دراما بوليسية ـ فرنسا ـ 1964
إخراج:
Rene
Clement
تمثيل:
Alain Delon, Jane Fonda, Lola Albright, Carl, Stuoumansky,
Arthur Howard
سيناريو:
Rene
Clement, Pascal Jardin
تصوير:
Henri
Decae
توليف:
Pedro
Zincone
المنتج:
Jacques Bar
_______________________________
كان هذا ثالث فيلم يمثله النجم الفرنسي (آنذاك) ألان ديلون مع
المخرج (الذي كان بدوره نجماً بين أترابه) رينيه كليمو. وفي حين أن ديلون
لعب تحت إدارة كليمو شخصية الرجل العابق بالشباب والجاذبية، الا أنه هنا
شاب فقط أما الجاذبية فمشكوك بها. ليس أنه يرتدي قناعاً ما او أنه يلعب دور
رجل مشوّه، بل لمجرّد أن شخصيّته في هذا الفيلم لا تتطلب أن يكون جذّاباً
لا بوجهه ولا بتصرفاته، فالدور الذي لعبه في هذا الفيلم ليس دور رجل وسيم
يستغل وسامته في كسب الفتاة في الفيلم والمشاهدين معاً، ولا أن تصرّفاته
تجعله بطلاً لابد من الوقوف وراءه. على العكس هو رجل ارتكب الكثير من
الآثام واعتقد حين هرب من الموت أنه سيلجأ الى حيث يمكن له التخلّص منها.
في الفيلم هو مارك عضو العصابة الذي تسلل الى مخدع إمرأة
الرئيس ما أغضب الرئيس فبعث وراء شلّة أميركية من القتلة المحترفة لكي
تقطع له رأسه وتعود به.
وبالفعل يتم إلقاء القبض على مارك لكن الشلّة تقرر أن تعذّبه
قبل أن تقطع رأسه وأن تصوّر هذا التعذيب. هنا يدخل الفيلم أولى دوائر
الرغبة في تزيين الموقف بالغرابة كما لو أن ما نشاهده هو حلقة من الكاميرا
الخفية إنما من دون أن ينجح المخرج في إبراز هذا المقصد وتأمينه تقنياً.
لكن مارك يهرب بعد أن يتم تغطيسه في »بانيو« من الماء الساخن
ويطلب المأوى في ملجأ بإسم »بيت الخلاص« (بمفهومه الديني) . من هناك ها هو
يتعرّف على إمرأتين واحدة ثرية أسمها باربرا (لولا ألبرايت) والثانية
خادمتها مليندا (جين فوندا) والأولى توافق أن يعمل سائقاً لديها. لكن لغاية
في نفس يعقوب (او هل أقول يعقوبة؟) إذ أنها تحاول انتزاع هويّته الشخصية
وإعطائها لشخص آخر لكي يهرب من فرنسا بها.
أول الغيث الذي يلفت إنتباه مارك هو أن باربرا تتحدّث الى
نفسها حين تقف أمام المرآة. لكن لاحقاً يكتشف مارك ونحن أنها تتحدّث الى
عشيقها الذي يقف وراء المرآة بعدما قتل زوجها وادعى أيضاً موته لكي يهرب من
البوليس. مارك المسكين سيجد نفسه بين المطرقة والسنديان. إذا ترك كنف البيت
سيتلقّفه أفراد العصابة الذين يبحثون عنه، وأذا بقى سوف يأتي اليوم الذي
يُقتل فيه.
الفكرة بحد ذاتها مثيرة، ولو أن المشكلة في الطريقة التي وضّب
بها المخرج مشاهده نافياً أهمية السرد المتواصل على إيقاع واحد. لذلك تمر
فترات من البطء التي تجعل المرء غير مشدود مطلقاً لما يدور.
لكن ما يتحدّث عنه المخرج هو وضع إنسان بين السماء والأرض. لقد
دخل مارك ملجأ للغفران والإصلاح ليجد نفسه في فخ مزدوج.
سينماتك
في 5 أبريل 2008