الثمانينات من القرن التاسع عشر كانت عقد العمل على إبتكار
الفيلم أيضاً، وليس الكاميرا. التطوّرات كانت متلاحقة كما تدل عليها
المحطات التالية
في العام 1880 حدثان مهمّان وقعا في الولايات المتحدة.
من ناحيته بدأ جورج إيستمان بتصنيع لوائح او إذا أردت شرائح
للتصوير مصنوعة من الزجاج. هذه جاءت قبل إختراع الفيلم كما نعرفه. سجّل
ايستمان إختراعه وأنشأ شركة بإسمه في مطلع العام التالي. وبعد عامين أخذ
يدرس طرق تطوير هذا الإختراع ما قاده الى مشارف اختراع الفيلم الخام. سنة
1885 توصّل الى إختراع الفيلم الخام او السيليلويد، لكنه لم يكن وحده.
هناك شخص آخر كان ينافسه على هذه المحاولة هو هانيبال غودوين
الذي سجّل إختراعه سنة 1887 قبل عام من تسجيل ايستمان إختراعه الذي لا
يزال حيّاً الى اليوم رغم التطوّر الحالي الذي يتيح للسينما التصوير
بالدجيتال أيضاً.
في العام 1880 عقد إدوارد مايبريدج معرضاً لإختراع أسماه
'Zoopraxiascope
وهو كان نوعاً من :الفانوس السحري" يعمل بديسك يدور
حاملاً صوراً وكلمّا دار أمام نافذة تبدّلت الصورة ذاتها قليلاً ما يوهم
بوجود حركة دائمة. المبدأ لم يكن جديداً تماماً إذ عرفنا هنا أكثر من
إختراع قام على المبدأ ذاته.
سنة 1888 قام الفرني لويس أوغستين لو برينس بتحقيق أوّل فيلم
سينمائي على فيلم يصور حركة أصلية وليست مهندسة على شكل تحريك صور جامدة
وهو صوّره في ليدز (إنكلترا) تحت عنوان
Roundhays Gardens Scene في العام التالي بدأ جورج إيستمان بإنتاج
"الفيلم" إنتاجاً تجارياً لم يكن هذا هو الفيلم الوحيد الذي حققه لو برينس
في ذلك العام بل أنجز أيضاً فيلمين آخرين هماLeeds
Bridge و
Accordion Player
ذلك الفيلم الأول في تاريخ السينما (إلا إذا تم إكتشاف فيلم
آخر قبله وهو أمر مستبعد تماماً) هو إذاً
Roundhay Garden Scene
وقد شاهدته على الإنترنت أكثر من مرّة. إنه عبارة عن ثانيتين وبضعة أعشار
من الثانية، نرى فيها حديقة (بذلك الإسم أعلاه). الى اليسار مبنى ورجل يسير
بسرعة مبتعداً عنه صوب يمين الصورة. في عمقها رجل وإمرأة يتمشّيان. هذا كل
شيء.
بعد ذلك بخمسة أعوام قام الأميركي قام توماس أديسون في شيكاغو
بعرض إختراعين واحد بإسم كيتوغراف، ويُعرف الآن بأول كاميرا قريبة من
المفهوم الشائع اليوم للكاميرات والثاني ما يشبه الصندوق لعرض الأفلام
داخله. ربما من نوع أن تضع رأسك في الثقب لترى ما يتم عرضه. لذلك، ولوجود
عدد مماثل من الإستنباطات سُمّيت السينما في ذلك الحين بـ
Beep Show
او إستعراض التلصلص الفيلم الأميركي الأول ورد سنة 1894 بعنوان
Fred
Ott's Sneeze
او عطسة فرد أوتس وفرد أوتس هو إسم الرجل الذي عطس في لقطة واحدة. إنتهى
الفيلم.
ماذا يبرهن ذلك؟
الأخوين لوميير ليسا صاحب أول فيلم، بل لويس أوغستين لو برينس
ثم توماس أديسون . ما فعله الأخوين لوميير هو أنهما كانا صاحب أول عرض
تجاري مدفوع الثمن. من حينها- أي من1895
إتخذت
السينما منحى جديداً نكمل رحلته في المرة المقبلة إن شاء الله.
سينماتك
في 12 يناير 2008
