي ج .كوب وهنري فوندا، هناك منضدة في صالة ويتناقش المحلفون، هل هذا
الذي يحاكمونه مذنب ام بريء؟ طوال الفيلم لم يخرجوا من الغرفة، ساعة ونص
داخل الغرفة وعلى هذه المنضدة، لماذا نجح ؟ السبب لان الممثلين كبار
والحوار قوي، فالحوار لا يوقع العمل، بل يوقع العمل الممثل الضعيف والمخرج
الضعيف.
·
ما سرّ نجاح المسلسلات التركية
بنظرك ؟
لان المسلسل التركي فيه قصة لطيفة يتم انتخابها بعناية، فيه ممثلون
وسيمون وممثلات جميلات وفيه طبيعة ساحرة، والاخراج سلس وناعم ورقيق، فيه
بيوت جميلة وفيللات راقية واجواء شاعرية وودودة، لذلك ترى العمل سلسا وتمر
الساعات عليك وانت لا تريد ان تفارقه، فالمسلسل التركي عبارة عن مقبلات قبل
ان يكون مسلسلاً، لذلك ترى المشاهد يشاهد فيه الطبيعة الجميلة والممثلين
اللافتين والفيللات الفارهة والحوار السلس البسيط والاخراج المحكم الصنع،
فماذا تريد اكثر من هذا.
·
لماذا لا نعمل نحن العرب مثلما
يعمل الاتراك ؟
لان شخصيتنا هجومية، شخصيتنا العراقية مكتظة بالهم والغم، شخصية
احيانا عدائية، ولهذا كيف يمكن لك ان تقدم رومانسية في جو من التشنج
والعدائية؟ لكن السوريين لديهم اعمال شفافة جدا.
·
يشكو الكثيرون من ضعف بناء
الشخصية الدرامية، كيف ترى هذا الامر ؟
هناك عيب هائل لدينا في بناء الشخصية الدرامية، بينما المشهد الذي
يطلع عندي لا ينسونه الناس، عندي ممثل اسمه مطشر السوداني (الله يرحمه) هو
صديقي وبدأنا في المسرح العمالي معا، لكنه كان يريد ان يمثل ادوارا طويلة
فكنت اقول له: لا انت لا تتحمل، فإن اعطيتك اربعة مشاهد سينكشف ضعفك.
قدم في مسلسل (الدواسر) مشهدا واحدا، وفي (اعماق الرغبة) مثل مشهدا،
وفي (سيدة الرجال) مشهدين او ثلاثة، الى ان ظهر كنجم كبير في ايامه الاخيرة،
هناك لدينا مجانية في اختيار الممثل احيانا.
·
هل من طقوس معينة لك عند الكتابة
؟
انا اعمل لمدة 3 اشهر في أي عمل وبمعدل 20 ساعة في اليوم، اكتب ساعة
واذهب لأتمدد نصف ساعة، وهذه هي طبيعتي في الحياة، لكن عندما يأتي المخرج
يقول اعطه لفلان وفلان يذهب التعب الذي بذلته، وكان من المفترض ان يرسلوا
الى المؤلف ويأخذون رأيه ويسمعونه.
·
ما جديدك حاليا ؟
عندي للعرض بعد اسابيع مسلسل بعنوان (ايام الخلود) اخراج علي ابو سيف
وانتجته شركة الخيمة، وهو موضوع جديد في قصته وفي فكرته ولم يعالج عربيا
ولا عراقيا ابدا، ويتناول الخلايا الجذعية والخلايا القاعدية تعيد الشباب،
فتخطف احدى الفتيات العراقيات في احدى المدن العربية لاجراء عملية جراحية
لها لاعادة الشباب لشيخ من شيوخ النفط مصاب بضمور في الخلايا، ولي عمل
لاذاعة بغداد بعنوان (اجراس الليل) يتألف من 30 حلقة، ومشاريع للتلفزيون لم
يبدأ التصوير فيها بعد منها عمل (الشوك والعنبر) و(احلام الغربة) ولقناة
السومرية لدي نصوص .
إيلاف في
01/05/2013
الإخوان ينافسون برامج الكوميديا السياسية
كتبت: اية رفعت
فى تحد جديد لخوض الاخوان لتجربة الفن قرر أحمد المغير أحد نشطاء
جماعة الإخوان المسلمين تقديم تجربة برنامج كوميدى ساخر على غرار برنامج
باسم يوسف «البرنامج» وبدأ المغير بالفعل فى بث أولى حلقات برنامجه الذى
يحمل عنوان «شلوت» على موقع اليوتيوب.. وتعمد خلالها توجيه الانتقادات
السياسية الساخرة لكل من الجماعات الليبرالية والإسلامية على حد سواء. وعن
فكرة تقديمه للبرنامج قال المغير: «لقد قررت ان أقدم عملاً فنيًا إعلاميًا
محايدًا للرد على البرامج التى انتشرت مؤخرا على القنوات الفضائية سواءً
التى تحمل فكرًا إسلاميًا أو غير إسلامى حيث يتعمد كل منهم استخدام كل
الطرق لجذب الجمهور لرأيها الخاص دون انتقاد الفكر الذى ينتمى له، ورأيت ان
القنوات الإسلامية لا تتمكن من توصيل فكرها الصحيح للجمهور بشكل مشوق وجذاب
خاصة لجيل الشباب مثل القنواتالليبرالية.. فأغلبها يعتمد على أفكار قديمة
واساليب نمطية، بينما الترفيه يشكل 90% من الإعلام وتأتى البرامج الدينية
والسياسية والاخبار وغيرها لتشكل 10% منه. لذلك قررت تقديم برنامج «شلوت»
والذى ينتقد كل السياسات بشكل محايد ولن استثنى احدًا من النقد، لأن
القداسة لله وحده وكلنا بشر ومن الطبيعى ان نخطئ ويوجه لنا الانتقاد
والسخرية. وسوف انتقد الجماعات الإسلامية التى انتمى لها والحكومة والرئيس
نفسه طالما هناك خطأ واضح. فأى شخص «يهرتل» سنعطيه «شلوت».
وعن انتقاد الجماعة الاسلامية له قال: «بالفعل انتقدنى البعض ومن
المتوقع ان يزيد النقد خاصة بعد عنوان حلقتى الأولى «اشاعات غرفة النوم»
ولكن مرجعيتى الاساسية هى الإسلام وحدودى هى الحلال والحرام، فالفن ليس
محرما طالما لا يخل بحدود الله.. والسخرية التى أقدمها ليست محرمة لانها
ليس بها أى الفاظ خارجة او ايحاءات معينة بالإضافة إلى انى لا أسخر من خلق
الله والتى تشمل شكل الجسم وطريقة الكلام أو عاهة معينة، ولكنى اعتمد على
الانتقاد والسخرية من الاراء فقط. فحدود الحلال والحرام واسعة وهناك بعض
الشخصيات يضيقونها بدون وجه حق هذا فى رأيى ما جعل أهل الفن يأخذون موقفًا
من الإسلاميين لأنه عندما يضيق شخص عليك الحياة ويحرم كل شىء ستقابل هذا
بالنفور بل ستتعمد الخروج على حدود الحرام عمدا».
وأكد المغير انه تأثر بشكل ونجاح برنامج «البرنامج» لباسم يوسف
قائلاً: «هذا شكل عالمى واقتبسه باسم يوسف ونجح من خلاله ولكنى أقدم هذا
العمل بنكهتى الخاصة، وقد كنت من متابعى باسم فى بدايته وكان صديقى وقام
باستضافتى فى إحدى حلقات برنامجه عندما كان يعرض على قناة
OTV ولكنى قررت عدم مشاهدة حلقاته بعدما تحول من إعلامى محايد لمتحيز.
وأضاف المغير ان برنامج «شلوت» مدعوما إنتاجيا من شركة «بركة وان»
لمالكها حازم بركة وتجرىحاليا تفاوضات لعرضه على إحدى الفضائيات التى تقدر
الحياد الإعلامى، وقال إنه يقدم أيضا برنامجا آخر بعنوان «30 فبراير» والذى
تدور أحداثه حول قصة فانتازيا «ماذا لو وصل غير الإخوان للحكم؟» وتناول فى
حلقته الاولى الامور التى ستحدث إذا كان احد اعضاء جبهة الإنقاذ تولى الحكم
بدلا من محمد مرسى.
أما نجوم الفن فكان لهم رأى آخر مؤكدين إن برنامج المغير لن يكون
حياديًا مهما حاول، ولكنهم يتمنون ذلك وقد بدأ الفنان أحمد آدم كلامه بأنه
يرحب بدخول أفكار جديدة ووجوه للفن فهذا يعد شيئا جيدا وصحيا على حد قوله،
وأضاف: «توافد الأفكار والاتجاهات الجديدة مطلوب وأنا أرحب بالمنافسة طالمة
فى شكل ساخر من دون شخصنة وأهنئه على اختياره للكوميديا بالذات لأنها أقصر
الطرق للوصول لقلب وعقل المواطن. وشىء جميل ان يدخل الاخوان لهذا المجال
لأن قمة الطغيان تتحول فى النهاية إلى عنف أو سخرية، فلو اتبعت الجماعة
طريق السخرية سيكون أفضل. ولكن ليس معنى ذلك انه يستطيع ان يبث الافكار
التى تحلو له وسيتقبلها الجمهور بشكل فورى. ففكرة انتمائه لحزب او فكر او
توجه معين يضعه فى مأزق الانحياز لانه مهما حاول ان يكون حياديًا سيكون
منحازا ولو بنسبة للفكر الذى ينتمى له، وأبشره هنا بالفشل لأنه سيدخل فى
مشكلة مع الجمهور فالشعب المصرى شديد الذكاء ويقيم الكلام قبل تصديقه، وفى
رأيى ان احد اسباب نجاح برنامجى «بنى آدم شو» مع الناس أنه يعبر عنهم فأنا
لسان حالهم ومنهم ولا انتمى لاى جهة.. وأنصحه إذا كان يريد النجاح ان يقف
فى صف الناس فقط».
وأضاف قائلا: «فكرة اسم البرنامج لا تبشر بالخير لأنى اعتبره نوعًا من
العنف والعنف والسخرية لا يجتمعان معا ولا يمكن أن يصل للمواطن بهذا الاسم
الصادم.. لكنه يمكنه تغيير اسمه والأهم هو المضمون الذى سيحتويه.
ومن جانبه قال المخرج خالد جلال: «سيتحملكل من يدخل للفن مسئولية
الحيادية لأن الفن لا يمكن ان ينتمى لاى اتجاه او يعمل على خدمة جماعة أو
فكر معين. وفى رأيى لو فكر ان يبث أفكار جماعته الخاصة فقط للجمهور سيفقد
ثقته لأن الاوراق كلها أصبحت مكشوفة للشعب ولو قدم أى شىء عكس ما ينتقده
الشعب وحاول الضحك عليهم فلن يقبلوا ببرنامجه. وفى كل الاحوال فكرة اهتمام
كل الطوائف الاجتماعية بالفن شىء مربح ولن يخسرنا شيئا بل على العكس سيطرح
كل الاشكال والتوجهات. ولكن المهم ان يتعامل الاعلامى دائما مع المواضيع
بضمير حى حيث لا يستغل برنامجه ليمرر السم فى العسل ويدخل افكاره الخاصة
خلال القضايا.. واتمنى ان يكون حياديا مثلما يقول وافلح ان صدق».
ووصفت المخرجة كاملة ابو ذكرى الاخوان بأن «قلبهم ناشف» وسيكون دمهم
ثقيل على قلوب المصريين حيث قالت: «اتعجب لاختيارهم مجال البرامج الكوميدية
الساخرة ولا اتوقع نجاحهم فيها فهم بالنسبة لىمثل الإسرائيلين اللذين
يحاولوا تقليد الافلام الكوميدية المصرية القديمة فيكون دمهم ثقيل ولا
يضحكون من يشاهدهم وذلك لأن قلبهم قاسي.. كما ان من يريد الدخول بالكوميديا
لابد أن تكون لديه عوامل النجم الكوميدى فلو نظرنا لباسم يوسف او عادل امام
أو محمد صبحى أو نجيب الريحانى مع حفظ الألقاب فسنجدهم مثقفين دارسين
للمزاج الاجتماعى ولديهم القدرة على التكييف مع الجمهور والشعب المصرى
يتمتع بالفعل بخفة الظل فكيف يضعون انفسهم فى هذا الوضع».
وأضافت قائلة: «لن اتوقع لهذا البرنامج نجاحًا حتى لو قدمه كوميدى
دارس ومثقف فطريقة بث الاخوان لافكارهم تم كشفها، ولن يحتال احد على الشعب
مرة اخرى ولا اعنى بذلك طبقة المثقفين فقط، بل ان الناس البسيطة من الشعب
مثل المكوجى وسائق التاكسى والبواب وغيرهم تفهموا لعبة الإخوان وحيلهم.
وعلى الرغم من انى لم اشاهد الحلقة إلا انى متوقعة ان تبث افكارهمفى غلاف
كوميدى».
ويرى الكاتب مدحت العدل ان الجماعات الإسلامية لن تنجح فى دخول الفن
والكوميديا بشكل خاص لأن الفنون تعتمد على أهم الأشياء التى يفتقدونها وهو
الخيال.حيث قال: «حتى لو تمت إذاعة هذا البرنامج على نطاق واسع فأعتقد انه
لن يشاهده سوى الإخوان أنفسهم ولن يضحك عليه سواهم ايضا مثلما يحدث مع
قناتهم الفضائية «25» ولا اعتقد انه سيستطيع ان يكون محايدا حيث انهم من
سماتهم التحايل على الحقيقة وإنكار المشاكل، ولقد رأيت أحد اعضاء الحكومة
على التلفاز اول أمس ينفى وجود أزمة فى السولار والناس تشتعل غضبا فى
الشارع، مما يعنى انه يريد أن يوارى الحقيقة بشتى الطرق واعتقد ان هذا
البرنامج سيكون مثلهم ولن يكون حياديا.. كما ان اسمه حاد وفج ويدل على
العنف والتطرف».
بينما يرى الناقد د.ناجى فوزى ضرورة أن نترك لهم الساحة لعرض
إبداعاتهم وتقييمها فيما بعد قائلاً: الحكم فى النهاية سيكون للجمهور ويجب
ان نسأل انفسنا وقتها إذا نجحوا هل لأن الجمهور اصبح يؤيد فكرهم
الايديولوجى ام لاتقان هذا الشاب الأداء الإعلامى الكوميدى، والعكس صحيح
إذا فشل. وأضاف قائلا: «من المتوقع ان يتغير نمط هذا البرنامج ليبث أفكار
الإخوان ويدافع عنهم ولكن حرية التعبير التى نطالب دوما بها تحرم علينا
الهجوم عليه الا بعد متابعته لفترة وتقييمه بشكل موضوعى، فمن حق كل إنسان
منا نشر أفكاره والتعبير عنها بالطريقة التى تحلو له طالما فى حدود حرية
الرأى والتعبير».
وعلق فوزى على اسم البرنامج «شلوت» قائلا: «هذا الاسم للأسف يحمل
معانى للعنف الديناميكى أو الحركى وهذا سيحدد اهداف البرنامج فى مقابلة
آراء الغير بالعنف.. فكل برنامج لديه الاسم الذى يعبر عنه فلو نظرنا
لبرنامج باسم يوسف على سبيل المثال سنجده اختار له اسم «البرنامج؟» ليكون
معبرا عن برامج المرشحين للرئاسة وقت ظهوره على شاشةالتليفزيون لأول مرة..
وفكرة استمراره بهذا الاسم ليست سوى استثمار لنجاح البرنامج منذ بدايته».
روز اليوسف اليومية في
01/05/2013
أطلقها عدد من النقاد ..
مبادرة لتأسيس جمعية نقاد وإعلاميي السينما العراقيين
المدى الثقافي
أطلق عدد من نقاد وإعلاميي السينما العراقيين على هامش "مهرجان الخليج
السينمائي" في دبي مبادرة تأسيس "جمعية نقاد وإعلاميي السينما العراقيين".
وجاء إعلان هذه المبادرة من خلال بيان أصدره عدد من نقاد السينما في العراق
وجاء فيه:
شهدت السينما العراقية، ولا تزال تشهد، منذ انهيار نظام البعث
الديكتاتوري وحتى الآن، نهضة ملحوظة وحركة حيّوية لافتة تمثّلت في بروز عدد
كبير من السينمائيين الشباب، إخراجاً وكتابة وتمثيلاً وصناعة، بصورة أسفرت
عن دفع الإنتاج السينمائي العراقي، روائياً ووثائقياً، إلى مستويات متقدمة
وطموحة. وتمثّل هذا التطوّر في العديد من الإنجازات التي قدّمها
السينمائيون الشباب، سواء داخل الوطن أو خارجه، وتجلت بشكل أدل خلال
المشاركات المتواصلة في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية
والإقليمية، التي أسهمت بشكل أو بآخر في تعزيز روح التنافس المشروع بين
السينمائيين أنفسهم جراء مشاركاتهم تلك.
ورغم عدم اهتمام المؤسسات العراقية الرسمية المعنية بالشأن السينمائي
بتلك النجاحات المكللة بجوائز عدة، فإن السينمائيين الشباب وبمواكبة وتشجيع
من النقاد والمعنيين بدفع عجلة السينما العراقية إلى الأمام، واصلوا حراكهم
الفني وجدّدوا هذا الفرح في كل مهرجان شاركوا فيه مؤكدين في غضون ذلك عراقة
الثقافة العراقية وإبداعها على غير صعيد. وما مهرجان "الخليج السينمائي" في
دبي إلاّ الواجهة الأنصع لإنجاز هؤلاء الشباب، إذ توج سبعة منهم في الدورة
الأخيرة للمهرجان التي أقيمت في شهر أبريل الجاري، بثمان جوائز وإشادتين
لطاقتين تمثيليّتين فتيتّين من كردستان العراق.
وفيما عاد رواد السينما العراقية بفعل إحساسهم بالمسؤولية ورغبتهم في
تحقيق ما فاتهم تحقيقه،إلى ما وراء الكاميرا ليسجّلوا حكاياتهم وقصصهم، فإن
الشبيبة السينمائية العراقية الواعدة من جهتها، باتت تُشكّل، بفعل إصرارها
على الانجاز وسعة طموحها، روافد مهمة وغنيّة تثري النهر السينمائي العراقي
الكبير بمائها العذب، كما تصقل بتجاربها ورؤاها المتنوعة الطاقات والقدرات
الإخراجية والكتابية والتمثيلية والتقنية والإنتاجية. وما كان لذلك ان يكون
لولا حبّ هذه النخبة الطموح للسينما العراقية والإيمان بقدرتها الناجزة على
إعادة قراءة الحياة العراقية بأفق أرحب وروح اصدق في دعوتها إلى السلام
والتسامح والعيش المشترك، بعيدا عن كل المحاولات الساعية إلى إنهاك العراق
وتدمير مستقبله.
كما رافق هذا النشاط السينمائي تطوّر جيّد آخر على صعيد النقد
والكتابة والمتابعة الإعلامية التي تُسهم، ليس فقط في تقويم ومواكبة نتاجات
الشباب، بل أيضاً في تعميق وتطوير طقس المشاهدة التي يأمل الجميع ان تستعيد
عافيتها وبريقها ثانية، لا بوصفها فضاءً للمتعة حسب، وإنما باعتبارها
تقليدا اجتماعيا وثقافيا دأبت العائلة العراقية على مواصلته قبل ان يجهز
الخراب الاقتصادي والاجتماعي على بوابات الأحلام الجميلة تلك ويحولها إلى
مخازن ومحال وأماكن للسكن العشوائي.
وإزاء هذا الوضع، وانطلاقاً من أهمية النقد والقراءة والترويج
الإعلامي للإنجاز السينمائي بأوسع معانيه، ولضرورة تأطير نشاط النقّاد
والإعلاميين السينمائيين العراقيين بمهام أوسع واشد تنظيما، اجتمعت نخبة من
نقاد وإعلاميي السينما العراقيين على هامش "مهرجان الخليج السينمائي" في
دبي وأطلقت مبادرة تأسيس "جمعية نقاد وإعلاميي السينما العراقيين". وستعمل
اللجنة في القريب العاجل على إصدار مسوّدة النظام الداخلي للجمعية وتُعدّ
لمؤتمرها الأول داخل الوطن.
مبادرة هذه النخبة تأتي تتويجا لحرص راسخ ومتابعة جادة لفاعلية
السينمائيين العراقيين أينما كانوا، ومن جميع الأجيال، لذا سيكون الباب
مفتوحاً أمام هؤلاء المبدعين للإسهام في تطوير نشاط الجمعية وفاعليتها.
المدى العراقية في
01/05/2013
مجدى كامل رجل أعمال شرير..
ونهال عنبر بـ«الباروكة الحمراء»
سعيد خالد
داخل نادى الإعلاميين بالمقطم يواصل الفنان مجدى كامل تصوير مسلسل «كش
ملك» الذى يشاركه بطولته سوزان نجم الدين ونهال عنبر وريهام سعيد، وإخراج
حسام عبدالرحمن فى أولى تجاربه التليفزيونية.
«المصرى اليوم» حضرت أول يوم تصوير، حيث دارت
الكاميرا الساعة ١١ صباحاً واستمر العمل حتى منتصف الليل، فى الديكور مكتب
رجل الأعمال «طلعت سالم»، الذى يؤدى دوره مجدى كامل بينما تقدم نهال عنبر
شخصية شقيقته «فادية» ويبدو أنهما على خلاف مستمر، وهو ما ظهر أثناء تصوير
المشهدين ١٩ و٢٠ ضمن الحلقة رقم ٢٢ والتى بدأ المخرج تصويرها فى اليوم
الأول.
ويظهر مجدى كامل خلال أحداث المسلسل بـ«لوك جديد» وشخصية مختلفة عن
الشخصيات التى قدمها من قبل، فهو يقدم دور رجل أعمال قوى الشخصية، وله
علاقات متشعبة مع رجال الدولة، لكنه محير لكل من حوله، فضلا عن أن علاقته
مع زوجته وأولاده وأقاربه تتسم بالغرابة، بينما تظهر نهال عنبر مرتدية
باروكة «حمراء» وتعانى العديد من المشاكل ويعاملها شقيقها بشكل قاس، وينتج
عن ذلك العديد من المفاجآت.
وقال المخرج حسام عبدالرحمن: «كش ملك» يتحدث عن الأحداث التى شهدتها
مصر من ٢٠١٠ إلى ٢٠١١ وينتهى مع بداية الثورة، ويركز على صراع رجال الأعمال
والسلطة مع الإعلام، وما إذا كان الإعلام يعالج المشاكل أم يتسبب فى
تفاقمها.
وعن تعامله مع الممثلين قال: المخرج والممثل يجب أن تجمعهما علاقة
صداقة، خاصة أن ذلك يساهم فى نجاح العمل، لأن المخرج فى هذه الحالة يدرك
إمكانيات الممثل، ويعرف كيفية توظيفها لكى يقدم أفضل ما لديه، وهو ما حرصت
عليه فى أولى تجاربى، حيث اخترت مجدى كامل لدور البطولة لأنه صديقى وبيننا
تفاهم، فضلا عن أن كل مننا يعرف إمكانيات الآخر، وأتمنى أن ننجح وتخرج
التجربة بشكل ينال إعجاب الجمهور.
وأضاف: تم الاتفاق مع الفنانة السورية سوزان نجم الدين وستبدأ تصوير
مشاهدها خلال أيام، حيث تجسد شخصية مذيعة تلجأ إليها زوجة «طلعت» التى تقوم
بدورها ريهام سعيد لكشف المستور فى حياة زوجها.
وأشار عبدالرحمن إلى أن المؤلف رضا الوكيل انتهى من كتابة المسلسل منذ
٤ سنوات، وتم إجراء تعديلات بسيطة على الأحداث لتتناسب مع الواقع الحالى،
موضحا أن العمل يناقش قضايا اجتماعية ليس له علاقة بالسياسة، ولن تتضمن
أحداثه مشاهد تتعلق بالثورة.
وأوضح أن التصوير سيستمر فى نفس الديكور لمدة أسبوعين، على أن يتم
تصوير عدد من المشاهد الخارجية بعد ذلك ما بين شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه
يسابق الزمن للحاق بالموسم الرمضانى لذلك قرر الاستعانة بوحدة تصوير
إضافية.
المصري اليوم في
01/05/2013
يتمنى صناعة سينما متطورة في
بلاده
باسم الطيب: غياب التسويق مشكلة الدراما
العراقية
بغداد
-
زيدان الربيعي:
دعا الممثل العراقي باسم الطيب الدولة العراقية إلى تولي مهمة إنتاج
بعض الأعمال الدرامية العراقية حتى تسهم بتسويقها إلى بعض الفضائيات
العربية . وقال الطيب في لقاء مع “الخليج” إن الدراما العراقية الحالية
ونتيجة لعدم وجود إنتاج قوي لم تستطع أن تسوّق نفسها إلى خارج العراق،
لافتاً إلى أن كثرة الأعمال الدرامية العراقية تمثل حالة صحية، لأن هذه
الكثرة أسهمت في بروز بعض الممثلين الشباب، وكذلك الكتّاب الشباب، فضلاً عن
الطاقات الفنية، متمنياً بأن يرى سينما عراقية متطورة على اعتبار أنها تمثل
الركيزة الثقافية لأي بلد .
·
بعد عودتك من الغربة هل شاركت في
أعمال درامية جديدة؟
- بعد عودتي إلى بغداد قمت بتجسيد شخصية “همام” في مسلسل “رباب” وهو من
تأليف باسل الشبيب وإخراج علي أبو سيف وهذا الشخص يعيش في لندن وهو من
شريحة الكرد الفيلية الذين تم تهجيرهم من العراق في القرن الماضي وأغلب
أحداث المسلسل تدور في شمال العراق، لذلك أرتدي الزي الكردي . كذلك سأواصل
تجسيد شخصيتي في الجزء الثاني من مسلسل “باب الشيخ” وهو أيضاً من تأليف
باسم الطيب وإخراج المخرج الأردني أيمن ناصر الدين، وهذه المرة يحمل
المسلسل اسم “المدينة”، لكن الشخصية التي أجسدها أصبحت تمتلك أكثر من محور
في المسلسل . حيث أتوقع أن يحظى هذا المسلسل بمتابعة كبيرة من الجمهور
عندما يعرض، لأن كل وسائل النجاح توافرت أمامه .
·
كيف تجد الدراما العراقية في
الوقت الراهن؟
- حقيقةً أن الدراما العراقية تشهد تطوراً ملحوظاً عاماً بعد عام، حيث في
العام الماضي ظهرت أعمال نوعية عديدة لعل من أبرزها مسلسل “حفر الباطن”
الذي كان من الأعمال الرائعة والحال ذاته ينطبق على مسلسل “باب الشيخ”
ومسلسل “بنت المعيدي”، وهذا التطور حقيقة يفرح ويعطي بارقة أمل للجميع
بتطور الأعمال الدرامية في العراق . لكن مع كل هذا التطور الحاصل في
الدراما العراقية فإن ما ينقصها هو عملية التسويق، إذ إن الأعمال الدرامية
العراقية بالوقت الراهن لا يتم شراؤها من القنوات الفضائية العربية .
·
كيف يمكن للدراما العراقية أن
تسوّق أعمالها عربياً؟
- هذا الأمر من مسؤوليات الدولة العراقية، لأن الدولة إذا تولت مسؤولية
إنتاج أعمال درامية مهمة، فإنها هي التي تتولى تسويق أعمالها عبر قنوات
مختلفة، لكن الذي يحصل الآن أن الدولة العراقية لا تهتم بهذا الجانب .
·
عملية الاستسهال التي ترافق بعض
الأعمال الدرامية العراقية من يتحملها؟
المسؤولية تقع على القناة التي تعرض مثل هذه الأعمال، لأن الممثل
العراقي وتحت ضغط ظروف الحياة الصعبة يضطر للعمل في أعمال بسيطة أو غير
مقنعة بالنسبة له لكي يحصل على أجور يسد فيها متطلبات معيشته، فضلاً عن ذلك
فإن بعض الممثلين الذين يشتركون في الأعمال البسيطة التي فيها استسهال كبير
يعتقدون أن القنوات التي تعرض هذه الأعمال غير متابعة من قبل الجمهور
وبالتالي لن تمس رصيده في الشارع العراقي أو في الوسط الفني .
·
الأجور التي تمنح للممثل العراقي
هل تراها مناسبة؟
- حقيقةً ماتزال الأجور غير مقنعة، لكننا مضطرون للقبول بهذه الأجور، لأنها
تتماشى مع الوضع العام في البلد، لأن أغلب الأعمال العراقية يتم إنتاجها من
قبل المنتج المنفذ وهذا المنتج لديه ميزانية مالية معينة لا يستطيع
تجاوزها، لأنه سيتعرض إلى خسارة مالية .
·
كثرة الإنتاج هل أضافت أشياء
جديدة للدراما العراقية؟
- بكل تأكيد أضافت بعض الأشياء للدراما العراقية ومنها إبراز مواهب الكثير
من الممثلين الشباب وطواقم فنية جديدة وجيدة، وكذلك ظهور كتّاب جدد .
·
المخرجون العرب الذين عملت معهم
ماذا أضافوا لك؟
- كل مخرج لابد أن يضيف أشياء جديدة للممثل، لذلك أرى أن بعض المخرجين
العرب الذين تولوا مهمة إخراج بعض الأعمال الدرامية العراقية قد أضافوا
خبرات جيدة وجديدة للممثلين العراقيين، ومن أبرز هؤلاء المخرج الأردني أيمن
ناصر الدين، وكذلك المخرج السوري سامي أجنادي، لأن هذين المخرجين يمتلكان
خبرة جيدة في التعامل مع التقنيات الحديثة، علماً بأن المخرجين العراقيين
جيدون، لكنهم عانوا القطيعة الطويلة مع العالم بسبب ظروف الحصار الذي فرض
على العراق في تسعينات القرن المنصرم .
·
ما طموحاتك؟
- أطمح كثيراً إلى أن تكون لدينا سينما عراقية متطورة، لأن أي بلد لا توجد
فيه سينما فإنه يؤكد للجميع أنه يفتقد للثقافة ولا يوجد فيه وعي، لأن
السينما إذا انتشرت في الشارع العراقي فعندها نؤمن وعياً جديداً، لأننا
لسنا بحاجة إلى خطة فرض القانون، إنما بحاجة ماسة إلى خطة فرض الثقافة، لأن
الثقافة الآن تمثل الحاجة الأهم التي يحتاج إليها العراقي، لأن الوعي هو
السلاح الذي يحارب كل الأشياء السلبية والمتخلفة .
الخليج الإماراتية في
02/05/2013
العام الثاني للأحداث ترك أثره
بأشكال مختلفة
الفنانون السوريون بين الرحيل
والترحال
دمشق
-
علاء محمد:
لم تشهد السنة الثانية للأحداث في سوريا تغييراً جوهرياً في مواقف
الفنانين، فاستمر كل منهم على موقفه . والتغييرات، إن وجدت، فهي بحدود
التفاصيل والجزئيات الصغيرة، كأمكنة وجود بعض الفنانين، والتصعيد في النبرة
أو التهدئة، أو “رحيل” البعض بسبب الأحداث أو بشكل طبيعي، وترحال إلى بلاد
أخرى .
“الخليج” ترصد انعكاس الأوضاع على الوسط الفني
السوري في هذا التحقيق .
بينما كان المخرج الليث حجو يقود فريق عمل مسلسله الجديد “سنعود بعد
قليل” في مدينة طرابلس اللبنانية، تعرض الفريق الذي ضم نخبة من نجوم
الدراما السورية، لهجوم من قبل البعض .
وجاء في التفاصيل أن دريد لحام تعرض للدفع، فوقع أرضاً، بينما تلقى
باسم ياخور لكمةً على وجهه، وكان نصيب قصي خولي صفعة، مع اعتداء على المخرج
الليث حجو ومساعديه .
حاول المخرج حجو نفي ما جرى، لكن بياناً صدر عن مديرية الأمن العام
اللبناني في اليوم التالي، جاء فيه أن اللواء أشرف ريفي، مدير الأمن العام،
استقبل وفد الفنانين السوريين واعتذر منهم عما بدر من لبنانيين بحقهم،
واعداً بأن يتم تأمين أماكن قيامهم بنشاطهم الفني بعناصر حماية من الجيش
اللبناني .
وكان شهر فبراير/شباط في العام الماضي شهد تعرض وفد من الفنانين
السوريين للاعتداء في القاهرة عند وصول الوفد لمقابلة الأمين العام لجامعة
الدول العربية نبيل العربي لشرح وجهة نظرهم، فسالت دماء من رأس زهير عبد
الكريم، وتعرضت لينا حوارنة للضرب المبرح، ونجت تولاي هارون من الاختطاف .
لم تكن السنة الثانية رحيمة على الفنانين، حيث قتل محمد رافع على يد
مجموعة مسلحة، بينما أصابت قذيفة مجهولة المصدر سيارةً كان يقودها نجم
السينما والمسرح السوري، الفنان ياسين بقوش، فأردته قتيلاً .
في السنة الأولى، اعتبر موقف الفنان جمال سليمان الأبرز بين زملائه في
الوسط الفني السوري، ذلك أن جمال كان الوحيد الذي طالب بتغيير النظام
وبمؤتمر صحفي . لكن في السنة الثانية لم يخرج أي موقف مشابه لأي فنان سوري
بمن في ذلك جمال نفسه، وذلك بعد أن غادر الفنان سوريا، فأقام في مصر منذ
قرابة العشرة أشهر .
بعض الفنانين عبّروا عن معارضتهم النظام وشاركوا في الدراما السورية
وأبرزهم عبد الحكيم قطيفان، لكنهم يغيبون هذا العام، وقد زاد عدد الفنانين
المهاجرين من سوريا، حيث اقتربوا من الخمسين ممثلاً معظمهم من فئة الصف
الأول: جمال سليمان، عبد الحكيم قطيفان، مازن الناطور، سلافة معمار، كندا
علوش، سامر المصري، مها المصري، فارس الحلو، مي اسكاف، مكسيم خليل، هيثم
حقي، جهاد عبدو، لويز عبدالكريم، محمد آل رشي، كفاح الطويل وآخرون .
من أكثر ما لفت الانتباه واقترب من أن يوضع في خانة “المضحك المبكي”،
كان ردود فعل أنصار كل طرف من طرفي الصراع على وفاة أي فنان سوري لمرض أو
لنوبة قلبية مفاجئة .
فقد بلغ عدد الفنانين الذين رحلوا في السنة الثانية للأحداث التسعة،
وبعد كل وفاة كانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “الفيس بوك”، تعج
بالاتهامات المضادة عن المسؤولية عن الوفاة “الطبيعية أصلاً” . حيث ركّز
الموالون في تعليقاتهم على وفاة أي فنان بأن الراحل كان قد ضاق ذرعاً بعمل
المعارضة والمجموعات المسلحة، فآثر الرحيل عن الحياة . وفي اتجاه معاكس
كانت صفحات أخرى لمعارضين تعتبر أن الفنانين الذين رحلوا فضّلوا الموت على
البقاء في حياة يسودها هذا الحكم . وكانت الأصوات العقلانية لدى الطرفين
قليلة جداً بل ونادرة .
الخليج الإماراتية في
03/05/2013
فريال يوسف:
جمال سليمان «فارس أحلامى»..
والدراما التونسية ينقصها التوزيع
حوار: اية رفعت
استطاعت الفنانة التونسية فريال يوسف أن تلفت الأنظار إليها من خلال
تجاربها فى الدراما التليفزيونية وبالرغم من أنها قررت الظهور فى رمضان
المقبل بثلاثة أعمال إلا أن الظروف لم تساعدها ولن تظهر سوى بمسلسل واحد
وهو «نقطة ضعف» وعن التجربة وأمور أخرى دار هذا الحوار:
■
كيف جاء ترشيحك لبطولة مسلسل «نقطة ضعف»؟
- رشحنى له المخرج أحمد شفيق وعندما اتصل بى فوجئت بثقته العالية خاصة
انه اختارنى قبل باقى الترشيحات للادوار النسائية فاعطانى السيناريو وقال
لى اختار ما بين الأدوار النسائية الرئيسية فى حياة الدكتور عمر بطل
المسلسل من حيث الشخصية التى تستهوينى أكثر لكن مع الابتعاد عن الشخصية
الرئيسية التى تعاقدت عليها الفنانة رانيا فريد شوقى لما لها من مميزات
خاصة بالنسبة للسن وللخصائص الاجتماعية حيثإنها تظهر أمًا لبنت كبيرة.
وعندما قرأت السيناريو لأول مرة وقعت فى حب شخصية «رباب» واتصلت بشفيق
لأخبره انى سأقبل التحدى وأقدمها.
■
وما طبيعة دور «رباب»؟
فتاة مثقفة وجميلة وتعمل بإحدى شركات الاعلانات وفاتها قطار الزواج
مثل الكثير من نماذج الفتيات فى الوطن العربى مما يدخلها فى حالة شك فى
نفسها، وما يزيد ذلك الاحساس انها تؤمن بالحظ والابراج والدجل والكوتشينة
وغيرها من العوامل التى تؤثر على حياتها. وتقع فى حب الدكتور عمر الذى يقدم
شخصيته الفنان جمال سليمان وتتمنى الزواج منه خاصة وانه بالنسبة لها رجل
وسيم وذو مركز مرموق اجتماعيا وغيرها من العوامل التى تجذبها له، ولكن وجود
ظروف معينة فى حياته تحول دون اتمام قصة الحب بالزواج.
■
وماذا عن اول تعاون بينك وبين الفنان جمال سليمان؟
- فنان جميل ومحترم على المستوى الشخصى والفنى وأنا سعدت جدا بالعمل
معه فهو من الفنانين المحبوبين ولهم جماهيرية عالية فى الوطن العربى لذلك
العمل معه كان فرصة كبيرة بالنسبة لي.. وفى نفس الوقت اعطانى مسئولية كبيرة
لأنى عندما أقف أمام فنان بهذا التاريخ والخبرة والاحتراف يجب ان اكون على
قدر ثقته وثقة الجمهور بى.
■
تعاقدتى على اكثر من عمل لشهر رمضان المقبل ولم يكتمل منها سوى «نقطة ضعف»
فما سبب تأجيل باقى الاعمال؟
- بالفعل انا كنت انوى ان اغير فكرتى التى اعمل بها منذ دخولى لمجال
الفن وهى التركيز على عمل واحد أقدمه فى الشهر المبارك، وقمت هذا العام
بالاختيار افضل 3 أعمال عرضت على وهى مسلسل «بعد الفراق» و«الملك النمرود»
و«نقطة ضعف» وشاءت الظروف الانتاجية تأجيل المسلسلين الأخيرين ليشاء الله
ان أطل على الجمهور بعمل واحد فقط مثل الاعوام السابقة. فالمشاكل الانتاجية
تلاحق مسلسلات كثيرة هذا الموسم بالذات وعلى الرغم من قلة الاعمال
الرمضانية ستعطى فرصة للجمهور انيشاهد اعمالا اقل بجودة وتركيز اعلى الا
انها ستمنع عدد من الفنانين من فرصة الظهور بالسباق الرمضانى.
■
ألم تتخوفى من التصوير فى ظل الظروف الأمنية غير المستقرة بالبلد؟
- أكيد متخوفة جدا خاصة عند عودتى ليلا من موقع التصوير ولكنى لا اكون
بفردى فغالبا ما اذهب بصحبة فريق العمل الخاص بى من ماكيير ومساعدة والسواق
الخاص.. وعلى كل حال أنا اقوم بتحصين نفسى بتلاوة بعض آيات القرآن الكريم
التى اشعر انها تزيد من الطمأنينة وليس لدى حل سوى التوكل على الله.. حتى
انى قمت بتأجيل مشروع شرائى لسيارة خاصة بعد تكرار حوادث التعدى على
السيارات لبعض اعضاء فريق المسلسلات الاخرى.
■
ألم تفكرى فى العودة لبلدك تونس للهروب من حالة القلق الامنية؟
أجابت ضاحكة: كل ما يدور هنا يدور هناك وكأن الاحداث والسياسات نسخة
واحدة، بل على العكس اشعر ان تونس تسبق مصر (بحلقة).. فانا كنت قبل عدة
سنوات اتحركبتونس ليلا مع نهار بدون خوف، حتى انى كنت اسير بسيارتى ليلا
بدون اغلاق احكام الابواب الداخلية فكنت اشعر بامان رهيب.. ولكن الان أصبحت
الحالة الامنية سيئة تماما فهناك البلطجة والخوف وأنا اتابع اخبار اهلى
هناك باستمرار.. ولكن اتمنى ان يعود الامن على الاقل كما كان ولم اتمنى
الافضل حتى لا اكون طماعة.
■
وكيف ترين الحالة التى وصلت لها بلدك بعد الثورة؟
- المشكلة ان الناس اصابها التعب النفسى والبدنى بسبب كثرة الاحداث
التى تراها يوميا.. فالمواطن لا يجد قوت يومه والاسعار فى ارتفاع مستمر..
واتمنى ان ينصلح الحال سريعا وان تنتعش البلد اقتصاديا وسياحيا وان يعم
خيرها على اهلها، وارى ان كل فرد يجب ان يعمل لصالح البلد ومن لا يجد نفسه
قادرا على تحمل مسئولية النهوض بها يترك مكانه للاكثر جدارة بها.. وربنا
يعطى الشعب بقدر نيته الطيبة.
■
لماذا ابتعدتى عن اداء الدور الصعيدى يعد نجاحكفى تقديمه العام الماضي؟
- بالفعل انا حصلت على ردود فعل جيدة بعد مشاركتى بالمسلسل الصعيدى
«ابن ليل» حتى ان مخرج العمل الراحل اسماعيل عبد الحافظ نفسه كان يقول لى
الصعيدى بتاعك زى العسل.. وقد تم عرض بعض الاعمال الصعيدية على هذا العام
ولكنى رفضتها دون تفكير لانى لا اريد ان اعيد نفسى فى اى شخصية نجحت فيها..
لذلك اخترت الادوار المدنية الخفيفة فى عملين ودور تاريخى واحد بمسلسل
«الملك النمرود».
■
من وجهة نظرك ما الذى ينقص الدراما التونسية لمنافسة باقى بلدان الوطن
العربي؟
- المشكلة التى كانت تواجهنا فى تونس قبل الثورة ان الانتاج الدارمى
كله كان فى يد الاذاعة والتليفزيون دون وجود شركات خاصة، وهذا الجهاز
الحكومى انتج العديد من الاعمال الرائعة موضوعا وفنا ولكن المشكلة فى
اهماله توزيعها للبلدان الخارجية حتى المهرجانات العالمية كانت الوفود
التونسية تحضرها فى شكل (نزهة) ولاتستغل وجودها هناك للتسويق لهذه الاعمال..
وكانت حجتهم هى عائق اللهجة التونسية والتى لا يفهمها الكثير من سكان الوطن
العربي. بينما فى رأيى يمكننا وضع ترجمة صغيرة او حتى عمل دوبلاج صوتى مثل
الاعمال التركية لتصل ثقافة تونس واعمالها الناجحة لكل البلدان العربية.
فنحن نتميز بموضوعات وممثلين رائعين ولكن لا يعلم عنهم العالم شيئا بسبب ان
الاعمال حبيسة البلد فقط.. وبعد الثورة تقوم حاليا بعض شركات الانتاج
الدرامى الخاصة بتونس توزيع المسلسلات على القنوات الفضائية المختلفة
واتمنى ان تنجح فى ذلك.
روز اليوسف اليومية في
02/05/2013
درّة : أنتظر «فارس أحلامي»
كتب الخبر: هيثم
عسران
أنهت الفنانة التونسية درة تصوير أولى بطولاتها المطلقة في
السينما من خلال فيلم {فارس أحلامي}. عن الفيلم المتوقع عرضه قريباً وسبب
غيابها عن السينما التونسية كان اللقاء التالي.
حدثينا عن فيلمك الجديد {فارس أحلامي}؟
انتهيت أخيراً، مع هاني عادل ومي سليم وأحمد
صفوت، من تصوير الفيلم الذي كتبه محمد رفعت، تحت إدارة المخرج عطية أمين
الذي يعتبر الفيلم أولى تجاربه في السينما وأتوقع أن يكون محطة مهمة في
مشواري الفني، خصوصاً أنه ينتمي إلى نوعية الأفلام الرومانسية التي تقدم
فناً حقيقياً بعيداً عن المعايير التجارية البحتة التي تهدف إلى تحقيق
إيرادات فحسب.
هل معنى ذلك أنك ترفضين
تقديم الأعمال التجارية؟
على العكس. أبحث دائماً في أعمالي عما يجعلني
أصل إلى أكبر شريحة من الجمهور، وأتمنى أن تكون لدي القدرة لتنويع
اختياراتي بين الأعمال الفنية التي تحمل مستوى مختلفاً والأفلام التجارية
البسيطة لأننا في النهاية بحاجة إلى النوعين في دور العرض كي نصل إلى مختلف
شرائح الجمهور، وهو ما يحدث أيضاً في السينما العالمية، فالترفيه أحد أدوار
السينما الرئيسة.
لكن عادة ما تتطلب
الأعمال التجارية تقديم تنازلات تتعلق بمشاهد الإغراء.
الإغراء لا يعني التعري، فقد يكون في النظرة
أو طريقة الكلام. ولي تجربة سابقة في هذا المجال فيلم {الأولة في الغرام}
وأعتز بها للغاية. شخصياً، لا أقبل تقديم أي مشاهد أشعر بالندم عليها
لاحقاً أو تخجل منها عائلتي وأبنائي في المستقبل.
ماذا عن دورك في {فارس
أحلامي}؟
أجسد شخصية أحلام، فتاة تعمل في محل تصفيف
شعر في منطقة جزيرة الدهب وتنشأ قصة حب بينها وبين جارها فارس، الذي يعمل
فرد أمن في إحدى الشركات. لكن الظروف الاقتصادية ودخله المحدود يحول دون
ارتباطهما، ما يجعله يفكر في السفر خارج مصر لتكوين منزل الزوجية لكن تحدث
مفاجآت كثيرة تحول دون سفره.
ألا ترين أن دورك في فيلم
{فارس أحلامي} يشبه دورك في {باب الفلة}؟
لا. ثمة اختلاف كبير في التفاصيل الخاصة بكل
عمل، فيما قد تبدو الخطوط العامة متشابهة في بعض النقاط. لكن في النهاية
سيظهر الاختلاف بعد طرح الفيلم في دور العرض. ففي {باب الفلة} قدمت دور
عزة، تلك الفتاة التي تنشأ في إحدى المناطق الشعبية في تونس وتجد صعوبة في
الارتباط بعامل السينما الذي يمنعه دخله من الارتباط. أما شخصية أحلام، وإن
تشابهت معها في الظروف، فتفاصيل حياتها مختلفة بشكل كامل.
هل تحمست للعمل لكونه
يمثل أول بطولة مطلقة لك سينمائياً؟
لا يعترف الفن عموماً بمفهوم البطولة
المطلقة، فهل ثمة فنان يستطيع أن يتصدى للفيلم بمفرده؟ بالتأكيد لا. أما في
ما يتعلق بمساحة الدور فتختلف النظرة إليها من دور إلى آخر حسب طبيعة
العمل. وفي الحالات كافة، لا أختار أعمالي وفقاً لعدد المشاهد، بل لتأثير
الشخصية في الأحداث ودورها والعمل ككل، وهي عناصر للنجاح وجدتها متوافرة في
الفيلم فوافقت عليه من دون تردد، وانتظرته طويلاً عندما تأجل التصوير
مراراً بسبب الأوضاع الأمنية واعتمادنا على التصوير الخارجي في غالبية
مشاهده.
هل خفّضت أجرك في الفيلم؟
بالتأكيد، فبعد الثورة غالبية الفنانين
خفّضوا أجرهم كي تستمر عجلة الإنتاج، خصوصاً في السينما التي تواجه مشاكل
متعددة أبرزها القرصنة على الأعمال السينمائية فور طرحها ووجود مشكلة في
الإيرادات بسبب الظروف الاقتصادية، وغيرها من عوامل تكون بحاجة إلى تكاتف
الفنانين لمساندة الصناعة.
لم تحقق تجربتك الأخيرة
في فيلم {مصور قتيل} إيرادات جيدة، ألا تشغلك الإيرادات؟
أختلف معك. أرى أن الفيلم حقق إيرادات جيدة
مقارنة بتوقيت عرضه، خصوصاً أن التظاهرات كانت تملأ القاهرة اعتراضاً على
بعض القرارات السياسية، بالإضافة إلى أن شباك الإيرادات لم يعد كما كان،
بمعنى أن معدلات إيرادات الأفلام تغيرت. كذلك دور الطبيبة النفسية الذي
أديته في الفيلم أعتبره إضافة بالنسبة إلي لأنه كان جديداً وأعتقد أنني
نجحت في تقديمه.
يلومك البعض لتركيزك في
العمل في السينما المصرية، خصوصاً أنك لم تقدمي أعمالاً في تونس منذ
فيلم {باب الفلة}.
أعلم أنني لم أعط السينما التونسية حقها ولم
أقدم فيها ما يرضي طموحاتي، لكن ظروف الإنتاج السينمائي في تونس تختلف عنها
في مصر بشكل كامل، حيث الأعمال قليلة للغاية وغالبيتها من إنتاج مؤسسة
السينما التي تحصل على دعم من الدولة، فضلاً عن أن جمهور السينما تراجع
بشكل لافت بسبب الظروف الاقتصادية.
كيف ترين الواقع في تونس
بعد الثورة؟
الشعب التونسي لديه الكثير من الآمال التي لم
تتحقق بعد، ولا نستطيع القول إن الأمور تسير في تونس على ما يرام، خصوصاً
أن أعباء اقتصادية كثيرة أصبحت تواجه الطبقة المتوسطة بشكل ملح، بالإضافة
إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. لكن في النهاية سيظل لدينا الأمل في تحقيق
قدر أكبر من الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والعدالة الاجتماعية لأبناء
بلادنا في سبيل تحقيق أهداف الثورة كاملة.
وجديدك؟
أصوِّر راهناً دوري في مسلسلي «مزاج الخير»
و{موجة حارة»، وأتفرغ لهما نظراً إلى عرضهما خلال شهر رمضان المقبل.
الجريدة الكويتية في
03/05/2013 |