«حائرات» مسلسل لنساء من حولنا، آلامهن انعكاس لفوضى مبادئ وقيم يعيشها
المجتمع، لم تغب إلا لتحضر من حيث لم يتوقعها أحد. العمل الذي تنتجه
المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، كتبه أسامة كوكش، ويخرجه
الفنان سمير حسين، يتناول حكاية مجموعة من النساء، راصداً
قصة كل واحدة منهن وهمومها وأحلامها وحيرتها التي تعيشها، كما يرصد أيضا
تأثير عدد من الموضوعات الشائكة في حياتهن كالعنوسة والطلاق والهجران
الزوجي والرغبة في الإنجاب والعنف والخيانة والمشكلات القانونية المتعلقة
بحضانة الأطفال، ومشكلات الشباب وانحرافهم. كل هذا ضمن الظروف التي تعيشها
سورية، وما تركته من أثر اجتماعي واقتصادي. شارك في العمل نخبة من فناني
الدراما السورية منهم أسعد فضة، رشيد عساف، أيمن رضا، جهاد سعد، فاديا
خطاب، وائل رمضان، مصطفى الخاني، نادين خوري، ضحى الدبس، سوزان نجم الدين،
لينا دياب، ميلاد يوسف، تيسير إدريس، مروى أحمد، ماسة زاهر.
أزمة أنوثة مستباحة
عن موضوعي العمل، ومدى قدرته على السير بهما معاً أشار كاتب العمل
أسامة كوكش في حديثه لـ«تشرين» إلى أن: الأزمة لم تنفصل عن حياتنا اليومية،
على العكس فقد أثرت في علاقاتنا مع الآخرين، وكانت سبباً في خلافات بين
الأخوة في البيت الواحد، وهذا طبيعي لأننا لم نعتد الاختلاف، ولم نعتد كذلك
أن نتقبل الآخر، فنحن إما مع وإما ضد، فالنسبية غير موجودة في حياتنا.
ويتابع كاتب العمل: (حائرات) هن نساء غير قادرات على اتخاذ موقف في
الحياة، لأن قرارهن ورأيهن على الأغلب يكون مسلوباً منهن وتالياً، هن قلما
يسألن، وحتى لو سئلن ظاهريا فهن غير قادرات على اتخاذ موقف حقيقي على
اعتبار أنهن موجهات.
يقول كوكش: ضمن المنظومة الاجتماعية التي نعيشها يأتي سؤال المرأة
حالة تجميلية وليست حقيقية، ليتم تحميلها مسؤولية القرار الخاطئ من وجهة
نظر الرجل فينفي المسؤولية عن نفسه على اعتبار أنه دائما على حق كما هو
معروف في مجتمعنا.
«حائرات» نساء من حياة الكاتب، نماذج شاهدها تتعرض للظلم، وكان رده هذا
العمل، محاولاً ضمن مشروعه عن «الإنسان»، ملامسة المرأة والنفوذ إلى
مشاعرها، تاركاً الحكم على مدى النجاح أو عدمه للجمهور لكنه مع ذلك يتركها
حائرة، فالقضية لم تحل والخروج من القوقعة يحتاج لعشرات السنوات علماً بأن
الرجل ليس أفضل حالاً لكن وضعه يختلف.
أما عن الموضوعات الحساسة في العمل فيفترض كوكش أن (حائرات): ينقد
الواقع في أحد جوانبه، والنقد عموما ليس بالسهل في مجتمع اعتاد تقديم
الصورة الجميلة فقط، بعيدا عن الوجه السلبي، ومع أن الخطأ موجود في أي مكان
في العالم لكننا اعتدنا التستر عليه، والأزمة كشفت هذا الكذب وتالياً،
موضوعات العنف الجنسي أو الخيانة الزوجية موجودة بكل تأكيد. مضيفاً: بأنه
قدّم هذه الموضوعات بما يسمح به الرقيب الداخلي أولا، محاولا الدخول للعمق
ضمن حدود الرقابة، بعيدا عن تقديم الإنسان السيئ بالمطلق، فحتى المخطئ أو
المعنف فيه جوانب إيجابية إلى حد ما.
ديمقراطية الدراما
الجديد في «حائرات» والمختلف كما يراه مخرج العمل الفنان سمير
حسين هو تناول مجموعة من قضايا المرأة بالعموم على اختلاف انتماءاتها
الطبقية والمعرفية والثقافية داخل ما يحدث الآن في سورية عبر نماذج فتيات
وسيدات العمل، من الموظفة والفتاة القاصر إلى السيدة المتزوجة.
ورأى حسين أنه من المبكر جدا طرح أي قضايا أو معضلات سياسية في أي عمل
فني إلا إذا ذهبنا باتجاه وجهة نظر واحدة مدافعين عنها، ومع إمكانية حدوث
هذا، فهو يبدو إشكالياً في حد ذاته. مشيراً إلى أن مرحلة تقديم عمل متوازن
برؤية سياسية لم تحن بعد، وفي (حائرات) تحضر نتائج ومفرزات الأزمة
اجتماعياً واقتصادياً على شخوص العمل.
مضيفاً: إن طرح قضايا المرأة بالعموم في مجتمعنا ضمن صيغة فنية، ومنها
موضوعات الخيانة الزوجية، وغيرها أمر حساس جداً، وإن كان العمل لا يقدم أي
شيء يخدش حياء المجتمع أو يثير حفيظته، كما إن معظم الطروحات فيه مألوفة
جداً، فالخيانة الزوجية والعنوسة والاغتصاب مثلا تم التطرق إليها ضمن أشكال
مختلفة في أعمال أخرى.
وقال حسين: في معظم أعمالي تعاملت كمخرج مع قضايا يمكن أن تثير حفيظة
المجتمع أو تعرضت للوقوف مع وجهة نظر على حساب أخرى لكنني كنت حريصا على
ألا تحوي هذه الأعمال لفظ شتيمة واحداً، وتالياً هناك إمكانية لطرح قضايا
بجرأة على ألا تسيء على
الإطلاق لطفل يحضر العمل على سبيل المثال.
ويرى صاحب «قاع المدينة» أنه يوجد دائماً شرط درامي للتعبير عن قضايا
شائكة وملحة وربما حساسة؛ لكن ليس كما تطرح حقيقة، وهنا يوجد شرط فني أيضا،
فالفن يستلهم من الواقع لكن لا يماثله أو يطابقه بدقة، وتالياً، كل ما
سيقدمه العمل من قضايا حساسة يراعي ما يحدث الآن في سورية، ويراعي كذلك
طبيعة مجتمعنا المحافظ عموماً.
رسائل درامية
وفي سؤال عن تكرار عرض موضوعات وقضايا سبق تقديمها، أجاب صاحب (وراء
الشمس): هذا له علاقة بوجهة نظر الكاتب، بمعنى، أن معالجة القضية تختلف من
شخص لآخر، فالحرب العالمية الثانية على سبيل المثال قدمت بعشرات الأعمال،
إذاً كانت هناك زوايا مظلمة وتفاصيل ما زال الكتاب يستلهمون منها، وكذلك
قضية المرأة حساسة وعميقة وإشكالية في مجتمعنا وغيره عالميا لسيطرة العنصر
الذكوري، وربما تكون مشكلاتها مألوفة وتم التطرق إليها مسبقا في الدراما
السورية والعربية والعالمية لكن كيفية معالجتها، وبناء الحتوتة ضمن بنية
النص هما المختلف.
يقول صاحب (دليلة والزيبق): إننا بحاجة لتنوير متفرجنا تجاه قضايا لها
علاقة بالمرأة، لكونها تعيش جانباً من الاضطهاد في الشارع والبيت وحتى مكان
العمل، هذا اللاتوازن واللاتكافؤ حاضر بقوة جداً، لذا تأتي الإضاءة الآن
أكثر جدوى ، وتصبح أكثر إلحاحاً حين يكون الطرح مهما وغير ساذج أو سطحي.
موضحاً: لا قيمة لصناعة دراما أو فن أو سينما إذا لم تكن هناك رسالة عبر أي
مادة تقدم للناس، تختلف لا شك تلك الرسالة ومدى وصولها من مجتمع لآخر، تبعا
لثقافته وتطوره معرفياً، لكن يجب طرحها بشكل مستمر مع مراعاة خصوصية
المتفرج.
شخصيات من العمل
يؤدي الفنان رشيد عساف شخصية «أحمد» المزاجي، وهو شخص متسلط يملك
معملاً، ويواجه نتيجة تسلّطه مشكلات مع عائلته التي تجبره على إعادة النظر
في حياته.
في حين يجسد الفنان مصطفى الخاني شخصية الشاب «راغب»، الذي يعيش
كثيراً من المتناقضات في حياته حيث لا يمكن أن تُصدر عليه حكماً نهائياً
فهو كريم وأناني في الوقت ذاته، يقوم بالكثير من التصرفات المتناقضة، وفي
كل مرة يشعر بالذنب ويحاول أن يبدأ من جديد لكنه يجد نفسه في مواجهة
المجتمع الذي لا يساعده على ذلك.
الفنانة نادين خوري أمّ لفتاة موظفة في مؤسسة حكومية تتعرض للكثير من
مصائب الظرف الحالي، وينعكس كل ذلك على الحالة في المنزل. بينما تؤدي
الفنانة ناهد حلبي شخصية أم لفتاة وشاب، لدى كل منهما مشكلاته الخاصة، وتقع
على عاتقها مسؤولية البحث عن حلول لمشكلات لا تعرف الكثير عنها بحكم تقدم
العصر.
الفسيفساء الاجتماعية في الدراما..
نسخة مصدقة عن الحياة السورية المعاصرة
تشرين-ليندا محمود
الدراما التلفزيونية هي من أكثر الفنون الإنسانية التي تستمد مادتها
من الواقع تميزاً، وترتبط بحياة الناس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والدينية والأخلاقية، فقد حاولت هذه الدراما عبر تاريخها أن تعكس هذا
الواقع الاجتماعي السوري في مرايا أعمالها، وهذا
كان من أهم أسباب انتشارها ومتابعتها من قبل الجمهور العربي في كل مكان.
ومنذ فترة ليست بالبعيدة، صرنا نرى الإشارة إلى مكونات متعددة للمجتمع
السوري في الأعمال الدرامية السورية، وعلى الرغم من تأخر الدراما السورية
نسبياً في تناولها هذه القضية المنبثقة من صميم المجتمع السوري المعروف
بتنوعه الثقافي والاثني، فإنها خطوة جيدة ومبشرة بأن تصبح الدراما أكثر
قرباً وشبهاً بالواقع، مايسهم في إغناء الدراما السورية وينعش موضوعاتها.
وقد تم تناول الفسيفساء الاجتماعية السورية إما من خلال عرض علاقات حب
وما يتبع علاقة كهذه من معاناة للطرفين بسبب رفض المجتمع وعدم تقبله هذه
العلاقة، أو تناول هذه القضية من خلال العلاقات الاجتماعية والإنسانية
الأخرى، في حين كان الصراع الدرامي في أغلب الأعمال الدرامية السورية فيما
مضى يعتمد في عرضه لصعوبة الارتباط بين عاشقين مثلاً على الاختلاف في
المستوى الاجتماعي فقط، وهو بأن يكون أحد العاشقين غنياً والآخر فقيراً أو
أحدهما ابن عائلة معروفة والآخر ابن عائلة بسيطة، وما يترتب على ذلك من
معاناة وصراعات وأحداث شكلت عامل جذب للمتفرج وأغنت العمل الدرامي وأخرجته
من رتابة سار عليها زمناً غير قصير.
ومن أوائل الأعمال التي تناولت قصص الحب بين رجال ونساء من مكونات
اجتماعية هو مسلسل (أحلام كبيرة) لحاتم علي وريم حنا 2004، إذ عرض لعلاقة
حب جمعت بين عمر الحلبي (باسل خياط) و منى (سلاف فواخرجي)، لكن هذه القصة
كانت ثانوية في المسلسل ولم تكن من الخطوط الأساسية فيه، فاكتفى العمل
بالإشارة إلى عدم تقبل أهل «منى» هذه العلاقة، وإجبارها على السفر خارج
القطر، لتتزوج من شاب هناك، فيستسلم الطرفان لضغوط المجتمع و يكمل كل منهما
حياته، إذ يتزوج عمر (باسل خياط) من وفاء (نورمان أسعد) بعد ذلك.
وكأن هذا العمل كان يعترف أو يبصم بالعشرة كما المجتمع باستحالة زواج
كهذا في مجتمعنا..
أما في مسلسل (يوم ممطر آخر) لرشا شربتجي ويم مشهدي 2008، فنجد أن قصة
الحب التي جمعت بين مها (سلافة معمار) وشادي (مكسيم خليل) كانت قصة أساسية
في العمل، ومحوراً من المحاور الرئيسة فيه، إذ يفُرد العمل مساحة واسعة
لعرض معاناة العاشقين من رفض المجتمع لعلاقتهما، ومع ذلك يصر العاشقان على
الزواج رغم كل العقبات والصعوبات وهو ما يتم فعلاً بعد هروب العاشقين،
فينعتق شادي من سطوة مجتمعه وأسرته لكي يتزوج من حبيبته «مها» وهو ما يسفر
عن خسارة العاشقين أهلهما، ولاسيما شادي الذي تنبذه العائلة وحتى الأصدقاء
بسبب تخليه عن أهله وعاداتهم لأجل فتاة..
ففي هذا العمل رأينا عرضاً لإمكانية زواج كهذا لكن بثمن غالٍ وهو
خسارة الأهل والمجتمع..
العلاقة العاطفية نفسها رأيناها في مسلسل (ليس سراباً) للمثنى صبح
وفادي قوشقجي2008، لكن قصة الحب التي جمعت جلال (عباس النوري) الكاتب، بـ
حنان- (كاريس بشار) الفتاة المطلقة كانت بطلة العمل والمحور الرئيس الذي
تدور حولها كل أحداث المسلسل تقريباً.
وفيها نجد المعاناة نفسها من رفض المجتمع والأهل هذه العلاقة ما
يضطرهما للزواج سراً, هذا الزواج السري الذي يخرج إلى العلن في النهاية بعد
وفاة جلال-(عباس النوري) المفاجئة والمفجعة لحبيبته، إذ تقوم «حنان» بإعلان
زواجها السري من «جلال» ومواجهة أهلها ومجتمعها وخاصة أباها المحافظ بقوة
وجرأة، لكن ذلك حدث بعد وفاة زوجها جلال ربما تجرأت على ذلك لأنها رأت أن
لا خسارة أكبر من خسارتها زوجها وحبيبها، فكأن (ليس سراباً) كان يريد أن
يقول: الاعتراف بهذا «الزواج» أمام المجتمع ممكن لكن ثمنه غالٍ وهو الفقد..
أما مسلسل (بنات العيلة) لـ رشا شربتجي ورانيا البيطار 2012، فقد
قدّم نهاية سعيدة نوعاً ما لمثل زواج كهذا، فوجدنا أن الحب الذي جمع بين
أحمد (إياد أبوالشامات) و ريتا (ديمة قندلفت)، ورغم المعاناة التي عاناها
العاشقان وزواج ريتا من أحمد من دون موافقة أهلها، وتسبب ذلك بموت والد
ريتا، فإنهما وبعد سبع سنوات من الزواج استطاعا أن يعيشا حياة مستقرة نوعاً
ما، بعد أن تتم المصالحة بين الزوجين وأهل ريتا الذين كانوا معارضين لهذا
الزواج.
والأمر نفسه نجده في مسلسل (جلسات نسائية) للمثنى صبح وأمل حنا 2011،
إذ رأينا الجارة أم عزيز (فاتن شاهين) وعلاقتها مع عائلة أم هاني (أنطوانيت
نجيب)، فأم عزيز لم تكن تشعر بالوحدة بالرغم من أنها كانت تعيش وحيدة في
منزلها بعد سفر ابنها الوحيد إلى أمريكا، وذلك بسبب علاقتها مع عائلة
جارتها «أم هاني» إذ تعيش العائلتان وكأنهما عائلة واحدة.
وفي مسلسل (رفة عين) للمثنى صبح وأمل عرفة 2012، عرض المسلسل
للانسجام في الحي الواحد، إذ نجد أن تمثالاً للسيدة العذراء في الحي لا
يبعد كثيراً عن الجامع، ويضع أمامه سكان الحي الشمع يومياً كجزء من تقليد
اجتماعي ، فكان المكون في (رفة عين) مُمثلاً بعائلة أم جورج وأبو جورج
(فاتن شاهين ونزار أبو حجر) التي كان لها دور رئيسي في العمل، هذه العائلة
كانت تقدم المساعدة التي تستطيعها لجيرانها في الحي بغض النظر عن انتمائهم
الديني، إذ رأينا في هذا المسلسل تغليباً للرابطة الإنسانية ولعلاقة
الجيران والأهل من دون أي حساب لأي انتماء مهما كان نوعه سوى الانتماء
للوطن.
وفي هذا السياق، لا نستطيع أبداً أن نغفل الإشارة إلى مسلسل (طالع
الفضة) لسيف سبيعي وعباس النوري 2011، هذا المسلسل الذي كان سّباقاً في
تقديمه لمكون آخر من مكونات المجتمع السوري، كان مكوناً أساسياً في
المجتمع السوري عبر التاريخ، فعرض المسلسل لعائلات يهودية سورية
يسكنون في حي واحد مع كل من المسلمين والمسيحيين السوريين،
وعلاقاتهم فيما بينهم، ومنها علاقة الحب التي جمعت فتاة يهودية بشاب مسلم
لكنهما سرعان ما يفترقان فتهاجر الفتاة اليهودية إلى فلسطين مع من هاجر من
اليهود، ويساق الشاب إلى «الأخد عسكر»...
تشرين السورية في
17/03/2013
الفنانون السوريون يغرقون في رمال الثورة المتحركة
كتب الخبر: غنوة
دريان
هل وصل الفنانون السوريون إلى نقطة اللاعودة سواء في تأييدهم لنظام
الرئيس بشار الأسد أو الجيش السوري الحر؟ سؤال يطرح بقوة بعد سلسلة من
الأحداث تعرض لها هؤلاء آخرها خطف الجيش السوري الحر لوالد رغدة بسبب
موالاتها للنظام وطرد دريد لحام من المناطق اللبنانية التي تؤيد الثورة
السورية بسبب موالاته للنظام أيضاً...
«والدي محمود نعناع (90 عاماً) يعاني مرض الزهايمر من أكثر من 11 سنة،
خطفه الجيش السوري الحر انتقاماً من مواقفي المناهضة للثورة السورية
وتأييدي المطلق للرئيس بشار الأسد». هذه الرواية أطلقتها أخيراً رغدة
العائدة إلى سورية، بعدما أقامت في مصر أكثر من ثلاثين عاماً، للمشاركة في
مهرجانات مؤيدة لبشار الأسد، فلقبها المناصرون للثورة السورية بـ «الشبيحة
« ونعتتهم بدورها بأبشع الالفاظ. وأضافت تعليقاً على خطف والدها: «إذا
أرادوا أن يقتلوه فليفعلوا لأنه سيرتاح منهم».
كانت مواقع تابعة للمعارضة السورية نشرت تصريحاً منسوباً إلى فتاة قيل
إنها هبة نعناع، ابنة أخ رغدة، تكذب رواية عمتها بالقول: «أنا المدعوة هبة
نعناع ابنة أخ المدعوة رغدة نعناع، وبمحض إرادتي، أود تكذيب الخبر الصادر
من «الشبيحة» رغدة نعناع وتدّعي فيه اختطاف السيد محمود نعناع (جدي) من قبل
أولاده وأقربائه واحتجازه في منطقة حريتان. أنا بدوري أوجه رسالة إلى هذه «الشبيحة»
وأؤكد لها أن آل نعناع لن يسمحوا بتلفيق الأكاذيب لأغراض شخصية وتصفية
حسابات قديمة، وبأننا سنفضح ممارسات هذه الإنسانة وأسباب تطاولها على ذويها
وعلى مصداقية الثورة السورية».
بدورها ردّت رغدة عبر صفحتها على الـ «فيسبوك»: «أولا ليس لي أبناء أخ
بهذا الاسم، ثانياً: لا أعرف أحداً من آل نعناع هؤلاء الذين ينضوون تحت
جناح ما يسمى «الجحش الكر» في إشارة إلى الجيش الحر». وتابعت متحدية ادعاء
أقاربها بأن والدها بأمان معهم: «ليخرجوا به وليتحدث صوتاً وصورة لمدة
دقيقتين على الأقل»، كذلك سخرت من إعلانهم أنه انضم إلى الجيش الحر وقالت:
«موجوع قلبي ويعجز عن الضحك»، وتساءلت: «هل يمكنهم إفادتي إذا كانوا قد
انشأوا «كتيبة عجائز فاقدين للذاكرة» مثل هذا الحبيب «الختيار» وأي اسم
سيطلقون عليها؟».
ثمن غالٍ
رغدة واحدة من فانين كثر دفعوا ثمن مواقفهم السياسية من بينهم: الممثل
الصاعد محمد رافع الذي قتل بسبب مساندته العمياء للنظام السوري، الممثلة مي
سكاف التي اعتقلت لمشاركتها في تظاهرة ضد بشار الأسد، الممثل جمال سليمان
الذي تلقى تهديدات بحرق منزله لأنه يناهض النظام فاضطر إلى السفر إلى مصر
والبقاء فيها، الفنانة أصالة التي تتلقى تهديدات باستمرار لتأييدها الثوار،
سلاف فواخرجي التي تتلقى تهديدات بدورها لتأييدها النظام السوري، الفنان
دريد لحام الذي تعرض خلال تصوير مسلسله الجديد في لبنان إلى الطرد أكثر من
مرة من المناطق المؤيدة للثورة السورية.
هكذا أصبحت السياسة أقوى من الفن ولم يعد التاريخ الفني للنجم أو
سلسلة عطاءاته تشفع به تجاه الجمهور، وكل ما يتذكره الأخير هو مواقفه
السياسية تجاه هذا البلد أو ذاك أو هذه الثورة أو تلك.
ثمة فنانون يعتمدون سياسة النأي بالنفس حول ما يحدث في بلادهم
مثل مكسيم خليل الذي يعيش في لبنان ويبتعد عن وسائل الإعلام كي لا يحسب
عليه موقف سواء ضد النظام أو معه، تيم حسن الذي يلتزم الصمت ولا يقول سوى
عبارة واحدة: «أدعو الله أن يحمي سورية ويترحم على الشهداء»، قصي خولي،
سلمى المصري، ديما بياعة، باسل الخطيب. كذلك الأمر بالنسبة إلى جورج وسوف
الذي، رغم شعبيته الجارفة إلا أنه يلتزم الصمت في الآونة الاخيرة ولم يعد
يعلن تأييده للنظام السوري كما كان يحصل في بداية الثورة.
كذلك ثمة فنانون أصدروا بيانات نفوا فيها تصريحات نسبت إليهم حول
تأييدهم الثورة السورية أو النظام، مؤكدين أنها عارية عن الصحة جملة
وتفصيلا وأن المقصود منها إلحاق الضرر بهذا الفنان أو ذاك.
دهاليز الانقسامات
توضح الممثلة كنده علوش أن سورية تهمها في الدرجة الأولى وسلامتها،
ولا تدخل في متاهات ودهاليز انقسام الفنانين بين مؤيد للثورة السورية
ومعارض لها، وترفض قوائم العار.
بدوره يشير الناقد الأردني باسل العبيدات إلى أن الممثلين السوريين
الذين أتوا إلى الأردن لا يجاهرون بمواقفهم مع أنهم ينقسمون بين مؤيد
للنظام ويرى أن ما يحصل في سورية مؤامرة كبرى، ومعارض له ويتمنى نهايته
اليوم قبل الغد...
يضيف: «في الأحوال كافة يسيطر على الفنانين السوريين عموماً قلق كبير
وخوف، ففي حال انتصار الثورة السورية سيكون الفنانون المؤيدون للنظام من
أمثال رغدة وسلاف فواخرجي وغيرها من ضحاياها، وفي حال بقي الأسد في الحكم
سينتقم من مناهضيه شرّ انتقام، من بينهم: جمال سليمان ومي سكاف واصالة نصري
الذين لن يروا سورية بعد اليوم وقد يتعرضون للأذى الشخصي.
في المقابل يشير يوسف عبيدات متعهد حفلات أردني إلى أن الفنان السوري
يعيش حالة تمزق لا يحسد عليها، خلافاً للفنانين في مصر وسورية ولبنان وتونس
الذين يعبرون عن أرائهم السياسية من دون التعرض لأذى جسدي، ولكن الوعي
السياسي لدى الجمهور العربي قد يجعلهم يدفعون الثمن غالياً على الصعيد
المعنوي على الأقلّ.
الجريدة الكويتية في
18/03/2013
الإنتاج العام في سوريا لا يغادر السباق.. دراما على حافّة
الأزمة
صهيب عنجريني
تدخل «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» في سوريا الموسم
الدراميّ، مسكونة بهاجس الأزمة. وقد استقرّ مؤشر المؤسسة عند الرقم 4،
كحصيلة نهائيّة لخطة العام الحالي، وفق ما أكدته مديرة المؤسسة ديانا جبّور
في اتصال هاتفي مع «السفير».
وبحسب جبّور، أنهت كاميرا المخرج سمير حسين منذ أيام تصوير مسلسل
«حائرات» الذي كتبه أسامة كوكش، ويلعب بطولته رشيد عساف، ومصطفى الخاني،
ونادين خوري، وجهاد سعد، وآخرون. ينتمي العمل إلى الدراما الاجتماعية
المعاصرة، وتدور أحداثه في دمشق. ورغم أن المسلسل «ينأى بنفسه» عن الخوض في
رمال السياسة المتحركة، إلا أنّ الأزمة تعصف بمصائر شخصياته كما تعصف بكلّ
شيء سوري. فيحدث مثلاً أن تموتَ إحدى الشخصيات من جرَّاء سقوط قذيفة. ورغم
أن الموتَ هنا افتراض دراميّ لكنّ القذائف تحضر في بعض المشاهد بواقعية
مطلقة أفلح المخرج في تجييرها لصالح عمله، حين أصرّ قبل بدء التصوير على
تعديل النص لتتحول شخصياته من «كائنات تعيش وتتحرك كأنَّ شيئاً لم يكن، إلى
أناس يعيشون في قلب الأزمة ويموت بعضهم بسببها».
أما ثاني إنتاجات المؤسسة «تحت سماء الوطن»، فيبدو وفقاً لجبّور «أكثر
التحاماً بالإعصار السوري من دون الغوص في السياسة، أو التورط في الاصطفاف
بشكل مباشر، بل يشتغل على إرهاصات الأزمة». المسلسل عبارةٌ عن عشر ثلاثيّات
تقدّم كلّ منها حكاية درامية قائمة بذاتها، وينظمها الواقع السوري الراهن
في سلسلة واحدة كتب نصوصها كلّ من فادي قوشقجي، وعبد المجيد خليفة، وهالة
دياب، ونور شيشكلي، ويقوم بإخراجها نجدت إسماعيل أنزور. ويشارك في لعب
الأدوار عدد كبير من الفنانين السوريين ينتمون إلى أجيال مختلفة، منهم ديمة
قندلفت، وإسكندر عزيز، وبسام لطفي، وشادي مقرش. ويقول الكاتب فادي قوشقجي:
«كتبتُ ضمن هذا المشروع ثلاثيتيْن، تتناول إحداهما عمل الصحافيين في ظلّ
الظروف الراهنة، ومعاناتهم في نقل الخبر وفي محاولة توخي الدقّة
والموضوعيّة، والتجرد عن انحيازاتهم الشخصية لهذا الطرف أو ذاك، بالإضافة
إلى معاناتهم أحياناً مع المؤسسة الصحافية التي يعملون فيها بالذات، والتي
تملك هي الأخرى توجهها الخاص، ناهيك عن المخاطر الميدانية التي تواجههم..
أما الثلاثية الثانية فتتناول بعض الهواجس الخاصة بالأقليات من خلال قصة حب
باعد بين طرفيها الظرف الميداني لمدينتيهما، وضغطت على شخصياتها تساؤلات
البقاء أو الرحيل، بالإضافة إلى الاتهامات التي تعرضوا لها بالسلبية أو
المحاباة». وحول طريقة مقاربة الثلاثيتين للأزمة يقول قوشقجي: «المحصلة
تنحو الثلاثيتان نحو التعامل مع الإنساني أكثر من السياسي... ما تركته
الأزمة من ظلال ثقيلة على حياة الإنسان السوري، وعلى العلاقات بين
السوريين، كالحب والقرابة والصداقة.. والمقولة الأساسية لهما كما أتصورها
هي أولوية الإنسان.. وأولوية الانتماء لهذه الأرض ومحاولة إنقاذها من جحيم
الاستقطاب العنيف الذي سقطنا فيه بأعين مفتوحة.. وعقول مغمضة».
بدوره، يستعدّ المخرج باسل الخطيب للبدء خلال أيام قليلة في تصوير
«حدث في دمشق» وهي النسخة المعدلة من «حبّة حلب» سيناريو وحوار عدنان
العودة، عن رواية قحطان مهنّا «وداد من حلب»، والتي كان من المقرر أن تقوم
بإخراجها رشا شربتجي. وستلعب سلاف فواخرجي الدور المحوري في المسلسل،
ووفقاً لما كان أكده المخرج باسل الخطيب فإنَّ «التغيير الذي طال السيناريو
يعود إلى استحالة التصوير في حلب في ظل الواقع الراهن للمدينة».
على عكس ما يراه الكثيرون تؤكد ديانا جبور أن «حدث في دمشق» ليس
بعيداً عن الأزمة السورية، رغم أن أحداثه تدور في حقبة زمنية سابقة، وتقول:
«تبنينا العمل لأن فكرته الأساسية عن أنّ سوريا حاضنة المختلف، وأنها تميزت
عبر العصور لا بمجرد التعايش بين مختلف أطيافها، بل بتلاحم تلك الأطياف
مشكلة نسيجاً سورياً، فاليهود الذين عاشوا في سوريا لم يكونوا لينفصلوا عن
هذا النسيج لولا أن أيادي عابثة امتدّت لتؤلبهم وتختلق أزمة انتهت بخروجهم
من البلاد... وهذا ليس ببعيد عما يحدث اليوم، هي حلقات متتالية من مخطط
قديم يستهدف الفسيفساء السوريّة».
مسلسل «البلد حاف» سيكونُ رابع أعمال المؤسسة لهذا الموسم، وهو من
تأليف كميل نصراوي، وإخراج المخضرم فردوس أتاسي. ومع ملاحظة أن الخارطة
النهائيّة لطاقمه الفنّيّ لم تكتمل بعد، توضح جبّور أن العمل عبارةٌ عن
«لوحات منفصلة تدور في فلك الأزمة السورية عبر مقاربة أسبابها المختلفة وفق
خطوط يتوازى فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي».
أمام حقيقة أنّ ما تشهده الأرض السورية قد تجاوز بكثير كلّ خيال
دراميّ، يبرز تساؤل حول الجدوى المتوخاة من الدوران حول الأزمة مع الإصرار
على تحاشي الخوض في السياسة، ويبقى الجواب مؤجّلاً وبرسم الجمهور..
السفير اللبنانية في
21/03/2013
الدراما بمصر تعاني شحاً في الأفكار وتستعيد أفلاماً قديمة
4
مسلسلات في 4 أعوام تستوحي أحداثها من أعمال سابقة من أجل
ضمان النجاح
القاهرة - أحمد عبد الرحمن
يبدو أن الدراما المصرية باتت تعاني شحاً في الأفكار، ولم تعد تجد
سبيلاً للخلاص إلا عبر الاقتباس، فهو الطريق الأسهل للصناع من أجل تقديم
عمل قد يظنونه مضمون النجاح، فخلال السنوات الأربع الأخيرة، ظهرت أربعة
أعمال اعتمدت في قصتها على الاقتباس من أفلام تم تقديمها سابقاً، حيث قدم
الكاتب أحمد محمود أبو زيد، مسلسل "العار" في عام 2010، مقتبساً عن الفيلم
الذي كتبه والده الكاتب محمود أبو زيد وحمل نفس الاسم عام 1982، من بطولة
نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي، في حين أبطال المسلسل كانوا
مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة. أما مسلسل "الأخوة أعداء" الذي تم
تقديمه عام 2012، بطولة صلاح السعدني وفتحي عبد الوهاب، فكان بدوره مقتبساً
من الفيلم الذي حمل اسم "الأخوة الأعداء" وعرض سنة 1974.
وعلى الرغم من أن مسلسل "مولد وصاحبه غايب" الذي يشهد الظهور الدرامي
الأول لهيفاء وهبي لم يعلن صناعه عن اقتباسه من أية أعمال سابقة، إلا أن
قصة المسلسل تشبه إلى حد كبير فيلم "تمر حنه" الذي قدم في العام 1957.
وكانت آخر الأعمال المقتبسة هو مسلسل "الزوجة الثانية" الذي بدأ تصويره من
أجل العرض في رمضان المقبل، وهو مقتبس عن الفيلم الذي قامت ببطولته سعاد
حسني وشكري سرحان وصلاح منصور، وحمل نفس الاسم، بينما يقوم ببطولة المسلسل
عمرو واكد وباسم سمرة وآيتن عامر.
الهدف.. ضمان النجاح
الملاحظ أن كل هذه الأعمال حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً، وهو ما يدفع
إلى الاستنتاج أن صناع الدراما عادة ما يلجأون إلى تلك الأعمال تعويلاً على
نجاحها. هذا ما يؤيده مؤلف مسلسل "الزوجة الثانية"، ياسين الضوي، في
تصريحاته لـ"العربية.نت"، فقد أشار إلى أن نجاح هذه الأعمال هو ما يدفعهم
إلى إعادة تقديمها مرة أخرى، خاصة مع وجود تأثير لها عليهم كمشاهدين. كما
ألقى الضوي المسؤولية على المنتجين، حيث أوضح أن المنتجين هم عادة من يطلب
إعادة تقديم الأعمال السابقة لأنهم - بحسب الضوي - يسعون دائماً إلى عمل
مضمون النجاح، غير أنه حاول أن يزيح عن كاهله مسؤولية الاستسهال بتقديم عمل
مقتبس، مشيراً إلى أنه يعتمد في تقديم تلك الأعمال على وضع رؤية خاصة له
دون الاعتماد على نجاح تلك الأعمال التي يقتبسها، حتى لا يصبح دوره مجرد
النقل.
كما أوضح أن الأعمال التي يقتبسونها لا بد أن تكون موضوعاتها صالحة
للأيام الجارية، مشيراً إلى مسلسله الذي يحتوي في أحداثه ثورة من أهل
القرية على العمدة الذي يقوم بدوره باسم سمرة، وكان صلاح منصور
هو من قدم دوره في الفيلم.
ضمان النجاح وقلة الموضوعات الموجودة التي يتم تناولها سببان رأت
الناقدة ماجدة خير الله في تعليقها لـ"العربية.نت" أنهما يجوز التعويل
عليهما لتفسير ظاهرة الاقتباس، التي انتشرت في الأعوام الأخيرة، مشيرة إلى
أن الفيصل في تقييم الظاهرة لا بد أن يتم إرجاعه إلى كل عمل على حدة يتم
تقييمه، خاصة أنها تجربة ليست مضمونة النجاح بحسب رأيها، ضاربة المثل
بمسلسل "رد قلبي" الذي كان سيئاً بغض النظر عن نجاح الفيلم الذي اقتبس منه.
وأكدت أنه ليس بالضرورة أن يكون العمل المقتبس جيداً نسبة إلى العمل
المقتبس منه.
كما أشارت إلى أن الاقتباس متواجد في العالم كله، مدللة على كلامها
بفيلم "البؤساء" الذي قدم أكثر من مرة، وفي آخره مرة تم تقديمه خلالها نالت
آن هاثاواي جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم. كما
اعتبرت خير الله أن الاقتباس يعطي الفرصة للأعمال كي تتم مشاهدتها، لأن
البعض لم يشاهد تلك الأعمال المقتبس عنها.
العربية نت في
21/03/2013
ممثلون أتراك في الدراما المصرية
كتب الخبر: القاهرة
- الجريدة
بعدما اكتسحت الدراما التركية الشاشات في الوطن العربي، وبعدما فشل
صانعو الدراما المصرية في ابتكار معادلة توازيها على مستوى النجاح
الجماهيري والانتشار، ابتكر هؤلاء طريقة استنساخ جديدة تقوم على الاستعانة
بنجوم أتراك للمشاركة في بطولة مسلسلات مصرية على أمل تحقيق النجاح
المنشود، من بينها: «تحت الأرض» و{قلب أم».
أختار أحمد جبر، مخرج مسلسل «تحت الأرض» (مقرر عرضه في شهر رمضان
المقبل)، النجمة التركية سنجول أندون (نور شريكة مهند في النجاح) لبطولته
إلى جانب أمير كرارة. وقد وافقت على السيناريو بعدما أرسلته إليها المنتجة
دينا كريم، وتستعد لبدء التصوير على أن تحفظ الدور باللغة العربية. يذكر أن
الدور كتب في الأساس لممثلة لبنانية، إلا أن المخرج عدّل السيناريو لتكون
جذور البطلة تركية.
توضح دينا كريم أن السبب الأساسي وراء الاستعانة بنجمة تركية
هو الأجور القليلة التي يطلبها الأتراك، في حين يغالي نجوم عرب في أجورهم
بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى أن الأتراك يهتمون بالتفاصيل ويعملون باجتهاد.
تضيف كريم أن الممثلين العرب لا يراعون الأزمة المالية التي تمرّ بها
الدراما المصرية فيما يراعي الأتراك ذلك، «وهذا الأمر بالذات دفعنا إلى
الاستعانة بنجمة في حجم نور لمشاركة أمير كرارة بطولة المسلسل».
أتراك في «قلب أم»
اتفقت سميرة أحمد مع المنتج صفوت غطاس على اختيار ثلاثة من النجوم
الأتراك الشباب لمشاركتها بطولة مسلسلها الجديد «قلب أم» وأداء أداور
أبنائها، وبالفعل اتصلا بإحدى شركات الإنتاج التركية على أن يرسلا إليها
السيناريو لاختيار ثلاثة ممثلين يصلحون للأدوار الثلاثة، ولاحقاً سيتم
الاتفاق على الشكل الذي سيظهرون به: إما يتكلمون التركية وتعرض ترجمة على
الشاشة، أو تتم دبلجة أصواتهم أو يحفظون السيناريو باللغة العربية.
يصف صفوت غطاس هذه الظاهرة بأنها طريقة جديدة في التعامل مع متغيرات
الدراما المصرية، يقول: «أثبتت الدراما التركية قدرتها على جذب قلوب
المشاهدين العرب من خلال أعمال فنية ناجحة ومتميزة، فلماذا لا نستفيد من
نجاحها وشهرتها في أعمالنا الفنية؟».
يضيف: «لا علاقة للأمر برغبتنا في تسويق المسلسل، فحضور سميرة أحمد
وباقي الأبطال يكفي لتسويق العمل، لكن للأمر علاقة بالبحث عن دم جديد يظهر
على الشاشة ويضيف إلى العمل الفني».
بدورها توضح سميرة أحمد أن الدراما التركية أثبتت قدرتها على التحدي،
وتتساءل: «لماذا لا نستفيد منها في تقديم عمل فني مميز؟». وتضيف: «لا تعني
استعانتنا بنجوم أتراك عدم وجود كوادر فنية في مصر، فهذه الأخيرة ستظل
رائدة في الدراما المصرية».
قرر المخرج عصام الشماع من جهته الاستعانة بالنجمة التركية بيرين سات،
بطلة المسلسل التركي «فاطمة»، في مسلسل يتمحور حول قصة حب بين شاب وفتاة
تدور أحداثها على متن مركب نيلي، وكان عصام الشماع فكّر في تحويلها إلى
فيلم سينمائي، لكنه تراجع مفضلا أن يقدمها في مسلسل تلفزيوني.
لهذه الغاية اتصل الشماع بإحدى شركات الإنتاج التركية للتوصل
إلى اتفاق مع النجمة التركية الشهيرة، على أن تتم دبلجة صوتها بصوت ممثلة
أخرى في حال موافقتها.
استنساخ رخيص
يقف صانعو دراما كثر في مصر ضد هذه الظاهرة ويعتبرونها استنساخاً
رخيصاً بدل السعي إلى تقديم أعمال توازي الدراما التركية، فيما يصفها البعض
الآخر بأنها محاولة لترويج المسلسلات، في ظل الكساد الذي يمر به سوق
الدراما التلفزيونية، لذا يفضل البعض تسويق مسلسلاته بأسماء الأتراك، بدل
العمل بجهد لتقديم أعمال متميزة تجعل العالم يستعين بالدراما المصرية وليس
العكس.
بدأت محاولات استنساخ الدراما التركية مع تقديم صانعي الدراما المصرية
مسلسلات متعددة الأجزاء على غرار «زي الورد» بطولة يوسف الشريف ودرة
ومجموعة من الممثلين ولم يحقق نجاحاً يذكر، ثم استنسخت الصورة السينمائية
ونوعية المواضيع، إلا أن هذه التجربة لم تلقَ أي نجاح أيضاً، ما دفع صانعي
الدراما إلى الاستعانة بأبطال المسلسلات التركية لتنشيط الدراما في مصر.
الجريدة الكويتية في
22/03/2013
صباح السبت
في غمضة
عين
بقلم : مجـدى
عبدالعزيز
بالرغم من
الملاحظات الكثيرة علي البناء الدرامي لسيناريو حلقات »في غمضة عين« الذي
كتبه فداء الشندويلي والذي
عرضته خلال الأيام الماضية شاشة أم بي سي مصر الا
إنني سعيد بالعمل لعدة أسباب كثيرة لعل من أهمها النجاح الكبير للنجمة
العزيزة علي
عقلي وقلبي
انغام والتي هي في نفس الوقت بمثابة أبنتي التي ربطتني بها صداقة
عائلية منذ طفولتها وحتي اصبحت واحدة من الملكات التي تتربعن
علي عرش الغناء في مصر
بكل جدارة فهي صاحبة صوت وموهبة شديدة التميز و قد اضافت لنفسها نجاحا آخر
ضخما في
مجال التمثيل بتجسيدها شخصية بالغة الصعوبة والتعقيد في مواجهة ممثلين
أصحاب قامات
عالية في هذا المجال مثل داليا البحيري وحمدي أحمد وأحمد حلاوة
وأحمد وفيق وفتوح
أحمد وهناء الشوربجي وضياء الميرغني ورجاء الجداوي ومحمد الشقنقيري وغيرهم
من نجوم
العمل الذي أخرجه ببراعة المبدع سميح النقاش وأنتجه عمرو مكين علي مستوي
فني عال من
الإبهار.
ومن أسباب
اعجابي بحلقات »في
غمضة عين« أيضا هو الإمساك الجيد لأنغام بخيوط البناء
الدرامي لشخصيتي »نبيلة«
الحقيقية قبل أن تفقد الذاكرة و
»ليلي« بعد أن
أصبحت لا تعلم أي شئ عن ماضيها فلم تتوه منها أدق التفاصيل بل توحدت مع كل
شخصية من
الشخصيتين وذابت في تفاصيلها ولم تهتز وخطفت عين المشاهد
وجعلته متعاطفا مع مأساتها
وعاش معها بأعصابه وهي تمثل أصعب مشاهد العمل خاصة عقب وفاة زوجها بدوي
»أسامة
أسعد« ومرض أبنتها بثقب
في القلب ثم رحيلها وهي تجري الجراحة الدقيقة وما ترتب
علي حياتها من أحداث أخري جعلتها تواجه الدنيا بمفردها باســـــــتثناء
مساندة
الاســــتاذ »مخلص« لها.. ــ فتوح أحمد ــ بعد أن مات »د.ياسر«
الطبيب النفسي ـ حازم سمير ـ الذي كان يتولي علاجها ووقع في حبها وبات
قريبا من حل
لغز فقدانها للذاكرة فدبر له »باسم منصور«
المحامي حادث قتله مما أوقعها داخل
دوامات كثيرة قلبت حياتها رأسا علي عقب!
وتعلقت بأنغام
اكثر وازداد أعجابي بها كممثلة وكمطربة وهي تشدو بكلمات شاعرنا الجميل جمال
بخيت
وألحان خالد عز في تترات بداية ونهاية المسلسل وكانت آخر ثلاثة حلقات من
العمل تمثل
ذروة وصولها إلي قمة النجاح كممثلة في المشاهد المثيرة التي
جمعتها مع النجمة داليا
البحيري في لحظات المواجهة وكشف المستور وفضح جريمة النصب والاحتيال التي
خطط لها
ودبرها »باسم منصور« المحامي الشرير وسقطت في حفرتها صديقتها »فاطمة«
لتنتحل شخصية »نبيلة«
وتستولي علي ميراثها من عمها »حامد زهرة«
العملاق
حمدي أحمد الذي أبهرني جدا بأدائه المذهل لهذه الشخصية
المركبة السهلة والصعبة
في آن واحد.
والمساحة تضيق
هنا بالحديث عن انغام النجمة الموهوبة والتي توقع لها السيناريست المبدع
وحيد حامد
قبل التصوير ان تحقق نجاحا مدويا وصدقت توقعاته تماما وهو ما جعلها تستعد
لتقديم
تجربة جديدة مع المخرج الرائع أحمد علاء الديب خلال المرحلة
المقبلة بمشيئة
الله.
أنغام المطربة
والممثلة كانت في حلقات »في غمضة عين«
بحق وبدون مجاملة سيدة المشاعر
والاحاسيس الرقيقة وصاحبة المقام الراقي في التمثيل رغم انها المرة الاولي
التي
تواجه فيها كاميرات الفيديو ولكنها كانت كعادتها دائما النجمة
المحترمة
السوبر
ستار.
magabdelaziz@gmail.com
أخبار اليوم المصرية في
22/03/2013 |